مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #71  
قديم 14-05-2006, 04:04 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

لقد سعى ذلك الرجل طوال بقائي في عنيزة في تشويه صورتي والنيل
مني سواء في عنيزة عند طلبة الشيخ أو لدى أقاربه وأهله وولده..
وكذلك لدى كل المشائخ الذين يصل إليهم دون أن يردعه دين أو خلق
أليس من المعيب أن يكون شغلنا نحن طلبة العلم أن نفتري على بعضا
بعضا ونشغل الناس بمثل هذه التفاهات..
لا يظنن جاهل أو مغفل أنني أردت بكتابتي عن تلك القصة النيل من ذلك
الطالب أو الانتقام من تصرفاته معي ..!!
إن هذا سيكون حسابه بين يدي رب العالمين سبحانه..
ولو قصدت ذلك لفضحته باسمه ولذكرت مخازيه باسمه..
وهذا مالا يليق بنا معاشر طلبة العلم وفي ذلك أذية لشيخنا ولأهله ..
فدعونا ياإخوتي نستفيد من تلك القصة دون أن ننشغل بمعرفة من هو
فلان أو فلان..
إن كل ما قصدته من كل ذلك هو رد جزء من جميل شيخي وأستاذي
ووالدي الشيخ محمد رحمه الله ورضي عنه ..
فدعوني احكي الحكاية واروي الواقعة بكل اطمئنان وراحة ضمير..
إن موقف شيخنا محمد معي هو موقف شريف ونبيل أريد أن أحكيه
للناس لتعرف فضله وعقله وسعة حلمه رحمه الله ..
أريد أن يعرف أبنائي و كذلك كل من اساؤا بي الظنون ممن قرب وبعد
أريدهم أن يدركوا ما حصل ويكفيني أن تبلغهم الحقيقة التي أدين الله
بها وبعد ذلك فالقرار راجع لهم وأمري وأمرهم لله تعالى..
لقد شحن ذلك المسكين نفوس بعض الناس حتى وصل بهم الحال أن
يفعلوا أفعالا لا تكاد تصدق..
سافر مجموعة من أصحابه بإيحاء منه للطائف من أجل أن يستوثقوا
عني لدى من يعرفني من المشائخ ..
وليتهم أكتفوا بذلك فليس هناك سوى ما يشرف والحمد لله ...
بل كذبوا وافتروا و صوروا لهم أنني في شهور بسيطة قد صرت أقرب
الناس للشيخ فلا بد أنني استعملت وسائل غير شرعية وقصدهم أنني
سحرت الشيخ !!
ورجعوا لعنيزة ونشروا بين الناس أنهم وجدوا سر المسألة
وكيف أنني سأكون خطرا على الشيخ وولده وأهله ..
اختلفت آراء أولئك السفهاء ..
فمنهم من قال : هو ساحر ..
ومنهم من قال : بل هو جاسوس ..
ومنهم من قال : هو !!!
والذي أريد أن يعرفه هؤلاء ممن يقرأ هذا الكلام اليوم أنني طوال
بقائي في عنيزة لأكثر من عشر سنوات والذي لا إله سواه لم اسمع
شيخنا يقول كلمة واحدة عن سحر أو جاسوسية لا عني ولا عن أحد
من طلبته فهو رجل عاقل وحصيف ويخشى الله تعالى في أعراض
الناس ويعرف أنه موقوف بين يدي الله ومسئول عن كل ما يقوله

فليعد أولئك جوابا لربهم عما قالوه وافتروه ..
وليأتوا بالبرهان إن كانوا صادقين ..
لم يرو لي الشيخ ما يقوله هؤلاء عني ولم اسمعه يتكلم به معي أو
مع غيري لا من قريب ولا من بعيد ولم يحاول الإستيثاق من ذلك
فهذه شهادة شرف أعتز بها من الشيخ رحمه الله..
كان الشيخ يقول لي : أنت مثل ابن عباس رض الله عنه حينما قال:
أدركت العلم بثلاث (بقلب عقول وجسم غير ملول ولسان سؤول) أو كما
قال رضي الله عنه..
لم يشتغل الشيخ ولم يشغلني بمثل هذه الخزعبلات ..
بل كان وفيا معي وبعهده الذي قطعه لوالدي بأن يرعاني وأكون تحت
نظره وتربيته ..
__________________









الرد مع إقتباس
  #72  
قديم 15-05-2006, 03:45 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

جاءت أيام الدراسة فدرست في ثانوية ابن سعدي وبالكاد تخرجت من الثانوية..
حيث أن نفسي طابت من الدراسة النظامية ولولا ضغط الشيخ علي
لتركتها ولم أكمل مطلقا..
جاء رمضان ذلك العام ..1412 للهجرة..
حيث يتبع فيه شيخنا برنامجا صارما في قراءة القرءان
وتتوقف دروسه تقريبا سوى تدريس بعض الأبواب الفقهية التي
تتعلق بالصيام ورمضان..
حينما بلغنا الخبر برؤية الهلال ذلك العام ..
لم نتمكن من صلاة التراويح ليلة الأول من رمضان ..
فلم يبلغ الناس إلا متأخرين وأظنهم أعلنوا ذلك في آخر الليل ..
في ذلك الصباح استقبلت الشيخ وهنأته بالشهر الفضيل ..
وسألته عن برنامجه ؟؟
فقال : سأجلس أقرا القرءان في المسجد..
قلت له : سأبقى معك ..
قال: لا دروس سوى قراءة القرءان فحسب..
فقلت : نعم سأفعل إن شاء الله..
وكنت حينها مرهقا ومتعبا ولم انم أغلب الليل ..
صلى الشيخ الفجر ذلك اليوم ثم بعد التسبيح والذكر ..
دخل لمصلى الجمعة الذي في مقدمة المسجد..
ورمى عباءته على الأرض وابتدأ في قراءة القرءان وهو يسير
ذهابا وإيابا..
فقرأ عشرة أجزاء .. حيث يختم كل ثلاثة أيام ..
فتكون ختمته في الشهر عشر ختمات ..
ولو شاء لختمه كله في يوم واحد ولكنه يرى أن السنة أن لا يقل عن
ثلاث لحديث عبد الله بن عمرو ابن العاص.. المعروف..
و بما انه ينزل لمكة ويمكث العشر في الحرم تدريسا وإفتاء
ولكثرة أشغاله وضيق الوقت فهو يقرأ أيضا بعد صلاة العصر ليعوض
عن نفسه الختمات التي يريد أن يقرأها في مكة ..
ومن عمل شيخنا انه يواظب على الشيء إذا فعله مهما كانت الظروف
ويحترز لذلك .. رحمه الله رحمة واسعة..
طلب مني الشيخ أن أراجع حفظي ثم بعد ذلك يسمع لي حينما ينتهي
من قراءة حزبه .. في المسجد أو ونحن نسير لبيته..
حيث لا يكون أحد سوانا..
ويكون ذلك بعد انقضاء حوالي ثلاث ساعات من بعد الصلاة..
كانت لحظات روحانية أجد المتعة واللذة في استذكار تلك اللحظات
الجميلة ..
أذكر أن تلك الأيام كانت باردة ولذلك يلبس شيخنا عباءته الغليظة
ذات اللون المسمى ( العنابي ) !!
وكنت أتدثر بعباءتي وأقرأ القرءان ويصيبني النعاس أحيانا..
فأنام فيرفع شيخنا صوته بالقرءان كأنه يوقظني فأستيقظ وأكمل
حزبي..
حاولت مرارا أن أفعل مثل الشيخ وأسير في المسجد كما يسير هو
ولكنني تعبت وعجزت ..
وهو يفعل ذلك لكي لا ينام وينعس ولا يكسل ..
ذات مرة في تلك الأيام ونحن نسير لبيت الشيخ وحولنا هدوء وسكينة
فالناس كلهم هجوع..
والأسواق والشوارع خالية من الناس والسيارات ..
فلا تسمع سوى سقسقة وتغريد العصافير..
طلبت من الشيخ أن يحدثني عن نفسه ..
وعن حياته في شبابه ..
فأخذ يروي لي أشياء جميلة سأذكرها في الحلقة القادمة
بحول الله تعالى ...
__________________









الرد مع إقتباس
  #73  
قديم 15-05-2006, 03:48 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الثالثة والأربعون
ذات يوم من أيام رمضان المبارك تلك..
وبعد أن أكمل الشيخ حزبه من القرءان في الصباح..
دعاني لكي يراجع لي حفظي ..
فكنت أقرأ عليه ويفتح علي إن أخطأت ..
وكنت أمشي بجواره بين زوايا المسجد ..
دنا الشيخ من النافذة في الزاوية الغربية من الجامع..
ثم توقف قليلا!!
وأخذ يمعن النظر في مسجد الطين القديم الذي بني منذ زمن بعيد
يتجاوز القرن من الزمان وما زال حتى تلك الأيام يصلى فيه ..
قال لي الشيخ : أتدري؟؟
لقد حفظت القرءان في هذا المسجد ..
عند عمي سليمان آل دامغ رحمه الله ..
وكنت مؤذن هذا المسجد الصغير لفترة من الزمن...
قلت له : كم كان عمرك حينما حفظت القرءان ؟
قال : حوالي العشرة أعوام..!!
ثم أكملت تسميع حزبي .. وخرجنا من الجامع..
وكان الوقت حينها ضحى ..
ونكاد نسير لوحدنا في كل الطرق التي مررنا بها..
أخفيت مسجلي الجديد في جيبي ..
وقلت للشيخ : ياوالدي هل يمكن أن تحدثني عن شبابك وحياتك في
صغرك.. ؟؟
فتنفس الشيخ الصعداء ثم أخذ يروي لي في عبارات رقيقة ومعاني
سامية لا تحضرني جميعها ...
ولكن سأنسجها من ذاكرتي وأضيف عليها أشياء رواها الشيخ لي
في مواقف أخرى وهي بذات مضمون ما قاله.. دون زيادة أو مبالغة..
ولو كانت عندي مكتوبة أو مسجلة لرقمتها لكم بحرفها ولكن للأسف
لم يبق سوى ما في ذاكرتي وبالكاد تجود معي بشيء!!
قال رحمه الله:
كانت عائلتنا فقيرة .. كأغلب العوائل في عنيزة حيث مر على الناس
جوع ومخمصة لقلة الأمطار ولندرة المال، ولانعدام الأمن ، حيث يعجز
الواحد أن يخرج من عنيزة لبريدة أو لأي مدينة أخرى حينما يحل
الظلام .. خوفا من السراق وجماعات النهب والسلب...
كانت عائلتنا تملك بقرة حلوب نشرب من حليبها ولبنها ونتغذى من
سمنها ولحمها في المواسم.. كما هو الحال في كل بيوت عنيزة..
وكان والدي يذهب نهارا للوادي لكي يزرع ويسقي نخله وغرسه..
فكنت أساعده في شؤون عمله ..
حبب الله تعالى لي العلم وطلبه قبل أن تنشأ المدارس النظامية
والمعاهد، فالتحقت بحلقة شيخنا ابن سعدي رحمه الله مرورا بدروس
بعض تلاميذه الكبار اللذين كانوا يدرسون مبادئ العلوم لصغار الطلبة
ومنهم أنا (يعني الشيخ نفسه..)
فكنت أحرص على الجمع بين الطلب ومساعدة الوالد رحمه الله..
استمر الشيخ عدة سنوات في الدراسة على شيخه ابن سعدي
وأقبل الطلبة عليه من عنيزة وخارجها ..
حيث هو علامة القصيم حينها بلا منازع..
__________________









الرد مع إقتباس
  #74  
قديم 15-05-2006, 03:51 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

يقول الشيخ : كان شيخنا ابن سعدي رجلا حليما ورحيما بطلابه فكان
يشجعنا على الطلب بكل ما توفر له من إمكانات ..
فكان يثير جو المنافسة بين المجموعات بالمناظرات والمجادلة
والمحاورة ، فيكافئ المجموعة الفائزة أو الطالب المجد بحفنة من
تمرات الرطب أو العنب أو بمكافأة مالية رمزية ..
وكان الشيخ في دروسه يبسط الكلام ليستوعب الصغير والكبير عنه
ويحاور طلابه ويمازحهم أحيانا في دروسه ، مما يثير جو الحرص
وحب الاستماع والاستفادة من علمه وأدبه ..
وكان الشيخ يزور الطلبة في بيوتهم ويحضر مناسباتهم ويعود مرضاهم
يقول شيخنا : كانت مكتبتي حينها عبارة عن غرفة صغيرة ، انحشر
فيها وتصعب علي فيها الحركة سوى بمشقة ولها كوة صغيرة تشرف
على زريبة البقر ولم أكن أتأذى من روائحها النتنة لأنني لا أشم
أصلا!!
أراجع في مكتبتي المتواضعة دروسي من كتاب الروض وتفسير
الجلالين وغيرهما ..
يقول الشيخ : ثم مرت بعد ذلك فترة من الركود العلمي فتضائل عدد
الطلاب عند الشيخ ابن سعدي...
وشغل الناس بأمور سياسية ومذاهب فكرية كالناصرية والقومية
العربية الاشتراكية وغيرها بسبب الإعلام المنحرف والموجه..
وانفتحت أبواب التجارة والعمل والتعليم في الجامعات والمعاهد
فهاجرت كثير من العوائل للمدن الكبرى كالرياض والمنطقة الشرقية
وغيرها...
يقول الشيخ : ثم إنني أصابني ما أصاب الناس فانصرفت عن دروس
الشيخ واشتغلت بالزراعة في الوادي مع الوالد ..
قلت له : كم الفترة التي انقطعتم فيها عن العلم؟؟
قال : خمس سنوات تقريبا!!
قلت له : وماذا كنت تعمل حينها ؟؟
قال: أزرع واحصد ولم أكن أذاكر أو أراجع العلم الذي حصلته عن
الشيخ ابن سعدي، وكدت أنسى القرءان غير أنني كنت أراجعه وأنا
أسير على حماري إلى الوادي!!
ولولا ذاك لنسيته ولكن الله سلم..
يقول الشيخ: ولم يكن يحضر حلقة الشيخ بن سعدي سوى عدد بسيط
من كبار طلبته ، ومع ذلك صمد الشيخ واستمر في التعليم والتأليف
والإفتاء.. والخطابة وتدريس العوام ..دونما انقطاع.. رحمه الله
رحمة واسعة..
يقول شيخنا: ثم إن الله تعالى حينما أراد بي خيرا ..
جئت يوما لجامع الشيخ ابن سعدي وحضرت درسه لأول مرة منذ
سنوات ..
فما عاتبني الشيخ ولا نهرني لانقطاعي ولم يقل لي:
لم غبت ؟؟
أو لم تركت العلم؟؟ أو نحو ذلك ...
مما أثر في نفسي وحبب الشيخ ابن سعدي لنفسي..
فرفع ذلك السلوك من الشيخ همتي ..
و توجهت بكل جوارحي للعلم ، فزاحمت الكبار وثنيت الركب بين يديه
وحصلت من علمه وأدبه ما فتح الله علي به ، فحزت رضاه وإعجابه
فقربني وخصني بدروس لي خاصة أو مع خاصة تلاميذه..
فقرأت عليه متونا كثيرة في الفقه والتفسير والأصول والنحو والصرف
والحديث والمصطلح وغيرها من العلوم النافعة..
__________________









الرد مع إقتباس
  #75  
قديم 15-05-2006, 04:09 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

وحصل أن انتقلت عائلة الشيخ محمد لمدينة الرياض ..
فطلب الشيخ ابن سعدي من والد الشيخ محمد كما سبق وذكرنا أن يبقى
شيخنا في عنيزة ليكمل طلبه للعلم ، حيث رأى الشيخ فيه علامات
النبوغ والنباهة فحرص على بقائه ليستمر في التحصيل وهذا ما كان..
و بعد سنوات افتتحت المعاهد العلمية..
فاستأذن شيخنا من شيخه ابن سعدي أن ينتقل للدراسة
في المعهد العلمي في الرياض ..
فأذن له شيخه ..
يقول شيخنا ..
حينما دخلت قاعة الدرس في المعهد العلمي في الرياض ..
وتغيرت علي وجوه الطلبة اللذين عهدتهم ..
وكان الجو الدراسي وطرق التدريس مختلفة عما أعتدت عليه ..
تنكرت علي الأمور وضاقت علي نفسي ..
وندمت على حضوري للرياض..
وكان يجلس بجواري شاب كفيف خلوق وطيب فأحببته واستأنست به
منذ أول لقاء به..
وهو الشيخ العلامة عبد الرحمن البراك العالم المشهور ..
يقول الشيخ : ونحن في القاعة وأنا أتحدث مع صديقي وجاري
دخل علينا رجل بدوي الهيئة اسمر البشرة رث الثياب ..
وجلس على مقعد التدريس فقلت في نفسي:
الآن أترك شيخنا ابن سعدي وعلمه الواسع وطيبته وأريحيته
وسماحة نفسه ..
وكنت في بلدي وديرتي وبين أقاربي وأصحابي
أترك كل ذلك من أجل أن أتعلم عند هذا الإفريقي البدوي..؟؟
ياضيعة العلم والعلماء..
يقول الشيخ : ثم إن هذا الأعرابي بدأ في الكلام ..
فحمد الله وصلى على رسول الله ..
وتكلم في فنون العلم وصنوفه من حفظه بلا كتاب
فشرق وغرب وتلا الآيات ونقل أقوال المفسرين والفقهاء ..
وخلافاتهم ، قديمها وحديثها..
وذكر الأحاديث بأسانيدها وشواهدها والحكم عليها..
وروى الأشعار والشواهد والنصوص الطويلة.. الهائلة وتفجرت أنهار العلوم من بين جنباته
و تدفقت من لسانه كالسيل الهادر ..
علوم وأقوال لايكاد يحويها صدر عالم لقيناه أو عاصرناه..
فلله دره ..
ما أقوى حجته ..
وما أسد بيانه ..
وما أرفع كعبه في العلم وبيانه ونقله ..
رغم احتقارنا لهيئته أول الأمر ..
يقول الشيخ : ففرحت بذلك أيما فرح ..
وشكرت الله تعالى أن تمكنت من لقيا هذا الجبل الأشم والبحر الزاخر..
إنه العلامة المفسر الفقيه النحوي الشيخ محمد الأمين الشنقيطي رحمه الله رحمة واسعة..
صاحب التفسير الكبير تفسير أضواء البيان..
أستفدت من علمه في التفسير والأصول والنحو وغيرها..
__________________









الرد مع إقتباس
  #76  
قديم 15-05-2006, 04:11 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

يقول الشيخ: ولازمت دروس سماحة شيخنا العلامة عبد العزيز بن عبد الله بن باز عليه رحمة الله ..
فقرأت عليه جزءا من صحيح البخاري وأبواب الفرائض..
وقد أهتم بي الشيخ وخصني بدروس في منزله
فقرأت عليه عددا من المتون في قواعد التفسير والحديث وغيرها..
وحسبك بهذين العالمين الجليلين علما وفقها وسعة اطلاع ..
عليهم وعلى شيخنا سحائب الرحمة والرضوان..

الحلقة الرابعة والأربعون
بعد أن أكمل شيخنا دراسته في المعهد العلمي في الرياض..
رجع لموطنه عنيزة ..
ومكث في هذه المدينة الهادئة الوديعة طوال حياته..
وحينما افتتح المعهد العلمي في عنيزة عين شيخنا مدرسا فيه..
وأكمل دراسته بالانتساب في كلية الشريعة في الرياض..
أصيب الشيخ ابن سعدي بعارض صحي فسافر للعلاج إلى لبنان..
فتعافى .. ولكن المرض عاد له بعد فترة من الزمن..
فأرسلت طائرة الإخلاء لنقله فتوفي قبل أن ينقل للرياض..
وذلك في عام 1376 للهجرة..
واحتار الناس فيمن يخلف الشيخ ابن سعدي في الإمامة في الجامع الكبير والخطابة والتدريس في حلق المسجد..
ووقع اختيار عدد من الوجهاء على الشيخ محمد ..
رغم أنه لم يكن أكبر الطلبة سنا أو أقدمهم في حلقة الشيخ ابن سعدي..
وتبين للناس بعد حين أن اختيارهم لشيخنا كان توفيقا وتسديدا من الله تعالى ..
سبب موت العلامة الفقيه ابن سعدي رحمه الله فراغا في التعليم
الشرعي ، ولكن لم يطل الوقت حتى سد شيخنا مسده بل كاد يجاوز شيخه أو قد فعل!!
سلك شيخنا أسلوب الشيخ ابن سعدي في الإلقاء حيث التبسيط والتركيز على الكيف لا الكم..
والعجب من بعض طلبة العلم في زماننا هذا ..
ترى الواحد منهم يسوق في الدقيقة الواحدة كما كبيرا من المسائل والنقولات ولا يكاد يستوعب الطلبة من أستاذهم سوى النزر اليسير من علمه.. !!
يقول ابن عباس حبر الأمة رضي الله عنهما..
في قوله تعالى ( وكونوا ربانيين بما كنتم تعلمون الكتاب وبما كنتم تدرسون) قال هم من يبدؤون بصغار العلم قبل كباره..
قال لي احدهم يوما: ما بال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله في دروسه التي نسمعها على الأشرطة فيها كأنه يدرس أطفالا لا طلبة علم ؟؟
قلت له : أنت تبالغ في كلامك.. لكن الشيخ يبسط المسألة لأن أفهام الناس تتفاوت فيستفيد من كلامه الطالب المبتدئ و كذلك الطالب المجد النهم .... فهي ربوع نظرة وبساتين عامرة كل يقطف منها ما
يسد حاجته ويروي عطشه ..
لقد ورث شيخنا هذا الأسلوب عن شيخه ابن سعدي والشيخ ابن سعدي
أخذ هذا الأسلوب عن الشيخ محمد الشنقيطي وليس هو صاحب أضواء البيان بل هو أحد العلماء اللذين مروا على عنيزة في طريقهم لمدينة الزبير في العراق حيث تتلمذ عليه الشيخ ابن سعدي في فترة بقاءه
في عنيزة واخذ عنه سند رواية الكتب الستة متصلة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم..
وبهذه المناسبة يسرني أن أزف هذه البشرى لطلبة شيخنا ابن عثيمين رحمه الله جميعا ممن تتلمذوا على يديه وحضروا دروسه واستحقوا أن يطلق عليهم عرفا أنهم تلاميذ لديه بأن لهم جميعا نسبا شريف
متصلا برسول الله صلى الله عليه وسلم !!
هو خير الأنساب وأفضل وأزكى عند الله لمن اتقى!!
من نسب الرحم والقرابة ..
__________________









الرد مع إقتباس
  #77  
قديم 15-05-2006, 04:13 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

ولهذا النسب وتدوينه قصة سأحكيها لكم لاحقا ..
ومضمونها أنه حينما ابلغني الشيخ رحمه الله بإصابته بمرض السرطان في القولون تألمت لذلك أشد الألم وحز في نفسي وتكدرت علي أموري ..
فكتبت له هذه الورقات ومعها أوراق أخرى وفيها أبيات شعرية نظمتها
وسلمتها له ..
ففرح بها الشيخ وأثنى عليها ويسعدني أنها كانت سببا لإدخال السرور على نفسه رحمه الله رحمة واسعة والآن دعوني أذكر السند والذي أطلقت عليه (نسب العلماء )
علما أن الفضل يعود بعد الله في تدوين هذا النسب للشيخ العلامة عبدالله البسام رحمه الله
حيث نقلت أغلب ذلك النسب النبيل من تحفته النادرة الطراز
(تاريخ علماء نجد خلال ثمانية قرون)
قلت فيها :
هذا هو نسب شيخنا وأستاذنا العلامة الفقيه المفسر النحوي ..
الشيخ محمد بن صالح العثيمين ..
وقد أخذ العلم عن شيخه العلامة عبد الرحمن الناصر السعدي ..
وهو أخذ العلم عن الشيخ صالح بن عثمان القاضي..
وهو أخذ العلم عن الشيخ عبد الله بن عائض..
وهو أخذ العم عن الشيخ علي بن محمد بن علي قاضي عنيزه
وهو أخذ عن الشيخ العلامة عبد الله بن عبد الرحمن أبا بطين مفتي نجد المشهور
وهو أخذ عن الشيخ أحمد بن حسن بن رشيد الإحسائي..
وهو أخذ عن العالم الشهير محمد بن فيروز وهو أخذ عن والده عبدالله بن فيروز ..
وهو أخذ عن والده محمد بن فيروز الجد..
وهو أخذ عن عبد القادر التغلبي ..
وهو أخذ عن محمد البلباني وعن الشيخ عبد الباقي والد أبي المواهب...
وهما أخذا عن العلامة منصور البهوتي .. صاحب الروض..
وهو أخذ عن يحي بن موسى الحجاوي ... صاحب الزاد..
و عن الشيخ أحمد الوفائي وهما...
عن الشيخ موسى الحجاوي صاحب الإقناع ...
وهو أخذ عن الشيخ أحمد الشويكي...
وهو أخذ عن أحمد العسكري..
وهو أخذ عن علي بن سليمان المرداوي العلامة المشهور منقح المذهب الحنبلي ..
وهو أخذ عن ابن قندس...
وهو أخذ عن ابن اللحام...
وهو أخذ عن الحافظ ابن رجب الحنبلي..
وهو أخذ عن شمس الدين ابن قيم الجوزية ...
وهو أخذ عن شيخ الإسلام ابن تيمية ....
وهو أخذ عن شيخه شمس الدين عبد الرحمن بن أبي عمر صاحب الشرح الكبير..
وهو أخذ عن عمه موفق الدين ابن قدامة ...
وهو أخذ عن شيخه العابد الزاهد عبد القادر الجيلاني...
وعن الحافظ ابن الجوزي وعن ابن المنى الفقيه المشهور وهم ..
أخذوا عن أبي الوفاء بن عقيل صاحب كتاب الفنون..
وعن أبي الخطاب صاحب الهداية...
وهما عن القاضي أبي يعلى...
وهو أخذ عن أبي حامد ...
وهو عن أبي بكر بن عبد العزيز غلام الخلال...
وهو أخذ عن أبي بكر بن الخلال...
وهو أخذ عن المروزي وأولاد الإمام أحمد بن حنبل صالح وعبدالله...
وهم أخذوا عن الإمام أحمد بن حنبل إمام أهل السنه....
وهو أخذعن أئمة ومنهم الإمام محمد بن إدريس الشافعي...
وسفيان بن عيينه وهما عن عمرو بن دينار والإمام مالك بن أنس....
وهو أخذ عن نافع مولى ابن عمر...
وهو أخذ عن صاحب رسول الله الفقيه عبد الله بن عمر ابن الخطاب رضي الله عنهما...
وهو أخذ عن إمام المتقين محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم....
هذه سلسلة كريمة مليئة بالنجوم الزاهرة وبالكرام الأولياء وعلى رأسهم رسولنا وحبيبنا سيد الأولين والآخرين محمد بن عبد الله الهاشمي عليه افضل الصلاة والسلام أهديها لكل طالب علم درس على يد شيخنا العلامة محمد بن صالح العثيمين رحمه الله..
__________________









الرد مع إقتباس
  #78  
قديم 15-05-2006, 04:14 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة الخامسة والأربعون
في أيام رمضان تتوقف الدروس في الجامع سوى تلك التي تعني
بالشهر الفضيل
والصوم والوعظ ونحوه.. كما سبق بيانه ..
في طريق عودة شيخنا للمنزل قبيل غروب الشمس حيث يمكث لقراءة حزبه في المسجد ..
يدعو الشيخ كل من رآه من طلبته وغيرهم لمرافقته لتناول الإفطار في منزله...
أما أنا فكنت افطر كل يوم من تلك الأيام في بيته..
وقبل أذان العشاء بقليل يتوجه الشيخ مشيا على قدميه للجامع ..
ويصلي بالناس العشاء والقيام ..
و يقرأ كل ليلة نصف جزء من القرءان تقريبا
ويصلي إحدى عشرة أو ثلاثة عشر ركعة كما هي السنة..
يختمها بقنوت خاشع وخاضع .. ولا يقنت أحيانا قليلة..
بقيت في عنيزة خمسة عشر يوما أو ثمانية عشر يوما تقريبا ..
ثم استأذنت شيخنا للذهاب للطائف لزيارة العائلة والبقاء عندهم..
حتى قدومه لمكة.. حيث أرغب في رفقته وصحبته هناك ..
فقال الشيخ لي: على بركة الله .. واللقاء في مكة..
فرحت بهذا الشرف حيث سأكون رفيقا لشيخنا في تلك الأيام الفضيلة..
حجزت من مطار القصيم مرورا بالرياض إلى الطائف ..
وأكدت الحجز بمشقة كبيرة ..
ودعت شيخنا بعد صلاة الفجر و أوصلني أحد رفقائي للمطار ضحى..
وكانت تلك أول سفرة لي للطائف بعد ذهابي لإحضار حاجياتي..
وصلت للمطار .. وتوجهت لكاونتر السفر ..
فقال لي الموظف: الطائرة تأخرت !!
فقلت له: وكم ساعة تأخرت؟؟
قال : لا ندري ؟؟
ولكن طائرتكم المغادرة للرياض سوف تذهب أولا من الرياض إلى منطقة الجوف
ثم تعود للقصيم لتنقل المسافرين إلى الرياض...ّ!!
وهي حتى هذه اللحظة لم تغادر من الرياض والمفروض أنها غادرت فجرا ..
ونصيحتي لك تبدل حجزكم لجده .. فهي مغادرة بعد ساعتين....
ترددت بين الخيارين ..
ولكن في النهاية عزمت على البقاء للسفر على رحلتي الأصلية ..
حيث أن رحلتي المغادرة من الرياض للطائف ستكون قريبا من العصر..
فأملت أن أدركها ..
ألح علي أحد زملاء السكن أن أسافر على جده فهي أضمن ولكنني أبيت !!
غادرت رحلة جده حوالي الساعة الحادية عشرة حيث تأخرت قليلا ..
انتظرت رحلتي في المطار من الساعة الثامنة صباحا وحتى قريبا من العصر ..
وبلغ بي الجهد والانتظار والملل مبلغه ..
حيث لم يعد لي أي خيار آخر سوى تلك الرحلة ..
وأخيرا جاءت طائرتي حوالي الساعة الخامسة عصرا... ولم تكد تصل..
انطلقنا للرياض .. ووصلنا بعد أربعين دقيقة ..
ولكن للأسف رحلة الطائف كانت قد غادرت الساعة الثالثة عصرا!!
توجهت لكاونتر المبيعات لأستفسر عن الرحلة التالية للطائف..
فوجدت طوابير هائلة من البشر تقف في صفوف مبعثرة وغير مرتبة ،
يستجدون موظفي الخطوط العابسين المشمئزين!!
وقفت مع الناس حتى أذن علينا المغرب فغادرنا الموظفان الكريمان دون أن يخبرا الناس .. أين وجهتهما !!
وبقينا حوالي النصف ساعة والأرتال واقفة فيهم الكبير في السن والمريض وصاحب الحاجة ، ولا تسل عن تأفف الناس وتضايقها ؟؟
وأخيرا رجع أصحاب السعادة وهم فرحون ويتمايلون ويضحكون بعد
تناول وجبة الإفطار وأداء الصلاة طبعا بكل خشوع واطمئنان !!
ولا بأس قليلا من نيل قسط من الراحة والاسترخاء ومعرفة آخر الأخبار !!
عاد صاحبانا وهما يمضغان العلك!!
ليرطبا نسماتهما الزكية من روائح الطعام الشهي واللذيذ !!
كانا في قمة النشوة والنشاط بحيث أنهما لم ينهيا سوى عدد ضئيل من
المسافرين( الضعفاء) حتى أذن عليهما لصلاة العشاء، فانصرفا راشدين فخورين
لأداء صلاة الفرض ومعها ربما !!كم ركعة من التراويح!! ليروحا عن نفسيهم
من عناء العمل والمكدة على الناس!!
قد يقول البعض أنني أبالغ ولكن والله هذا ما حصل ذلك اليوم..
وهو شيء مشاهد للأسف ولا يخفى على الجميع..
ونراه ونشاهده بوتيرة مختلفة من مطار لآخر ومن زمن لآخر ..
والله من وراء القصد..
__________________









الرد مع إقتباس
  #79  
قديم 15-05-2006, 04:17 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

أذكر مرة أنني كنت في ماليزيا ذلك البلد الآسيوي العملاق ..!!
وأسميه عملاقا ليس بسبب حداثته وتطوره فحسب !!
بل لثقافة شعبه المسلم والمتمسك بقيم الحضارة مع تمسكه بدينه ومبادئه!!
كنت بصحبة عدد من الأصحاب في منطقة اسمها (قنتن هايلاند ) وهي منطقة
ساحرة وخلابة تقع في شرق العاصمة كوالالمبور على بعد عشرين دقيقة تقريبا
(بالمناسبة !! سعر التذكرة على التلفريك شاملة ركوب الباص من العاصمة
وحتى محطة التلفريك مع ركوب التلفريك ، جميع ذلك ذهابا بخمسة ريالات فقط!!)
حينما وصلت مع أصحابي للطابور الواقف أمام العربات المعلقة والمسماة التلفريك ، هالني العدد الهائل من الناس ..
والذين يقفون في طوابير لا تكاد تعد ولا تحصى من البشر ..من النساء والأطفال والشباب والشيوخ..
فقلت لصحابي سنصل لأول عربة غدا إن شاء الله ..؟؟
فالتفت لي صاحبي وقال: أنت في بلد منظم ياعزيزي أنتظر وسترى !!
كان الصف يتحرك بانتظام وبدون توقف ولا يتقدم احد على الآخر كل يعرف سبيله وحدوده..!!
وصلنا لأول الصف بعد عشرين دقيقة تقريبا .. وهذا والله ما حدث!!
دعوني أكمل رحلتي فمالنا وما لماليزيا ؟؟
أخيرا وصلت لسعادة الموظف في كاونتر المبيعات ..
تصنعت ابتسامة وردية حتى أكسب وده وتعاطفه ورحمته..
وكأنني واقف في طابور للشحاته !!
تكلم معي دون أن ينظر لوجهي الكئيب!!
بكل برود وعنجهية قال :
مافي رحلات رح بر اصرف لك !!
فقلبت حساباتي ودرست وضعي النفسي والجسدي خلال ثانيتين !!
فلم يطق صاحبي الانتظار وقال لي : خلصنا يامطوع!!
قلت :يا أخي (وكدت أقفز من فوق الكاونتر واقبل يديه!! )
أنا مواصل من القصيم وتعبان .. شفلي أي مقعد ولو درجة أولى.. الله يخليك!!
قال ورفع يده ومسح بالأخرى على قفاه : رح سجل انتظار وبعدين أشتري
التذكرة من عندي!!
قلت وأنا أمسح بيدي : طيب لا مشكله ، بس إن رجعت عندك هل يجب علي
أمسك الطابور مرة ثانية؟؟
قال: طبعا !!
هذا النظام!!
ثم أمرني بالانصراف لينهي من بعدي من البؤساء!!
توجهت أجر ذيول الخيبة للكاونتر المذكور..
ويالله العجب !!
كل الوجوه عابسة ذلك اليوم ..
العسكر والموظفون و حتى عمال النظافة ..
أعوذ بالله ...كأننا في حرب ولسنا في مطار ..
حينما عبرت من عند نقطة التفتيش .. الداخلية ..
لم أجد مكانا لأقف عنده.. من الزحام وكثرت الرائح والغادي!!
ولا يكاد المرء يجد مساحة للهواء ليتنفس الهواء النظيف !!
كنت كلما مر بجواري موظف رسمي أمسك به و اسأله أين كاونتر الانتظار؟؟
يقول لي أحدهم .. يمين !!
والآخر يقول هناك أمامك ..
وآخر ينظر لي شزرا وباحتقار ولا يرد علي ..!! كأنني قتلت أباه وأمه!!
ولكن أخيرا دلني عامل النظافة جزاه الله خيرا ..!!
ويا للعجب ..
حينما وصلت للكاونتر .. رأيت أكداسا من البشر أغلبهم من الجاليات الآسيوية من الهند وبنغلادش وسيرلنكا وغيرها من البلدان ..
وأغلبهم بلباس الإحرام ..
مكدسة أمام موظف واحد لا تسل عن وصفه وعن ملامحه ؟؟
وعن تجهمه المفرط ؟؟
حينما ترى صفوفا من هذا النوع فالوسيلة الوحيدة للوصول للموظف ..
هو أن تخترق الأرتال بالدفع عن اليمين والشمال والمزاحمة وشد الشعور واللطم أحيانا!!
وإلا فوا لله لن تصل إليه أبدا..
أما أنا فبقيت واقفا بكل أدب أنتظر دوري ..
وكنت كلما اقتربت للموظف جاءت أمامي طوابير جديدة
فيعيدني العسكري الأسمر ذو الشوارب الذابلة !!
قائلا: من أول الصف يامطوع!!
شاهدت عاملا توجه لموظف الخطوط ويظهر انه مسئولهم أو مديرهم
فانكب على يده يقبلها ويبكي ويتلوى ويرفع تذكرته ويقول..
والله أنا من ثلاثة يوم مافي أكل وشرب ولا نوم أبغى أسافر للدمام..!!
فقال الموظف بعد أن شعر بالحرج من نظر الناس وتجمعهم لهذا المشهد المخزي!!
المشكلة من الكفلاء يرمون هذولا المساكين ولا يؤكدون حجوزاتهم!!
رمى السيد المشكلة على الكفلاء نور الله قلوبنا وعقولنا ؟؟
في كل مكان ترى الهمج من شبابنا للأسف !!
وقف مجموعة من الفتية متوسطي الأعمار والمراهقين!!
مستغلين تلك الفوضى والهرج والمرج !!
ودلوا رؤوسهم من فوق السور العلوي
في أعلى المطار فوق كاونتر الانتظار مباشرة !!
وصرخوا على العمالة المسكينة المتجمهرة أمام الموظف وقالوا لهم: تبغون
تسافرون مكة؟؟
روحوا هناك فيشيرون عليهم للكاونتر المجاور ..
فيتراكض الضعاف ويحدثون جلبة .. ثم يكتشفون أنهم خدعوا !!
فيعودون مرة أخرى ..
فيتمايل أولئك الفتية بالضحك والمزاح!!
مع أنه يحيط بموظف الخطوط مجندين من الشرطة بزعم تنظيم الصفوف والأرقام.. !!
وهيهات!! فهما لا يتحركان ساكنا وكأن الأمر لا يعنيهما ..
إن وظيفة هذين الأخوين الكريمين كما شاهدت بعيني هو السوالف والحديث مع بعضهما أو مع موظف الخطوط ولا بأس من التوسط لصديق أو قريب على حساب المساكين اللذين لهم الله تعالى!!
لا أريد أن أطيل عليكم وقد فعلت !!
بقصة فارغة وطويلة قد لا تكون مفيدة ..
ولكن يعلم الله تعالى أنني لم أصل للطائف سوى بعد مرور أكثر من أربعين ساعة من الانتظار والعذاب أخلف الله علينا خيرا !!
__________________









الرد مع إقتباس
  #80  
قديم 16-05-2006, 03:07 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

الحلقة السادسة والأربعون
حينما صعدت للطائرة المتوجه لجده..
لا أذكر سوى شيئين اثنين : جلوسي على المقعد .. ثم شعوري بهبوط الطائرة الجانبو العملاقة على أرض المطار !!
حيث استسلمت لنوم عميق مر علي كخفقة جناح!!
من التعب والإرهاق ..
نزلت من الطائرة وتوجهت لسيارات الليموزين وطلبت من السائق أن يقلني لمحطة التكاسي ..
وصلت للمحطة فوجدت عددا من الرجال المتجمهرين في مدخل المحطة
و ينادون في الناس .. مكة مكة الطائف .. أبها .. !!
توجهت لمن نادى على الطائف .. فقلت لهم : أريد الطائف ..
فأحاطوا بي كما يحيط السوار بالمعصم ..!!
وأخذوا يتلمظون بي كما تتلمظ الأفعى بفريستها..
هذا يقول : يالله اوديك مشوار.. وقال الآخر : كم تدفع؟؟
وقال الآخر بقي عندي راكبين ..
وأحدهم قال : مابقي عندي إلا راكب واحد ..
فقلت له : سأذهب معك أنت وين سيارتك ..
فحمل حقيبتي وقال: اتبعني...
وصلت لسيارته الكر يسيدا متوسطة الحال !!
موديل 82 !!
فوجدت السيارة فيها راكبين اثنين فقط !!
فقلت له : وين الركاب الآخرين ؟؟
قال: كانوا هنا وراحوا !!
بس اصبر دقايق ويجون ركاب بسرعة !!
قلت له : ياعم أنا مستعجل ولازم أمشي على طول ..
فقال : اصبر شوي لا تحرمنا من الرزق ..
انتظرت وكنت لا أكاد أستطيع الوقوف من الإعياء ..
ثم فكرت قليلا وقلت له:
اسمع سأدفع لك حق ثلاثة ركاب ويالله نمشي !!
وجدت المبلغ ليس بكبير وكنت مرهقا وأريد الوصول للطائف بأسرع ما يكون
فقال لي الرجل وهو في الخمسينيات من عمره وقد ملأ الشيب حواجبه
وشواربه وما بقي من لحيته وشعر رأسه!! :
طيب، خلاص هات بطاقة أحوالك حتى أسجل اسمك ..
ناولته البطاقة والمبلغ مقدما لثلاثة ركاب ..
فذهب للتسجيل ورجع بعد عشر دقائق ولم يعد وحيد
بل جاء ومعه راكبين !!
فقلت له : من هؤلاء ؟؟
فقال: ركاب !!
قلت : طيب ، أنا دفعت حق ثلاثة ركاب رجع لي قروشي اللي دفعتها
لراكبين !!
فقال : والله ما أحد قال لك تدفع !!
ظننت في البداية الرجل يمزح!!
ولكن رأيت علامات الجد بادية على محياه!!
شدهت من الموقف ، وبقيت أنظر له بحيرة ..
هل جن هذا الرجل ؟؟
كيف يستحل هذا المال ؟؟
وفي شهر رمضان ؟؟
أنا أكتب لكم إخوتي الكرام أخواتي الكريمات ووالله لو لم تحدث لي القصة
لكدت أن لا أصدق حدوثها ..
كيف طابت نفسه بفعل ذلك وبأي مبرر ؟؟
قلت له : ياعم كيف ترضى تطعم أولادك مال حرام؟؟
قال ويظهر أنه استصغرني : أركب وخلينا نمشي بدون كلام فاضي!!
العجيب أن الركاب قد شاهدوا ما حدث ولم يتكلم منهم أحد ..
لم يكن لدي فرصة لأن أفعل أي شيء فقد اخذ الرجل المبلغ وليس معي
مستند يثبت ذلك ويستطيع الإنكار بكل سهولة ..
لم أذق طعم النوم طوال الطريق من تصرف هذا الظالم ..
وأقسمت بعدها أن لا أركب مع سيارة أجرة تكسي أبدا وهذا ما فعلت!!
قلت له : أوصلني لبيت أهلي على اقل تقدير ..
قال : أوصلك مع الركاب للمحطة !!
هل كوني تركت الرجل يفعل ما يفعل دون أن أتصرف أو استرد حقي ولو
بالقوة هو جبن وخور حيث كنت ضعيف البنية؟؟
هل هو احترام لشيبته وكبر سنه؟؟
هل هو بسبب الشهر الفضيل وكوننا صائمين؟؟
هل هو بسبب ربكة الموقف وصغر سني وقلة خبرتي في الحياة ؟
ربما كل ذلك أو بعضه !!
هل أن الله تعالى أراد بحكمته وتقديره يعلمني أن الحياة كلها جهاد وكفاح
فلا تركن ياهذا ولا تطمئن ؟؟
كل ذلك وارد ..
__________________









الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م