بسم الله الرحمن الرحيم
على مهلكم يا جماعة ما هكذا يكون النقاش, لماذا كل هذا التهويل و التسرع لإطلاق التهم
بالنسبة لعمر الشادي نعم قد يبدوا الكلام عجيبا غريبا لأنه يخالف هواك و هكذا الناس إذا عورضوا إتهموا المعارض بالغرابة فاقرأ بروح الإنصف و البحث عن الحق و الذب عليه
أما بالنسبة للأشعري فأخبرك أن ما استدللت به سبقك إليه القائلين بتحسين البدع, و الحمد لله فقد أبطلت تلك الحجج أو ما يبدو حجج بالبرهان الساطع و الحجة الدامغة مما لا يدع مجالا للشك إلا من طمس الله على بصيرته أعاذنا الله و إياكم من ذلك.
و الان إلى علاء فأقول:
و الله إنك مخطأ في قولك لي أن أتوب للأنني من المفروض أن أتوب في اليوم الواحد مئة مرة بل ألف مرة كيف لا و الصادق المصدوق صلى الله عليه و سلم قال "إني أستغفر الله و أتوب إليه في اليوم سبعين مرة" و في رواية "مئة مرة" أو كما قال صلى الله عليه و سلم
كلامك يتطرق لثلاث نقاط هي الإجماع الآثار و قول الصحابي
أولا الإجماع:
الإجماع حجة بلا ريب و لكن بقي معرفة أي إجماع هذا الذي هو حجة, و أنا قلت إجماع الصحابة قبل أن يتفرقوا في الأمصار لأن بعد التفرق أصبح الإجماع متعذرا و من غير الممكن معرفة جميع ما قالوا رضي اله عنهم, و إذا تعذر في حق الصحابة كان في حق غيرهم كذلك أي أن من المستحيل عادتا إستقصاء جميع أقوال المجتهدين في عصر من العصور و أنا لا أريد التطويل في هذا الباب لأن الإسترسال في الحديث عنه سيخرجنا من الموضوع
ثانيا الآثار:
المعهود عند السلف في حالة استدلالهم بالآثار هو التخريج لها و بيان صحتها بيانا شافيا لقطع الطريق أمام كل من يدعي عدم الثبوت و هذا ما لم ألتمسه عندك فأنت تسرد الآثار و تكتفي بذكر المصدر أو بقول أحد المحدثين صحيح. فأقول لك أثبت العرش ثم انقش أثبت أن الأثر صحيح أو الآثار ثم قل لي "رغما عنك شئت أم أبيت" و الكلام نفسه موجه للأشعري إنا من خصائص هذا الأمة هو الإسناد, و الإسناد من الدين. ثم لما إنتشر الكذب في الآثار للأسباب التي ذكرها علماء الحديث في كتبهم إحتاجت الأمة لتمحيص هذه الأخبار و من هنا ألف العلماء كتب الجرح و التعديل. أما السرد المجرد من النقد فبعيد كل البعد عن منهج البحث البناء الهادف.
ثالثا قول الصحابي:
قول الصحابي إذا كان مما لا مجال للرأي فيه كالإخبار عن الغيبيات أو الحدود فهو حجة إنطلاقا من مبدأ أنهم عدول
أما الذي للرأي فيه مجال و اجتهاد فهذا الذي ليس بحجة مطلقة إنطلاقا من عدم العصمة و أنهم بشر معرضون للخطأ و الصواب
و الحذر من الخلط بين تخصيص العموم و تقيد المطلق, و بين البيان و التوضيح, حذاري من الخلط
هناك قاعدة تقول ما بني على فاسد فهو فاسد
إن كل مسألة من المسائل التي نتناقش فيها لها جذور في العقيدة
فمسألة قول الصحابي تندرج تحت القول بالعصمة فمن قال بأن قول الصحابي حجة مطلقا فلازم قوله أن الصحابي معصوم,
و مسألة البدعة الحسنة تندرج تحت التحسين و التقبيح العقليين. فمن قال بحسن البدع في الدين فقد جعل العقل مشرعا يضاهي الله عز و جل
و الله لقد مللت الكلام مع ناس مثلكم. ليكن في علمكم أن مسألة قول الصحابي ناقشها الأصوليون من قبلنا ممن هم أفضل منا علما و عملا و تورعا و عبادتا و زهدا. و لم يقل أحدهم لللآخر لقد تعديت على حق الصحابة أو جرحتهم و الله إنه التعصب الذي أعماكم
و سيتكون هذا الأسطر من آخر ما أكتب في الخيمة إذ أنني سأنسحب حتى يخلو الجو لكم و يستحسن من شاء منكم ما شاء
هداكم الله للصواب
|