أنت عنصري؟....أنا أكثر عنصرية منك و لكن لا تخبر أحدا
سألت صديقي و هو أشقر أبيض اللون و قد حمي و طيس الحوار حول هذا الموضوع مع عدد آخر من ألأصدقاء، قلت له "..أنت تدعي مقت العنصريين و تخالف وجهات نظرهم...و لكن هل أنت مستعد لمخالفة أفعالهم؟ أقصد مثلا هل أنت مستعد للزواج بفتاة ذات دين و خلق و لكنها سوداء ؟..."
ارتبك هذا الصديق و تردد في الاجابة و أخيرا قال:"لا.."
قال لا و هذا بالضبط ما توقعته منه رغم أنه ملتزم و محافظ على صلاته و لا يطعن في دينه إلا أنه لا يقبل ذات الدين لأنها سوداء.
وجهة نظره هذه هي قاسم مشترك بين جميع الجزائريين فالعنصرية ظاهرة متأصلة عند غالبيتهم و تبدأ باللون و تنتهي بالجنس و القبلية.
مظاهر هذه العنصرية امتدت لتشمل جميع النواحي من الثقافة إلى السياسة مرورا بالعلاقات الاجتماعية و الصور النمطية التي ترسم لهاته الفئة أو تلك.
و لنحاول اعطاء صورة عن مظاهر العنصرية في الحياة الجزائرية:
الأطفال منذ صغرهم يحملون صورة تعكس وجهة نظر عامة عند الكبار و هي أن أصحاب البشرة السمراء أقل شئنا من نظرائهم و بالتالي هم عرضة للتعيير و الشتم في الشارع أو المدرسة و هذا ما لاحظته منذ كنت طفلا في الإبتدائي.
السمراوات من الفتيات يجدن صعوبة أكبر بالظفر بزوج حتى من نظرائهم و هذا لأن الجميع يفضل ذوات البشرة الفاتحه.
مناصب العمل و الترسيمات في المناصب العليا في الإدارة و الشركات تخضع أولا و قبل كل شيئ إلى الانتماء القبلي و العشائري.
و حتى في الرياضة فإن الفرق تتسمى بأسماء تعكس انتمائها القبلي: فمن شبيبة القبائل إلى اتحادالشاوية السياسة واحدة.
الصور النمطية منتشرة بقوة بين مختلف الفئات و سأعطي مثالا:
الصوارى و هم من العرب الذين قدموا من نجد على أغلب قول المؤرخين و قد استقروا مدة في مصر هؤلاء "الصوارى" يقال عنهم مثلا: "حيوانين فقط ينكران أصليهما:الصوري و الحمار".
ان انحصار التيار الاسلامي في الجزائر و تلقيه ضربات موجعة خلال السنوات العشر الأخيرة ساهم بتأجيج نار العنصرية التي ستكون المحرك الأساسي و الوحيد في الحرب القادمة.
__________________
ميدالة للفرح كل يوم
اعطيني حبه VALIUM
غير باش افتح عينيَ
و الدنيا ترجع بلا هموم
ابن قنب الهندي- " هموم الزواليا"
|