مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 02-03-2004, 04:09 AM
د. سليمان الخضاري د. سليمان الخضاري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2002
المشاركات: 27
إفتراضي نهضة الحسين : رؤية مغايرة

نهضة الحسين : رؤية مغايرة *


صالحي نجف آبادي **


في تلك الايام التي كنت في مدينة قم اتابع دراستي، كنت ايضاً القي محاضرات.


في ايام عاشوراء كنت اتلقى دعوات لالقاء محاضرات في اماكن مختلفة. كانت افكاري آنذاك تتوجه نحو البحث والتحقيق أولا، ومن ثم إذا اتضح لدي صواب موضوع ما فإنني كنت أقوم بطرحه في المحاضرات.


لغة المنطق والرجوع الى العقل اشتد لديّ أكثر فأكثر، فأصبحت لا أتقبل أي شئ إذا لم يتقبله عقلي، فقد أصبح هذا التوجه مبدأً ثابتاً عندي.


إن قضية الامام الحسين بن علي بن أبي طالب كانت تتمتع لدي بنفس الأهمية طبعاً، وكان عليَّ ان اقوم بالبحث والدراسة حول القضية بالشكل الذي يتقبله العقل. فالكلام الذي كان يقال على المنابر في الحسينيات حول الامام الحسين وكان ينشر في الكتب ايضاً لم يكن يتقبله عقلي. كان يقال في كل مكان وكنا نسمع باستمرار بأن الله سبحانه وتعالى أراد أن يرى الحسين مقتولا وأن يرى أفراد أسرته سبايا. هذا الكلام لم أتمكن أساسا من استيعابه، ففي الوقت الذي كانت الكتب غالبا تتحدث نفس الشيء فإن الخطباء على المنابر كانوا يتحدثون نفس الشيء أيضا لهذا اضطريت أن أتصفح جميع المصادر التاريخية ذات العلاقة بقضية الحسين. لقد صرفت وقتاً كثيراً للبحث والتحري في هذا الموضوع حتى تبين لدي تماماً بان الطريق الذي يسلكه هؤلاء السادة وهذه الصورة التي يقدمونها لقضية الحسين عليه السلام، على إنه ذهب لكي يقتل ويقع أهل بيته في الاسر، هذه لايمكن ان يتقبلها العقل أبدا.


هناك علماء كبار من الاجيال الماضية كانوا يعتمدون على منطق العقل في فهم القضايا والمواضيع المختلفة.


أحد هؤلاء الكبار هو الشيخ المفيد، كما ان السيد المرتضى والشيخ الطوسي هما من ضمن هذه المجموعة.


كانوا يعيشون قبل ألف عام تقريباً ولكن لا تزال كتبهم موضع بحث ودراسة.


الرجوع الى العقل والاعتماد عليه كان سمة بارزة جدا لدى هؤلاء العلماء الثلاثة الكبار الذين كان كل واحد منهم مرجعاً للتقليد لدى الشيعة في زمانه.


في قضية الحسين عليه السلام تقبلت رأي السيد المرتضى الذي كان متطابقاً مع ما كتبه الشيخ الطوسي وكذلك مع وجهة نظر الشيخ المفيد في ارشاده. لا أحد ينهض ويعمل بهذا الشكل فينقل أهل بيته من الحجاز باتجاه العراق حتى يقتلوا!.


كتاب تنزيه الانبياء للمرحوم السيد المرتضى وكتاب تلخيص الشافي للشيخ الطوسي بحثا قضية الحسين وقدما تفسيراً مهما لها، تماماً مثل ما قمت انا بكتابة هذا الموضوع في كتابي «الشهيد الخالد» ولكن هذين العالمين الكبيرين تناولا هذه القضية باختصار.


عندما قرأت هذين الكتابين فإنني في الواقع حصلت على كنز كبير للغاية أدى الى انفتاح الطريق أمامي، وتبين لي أن طريق البحث والتحقيق حول قضية الإمام الحسين في الاساس هو نفس الطريق الذي سلكه السيد المرتضى والشيخ الطوسي. اتجاه هذين العالمين يتعارض 180 درجة تماماً مع ما كان يتم تناوله في تلك السنين (ولا يزال) على المنابر والمنتديات وفي الكتب.


من جانب آخر نجد أن الدكتور علي شريعتي (المفكر الإيراني الذي قتل قبل الثورة الاسلامية في إيران والذي يصفه الإيرانيون بأنه "معلم الثورة") الذي يعد عالماً ينتهج منطق العقل في معالجته الفكرية للقضايا، عند مواجهته لقضية الحسين وقع تحت تأثير المشاعر وتقبل الفكرة القائلة بان الحسين ذهب ليفدي نفسه ويعرضها للقتل ويحول أهل بيته الى أسرى!. وبصفتي باحثا فقد وجهت نقداً لموقفه هذا.


الدكتور شريعتي يستند الى رواية تقول ان الإمام الحسين ذهب لكي يستشهد وانه نهض ليقتل نفسه ويعرض أهل بيته للأسر. هذه هي الأجواء التي جعلت شخصاً مثل الدكتور شريعتي، الذي تلقى علومه في الغرب وعاش فترة طويلة في فرنسا وكان يتمتع بفكر منفتح ومنطقي، يتأثر بها ولا يستطيع أن يخلص نفسه من تلك الافكار التي كانت سائدة آنذاك (في المجتمع الايراني). كان ذلك مثيراً للدهشة والاستغراب!.


معارضتنا للدكتور شريعتي كانت أساسية، لماذا؟ لأن موقفنا يختلف معه بمقدار 180 درجة. أنا أقول ان الامام الحسين لم يذهب حتى يعرض نفسه للقتل بل إنه نهض من أجل ان يأمر بالمعروف وينهي عن المنكر ويواجه الظلم والفساد، وان الهدف من قيامه هو مواجهة نظام الحكم السائد آنذاك وإحداث تغيير جذري في سلوك تلك الحكومة.


لقد استند الذين انتقدوا وجهة نظري الى رواية جاءت في كتاب «اللهوف» وكتب اخرى طبعت من بعده. تقول تلك الرواية إن الإمام الحسين قد قال بأن جده النبي محمد (ص) طلب منه الذهاب إلى كربلاء لأن الله سبحانه وتعالى كان يريد ان يرى الحسين مقتولاً. وعندما سألوا الإمام لماذا تصطحب معك أهلك وأطفالك رد عليهم قائلا: ان الله يريد ان يراهم أسرى وسبايا.


إنني، ومن خلال ما قمت به من دراسات وابحاث وتحقيقات، لم اعثر على سند موثق أو أسس متقنة لهذه الأقوال بتاتاً. فإذا كان الله يريد ان يرى الحسين مقتولاً فيزيد بن معاوية وشمر بن الجوشن وعمر بن سعد حققوا في واقع الأمر رغبة الله سبحانه وتعالى، فلماذا إذاً يستحقون اللعن؟ هؤلاء لم يرتكبوا عملاً سيئاً. قاموا بعمل أراد الله ان يتحقق فتحقق، بل ويجب منحهم جائزة ويجب تشجيعهم! .. ما هذا المنطق؟!


انهم يقولون ان الرسول (ص) قال للحسين، في منامه أو في صحوته، ان إرادة الله هي ان تقتل أنت وتسبى حرمك وأطفالك!.. كانوا يكررون هذا الكلام باستمرار.


نعم، حتى ابن طاووس يقول في الرواية التي ينقلها في كتابه بأن الحسين كان يعلم بأنه سيقتل، ومن اجل ذلك انتفض. ان ابن طاووس يؤيد هذه الفكرة في كتاب اللهوف. كانت الاجواء في تلك الفترات هكذا. كما ان ابن طاووس أورد هذه الرواية في مؤلفاته ولم تدون في كتب أخرى قبل ابن طاووس.


أدركت بانني لا استطيع ان اتقبل مثل هذه الامور، مع تلك المفاهيم التي تعلمناها ضمن دروسنا، وفهمت بان العقل لو لم يكن المعيار فبماذا يمكن ان تقاس وتعرف أحقية الاشياء؟. فإذا لم يستطع العقل أن يشخص الأمور والقضايا، إذاً أي شئ يستطيع ان يشخص الأمور؟


كان ذلك حافزا ودافعاً لي كي أتابع هذه القضية، فكلما كنت أتقدم إلى الأمام، كلما كانت تتضح لي الحقائق اكثر فأكثر.


حصيلة فهمي واستنباطي لكتب هؤلاء العلماء العظام امثال السيد المرتضى والشيخ الطوسي وكذلك التقرير الذي أورده الشيخ المفيد في ارشاده يمكن اختصارها في الآتي:-


أن الحكومة آنذاك هي التي بدأت بخلق العراقيل في بداية الأمر. فلم يكن الامام الحسين هو البادىء في رفض أوامرها. الحكومة شرعت في خلق المشاكل بوجه الحسين.. منعته من أن يبقى في وطنه وفي بيته وان يستمر في العيش هناك.


السلطة الحاكمة توجهت إليه وطلبت منه ان يعلن بيعته لها والا فان حياته قد تتعرض للخطر. إذاً الانطلاقه كانت من عند حكومة يزيد. والامام عليه السلام من جهته لا يمكن ان يبايع يزيد بن معاوية، ولهذا لم يكن هناك حل أمام الإمام سوى ان يترك وطنه المدينة المنورة ويغادرها مختفياً ليلاً مع أهل بيته وأطفاله ليلجأ إلى مكة، كي ينجوا من شر هذه الحكومة.


لقد لجأ الحسين إلى مكة كي يتخلص من شر الحكومة، وعندما علم أهل العراق، وخاصة أهل الكوفة، التي كانت حكم عاصمة الإمام علي بن أبي طالب عليه السلام، عندما علموا بأن الحسين امتنع عن إعطاء البيعة ليزيد وأنه وصل إلى مكة، اغتنموا الفرصة وقالوا: لقد آن الأوان لكي ندعوه ليأتي إلى الكوفة ويتولى قيادتنا ويقف بوجه تلك الحكومة.


كان معاوية بن أبي سفيان متوفياً تواً، وقد تنفس الناس الصعداء وقالوا ان الوقت قد حان كي نستفيد من هذا الفراغ السياسي الموجود، وأن ندعو الإمام الحسين للقدوم إلى الكوفة ليشكل حكومة هنا، مثلما كان يتولى والده الحكم في هذه المدينة، وينطلق في معارضته لحكومة الشام المركزية ويبدأ العمل لمعارضة حكم يزيد، فتكون الكوفة المحطة الاولى لهذه الحركة، فإذا تحررت هذه المدينة سوف تتهيأ الأرضية اللازمة للتقدم نحو دمشق ومن ثم الاطاحة بيزيد.


في البداية تمعن الحسين عليه السلام القضية ودرس أمرها كثيراً، وتلقى رسائل دعوة كثيرة من الكوفة، ولكنه لم يكن متأكداً تماماً من ذلك، فقال ربما ان الناس تغلبت عليهم مشاعرهم وأحاسيسهم، وان هذه الرسائل لو كانت مبنية على هذه المشاعر والأحاسيس فإنه لا يمكن الاعتماد عليها. فأرسل ممثله الشخصي الخاص إلى الكوفة للقيام بتحقيق ميداني بصورة سرية وخفية على أن يقدم له تقريراً عن الأوضاع هناك. كان ممثل الحسين هو مسلم بن عقيل، وقد قام بتحقيق ميداني استمر 40 يوماً، وكانت نتيجة هذا التحقيق إيجابية، حيث اطمأن خلالها بان الظروف تعتبر جيّدة للغاية ومساعدة، فكتب رسالة إلى الإمام دعاه فيها إلى الإسراع فوراً، وقد أبدى قلقه من إمكانية ضياع هذه الفرصة مطالبا الإمام بالتوجه إلى العراق فور وصول رسالته إليه.


بعد كل التحقيقات التي أجراها الإمام الحسين بنفسه شخصيا والمشاورات التي أجراها بهذا الخصوص، وبعد استلامه تقريرا ايجابيا من مسلم بن عقيل، اتخذ قراره بالتوجه نحو الكوفة لكي يحل محل أبيه ويشكل هناك الحكومة المركزية.


التريث لمدة 40 يوماً كان من أجل إجراء التحقيق اللازم، فكانت النتيجه هي الاستقرار في الكوفة وتشكيل حكومة مركزية فيها. كانت هذه المرحلة هي الثانية من نهضة الامام الحسين.


ان نهضة الحسين لها أربعة مراحل، المرحلة الأولى كانت مرحلة الدفاع، أي الابتعاد عن منطقة سيطرة حكومة يزيد واللجوء إلى بيت الله، كي يعيش آمناً من شر الأعداء، وإجراء دراسة وتقييم لمعرفة الإمكانيات والظروف المهيئة للتحرك من عدمه.


المرحلة الثانية هي مرحلة اتخاذ القرار الصائب للتوجه نحو الكوفة وتشكيل حكومة هناك. وعندما تحرك الحسين فإن تحركه كان مباغتاً، فاجأ خلاله حكومة يزيد لأنها كانت تترصده في مكة لاعتقاله. في مكة نفسها قام الإمام بعمل مباغت. لقد تحرك في اليوم ما قبل يوم عرفة أي في اليوم الثامن من شهر ذي الحجة الذي يتوجه فيه الناس من مكة الى جبل عرفات. في ذلك اليوم عمل الإمام الحسين مثل ما يعمل بقية الحجاج بربط الإحرام حول أنفسهم، فاعتقد الناس بأن الحسين يتوجه مع الحجيج إلى عرفات، ولكن الحسين كان ينوي أداء العمرة لا الحج.


لقد أدى الحسين العمرة ونزع الإحرام ثم غادر مكة فوراً.


عندما خرج الحسين من مكة، كانت الأجهزة الأمنية لحكومة يزيد تجهل ذلك. ابتعد الإمام مسافة 3 أميال عن مكة، عند ذلك علمت حكومة يزيد بأن الحسين طليق وبأنه قد خرج عن قبضتها.


إن الحسين لم يذهب أصلاً إلى عرفات، و دعاء عرفة المعروف عنه يعود إلى ذلك الوقت الذي كان فيه معاوية بن أبي سفيان حياً، حيث حج الحسين آنذاك وقرأ هذا الدعاء في يوم عرفة.


أرسلت حكومة يزيد رتلاً عسكرياً من أجل إعادة الحسين الى مكة. والتقى قادة الرتل بالامام وسألوه عن المكان الذي ينوي التوجه إليه وعن أسباب مغادرته بيت الله الحرام.


أجابهم الحسين قائلاً: ان الناس دعوني وأنا الآن أتوجه نحوهم إلى الكوفه.


لقد أراد عسكر يزيد إعادة الحسين عنوة ولكنه قال لهم: إما أن تتركوني وشأني أو إذا تصرفتم متجبرين فأني سأدافع عن نفسي. وأضاف قائلاً: لا تفكروا في أن استسلم لكم أبداً.


أرسلت حكومة يزيد رتلاً من أجل أن يعود الإمام الحسين. وعندما أدركت بان عملها هذا لم يؤد إلى نتيجة عاد العسكر ولكن الإمام واصل سيره. في نفس اليوم الذي غادر فيه الحسين مكة، اعتقل مسلم بن عقيل واستشهد. لذا يعتبر يوم عرفة هو اليوم الذي يصادف اعتقال واستشهاد مسلم بن عقيل، لكن الإمام لم يكن يعلم بهذا النبأ.
__________________
أعقل الناس من جمع عقول الناس إلى عقله
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م