في غرة محرم 1400 من الهجرة النبوية الشريفة قامت مجموعة من الشبان المتشددين الغلاة، ذوي الفكر العنيف والمتطرف (علي حد التعبير الإعلامي المستورد) باقتحام المسجد الحرام، وترويع الموجودين فيه، وبث الرعب حيث يجب الأمن والعافية، بقيادة جهيمان العتيبي وصهره (محمد عبد الله القحطاني) الذي ادعي المهدية، وزعم أنه سيقضي علي الفساد، ويملأ الأرض عدلاً كما ملئت جورًا!
وعند الكعبة قام جهيمان وأتباعه بمبايعة من زعموه المهدي المنتظر، وطلبوا من جموع المصلين الموجودين مبايعته، ليجد المصلّون أنفسهم محاصرين داخل المسجد الحرام بعد إيصاد أبوابه، ولتتدافع قوات الأمن السعودية - والفرنسية والأردنية كما ذكرت الجزيرة - معزّزة بقوات الكوماندوز والجيش الذي يستعين بالدبابات، ثم ليبدأ قصف عنيف أصاب المسجد الحرام منه ضرر بالغ، ليموت أشياع جهيمان، ويستسلم هو، ويعدم بعد محاكمة سريعة! وليكون هذا أول اقتحام مدمر للمسجد الحرام خلال القرون الأخيرة، وليكون كذلك فاتحة شر نعوذ بالله منه!
وأثناء موسم حج 1409 ه / يوليه 1989 وقع انفجاران في البلد الحرام، أغضبا قلوب المؤمنين الذين يغارون علي الحرم، ومنهم الشاعر يس الفيل الذي كتب قصيدة بعنوان (البيت) كان منها: (تمرد تمرد / وأخرج سهامَكْ / من جعبة الحقدِ لا تبق شيئا / وكن عبقريا / إذا ما تفجرتَ .. أو كن غبيا / سهامك ليست بداياتِ غدرٍ / تروِّع بعضًا من الآمنين / وليست سهامك آخرَ بغيٍ / علي الأرض / ليست نهاياتِ هذا الغباء اللعين / علي صخرة البيت كلُّ السهام توالت .. فأين البقاء- / علي صخرة البيت / مالت وحطت وزالت نوايا .. فأين البقاء- / هو البيت .. حبل الرجاء المتين / هو البيت .. منتجع الآمنين!).
وحدثت انفجارات بعد ذلك دبرتها مجموعة من (المطلوبين) في أماكن متفرقة، جعلتني أتساءل متحسرًا: حتي في البيت الحرام يا ظلمة، وليتسع تساؤلي:
علي من تقع مسؤولية أمن هذا البيت- وهل ستستمر محاولات الإساءة إليه - حرسه الله - والانقضاض عليه، وترويع الناس في رحابه-
ألم تكن هناك محاولات كثيرة سابقة للتسلل إليه، وهدمه، وترويع الناس فيه-
هل هناك مخططات غربية لمثل هذا الأمر- وكيف نعرفها أو نستقرئها- وكيف نواجهها-
وكيف نفسر تصريحات بعض قادة الرأي والسياسة عن قصف الكعبة -
وكيف نؤول بعض الرسوم التي انتشرت بعد 11 سبتمبر تشير إلي قصف الكعبة وتدميرها- وهل تحدث النبي صلي الله عليه وسلم عن ذلك-
منقول للفائدة