العراق دهسته سيارة في حلم الطفلة العراقية مها
العراق دهسته سيارة في حلم الطفلة العراقية مها
مها... طفلة لها من سنوات العمر، أربع
مها... لا تعرف من العراق إلا أسمه الذي تتناوله الفضائيات بكثرة
لـ (مها)، أحلامها الخاصة التي لا تقبل بأن تساوم عليها احداً
لها لعب كثيرة تدلل نفسها بها
وفي الصباح تنهض مبكراً وبمسؤولية كبيرة
ترتدي ملابسها التي حضرتها بأهتمام في الليلة الفائتة
ولا يغيب عنها تناسق الألوان في ما ترتديه
فهي تعرف كل الألوان وتسميها بأسمائها الصحيحة..
في إحدى الصباحات...
سردت مها حلمها الليلي..
حلم مها لم يكن بابا نوئيل يحمل لها هدية
ولا غبطتها بقوس قزح.
تصف حلمها، وهي تشرب حليبها الصباحي:
العراق.. دهسته سيارة !!!
وما الذي حل بالعراق يا (مها)؟
تضع مها كوب حليبها جانباً، لتكمل:
نزف العراق طويلاً من جرحه البليغ !!!
العراق النزيف في أحلام طفلة عراقية لم تسقط اسنانها اللبنية بعد !!!
أتكون أحلام الأطفال نبوءات ؟
ودعت مها يوم سردها لحلمها (37) طفلا عراقيا بعمل جبان أستهدف براءة العراق في حي العامل!
مها، تعرف صدام من صورته وتنعته "بالمجرم"
هكذا لقنوها...
تعرف، بأنه في السجن غير عارفة ما الذي يعنيه "السجن" سوى أنه شيء سيء!
هذا ما سمعته من أهلها...
وهي تعرف "الشيخ ياسين" وتعرف أنه مات.
ففضائياتنا، تزف أخبار الموت والدمار الينا بشكل يومي
لتميت الأحياء فينا.
تتابع مها بأهتمام كبير فيلم "اللعبة" المرعب.
مركزة أو ربما متعجبة من شكل اللعبة أكثر من عدوانيتها
هي غير قادرة على أستيعاب أن:
ليل العراق قد طال وأن سواده قد زحف الى نهاره
وأن الكثير من التناقضات قد تصالحت على أرضه
وأن العراقيين سيصدرون دموعهم الغزيرة، لتتساقط أمطاراً أوقات الجفاف
هي لا تعرف بأن هناك مشروع للثروة السمكية في العراق
ينهض من تجميع دماء العراقيين في بحر احمر حقيقي!!
هي لا تعي (جنون) زوربا وقوله:
"بأن الأوطان، تخلق من الأنسان، حيواناً مفترساً"
فمن أين لـ (مها) صورة العراق النزيف ؟!!
|