فارس العلم و الأمل

[ساعدة]

بسم الله الرحمن الرحيم



من يتابع جريدة الاتحاد الصادرة في دولة الإمارات العربية المتحدة
قد يكون قرأ هذا الموضوع ، و إنما أردت إدراجه هنا لمن لم يطلع عليه

قد يكون صاحب القصة أجنبيا و غير مسلم لكنها قصة تستحق القراءة
هاكم المقال و سأنتظر تعليقكم :


فارسالعلموالأمل

من ينظر اليه يعتقد أنه انسان جردته الحياة من متعها وجعلته كتلة عاطلة لا حول لها ولا قوة·· هو الانسان الذي شاهد مصيره يسرق منه أحلام شبابه، ويسلبه مقدرته على الحركة، ويضعه في سجن كرسيه المتحرك عاجزاً عن الحركة والنطق بعد أن أمضى طفولة حالمة وبدأ شبابا مفعما بالأمل والطموح· ولكن الحقيقة أن ستيفن هوكينج لم يرضخ لما كتب عليه· وأثبت للعالم أجمع أن خلف هذا السكون الحركي اتقادا ذهنيا، وذكاء لا حدود له، وأفقا أوسع من الكون الذي درس علومه في أعرق جامعات العالم· أراد ستيفن أن يثبت للعالم أجمع أن الارادة والذكاء يكفيان بمفردهما ليحققا للفرد مآربه وأهدافه· هالة دروج تروي قصة العالم البريطاني ستيفن هوكينج والنجاح الذي حققه على الصعيدين العائلي والمهني متحديا كل ما مني به من كوارث صحية·

ولد ستيفن وليام هوكينج في الثامن من شهر يناير من عام 1942 في مدينة أكسفورد البريطانية· عندما كان في الثامنة من عمره انتقلت أسرته الى سانت ألبانز التي تبعد بمسافة 20 ميلا الى الشمال من لندن، وهناك التحق بالمدرسة ومن ثم بيونيفرسيتي كوليج في أكسفورد حيث درس الفيزياء· وبعد ثلاث سنوات حصل على شهادته في علوم الطبيعة بدرجة الشرف، وتوجه الى كامبريدج لاجراء أبحاثه في علم الكونيات، حصل على شهادة الدكتوراه وعمل بعدها كزميل باحث ومن ثم زميل محاضر في احدى الجامعات· ومنذ عام 1979 شغل ستيفن كرسي لوكاس كبروفيسور للرياضيات وهو الكرسي الذي تعود بدايته الى عام 1663 وشغله من قبل علماء مشاهير من أمثال اسحق بارو واسحق نيوتن·
عمل ستيفن هوكينج على القوانين الأساسية التي تحكم الكون· ومن المنشورات التي صدرت له هناك النسبية العامة و300 عام من الجاذبية، بالاضافة الى كتابين حققا نسبة مبيعات كبيرة هما التاريخ الموجز للزمن وكتاب آخر جمع فيه محاضراته وأبحاثه بعنوان الثقوب السوداء، والكون الطفل ومقالات أخرى· وقد منح هوكينج ما يزيد عن 12 درجة شرف وجوائز وميداليات، وهو زميل في الجمعية الملكية البريطانية، والأكاديمية القومية للعلوم في الولايات المتحدة الأميركية·
وما يزال ستيفن هوكينج يجمع بين النجاح في الحياة العائلية اذ لديه ثلاثة أبناء وحفيد، والنجاح المهني من خلال أبحاثه في الفيزياء النظرية بالاضافة الى جدوله المكتظ بالرحلات والسفر والقاء المحاضرات العامة·
يتساءل الكثيرون عن كيفية تعامل هذا العبقري مع اعاقته الجسدية، ولكن ستيفن يحاول أن يعيش حياة طبيعية قدر المستطاع، ويبتعد عن التفكير باعاقته والأشياء التي لا يستطيع القيام بها والتي يرى بأنها ليست كثيرة· لقد كانت صدمته كبيرة عندما علم أنه مصاب بخلل في الأعصاب الحركية فمنذ طفولته لم تكن حركته متناسقة اذ لم يكن ماهرا في لعب الكرة، وكان خط يده معضلة بالنسبة الى مدرسيه ولعل ذلك كان سبب عدم اهتمامه بالرياضة والنشاطات البدنية· ولكن الأمور تغيرت قليلا بعد التحاقه بجامعة أكسفورد في سن السابعة عشرة حيث بدأ يمارس التجديف وسباق الزوارق· وفي عامه الثالث في أكسفورد لاحظ ستيفن أن الأمور بدأت تسوء اذ وقع لمرتين أو ثلاث دون سبب واضح· و اصطحبه والده الى طبيب استشاري، وبعد عيد ميلاده الحادي والعشرين، أدخل ستيفن الى المستشفى لاجراء الفحوص· وعندها علم ستيفن من الأطباء أنه يعاني من حالة خاصة ستشهد في المستقبل القريب تدهورا كبيرا، وأنه ليس في وسعهم أن يفعلوا شيئا سوى اعطائه بعض الفيتامينات· شعر ستيفن من كلام الأطباء أن الفيتامينات لن تكون ذات فائدة وتوقف عن السؤال عن التفاصيل لأنه أدرك أنها ستكون أكثر سوءا·
صعق ستيفن عندما عرف بأنه مصاب بمرض عضال لا علاج له سيفتك به خلال سنوات قليلة· وخلال وجوده في المستشفى شاهد ستيفن طفلاً كان يقيم بجواره ويعاني من اللوكيميا، وعندها أدرك أن هناك حالات أخرى أكثر سوءا من حالته فعلى الأقل لم يكن مرض ستيفن يسبب له الشعور بالألم· وهكذا كلما كان شعور الأسى يحاول أن يتسلل الى قلب ستيفن كان يتذكر ذلك الطفل·

لم تكن نهاية مرض ستيفن محددة، لذلك نصحه الأطباء بالعودة الى كامبردج والاستمرار بالعمل الذي كان قد بدأه حول النسبية العامة وعلم الكونيات· ولكنه لم يكن يعتقد أنه سيعيش الى حين حصوله على شهادة الدكتوراه· وبدأ ستيفن يتحول الى شخصية تراجيدية متأثرا بما كان يقرأه في مقالات الصحف والمجلات عن حالته المرضية· ولكن فجأة حدث تحول كبير في نفسية ستيفن، فقبل أن تشخص حالته المرضية كان يشعر بملل كبير من الحياة ولم يكن يشعر بأن هناك ما يستحق الانسان أن يقوم به· ولكن بعد اكتشاف المرض بفترة قصيرة اتضح أن هناك الكثير من الأشياء التي يمكن لستيفن أن يقوم بها، وكان حلمه الأكبر أن يضحي بنفسه لانقاذ الآخرين· وأخذ يفكر بأنه طالما أنه سيموت فمن الأفضل أن يترك وراءه الأعمال الجيدة·
ولكن ستيفن لم يمت وبالرغم من وجود غمامة سوداء تحيط بمستقبله الا أنه وجد نفسه أكثر استمتاعا بالحياة من ذي قبل· بدأ ستيفن يحرز تقدما في أبحاثه وتقدم لخطبة فتاة تدعى جين وايلد كان قد تعرف عليها في الوقت الذي تم فيه تشخيص حالته المرضية· وقد غيرت تلك الخطوبة من مسيرة حياة ستيفن اذ شعر بأن هناك ما يعيش من أجله· ولكن ذلك وضع على عاتقه مسؤوليات أخرى اذ أن الزواج يحتم عليه العثور على عمل يحقق من ورائه الدخل اللازم لحياته وحياة عائلته· ولذلك تقدم بطلب الى كلية جونفيل وكيز في كامبردج للعمل كزميل باحث وبالفعل حصل على العمل وتزوج بعد ذلك بشهور قليلة ورزق بثلاثة أطفال·

وفي الكلية لعب الحظ دوره مع ستيفن اذ تم تكليفه بالعمل على أبحاث الفيزياء النظرية، وهو من المجالات القليلة التي لا تقف اعاقة ستيفن الحركية عقبة في طريق العمل فيها· حتى عام 1974 ظل ستيفن قادرا على الاعتماد على نفسه، ولكن بعد أن بدأت الأمور تصعب أكثر فأكثر بدأ ستيفن يعتمد على أحد طلبته ليقيم معه مجانا مقابل أن يقوم بمساعدته في حياته اليومية، ومن ثم استعان بكوادر التمريض لهذا الغرض· في عام 1985 أصيب ستيفن بذات الرئة وخضع لعملية فتح فوهة في العنق· قبل العملية بدأت قدرة ستيفن على الكلام تتعثر، ولم يعد أحد يفهم كلامه غير المقربين منه· ولكنه لم يستسلم للأمر فقد ظل مواظبا على الاتصال بالآخرين وكان يعد الأوراق العلمية عن طريق تلقينها لسكرتيره، وكان يلقي المحاضرات من خلال مترجم يعيد كلمات ستيفن بصورة أكثر وضوحا· ولكن العملية الجراحية أفقدت ستيفن المقدرة على الكلام بشكل نهائي· وأصبحت الطريقة الوحيدة المتوفرة أمامه للتواصل مع الآخرين هي تهجئة الكلمات بالاشارة الى حروفها على لوحة الأحرف أمامه· وجاء حل هذه المشكلة على يد خبير الكمبيوتر الأميركي وولت وولتوز الذي أعد له برنامجا خاصا يدعى ايكويلايزر يستطيع من خلاله اختيار كلمات من قائمة بواسطة الضغط على زر باليد· كما يمكن التحكم بالبرنامج عن طريق حركة الرأس أو العينين· وبعد الانتهاء من انتقاء الكلمات يقوم بارسالها الى جهاز ينتجها بشكل صوتي· في البداية كان على ستيفن استخدام هذا البرنامج من خلال جهاز الكمبيوتر الموجود على مكتبه وحسب، ولكن فيما بعد تمكن عالم آخر من تزويد كرسيه المتحرك بجهاز كمبيوتر وجهاز التركيب الصوتي· وبذلك أصبح ستيفن قادراً على انتاج ما يصل الى 15 كلمة في الدقيقة· وبواسطة هذه التقنية أصبح ستيفن قادرا على اصدار كلماته بشكل صوتي، أو مطبوع، أو حتى تخزينها على قرص مرن واستعادتها وقت الحاجة· كما استخدم ستيفن هذا البرنامج لتأليف كتاب وعشرات من الأبحاث العلمية، والقاء العديد من المحاضرات التي لاقت استحسانا من قبل الحضور بفضل جودة الصوت العالية·
وهكذا لم تقف الاعاقة الجسدية التي مني بها ستيفن في طريق حياته، ولم تمنعه من تأسيس أسرة سعيدة ومن تحقيق النجاحات الهائلة في عمله· ويرى ستيفن أن ذلك كله كان بفضل زوجته جين وأطفاله ومساعدة الكثير من الناس والمنظمات من حوله· ويعتبر نفسه محظوظا لأن المرض عنده لم يتطور بالسرعة المفروضة· ولكن الحقيقة أن قوته جاءت من أنه لم يفقد الأمل في الحياة أبدا .


~ْ~ْ~ْ~


مع خالص التحية
ساعدة

[*اليشمـــك*]

وإليكم خبر آخر عنه نُشر في الاول من شهر اكتوبر لعام 2000 ( في جريدة البيان الإماراتية ).. وهو غريب بعض الشيئ..

" عالم بريطاني يتنبأ بنهاية مأساوية للأرض, نجاة الإنسان باستعمار الكواكب الأخرى "!!

قدم عالم الفيزياء الفلكية البريطاني ستيفن هوكينج كتابه الجديد في أدنبرة وتنبأ بنهاية مأساوية لكوكب الارض وقال ان الانسان لن ينجو من هذه النهاية إلا باستعمار الفضاء.

وأعرب هوكينج في معرض تقديمه للكتاب مساء أمس الأول عن خشيته من أن بني البشر لن يكتب لهم البقاء خلال الالفية الجديدة بسبب ارتفاع درجة حرارة الارض وغير ذلك من الكوارث, مشيرا إلى أن السبيل الوحيد لنجاة الانسان هو استعمار الكواكب الاخرى.

ويعد الكتاب الجديد الذي يحمل عنوان (الكون في كلمات قليلة) أحدث إصدار للعالم البريطاني المقعد"


سبحان الله .. لقد قرأت سابقا عن هذا العالم الفيزيائي ودُهشت لما قرأت .. فهو بحق معجزة .. ولابد أن الدور الاكبر كان لعائلته ومن ثم زوجته ... بالإضافة إلى إيمانه بأن الإعاقة ليس إعاقة للعقل والموهبة .. كما ان إرادة التحدي والإصرار لديه كبيرة جدا .. فهو لم يأبه لآراء الناس التي غالبا ماتُحبط وتحد من عزيمة المرء.. والأهم من ذلك أن هدفه في الحياة كان واضح المعالم .. فهو يميل كثيرا لكل مايتعلق بالكون والطبيعة .. وتلك المجالات بالذات تحتاج لذكاء وسعة أفق .. وهو ماتميز به ستيفن..

وعندما سُئل عن سبب اهتمامه بمجالات الفيزياء .. قال:
" لطالما احببت مجالات العلوم كافة وكيفية حدوث الامور الطبيعية من حولنا.. وفي عمر الخامسة عشر ركزت اهتمامي على الفيزياء لانني اعتبر انها أساس كل العلوم"

وقد أنشىء موقع خاص لستيفن وهو على الرابط التالي لمن احب الإطلاع
http://www.hawking.org.uk/

تحياتي مع جزيل الشكر للأخ ساعدة على نقل هذا الموضوع الرائع

[ساعدة]

الأخت الكريمة *اليشمـــك*

حياك الله

و منحك العافية على إضافتك القيمة

لك جزيل الشكر على هذا الجهد

كل عام و انتم بالف خير

مع خالص التحية
ساعدة