صدام يتهم الداخلية بقيادة الشيعة بقتل آلاف العراقيين

[صمت الكلام]

صدام يتهم الداخلية بقيادة الشيعة بقتل آلاف العراقيين

طعن بإفادته حول قضية الدجيل وشكك بملف الاتهام
بغداد (وكالات) طعن الرئيس العراقي المخلوع صدام حسين خلال جلسة استئناف محاكمته أمس بافادته السابقة خلال التحقيق في قضية مقتل 148 شيعيا في بلدة الدجيل عام 1982، مشككا بصلابة ملف الاتهام. وقال خلال جلسة الاستجواب انه طبق القانون عبر مصادقته على أحكام الإعدام التي صدرت بحق هؤلاء. واضاف لدى خوضه سجالا مع الادعاء العام حول إفادته التي أدلى بها خلال التحقيقات "نعم اطعن بها، فهي مزورة وأدخلت عليها فقرات". وعندما خاطبه الادعاء العام قائلا "أنت قلت ذلك في إفادتك"، قاطعه صدام مجيبا ان "الافادة ليست دقيقة وتم دس عبارات فيها". وجدد صدام قوله انه لا يزال "رئيس العراق وقائد القوات المسلحة ووقفت وقفة رمح رديني في عين من أراد ان يفقأ عين العراق .. إنها محكمة تقام تحت حراب الغزاة". وقال ان "الشهود هم شهود زور جلب بعضهم بالقوة والتهديد والمال .. وتوجه للقاضي وقال أنت محام قديم وحضرت الكثير من المرافعات فهل رأيت قاضيا يضيق صدره؟" فاجابه القاضي "لا يضيق صدري انما لا تخرج عن الموضوع". ودخل الرئيس المخلوع قاعة المحكمة وحيدا اذ لم يحضر أي من المتهمين السبعة الآخرين.
واستهل كلامه متسائلا عن الحاجة الى ان يعطي نموذجا من توقيعه "فالتواقيع تطلب من مواطن غير معروف وليس من صدام حسين". وقد طلبت المحكمة نموذجا من توقيعه لكي يتحقق منه خبراء في وزارة الداخلية. وقال "لديكم توقيعي ولماذا يجب علي ان أعطيه لأشخاص على علاقة بوزارة الداخلية وهم أعدائي"، واصفا الوزارة بأنها "تقتل الآلاف في الشوارع وتقوم بتعذيبهم"، فقاطعه رئيس المحكمة رؤوف عبد الرحمن طالبا منه الامتناع عن التصريحات السياسية.
لكن صدام خاطبه "اذا كنت تخاف وزير الداخلية فانه لا يثير فزع حذائي". واضاف "اذا اردتم ان تعرفوا حقيقة تواقيعي عليكم الذهاب الى جهة دولية لا الى جهة طرف في المحاكمة".
ودار نقاش بين الادعاء العام وصدام حسين الذي قال للمدعي العام "انت كنت في الجيش جنديا وصدام حسين جعل منك محاميا". فرد المدعي العام "انا اكملت دراستي واصبحت محاميا"،
وواصل صدام نبرته المتحدية بعد يوم من اعلان المحكمة انه سيحاكم عن تهم جديدة بارتكاب قتل جماعي ضد الأكراد في أواخر الثمانينيات. وبدا الرجل الذي كانت كلمته قانونا في العراق رابط الجأش وابتسم من آن لآخر وهو يرواغ في تنفيذ قرارات القاضي لمنعه من القاء خطب سياسية.
وقال صدام لحسين الموسوي ممثل الادعاء "اذا انت راغب في وضع الحوت في الشبكة ولا اعتقد ان لديك مصلحة في هذا وعليه يجب ان تقول الحقيقة". واضاف "صبرك علي قليلا.. انا اكبر منك عمرا ومنصبا وتاريخا وصدري لم يضيق بك او اي عراقي عندما كنت رئيسكم". واضاف الرئيس السابق بعد ان قاطعه القاضي "لا يجوز للخصم ان يفصل في دقة الموضوع..اذا انت تخاف من وزير الداخلية فهو لا يخوف كلبي". وقال صدام "انا اتكلم كحقي كمواطن وليس كرئيس دولة.. المفروض ان تلجأ المحكمة الى جهة دولية محايدة..وليس الى جهة خصم بل عدو (وزارة الداخلية). ويعتبر وزير الداخلية العراقي بيان جبر شخصية مكروهة من جانب السنة الذين يتهمونه بشن حرب طائفية ضدهم والسماح للميليشيات الشيعية ان تدير فرق اغتيالات. وينفي جبر هذه الاتهامات. وجرت مشادة بين محامي الدفاع خليل الدليمي والقاضي عندما اعترض الأول على طرد المحامية بشرى الخليل قائلا "تصرفت مع هيئة الدفاع بشكل مختلف عن الادعاء العام .. واعلنت الجلسة الماضية سرية وقطع البث مرات عديدة". فرد القاضي ان "هذه من صلاحيات المحكمة". فقال الدليمي ان "المحكمة مفتوحة تبث للعالم وبذلك تمت مخالفة ابسط قواعد الاجراءات ولهذه الاسباب وغيرها وباسم هيئة الدفاع وباسم موكلي ولتحقيق العدالة وازالة الشكوك اطالب حضرتك بالتنحي عن هذه القضية".ورد القاضي "يجب ان تقدم هذا الطلب الى رئيس المحكمة الجنائية العليا فهو من يقرر في هذا الشان، ساخذ الطلب شخصيا لكن ستستمر المحكمة الى ان يصلك الرد من الرئيس".
واجاب الدليمي "سوف لن احضر" فرد القاضي "تحضر ام لا، هذا شأنك". كما شهدت الجلسة مشادة بين الدليمي والادعاء العام حول الحصول على مستندات من الاحوال المدنية. وقال الدليمي "لدي بعض الملاحظات على موضوع الوثائق فالمدعي العام يجتزئ بعض الفقرات ولا يقرأ النص كاملا، وكان يشدد ويكرر عبارات تتضمن إثارة ومن المفروض ان يوجه اسئلته الى لمحكمة مباشرة". واضاف ان هناك "تشابها للتواقيع في الكتب، فجميعها مكتوب بخط واحد فهل لا يوجد شخص اخر لكتابة الكتب"؟ فقاطعه الادعاء مؤكدا ان "الكتب مطبوعة وليست مكتوبة".