البطولات اللبنانية على الأبواب والأندية خلفها بلا استعدادات بسبب «الضائقة المالية»

[daimon x96]

سلامات

البطولات اللبنانية على الأبواب والأندية خلفها بلا استعدادات بسبب «الضائقة المالية»



النجمة «الاستثناء» ولاعبو بطل لبنان «بلا رواتب».. والبحث ما زال جاريا عن الممولين في بيروت


تنطلق في التاسع من سبتمبر (ايلول) المقبل، بطولة كأس النخبة اللبنانية، تمهيداً لانطلاق بطولة الدوري العام، والذي تقرر إفتتاحه في الرابع من اكتوبر (تشرين الأول) المقبل، غير ان معظم الاندية اللبنانية لم تبدأ استعداداتها بعد بسبب الضائقة الاقتصادية التي تمر بها هذه الاندية.
ورغم ان معظم الاندية اللبنانية هي اندية نصف محترفة، الا ان الكثير منها ينوء تحت عجز مالي سببه عدم وجود مؤسسات في هذه الاندية التي تعتمد على ممولين معنيين، اذا تخلوا عنها وقعت في العجز. حتى ان 3 تجارب احترافية سقطت واحدة تلو الاخرى لهذا السبب، فرئيس نادي الحكمة انطوان الشويري دخل اللعبة بزخم واشترى نخبة من اهم اللاعبين في الاندية في محاولة فشلت لاحراز البطولة ثم ما لبث ان استقال مبدياً «قرفه» من اللعبة مفضلاً عليها كرة السلة. ورغم ان مدرسة الحكمة تعهدت دعم النادي، الا انه افلت الموسم الماضي في المباراة الاخيرة من خوض مباريات مربع الهبوط. ثم اتت تجربة مماثلة قادها علي احمد في «التضامن صور» فاستقدم لاعبين لبنانيين من افريقيا واحرز بطولتي الدوري والكأس، لكن لقب الدوري سحب منه بعد فضيحة التلاعب بالنتائج، واستقال احمد ثم استقال خليفته شريف وهبي، فبدأ النادي بيع لاعبيه، علماً ان استعداداته لم تبدأ بعد.
وكانت التجربة الاخيرة والاحدث في نادي اولمبيك الذي طبق الاحتراف الكامل لاول مرة واحرز البطولتين (الدوري والكأس)، غير انه هذا العام سيلعب بموازنة «صفر» بسبب تجميد اموال رئيسه طه قليلات بقرار قضائي على خلفية فضيحة «بنك المدينة» المتعلقة بتبييض اموال والتصرف بأموال مودعين. ورغم ان اي اتهام رسمي لم يوجه له، الا ان تجميد امواله ادخل الفريق في دوامة بسبب عدم وجود ممول اخر.
ويرجح ان يلعب نادي «اولمبيك» صاحب الثنائية في الدوري والكأس دون لاعبين اجانب هذا الموسم. علماً ان النادي ابلغ لاعبيه وادارييه ان هذا الموسم سيخاض دون رواتب بسبب الضائقة التي يمر بها النادي والناجمة عن تجميد اموال رئيسه.
وكان النادي الذي صرف الموسم الماضي موازنة خيالية نسبة الى الاندية اللبنانية قدرها البعض بنحو 7 ملايين دولار عامل لاعبيه باحترافية كاملة اوصلته الى الفوز بالدوري والكأس في أول مواسمه في الدرجة الاولى.
وقال مدير النادي شفيق طاهر لـ«الشرق الاوسط»، ان الفريق «بدأ استعداداته كالمعتاد وفقاً لظروفه المالية». مؤكداً ان «معنويات اللاعبين عالية وهم يريدون ان يحققوا شيئاً». واشار الى ان اللاعبين وافقوا على اللعب هذا الموسم دون رواتب كتقدمة منهم للنادي الذي قدم لهم الكثير. وتحدث عن «لاعبين في اندية اخرى عرضوا التوقيع واللعب مجاناً للنادي». واضاف طاهر ان النادي سيلعب هذا العام بموازنة مقدارها صفر وانه سيعتمد على التمويل الذاتي من الاداريين واللاعبين، مشيراً في الوقت نفسه الى استحقاقات هامة تنتظر الفريق الذي سيمثل لبنان في البطولات الاسيوية والعربية. واوضح ان اللاعب اللبناني ـ الجنوب افريقي كان من بين الذين قرروا المضي في اللعب مع الفريق.
وفي ظل عدم تجديد النادي عقود لاعبيه الاجانب، رجح طاهر ان يلعب دون اجانب هذا الموسم. كما سيفتقد لاعبه فيصل عنتر الذي التحق بالخدمة العسكرية الالزامية ومهاجمه محمد قصاص الذي رفض اللعب هذا الموسم وتجري اتصالات من قبل نادي النجمة مع اولمبيك سعياً لضمه.
وحده فريق «النجمة» يبدو مستعجلاً انطلاق البطولة بين بقية الاندية، فهو بعدما تولت الادارة الجديدة مقاليد الامور وظهر الدعم الذي يقدمه رئيسه الفخري بهاء الحريري نجل رئيس الحكومة رفيق الحريري، انطلق في عملية استقطاب واسعة للاعبين محليين واجانب.
واستطاع النادي ابرام 5 صفقات مع لاعبين محليين بعضهم يلعب في الخارج ابرزهم قلب دفاع المنتخب الوطني بدوي فرح، ويكمل مفاوضاته مع اخرين حالياً.
كما احرز النادي صفقات مهمة على صعيد اللاعبين الاجانب الذين استقدم منهم نحو 7 حتى الان تعاقد مع احدهم وهولاعب الوسط الكرواتي ايان داكوفيتش ويخوض التمارين مع الفريق حالياً لاعبين من قبرص ودول افريقية.
وبدأ النجمة استعدادته مبكراً بعد راحة قصيرة بقيادة مدربه المصري عبد العزيز عبد الشافي في محاولة لاستعادة اللقب الذي فقده الموسم الماضي لصالح اولمبيك.
وانطلقت استعدادات نادي العهد مفاجأة الموسم الماضي مبكراً ايضاً، فهو جدد تعاقده مع مدربه السوري محمد قويض الذي قاده الى احراز المركز الثالث في البطولة بعدما قضى 17 اسبوعاً في الصدارة.
واجرى النادي معسكراً تدريبياً مبكراً في سورية وبدأ عملية استقدام اللاعبين المحليين وابرزهم المدافع رياض قبيسي من التضامن صور.
وعزا مدير نادي الانصار بلال فراج تأخر الاعداد الى «العجز» الواقعة فيه معظم الاندية اللبنانية «واوضح ان الفريق لم يبدأ استعداداته بعد لا على صعيد المدرب الذي سيقود الفريق الاول ولا اللاعبين المحليين والاجانب». واذا اعترف فراج بان المساحة الزمنية المتبقية أمام الفريق ضيقة للغاية، قال: «نأمل ان تكون هناك كرة قدم في لبنان هذا العام». مشيراً الى ان فريقه الذي يعد الثاني جماهيرياً بعد النجمة لم يحصل سوى على نحو 5 آلاف دولار من مداخيل 25 مباراة خاضها في بطولتي الدوري والكأس مقابل موازنة مقدارها نصف مليون دولار دفعت على الفريق.
ويعتبر نادي المبرة من الاندية «المرتاحة» اذ انه يتبع لمؤسسة المبرات الخيرية الاسلامية ولديه موازنة سنوية ثابتة تبلغ نحو 300 الف دولار.
وقد بدأ النادي عمليات الاعداد العام بعدما ابقى على لاعبيه الاجانب ويفاوض ثلاثة لاعبين محليين، كما ابلغ امين سر النادي حسين ابو شز «الشرق الاوسط». وقال ابو شز ان النادي تعاقد لفترة تجربة مع مدرب لبناني تخرج حديثاً من مدرسة كروية في بلجيكا.
ولا يبدو فريق الهومنمن العائد حديثاً الى دوري الاضواء بعد موسم واحد قضاه في الدرجة الثانية متحمساً لاطلاق التدريبات. وقال رئيسه ميساك نجاريان لـ«الشرق الاوسط» ان فريقه لن يشارك في كأس النخبة وهو بالتالي لم يرَ ان الاجواء مناسبة لاطلاق العمل. واوضح ان التأخير «مرتبط بالوضع الاقتصادي الذي تمر به كل الفرق ما عدا النجمة المرتاح هذا الموسم».
وأبدى ميساك «ارتياحه لهذا الواقع» معتبراً ان الامور «تعود الى طبيعتها». وقال: «كنا مجبورين على المشي مع موجة بدأت مع الحكمة ثم التضامن صور وبعده اولمبيك فيما بقية الاندية لا تستطيع دفع هذه الرواتب».
واشار نجاريان الى ان النادي قد لا يستقدم مدرباً جديداً بدل هوفيك الذي قاده في الدرجة الاولى. واعلن انه سيجري معسكراً تدريبياً في الخارج اذا تأمنت الامكانات المالية الا فانه سيقوم بمعسكر تدريبي داخلي.
واوضح ان موازنة النادي تتراوح بين 200 و250 الف دولار سنوياً، معتبراً ان اشتراكات الاداريين لا تغطي شيئاً من تكاليفه.




x96