(((( الشـــاورمـــــــا ))))

[عجيب الغريب]

قصة معبرة وحزينة أعجبتني ...

ونقلا من احدى المواقع ...

استعدوا بالمناديل ....
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــ
الشــــاورمــا !!

في الصغر كنت مولعاً بوجبة الشاورما الخالية من المخلل ذات الخبز المقرمش والبطاطا الطرية .. كانت هذه الوجبة هي تقليعة تلك الأيام .. الكل يزاحم من أجل الحصول على الشاورما .. وفي كل مرة تكون هناك خلافات حول الأدوار .. حالة فوضى تعج بها تلك المحلات .. نحن الأطفال دائماً يكون آخر الصف مكاناً لنا .. لعدم مقدرتنا على خوض المعارك الطاحنة .

في إحدى ليالي الصيف الحارة كنت واقفاً أمام آلة الشاورما لأشتري وجبتي المفضلة .. وعندما كنت أنظر إلى تلك الأكوام من اللحم المحمر والمتراكم فوق بعض والتي يسيل من بينها الزيت ويتصاعد منها البخار .. ثغري على مصراعيه .. ولعابي يتقاطر وينساب كالماء في الجداول .. لم اشعر إلا ويدي تمتد وتلتقط قطعة لحم وبلمح البصر كانت في جوفي .. يالها من لذيذة .. شعور جميل وأنت تلتهمها .. ضربة على الإناء أرجعتني إلى الوجود .. البائع ينظر إلي بوجه عابس عاقد حاجبيه رافعاً الملعقة عالياً ويقول : ماذا فعلت يا قليل الأدب !!!! تجمد الدم في عروقي وتشبثت اقدامي على الأرض ويداي منسدلتان على جانبيا وكأني بحالة استعداد .

كانت الكلمة عنيفة .. قاسية على مشاعري .. تمنيت لو أدار هامتي بصفعة .. أهون علي من هذه الكلمة .. كادت هذه الكلمة أن تمزق قلبي وأن تجردني من عقلي .. وأن تجعلني إنسان منحرفاً .. طنين تلك الكلمة مازال في أذني .. قطعت على نفسي وعداً بأن لا أخذ شي ليس لي إلا بعد أن يأذن لي صاحب الصلاحية بذلك .. وبعد تفكير طويل مع مر السنين تعلمت من هذا البائع الكثير .. فأنا بالفعل مدين له .. فلقد أضاف إلى قاموس تربيتي معناً جديداً ومبدأً مهما كنت غافلاً عنه .. ربما هو لم يتفوه بتلك الكلمة لتربيتي أو لنصحي .. لأن هدفه الربح .. ولكن أيقظني من غفلتي .

مرت السنين وأصبحت شاباً يافعاً ومازال عشقي للشاورما ينمو مع نموي .. مع تغير بسيط آلا وهو إضافة المخلل والشطة وخصوصاً ماركة كرستال مع العلم أنها نادراً ما تجدها في المطاعم حيث يستبدلونها بنوع أخر غالباً ما تكون من ماركة رنا فهي ارخص ولكن يعيبها نسبة الملح الزائدة فيها !!!
انتشرت تلك المحلات بكثرة رهيبة واصبح التنافس شديد .. أسعار مخفضة .. توصيل الطلبات للمنازل .. خدمة السيارات .. الخ .. كل هذه المغريات من أجل المزيد من الزبائن أمثالي ..

في أحد الأيام كنت كالعادة واقفاً أمام كتلة اللحم أنظر إلى البائع وطريقته السريعة والعجيبة في تغليف السندوتشات .. تذكرت ذلك الموقف الحزين .. فاستصغرت نفسي وعقلي .. طلبت من البائع أن يناولني قليلاً من الدجاج .. ناولني بنفس غير راضيه .. وبنظرات ذكرتني بذلك البائع البغيض .. وفي هذه الأثناء دار نقاش بيني وبين ضميري .. دعونا معي لنرى ما هي نتيجة النقاش ..
- إذا لم يكن راضياً لماذا يناولني ؟؟؟
- ربما لكي لا يخسرك كزبون نشط وفعال !!!
- إذا كان لا يود أن يخسر الزبون هل ينظر إليه بنظرة قاتمة .. يجب عليه أن يبستم وهو يلبي رغبة الزبائن !!
- هو لا يستطيع رفض طلبك لأنه برفضه سيخسرك وهذا لا يعني أنه راضياً عن فعلتك أو أنه قدمها عن طيب خاطر وتلك النظرات ليخبرك ما في خاطره !!!
- هل تعني أنني استخدمت نفوذي ونقودي بالضغط عليه لأحصل على ما أريد !!!!
- نعم فأنت اغتصبت منه تلك القطع الصغيرة من اللحم !!
- ياويلتاه .. كل هذا لأنني طلبت منه قطعة لحم !!؟؟؟؟


- في الماضي عندما كنت صغيراً ولا مال لديك .. وجدت من يقف في وجهك ومن يقول لك يا قليل الأدب .. ولكن الآن وبحكم أنك شاب ولديك المال الوفير .. فلم تجد من يقول لك ذلك .. وكل مازاد مالك وعلا قدرك .. زادت الوجوه الضاحكة والطبول الضاربة .. وأنظر لمن حولك سوف تعرف كيف تسير القافلة !!!

- أقول قم بس قم .. حقيقة والله .. ياجنط عطني بطاطس بالمانونيز والا ترى ماني مشتري منك ب سندوشتات ( جمع تكسير لكلمة شندوتش ) !!!




ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ

[العنود النبطيه]

مرحى لك ايها الصديق
ومرحى لعودتك المعطرة برائحة الشورما اللذيذة

لقد اصبت جرحا عميقاف ي قصتك هذه الا وهو التملق والنفاق الذي يمارسه كثيرمن الناس لذوي النفوذ او الاغنياء او حتى الزبائن
وهو نوع بغيض كريه من المجاملات ومن الاستجابة للطلبات وتقديم الخدمة وذلك يدعو صاحب الطلب الى الشعور بثقلة الدم حتى وان تمت تلبية طلبه كحال صاحبك الذي اوردت قصته ....
متى نستطيع ان نصل الى الاحترام الكامل للفرد والاحترام الامثل لحقوقه ومتى يتوقف التاجر عن الظن ان ما بجيب الزبون هو حق شرعي له ويجب ان ياخذه باي طريقه؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
ان ما بجيب الزبون يؤخذ فقط عند تقديم خدمة او سلعة كاملة وحسب الطلب والرغبة
ولكن من ذا الذي يفهــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــم هذا هذه الايام