aljawwal

[al-jawwal99]

الحمد لله رب العالمين

الأخ العزيز ( الأمير ) - السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

نعيش أحيانا بين الواقع والمجهول ، نرقب القادم
وفي إعتقادنا أنه سيكون الأفضل دائما
ولكن في غمرة الإنتظار وشقاء الأمل وبؤس المرتجى
نضيع بين الحقائق الغائبة أو المغيبة
ونحن نعلم علم اليقين أن من يدعي الفضيلة ويمارسها ليس لنا إلا أن نشهد له بها ، لإيماننا بأن السرائر يعلمها الله وحده
ولكننا نعتقد إعتقاداً جازماً أنه ليس كل ذو لمعة ( ذهبا )
ومن مشاهداتي التي تقصر عند رغبتها في الوصول إلى عتبات رؤياكم وتكتفي باليسير مما يعيه العاقل قبل ( الأحمق )
أجد أن الأمر لن يختلف كثيراً ، فالموج أيهاالأخ العزيز تراه كبيراً عظيماً يغريك بياضه لأن تراه وتقترب منه لتشهد صفاءه ونقاءه .
ولكنك تتفاجأ حين تجده يتكسر على صخور الشاطئ الصلدة ، مخلفاً ورائه ( الجيف ) التي حملها معه من الأعماق الباليه ، لأنها بالتأكيد صورة من صور التناقض ( الفج ) بين ما نراه وما نلمسه .
أعذرني أبا خالد فما رأيت من خلال كلماتك إلا أهزوجة تعزف على ( نوتة ) الكذب والدجل والخداع
ورأيت من خلال أبياتها صوراً عجيبة لن يراها إلا من كان له عقل وسمع وبصر وفؤاد .
وكثيرون هم من ينطبق عليهم هذا المقطع من أبياتك

لاحظته يمشي على إمهال *** في خَطوهِ كمراهقٍ مختالِ
يمشي يُلوّح يمنة ويسارةً *** ويشير بالمفتاح والسلسالِ
ولسانه يرغي يحدث غائباً *** وكأنهُ في جلسة ووصالِ
كانت أصابعه تشير بحدة *** ويرادف الحركات بالأقوالِ

والمراهقون أبا خالد كُثر ، وحتى لو بلغ ( أغلبهم ) من العمر عتيا
ويزداد قبح المراهقة قبحاً عندما يصحب ذلك القبح ( رغياً )

وتراه يطلق ضحكة (رعديَّةً) *** تدوي دوي مفاصل الموالِ
لكن بلا أحد يرافق شخصه *** بل كان منفرداً يدندن خالي
فعجبت .. مخبولاً تراه وقد أصـــــابت ( نوبة ) تفكيرهُ بنبالِ!!

وهذا إسميه ( الجنون ) حتما ، لأنني أشفق على من كان هذا حاله دون الإشارة إليه
وما أروعك حين تقول

فضحكت من نفسي عرفت بأنني *** أفسدت جلسته مع الأطفالِ

فدعه أبا خالد مع الأطفال ، فهم يشتاقون إلى أن يلعب معهم أقرانهم
ووجدتني ملزما أن أشير إلى بيتك هذا

أمسكت بالجوال أهرج مثله *** وعبرت أقنية الزمان الآلي

وعنه أقول ( ألا ليتهم يفهمون )

السلام عليكم