مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 10-04-2004, 01:29 PM
أبو منصور أبو منصور غير متصل
خالد
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 209
إفتراضي الصدى ((حكاية))

يحكى أن أحد الحكماء خرج مع ابنه خارج المدينة ليعرفه على تضاريس

الحياة في جو نقي .. بعيداً عن صخب المدينة

وهمومها .

سلك الاثنان وادياً عميقا تحيط به جبال شاهقة .. وأثناء سيرهما ..

تعثر الطفل في مشيته .. سقط على ركبته.. صرخ الطفل على إثرها بصوتِ مرتفع تعبيراً عن ألمه : آآآآه

فإذا به يسمع من أقصى الوادي من يشاطره الألم بصوت مماثل :آآآآه

نسي الطفل الألم وسارع في دهشةٍ سائلاً مصدر الصوت : ومن أنت؟؟

فإذا الجواب يرد عليه سؤاله : ومن أنت ؟؟

انزعج الطفل من هذا التحدي بالسؤال فرد عليه مؤكداً .. : بل أنا أسألك من أنت ؟

ومرة أخرى لا يكون الرد إلا بنفس الجفاء والحدة : بل أنا أسألك من أنت؟

فقد الطفل صوابه بعد أن استثارته المجابهة في الخطاب .. فصاح غاضباً "أنت جبان" فهل كان الجزاء إلا من جنس

العمل .وبنفس القوة يجيء الرد "أنت جبان"

أدرك الصغير عندها أنه بحاجة لأن يتعلم فصلاً جديداً في الحياة من أبيه الحكيم الذي وقف بجانبه دون أن يتدخل في المشهد

الذي كان من إخراج ابنه .

قبل أن يتمادى في تقاذف الشتائم تملك الابن أعصابه وترك المجال لأبيه لإدارة الموقف حتى يتفرغ هو لفهم هذا الدرس ..

تعامل _الأب كعادته _ بحكمة مع الحدث .. وطلب من ولده أن ينتبه للجواب هذه المرة وصاح في الوادي :

" إني أحترمك "

كان الجواب من جنس العمل أيضاً .. فجاء بنفس نغمة الوقار " إني أحترمك " ..

عجب الشاب من تغير لهجة المجيب .. ولكن الأب أكمل المساجلة قائلاً:

" كم أنت رائع "

فلم يقل الرد عن تلك العبارة الراقية " كم أنت رائع "

ذهل الطفل مما سمع ولكن لم يفهم سر التحول في الجواب ولذا صمت

بعمق لينتظر تفسيراً من أبيه لهذه التجربة الفيزيائية .

علق الحكيم على الواقعة بهذه الحكمة " أي بني : نحن نسمي هذه

الظاهرة الطبيعية في عالم الفيزياء (صدى ) .. لكنها في الواقع هي

الحياة بعينها .. إن الحياة لا تعطيك إلا بقدر ما تعطيها .. ولا تحرمك إلا

بمقدار ما تحرم نفسك منها ..

الحياة مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..

إذا أردت أن يحبك أحد فأحب غيرك ..

وإذا أردت أن يوقرك أحد فوقر غيرك ..

إذا أردت أن يرحمك أحد فارحم غيرك ..

وإذا أردت أن يسترك أحد فاستر غيرك ..

إذا أردت الناس أن يساعدوك فساعد غيرك ..

وإذا أردت الناس أن يستمعوا إليك ليفهموك فاستمع إليهم لتفهمهم أولاً .

لا تتوقع من الناس أن يصبروا عليك إلا إذا صبرت عليهم ابتداء

أي بني .. هذه سنة الله التي تنطبق على شتى مجالات الحياة .. وهذا ناموس الكون الذي تجده في كافة تضاريس الحياة ..

إنه صدى الحياة.. ستجد ما قدمت وستحصد ما زرعت ...!

( فمن يعمل مثقال ذرة خيراً يره ومن يعمل مثقال ذرة شراً يره )
__________________
كيف الرجاء من الخطوب تخلصا
00000من بعد ما أنشبن فيّ مخالبا
أوحدنني ووجدن حزنا واحــــــدا
00000متناهيا فجعلنه لي صـــــاحبا
ونصبنني غرض الحتوف تصيبني
00000محن أحد من السيوف مضاربا
أظمتني الدنيا فلمـــــــــا جئتها
00000مستسقيا مطرت عليّ مصائبا
  #2  
قديم 10-04-2004, 02:05 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي

أخي العزيز / أبو منصور

موضوع يحمل بين طياته معاني كثيرة ، وحكم نادرة الوجود
ولو أنني لم أعاشر في هذه الفانية أصناف عديدة من البشر لما خالفتك فيما ذهبت إليه
ولكني أجد الناس أخي كالأرض
هناك أرض ممحلة ، وهناك أرض خصبة ، وهناك أرض قاسية وشتان بين هذه وتلك
فلو زرعت شُجيرة في أرضٍ صخرية لن تجد لما زرعت نتاجا أبدا وإن أسقيتها بماء النيل
وسبحان من جعل لكل إنسان طبيعة ومنهجا
ولعلي أورد لك هنا قصة أخرى فيها من العبر الشيء الكثير
فيحكى أن قوماً خرجوا إلى الصيد في يوم حار وبينما هم في عرض الصحراء إذ خرج عليهم ضبع وقد كشر عن أنيابه وكان العرب يلقبون الضبع بأم عامر، فطاردوها فهربت منهم حتى دخلت إلى خباء إعرابي، فخرج إليهم الإعرابي وقال ما شأنكم؟ فقالوا صيدنا وطريدتنا فقال كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائُم سيفي بيدي...
ومن أخلاق العرب أنهم إذا استجار بهم أحد لا يخذلونه، وحدث أن رجع الصيادون وتركوه، فقام إلى غنمة عنده فحلبها فقربه إليه وقرب إليها إناء ماء فأقبلت تشرب مرةً من هذا ومرة من ذاك حتى ارتوت واستراحت وعادت لها الحياة ...
فبينما الإعرابي نائم في جوف الليل بخبائه إذ وثبت عليه فبقرت بطنه وشربت دمه وأكلت لحمه ثم تركته، فجاء ابن عم له يزوره في الصباح وإذ به مجندل وقد بُقر بطنه وأُكل قلبه فالتفت إلى موضع الضبع فلم يرها فقال هي والله التي أجارها بالأمس من القتل، فأخذ قوسه وكنانته وتبعها، فلم يزل يبحث عنها حتى أدركها فقتلها ثم بكى على ابن عمه عند جثتها وأنشأ يقول:
[poet font="Simplified Arabic,5,blue,normal,normal" bkcolor="transparent" bkimage="" border="none,4,gray" type=2 line=200% align=center use=ex length=0 char="" num="0,black" filter=""]
ومن يصنع المعروف مع غير أهله = يُلاق الذي لاقى مُجير أم عامرِ
أدام لها حين استجارت بِقُربِهِ = لها محضُ ألبان اللقاح الدرائِر
وأسمنها حتى إذا ما تكاملت = فرته بأنياب لها وأظافرِ!
[/poet]
وأعتقد أن القصة تحوي ألف معنى ومعنى ، تعجز الكلمات أن يصغنه

تحياتي

__________________


للتواصل .. ( alwafi_248@hotmail.com )

{ موضوعات أدرجها الوافـــــي }
  #3  
قديم 11-04-2004, 12:50 AM
Almusk Almusk غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2003
الإقامة: الخليج
المشاركات: 3,051
إفتراضي

أخي أبا منصور...كم أنت رائع

قصة جميلة ترسم خطا محمودة وتنثر وردا متفتحا وترش عطرا منعشا....

نعم أخي الكريم...عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به...وحب لأخيك ما تحب لنفسك.....فالحياة كالصدى...كما تدين تدان......

وأتفق معك أخي الحبيب أبا منصور أن من يزرع الحنضل سيجني مرة ومن يغرس الورد سيستمع بريحه وهكذا هي الحياة.... مرآة أعمالك وصدى أقوالك ..

أيضا مداخلة أخي الوافي حفظه الله جميلة ... لكنها لا تنقض مفهوم الحياة كالصدى ... لكنها تشير إلى أن هناك شواذ لكل قاعدة...وما شبب هذا الشذوذ إلا الحماقة ... وأما الأصل أن الإحسان يجر إلى الإحسان والخير يبعث الخير والبسمة تدخل السرور...كما أن الشر يجر شرا والغرور ينتج كبرياء وخيلاء...ففي ظنى أن هذه معادلات أو نقول سنن كونية معلومة مجربة...وما خالفها يعتبر من الأحوال الشاذة القليلة التي لا تؤثر على مفهوم الحياة كالصدى....

شكرا أخي أبا منصور على هذا الموضوع النفيس...شكرا أخي الوافي هذه لمداخلة القيمة التي أثرت الموضوع....

المسك
  #4  
قديم 11-04-2004, 03:00 PM
muslima04 muslima04 غير متصل
عضو مشارك
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2003
المشاركات: 872
إفتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على خير خلق الله(صلوا على الحبيب)

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته،(وَإِذَا حُيِّيْتُم بِتَحِيَّةٍ فَحَيُّواْ بِأَحْسَنَ مِنْهَا أَوْ رُدُّوهَا إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ حَسِيباً {86})
[HR]

أخي الكريم أبو منصور،جزاك الله خيرا على هذه القصة الرائعة،جعلها الله لك في ميزان حسناتك إن شاء الله.

وجزى الله خيرا أخي الوافي لقصته أيضا.

والسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
.
  #5  
قديم 13-04-2004, 03:59 PM
أبو منصور أبو منصور غير متصل
خالد
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
المشاركات: 209
إفتراضي

أخي الوافي / شكرا لك

يقول الشاعر:

ازرع جميلا ولو في غير موضعه

فلن يضيع جميل أينما زرعا

وبالنسبة للقصة الأولى التي أوردتها قلت:

إقتباس:
فقالوا صيدنا وطريدتنا فقال كلا والذي نفسي بيده لا تصلون إليها ما ثبت قائُم سيفي بيدي...


فاعتقد أن الرواية تقول أنهم قالوا : نريد جارك فقال بما أنكم جعلتموه جاري

فلن تصلوا إليه......

أخي أعتقد أن أبرز معنى يظهر لي من القصة الثاني هو قول الإمام علي

كرم الله وحهه (( أكلت يوم أكل الثور الأبيض))


أخي الوافي جزاك الله خيرا


[HR]

أخي المسك الله يعطيك الصحة والعافية فعلا

إقتباس:
...عامل الناس بما تحب أن يعاملوك به...وحب لأخيك ما تحب لنفسك.....فالحياة كالصدى...كما تدين تدان......

أختي مسلمة / جزاك ِ الله كل خير
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م