صرف الصفات عن المجاز لا بد فيه من أربع مقا مات
اذا وصف الله نفسه يصفة , او وصفه بها رسوله فصرِِِِِْفها عن
ظاهرها اللائق بجلال الله سبحانه , وحقيقتها المفهومة منها : الى باطن يخالف الظاهر ومجاز ينافي الحقيقة , لا بد فيه من اربعة اشياء
..............
( احدها ) ان ذالك اللفظ مستعمل با المعنى المجازي , لأن الكتاب
والسنة وكلام السلف جاء بااللسان العربي , ولا يجوز ان يراد
بشيء منه خلاف لسان العرب , او خلاف الألسنة كلها فلابد ان يكون
ذالك المعنى المجازي ما يراد به اللفظ , وإلا فيمكن كل مبطل أن يفسر اي لفظ بأي معنى سنح له , وإن لم يكن له أصل في اللغة
( الثاني ) أن يكون معه دليل يو جب صرف اللفظ عن حقيقه الى مجازه
وإلا فاذا كان يستعمل في معنى بطريق الحقيقة, وفي منى بطريق المجاز
لم يجز حمله على المجازي بغير دليل يو جب الصرف باجماع العقلاء ثم ان
ادعى وجوب صرفه عن الحقيقة فلا بد له من دليل قاطع عقلي اوسمعي
يو جب الصرف وان ادعى وجوب صرفه عن الحقيقة فلا بد من دليل مرجح
للحمل على المجاز .
( الثــــا لث ) انه لا بد ان يَسْلم ذالك الدليل ـ الصارف ـ عن
معارض , وإلا فا ذا قام دليل قرآني او إيماني يبين ان الحقيقة
مرادة امتنع تركها , ثم إن كان هذا الدليل نصا قاطعا لم يلتفت
الى نقيضه, وان كان ظاهرا فلا بد من التر جيح .
( الرابــــــع ) أن الرسول صلى الله عليه وسلم إذا تكلم بكلام
وأراد خلاف ظاهره , وضد حقيقته فلا بد أن يبين للأمة انه لم يرد
حقيقته , وانه اراد مجازه سواء عينه او لم يعينه لا سيما في
الخطاب العلمي الذي اريد منهم فيه الاعتقاد والعلم دون عمل
الجوارح , فا الله سبحانه وتعالى جعل القرآن نورا وهدى وبيانا
للناس وشفاء لما في الصدور , وارسل الرسل* ليبين للناس ما نزل
إليهم وليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه , ولئلا يكون للناس
على الله حجة بعد الرسل .
ثم هذا الرسول الأمي العربي بعث بأفصح اللغات وابين الالسنه والعبارات ثم الأمة الذين اخذوا عنه كانوا اعمق الناس علماً
وانصحهم للأمة , وابينهم للسنة , فلا يجوز ان يتكلم هو وهؤلاء
بكلام يريدون به خلاف ظاهره وإلا وقد نصب دليلا يمنع من حمله على ظاهره , إما أن يكون عقليا ظاهرا , مثل قوله تعالى {واوتيت
من كل شيء} فان كل احد يعلم بعقله ان المراد اوتيت من جنس
ما يؤتاه مثلها , وكذالك { خالق كل شيء} يعلم المستمع
ان الخا لق لا يدخل في هذا العموم . او سمعياً ظاهرا , مثل الدلالات
في الكتاب والسنة التي تصرف بعض الظواهر .
ولا يجوز ان يحيلهم على دليل خفي لا يستنبطه إلا افراد الناس سواء
كان سمعيا أو عقليا , لأنه اذا تكلم باالكلام الذي يفهم منه
معنى واعاده مرات كثيرة وخاطب به الخلق كلهم وفيهم الذكي والبليد , والفقيه وغير الفقيه وقد أوجب عليهم أن يتدبروا ذالك الخطاب ويعقلوه, ويتفكروا فيه ويعتقدوا موجبه ,ثم اوجب
انلا يعتقدوا بهذا الخطاب شيئا من ظاهره , لان هناك دليلا خفيا
يستنبطه افراد الناس يدل على أنه لم يرد ظاهره , كان هذاتدليسا
وتلبيسا , وكان نقيض البيان وضد الهدى , وهو بالألغاز والاحاجي
اسبه منه با الهدى والبيان.
فكيف إذا كانت دلالة ذالك الخطاب على ظاهره اقوى بدرجات كثيرة
من دلا لة ذالك الدليل الخفي على أن الظاهر غير مراد؟
أم كيف إذا كان ذالك الخفي شبهة ليس لها حقيقة؟
ـــــــــــــــــــــــــ
* سيأتي في موضوع ( طريقة الرسل في النفي والإثبات) إن تيسرلنا
بإذن الله تبارك وتعالى وإن لم يتيسر فأرجوا من الأخوة أن يقوموا
بهذا الأمر
وكذا مو ضوع ( مجمل أصول أهل السنة والجماعة في العقيدة )
و ( مصادر الأستدلال في الأعتقاد عند أهل السنة والجماعة
و (ــ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ البدع )
و ( الأمام الطحاوي , ,وبن عساكر , وسلطان العلماء العز بن
عبد السلام رحم الله الجميع )
|