مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-01-2007, 02:19 AM
بلوشستاني للأبد بلوشستاني للأبد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2006
المشاركات: 177
إفتراضي بلوشستان كبؤرة توتر جديدة

بلوشستان كبؤرة توتر جديدة
عبدالله المدني
elmadani@batelco.com.bh



يشهد إقليم بلوشستان الباكستاني منذ مطلع العام الجاري احتقانا لم تشهده منذ نجاح نظام الرئيس الأسبق ضياء الحق في سحق حركة تمرد يسارية مسلحة في بداية الثمانينات. ولو أن الأمر اقتصر على التوتر السياسي لربما كان المشهد غير ملفت لنظر المراقبين في الخارج ، خاصة وان البلاد كلها تعيش في أجواء سياسية غير سوية بسبب الصراع الدائر منذ عام 1999 حول الديمقراطية ما بين نظام الرئيس برويز مشرف و خصومه من الأحزاب و القيادات المدنية الكبرى.

ما أثار الانتباه هو أن الأوضاع في الإقليم بدأت منذ الشهر الماضي تأخذ منعطفا خطيرا بحدوث سلسلة من الاعتداءات المسلحة و أعمال التفجير ضد مواقع و أهداف حيوية مثل وسائل النقل العام و خطوط الاتصالات و محطات الطاقة و معسكرات الجيش و الأمن ، و إعلان جماعة غير معروفة تطلق على نفسها اسم "جيش تحرير بلوشستان" مسئوليتها عن تلك الحوادث مع توعدها بالمزيد. و لعل ما يؤكد هول هذه الضربات أنها تسببت في انقطاع التيار الكهربائي عن ثلث الإقليم بما في ذلك عاصمته كويتا ، وتوقف خطوط إمدادات الغاز و تعثر حركة السكك الحديدية ما بين كويتا و زاهدان عاصمة بلوشستان الإيرانية.

وجاء رد الحكومة المركزية في إسلام آباد بإرسال المزيد من التعزيزات العسكرية إلى بلوشستان مع تهديدات من الرئيس مشرف بأنه سوف يتصدى بطريقة تجعل البلوش ينسون أصولهم ، و تلميحات أخرى بإمكانية فرض الحكم العسكري المباشر على الإقليم أو إجراء تغييرات ديموغرافية ينقل بمقتضاها سكان الإقليم الأصليين بعيدا عن نطاق المواقع و البنى و المشروعات الاستراتيجية ، ليصب الزيت على النار و ينقل بلوشستان إلى واجهة الأحداث كبؤرة توتر جديدة في جنوب آسيا.

ومن يقرأ صحف باكستان اليومية هذه الأيام يجدها مليئة بمانشيتات و مقالات تتحدث عن تدهور الأوضاع هناك و بلوغها حدا يهدد وحدة البلاد ، أو تنتقد أسلوب الحكومة في معالجة الأزمة و تتهمها بالتصعيد المفضي إلى عواقب وخيمة. ومما كتب في هذا السياق أن الباكستانيين ملوا من لجوء الحكم إلى الإشارة إلى الأصابع الأجنبية كلما حدثت أزمة، وأنهم ينتظرون إقرارا منه بارتكاب الأخطاء ووعدا بتصحيحها ، إن لم يكن من اجل بلوشستان فمن اجل ديمومة و وحدة الكيان الباكستاني.

والحقيقة انه لا يمكن انتقاد حكومة الرئيس مشرف على موقفها. فهي ملزمة بالتصدي لأعمال العنف و التخريب و المحافظة على هيبة الدولة مثلما تفعل أية حكومة في مثل هذه الظروف. إلا أن ما يؤخذ عليها هو لجوءها إلى القوة و التشدد المفرط وحدهما دون محاولة نزع فتيل الأزمة بإزالة الأسباب التي أدت إلى ظهورها و تفاقمها. وهذا مأخذ لا يجمع عليه البلوش وحدهم وإنما أيضا قطاعات واسعة من الشعب الباكستاني و أحزابه و تنظيماته المدنية. فلئن كانت احزاب المعارضة لها اسبابها الخاصة للغضب والتنديد بسياسات الرئيس مشرف في بلوشستان و استغلال ما يجرى هناك لتسجيل نقطة ضد النظام و المؤسسة العسكرية التي يتهمونها بالغطرسة و الفساد ، فان الرأي العام الباكستاني بحسب ما تبينه الصحافة اليومية غاضب لأنه يخاف من تكرر السيناريوهات التي افضت إلى انسلاخ الجناح الشرقي للكيان الباكستاني. وهو محق في مخاوفه هذا ، لا سيما و أن هناك تشابها بين ما يجرى اليوم و ما جرى قبل 35 عاما في باكستان الشرقية (بنغلاديش حاليا) ، سواء لجهة وجود العسكر في الحكم ، أو استخدام القوة و البطش في علاج الأزمة ، أو وجود مناخ إقليمي و دولي ملتهب ، أو لجهة أسباب التمرد.

و من الواضح أن صبر البلوش قد نفذ مما يعتبرونه تهميشا لهم و تمييزا ضدهم من قبل الأنظمة الباكستانية المتعاقبة و استغلالا لثروات إقليمهم لصالح الآخرين. و قد عبر السيناتور المعارض صنعة الله بلوش عن هذا كله في بيان تفصيلي قدمه مؤخرا إلى مجلس الشيوخ الباكستاني تحت عنوان " عملية اغتصاب بلوشستان سياسيا و اقتصاديا و نفسيا". و في السياق نفسه كتب آخرون تحليلات تضمت معلومات مثل أن بلوشستان هي مصدر نحو 40 بالمئة من إجمالي ثروة باكستان من الغاز لكنها لا تستفيد إلا من 2 بالمائة منها ، بل حتى هذه النسبة المتواضعة لم يبدأ استفادتها منها إلا منذ عام 1986 على الرغم من اكتشاف الغاز في الإقليم في عام 1952 . و من الحقائق الأخرى التي يعزى إليها أسباب غضب البلوش و امتعاضهم أن منسوبي الجيش و الأمن و حرس الحدود في الإقليم هم بالكامل من غير العنصر البلوشي.

وهكذا يمكن اختزال أسباب الأزمة الراهنة في بلوشستان في جملة واحدة هي شعور مواطنيها بالحرمان الطويل و التهميش الذي وصل – طبقا للقوميين البلوش – إلى ما يشبه علاقة البيض بسكان استراليا الأصليين.

لكن لماذا انفجرت الأزمة الآن طالما أن شعور البلوش بالحرمان موضوع قديم و ليس وليد اليوم؟

الإجابة ربما تكون في شروع إسلام آباد منذ عام 2001 في التدخل بصورة أقوى من كل الحقب السابقة في تقرير مستقبل الإقليم الإنمائي دون استشارة أبنائه أو اخذ مرئياتهم و اشتراطاتهم في الاعتبار. من ذلك خطط باكستانية طموحة جارية على قدم وساق بمساعدة الصينيين لتحويل غوادر إلى ميناء عميق و مركز اقتصادي إقليمي. و المفترض أن تؤدي هذه الخطط إلى ازدهار الإقليم و جذب الاستثمارات إليه و بالتالي تحسن أوضاع البلوش المعيشية و ارتفاع أسعار أراضيهم. لكن القوميين البلوش تساورهم الشكوك و يوردون قصصا كثيرة طازجة للتأكيد على أن الفوائد ستذهب كما كان الحال دائما إلى جيوب غيرهم من النخب البنجابية المهيمنة و الجنرالات المتنفذين ، ولن ينالهم سوى الفتات.

تقع غوادر، التي كانت حتى عام 1964 مجرد مرفأ متواضع لصيادي الأسماك ، على بحر العرب في مواجهة مضيق هرمز و على بعد 400 كيلومتر من هذا الممر الاستراتيجي الهام الذي يعبر منه نحو 40 بالمائة من إمدادات النفط العالمية ، الأمر الذي يؤهلها للتحول إلى نقطة جذابة للشحن والإمداد والتجارة مع الخليج و أفغانستان و دول آسيا الوسطى حينما تستكمل تجهيزاتها و ترتبط بشبكة طرق برية مع المدن الباكستانية و الأفغانية و نظيراتها في آسيا الوسطى. و هي من ناحية أخرى تبعد عن كراتشي ، ميناء باكستان الرئيسي و قاعدتها الصناعية ، بنحو 725 كيلومترا مما يجعلها في مأمن من أي تهديد هندي بالحصار على خلاف كراتشي التي هدد الهنود بفرض حصار بحري عليها أثناء أزمة كارغيل 1999 .

و بالنسبة للصينيين الذين انفقوا حتى الآن نحو 400 مليون دولار على تطوير الميناء و ربطه بكراتشي بطريق سريع ، ولهم فيه 450 مهندسا (قتل ثلاثة منهم في مايو الماضي بواسطة قنبلة يعتقد أن المتمردين البلوش زرعوها) تبدو غوادر أيضا ذات أهمية استراتيجية. فعبرها يمكنهم الإشراف على 60 بالمائة من وارداتهم النفطية و التي تأتي من الخليج ، ومراقبة تحركات الأسطولين الأمريكي و الهندي في بحر العرب و المحيط الهندي ، بل و التدخل للدفاع عن مصالحهم في حالة قيام الأساطيل الأمريكية في الخليج بأي تحرك من شأنه معاقبتهم بسبب تطورات القضية التايوانية مثلا. وطبقا لأحد المحللين الاستراتيجيين الأمريكيين ، فان بكين باشرت بالفعل بتركيب أجهزة و معدات عسكرية في الميناء لأغراض مراقبة حركة السفن العابرة في بحر العرب.

و مما لا شك فيه أن ما يخطط لغوادر يثير انزعاج الأمريكيين المهتمين باحتواء تصاعد النفوذ الصيني فيما وراء البحار. غير أن واشنطون ليست وحدها القلقة. فطهران تشعر بالشعور ذاته ، لكن لأسباب أخرى تتعلق باحتمال أن تنافس غوادر ميناء تشاهبهار الإيراني الذي يجرى تطويره بمساعدة الهند لتكون منفذا بحريا لتجارة أفغانستان و دول آسيا الوسطى الغنية بالغاز و النفط. وربما استنادا إلى هذا سارعت إسلام آباد إلى اتهام جهات أجنبية بالوقوف خلف اضطرابات بلوشستان.

د. عبدالله المدني
*باحث أكاديمي و خبير في الشئون الآسيوية

elmadani@batelco.com.bh
__________________
ان يسرقوك{بلوشستاننا} من تاريخنا
لن ينزعوك من صدورنا{ بلوشستاني... الهوية و الانتماء..حتى الممات}
{هدفنا اعادة البناء و تصحيح المسار لهذة الصحوة}
:: احرام على بلابله الدوح،حلا ل على الطير من كل جنس::http://www.peakbagger.com/map/r434.gif
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م