الرسائل بين الشاب و الفتاة

[ساعدة]

بسم الله الرحمن الرحيم

إخواني الكرام أعضاء الخيمة ...

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

منذ فترة كتبت الأخت الفاضلة اليشمك موضوعا عن حكم الرسائل بين الشاب و الفتاة على الانترنت .

و طرحنا حينها موضوع حكم هذه الرسائل في المنتديات ..

على أن تقتصر على وقت الحاجة مثلا

و أن لا تحوي غير طلب معين و الذي هو هدف الرسالة

و حيث لا يعرف أحد الطرفين عنوان البريد الالكتروني للطرف الآخر

و قد أرسلت بطلب استفتاء إلى الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله

و تأخر الرد في الوصول

و تأخرت أيضا في إدراجه هنا

وقد كان الرد عبارة عن :

( و هل تضمن أن الأمر سيتوقف عند هذا الحد ؟ )

و اعذروني على تأخري في وضع الرد

و شكرا للأخت الفاضلة اليشمك لإثارتها مثل هذه المواضيع المهمة

سلام

أخوكم في الله
ساعدة

[*اليشمـــك*]

السلام عليكم

أخي ساعدة أشكرك على التعقيب .. سبحان الله أمس كنت اتسائل ماهو جواب الشيخ ..

ولكن جوابه جاء محيّر قليلا ..

فجوابه يعني ان ذلك جائز إن كنت أضمن أن يتوقف الامر عند ذلك الحد .. "سؤال ورد جوابه "
وغير جائز إن كنت أشك أنني قد أتجاوز الأمر لما هو أبعد ؟ .. أو قد يتجاوزه الطرف الآخر ..

أي أن الامر يتوقف على الشخص نفسه وقدرته على التحكم في تصرفاته ونظرته للأمور من عدة جهات..



تحياتي

[ساعدة]

سريعة أختي الكريمة دائما

ربما ينظر كل إلى الرد من ناحية

و لكنني من سأل

و بما أني شاب

فقد جعلني الرد أشعر بشيء من الارتباك

إنه كمن يقول : (( أهذا سؤال يسأل ؟ ليس الكل بقادرين على عدم التجاوز

و لن نبني قواعدا خاصة بكل شخص على حدة

الأمر محسوم

وهذه الرسائل غير جائزة ))

هذا رأيي في الجواب

سلام

أخوكم في الله
ساعدة

[انسان]

السلام عليكم ..

اتفق مع اليشمك فيما ذهب اليه

ذلك ان كثير من وسائل الرفاهية والاتصال عن بعد وغيرها من وسائل التقنية المختالفة التي تفرزها لنا الحضارة بين وقت وآخر طالما يجابه بالكثير من الريبة والارتياب والشكوك ويثير العديد والعديد من الاسئلة وبعض من الاستهجان لنا ائمة الدين يتوجسوا كثيرا من كل مايفرزه الغرب لنا ولذلك يحتاجون الى الكثير من الوقت لكي يقفوا على كل مستحدث ويحاولوا ان لا يللقوا بالفتاوى هكذا كيفما التفق لذلك نقرا للعديد منهم اجابات تعطي لنا مساحات اكبر من الحرية والاعتماد على الشخص بما فيه من مبادئ وقيم في تفسير هذه الاجابات ولذلك نسمع كثيرا ان بعض رجالات الدين يقفوا في وجه بعض هذه المستجدات ولكن ماليبثوا بعد حين من تغيير ارائهم وهم من ناحية اخرى يعوون ويعلمون جيدا قول الرسول الكريم اجرأكم على الفتوى اقربكم الى النار لذلك هم ينؤون بأنفسم عن اقول قد تكون حجة عليهم



من منظوري الخاص اعتقد ان الامر في الانتر نت كما هو الحال في الخارج فالبعض يستفيد من وسائل التقنية بعقلانية وضمير ويسخرها فيما يعود عليه وعلى الاخرين بالنفع والفائدة سواء كانت امرأة او رجل فالجميع قد وهبهم المولى عز وجل العقل وألهممهم القدرة على التفكير والتمييز
وهناك من يقف على النقيض الاخر ويأخذ كل ما يفرزه الغغرب لنا حسنا كان ام سيئا ويقتدي بهم وبنهجهم فيضيع ..


لابد ان لا نتقوقع على انفسنا لان هذه الحضارة تطرق ابوابنا ولابد ان تقتحمها يوا عنوة ان لم نسمح لها نحن ونصهرها في القالب الذي نريد

فلابد ان نستوعب كل جديد ونطوره بالطريقة التي تخدمنا وتزيد من يروتنا العلمية في مواجهة اللتحديات


اخيرا شكرا لكم

[*اليشمـــك*]

السلام عليكم

أخي ساعدة اتفهم قولك تماما وهو ماخطر لي لأول وهلة ... فالرد جاء كمن يتهكم على السؤال أو يستنكره !!

ولكنني افترضت أن الشيخ قد جعل الحكم متوقفا على الشخص وإلا لما كان أعطاك جوابا مبهماً بهذه الطريقة .. فهو مسؤول عن كل مايقول وكونه لم يحدد بقوله جائز أو غير جائز .. هذا يعني أنه افترض ان السواد الأعظم من مستخدمي الشبكة ليسوا قادرين على التحكم في تصرفاتهم وأنهم قد يُجرّون لما لاتحمد عقباه ... مع عدم إنكاره أن هناك من يستطيع وضع حد للامور إن خرجت عن حدود الشرع .. وذلك من باب أن درء المفاسد مقدّم على جلب المصالح ..


سأحاول أن استفسر عن ذلك بشكل متوسع إن شاء الله ..


أخي إنسان لقد أعجبني جدا تعليقك على الموضوع ... وهو يتفق مع رأيي تماما .. فهناك الكثير من الوسائل التقنية الحديثة التي قد نستخدمها بصورة سلبية ومحرمة إن لم نحكّم العقل والضمير ... وعلى الوجه الآخر قد تكون وسائل مفيدة للغاية إن كان استخدامنا لها في إطار الشرع والدين ومراقبة الله عز وجل ..

ومثال على ذلك .. الهاتف ... فحلاله حلال وحرامه حرام ... والامر يتوقف على النية والغرض من استخدامه .. وقد كثر النقاش ايضا حول الانترنت وقيادة المراة للسيارة والتلفاز .. إلخ .. فالكل قادر على التجاوز في هذه الامور .. ولكن الإسلام لم يأت ليحرم بل جاء لينظم كل تلك الامور ويضعها في إطار يتناسب مع الخُلق والفطرة السليمة ..

تحياتي لكم وأشكركم

[انسان]

اهلا اليشمك ..
لقد اصبت فيما قلت

وأعتقد ان المشكلة تكم في رمتها أن مجتمعاتنا او الكثير منها تغلب عليها العقلية القبلية وما يتمحور فيها من رفض الغريب ايا كانت الفائدة منها وهي مجتمعات غير متهورة وتحب ان تأخذ الامور بروية شيئا فشيئا فالمسألة مسالة وقت ليس ألا .. عندي في مجتمعي اجد العديد منهم رغم انه يملك عقلية علمية الا أنه ينظر الى تقنية الانتر نت على أنها فكرة غربية هدامة وهم في معظمهم او السواد الاكبر منهم من الرعيل الاول .. وهم عندما يتحدثون دائما يتطرقون الى الجوانب السلبية ومدى خطورتها التي قد تؤدي الى تدمير البنية الاسلامية والعربية لجسد الامة وهم من خلال المنظور الذي يرون من خلاله محقين تماما ولكن نحن جيل الشباب نجد ان الامر يختلف تماما نعم نعترف ان هناك مآخذ يجب أن تأخذ في عين الاعتبار ولكن لابد ان نهيأالظروف التي نعيش فيعا كي توكب عصر التقدم والمعرفة ..


في الطب وعالم الجراحة يرفض الجسم اي جزء غريب دخيل عليه وان كان وجوده مهم لبقائه واستمراره في عالم الاحياء لذلك نحاول اقناع جهاز المناعة بتقبل هذا العضو وهذا يحتاج الى فترة طويلة من العلاج والتكيف حتى يستقبله ويتعايش معه لذلك اتعقد ان الامر يجب ان لا ينشأ عنه صدام بين طرفين جزء منه من الرعيل الاول والاخر من عصر الشباب والحيوية والانطلاق
فلابد على الجزء الاول ان يراقب ويوجه ولابد على الطرف الاخر ان يبحث عن الامكانيات التي تستطيع صهر علوم الغرب في قالب يندمج مع تفكيرنا العربي والاسلامي


اخيرا شكرا لكما لطرح هذا الموضوع لانه فعلا بحاجة الى نقاش جيد

تحياتي

[*اليشمـــك*]

السلام عليكم

أهلا بك أخي إنسان .. لقد اعجبني هذا الموضوع الذي يلامس حياتنا وبشكل كبير جدا .. وهو مدى تقبل مجتمعاتنا الإسلامية العربية التقليدية لبعض الأمور المستحدثة التي تفرض عليهم واقعا قد يخالف معتقداتهم ومبادئهم .. وهو بالفعل جدير بالنقاش

فكما قلت أخي إنسان .. لابد من بعض الاستنكار والتشكيك في بداية الأمر .. إلا أن الأمر يتحول للاعتراف الكامل باهمية تلك التقنيات الحديثة وذلك لما توفره من وقت وجهد ومال في بعض الأحيان ..

وأعتقد أن السبب الرئيسي لاستنكارها أو رفضها من قبل البعض هو ان الواقع الذي يعيشونه يعكس لهم مدى سوء استخدام الكثير من الشباب والفتيات لتلك التقنيات ... وهذا ماساهم بشكل كبير في رسم تلك الصورة السيئة لمعظم التقنيات .. فاللوم الأكبر يعود على المستخدمين ... فهناك الكثير من الآباء أو الأجداد الذين يعترفون بأهمية تلك الوسائل وذلك لما جلبته لهم من مصلحة أو خدمة أو ساعدت في حل معضلة ما .. وعلينا الاعتراف أن الأذى أو الضرر الذي تسببه تلك التقنيات او الوسائل .. هو ضرر بالغ ويكاد يفتك بصاحبه .. لذا كان الحرص والتردد وعدم التهور هو رد الفعل الطبيعي تجاهها .. كما ان معظم تلك التقنيات قد اقتحمت البيوت وكشفت الاسرار والخصوصيات .. وهذا مانرفضه كمجتمع اسلامي محافظ ..

وعلينا كشباب وفتيات وأفراد مستخدمين لتلك التقنيات أن لانعتبر آراء الأجداد والآباء آراءً مخالفة فقط بهدف الاختلاف .. بل علينا ان نتفهم موقفهم وان نعلم أن اختلافهم ماهو إلا انعكاس لرغبتهم في حياة مستقرة محافظة بعيدة عن كل مايغضب الله وكل ما يسيئ لهم أو لأبنائهم .. فهم اعتادوا نمطاً معيناً من المعيشة يتعارض وبشدة مع متطلبات العصر الجديد .. لذلك لابد أن يأخذوا الوقت الكافي ليفروزا الغث من السمين .. وماهي إلا مسألة وقت كما ذكرت حتى يعتاد جهاز مناعتهم على الأجسام الغريبة

تحياتي لك أخي إنسان وأشكرك على التوسع في الموضوع وارجو أن يشاركنا الأعضاء في النقاش

[انسان]

اختي الكريمة اليشمك
من خلال تعقيبك خلصت الى عدة نقاط

اولا .. ان المصارحة بين جميع الاطراف جزء اساسي بل وحيوي في حل الاشكالية في تقبل رأي الاخر ..

ثانيا .. التعاون هي طريقة الانجع للوصول الى حل وسط ..

ثالثا .. تفهم خصوصية الاخر والحرص على ابقائها واجب تحتمه علينا اخلاقياتنا كمجتمع مسلم محافظ مبني على الاحترام المتبادل بين جميع الفئات العمرية ..


اختي الكريمة هذه النقاط تشكل المنطلق الاساسي لبلورة عدة افكار اخرى ينشأ عنها تفاهم يكون الركيزة االاولى لتتبنى مجتمعاتنا فكرة الاستفادة من حضارة الاخر مهما كان الاخر .. لان هذا يقودنا الى نقطة مهمة جداوهي وجوب الالمام بقدر كافي بعلوم الاخرين فيما يسمى بنقاش الحضارات وعدم رفض اي وسيلة قد تؤدي بنا الى حياة افضل حتى لو كانت من نتاج عقليات غربية نستهجن بعض التصرفات المتمخضة عنها والتي الحقت بنا الضرر في عدة ضروف تاريخية قديمة ومعاصرة ...

فالغرب كأمة خاضت معنا عدة صراعات اقليمية ولكن هذا لم يمنعهم في ان يرسلوا بأبنائهم وفلذات اكبادهم ليتتلمذوا على ايادي عقول تنتهج فكر اسلامي مغاير تماما للتيار الغربي المسيحي بجميع اطرافه وذلك ليستفيدوا من علوم المسلمين في بلاد الاندلس او في المشرق الاسلامي ..

هذه النقطة اصر دائما على ايضاحها لان مانعيش فيه اليوم من تخلف في المجال التكنولوجي وربما قد لا نستطيع اللحاق بالحضارة الرقمية التي ستكتسح العالم وذلك لاننا لازلنا متطرفين في افكارنا سلبا او ايجابا

سلبا برفض جميع مايمكن ان تفرزه حضارات الامم اغير اسلامية واوالتطرف الايجابي بالانسياق التام في استيعاب كل ماهو اجنبي بغثه وسمينه اما الذين يمسكون بشعرة معاوية فهم اقلية قليلة ولا يؤثروا فعلا في عملية الاصلاح الفكري

ولكني لازلت متفائلا لأن مازال هناك اصوات تحاول ان تكون اكثر عقلانية من غيرها من اجل جلب الفائدة لأمتهم



تحياتي

[*اليشمـــك*]

السلام عليكم

أخي إنسان أشكرك على تعقيبك المتميز والذي ينم عن عقلية واعية ومتفتحة أغبطك عليها..

بالنسبة للنقاط الثلاث .. فهي بالفعل مرتبة ترتيبا منطقيا يساعد في حل الإشكال الناشئ عن اختلاف الآراء تجاه ما يأتينا من الغرب من علوم وتقنيات ..

فالمصارحة تبعث على الإطمئنان والثقة .. وبالتالي يكون التعاون نتيجة طبيعية .. وقد يأتي التعاون على عدة أوجه .. إما أن يكون نقداً أو يكون توجيها أو مساعدة أو حتى مجرد قبول للأفكار كبداية.. ثم تأتي مرحلة الفرز بين الغث والسمين ومعرفة مايتلائم مع مجتمعاتنا وما لايتلائم ..

فالغرب كمجتمع يضع أمام عينه فكرة واحد تتمحور حول النهوض بالمجتمعات ويعمل على إبرازها لتكون الهدف الرئيسي لجميع طبقات المجتمع.. وهذا يتطلب الاختلاط والتعاون والأخذ من علوم من سبقوهم بغض النظر عن الخلافات التاريخية بينهم وبين الكثير من المجتمعات .. ولذلك كانت النتائج مبهرة للغاية واصبح الغرب يقود العالم ..

وربما كانت الأمور اسهل بالنسبة لهم في تقبّل واحتضان الحضارات الأخرى بسلبياتها وإيجابياتها ودراستها وبحث جميع جوانبها وذلك لضعف ( أو انعدام ) الجانب الأخلاقي الكفيل بوضع رادع لبعض التوجهات الغير سوية والتي نراها مؤخرا وقد زادت في الانتشار..

ولكن لابد من الاعتراف بأن العقلية المتفتحة الغير خاضعة لأفكار ومعتقدات من شأنها أن تمنعنا من اللحاق بركب الحضارة .. هي الخطوة الأولى على طريق التقدم العلمي الذي يُعد البوابة الرئيسة للولوج لعالم التطور والتكنلوجيا .. وربما كان الانفتاح الذي نعيشه الآن هو خطوة أخرى لتحقيق نفس الهدف وكسر الجمود الذي تعاني منه العقليات العربية نتيجة الانقياد لكل ما يأتي من الغرب والانبهار به لعقود طويلة..

التفائل إذاً موجود .. ولكن لابد للاجتهاد أن يرافقه جنباً إلى جنب ليدفعه للأمام .. وإلا أصبح الأمر أشبه بالخيال أو الحلم ..

تحياتي مع جزيل الشكر للتواصل