إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة كونزيت
|
أختي الفاضلة / كونزيت
جزاك الله خيرا على هذا الطرح الرائع هنا
ومن نافلة القول أن نقول أن الصلاة لم تسمى كذلك إلا لأنها ( تصل ) بين العبد وربه
وصلى الله على سيدنا محمد فقد كان يقول ( أرحنا بها يا بلال )
ومن الأمور التي قد تخفى على الكثيرين هو الفرق بين الإسلام والإيمان والإحسان
فجميع من يشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيم الصلاة ويؤتي الزكات ويصوم رمضان ويحج البيت هو مسلم ، والإسلام دائرة واسعة تشمل كل من فعل تلك الأركان الخمسة
وقد جاء في الحديث ( صحيح مسلم ) وغيره عن قتيبة بن سعيد بن جميل بن طريف بن عبد الله الثقفي عن مالك بن أنس فيما قرئ عليه عن أبي سهيل عن أبيه أنه سمع طلحة بن عبيد الله يقولا
جاء رجل إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل نجد ثائر الرأس نسمع دوي صوته ولا نفقه ما يقول حتى دنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم فإذا هو يسأل عن الإسلام فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم خمس صلوات في اليوم والليلة فقال هل علي غيرهن قال لا إلا أن تطوع وصيام شهر رمضان فقال هل علي غيره فقال لا إلا أن تطوع وذكر له رسول الله صلى الله عليه وسلم الزكاة فقال هل علي غيرها قال لا إلا أن تطوع قال فأدبر الرجل وهو يقول والله لا أزيد على هذا ولا أنقص منه فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أفلح إن صدق .
وتأتي بعد ذلك دائرة داخل دائرة الإسلام أكثر تحديدا ، وهي دائرة الإيمان ، وفيها يكون العبد أكثر قربا من الله لأنه أضاف إلى نطاق العبودية بالأعضاء العبودية بالعقل والفكر والإعتقاد في داخله ، فهو يؤمن بالله وملائكته رسله واليوم الآخر وبالكتب المنزلة وبالقضاء والقدر خيره وشره ، وهذه المنزلة أعلى من منزلة المسلم عند الله ، يقول الحق تبارك وتعالى : { قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا قُل لَّمْ تُؤْمِنُوا وَلَكِن قُولُوا أَسْلَمْنَا وَلَمَّا يَدْخُلِ الإِيمَانُ فِي قُلُوبِكُمْ .. } (14) سورة الحجرات .
وتأتي بعد ذلك درجة أرقى وأعلى من الإسلام والإيمان وهي درجة الإحسان
وفي هذه الدرجة بالتحديد يكون العبد أكثر صلة بالله
فهو ببساطة يعبد الله كأنه يراه ، وإن لم يكن العبد يرى الله فإنه يعلم يقينا أن الله سبحانه وتعالى يراه
هنا تتحقق الصلة الكبرى بين العبد وربه
اللهم إنا نسألك أن نكون من هؤلاء ، واجعلنا اللهم من المحسنين
تحياتي