مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-03-2003, 03:04 PM
اليمامة اليمامة غير متصل
ياسمينة سندباد
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2001
الإقامة: السعودية
المشاركات: 6,889
إفتراضي جدلية البقاء والفناء

والعالم العربي والخليجي بصفة خاصة مهدد بالاحتلال الامريكي والغزو الاستعماري في ثيابه وشعاراته المغسولة بمفاهيم (الديموقراطية والعدالة والسلام) وفي مضمونها الحقيقي هي الاحتلال العسكري والإرهاب الامريكي والعدالة لصهاينة الاحتلال في فلسطين.

في هذه المرحلة من تاريخنا المعاصر نجد ان ما سبق أن كتبه بعض المفكرين المسلمين عن ملامح الثقافة الغربية التي تتولد فيها حالياً هذه المؤامرة الامريكية.. هي عين الحقيقة... وربما قرأ البعض منا تحليلات المفكر الجزائري المسلم مالك بن نبي الذي كان متميزاً في تشريح ثنايا الحضارة الغربية وقراءة حركة التغيير الحضاري في العالم.. فهو يرى في بعض تحليلاته عن النزعة الاستعمارية في الثقافة الغربية ان اصول الاستعمار بما في هذه الكلمة من معنى مادي تعود الى روما حيث وضعت المدنية الرومانية طابعها الاستعماري في سجل التاريخ.. فالاوروبي مثلا وهو بعيد عن مجتمعه سواء على المستوى المادي او الفكري، يشعر بحرية اكبر في التصرف في التفكير كيفما يشاء وعليه فهو في اوروبا إنسان متحضر في معاملته لغيره.. وخارجها سيد يفرض على غير الأوروبي الطاعة والخضوع..

وهكذا أُلفت كتب ادبية وفلسفية في اوروبا جاءت بنظريات "علمية" لتبرير تلك النزعة الاوروبية العنصرية لاكسابها طابع "الموضوعية" والايهام بانها مؤسسة على نتائج يثبتها الواقع والعقل.

فالسيادة والتوسع من سمات معظم الحضارات التي سادت اما في توسع اوروبا فقد تم ابادة شعوب كاملة في امريكا اللاتينية، والمتاجرة بسكان أفريقيا في سوق الرقيق، وتم تدمير بنى اجتماعية واقتصادية في العالم الاسلامي، دون ان يسمح ببناء بنى اخرى..

فنتائج هذا التوسع والاستعمار الاوروبي السابق كان حصيلة من الحروب الجهنمية ومن القتل الجماعي ومن الدمار الشامل للطبيعة وللبشر.. وكما يؤكد مالك بن نبي ان الاستعمار كان افظع تخريب اصاب التاريخ البشري..
كما لاحظ مالك بن نبي ان كل ثقافة مسيطرة هي في اساسها ثقافة تنمو فيها (القيم الجمالية) على حساب (القيم الاخلاقية)..وعليه لا ينتظر من الغرب ان يحمل في المستقبل رسالة (سلام عالمية) فهذا امر مستبعد ما لم يجر تغييراً جذرياً في اسس ثقافته الحالية التي تغذيه باستمرار بمواقف عنصرية وتدفعه نحو سياسات خارجية مهيمنة.. فالغرب ينطلق من فكرة انه حتى يسود ينبغي ان يهيمن..

ويظهر الصراع الفكري في اطار سعي الدول الي تحقيق غاياتها وبصفة عامة يعد البقاء والقوة هما غايتيء الدول.. فالدول الصغرى تريد (البقاء) والدول العظمى تريد (القوة) فتسعى الاولى جاهدة الى ان تبقى وتسعى الثانية الى ان تظل الاقوى، ومن اجل هذه الغاية تسخر كل الوسائل الممكنة وغير الممكنة والصراع الفكري احدى هذه الوسائل...

والصراع الفكري كما يذكر مالك بن نبي هو معركة بين الافكار من اجل البقاء والتعايش او الهيمنة العالمية.. وهو لا يعتمد فقط على ما اوتيت الفكرة- طرف الصراع - من قيمة ذاتية بل تسخر فيه ومن اجله احدث اساليب تكنولوجيا الاتصال والإعلام التي هي بحوزة الدول... وايضاً استخدام آخر ما توصلت اليه العلوم الانسانية والاجتماعية من تقنيات وحقائق بخصوص نفسية الجماهير، وكيفية (تمرير الافكار او تعطيلها)..

والصراع الفكري لدى مالك هو صراع قد يدور بين افكار من نفس الثقافة كالصراع الفكري بين الماركسية والليبرالية، او بين الثقافات المختلفة.. والصراع الاول يعتبر شكلاً من اشكال التنافس بين عناصر القوة داخل العالم الغربي على إقرار تقسيماته من جهة وعلى توزيع مناطق النفوذ في العالم الثالث من جهة ثانية.. والصراع الفكري هو حرب باردة.. لا تنتهي إلا بقبول فكرة التعايش وما تقتضيه من تنازلات متبادلة من الطرفين، او بانهزام واضح للافكار انطلاقاً من قيمتها الذاتية.. لان الفكرة الصحيحة والصالحة لا تموت مهما حاولت اساليب الصراع ان تلحق بها من ضرر..

والصراع الفكري يكون صراعاً حقيقياً اذا كانت اطرافه بحوزتها الامكانات نفسها تقريباً.. لان مفهوم الصراع يتضمن ديناميكية الطرفين.. وهذا يستدعي وجود فروق غير شاسعة بينهما من حيث امكانات الصراع.. وفي الوقت الراهن كما كان مالك يرى - ان الصراع الفكري يتجلى بين الثقافة الاسلامية والثقافة الاوروبية.. فهو صراع بين افكار تريد البقاء... واخرى تريد لها الفناء...


(( مقال للدكتورة نورة خالد السعد " الكاتبة بصحيفة الراياض السعودية")

التاريخ: 3/4/2003 م
الجزء الأول
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م