مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 03-10-2006, 07:43 PM
salsabeela salsabeela غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 865
إفتراضي

مشكووووووووووووووووووووووووووور كثيرا الاخ ابن حورون على هذا الموضوع
وان الديمقراطية حقا ليست شرط لتحقيق العدالة فانها نظاما شكليا فقط وان فعلا القدرةعلى التحكم بالاصوات فى يد من يمتلك المال وليس من يحقق العدالة من الناس.......
وواضح اننا سنرجع الى عهد توريث الحكم ...
  #2  
قديم 04-10-2006, 03:39 AM
أحمد ياسين أحمد ياسين غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2005
الإقامة: فرنسا
المشاركات: 6,264
إفتراضي

اخي الكريم ابن حوران
بادئ ذي بدء
صيام مقبول وكل عام وانت بخير
واسمحلي ان اضيف شيئا بحكم التجربة
وبحكم انني اعيش في بلد تحكمه قوانين الديمقراطية
فاقول وبالله التوفيق
ان الديمقراطية لها عدة مفاهيم ولها عدة انماط من الحكم
ولقد بانت عوراتها في عدد من البلدان العربية والاسلامية تحديدا
فهي هراء في هراء
الديمقراطية التي نسعى اليها هي فتح المجال لحرية التعبير
واعطاء كل ذي حق حقه
والفصل بين السلطات
فيمكن ان نقول للمحسن احسنت والى المسيئ اسات
ويمكن عن طريقها نصل
الى التنافس الشريف
عبر الصناديق الشفافة
لاننا واثقون ان الشعوب العربية والاسلامية
لاتختار بديلا عن الاسلام
فاي ديمقراطية تمنع انشاء الاحزاب والحركات الاسلامية التي تدعوا الى بناء مجتمع اسلامي تسوده العدالة هي ديمقراطية مغشوشة
ولنا في العراق المثل في اوج رقي الديمقراطية
من سلخ للاجسام ووطعن وذبح بالافلام
ان الديمقراطية يااخي ابن حوران التي تفرز حماس في فلسطين
والجبهات الاسلامية في كثير من البلدان
هي ديمقراطية ترفضها الدول نفسها التي تطلب دول العالم الثالث بالديمقراطية
ولعلك شاهد من خلال وسائل الاعلام عن الانقلابات والتزوير
الامنتهي الا بانتهاء الانظمة الدكتاتورية
ولانحتاج الى دليل فانظر كيف هي الحملات على الاسلام واهله
وعندما يحتج المسلمون للدفاع عن مقدساتهم
يرمون في السجون ولعلك تدري اين موقع قوانتنامو وغيره من المحتشدات في الصحاري
ان الديمقراطية لاتطبقها حتى الدول التي تتغنى بها
وخذ اي بلد يدعي الديمقراطية واعطني مواصفاته
ليمكن لي التعرف عن هذه الديمقراطية لعلي استوردها وانفع بها امتي وشعبي
الذي اكله الفقر واكله الضياع
وهو يعيش تحت الاحتلال
في فلسطين والعراق وافغانستان والشيشان وفي كثير من البلدان
ويضرب عليه حصار اعلامي اقتصادي سياسي
ولايسمح له حتى بان يصيح ويطلب الانقاذ
انها يااخي ديمقراطية يتقاسمونها فيما بينهم ويرمون لنا الفتات
اما نحن فلا يحق لنا ان نشارك فيها
الا اذا امنا بما يؤمنوا
وكفرنا بالاسالام دينا وبالذي جاء به
محمد رسول الله
صلى الله عليه واله وسلم تسليما كثيرا
تحياتي

آخر تعديل بواسطة أحمد ياسين ، 04-10-2006 الساعة 03:52 AM.
  #3  
قديم 04-10-2006, 12:22 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

نمو الحاجة الديمقراطية على ضوء النمو الحضاري :

عندما تكثر لوائح التعليمات الصادرة من الحاكم لشعبه ، فإن ذلك يعود لأحد سببين ، إما انحطاط الحاكم و إما انحطاط الشعب .. وأحيانا يكون السببان معا .

فالأساس بتحرك الكائنات الحية ، أن تتم وفق حاجات فطرية ، فلا أعتقد أن هناك لوائح تنزل على مجتمع الثعالب أو الزواحف يوميا لتحدد مسار تحركها اليومي .. كما أن تكليف الوالد لابنه بعشرات التعليمات و هو ذاهب لشراء كيلو من البطاطا ، إذ يحذره أن ينتبه من السيارات لا تصدمه ويحذره من ألا يضحك عليه البائع ، ويطلب منه عد النقود الخ من سلسلة من تعليمات لا داعي لها ، فإن ذلك ينبئ بانحطاط مستوى الوالد المتذرع بالحرص ، أو انحطاط الابن الذي امتلأ رصيده بالحماقات و البله ..


في حالة المجتمعات ، وعندما انتقل الإنسان من الحالة الحيوانية البدائية الى الحالة المستوطنة في جماعات ، انتبه لتجاوزات من يسكن معه في ذلك التجمع ووضع لوائح بالمشافهة ، أنه لا يجوز أن يعتدي أحد على بستان أو حيوانات غيره ، أو أن يتحرش بزوجة غيره .. وعندما كثرت المخالفات ، كان لا بد من وجود ضوابط تضمن الالتزام بعدم التعدي على ما للغير من خصوصيات ، فنشأت فكرة الحاكميات لتقوم بفرض نظام المجموعات ..

وقد دعمت جهود الأديان والأنبياء و الفلاسفة ، التحذير من التعدي على خصوصيات الآخرين ، وأضيفت خصوصية جديدة وهي خصوصية المجموعة نفسها ككيان اعتباري يتحرك في وسطه الأفراد .. وكان دور الأديان التنبيه بأن من يستطيع أن يفلت من عقاب قانون الجماعة فإنه لن يفلت من عقاب الله .

ولو رجعنا لشرائع حمورابي ، وقد وضعت قبل أن يظهر نبي الله ابراهيم عليه السلام بأكثر من قرن ، لعرفنا أن منطقتنا قد سبقت الإغريق والرومان بعشرات القرون بسن القوانين التي تمثل إرادة المجموع ، ومن خلال تطور تلك القوانين ، نصل الى أهمية الحاكم و نزوعه للعدل ، الهدف الخفي من فكرة ما يسمى اليوم ب ( الديمقراطية ) ..

كذلك كان الحال نفسه في ممالك اليمن القديمة ( قتبان وكمنهو ) التي اعتمدت نظاما يتفوق على أنظمة البرلمان في هذه الأيام ، رغم أن تلك التجربة مر عليها أكثر من ثلاثة آلاف عام ، أي قبل التجارب الإغريقية والرومانية بحوالي ثمانية قرون . فقد كان ينتخب من كل عشيرة ممثل عنها ومن كل مهنة ممثل عنها ومن كل معبد ممثل عنه ، ليتكون مجلس كان يطلق عليه (مزود) وكان هذا المزود ينتخب من بينه حاكما كل فترة ، ليوقع على التعليمات التي تنظم علاقات الناس فيما بينهم وعلاقات الزوار والتجار و الصناع ، وتوضع على مسلات في مداخل المدينة ليطلع عليها الناس ..

في التجربة الإغريقية والرومانية ، لم تكن الصورة مبتكرة ابتكارا بل أتت لهم من الشرق مع ما جاءها من معارف مختلفة ، ومع ذلك كانت التجربة في إعطاء الرأي والمشورة تقتصر على النبلاء والملاكين .. وقد استمرت تلك الأعراف لغاية القرن العشرين في كثير من البلاد ومنها بلادنا .. إذ كان التصويت يقتصر على من يملك سندات تسجيل عقار ..

عموما ، فإن تطور القوانين والتشريعات ، كان يواكب التطورات الحضارية والتقنية في البلاد .. فلا يعقل أن تستقدم جماعة تسكن في الصحراء منقذين للسباحة ، طالما لا يوجد عندهم ماء ، و لا يمكن أن يفتح فرع لتصليح الغسالات الكهربائية في منطقة لم تصلها الكهرباء ..

إن التوق لمعرفة ما يهمنا في موضوع الديمقراطية لا تحتمل مقدمات طويلة قد تبعدنا عن محور حديثنا الأساسي ، ولكننا آلينا على أن أنفسنا ذكر ما ذكرنا ، لإبعاد التهمة الملتصقة بنا (جورا وبهتانا) بأننا أمة غير قابلة لممارسة الديمقراطية ، وهو المصطلح الذي يدلل على التفاهم في مسألة تناقل السلطة وسن القوانين و فرض النظام على الجميع ..

يتبع
__________________
ابن حوران
  #4  
قديم 15-10-2006, 05:43 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

هل الديمقراطية هي الحرية ؟

هناك كلمات مترادفات إذا ما ذكرت واحدة منها ، فإن الثانية ستقفز تلقائيا ، فعندما تذكر كلمة عنب ستقفز الى جانبها لفظة (التين ) .. وإذا ما ذكرت كلمة (قطن) ستقفز تلقائيا الى جانبها (صوف) .. ( إمبريالية ـ صهيونية ) .. و(ديمقراطية ـ حرية ) ..

ولو تفحصنا الكلمات السابقة ، فإننا لن نجد أي صلة قربى بين كل اثنتين مترادفتين ، لا من حيث النوع و لا الكثافة و لا المنشأ .. فالعنب و التين لا ينتميان لا الى عائلة واحدة ولا رتبة واحدة .. و لا الصوف والقطن ..وحتى الصهيونية وجدت نفسها قريبة من المشروع الإمبريالي في المصالح فالتصقت بها ..

أما الحرية والديمقراطية .. فالارتباط والصلة بينهما هي نفسها بين الصهيونية والإمبريالية .. لكن في الاعتقاد فقط .. وليس من ناحية عملية ..

لو ذهب رجل لشراء ملابس لزوجته دون أن تكون معه ، وخيره البائع بين عدة أصناف ، فتخيير البائع هو من باب السلوك الديمقراطي .. واختيار الرجل للملابس هو من باب الحرية .. لكن بعد وصول الرجل الى البيت ، وظهور علامات الامتعاض أو الغضب أو عدم الرضا ، فإن حرية الرجل في الاختيار سيعاد النظر فيها دون أدنى شك ..

لو منحت الحرية للأطفال الرضع أو من وصلوا عمر الخمس سنوات ، فإن أيا منهم لن يقبل أن يتم تلقيحه ضد شلل الأطفال أو الحصبة ، والقليل منهم سيرغب بالذهاب طوعا الى المدرسة ..سيقول أحدكم الآن ، إن هؤلاء الأطفال لم يكونوا على أهلية في معرفة مصلحتهم ..

لو خير سائق أرعن أن يلتزم في الوقوف على الإشارة الضوئية ، أو عدم الوقوف دون ملاحقة القانون ، لاختار حرية تقديره للأمور دون الالتزام بضوابط الإشارة .. سيبادر أي قارئ الآن الى رد ذلك ، لعدم أهلية هذا (الأرعن ) على تقدير الأمور !

في الحالتين السابقتين ، وفي حالات أخرى شبيهة ، هناك جهة تزعم أنها هي من تقدر مصالح الناس ، وهي الحريصة على حماية وصون تلك المصالح ، وفق رؤية كلها خبرة و حنكة و عدالة و الخ ..

أظن أن لا حرية لمربوط ، وإطلاقها بهذا المصطلح ، هو كمن يقول لعصفور محبوس في قفص ( أنت حر وطليق ضمن الحيز الذي أنت فيه ) .. والربط قد يكون بقفص أو بحبل كما في حالة الكلاب والبغال أو بمواثيق محمية بالقوة ، كما في حالة فهم المصالح للحكومات العميلة في العالم .. فكيف لحكومة عميلة أن تطلق الحريات العامة وهي مربوطة ؟

إن من أهداف التلقين العقائدي ، أو التكرار الإعلامي لمقولة كاذبة ، هو صرف الأنظار عن غايات القوة المؤثرة فعليا ، فأكذوبة حقوق الإنسان و أكذوبة أسلحة دمار شامل ، وأكذوبة ممارسة الديمقراطية ( دمقرطة) العالم ، هي مقولات عفا عليها الزمن ، كانت الغاية القصوى منها هي تحييد الانتباه العام عن الغايات التي باتت مفضوحة من كل النشاط الإمبريالي ..

يتبع
__________________
ابن حوران
  #5  
قديم 25-10-2006, 10:29 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

القوانين والأعراف و الأثمان :

لو شاهدنا رجلا وامرأة يتعانقان في الشارع ، فإن احتمالات كثيرة ستخطر على بال كل واحد منا ، وستتكيف تلك الاحتمالات و الخواطر ، على ضوء العمر عند كل منهما ، والحالة التي وجدا فيها الخ ، فإن كانت المدينة أوروبية لن نعترض ولن نتوقف ولن نشغل بالنا ، وإن كانت مدينة عربية كبرى ، ونحن لا ننتمي لها فإن اهتمامنا سيزيد عما كان في المدينة الأوروبية ، ويقل عما لو كان المشهد في قرية ونحن ننتمي إليها ونعرف الرجل والمرأة ..

هناك أنواع من التجارة، لا تخضع لمعاملات قانونية، كتجارة المخدرات، فلن تجد بالمحكمة اثنان يتقاضيان أمام القاضي بأن فلان قد أخذ منه ثمن مخدر ولم يسلمه إياه في موعده، أو أن الصنف كان أردأ مما اتفقا عليه .. كذلك الحال في سوق العهر و الخلاعة، لكن هؤلاء بالتأكيد لهم أعرافهم وطرق تحصيل مالهم من مستحقات يضعون لها ضوابط ..

في الحروب تتوقف الطرائق المدنية التي كانت تتعامل بها الدولة مع الناس ، ويوضع بدلا منها قانون للطوارئ، كما أن الناس أنفسهم لن يستخدموا نفس المسطرة السلوكية والأخلاقية، فقد تنتهك أعراض وقد تهان شيبة وقد تشتم ثوابت الى غير ذلك من المخالفات التي لم يعهدها الناس سابقا، لكن ردات فعلهم ستتكيف، فلم يعد غسل العار في ظل الاحتلال يأخذ نفس الشكل الذي يكون قبل الاحتلال .. فالغيظ والغضب الصامت الذي يؤول في النهاية إما لضحايا وخسائر أزيد أو الى زوال الاحتلال ..

في السياسة والحريات والديمقراطية، لا تختلف الأمور كثيرا، فأنت حر إذا كنت متحررا، وأنت غير حر إذا كنت تقبل بتبعيتك لمن هم خارج ملتك ووطنك ، فلا تطالب البغايا بحقوقها في المحاكم الشرعية، لأن أفعالها لم توثق بمواثيق بل بالقبول و دفع الثمن، والثمن الذي قبلت بها الحكومات التابعة هي ضمان وجودها في موقع الحكم، فبالتالي لن تعترض على الكيفية التي تطالب بها في تنفيذ رغبات سيدها !

باختصار شديد، إن البيئة والنمط الحضاري هو ما يملي على الفرد السلوك المتماهي مع السلوك العام للجميع . فخروج أبناء مدينة كبرى سكانها بالملايين من دوامهم يحتم على كل منهم الالتزام بالإشارة الضوئية والاصطفاف بصبر وبسرعة في نفس الوقت، حتى تستوعب شوارع و جسور تلك المدينة هذا الفيض الهائل من المواطنين .. في حين لن يضطر من يسير في الصحراء لاستخدام (الغمَاز) طالما ليس وراءه أحد ..

في سن القوانين واختراع النظم في تسيير أمور الحياة اليومية، تفرض تلك القوانين من خلال الحاجات المتراكمة للمواطنين لتتم صياغتها في النهاية من قبل هيئات يحرص الجميع أن تكون ممثلة صادقة للعموم، وقد تقترب من الصدق أو تبتعد عنه معتمدة على قوة التمثيل الذي هو خارج الحكم .

من هنا نرى أن الحديث عن الديمقراطيات والحريات في بلادنا، هو عبارة عن هرطقة لا طائل منها ، فلا يهتم ابن العشر سنوات بأثاث طفله القادم ، وهو لم يبلغ الحلم ولم يتزوج ولم يضمن أنه سيخلف طفلا أم لا ..

إن الحديث الذي يجب أن يسود هو حديث التحرر والتخلص من كل تدخل أجنبي في بلادنا والتخلص ممن يسهل وجود هؤلاء الأجانب بحجج مثل الواقعية والحنكة السياسية و غيرها من الصفات الأخرى التي يراد منها أن تكون طلاء لوجوه عميلة .

فتصعيد النضال في وجوه هؤلاء، يستند بالأساس على خلق الإيمان بضرورة الوصول الى حالة الوعي الشعبي العربي في اختصار الوقت وتكثيفه، من أجل تقريب المسافات بين البؤس الذي يغطي بلادنا العربية، وبين الخلاص والتفرغ لصناعة الشكل الذي يتم تداول السلطات فيه دون تقنين مبرمج خارجيا .

ولكن بما أننا في صدد الكلام عن الديمقراطية، فلا بأس أن نكشف زيف ما تشيع عنه أبواق الدعاية الليبرالية عن الديمقراطية الغربية وبالذات تلك التي تمارسها الولايات المتحدة الأمريكية .. وإن ما قلناه لغاية الآن ما هو إلا توطئة للدخول بهذا الموضوع ..

يتبع
__________________
ابن حوران
  #6  
قديم 06-11-2006, 11:33 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

نشأة الديمقراطية الحديثة :

في العصور الوسطى، حيث كان ي الحكم في ممالك صغيرة في أغلبها، ملوك يحيط بهم رجال وفرسان يستفيدون من حالة الحكم ويتمتعون بامتيازات استثنائية، كان الأمراء أو الفرسان الأوروبيون عندما تعجبهم امرأة فإنهم يأخذونها من زوجها، أو أهلها إن لم تكن متزوجة، وإن أعجبهم بستان أو منزل فإنهم يستولون عليه، وبقي الحال هكذا حتى بدأ عصر النهضة الصناعية، وتوسعت المستعمرات، وتداخلت الطبقات الاجتماعية.

يرجع الفضل الأول في تأسيس الديمقراطيات التي تمر بها المجتمعات الغربية، الى (شارل مونتسكيو1689ـ 1755) ، وقد حاول هذا الفرنسي الذي كان والده قاضيا في (بوردو) ثم تولى هو رئاسة محكمة (بوردو) فيما بعد، وقد كان ظريفا محبا للأدب يكتب باسم مستعار، حتى يخلص من حرج انتماءه للطبقة الأرستقراطية، وينتقد النظام الأوروبي بشكل عام في عدة مقالات، من بينها الرسائل الفارسية ..

لقد كان (مونتسكيو) متواضعا في طلباته التي تضمنتها الرسائل والأعمال الكتابية فيما بعد، فلم يطمح أن يكون هناك عدل مطلق، بل كان يدعو الى التقليل من عدم المساواة في قدر الإمكان.. ثم تطورت كتاباته مع تصاعد حالات السحق الإنساني التي كان السكان يتعرضون لها من خلال انتقالهم من الصناعة والإنتاج البيتي (المنزلي والفردي) الى المصانع تحت إدارة أرباب عمل ظالمين ..

ويمكن تلخيص أهدافه التي تضمنتها كتاباته، والتي اعتمدت الكثير منها الأمم المتحدة في مواثيق حقوق الإنسان بما يلي :

1ـ مبدأ فصل السلطات: وهو المبدأ الذي نص عليه البند16من إعلان حقوق الإنسان ( إن كل مجتمع لا تكون فيه حقوق الإنسان مضمونة أو فصل السلطات فيه غير محدد هو مجتمع بلا دستور) .. لقد أراد (مونتسكيو) أن لا تتجمع الإرادة السلطوية بالمجتمع بيد فرد واحد، كما لم يطالب بفصلها نهائيا عن بعض بل أراد أن يصنع انسجاما فيما بينها .. وواضح أن الرجل لم يتخلص من ماضيه الأرستقراطي بل حاول مزاوجة أفكاره الرافضة مع ارتباطاته الوجدانية بماضيه.

2ـ الأجسام الوسيطة: كان مونتسكيو يعتقد بالفائدة الاجتماعية والأخلاقية للأجسام أو الهيئات الوسيطة، وكونه أصبح فيما بعد رئيسا لبرلمان بوردو، فقد حاول التركيز على الجانب الأخلاقي في إعطاء الملك صلاحيات أوسع للنواب، كما أنه وهو يطالب بذلك لم يكف عن تفاخره بانتمائه لطبقة النبلاء..فكان يردد إن الملك والنبلاء بعلاقة متلازمة فلا وجود لأحدهما دون الآخر ..

3ـ اللامركزية : تشكل توازنا ضد الاستبداد ..

4ـ الأخلاق: كان يكرر قول ( يجب أن لا نفعل بواسطة القوانين ما يمكن فعله بواسطة الأخلاق) .. فكانت دعوته تنصب على تغذية المثل والأخلاق وإثارة الهمم الطيبة لطرفي المجتمع ( الحاكم والمحكوم ) .. وكان ضد إصدار الكثير من القوانين .. وهو الذي قال ( لا يجوز قتل مواطن أو الاستيلاء على ممتلكاته دون قانون، ولا يجوز وضع قانون دون إشراك ممثلي الشعب في وضع القانون وهي تلخيص لفكرة الديمقراطية الحديثة .

5ـ لم تتضمن أفكار مونتسكيو كما أسلفنا شيئا ثوريا، بل عاش في عصر البرجوازية الصاعدة وتبنى أفكارها، فقد ميز بين الشعب والرعاع، وأكد أن المساواة المطلقة لا وجود لها بتاتا .. لذا فكان حق التصويت في الانتخابات مقتصرا على الملاك والنبلاء والقادرين على فهم فلسفة الحياة، وطالب بإبعاد حق التصويت عن ما دون ذلك كونهم لا يستحقون هذا الشرف..

نلاحظ في هذا الكلام أنه جاء نتيجة تفاعل متناغم مع الحركة الحضارية، ففي عصر (الأنوار) ازدهرت فلسفات وكتابات القومية والاقتصاد والسياسة، وظهر منها مدارس كثيرة، كل مدرسة تتبنى رؤى الوسط الذي كانت تعيش فيه، فظهر مفكرون بالاقتصاد والاجتماع مثل (آدم سميث) و(جون ستيوارت مل) و(روبرت أوين) و(فولتير) و (جان جاك روسو) و (فيخته) و( نيتشة) و (نجلز) و (كارل ماركس) فيما بعد ..

وكل ذلك كان يصب في تصريف شكل الحياة التي كانت تتخلق بوجود التغيير الصناعي والاستعماري، تماما كمن يصنع سيارة ويعدل على أخطاءها بعد مراقبة مسيرها في كل مرحلة .. ونقول هذا الكلام لنؤكد على أن وصول الغرب لما وصلوا إليه ـ بغض النظر عن رؤيتنا له ـ كان يتم على هامش مسألة معروفة اقتصاديا باسم ( علاقات الإنتاج) ..

وهذا ما سنتناوله في المرة القادمة ..
__________________
ابن حوران
  #7  
قديم 06-11-2006, 11:34 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الديمقراطية .. لعبة لها أصول ..

قد يمتعض البعض من وصف الديمقراطية أو إلصاق صفة اللعبة بها، لكن لم أكن الأول من ابتدع لها هذه الصفة، فقد وضع الكاتب الأمريكي (مايلز كوبلاند) كتابا بعنوان (لعبة الأمم) صدر في لندن عام 1969 وترجمه للعربية (مروان خير) عام 1970 ونشرته مكتبة الزيتونة في بيروت.

وإذا سلمنا ولو مؤقتا بتلك الصفة، وحاولنا رؤية مدى صحتها ومطابقتها لأصول اللعبة، فسنجد أن كما هناك في اللعب احتراف ومحترفين، فإن للديمقراطية لاعبيها ومحترفيها، وكما أن هناك من يتعهد تزويد الملاعب والأندية بلاعبين، وهناك من ينتقي أبطالا يمثلون بلادهم بالمسابقات الدولية، فإن الديمقراطية كونها الصيغة التي توصل هيئات الحكم في البلاد التي تنادي بذلك الأسلوب واعتماده كصيغة مطروحة لتناقل مواقع السلطة في مختلف مستوياتها ..

لكن من يهتم بالديمقراطية؟ وما علاقة ذلك بما أسلفنا بما يخص علاقات الإنتاج ؟ هل هم عموم الشعب الذين يتأثروا بما يصنع من قرارات عليا ترسم سياسات البلاد، أم أن الذين يهتموا هم من على رأس المصالح الاقتصادية من صناعات كبرى ورؤى لتوسيع مصالحهم خارج حدود البلاد؟ أم من هم على رأس الحكم، والذين لا يبتعدون كثيرا عن أصحاب المصالح الاقتصادية الكبرى؟

لقد مررنا على عصر بدايات النهضة الصناعية في أوروبا، وما أفرزت تلك الثورة من فكر أوصل أوروبا الى تفصيل كيانات تستطيع التعامل مع موضوع علاقات الإنتاج تعاملا دقيقا حساسا. فتشكيل النقابات وجعلها مخازن هامة للرأي العام ويمثل نسبيا عموما طبقات الشعب الدنيا، وما وصل الى صيغ تعايشية مع إدارة الحكم في البلاد، من خلال الصيغ البرلمانية ..

لقد كانت الصيغ الديمقراطية المبتكرة في أوروبا، عبارة عن حلول مواكبة للتطور شيئا فشيئا، وما جرى عليها من كتابات و تعديلات دستورية، جاء نتيجة فحص الإخفاقات التي تواجه ممثلي الشعب بكياناته (مخازن الرأي العام)، تماما كما يجري على تعديل لوائح لعبة كرة القدم أو غيرها من الألعاب ..

فقد كان العمال يعانون من طول ساعات العمل فتقلصت من أربعة عشر ساعة الى عشر الى ثمان الى أربعين ساعة في الأسبوع. وكان أصحاب المواقع السياسية العليا أو الطامحون بتحسين مواقعهم السياسية يتفاعلون مع قضايا العلاقات الإنتاجية لأسباب تتعلق بتحشيد وتجميع القوى من حولهم، فانتزاع مكسب في تحسين قواعد اللعبة كان يمر بممرات صعبة، ولا يمنح منحا بلا ثمن أو دون صراع سلمي أو حتى عنيف، وكلنا يتذكر الإضرابات العمالية التي عصفت بأوروبا والولايات المتحدة والدول الصناعية في مطلع القرن العشرين حتى آلت أوضاع العالم المتقدم الى ما آلت إليه.

لقد أفرز الصراع السلمي والعنيف، دساتير وقوانين، كانت بمثابة عقود بين من هم في أعلى موقع للحكم، وبين عموم الشعب في كل بلد من البلاد التي خاضت مثل ذلك الصراع، وكان أمام دافع الضرائب أن يطمئن على ما يدفعه من مال لتسيير أمور الدولة التي هي بمثابة (مجلس إدارة) للشعب بكل أصنافه (الجمعية العامة للشركة الكبرى) .. فكانت صياغة القوانين تضغط باتجاه مراقبة صرف الأموال وإحقاق الحق لكل أفراد الشعب .

فكانت الصيغ التي لم تأت دفعة واحدة، بل على دفعات متعاقبة أكلت في بعض دول أوروبا أربعة أجيال تواصلت جهودها وارتبطت مع بعض باتجاه الوصول لما وصلت إليه .

بالمقابل فإن الدول التي تبنت الخط الاشتراكي، ركنت لمخزون النضال اللفظي، في حين غرقت في وضع بيروقراطي، جعل أجمل ما عندها من أفكار في حوزة الدول التي حسنت أساليبها الديمقراطية، فكانت دول مثل الدول الاسكندينافية تتفوق باشتراكيتها الهادئة على الاتحاد السوفييتي و منظومته التي كانت تطبقها منقوصة بفعل نظام مركزي، كما أن أرباب العمل التي وضعت مبادئ الثورات ضدهم، قد اختفوا من الظهور الواضح وراء لعبة الأسهم والمساهمين، فكان العامل الذي يجب أن يثور شريكا في أسهم شركة يفترض أن يثور على أصحابها ولكن كيف سيثور وأصبح أحد المساهمين بها؟

أغفل المثقفون العرب، سواء كانوا في المعارضة أو في الحكم، مسألة تطور علاقات الإنتاج وحذفوها من أدبياتهم، باعتبارها مسألة ترف فكري! وهم اليوم وبالأمس ينشدون التحول الديمقراطي، وكأن التحول يأتي بالشهوة والرغبة وبالوصفة الطبية التي تشترى، مغفلين الضرورة والوظيفة التاريخية للصيغ القانونية التي تتصل و تتكئ على ما قبلها من خطوات ..

وهذا ما سنذكره في المرة القادمة ..
__________________
ابن حوران
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م