تجدب أرض أفكاري لدرجة أني أعود للأفكار القديمة لاغير فيها وأبدل
لعلي استنبط منها أفكارا جديدة ولكن النتيجة أنها تلفظ أنفاسها الأخيرة
هناك ....
وأحيانا تهجم على الأفكار كغيم استدبرته ريح أو كسرب من الطيور
أو النحل لدرجة أنها تنهمل من رأسي على لساني وأنا أتحدث مع الأخرين
مما يجعلهم ينظرون لي وأنا اقذف كلمة خارج الموضوع بمئات المسافات
ولا أملك إلا أن ابتسم بحياء وهو ينظرون لي باستغراب يشوبه غضب
فانطلق ألوذ بقلمي البليد الذي لا أحب أن استخدمه ولا يحب هو أن
أمسكه أو احضنه بين أصابعي
وجدته بجانب سريري مستلقيا على صفحة بيضاء زخرفتها ببضع حروف
ولا أعرف سر ذلك خاصة وأن بعض الأحرف لا تعني لي شيئا مطلقا
سحبت غطائه فأبى أن يتركه وقد كان متشبثا به كما يتشبث الطفل السمين بلحافه
في صباح يوم مدرسي بارد وأمه تحاول إنتزاعه من فوقه ..
استطعت في النهاية أن اسحب غطائه منه بعد أن كدت أن أقع على ظهري
فقد افلته ببساطه وفي ثانية عندما رأي اشتداد قوتي وكأنه يريد أن ينتقم مني
قاتله الله من قلم بليد ...
امسكته بين أصابعي وأنا استحثه ، أرجوك هيا بسرعه أريد أنا أرى همتك
فالأفكار في رأسي بدأت تتملل وتريد الخروج واحدة تلو الأخرى لقد اصطفت
بنظام لأجل ذلك ..
نظر إلي بمنتهى البرود وكأنه يقول وماذا أفعل لأفكارك التي
لا تخرج إلا في وقت نومي
أردت أن أغمز له بعيني وأقول ومتى تصحى أيها البليد
ولكن خفت أن يغضب ويبدا بعناده فسكت على مضض ،بئسا للحاجة وذلها
أمسكت بدفتري ذو الأسلاك المبتورة
ووضعته أمامي وأمسكت بذلك القلم بقوة حتى لا يداعبه النعاس
وتبدأ بلادته ...
فقلت أكتب...
عندما أحلق بأجنحة فكري في سماء الكلمات لأخذ منها نجوما
وأكتب بها تلك الأفكار التي ...ماذا؟ لماذا توقفت؟؟؟ لماذا لا تكتب
هيا ارجوك لقد بدأت الأفكار تتسلل من رأسي وتهرب .
أرجوك أكتب قبل أن تختفي جميعها
رد علي غاضبا...
وماذا أفعل ؟؟؟ أيتها اللحوحة ؟؟ حبري بدأ ينشف !!!
ماذا ؟؟ماذا تقول ؟؟؟
ولماذا أنت لا تكتب شيئا ؟؟دائما مستلقيا أو مختبئاً؟؟
متى نشف ذلك الحبر....؟؟؟
لم يرد علي فقد بدأ يثاءب مرة أخرى
أرحمني يا رب،،،!!
سأقتله !!!!
وأفكاااااااااااااارااااااه
أنها تتلاشي ولم أعد أجد لها أثرا .
يالك من قلم بليد !!
يا لثارات أفكاري .
فهبت ريحها وأخذت ذلك القلم .
وقذفته في قعر غرفتي
بكل ما أوتيت من قوة
تألمت من أجله فعلى الرغم من بلادته ولكنه يفعلها أحيانا ،
ويفاجئني ذهبت إليه احاول أن اجبر كسره وأضع عصابه
على رأسه فأظنه قد أصيب أصابه بالغة ،،
بحث وبحث فما دلني عليه غير منسأته تأكلها دابه الأرض
وهو مستغرقا في النوم من جديد!!!
لم أتمالك نفسي من أن ابتسم فرحا بسلامته
وأحمله لأضعه فوق منضدتي وألحفه بغطائه
تصبح على خير يا قلمي العزيز البليد