مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 06-03-2006, 06:25 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الحديث عن تاريخ تطور الفكر العربي :

لقد اتفقنا منذ البداية للحديث عن العقل العربي .. كأداة للتفكير و التعقل ، تتكون من مخزونها المعرفي ( الثقافي و الفكري) .. لكن لو أراد أحد أن يتحدث عن نقطة بداية لتاريخ تلك الثقافة وذلك الفكر ، لاستطاع ان يهتدي لثلاثة نقاط بداية : الأولى تعلن عن التاريخ الجاهلي وهي بالكثير تمتد مئة سنة قبل الإسلام ، و نقطة البداية الثانية : هي العهد الإسلامي الذي يمتد متصاعدا الى ثمانية قرون ثم يتوقف وينحدر ، أو يختفي الى حين .. أما نقطة الانطلاقة الثالثة : فهي ما يسمى بعصر النهضة العربية والتي يؤرخ لها في بداية القرن التاسع عشر ..

ولكن لو أخذنا العصر الجاهلي ، فان تكوينه ارتبط ببقعة الجزيرة العربية ، وغير ملزم للتأريخ به في مناطق حسبت على المنطقة العربية ولا زالت ، فلا تعني وقائع تكوين الفكر أو الأدب بأشكاله المعروفة و التي طغى عليها الشعر .. مناطق كالمغرب العربي أو مصر أو السودان أو بلاد الشام و لحد ما العراق .

لكن الفترات التي تكونت بها المرحلة الثانية ( الإسلامية ) كانت تعني بالاطلاع على الأدب الجاهلي كمورث لصناعة الأدب الإسلامي ، بالرغم أنه لم يصنعه أو يؤسس عليه .. كما هي الحال في المرحلة الثالثة ( النهضة ) .. حيث لم تصنعها ما قبلها ، بل عندما نقوم بآلة تصويرنا لأي مرحلة ، نجد المرحلتين يظهران بالصورة ، رغم عن أنف المصور !

فكانت قرطبة كما هي مراكش كما هي بغداد والقاهرة و دمشق ، تتداول فكر المرحلتين الأولى و الثانية دون تكلف .. وكان رجال الفكر يتنقلون بين تلك الحواضر دون حرج ، ودون شعور بالغربة ..

أما في المرحلة الثالثة فكان المشرق العربي قد سبق المغرب بعدة عقود في تأسيس المرحلة الثالثة ( النهضة ) .. ولكن مع ظهور خصوصية القطر التي لازمت التفكير بالصورة الوحدوية ، لكن دون أن تشتهي بإلغاء الحالة القطرية ، فأصبح ظهور المراحل الثلاث متلازما متحاذيا ، لا يفترقن عن بعض ، بل ويتزاحمن في إثبات السيادة لواحدة على الأخريين .. حتى أصبح الماضي كجن يلازم الحاضر و يكبله دون أن يسمح له للانفلات و التأسيس لشكل يؤكد خصوصيته العربية المنتمية لأصالة واضحة ، والمستمرة في التأثير عالميا بشكل منادد لمواقع الفكر العالمي ، لا متسكعة بهوية تستحي أحيانا ، وتتفاخر بتعصب أحيانا أخرى ..

إن هذه الإشكالية الصعبة التي تواجه من يريد أن ينتقد العقل العربي ( لا يصفه وصفا ) .. من أجل الخروج به ليؤدي دوره ورسالته على الوجه الأكمل ، تقتضي الكشف عن تلك الأسرار ( الجني أو الراصد ) من أجل تحرير العقل الراهن لدفعه بالمسير ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 19-03-2006, 06:32 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الإطار المرجعي للفكر العربي :

(1)

إن من أكبر المشاكل التي تواجهنا كعرب ، في تحديد بداية تكوين العقل العربي ، هي مشكلة العصر الجاهلي ، فيكاد هذا العصر يشكل لنا عمقا مجهولا ، كمجاورة بدو لصحراء واسعة ، قبل امتلاك وسائل النقل الحديثة من طائرات وسيارات و غيرها ، فالحديث عن الصحراء يعتمد على قدرة الراوي في ابتكار صور .. وهل هو فعلا كان قد تعمق عشرات الأميال أو مئات الأميال من أصل آلاف ؟ ومن يستطيع تدقيق الرواية ، طالما غابت الحقيقة .

ولكن لو أخذنا العهد الجاهلي بوصفه الواقعي الذي أشار اليه القرآن الكريم ، فسنجد أن المقصود كان واضحا في أن هناك مجتمع يفتقد الوازع المدني ، نتيجة لغياب الدولة ، مقارنة بغير العرب من الشعوب التي عاصرتهم في ذلك العهد ، ويفتقد للوازع الخلقي الذي تمثل بغياب الدين ، فاستحق بذلك الوصف الجاهلي ..

لكن لو أخذنا النشاط الذهني ( العقلي لحد ما ) لوجدنا أن هؤلاء الناس الجاهليون لم يكونوا على مستوى متخلف ، فقد كان عندهم أسواقا يتبادلون فيها الشعر والنشاط اللغوي ، الذي يوحي بأنهم على درجة واعية من التحكم في مجادلة غيرهم من أبناء القبائل .. كما أن القرآن الكريم قد أورد محاججاتهم ، فرد عليهم بلغة ، تحتاج كل آية في عصرنا الراهن الاستعانة بلغويين مهرة لتبيان مقاصدها ، وهو دليل على تعاطيهم لعلم الكلام ( القريب من المنطق) قبل تأسيسه بمراحل ..

إن ما أصبح يهمنا اليوم ، ليس الكيفية التي كانت عليها العرب قبل الاسلام ، بقدر ما يهمنا من التأثير التي تركته تلك الكيفية فيما بعد والى يومنا الحاضر ..

لقد كان عهد كل من أبي بكر الصديق و عمر بن الخطاب رضي الله عنهما ، مليئا بالمعاداة السافرة ومحاولة قوية وصارمة في القطيعة مع العهد الجاهلي ، تجلى في أحد أشكاله بالتأريخ للهجرة ، كرمز لإعلان تلك القطيعة ..

لكن وبعد أن تشكلت بوادر الفتنة ، في أواخر أيام الخليفة عثمان بن عفان وما ترتب عليها من اصطفاف معسكر ضد آخر من بين صفوف المسلمين .. بدا الحكم الأموي وكأنه تجسيد لسلطة الأسرة ، أكثر من أن يكون تعبيرا عن رغبة عموم المسلمين . و بنفس الوقت كان لاتساع رقعة بلاد الدولة الاسلامية ، تنامي شعور بالزهو والافتخار بالدين الجديد و الدولة الجديدة لدى أبناء العرب الذين يلتفون حول الدولة الجديدة ..

في حين كان خصوم الدولة من الراضخين من غير العرب والذين أصبحوا تحت حكمهم ، بالإضافة لأصناف من المسلمين العرب الذين لم يرق لهم حكم غيرهم لهم .. كل هذا أوجد حالة مزدوجة من نمط تفكير جديد ، حالة تتوجه الى العمق الجاهلي للتفاخر بالأنساب ، وحالة تتجه الى غير العرب من المسلمين للاستقواء بهم على الحكم القائم .

هذا صنع وعاءا و أرضية خصبة لنمو الوعي والنشاط الشعوبي ، الذي تعدى شكل الخلط المعرفي و الثقافي الى التدخل في التركيز على الطائفة ، كما حدث في تشيع الشعوبيين من غير العرب لتسهيل بقاء أجواء الفتنة قائمة ..

كما جعل هذا الأمر القائمين على الأمر في تشكيل الصورة الجاهلية ، وفق أهوائهم وتكريسا لمطالبهم في تحديد الهوية الفكرية والثقافية ، فأعيد تدوين الشعر الجاهلي بصيغ شكك البعض فيها كما حدث مع الدكتور طه حسين ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 05-04-2006, 09:42 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الإطار المرجعي للفكر العربي :

( 2 )

لو كان أحدنا في نقطة مكانية ، فان الاتجاهات التي يقررها عن الأمكنة الأخرى هي غيرها عند من يقع شمالا منه ، فان الآخر عندما يتكلم عن الأول فانه يحدد مكانه جنوبا منه .. وتكون الأمكنة بعيدة أو قريبة ، عالية أو منخفضة وفقا لمكان وجود المتكلم .. كما هي الحالة عند رواد فضاء والحديث عن الكواكب والنجوم ، فيما بينهم .. تكون المركبة التي يتحدثون فيها هي الإطار المرجعي لتحديد جهات و مواضع و أبعاد ما يتكلمون عنه ، فوق ، تحت ، أبعد ، أقرب .. وفق إحداثيات المكان الذي يتكلم به المتكلم ..

عند الشعوب ، يكون الإطار المرجعي ، في الوعاء الثقافي المتكون لدى الشعب على مر السنين . ولكن لما كان من الصعوبة بمكان أن تتجسد الثقافة وتتمثل في باطن كل فرد بالتساوي مع أفراد الشعب ، لتصبح عنده ( لا شعور ) وهي ما تجعل الناس ( يعقلون ) الأمور بنفس الدرجة ، ويصبحوا متساوين فيها ، برزت مسألة عامة وهي تصف شعبا كاملا بصفة عقلية عامة ، لا يتصف بها غيره من الشعوب .. فتجد قبائل مثل (آرابيش ) و (تشومبولي) في مناطق غينيا بيساو ، تنظر للمرأة على أنها هي فارس القبيلة لا الرجل .. وتجد في السويد أن الناس ينظرون للعروس التي حافظت على عذريتها نظرة ناقصة !

إن تكوين الأحكام و التقييم للأشياء ، ينبع من المخزون الثقافي و المعرفي لأبناء شعب ، فيصبح هذا العمل عيبا مشينا ، وهذا العمل كله نبل و بطولة استنادا للصور التي حملها المخزون الثقافي ، الذي تكون لهذا الشعب ..

ان حدود المخزون الثقافي عند العرب تاريخيا ، بدأت عام 143 هـ ، وهو بداية عصر التدوين أيام الخليفة العباسي (المنصور ) ..

وعندما بدأ التدوين ، كان الأساس منه ، هو تدوين الأحاديث النبوية الشريفة ، فبرزت نشاطات في مكة و المدينة المنورة والكوفة والبصرة ودمشق وغيرها من الحواضر العربية ، وكان هذا النشاط الجماعي قد استلزم وجود تقنيات معينة ليكتسب صفة ( علم الحديث ) .. وقد رافقه نشاط لتكوين أسس لغوية مساعدة ، لتدوين النصوص لتك الأحاديث ، وكان يقال لمن يتكلم أنه يتكلم عن ( علم) ويميز عن ( الرأي ) لمن لا يتكلم وفق شروط ( علم الحديث ) .

لكن ( الرأي) لم يكن بعيدا عن نشاط العلم ، بل كان الرأي هو ( العقل) الذي يعطي صبغة ( المعقولية ) على حديث دون آخر .. وظهرت العنعنة ( من فلان عن فلان عن فلان) .. ويختم الراوي ( رأيه) بقوله حديث ( صحيح) .. ولما كان من غير المعقول أن يكون هناك حديثا ( صحيحا) بشكل قطعي ، كما لم يكن هناك حديث غير صحيح بشكل قطعي .. ولكن صحته من عدم صحته ، جاءت وفق ملائمة ذلك النص مع ما يمتلك الراوي من قناعات تعطيه أحقية أن يطلق عليه ( حديث صحيح ) .. وهذا ما جعل بعض الطوائف الإسلامية فيما بعد بسرد أحاديث ، لا تجيزها طوائف أخرى ..

علينا أن نعرف أيضا ، أن التدوين لم يكن إنتاجا بحد ذاته ، بل كان محاولة توثيق ما أنتج من قبل عصر التدوين خوفا من ضياعه ، فكان يخضع لغربلة و تمحيص و إضافة رأي المدون الذي لم يكن بعيدا عن عين الدولة ، ولذا فإن آراء المدون ( عقله ) سيراعي جانب رضا الدولة في حدود معينة ، وإلا لما وصل الينا ما دونه ، هذا فيما يخص الآراء التي قد تمس العدالة و أحقية الحاكم في تولي الحكم الخ ..

أما فيما يخص الأشعار والآداب و غيرها ، فكان هذا المنحى يحمل معه أهواء المدونين و آراءهم ..

إذن هذه حدود الوعاء الثقافي ( للعقل العربي ) .. حيث تشكلت بداياتها في عصر التدوين ، ومن خلال رؤية و تذوق ( إيبستولوجيا ) كانت قد تشكلت في ذلك العهد .. هل بقيت تلك الظروف قائمة وشاهدة على الموروث الثقافي أم تغيرت الآن .. وكم لها من تأثير على الحالة الإيبستمولوجية الراهنة ؟
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 09-08-2006, 09:58 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

جزيل الشكر لمروركم الكريم ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 28-09-2006, 11:21 AM
جنات عدن جنات عدن غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2006
الإقامة: سينين/ العريش
المشاركات: 526
إرسال رسالة عبر MSN إلى جنات عدن إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى جنات عدن
إفتراضي

من احد عوام عصر الجهل ... ارجوا ان تأخذ من المثقفين بعين الاعتبار

كتبت الأتى .. ولا سحر انما حق من الحق المبين
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم , بسم الله الرحمن الرحيم
قال الله ذى الجلال والإكرام
اليوم أكملت لكم دينكم , وأتممت عليكم نعمتى , ورضيت لكم الأسلام دينا
وكانت هذة الآية آخر ما نزل على الرسول محمد صلى الله عليه وسلم فى حجة الوداع وقرأ بسورة - ق- فى صلاة العيد حيث حضرها المسلمون من أقاصى الأرض ليحملوا رسالتهم الى العالمين كاملة من الرحمن لعبادة الطائعين ليسعدوا هم ومن على الأرض بها فى الدنيا ويدخلوا برحمته جناته سبحانه وتعالى - والدين إخوانى وأخواتى هو الحياة بأكملها من عبادات ومعاملات وخلق ومشاعر وحكم أى خلاف بين العالمين من الأنس والجن وأخبار الأمم السابقة لنعتبر بهم ونعمل , ونبأ من بعدنا لنتقى ونحذر....وهذا ما أمرنا الله به فى اليوم ليلاً ثم نهاراً - ولنعد بعده للحج
يبدأ اليوم فى أحسن تقويم من صلاة المغرب
حيث يصلى كل المسلمين كبيرهم وصغيرهم رجالهم ونسائهم فى المسجد واقفين بالصف لله رب العالمين كما أمر الرسول الرجال فالصبيان غير البالغين فالنساء- وخير صفوف الرجال أولها وخير صفوف النساء آخرها .و ذلك خلف إمام صالح يتقى الله ولا يخشى فى الله لومة لائم - حيث يتم إختياره بأمر الرسول من قبل أهل القرآن فى الحى الذى به المسجد فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : تخيروا أئمتكم فإنهم وفدكم إلى الله - فهذا الأمر للمصلين . حيث يعلم الناس الخير وكافة ما أمر الله ويبين لهم حقوقهم الصغير والضعيف والمرأة وينصح لهم ويدلهم على كل ما ينفعهم مما علمة الله , ذلك بعد صلاة المغرب وهو الوقت المحدد للعلم فقط فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : نهى عن النوم قبل العشاء والحديث بعدها -والحديث هو حلقة العلم بالمسجد وهو مكان العلم وليس المدرسة فهى مكان علم اهل التوراة والتلميذ هو دارس التلمود - فهل علمت ..اللهم بلغت اللهم فاشهد
ثم صلاة العشاء
ثم يرجع المسلمون لبيوتهم ولا يخرج أحد من جنته إلا لضرورة- فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم: جنة الرجل بيته- كما نهى عن خروج الصغار فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم : إحبسوا صبيانكم عند فوعة العشاء فإن للشياطين خطفة - فلتحذرالأمهات على ابنائها- ثم بعد طعام العشاء ينام الصغار بعد أن يتعلموا آداب الإستئذان من سورة النور حيث موعد أول عورات الليل من بعد صلاة العشاء حيث يتمكن البالغ من الإختلاء بنفسه, حين يضع ثيابه أو الزوج مع زوجته , ويتعلم الصغار كل شئ عن العورة ويجاب عن أسئلتهم حتى يأتى دورهم فى العورة والحياة وهم يعلمون شرع الله فلا يذنبون, وليتزوج البالغين من المسلمين فى الوقت المحدد لهم عند بلوغهم بأمر الله ليصلحوا ولا يفسدون وليأخذوا حقهم الذى أعطاة الله لهم فإنة الصراط المستقيم وسنة المرسلين وأمر الله للقائمين على الأمرفقال الله تعالى وأنكحوا الآيامى منكم والصالحين من عبادكم وإمائكم- و قال الرسول صلى الله علية وسلم : ليس منا من لم يرحم صغيرنا ويوقر كبيرنا . فليبدأ الكبيربرحم الصغيرليحق له التوقيرطلب بر الوالدين حين يكبروا , فقد خلقنا الله أزواجا وخلق الإنسان ضعيفا - ولنعلم ما المقصود والمعنى من كلمة الرحم- ويريد الله أن يخفف عنا ويريد الشيطان أن يضلنا عن سبيل الله وصلة الرحم- والأيم هى من لا زوج لها من الإناث ويبدأ عمر الزواج لهن من عمر عائشة أم المؤمنين كما فى السنة والتى أتبعها عمر بن الخطاب فى زواجة من بنت على بن أبى طالب أى من عمر التاسعة ( ومن لديه علم آخر فليأت به للننشره) وحتى أى عمر ترغب فية المرأة فى الزواج ومهما كبر عمرها ذلك لمن تطيب له من الخاطبين- فأمر الأختيار يرجع له ولها كما فى السنة- والخاطبين الذين يعلموا بها عن طريق إمام المسجد كأفضل حل وأسرعة لهذا الأمر العظيم حيث يدل الأمام المسلمين على الخيرويعلم الناس الخلق الواجب للخاطب ومن يختار وكيف يصنع مع ولىأمرها - والصغيرة البكر و(اللائى لم يبلغن المحيض) تستأذن فى ذلك أى يأتى الخاطب لولى الأمر الصالح التقى فإن رضى الولى خلقه يستأذنها فيه فصمتها إجابتها وإلا فترفض حتى يأتيها من تقبلة ويشرح ذلك بالتفصيل لها لتعلم حقها ويمكنها ان تطلب ذلك من اى احد ان لم يدل ولى امرها عليها للخطاب فإن الحمد لله وليس لأحد . أما الثيب وهى التى سبق لها الزواج فتستأمر أى هى التى تقبل أو ترفض بل وتطلب رجل معين وتجعل أمرها لمن شاءت ان لم يكن لها ولى صالح ليزوجها من شاءت حيث أن لديها من العلم ما ليس للبكر التى لم تجرب من قبل - وليراعى ويفهم الجميع أن الزواج هو السبيل للجنه فليختار كل منا من ستكمل معه الحياة إلى الجنة إن شاء الله - وهنا نعلم كيف نحب ولماذا وعلى الحب نقاتل, وقد أمر الرسول بالآتى قال صلى الله عليه وسلم: أسروا الخطبة وأعلنوا النكاح فى المساجد - كما يجب على إمام المسجد أن يجتمع مع أولى الأمر وأهل المشورة من البلد للتشاور فى أمر الفريضةاى المهر حيث الأولى أن تخفف إقتداءا بالرسول فى تزويج فاطمة ابنته فمن أغلى منها زوجها بخاتم من حديد ذلك لمن يحب إتباع الرسول لأن الأهم هو الزواج وأهميته فى سرعته لحاجة المسلم إلية إحتياج أهم من الطعام والشراب والمسكن ليسكن اليها وهو أحس تقويم وهو الصراط المستقيم للشباب والذى يبدأ عمر الزواج عنده من اول يوم بلوغه , وبذلك نزيل أسباب الفساد المتفشى فينا بفعل السابقين الخائضين من الأباء على مر القرون مما فرق بين المرء وزوجة فى كيفيته ومدته والذى هو هدف الشيطان الأول والأخير فلنضع هذا السد أمام المفسدين كما صنع ذى القرنين عندما فاقت قوة الفساد الحد فهلموا عباد الله بناة السد ليخرج جيل وذرية طيبة يكن لنا فيه أجر غير ممنون,كما ورد فى سورة التين والزيتون وان الذرية الصالحة من أفضل الأعمال الصالحة التى يثاب عليها المسلم ( احل لكم ليلة الصيام الرفث الى نساءكم )

ثم النوم ثم عورة أخرى قبل
صلاة الفجر - الصلاة الوسطى
والإستعداد لصلاة الفجر للجميع ثم علم وتسبيح و بيانات الأمام قبل الذهاب للعمل فى فترة النهار أو المعاش حيث يخرج الرجال والشباب والذين بلغوا السعى من الذكور بعد إفطارهم ( فى غير رمضان ) معا للعمل فى أعمال صالحة نافعة من تجارة وصناعة وزراعة وصيد ورعى وكل ما هو نافع الكل يعمل معا , وفى هذة الأثناء تعمل النساء معا فى بيوتهم مع الصغيرات فى أعمال خفيفة ومربحة من صناعة الحرير وتربية طيور وزهور وملابس وخيام للسفر وما هم أدرى به بشرط عدم تقليد ما قلد المفسدون المبذرون فللعمل علم يجب ان نتعلمه ونتدبره وهكذا تواصل تام بين المسلمين لا يتخلله الشيطان فقد أمر الله المسلمون قائلا وتعاونوا على البر والتقوى ولا تعاونوا على الإثم والعدوان- قال الرسول : المسلم للمسلم كالبنيان المرصوص يشد بعضه بعضا, ثم يرتاح الجميع فى صلاة الضحى ليستمدوا القوة من الله بشكره ليزيدهم من فضلة ويستأنفوا عملهم بنشاط حتى
صلاة الظهر
حيث تنتهى الفترة المحدده للعمل ويأكل الجميع من رزق الله ويذبحوا بإسم الله حتى يأكل إخوانهم من الجن ايضا كما أمر الرسول القاسم بذلك فأن لهم من الطعام كل عظم ذكر اسم الله عليه اوفر ما يكون لحما , ثم عور ة صلاة الظهر والقيلولة فقد قال الرسول صلى الله علية وسلم قيلوا فإن الشياطين لا تقيل فيرزقك الله الرؤيا الصالحة ... حيث لا يتهول لك الشيطان بهذ الوقت ..فتسعد بها ذلك بصدق الحديث بتلاوة القرآن وتدبره والعمل به فأن الاصدق حديثا يرزق ارؤيا الصادقة ... ويبشر المسلمون بعضهم بالرؤىبعد
صلاة العصر
ثم تبدأ مهام العصر من زيارات للخاطبين وللأقارب وتواصل الجيران ورعاية الأيتام والفقراء ولعب الصغار ولهو الكبار من ركوب للخيل ورماية وأعمال قوة وما قد يرزق الله من أفكار فى سبيلة من وحى قرآنه عز وجل الخبير الحكيم

وبذلك ينتهى عمل اليوم ليلا ونهارا وكل يوم مالم يحدث أمربين المسلمين فنجد حكمة فى كتاب الله وسنة رسوله فلا نضل ونهتدى ولا نختلف
وبعد اخوانى واخواتى من المسلمين
هل ترى حكمة الاسلام فى الحياة , هل تحب ان تحيى به , ؟
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم
بسم الله الرحمن الرحيم
أليس الله بأحكم الحاكمين
بلى ربى وأنا على ذلك من الشاهدين

تصور لما سيأمر به الخليفة ببساطة الدين ويسرة .. وبدون الاسترسال فى غياهب الكلام فى عصور وصفت من الرسول بعصور الظلام والجهل

محمد .................................................. .................................................. . آدم
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 11-11-2006, 10:38 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

استقالة العقل العربي :

( في الموروث القديم )


( 3 )

لقد كان لتفاعل الفلاسفة وتلاقح الاعتقادات الأثر الأهم في ما جعل أجيال الفلاسفة والمفكرين التي تلت عصر التدوين عند العرب أن تتأثر بهذا التلاقح .

ولعلى أوفى دراسة عن الهرمسية هي تلك التي قام بها الفرنسي المقتدر (فيستوجيير Festugere) والتي حقق فيها النصوص الهرمسية القديمة وترجمها في أربعة مجلدات للغة الفرنسية، ثم أردفها بأربعة مجلدات أخرى وضع بها دراسة عامة للفكر الأوروبي، وبالرغم من أن تلك الدراسات قد ربطها المفكر الفرنسي بالمركزية الأوروبية وبإفلاطون تحديدا، إلا أنها تعتبر دراسة قيمة .

ولتعديل الصورة يجب ذكر (أفاميا) تلك المدينة التي تقع جنوب أنطاكيا في سوريا ، وهي تسمى اليوم (قلعة المضيق) فقد كان لها دور يساوي دور الإسكندرية أو يزيد، وتكتسب أهميتها من أنها ملتقى لمعارف فلسفية كثيرة، فقد انتقلت إليها من الشرق معارف (فارس و العراق) ومن الشمال (أنطاكيا وآسيا الصغرى) حيث مدرسة (فرجاموس Pergame ) ومن الجنوب (فلسطين والإسكندرية) حيث شهدت (أفاميا) انتقال معظم محتويات مكتبة الإسكندرية، في عهد السلوقيين (خلفاء الإسكندر المكدوني ) في بلاد الشام، في حين كان (البطالسة) في مصر .. وقد وصل عدد سكان (أفاميا) في ذلك العهد زهاء (120) ألف نسمة ..

وقد ولد في (أفاميا) التي بقي أثرها حتى القرن الرابع الميلادي، مجموعة من الفلاسفة زاوجوا بين الفلسفية الشرقية والفلسفة الإغريقية فنشأت نمطية جديدة من التفكير العقلي والفلسفي، ثم أضيف مؤثر خارجي على أداء (أفاميا) هو احتكاك رجال اللاهوت اليهود والمسيحيين من فلسطين (جنوب أفاميا) .. وكان من أبرز من ولد بها من فلاسفة ( بوزيدنيوس) الذي يعتبر مصدرا رئيسيا (للهيلينيستية) التي غلب عليها الطابع الشرقي .. و ( سيردون) الفيلسوف السوري و آخرون.

وهكذا وبعد أن أصبحت أفاميا مركزا وقبلة للفلاسفة من مختلف الجهات، ولأكثر من أربعة قرون .. فقد تسللت الأفكار التي تجسدت من النشاط الفلسفي فيها الى حين ابتدأ النشاط الفلسفي (الفكري والعقلي) عند المسلمين في نهاية الدولة الأموية والدولة العباسية ..

وباستطاعتنا تلخيص المعتقدات الفلسفية والفكرية، التي تحاذت مع النشاط الديني المسيحي، وتعاملت مع بناه فلاسفة البراهما (الهنود) والمجوس وقدماء المصريين والعراقيين والتي كانت تتعامل مع فكرة ( الهرمسية ) بما يلي :

إقامة ثنائية حادة بين الإله والمادة، بين الخير والشر، باعتبارهما من طبيعتين مختلفتين تماما، وقد عبر تلك الثنائية خير تعبير (نومنيوس) كالآتي :

1ـ تصوير الإله الواحد كمدبر وهو الإله المتعالي وهو مصدر كل الخير وهو المنظم للكون .. ولكنه لا يدخل في علاقة ما مع الكون، بمعنى أنه منزَه عن الكون نفسه ..

2ـ بالمقابل هناك في الطرف الآخر (المادة) وهي مصدر النقص والشر، بل هي الشر نفسه، وباعتقاد أصحاب الرأي بأن تلك المادة قديمة جدا وهي لم تصدر عن مصدر الخير (الإله المتعالي) لأنها نقيض للخير، فلا يعقل أن يصدر الشر عن الخير ..

3ـ كان لا بد من طرف ثالث عند أصحاب هذا الاعتقاد، وهو ما وجد في النصوص الهرمسية : وهو (الإله الصانع) .. وعلاقته بالإله المتعالي حسب رأي أصحاب الاعتقاد : بأنه كالعلاقة بين مالك الحديقة والبستاني الذي يغرس الأشجار، فالإله المتعالي بذر البذور وأوجد الخلق والإله الصانع يتولى غرسها وإعادة توزيعها .. والإله الصانع عند هؤلاء أصبح وكأنه والعالم شيئا واحدا أمام الذات الإلهية العليا ..

إن هذا الشكل من التفكير والذي كان يسمى (الغنوصية) قد تسلل الى نفوس أو (عقول) الكثير من رجال الدين في الديانات (حتى السماوية) منها .. واحتل مكانا عند بعض الطوائف الإسلامية ولا يزال .. وهو يشكل دافعا إبستمولوجيا قويا لتصنيف الكثير من المواقف الدنيوية والتي تلف بطابع ديني بظاهرها ، إلا أن الجذور الفلسفية الغنوصية تظهر لمن يريد التأمل بكثير من هذا السلوك .. والذي أصبح يتسلل الى صانعي القرار السياسي في كثير من بلدان العالم من الولايات المتحدة حتى إيران ..
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 06-12-2006, 05:15 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

تطور مفهوم العقل بعد الإسلام عند العرب :

لا يمكن أن نتوسع بموضوع (الهرمسية) أكثر مما ذكرنا في هذا المقام، الذي نزعم أنه قراءة متواضعة لما كتب في موضوع (العقل العربي) .. ولكننا أحببنا أن نمر عليه لإلقاء النظر على بداية تكوين الموروث العربي الإسلامي، الذي تأثر في بداية عصر التدوين وما بعده فيما أسماه (علم الأولين) ، وقد مررنا من خلال إشارات بسيطة عن التفاعل الذي استطاع به المفكرون العرب والمسلمين مع ما سبقهم من مفكرين يونانيين وهنود وغيرهم، من خلال الإرث الذي وصل من مكتبة الإسكندرية و (أفاميا) وغيرها ممن صنعوا أسس الفلسفة والمنطق قبل الإسلام ..

وإن المشككين في أن مكونات العقل العربي، والذين يشيرون الى أن العرب كانوا قد استوردوا مكونات علومهم الطبيعية والفلسفية من الخارج، مستندين في اتهامهم الى ذلك الحجم الكبير من المواد وأصناف العلوم التي تم نقلها من علوم الأولين .. أي الذين سبقوا الإسلام الذي أطلق طاقات المبدعين من الراغبين بتنشيط قدراتهم في تلك المجالات، سواء كانوا من أصل عربي أو من أصول غير عربية اعتنقوا الإسلام، أو حتى الرعايا غير الإسلامية التي كانت تقيم في كنف الدولة الإسلامية.

ولا يسعنا إلا أن نذكر حجة الذين يشككون في وجود عقل عربي إسلامي مستقل له خصوصياته، إذ يشيرون الى أن من يتفحص ما تناقلته النخب على مر السنين منذ عهد التدوين والدراسات التي خصصت لبحث ما أنتجته الأمم، سيجد (في وجهة نظر المشككين)، أن التأثر بتلك الدراسات والأفكار قد حُِبس في نطاق تلك النخب فتوارثت النخب إعجابها بنمطية تفكيرية، كما توارثت عداوة غيرها. في حين كانت الأغلبية الشعبية التي تواصلت منذ الأزل نقاط احتكامها لتسيير أمور حياتها بالمشافهة وبلغة أو (لهجات) تختلف عن تلك التي تناقلتها النخب الفكرية، وكانت نسبة تأثر الجماهير العريضة بنشاط النخب آني، ثم يزول وتبقى آثار المشافهة متواصلة (في المغرب العربي و المشرق ووادي النيل) .. حيث تحتضن اللهجات المحلية الأمثال والقيم والأغنية وأسماء الأشياء و صفاتها وقيمتها المعنوية وغيره .

لو أردنا التكلم بعدالة لقبلنا التسليم بهذا الرأي ـ ولو الى حد ما ـ فما نراه اليوم من خلافات بين النخب العراقية (على سبيل المثال) لوجدنا أن انبعاث نقاط الخلاف القديمة، قد أعيد ترميمها وتكييفها مع الواقع، دون أن تنجر فئات الشعب بكاملها التي تجاورت وتناسبت وتشاركت مع أبناء الطائفة أو القومية الأخرى دون حساب أو توقف عند نقاط اختلاف النخب.

وقد أشار ابن خلدون في صناعته لعلم (فلسفة التاريخ) لشكل التفاعلات الفكرية التي حدثت بين المسلمين ومن سبقهم. كما أن الشهرستاني بكتابه (الملل والنحل) قد ذكر ذلك بعين فاحصة عارفة لما نقله العرب والمسلمون عن اليونانيين والذي أسماهم الشهرستاني (أساطين الحكمة القدماء السبعة) ، كما أشار الى المتأخرين وهم (المشاؤون والرواقيون) أصحاب الرواق وأصحاب أرسطو طاليس، وقد ربط الشهرستاني كل ذلك بالهرمسية .

أما ابن خلدون فقد تتبع أثر القدماء وبالذات أولئك الذين أغاظهم ظهور الإسلام وبروز نجم مكة والمدينة المنورة .. فقد حاول هؤلاء المغتاظون من دس حجم ليس بقليل من الإسرائيليات والفارسيات (المفاهيم اليهودية والفارسية)، ليتبناها في النهاية مؤرخون عرب وإسلاميون وتبقى تزاحم أفكار المفكرين والمثقفين الى اليوم ..

وعند حالات تردي الإنتاج الفكري التي امتدت عدة قرون، ذهب الطلاب العرب الى أوروبا والغرب ليدرسوا تاريخ أمتهم على أيدي مستشرقين طوعوا ما سرقوه أو آل إليهم من مخطوطات ليخضعوه لفلسفتهم ورؤاهم الخاصة التي تناغمت مع عهد الحداثة الغربية وما رافقها من توثب إمبريالي، فغدت نخبنا الفكرية العربية (ممولة العقل العربي) تحتاط على تراث متشظي واجتهادات لم تجد طريقها الى العقل الجماعي الذي احتفظ بشعبيته الممتدة منذ آلاف السنين. وقد يكون هذا ما يفسر الصدود الجماهيري للالتفاف حول نخب تأتي وتذهب دون أن يأسف عليها الناس.
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 28-12-2006, 06:56 PM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

الهوية العربية تلازم العقل العربي حتى داخل الهوية الإسلامية

( 1 )


لم ينصهر العرب خلال فتوحاتهم بالشعوب التي دخلوا إلى أقطارها، بل كونوا ثقافة ووضعوا أسسا لحضارة، وسلوكهم ذلك يعتبر من الظواهر الفريدة في التاريخ، حيث تنصهر الشعوب القادمة الى أقطار بواقع السكان الأصليين. وكان شعارهم الإسلام أولا ثم العربية ثانيا، ومن هنا جاء قوام النظام المعرفي (البياني) .. الفقه و اللغة ..

وقد لوحظ أن الحركة الثقافية والحضارية انطلقت مع انطلاق الدعوة للدين الجديد من مجتمع مدني ـ عكس ما يعتقد الكثيرون ـ فقد كان في مكة مجتمع يقسم الأدوار فيه كما هي في الدول الراقية وكانت حركة التجار في مكة والمدينة المنورة ـ فيما بعد ـ تسمح لهم بالاحتكاك بمجتمعات ذات طابع مدني، ومنذ الانطلاقة الأولى للإسلام فقد حض على العلم والتعلم واستنكر الأسلوب البدوي (الأعراب) وربط بين العلم والتعلم والدين ..

وقد نشطت الحركة الثقافية العربية الإسلامية مع الفتوحات مباشرة، فبعد أن كانت المدينة المنورة، تم تنشيط مراكز الكوفة والبصرة ثم الفسطاط والقيروان وأوكلت مهمة الريادة فيها لعرب معروفين بقدرتهم القيادية وإيمانهم الشديد بالدين الجديد. في حين لم يكن الاهتمام بالمراكز الثقافية القديمة: (حران، أفاميا، الإسكندرية ، أنطاكيا، جنديسابور) إلا متأخرا في القرن الثالث الهجري، بعد أن اعتقد العرب أنه لا خوف عليهم من الإطلاع على ثقافات غيرهم بعد أن أسسوا لنفسهم شخصية عربية إسلامية.

وقد انتبه الخليفة عمر بن الخطاب رضوان الله عليه، والذي كان يشغل قبل الإسلام منصب السفارة المحصور بآل نوفل قبل الإسلام، لظاهرة صيانة عروبة الشخصية الإسلامية في بداية الفتوحات فأرسل الى الأمصار رجالا قادرين على تعليم الآخرين أصول الدعوة، مثل ابن مسعود (الكوفة) وأبو الدرداء (الشام) وأبو موسى الأشعري (البصرة) وهؤلاء الذين علموا الناس كيفية قراءة القرآن وكيفية فهم ما يقرءون، فتكونت حولهم حلقات من القراء و توحدت النظرة في الفهم لهذا الدين الجديد الذي بشر بالعدالة والتحرر.

ثم ظهر التابعون بعد الموجة الأولى من الرواد الأوائل الذين توزعوا بالأمصار، وأدى التباين في الظروف المحلية لكل منطقة وما ورثه سكانها الأصليون من ماضيهم، فكانت النشاطات تختلف بالكيفية التي يتعامل بها المبشرون في الدين (في المرحلة الأولى)، ثم حراسة الإنجاز وعدم انحرافه، وكان هذا يتطلب الى العودة الى النموذج الأساسي التي بُنيت عليه الدعوة الجديدة، وكان الأساس لغوي بالدرجة الأولى ومن ثم فقهي يتعامل مع النصوص الأساسية من القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة.

وعندما تطورت فكرة جمع الأحاديث وفرزها كان على الجامعين أن يكونوا محترفين لغويا، فتشعب النشاط الثقافي والفكري الى محورين أساسيين الفقه واللغة .. فكانت مساحة توكيد الهوية اللغوية ( العربية) تلازم وتحاذي أي نشاط، فظهر معها التفاخر و ذكر الأنساب (قحطان عدنان ربيعة بكر تغلب أزد الخ) وبقيت ملازمة كل نشاط ومتدخلة فيه الى بداية العصر العثماني.

لقد توحدت اللغة العربية بلهجاتها ( حتى الفصحى منها) في بلاد الفتوحات، وساعدها بل أسس لها اللغة التي نزل بها القرآن الكريم، فغدت لغة التخاطب لغة موثقة بشكل أسس له وفق علوم القواعد واللغة والبلاغة و العروض، حتى توحدت معه الشخصية العربية على مر التاريخ وفق جدر و قنوات لا يمكن الخروج منها، حتى من قبل الأقوام التي انصهرت مع العرب (حملة الرسالة)، رغم ما جاء لتلك الأقوام من فرص كثيرة للتخلص من السلطة السياسية العربية ولكن ذلك ثبت عند الشعوب التي كان لديها استعداد للتلاقح الروحي مع العرب، لعلاقات قربى قديمة سبقت الإسلام بآلاف السنين، كما في مثال شعوب شمال إفريقيا والتي لم يدم فيها حكم العرب سوى قرون قليلة، فبقيت تفكر و(تعقل ) الأمور بنفس الأدوات التي يفكر فيها أبناء العرب الأقحاح و (يعقلون) بها. في حين لم يدم هذا الوضع في مناطق تفتقد الاستعداد للتلاقح الروحي، كما حدث عند شعوب اسبانيا رغم طول المدة التي حكم العرب بها تلك الشعوب.

لقد تدخلت الدولة العربية بعد أن استقر وضع شخصيتها في توجيه ومركزية تكوين الشخصية المتعلمة، وكان ذلك بشكل واضح في القرن الرابع الهجري، عندما تأسست المدارس و الكليات لتوزع علما موحدا يحمل نفس عناصر الشخصية أينما وجد، فكان الأزهر في عهد الفاطميين وكانت المدارس النظامية (نسبة لنظام الملك) .. و القرويين في المغرب.. وكانت حرية التنقل بين طالبي العلم والأساتذة بغض النظر عن طبيعة الحكم السياسي ودرجة العداء بين دولتي الحركة لهؤلاء ..

هذا التحرك الأفقي الذي كان يتم بين الأمصار فتجد عراقي يذهب ويقيم في الهند و مغربي يذهب ويقيم في الشام، ويذهب كلاهما إذا كان أستاذا فتسبقه شهرته (الاستعداد لتقبله) ويتبوأ مكانة علمية واضحة في مكانه الجديد.. أما التحرك العمودي والذي كان ينتقل عبر الزمن فتجد أنصار ومؤيدي وجهة نظر معينة يتنقلون عبر التاريخ الى عصرنا الحاضر، فمن يعتبر الخلاف السياسي الذي جرى بين علي ابن أبي طالب و معاوية بن أبي سفيان رضوان الله عليهما هو محرك لشكل تاريخ الأمة الإسلامية، فإنه يلحظ بسهولة مدى النظرة (الشعوبية) والعرقية.. فاهتمام الفرس ( المسلمين) ليس منبعه الحرص الديني، فلو كان كذلك لما أقيم لقاتل عمر بن الخطاب رضوان الله عليه وهو الخليفة العادل الذي شهد بعدله الفرس، مقاما ومزارا و ميدانا في طهران باسمه (أبو لؤلؤة المجوسي) .. ولما خلت كل إيران من اسم خالد وعمر وهما اللذان توفيا قبل فتنة علي ومعاوية وقبل مقتل الحسين .. لكن المسألة لها علاقة بزوال إمبراطورية (فارس) على يدي هذين القائدين !
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 04-02-2007, 10:15 AM
ابن حوران ابن حوران غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2005
الإقامة: الاردن
المشاركات: 1,588
إفتراضي

التأريخ للعقل العربي .. هل هو تضليل .. أم حقيقة لا نحسن التعبير عنها؟

نلاحظ أحيانا بأن هناك مثلا من أبناء الخليج العربي أو بلاد الشام قد غاب عن وطنه عشرة أو عشرين أو ثلاثين سنة وأحيانا أكثر .. عندما يعود لمسقط رأسه فإنه لا يحتاج من يذكره بما سيقوم به، فهو إن كان قبل مغادرته موطنه قد اعتاد بعض أشكال التعامل والسلوك، كأن ينزع حذاءه في باب الغرفة أو يقبل يد من هو في مقام والده .. فإن السنين التي غابها عن بلاده لن تنسيه تلك العادات إطلاقا ..

كما أن مذاق الطعام وطرق تناوله كما كانت في السابق ستجد طريقها لنفس الغائب الحاضر على وجه السرعة .. وقد يكون الذي نتحدث عنه قد تزوج أو عاشر من نساء المهجر .. ولكنه لن يجد صعوبة في التكيف السريع، حتى في شكل النظرة للمرأة، ليس كما كانت عليه عندما غادر موطنه، بل وما طرأ على تلك النظرة والتعامل أثناء غيابه!

فما الذي يحدث؟ هل كان الإنسان الذي نتحدث عنه في رحلة جوية، سواء كانت (أجواءها) العلوم التي تعلمها أو الأيديولوجيات التي اعتنقها أو العادات اليومية التي تعايشها .. فإن كل تلك الأجواء ستزول بمجرد هبوطه على الأرض (واقعه بجذور ماضيه) ..

لقد قابلت ذات يوم أحد أبناء حيفا الذين هاجروا الى الأرجنتين، وكان قد غاب زهاء خمسين عاما، كان هو وزوجته الأرجنتينية يحاولا أن يسألا أحدا عن مسألة ما، وكان يبدو عليهما ذلك، فهيأت نفسي لتمثيل دور الذي يقبل أن تنهال عليه وجبة من الأسئلة، وحدث ما أردت .. فعلمت ما علمت عن الرجل وأخبرني بطبيعة عمله، بلهجة عربية صعبة الفهم، فهو لم يمرنها منذ وقت طويل، فامرأته أرجنتينية .. وعمله غريب نوعا ما، حيث عندما سألته عنه أجاب، حيث كنت أساعده ليعبر عما في نفسه في مناولته بعض الكلمات لإسعافه من الثأثأة، فكان عمله هو (مصادقة الحيوانات!) هكذا ترجمته .. وتلخيص طبيعة عمله هو أنه يقدم الأعلاف للجاموس البري (البافلو) مجانا، لينفرد بأحدها (دون انتباه الآخرين) .. ويذبحه ويبيع لحمه .. إذن لا احتكاك مهني يؤثر على تنمية اللغة كأداة للعقل، وليس هناك مجال لتنمية رصيده السابق من المعرفة ..

ومع ذلك فاجأني من خلال تطفلي لسؤاله عن تلك (البقج) أو (الأكياس) التي كانت مطروحة جانبا .. فقال: إنها ملابس فولكلورية .. حيث أريد إنشاء فرقة دبكة فلسطينية! لقد كان عمره فوق الخمس وسبعين عاما عندما قابلته، ولكن (أس) معرفته وهويته لم تمحه سنون الغربة أو تستطيع حوافر أو قرون الجاموس أن تزيله من ذاكرته أو مخزونه المعرفي (العقل كوعاء) ..

ظاهرة أخرى تسترعي وجوب سؤالنا، عن التضليل والحقيقة في مسألة التأريخ للعقل .. وتلك الظاهرة هي التي تتعلق بعودة الملحدين من شيوعيين ويساريين وغيرهم الى دينهم ومواظبتهم على صلواتهم وقيامهم بمعظم فرائض الدين، هذا خلاف تحول بعضهم الى فلاسفة ودعاة دينيين ( مثل مصطفى محمود) .. إنهم يتعاملون مع إلحادهم وكأنها فترة احتراف رياضي في مجال ما، ثم تلي ذلك الاحتراف حالة اعتزال، لكن الاعتزال يعود الى حالة الإيمان السائدة قبل رحيل هؤلاء لمساحات الإلحاد ..

هناك من يقول أو سيقول: إنها حالة التوبة .. وتتعاظم الرغبة للتوبة كلما تقدم العمر .. حسنا .. لقد أسس هؤلاء التائبون على قاعدة (عقائدية) أقروا بها سابقا ثم تمردوا عليها وعادوا إليها .. إن كان كذلك .. فسنجد أن تلك القاعدة العقائدية تملك سلطات واسعة مستترة، قد ينطق بها أناس (كُلفوا) أو (تطوعوا) ليكون وعاظا .. أو أن تلك السلطة (تسكن) في أي نفس من المجموع العام للمجتمع ..

هنا يبرز سؤال: كم عمر هذه الشخصية المستترة والتي تحتل الكيان الجماعي لشخصية الأمة .. ومن يحصنها من العبث؟ ومن يطور عليها .. وهل تلك الجيوش من الباحثين الذين يقرؤون ويكتبون ويخطبون ليلا ونهارا، هم من يصون تلك الشخصية (العقلية) أم أن وجودهم وعدمه له نفس الأثر؟

إن تعجلنا في الإجابة على السؤال السابق سندخل في حالة من اللبس والارتباك، فإن قلنا إن هؤلاء ليسوا لهم أثر فإننا سنكون ظالمين لهم وللنظرية العلمية التي تستوجب التطور والحتمية. لكن سيدهشنا أكثر أن أكثر الملتزمين بالدين وفرائضه هم من الأميين أو الناس التي لا تقرأ .. وهي حالة وجدناها في صدر الإسلام .. حيث كانت تضحيات من حفظ عشرة آيات في بدء الرسالة أكبر من تضحيات من تعلم الفقه والحديث ونال الشهادات العليا هذه الأيام ..

إن تلك الظاهرة سنجد لها تفسير سنني يرتبط بالمجموع وسلوكهم ومصالحهم، وطرق اتقاءهم الأخطار و تغنيهم ببطولة أبناء مجموعتهم .. تماما كما تكون فنون (أصناف أو تحت أصناف ) الكائنات الحية الأخرى فهناك أصناف كثيرة من الثعالب، كل صنف له طرائقه في الصيد وقوائم أعداء وأمكنة اختباء تختلف عن الصنف الآخر ..

فلذلك نجد أن الدين لا يمنع أن يتضاد أبناء الدين الواحد فيما بينهم ليجدوا مبررات تفلسف عدائهم لأخوانهم في الدين ( إيران ـ العرب) .. سيقول قائل: إنها الفوارق الطائفية .. وعنا سنقول لقد اصطف أبناء الكرد السنة مع الفرس الشيعة وتعاونوا مع الأمريكان أصحاب الدين المختلف ضد أبناء العرب.. أين التضليل وأين الحقيقة في فواصل التأريخ للعقل العربي؟؟
__________________
ابن حوران
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م