مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-08-2001, 05:23 PM
mojahid mojahid غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 522
Post صدق الولاء

قضية ورأي

صدق الولاء

قال تعالى: (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) الأحزاب.

حين وقف رسول الله صلى الله عليه وسلم عند رأس مصعب بن عمير وهو مضرج بدماء الشهادة تلا هذه الآية الكريمة .. بينما كانت روحه الطاهرة تلف أنحاء أحد بالشهادة ، وبكل ما جرى فيها من تضحيات وبطولات فذة .. ابتداءً من عند مصعب رضي الله عنه وأرضاه وإلى آخر شهيد وقف يذود عن حياض الإسلام ويحمي رسول الله صلى الله عليه وسلم بجسده وروحه وما يملك من عزم وقوة وصدق وثبات على العهد .. لقد بادل رسول الله صلى الله عليه وسلم الشهداء الأوفياء عهداً بعهد ، إذ فاضت الكلمات الكريمة على شفتيه الطاهرتين شاهدة بالحق والنور والوعد الكريم لهؤلاء البررة بقوله صلى الله عليه وسلم: (إن رسول الله يشهد أنكم الشهداء عند الله يوم القيامة) .. ثم أقبل على الصحابة وكل الأحياء من حوله قائلاً: (أيها الناس ، زوروهم ، وأتوهم ، وسلموا عليهم ، فو الذي نفسي بيده لا يسلم عليهم مسلم إلى يوم القيامة إلا وردوا عليه السلام).

إنها تجربة إيمانية فذة ، تلك التي مر بها مصعب بن عمير رضي الله عنه حاديها وشعارها (من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه ، فمنهم من قضى نحبه ومنهم من ينتظر وما بدلوا تبديلاً) ، وستبقى هذه التجربة على مر الزمان صورة تربوية عملية لا تنقضي عجائبها وفعلها المؤثر في سلوك المسلمين إلى أن يرث الله سبحانه وتعالى الأرض ومن عليها .. إن ثباته يوم أحد عجيب ، فحين جال المسلمون يوم أحد ، أقبل عليه ابن قميئة - من فرسان قريش - وضربه على يده اليمنى فقطعها ، ومصعب يردد بكل عزم (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل)، وحمل اللواء بيده اليسرى وحنا عليه ، فضرب ابن قميئة يده اليسرى فقطعها فحنا على اللواء بعضده إلى صدره وهو يردد (وما محمد إلا رسول قد خلت من قبله الرسل) فحمل عليه المشرك بالرمح فأنفذه إلى صدره حتى دق الرمح ووقع مصعب وسقط اللواء وهو مصر على عزمه وولائه وعهده إصراراً جعله يسترخص كل شئ في سبيله ، إنه سليل تلك التربية النبوية العظيمة ، التي أصبحت نبراساً وعهداً جعله كل مؤمن قضيته الأولى ، يمضي بها على مر الزمان ، حاملاً من خلالها الرسالة وصدق الولاء والثبات على العهد ، مهما ادلهمت الخطوب ، وأحاطت الحوادث ، وقل النصير، وتكالبت قوى الشر ، إذ أن المؤمن ينظر بنور الله عز وجل فيرى النصر والتمكين ، من بين كل تلك السحب والعتمة التي تنشرها .. أو ليس رسول الله صلى الله عليه وسلم قدوته في ذلك؟! فهو حين راح يعرض نفسه على القبائل بعد أن خذله الأقربون ، وجد الصد ، وكانت الطائف إحدى محطاته التي عرض نفسه عليها ، فرددته بشدة وقوة ، جلس يناجي ربه بكلمات تفل الحديد بعزمها وثباتها وشدة احتمالها للموقف، اسمعه يقول في مناجاته: (اللهم إليك أشكو ضعف قوتي ، وقلة حيلتي وهواني على الناس ، يا أرحم الراحمين ، أنت رب المستضعفين ، وأنت ربي ، إلى من تكلني؟ إلى بعيد يتجهمني؟ أم إلى عدوٍ وكلته أمري؟ إن لم يكن بك غضب علي فلا أبالي ، ولكن عافيتك هي أوسع لي ، أعوذ بنور وجهك الذي أشرقت له الظلمات وصلح عليه أمر الدنيا والآخرة ، من أن ينزل بي غضبك ، أو يحل علي سخطك ، لك العتبى حتى ترضى ، ولا حول ولا قوة إلا بك).

إنها لدروس وعبر .. يمضي حداؤها ، يحفر أثره في سلوك الناس على مدى القرون بكل إصرار ومثابرة ، يكيف تصرفاتهم وأفكارهم بما ينفع الناس ، ويرشد منهاجهم وحياتهم اليومية ، على سبيل سواء ، وصراطٍ مستقيم لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه .. هذا مع العلم أن إحدى تجليات هذا المنهج في العصر الحديث برزت خلال التشكيل التنظيمي الدقيق الذي أحسن بناءه الإمام الشهيد حسن البنا وأسماه (الإخوان المسلمون)، ذلك التشكيل الفذ الذي امتدت فروعه وأغصانه فأغدقت ثمراً يانعاً لدعوة عصرية مؤمنة وسطية في كل شئ ، واعية فاهمة لحاجات الإيمان وحاجات العصر ، عميقة الإيمان بأن الإنسان لا يمكن أن تستقيم له شؤون حياته ، ومسار حركته إلا بفضل الله عز وجل ومنهاجه .. وذلك خلافاً لأناسٍ أسماؤهم إسلامية وآباؤهم مسلمون ومجتمعهم الذي من حولهم مسلم .. ولكنهم يستخفون بالإخوان ، ويشبهونهم بمن يطبلون ويزمرون للسلطات والحكام ، قائلين: لا نظن أن الإخوان المسلمين سيغالون أكثر منهم في تعداد فضائل الله سبحانه وتعالى على خلقه: (كبرت كلمة تخرج من أفواههم إن يقولون إلا كذباً)، فإن العبد مهما اجتهد في تعداد فضائل الله عز وجل لا يصل إلى كفاية هذه الفضائل حقها ، وإن تشبيه من يكن عمله النفاق وإعداد المدائح للحكام ، بمن يقوم بالاعتراف بفضل الله تعالى ونعمه ليل نهار لهو تشبيه في غير محله ، وخارج عن حدود العقل والمنطق وحتى الإنسانية: (إن هم إلا يخرصون) .. وهذا هو الرأي والله سبحانه تعالى أعلم
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م