ذكرى المولد النبوي صلى الله عليه وسلم

[الكثيري]

بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله الذي من على المؤمنين إذ بعث فيهم رسولا من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويزكيهم ويعلمهم الكتاب والحكمة وان كانوا من قبل لفي ضلال مبين .

آيها الاخوة تمر بنا في هذه الأيام ذكرى غالية وعزيزة على قلب كل مسلم ذكرى مولد خاتم الأنبياء والمرسلين عليه صلوات ربي وسلامه . آن مولده صلى الله عليه وسلم هي اعظم نعمة انعم الله بها على آهل الأرض .
حيث بعثه الله بعد آن بلغ أربعون سنة بعثه على حين فترة من الرسل . فهدى به إلى أقوم الطرق واوضح السبل وافترض على آهل الأرض طاعته . فكان صلى الله عليه وسلم ـ دعوة أبيه إبراهيم حين قال ( ربنا وأبعث فيهم رسولا منهم يتلوا عليهم آياتك ويعلمهم الكتاب والحكمة ويزكيهم انك أنت العزيز الحكيم ) وكان بشرى أخيه عيسى بن مريم حين قال ( يبني إسرائيل آني رسول الله إليكم مصدقا لما بين يدي من التوراة ومبشرا برسول يأتي من بعدي اسمه احمد ) وكان رؤيا أمه حين رأت في المنام قبل ولادته إنه خرج منها نور أضاء ت له قصور الشام . لقد تحققت فيه صلى الله عليه وسلم هذه الصفات الثلاث فكان إجابة دعوة الخليل ومصداقا لبشارة المسيح . وتعبيرا لرؤيا أمه . فقد جعله الله سراجا منيرا استنارت به الأرض بعد ظلمتها . واهتدت به البشرية بعد حيرتها . فكان النعمة العظمى والمنحة الكبرى التي تفضل الله بها على خلقه . لقد ولد ـ المصطفى صلى الله عليه وسلم ـ بمكة عام الفيل في شهر ربيع الأول . وهو العام الذي أغار فيه ملك الحبشة على الكعبة يريد هدمها فصده الله عنها وأنزل به وبجيشه أعظم عقوبة كما ذكر الله في الكتاب العزيز . فكان في ذلك حماية للبيت الحرام . وإرهاصا لبعثة هذا النبي عليه الصلاة والسلام . شب ـ صلى الله عليه وسلم ـ على الأخلاق الفاضلة والسيرة الحسنة . وبعثه الله برسالته على رأس الأربعين من عمره . فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الآمة وجاهد في الله حق جهاده حتى انزل الله عليه ( اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )
قال . صلى الله عليه وسلم ، ( تركتكم على المحجمة البيضاء ) فأعاد للحنفية السمحة ملة إبراهيم صفاءها وضياءها . وأماط عنها ما علق بها من أو ضار الجاهلية وضلالاتها . وجمع الله به الأمة بعد شتاتها . ثم لحق بالرفيق الأعلى صلى الله عليه واله وصحبه وسلم .

وان واجبنا نحو هذه النعمة العظيمة أن نشكر الله عليها بالتمسك بها والجهاد في سبيلها والمحافظة عليها . وذلكم بالتباع هذا الرسول . صلى الله عليه وسلم . والاقتداء به وفعل ما أمر به وترك ما نهى عنه . وأن نحبه أكثر مما نحب أنفسنا وأولادنا وآباءنا وأمهاتنا . لأن الخير كل الخير في اتباعه وطاعته قال تعالى : ( من يطيع الرسول فقد أطاع الله ) وقال تعالى : ( قل إن كنتم يحبون الله فاتبعوني يحببكم الله ويغفر لكم ذنوبكم ) وقال تعالى : ( فان لم يستجيبوا لك فاعلم أنما يتبعون أهواءهم ومن ضل ممن أتبع هوائه بغير هدى من الله ) صدق الله العظيم

اللهم اجعلنا من امته وارزقنا شفاعته وجمعنا به في مستقر رحمتك