مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 24-06-2003, 06:01 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي زينب بنت الامام علي رضى الله عنهما



في الخامس من جمادى الأولى من العام السادس الهجري، كان بيت النبوة ينتظر مولداً جديداً، فكان المولود بنتاً. طلبت أمها الزهراء (عليها السلام) من أمير المؤمنين (عليه السلام) أن يسميها، فقال: ما كنت لأسبق رسول الله في ذلك، وحين وصل الرسول (صلى الله عليه وآله) أخذ الطفلة بيده، فنزل عليه جبرائيل يبلغه أن الله أسماها زينب. وزينب لغة تعني الشجرة الجميلة طيبة الرائحة. ثم وضع الرسول وجهها على وجهه وبكى، فاستغرب الحاضرون وسألوه: يا رسول الله ما يبكيك؟ قال: أخبرني جبرائيل أنها ستكون شريكة الحسين في مصابه. ثم التفت إليهم وأوصاهم بها خيراً.

ونشأت العقيلة زينب ضمن عائلة قد نذرت نفسها للجهاد في سبيل الله، وتربت في أجواء رسالية ما كان يدور فيها غير الاهتمامات القيمية المبدئية، فجدها الرسول الأعظم (صلى الله عليه وآله) قاد بنفسه حوالي (28 غزوة ومعركة) وأبوها الإمام علي (عليه السلام) رافق الرسول (صلى الله عليه وآله) في جميع تلك المعارك عدا واحدة وهي غزوة تبوك حيث تخلّف بأمر من رسول الله (صلّى الله عليه وآله).

كما قاد الإمام بنفسه العديد من السرايا والمعارك المحدودة.

إن ذلك يعني أن بيت زينب وعائلتها كانوا يعيشون ظروف الجهاد في أغلب فترات حياتهم، فحينما يغادرهم الجد أو الأب إلى ساحة المعركة فستكون نفوسهم منشدة ومرتبطة بما يدور على ساحات القتال.

ولا ينحصر الأمر على تفاعل الأسرة مع قضايا الحرب والجهاد بل أنها كانت معنية بكل أوضاع المجتمع، فعائلة زينب هي في موقع القيادة والقلب.

وهكذا عاشت السيدة زينب (عليها السلام) فترة طفولتها في بيت تتموج فيه هموم مجتمعها، وفي أجواء مفعمة بالمسؤولية والتضحية.

وكانت السنوات التي عاشتها زينب (عليها السلام) مع جدها (صلى الله عليه وآله) هي خمس سنوات، وكان فيها رسول الله (صلّى الله عليه وآله) لا يشغله عن أهل بيته شاغل، خاصة بعد أن باتت فيه رياحينه، فإذا دخل البيت يأخذ الحسن ويحمله، ثم الحسين، تم تأخذ فاطمة زينب وتحملها إليه، فيهتز البيت غبطة لابتهاج الرسول بآله وابتهاجهم به، وتدلنا هذه الظاهرة أن النبي كان أكثر الأنبياء غبطة وسعادة بأهل بيته.

وقدّر للسيدة زينب أن تفقد جدها (صلى الله عليه وآله) وهي في الخامسة من العمر، وفقدت أمها الزهراء بعد ذلك بشهور قلائل فحزنت وهي الصبية الصغيرة عليها حزناً شديداً.

وبعد رحيل أمها الزهراء (عليها السلام) إلى عالم الخلود أصبحت السيدة زينب على صغر سنها سيدة المنزل وربة البيت، ترعى شؤون أبيها وإخوتها تماماً كما كانت أمها الزهراء تملأ فراغ خديجة بنت خويلد بالنسبة لرسول الله (صلى الله عليه وآله) حتى سميت أم أبيها. وأصبحت زينب ذات مكانة أكبر من سنها، لقد أنضجتها الأحداث، وهيأتها لأن تشغل مكان الرّاحلة الكريمة، فتكون للحسن والحسين وأم كلثوم، أُماً لا تعوزها عاطفة الأمومة بكل ما فيها من حنوّ وإيثار، وإن أعوزتها التجربة والاختبار.

وعاشت زينب في خضم المشاكل والأحداث، ويكاد هذا البيت ينفجر من الأحداث، فالأقدار تتواثب عليه، والنوائب تصليه.. وقلب زينب يتسع لكل هذه وأكثر منها، ولا غرابة فهي ابنة علي وأكرم بها وبأبيها.


ألقابها

لقبت زينب الكبرى بعدة ألقاب، منها عقيلة الطالبيين، الموثقة، المحدثة، عقيلة بني هاشم، الفاضلة، القانعة، العارفة، الكاملة، عابدة آل علي، العالمة غير المعلمة، وكل لقب يظهر جانباً من صفاتها التي تجلت في حياتها. وكانت (سلام الله عليها) تحاكي جدتها خديجة الكبرى في وقارها، وأمها الزهراء في عصمتها وحيائها، وأباها علي (عليه السلام) في فصاحته وبلاغته، وأخاها الحسن (عليه السلام) في حلمه، وسيد الشهداء (عليه السلام) في شجاعته. وقد وصفها السجاد (عليه السلام) بأنها عالمة غير معلمة.

زواجها

وعند تجاوز زينب مرحلة الطفولة، ومع شديد رغبتها في البقاء مع أبيها، وفي توفير الرعاية لأخويها الحسنين، إلا أنه كان لا بد لها من الزواج. وجاء الخاطبون يتوافدون عليها، رغبة في الاتصال بالنسب النبوي الشريف، ولما يعرفونه من كمال زينب وفضلها وأدبها، لكن أباها علياً كان يردّ كل خاطب لأنه (عليه السلام) قد اختار لابنته الزوج المناسب والكفء.

والعناية الإلهية التي أحاطت بالسيدة زينب (عليها السلام) ووجهت مسارات حياتها كان لا بد وأن تتدخل في شأن هذا الأمر الخطير من حياة السيدة زينب، وهو اختيار القرين والزوج المناسب والكفء لهذه المرأة العظيمة... وهذا ما حصل بالفعل فقد شاء الله تعالى أن تقترن العقيلة زينب بواحد من أعظم وأنبل شباب الهاشميين وهو ابن عمها عبد الله بن جعفر بن أبي طالب.

واختيار الإمام علي عبد الله بن جعفر ليكون زوجاً لابنته زينب اختيار أكثر من موفق، فعلي يعرف مكانة أخيه جعفر، وعبد الله ربيب للإمام علي حيث أصبح في رعايته بعد شهادة أبيه جعفر، وأمه أسماء بنت عميس وثيقة الصلة والعلاقة بالسيدة الزهراء أمّ العقيلة زينب، ثم هي قد أصبحت زوجاً للإمام علي، إضافة لكل ذلك المؤهلات الشخصية التي كان يجدها الإمام في ابن أخيه عبد الله بن جعفر. وقد ولد عبد الله في الحبشة عندما هاجر إليها والداه، وهو أول مولود ولد في الإسلام بأرض الحبشة، وبعد شهادة أبيه في مؤتة أخذه رسول الله (صلى الله عليه وآله) في حجره قائلاً: (أما عبد الله فشبيه خَلقي وخُلقي، اللهم اخلف جعفراً في أهله، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه). لقد كان عبد الله معروفاً بنخوته وكرمه وحلمه، حتى سمي بقطب السخاء، إضافة إلى كونه ابن جعفر الطيار المعروف بذي الجناحين.

وكان عرس زينب كعرس أمها، غاية في البساطة والتواضع، وكان الشرط الوحيد الذي اشترطته على زواجها أن تكون دائماً إلى جوار أخيها الحسين، وكان لها ذلك فرافقته حتى هجرته إلى مكة، وبعدها إلى الكوفة.
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
  #2  
قديم 24-06-2003, 06:03 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي



.

مكانتها عند أهل البيت (عليهم السلام)

مما يؤكد مكانتها وجليل منزلتها ورفيع قدرها أن الحسين (عليه السلام) كان قد عهد إليها في حفظ العيال والأطفال والقيام بشؤونهم بعد قتله.

وكذلك أوصى لها في الظاهر في إبلاغ الأحكام والمعارف والأجوبة على المسائل. وإن كان الواقع هذا يخرج عن الإمام زين العابدين. وما ذاك إلا محافظة على الإمام (عليه السلام). وستراً عليه من كيد الأعداء وطغيان بني أمية الذين تمادوا في ظلم أهل البيت. إن قيام زينب بالمهمات الدينية والشرعية وهي تتلقى العلوم من الإمام زين العابدين بن علي، فيه من التأكيد على جلالة قدرها ما لا يخفى على لبيب وفطين.

علم السيدة زينب

لقد اهتمت السيدة زينب بتلقي العلم والمعرفة منذ نعومة أظفارها وفي وقت مبكر من حياتها، حيث أنها روت عن أمها فاطمة (عليها السلام) .

وقد أشار ابن أبي الحديد المعتزلي إلى أسانيد خطبة الزهراء للاحتجاج حول منطقة فدك إلى أسانيد منتهية كلها إلى السيدة زينب نقلاً عن أبي بكر الجوهري.

وكما روت عن أمها الزهراء، فقد روت أيضاً عن أبيها علي، وعن أخويها الحسنين. ( زينب الكبرى، النقدي: ص35).

ولم تختزن السيدة زينب العلم لنفسها أو تحتكره لذاتها بل أفاضت من معارفها ومروياتها على أبناء الأمة، فكانت تتحدث ليس فقط للنساء بل حدثت العديد من رجالات بيتها وسائر الأصحاب والتابعين، فقد روى عنها جابر، وعباد العامري، وابن أخيها الإمام علي بن الحسين زين العابدين، وروى عنها حبر الأمة عبد الله بن عباس، وزوجها عبد الله بن جعفر، وروى عنها محمد بن عمر الهاشمي، وعطاء بن السائب، وروى عنها أحمد بن محمد بن جابر، وزيد بن علي بن الحسين) (زينب الكبرى، النقدي: ص37).

ويكفي لإدراك مقام زينب الريادي في ميدان المعرفة والعلم أن نتأمل ما رواه الصدوق محمد بن بابويه (طاب ثراه) من أنه كانت لزينب نيابة خاصة عن الإمام الحسين (عليه السلام) بعد شهادته، وكان الناس يرجعون إليها في الحلال والحرم حتى برئ زين العابدين.

كما أن شهادة الإمام زين العابدين في حقها لم تكن جزافاً ولا مبالغة وهو الإمام المعصوم حيث قال لها: (أنت بحمد الله عالمة غير معلمة وفاهمة غير مفهّمة)

فهذه العبارة دلالة كبيرة ومهمة في التأكيد على علمها وسعة معرفتها وأن هذه العلوم التي لديها ليست كسبية شأن الناس الذين يتعلمون والفقهاء والعلماء الذين يأخذون العلم على بعضهم البعض. وإنما هي في ذلك شأن آبائها الطاهرين في علومهم وأنها كانت على هذه الدرجة من الإلهام وتحصل لها المعرفة بواسطته. وأنها تنال من الفيض الإلهي في المعرفة والعلم ما تمتاز به عن غيرها وتسمو إلى المقامات العالية المراتب الفائقة بحيث لا يضاهيها أحد سوى الأئمة الأطهار معدن العلم ومستودعه.


عبادتها

لقد عاشت زينب (عليها السلام) آفاق المعرفة الصحيحة والدقيقة والشاملة وأجواء الروحانية والقدسية في ظل أخويها وأمها وأبيها وجدها (صلوات الله عليهم أجمعين). وتربت عليها في جميع جهاتها وأنحائها، وهم (عليهم السلام) العابدون الحقيقيون بكل مراحلها واعتباراتها. وأهل العبادة فيها، ولذلك ما تركت زينب العبادة في أحلك الأوقات، وأصعب الحالات وأمضى الآلام والمحن. وهل هناك محنة أشد وأصعب وأكثر ألماً من محنة كربلاء التي واجهت زينب فيها ما لا يمكن أن يتحمله إنسان آخر مهما بلغ من قوة التحمل والصبر.

ورغم هذا لم تنقطع زينب عن عبادتها ونوافلها وتلاوة كتاب الله، فليلة العاشر وهي أشد الليالي وأصعبها وأخطرها وأمضّها، حيث أنها تعلم بالمصير الذي يجري على أخيها الحسين وعلى أهل بيته وأبنائه وأخوته وأصحابه، وتحوط بها المتاعب والمخاطر من كل الجهات. ومع ذلك لم تزل قائمة راكعة ساجدة تالية للقرآن صابرة محتسبة. بل في ليلة الحادي عشر من محرّم تلك الليلة التي قامت بها بحفظ العيال والأطفال وتولت حراستهم والمهام الأخرى التي ألقيت على عاتقها وعهد الحسين (عليه السلام) بها إليها. ومنها المحافظة على الإمام زين العابدين، التي تعني المحافظة على الإمامة التي عهد الله لعباده مع هذا الحال لم تترك عبادتها، وما يترتب عليها من صلوات ونوافل بل وهي في طريق الأسر إلى الكوفة ثم إلى الشام لم تترك العبادة. إنها قطعاً دون المعصومين عبادة، ولكنها حاكت درجة الأوصياء في العبادة وفاقت العارفين والمجتهدين والعابدين من أهل الصلاح والدين والاتصال بالله والتمحض له.

أم المصائب

زينب هي النموذج الأسمى في الصبر. لقد واجهت وعاشت المصائب، من طفولتها وأيام صباها، فقد لازمتها المصائب والمحن كأنها وإياها قرينان، حتى سميت بأم المصائب، لقد فقدت جدها الرسول الكريم وفقده مأساة عظيمة لأن وجوده كان حياة للمسلمين، وفقدت أمها البتول، وفقدت أباها أمير المؤمنين وعاشت مأساة شهادته في محرابه بين مناجاته وصلاته، ثم جاءت كربلاء ومحنتها الشديدة فهي أشد المحن، وأقسى النوائب، وأفجع الحوادث عليها، لقد شهدت قتل الحسين وأبنائه وإخوته وأبناء عمومته وأصحابه بشكل وحشي همجي، بعيداً عن الرحمة والشفقة. وعاشت محنة الأسر وذله، وعاشت ذل الموقف بين يدي القتلة. وعاشت حقدهم وشماتتهم ومر عدوانهم وجبروتهم وطغيانهم، وأصرت على ذلك كله، وعاشت المسؤولية الكبرى ومهامها في حفظ العيال والأطفال، والقيام بواجبهم والقيام أيضاً بواجب الوصية التي عهدها إليها أخوها الحسين.

ولذلك كان صبر زينب صبر الأنبياء، وصبر الأوصياء والأصفياء، وحتى أن الصبر عجز عن صبرها.

أسفارها

أجمع المؤرخون على أن السيدة زينب (عليها السلام) سافرت أولاً مع أبيها أمير المؤمنين (عليه السلام) من المدينة إلى عاصمة حكمه الكوفة.

ورجعت إلى مسقط رأسها المدينة المنورة مع أخيها الحسن سيد شباب أهل الجنة وأول السبطين. وفي عام ستين للهجرة سافرت مع أخيها الحسين (عليها السلام) ريحانة رسول الله إلى كربلاء للمرة الثانية. وأخذت من العراق بعد واقعة الطفل إلى الكوفة أسيرة مع السجاد زين العابدين (عليه السلام) وعيالات الحسين ومن معهم من نساء الهاشميين والأنصار، ومنها صيرت إلى الشام، ومكثت بالشام أسيرة، وبعدها رجعت إلى العراق مع السجاد زين العابدين (عليه السلام) إلى كربلاء لتجديد العهد بزيارة أخيها الحسين والشهداء معه من آل رسول الله، ورجعت منها إلى المدينة في حالة مشجية.

والسفرة الأخيرة، كانت مع زوجها عبد الله بن جعفر (رحمه الله) حين جاء بها إلى قرية قرب دمشق ليتعاهد أمور ملكه وفي هذه السفرة توفيت ودفنت في هذه القرية. والتي تبعد عنها من الجهة الشرقية الجنوبية ما يقرب من سبعة كيلومترات، وتعرف اليوم بقرية (قبر الست)، ولم يحدثنا التاريخ عن غير هذه السفرات للسيدة زينب (عليها السلام).

وفاتها

لم تمكث العقيلة بعد فاجعة كربلاء إلا زمناً قليلاً حتى تناهبت الأمراض جسمها، ولازمت الفراش وهي تعاني آلام المرض، وما هو أشق منه وهو ما جرى عليها من الرزايا، وكان ماثلة أمامها حتى الساعات الأخيرة من حياتها، وقد وافتها المنية ولسانها يلهج بذكر الله وتلاوة كتابه، وقد صعدت روحها الطاهرة إلى السماء كأسمى روح صعدت إلى الله تحفّها ملائكة الرحمن.

وكان تاريخ وفاتها على أرجح الأقوال يوم الأحد لخمسة عشر مضين من شهر رجب سنة (62)، وقد آن لقلبها الذي مزقته الكوارث أن يسكن ولجسمها المعذّب أن يستريح.

أما قبرها فإن المشهور في الأوساط الإسلامية أنه موجود في الشام حيث هو قائم الآن، وقد أُحيط بهالة من التقديس والتعظيم، وتؤمّه الملايين من الزائرين متبركين ومتوسلين به إلى الله تعالى، شأنه شأن مرقد أخيها أبي الأحرار (عليه السلام) الذي صار أعز مرقد في الأرض.

فسلام عليها يوم ولدت ويوم استشهدت صابرة محتسبة ويوم تبعث حية مع الشهداء والصديقين وحسن أولئك رفيقا.
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
  #3  
قديم 24-06-2003, 06:16 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي



المرقد الزيني في مصر



بعد استقصاء أدلة القائلين بأن السيدة زينب توفيت في مصر ودفنت فيها في المرقد المنسوب الها بعد استقصاء تلك الادلة يبدو للمتتبع ولاول نظرة انها أسلم وأقرب الى المنطق من أدلة القائلين بأنها خرجت مع زوجها الى ضاحية من ضواحي الشام فرارا من المجاعة وتوفيت فيها كما تشير إلى ذلك رواية القائلين بأن مرقدها في محلة الفسطاط من القاهرة .

لقد اعتمد القائلون بأنها توفيت في مصر ودفنت فيها على رواية ابن عساكر في تاريخه الكبير وابن طولون في كتابه الزينبيات ، ويدعي أنصار هذا الرأي انها بعد رجوعها من السبي مع عائلة الحسين وعائلات القتلى من آل ابي طالب والانصار كانت لا تدع البكاء والنحيب والحديث بما جرى للحسين ومن معه وتحاول اثارة الرأي العام على الأمويين وأنصارهم واستطاعت خلال اشهر معدودات ان تشحن النفوس بالحقد والكراهية ليزيد وأسرته وأصبحت المدينة كالبركان المهيأ للإنفجار بين لحظة وأخرى فكتب عمر بن سعيد الاشدق الى يزيد يخبره بتأزم الموقف وبمواقف العقيلة التي ألهبت المشاعر وهيجت عليه الرأي العام فكتب اليه كما جاء في ص 185 من زينب الكبرى للشيخ جعفر نقدي عن الطراز المذهب لعباس قلي خان فكتب اليه ابن معاوية يأمره بأن يفرق بينها وبين الناس ويخرجها من الحجاز فجاءها الوالي وعرض عليها كتاب يزيد بن مسيون وطلب منها ان تخرج من الحجاز الى حيث شاءت فرفضت طلب الوالي وأصرت على عدم خروجا من المدينة ، وقالت : لقد علم الله بما جرى علينا من القتل والسبي ، وكنا نساق كما تساق الانعام من بلد الى بلد على الاقتاب ، ومضت تقول : فوالله لا اخرج من مدينة جدي وان أهرقت دماؤنا على حد تعبير الراوي ، ولما أصر الوالي على اخراجها اجتمع عليها نساء بني هاشم في محاولة لاقناعها بالخروج من المدينة ، وقال لها زينب بنت عقيل : يا ابنة عماه لقد صدقنا الله وعده وأورثنا الارض تتبوأ منها حيث نشاء فطيبي نفساً وقري عينا وسيجزي الله الظالمين بما جنته ايديهم ، أتريدين بعد هذا هوانا ارحلي الى بلد آمن ، واتفق الرأي على خروجها فاختارت مصر وخرج معها من العلويات كل من سكينة وفاطمة ابنتي اخيها الحسين ، وكان ذلك سنة احدى وستين وفي شهر شعبان من تلك السنة وبعد مرور سبعة اشهر على مجزرة كربلاء وخمسة اشهر على رجوعها من السبي الى المدينة ، واستقبلها الوالي على مصر مسلمة بن مخلد الانصاري في جماعة معه وأنزلها جاره في الحمراء كما تدعي الرواية التي وصفت رحلتها فأقامت بها احد عشر شهراً وتوفيت في النصف من رجب سنة 62 هجرية ، ودفنت بالقرب من دار الوالي ومن بساتين عبد الرحمن بن عوف على حد تعبير جعفر نقدي عن النسابة العبيدلي ولم يرد في حديثه عن ملابسات رحلتها وعن سفرها ذكر لزوجها عبدالله بن جعفر ولا لاحد ممن بقي مع الاحياء من اولادها وأولاد اخوتها وغيرهم من الهاشميين .

وقالت الدكتورة بنت الشاطىء في ص 137 من كتابها بطلة كربلاء في وصف رحلتها الى مصر : لقد بزغ هلال شعبان من سنة احدى وستين في اللحظات التي وطأت فيها السيدة ارض النيل فاذا جموع من الناس قد احتشدت لاستقبالها وساروا في موكبها حتى بلغوا قرية بلبيس ، فقابلتهم هناك جموع آتية من عاصمة الوادي الأمين ومسلمة بن مخلدة الانصاري امير مصر في وفد من أعيان البلاد وعلمائها قد خرجوا لاستقبال ابنة الزهراء وأخت الإمام الشهيد ، فلما أطلت عليهم بطلعتها المشرقة بنور الاستشهاد والنبوة اجهشوا بالبكاء والنحيب ، ومضوا بركبها حتى اذا بلغوا العاصمة مضى بها مسلمة بن مخلد الى داره فأقامت بها قرابة عام لم تر خلاله الا عابدة متبتلة ، وكانت وفاتها عشية الاحد لاربع عشرة مضين من رجب عام 62 على أصح الأقوال على حد تعبير بنت الشاطىء .

وأكثر الذين يدعون بأن المرقد الموجود في مصر هو مرقدها يدعون ان خروجها من المدينة كان بعد رجوعها من السبي اليها باشهر معدودات وفي الشطر الاخير من سنة 61 بالذات وأن يزيدا اخرجها من المدينة لان بقاءها بها كان يشكل خطرا على دولته وانها كانت تعمل لاعداء اهل المدينة وغيرهم من المسلمين للثورة ، ولم يسجلوا موقفا لزوجها ولا لاحد من اولادها والعلويين والطالبيين من رحلتها ولم يذكروا ان احدا منهم كان معها في منفاها .

ويبدو بعد التتبع ان القائلين بأنها توفيت في مصر ودفنت فيها اكثر من القائلين بأن المرقد الموجود في ضاحية الشام هو مرقدها وان ابن عساكر في تاريخه الكبير وابن طولون الدمشقي في رسالته الزينبية كانا اول من تعرض لمرقدها على هذا النحو ودونه من بعدهما الشعراني في كتابه لواقح الأنوار والشيخ محمد الصبان في اسعاف الراغبين ، والشبلنجي في كتابه نور الابصار والشبراوي في الاتحاف ، الى غير ذلك ممن تأخر عنهما من المؤلفين ، في حين ان المؤلفين والمؤرخين القدامى الذين كانوا يتتبعون الاحداث كبيرها وصغيرها لم يتعرضوا لشيء من ذلك ، مع العلم بأن اخراجها من المدينة لو كان على النحو المذكور من المستبعد ان يتجاهله المؤرخون الذين كتبوا التاريخ والسير ولم يتجاهلوا شيئا مما حدث بين المسلمين وبخاصة ما كان منها في تلك الفترة من تاريخهم المشحون بالاحداث والاضطرابات .

ومهما كان فالذي اراه ان حديث سفرها الى مصر وأسبابه ليس بأسلم من جميع جهاته من حديث سفرها الى ضواحي الشام ووفاتها بها ولا بأقرب الى الواقع منه ذلك لانهم لم يتعرضوا لزوجها عبدالله بن جعفر مع العلم بأنه كان حيا يرزق ومن أعلام المسلمين يومذاك ولا لأحد من أولادهم وأخوتها وآل ابي طالب من هذا الحادث ، وهل يجوز على رجل كعبدالله ابن جعفر الذي كان يتمتع بمكانة عالية بين اولاد المهاجرين والانصار ان يقف مكتوف اليدين من تسفير زوجته عقيلة آل ابي طالب ولايتدخل في انقاذها او يسافر معها ، وإذا جاز عليه ولو من باب الافتراض فهل يجوز ذلك على ابن اخيها السجاد وهي التي كانت ترعاه وتحرسه منذ خروجها من المدينة في ركب اخيها الى حين رجوعها اليها وقد تعرض للقتل اكثر من مرة ، ولكنها كانت تدافع عنه دفاع من لا يرى للحياة وزنا بدونه وتطلب من اولئك الجزارين ان يقتلوها قبله .

ولماذا لم يخرج معها احد سوى فاطمة وسكينة كما تدعي الرواية واين منها اولادها وأولاد اخوتها وأحفاد عبد المطلب وأبو طالب والهاشميات من بنات ابي طالب .

وهل كانت وحدها تحرض الناس على الثورة بعد مجزرة كربلاء وكل الدلائل تشير الى ان جميع مواقف العلويين والعلويات والطالبيات كانت تلهب المشاعر وتحث الجماهير المسلمة على الثورة والانتقام من يزيد وحزبه لمقتل الحسين .

ولم تكن مواقف الإمام علي بن الحسين (ع) بأقل تأثيرا على الرأي العام من مواقف عمته العقيلة ابنة علي والزهراء ان لم تكن اكبر تأثيراً منها .

لقد بقي لسنوات عديدة وقيل اكثر من عشرين عاماً يبكي أباه وبقية القتلى من اخوته وابناء عمومته كلما ذكرهم ذاكر وعندما يقدم له طعامه يبله بدموع عينيه كما يدعي الرواة والمسلمون يتلوون لحاله ، وكان يدخل احيانا سوق القصابين ، ويوصيهم بأن يسقوا الذبيحة قبل ذبحها ثم يصيح : لقد ذبح أبو عبدالله عطشانا فيجتمع عليه الناس يبكون لبكائه ، ولم تكن ثورة المدينة وليدة انفعال طائش بل كانت مننتائج مواقف الإمام السجاد وعمته العقيلة والاحزان التي خيمت على اهل البيت ، بالإضافة الى تحسس المسلمين بوقع تلك الجريمة التي لم يحدث التاريخ بأسوأ منها ، فلماذا لم يأمر ابن مسيون باخراج السجاد من المدينة ، ولماذا ترك لها الخيار في الذهاب الى أي بلد شاءت ، ولم يعارض في اختيارها لمصر ، في حين ان وجودها في مصر يشكل عليه نفس الاخطار التي كان يتخوفها من بقائها في الحجاز ، لان المصريين كانوا اقرب الى العلويين من الحجازيين وفيها من الشيعة يومذاك أعداد كبيرة ، والذين رووا اسطورة خروجها الى مصر يدعون بأن المصريين تلقوها بالبكاء والعويل والنياحة كما ذكرنا .

وإذا كان حفيد هند وأبي سفيان يحاذر من بقاء زينب ابنة علي في الحجاز ويتخوف ان يتسبب بقاؤها في الثورة عليه ، فكان من المفروض ان يضعها تحت رقابته وفي عاصمته او في الربذة كما كان يفعل الخليفة عثمان بن عفان مع من يخاف منهم ، فكان يرسلهم الى الشام ليكونوا تحت رقابة معاوية وعندما يعجز معاوية عن وضع حد لنشاطهم اما ان يضعهم في سجونه او يردهم الى المدينة ليحدد الخليفة مصيرهم ، وكانت الربذة ومن على شاكلتها من البراري المقفرة من أوفر الناس حظا بأولئك الاحرار كما فعل

خليفة المسلمين مع الصحابي الجليل ابي ذر الغفاري حتى لا يرى احدا ولا يراه احد وبها كانت نهايته .

هذا كله بالاضافة إلى ان يزيد بن معاوية بعد تلك النقمة العارمة عليه بسبب مجزرة كربلاء كان يتظاهر بالندم والتنصل من مسؤولياتها ويحاول تغطية نتائجها المريرة بالتقرب من العلويين والاحسان اليهم ، وقد اوصى مسلم بن عقبة عندما ارسله الى المدينة لقمع الثورة بعدم التعرض لاحد من العلويين والطالبيين والاحسان اليهم وجرت بينه وبين عبدالله بن العباس رحمه الله مراسلة اوردها اليعقوبي في تاريخ وغيره بعد تلك الجريمة النكراء التي ارتكبها مع اهل البيت (ع) لم يترك بن عباس عيبا من العيوب الا وألصقه فيه ولا منقصة الا ووصفه فيها محتقراً له بكل ما في الاحتقار من معنى ، ومع ذلك لم يصدر منه ما يسيء اليه ولم يكن ذلك منه إلا لما تركته في نفسه تلك المجزرة الرهيبة من الخوف والقلق على مصيره ومصير اسرته ودولته بعد النقمة العامة التي شملت جميع الاوساط الإسلامية على اختلاف ميولها واتجاهاتها .

ومهما كان الحال فان أسطورة نفي العقيلة الى مصر ووفاتها فيها ليست بأقرب إلى الواقع من خروجها من المدينة مع زوجها إلى الشام ووفاتها فيها ان لم تكن ابعد منها .


أما رأيي انا فانه ارى ان السيدة زينب بعد مقتل اخيها الامام الحسين سبيت الى الشام عن طريق ما يعرف اليوم بمدينة بعلبك حيث بالمصادفة هناك صخرة اثرية خطت في عهد الملك الظاهر بيبرس تذكر بانه اقام مسجدا والمسجد اثري لا تزال اطلاله الى اليوم .. اي ان الرحلة من كربلاء - بعلبك - الشام - مصر ومن ثم اعيدت السيدة زينب بنية عودتها الى المدينة عن طريق الشام ولكنها قد توفيت في الشام
وهو مقامها الاقرب للصحة .
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان

آخر تعديل بواسطة البارجة ، 24-06-2003 الساعة 06:47 PM.
  #4  
قديم 24-06-2003, 06:19 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي



اين مرقدها اذن



بعد هذا العرض اليسير لآراء الفريقين القائلين بأنها دفنت في ضواحي دمشق والقائلين بأنها في محلة الفسطاط من القاهرة وما أبديناه من الملاحظات عليها اتي كما ارى تثير اكثر من الشفك في صحة ما يقال انها دفنت في احد هذين القطرين ، فلم يبق أمامنا سوى القول الذي يرجح قائلوه انها دفنت في مدينة جدها الرسول (ص) بعد رجوعها من السبي بأشهر معدودات أو سنوات معدودات واثبات ذلك لا يحتاج الى مزيد من الاستدلال والبحث بعد العلم القطعي انها رجعت إلى المدينة على رأس تلك القافلة من السبايا والاسرى وتؤكد جميع المصادر انها بقيت في المدينة لمدة من الزمن تندب وتبكي وتتلوى هي والهاشميين والهاشميات على ما حل بأهلها واخوتها ويبكي لحالها القريب والبعيد والعدو والصديق واستمرت على ذلك حتى تاثرت المدينة بكل فئاتها بمواقفها ومواقف العلويين وأحزانهم وأصبحت بكل فئاتها كالبركان المهيأ للإنفجار بين لحظة وأخرى ، فرجوعها من الشام إلى المدينة لا يختلف فيه اثنان اما خروجها من المدينة بعد خمس سنوات على رجوعها اليها الى ضاحية من ضواحي الشام مع زوجها ووفاتها فيها كما يدعي القائلون بأن المرقد الزينبي الموجود في تلك الضاحية هو مرقدها ، او خروجها الى مصر بعد اشهر معدودات من رجوعها الى المدينة ووفاتها في مصر وفي محلة الفسطاط من القاهرة فلم يخرج عن دائرة الشك او الاحتمال لان الادلة التي اعتمدها انصار القولين لا تكفي لنقض اليقين السابق المتعلق بوجودها في المدينة ولا تفيد اكثر من احتمال خروجها منها ووفاتها في خارجها وما لم يوجد لدينا دليل يفيد العلم او الظن المعتبر شرعا يتعين الرجوع الى استصحاب بقائها في المدينة الى حين العلم بوفاتها .

وهذا النوع من الاستصحاب ليس مثبتا كما تخيله بعض المؤلفين في هذا الموضوع لان المقصود منه اثبات عدم خروجها من المدينة الى زمان العلم بوفاتها فأحد جزئي الموضوع يثبت بالاستصحاب والثاني وهو وفاتها بالوجدان ، وهذا غير ما يسميه الاصوليون بالأصول المثبتة ويدعون ان أدلة الاستصحاب لا تشمل هذا النوع من الأصول التعبدية لان المقصود من الأصول المثبتة الأصل الذي يثبت امرا عاديا او علقيا لم يكن موضوعا للآثار الشرعية ، كاستصحاب حياة زيد لهذه المدة يكون حجة شرعية لناحية الآثار الشرعية المترتبة على حياته كبقاء زوجته في عصمته ووجوب الاتفاق عليها وعلى اولاده وعدم انتقال امواله الى ورثته ونحو ذلك ، أما نبات لحيته وزيادة طوله ووزنه مثلا فالاستصحاب لا يكون دليلا شرعيا بالنسبة لهذا النوع من الآثار ، ومن ذلك استصحاب بقاء زيد حيا الى زمن يلزمه بالقياس اليه ان يكون قد بلغ التسعين من عمره فان كونه من ذوي التسعين او المائة من اللوازم العقيلة او العادية لبقاء زيد حيا لسنة الثمانين فيما لو كانت ولادته سنة تسعين وحصل الشك في بقائه حيا سنة ثمانين من القرن الثاني مثلا فأدلة الاستصحاب لا تشمل هذا النوع من الآثار ، وما نحن بصدد اثباته بأصالة عدم خروجها من المدينة هو بقاؤها فيها الى زمان القطع بوفاتها ، ويرافق القطع بوفاتها القطع بأنها لم تنقل بعد وفاتها من البلد الذي توفيت فيه الى بلد اخر قد وقع عليه الاختيار ليكون مدفنا لها .

وممن رجح انها دفنت بالمدينة في البقيع الى جوار مرقد زوجها عبدالله بن جعفر عباس قلي خان في كتابه الطراز المذهب عن كتاب بحر المصائب والشيخ ميثم البحراني كما نقل عنه الشيخ مهدي المازندراني في كتابه معالي السبطين والسيد محسن الامين في المجلد الثالث والثلاثين من أعيان الشيعة (1).

وجاء في المرقد الزينبي للشيخ فرج القطيفي ان لجنة الأوقاف الدينية في كربلاء اوردت في كتابها اجوبة المسائل الدينية بأن للإمام علي (ع) ثلاثة من البنات كل منهن تعرف بزينب وتكنى بأم كلثوم اولاهن زينب شقيقة الحسين (ع) لأمه وابيه وهذه سقط عليها الحائط وتوفيت فصلى عليها الحسين (ع) ودفنها بالمدينة والثانية زينب الوسطى وهي من فاطمة ايضا وهذه تزوجها عبدالله بن جعفر وهي التي رافقت الحسين (ع) الى كربلاء مع ولديها محمد بن عبدالله وعون بن عبدالله وهي التي كانت تدير شؤون العائلة والسبايا ، ولما عادت الى المدينة سافرت مع زوجها الى ضواحي الشام على اثر مجاعة اصابت اهل المدينة وتوفيت فيها فدفنها في ضيعته واليها ينسب المرقد الزينبي الموجود هناك وتعرف بزينب الوسطى .

والثالثة كانت تسمى بزينب الصغرى وتكنى بأم كلثوم ولكنها ليست من فاطمة الزهراء وأضافوا الى ذلك انها كانت من أشدهن بكاء ولوعة على اخيها الحسين في كربلاء وغيرها من المواقف وبعد وقعة الحرة واستباحة المدينة كانت تقيم النياحات والمآتم على الحسين وتشنع على يزيد وجوره وهي التي نفاها عمرو بن سعيد الاشدق الى مصر وتوفيت فيها ودفنت في المكان الذي يقدسه المصريون ويتبركون به الى غير ذلك من الأقوال التي لا تعتمد على غير الحدث والظن الذي لا يغني عن الحق شيئا .

ولقد تعرض الشيخ المفيد في ارشاده لأخوات الحسين (ع) خلال حديثه عن اولاد امير المؤمنين وعد من نباته اللواتي ولدن له من غير فاطمة زينب الصغرى ، وخلال حديثه عن أحداث كربلاء وما رافقها من تقتيل وسلب وأسر وسبي لم يتعرض لغير زينب العقيلة شقيقة الحسين لأمه وابيه وأسهب في الحديث عنها وتعداد مواقفها وما تجرعته من آلام وغصص من اجل اخيها وعياله وأطفاله ، اما زينب الصغرى هذه فلم يتعرض هو وغيره من المؤلفين في مقتل الحسين لها ولم يسجلوا لها موقفها من المواقف خلال أحداث كربلاء وما تلاها من المواقف من الكوفة وقصر الحمراء وغيرهما وجميع أحاديثهم كانت عن العقيلة الحوراء . كما وان الذين كتبوا عن اهل البيت من أعلام الشيعة الأوائل كالكليني والصدوق والمرتضى والطوسي والحلي وغيرهم من المتقدمين لم يتعرضوا لزينب العقيلة وما جرى عليها بعد رجوعها من السبي الى المدينة بأكثر من انها كانت لا تدع البكاء والنحيب على اخيها ومن قتل معه ولا لمرقدها ومراقد غيرها من الزينبيات كما لم يتعرض لذلك أحد من المؤرخين القدامى ومن مجموع ذلك تبين ان اقرب الأقوال الى الواقع انها دفنت في المدينة وفي البقيع مقبرة المسلمين الأوائل ولم تخرج من المدينة بعد رجوعها اليها من السبي مع النساء والاطفال وابن اخيها السجاد ، واذا صح بأنه وجد على القبر الموجود في ضواحي الشام هذا قبر زينب الوسطى بنت علي بن أبي طالب كما يدعي الشيخ فرج القطيفي يمكن ان يكون القبر المذكور لاحدى بنات امير المؤمنين (ع) ولكن ذلك وحده لا يبعث على الاطمئنان بهذا الأمر ولا يمنع من ان تكون الصخرة وضعت على القبر بعد ذلك بمئات السنين حينما بني القبر وشيد بشكله الحالي اعتمادا على الشهرة او لأسباب اخرى .



ملاحظة اصل البحث هو عن المرقد الزينبي هل هو في مصر ام سوريا .

.
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
  #5  
قديم 24-06-2003, 08:26 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي



من كلامها في مجلس يزيد بن معاوية

الحمد لله رب العالمين وصلى الله على رسوله وآله اجمعين صدق الله كذلك يقول: ثم كان عاقبة الذين اساؤا السوء‌ى ان كذبوا بآيات الله وكانوا بها يستهزؤن، اظننت يا يزيد حيث اخذت علينا اقطار الارض وآفاق السماء. فاصبحنا نساق كما تساق الاسراء‌ان بنا على الله هو انا، وبك على الله كآبة. فشمخت بانفك ونظرت إلى عطفك حين رأيت الدنيا مستوثقا حين صفالك ملكنا وسلطاننا فمهلا مهلا نسيت قوله تعاى: (ولا يحسبن الذين كفروا انما نملى لهم خير لانفسهم انما نملى لهم ليزدادوا اثما ولهم عذاب مهين) ثم تقول غير متأثم:

فاهلوا واستهلوا فرحا * ثم قالوا يا يزيد لا تشل

متنحيا على ثنايا ابي عبدالله سيد شباب اهل الجنة تنكتها بمحضرتك وكيف لا تقول ذلك وقد نكات الفرحة، واستاصلت الشافة، باراقتك دماء الذرية الطاهرة وتهتف باشياخك لتردن موردهم اللهم خذ بحقنا وانتقم لنا من ظالمنا، فما فريت الا جلدك، ولا حززت الا لحمك، بئس للظالمين بدلا، وما ربك بظلام للعبيد: فالى الله المشتكى، و عليه المتكل، فوالله لا تمحو ذكرنا، ولا تميت وحينا والحمد لله الذي ختم لاولنا بالسعادة، ولاخرنا بالشهادة ويحسن علينا الخلافة انه رحيم ودود.

فقال يزيد:

يا صيحة تحمد من صوائح * ما اهون الموت على النوائح

ولقد اجاد ابن سنان الخفاجى بقوله،

يا امة كفرت وفي افواها * القرآن فيه ضلالها ورشادها

أعلى المنابر تعلنون بسبه * وبسيفه نصبت لكم اعوادها

تلك الخلائق بينكم بدرية * قتل الحسين وما خبت احقادها

وشجاعتها مع عبيدالله بن زياد

فلما دخل برأس الحسين (حسين) وصبيانه وأخواته ونسائه على عبيدالله بن زياد لبست زينب ابنة فاطمة ارذل ثيابها، وتنكرت وحف بها اماء‌ها. فلما دخلت جلست، فقال عبيدالله بن زياد: من هذه الجالسة؟ فلم تكلمه، فقال ذلك ثلاثا كل ذلك لا تكلمه، فقال بعض امائها: هذه زينب ابنة فاطمة، قال: فقال لها عبيدالله: الحمد الذي فضحكم، وقتلكم، واكذب احدوثتكم، فقالت: الحمد لله الذي اكرمنا بمحمد صلى الله عليه وآله وطهرنا تطهيرا لا كما تقول انت، انما يفتضح الفاسق، ويكذب الفاجر، قال: فكيف رايت صنع الله باهل بيتك، قالت: كتب عليهم القتل، فبزوا إلى مضاجعهم، فسيجمع الله بينك وبينهم، فتحاجون اليه وتخاصمون عنده. قال: فغضب ابن زياد واستشاط، قال: فقال له عمرو بن حريث اصلح الله الامير انما هي امرأة وهل تؤاخذ المرأة بشئ من منطقها؟ انها لا تؤاخذ بقول، ولا تلام على خطل، فقال لها ابن زياد: قد اشفى الله نفسى من طاغتيك، والعصاة المردة من أهل بيتك، قال: فبكت ثم قالت: لعمرى لقد قتلت كهلى، وابرت اهلى، وقطعت فرعى، واجثثت اصلى، فان يشفك هذا فقد اشتفيت، فقال لها عبيدالله: هذه شجاعة، قد لعمرى (ط لعمرى قد) كان ابوك شاعرا شجاعا، قالت: ما للمرأة والشجاعة، ان لي عن الشجاعة لشغلا،
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م