مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-07-2003, 01:28 AM
د . عبد الله قادري الأهدل د . عبد الله قادري الأهدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 609
إفتراضي الإجازة رسمية.. وليست عبادية..

الإجازة رسمية وليست عبادية..

الرغبة الصادقة في عمل الخير، والإرادة الجازمة لذلك العمل، والجد والاجتهاد في اتخاذ الأسباب لتنفيذه هي أساس النجاح فيه.

فقد أمر تعالى نبيه صلى الله عليه وسلم بالرغبة إليه، فقال: (( فَإِذَا فَرَغْتَ فَانْصَبْ * وَإِلَى رَبِّكَ فَارْغَبْ )) [سورة الشرح: 7-8].

والرغبة إلى الله.. هي الرغبة في عبادته وهي.. الرغبة في ملة إبراهيم، ولهذا نفى تعالى عن أهل الرشد والهدى الرغبة عنها، وحكم على من يرغب عنها بالسفه..

فقال تعالى: (( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلا مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدِ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنَ الصَّالِحِينَ )) [البقرة(130)].

والأصل أن أمره تعالى لنبيه أمر لأمته، مالم يدل دليل على إرادة تخصيصه، لأن لهم فيه أسوة حسنة..

كما قال تعالى: (( لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِمَنْ كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) [الأحزاب(21)].

ولهذا قال تعالى فيمن اعترضوا على الرسول صلى الله عليه وسلم في قسمه الصدقات من المنافقين:
(( وَلَوْ أَنَّهُمْ رَضُوا مَا ءَاتَاهُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَقَالُوا حَسْبُنَا اللَّهُ سَيُؤْتِينَا اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَرَسُولُهُ إِنَّا إِلَى اللَّهِ رَاغِبُونَ )) [التوبة (59)] أي لو أنهم فعلوا ذلك كما فعل المؤمنون الصادقون الراغبون إلى الله، لكان خيرا لهم. [يراجع تفسير الآية في تفسير القرآن العظيم لابن كثير وغيره].

فالرغبة إلى الله تعالى تيسر على العبد القيام بطاعته وترك معصيته...

ولا بد مع الرغبة الصادقة من الإرادة الجازمة التي يترتب عليها القيام بالعمل الذي يرضي الله تعالى ويوصل إلى ثوابه...

قال تعالى: (( وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الدُّنْيَا نُؤْتِهِ مِنْهَا وَمَنْ يُرِدْ ثَوَابَ الآخِرَةِ نُؤْتِهِ مِنْهَا وَسَنَجْزِي الشَّاكِرِينَ )) [آل عمران (145)].


و قال تعالى: (( وَمَنْ أَرَادَ الآخِرَةَ وَسَعَى لَهَا سَعْيَهَا وَهُوَ مُؤْمِنٌ فَأُولَئِكَ كَانَ سَعْيُهُمْ مَشْكُورًا )) [الإسراء (19)].

الرغبةُ الصادقة في طلب العلم [أيِّ علمٍ ينفعه وينفع أمتَه] وإرادةُ الطالب الجازمة لهذا الطلب، والسعيُ الجاد في تحصيله، كلها تثمر فوزه ونجاحه فيه.

ولهذا تجد الطالب الذي توافرت فيه هذه العناصر الثلاثة [الرغبة والإرادة والتنفيذ] يدير وقته إدارة من [يعمل لدنياه كأنه يعيش أبداً، ويعمل لآخرته كأنه يموت غدا]..

وقد كان سلف هذه الأمة من العلماء والمتعلمين، يقضون أوقاتهم في التعليم والتعلم والعمل، فحققوا لأنفسهم وللعالم السعادة بعمارة دنياهم وإقامة دينهم.

وكانوا يقصدون بتعلمهم وتعليمهم وعملهم وجه ربهم الذي بعونه أمدهم، وبتوفيقه أعانهم، فاستسهلوا بذلك الصعاب، وخفت على أجسامهم الأتعاب، واستنارت بضياء هداه الألباب.

ثم تتابعت بعدهم الأجيال، وتغيرت فيهم الأحوال، فقلت الرغبة والإرادة وضعف الإخلاص الاجتهاد، وانتشر الجهل والغفلة بين العباد، وصار طلب العلم لمتاع الدنيا وسيلة، ولم تعد له عند كثير من الطالبين ذلك القَدْر وتلك الفضيلة.

فثقل طلب العلم على كثير من المتعلمين والمتعلمات، وبرم بالتعليم كثير من المدرسين والمدرسات، وأصبحت النفوس تتمنى كثرة العطل والإجازات، فتحققت للجميع تلك الأمنيات...

وكذلك العاملون من سلف هذه الأمة في الوظائف العامة أو الخاصة، كان الإحسان الذي قال الله تعالى في أهله: (( إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ )) في أكثر من آية، منها الآية (134) من سورة المائدة.

وقال فيه النبي صلى الله عليه وسلم:
( الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه، فإن لم تكن تراه فإنه يراك ) [البخاري، برقم (4499) ومسلم، برقم (8)]

وهو الذي كتبه الله تعالى على كل شيء..

كما جاء في حديث شداد بن أوس قال:
اثنتان حفظتهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ( إن الله كتب الإحسان على كل شيء فإذا قتلتم فأحسنوا القتلة وإذا ذبحتم فأحسنوا الذبح وليحد أحدكم شفرته فليرح ذبيحته ) [مسلم، برقم (1955)] وغيره.

والإحسان كما يقول العلماء، هو إتقان الشيء والإتيان به على أكمل وجه.

هذا هو شأن المسلم، معلما ومتعلما، وموظفا عاما أو خاصا، يجتهد في إحسان عمله في كل أحواله، في حال سره وعلنه، لأن السر والعلن إنما يكونان مع المخلوقين، أما الخالق فالسر والعلن عنده سواء.. ((وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تُسِرُّونَ وَمَا تُعْلِنُونَ)) [النحل (19)].

وقد وضعت لكل العاملين أنظمة إجازات يتمتع كل منهم فيها بمدة معينة، بعيداً عن عمله، قد يكون فيها مسافراً في داخل بلده أو خارجها، وقد يكون مقيماً بين أهله وأسرته.

وكثير من الناس يعتبرون هذه الإجازات أوقات فراغ عن العمل الجاد فيها، لأن وقت العمل قد حدد في غيرها... فيمضون أيامها ولياليها في نوم وكسل، أو لهو وخطل.

وهو اعتبار غير سليم وتصرف لا يخلو من سفه ذميم، لأن الأصل في كل لحظة من حياة الإنسان أن يستثمرها فيما يعود عليه وعلى أسرته وأمته بالربح والخيرات، وينجيه من الخسران والحسرات.

قال تعالى: (( سَابِقُوا إِلَى مَغْفِرَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا كَعَرْضِ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ أُعِدَّتْ لِلَّذِينَ ءَامَنُوا بِاللَّهِ وَرُسُلِهِ ذَلِكَ فَضْلُ اللَّهِ يُؤْتِيهِ مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ )) [الحديد(21)].

وقال تعالى: (( وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ )) [البقرة (148)].

وقال تعالى: (( لَكِنِ الرَّسُولُ وَالَّذِينَ ءَامَنُوا مَعَهُ جَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنْفُسِهِمْ وَأُولَئِكَ لَهُمُ الْخَيْرَاتُ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُفْلِحُونَ )) [التوبة (88)]

وقال تعالى : (( وَجَعَلْنَاهُمْ أَئِمَّةً يَهْدُونَ بِأَمْرِنَا وَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِمْ فِعْلَ الْخَيْرَاتِ وَإِقَامَ الصَّلَاةِ وَإِيتَاءَ الزَّكَاةِ وَكَانُوا لَنَا عَابِدِينَ )) [الأنبياء (73)].

ولعظمة الوقت وحرمته وكونه عمر الإنسان الذي يتعاطى فيه كل تصرفاته، أكثر تعالى من القسم به، وذكر أجزائه في مواضع متفرقة من كتابه، ليلفت نظر عباده إلى اغتنامه وعدم تفويت شيء منه في غير فائدة، أو استغلاله فيما يعود عليهم بالضرر في الدارين..

وهذه أمثلة لذلك:
فمما ذكر تعالى الليل والنهار و الصبح و الضحى و بكرة والإبكار والظهيرة والعصر و العشي والأصيل واليوم والشهر والأشهر و الشهور والسنة والسنين والعام والدهر والساعة والحين والغسق والشمس والقمر،،،، وكثير منها تكرر كثيرا..

وقد ربط الله كثيرا من الأحكام الشرعية العبادية والعادية بأوقات محددة، كالصلاة والصيام والحج ... وعِدد الطلاق، ومدة الحمل والرضاع... وغيرها..

ويكفي أن نذكر ثلاثة أمثلة تدل على أهمية الوقت في حياة الإنسان:

المثال الأول:
قوله تعالى: (( وَالْعَصْرِ (1) إِنَّ الإِنْسَانَ لَفِي خُسْرٍ (2) إِلا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ )) [العصر].

فقد أقسم تعالى بالعصر ـ سواء كان الدهر كله، أو وقت العصر، أو صلاة العصر التي تؤدى فيه ـ ثم أتبع القسم بالإخبار بخسارة كل إنسان يوجد على ظهر الأرض، وأكد تلك الخسارة بثلاثة تأكيدات:

التأكيد الأول: القسم في قوله: ((وَالْعَصْرِ))

والتأكيد الثاني: حرف "إن" وهي من المؤكدات في اللغة العربية.

والتأكيد الثالث: بحرف لام الابتداء الداخلة على خبر "إن" في قوله ((لَفِي)) وهي من المؤكدات كذلك.

فالخسران ثابت لهذا الإنسان الذي يتقلب في هذا الزمن، ثباتا مؤكدا لا شك فيه، بمجرد ان يخبر الله تعالى به، لأن تخلف المخبر به لا يحصل إلا إذا جاز على من أخبر به الكذب، أو جاز العجز على من ينشئ المخبر به...

والله تعالى منزه عن الأمر، فقوله صدق لا يعتريه الكذب.. ((ومن أصدق من الله قيلا))..

وهو تعالى لا يعجزه شيء، لأنه على كل شيء قدير، وهو إنما يقول للشيء ((كن فيكون))..

ومع ذلك أكد حصول الخسران على كل إنسان بهذه التأكيدات، رحمة منه بهذا الإنسان ليأخذ الخبر مأخذ الجد، ويهتم بحماية نفسه من هذا الخسران.

ولا يحميه منه إلا الخصال الأربع التي استثنى الله تعالى أهلها في قوله: (( إِلا الَّذِينَ ءَامَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ ))..

وكلها إنما تحدث في أول المؤكدات الثلاثة، وهو الزمن "العصر" والتقصير فيها أو في بعضها إنما يحصل فيه كذلك..

وهذا يدل على أن الإنسان العاقل يحرص على استغلال الوقت في الأعمال النافعة، ويتجنب فيه الأعمال الضارة، لينجو من الخسران، وأن مَن نقص عقله يخرج عن هذا السبيل، فيملأ أوقاته بما يضره أو يضر غيره، أوبما لا فائدة له فيه.

المثال الثاني:
قوله تعالى: (( وَاللَّيْلِ إِذَا يَغْشَى (1) وَالنَّهَارِ إِذَا تَجَلَّى (2) وَمَا خَلَقَ الذَّكَرَ وَالأُنْثَى (3) إِنَّ سَعْيَكُمْ لَشَتَّى )).. [سورة الليل].

فقد أقسم تعالى بالليل والنهار [وهما ظرفان لسعي البشر] كما أقسم بنفسه، وهو الذي يحاسب على تصرفات المخلوقين، أقسم على إخباره تعالى بأن سعي الناس مختلف، منهم من يملأ أوقات عمره بالطاعات التي تقربه إلى الله، ومنهم من يملأها بالمعاصي التي تبعده عن خالقه... ثم فصل ذلك في بقية آيات السورة كما هو واضح.

المثال الثالث:
(( وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحًا غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمُ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ )) [فاطر (37)].

يمنح الله تعالى الناس أزمانا يعيشون فيها في الدنيا، وهي أعمارهم التي يكلفهم فيها طاعته واجتناب معصيته، ثم يحاسبهم على أعمالهم يوم القيامة، فمن آمن به وأطاعه أدخله الجنة، ومن كفر به وعصاه أدخله النار...
__________________
الأهدل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م