مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > خيمة الصحة والعلوم
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 05-06-2005, 02:01 PM
rajaab rajaab غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
المشاركات: 112
إفتراضي الإدراك

[size=5][font=Arial Black]الإدراك



قال تعالى :

(إن في ذلك لآيات لقوم يتفكرون)

(إن في ذلك لآيات لقوم يعقلون)

(وما يعقلها إلا العالمون) .



فالإدراك والفكر والعقل بمعنى واحد، وهي الخاصية التي أودعها الله في الإنسان، وهي ناتجة عن خاصية الربط الموجودة في دماغ الإنسان، وهي الحكم على الواقع، وهي نقل الإحساس بالواقع إلى الدماغ مع وجود معلومات سابقة تفسر هذا الواقع.

والإنسان بخاصية الإدراك (العقل) يتميز عن الحيوان، قال تعالى : (أم تحسب أن أكثرهم يسمعون أو يعقلون إن هم إلا كالأنعام بل هم أضل سبيلاً) ، فالآية تدل على أن الأنعام لا تعقل.



وللعقل مكونات أربع هي : الدماغ الصالح، والواقع المحسوس، والإحساس، والمعلومات السابقة.



والدماغ هو المادة الموجودة داخل جمجمة الرأس، ويحيط بهذه المادة ثلاثة أغشية، تنفذ من خلالها أعصاب عديدة تتصل بالحواس وبجميع أنحاء الجسم، وإن هذه الألياف العصبية تبلغ حداً من الانتشار والطول لا يكاد يصدق، فلقد وجد أن هذه العروق الدموية الموزعة في جميع أنحاء الجسم يبلغ طولها ما يقرب من مئة ألف ميل، ويهيمن الدماغ على الجسم بوساطة ستة وسبعين عصباً رئيسياً.

يبلغ وزن الدماغ للإنسان البالغ ألفاً ومئتي غرام، ويستهلك الدماغ (25%) خمسة وعشرين في المئة من الأكسجين القادم من طريق الرئتين، وقد أثبت العلماء بوساطة التخطيط الكهربائي للدماغ، أن الدماغ هو عضو التفكير في الإنسان، فنتيجة لوصل بعض خلايا الدماغ بجهاز التخطيط، وجد أن الموجات التي تظهر مرسومة على الورق، تتسطح فجأة فيما إذا ركز الإنسان تفكيره، أو إذا أثير بانفعال، أو إذا سمع ضجة كبيرة، أو إذا قام بحساب معقد، ولم يعثر العلماء على منطقة بعينها في الدماغ مسؤولة عن حفظ المعلومات. وقد وجد أن استئصال نصف الدماغ تماماً عند بعض المرضى لم يفقدهم ذاكرتهم. ولقد قدر بعض العلماء أن مخزون الذاكرة من المعلومات التي يمكن أن تستوعبها، يعادل ما يتسعه تسعون مليون مجلد مليء بالمعلومات، وهذا الخلق البديع لدماغ الإنسان من الأدلة التي لا تخطيء على قدرة الله سبحانه وتعالى، (وفي الأرض آيات للموقنين، وفي أنفسكم أفلا تبصرون) .

أما الواقع الذي تقع عليه الحواس، فقد يكون واقعاً مادياً، كالقمر والكتاب والحصان، وقد يكون أثراً للواقع المادي، كصوت الريح، وصوت الطائرة، ورائحة الوردة، وقد يكون معنوياً يعرف من أثره كالشجاعة والمروءة والخوف والحنان.

والأشياء المدرك وجودها قد تكون محسوسه ملموسة كالجبل والشجر والحمار وقد تكون محسوسة غير ملموسة، كالفرح والألم وقد تكون غير محسوسة وغير ملموسة، فيدرك وجودها من وجود مظاهرها كغريزة النوع وغريزة البقاء، وغريزة التدين، وكوجود الحياة في الإنسان.

وأما الإحساس بالواقع، فهو ينتقل إلى الدماغ بطريق الحواس الخمس أو بعضها، وهي حاسة البصر وعضوها العين، وحاسة السمع وعضوها الأذن، وحاسة اللمس وعضوها الجلد، وحاسة الذوق وعضوها اللسان، وحاسة الشم وعضوها الأنف.

وكيفية الإحساس بطريق العين تتم كالتالي : تصل الأشعة الضوئية المنعكسة عن المواد الموجودة في مجال العين إلى شبكية العين، فتوصلها الشبكية إلى عصب البصر على شكل تيارات كهربائية إلى مركز الإبصار في مؤخرة الدماغ، حينئذ يرى الإنسان الصورة التي أمامه، ولكنه لا يستطيع إدراكها، أي لا يستطيع الحكم عليها إلا بالرجوع إلى المعلومات السابقة المخزونة، عن هذا الشيء المرئي في الدماغ.

والبصر محدود، له مدى لا يتعداه، إذ لا يستطيع الإنسان أن يرى بعينه المجردة كثيراً من الأجسام كالجراثيم الدقيقة والذرة، وبعض النجوم البعيدة، فما لا نبصره أكثر مما نبصره قال تعالى : (فلا أقسم بما تبصرون وما لا تبصرون، إنه لقول رسول كريم) .



وحاسة السمع من أهم الحواس، فعن طريقها يأخذ الإنسان أغلب علمه، وقد ذكرها الله في كثير من الآيات قبل الإبصار، قال تعالى : (أمّن يملك السمع والأبصار) ، و قال تعالى : (وجعل لكم السمع والأبصار) ، وقال : (إن السمع والبصر والفؤاد كل أولئك كان عنه مسؤولاً) ، وعضو السمع الأذن التي تستقبل الموجات الصوتية فيوصلها عصب السمع إلى الدماغ، وأذن الإنسان تنقل كل الأصوات التي تصل سرعتها ما بين (16 – 20) ألف ذبذبة في الثانية، وأما الأصوات التي ذبذبتها أسرع من ذلك فلا تستطيع الأذن البشرية نقلها إلى الدماغ.

أما أذن القط فتنقل أصواتاً تبلغ ذبذبتها (50) ألف ذبذبة في الثانية، وأذن الخفاش تنقل أصواتاً تصل ذبذبتها إلى (120) ألف ذبذبة في الثانية التي عوضته عن الإبصار (وفي الأرض آيات للموقنين) .

فالإنسان لا يسمع إلا جزءاً من الأصوات التي حوله.



وحاسة اللمس تكون بأعصاب الإحساس المتعددة المنتشرة في الجسم كله ولا سيما في الجلد، ولكل عصب وظيفته الخاصة به، فالإحساس بالبرودة والسخونة، وأعصاب الحس بالألم، موجودة في الجلد، فإذا وخز جسم الإنسان بإبرة طويلة، شعر في أول الأمر بألم الوخز عندما تمر الإبرة بالجلد، أما إذا توغلت في عضلاته فلا يشعر بأي ألم أثناء دخول الإبرة فيما بعد الجلد، قال تعالى : (إن الذين كفروا بآياتنا سوف نصليهم ناراً، كلما نضجت جلودهم بدلناهم جلوداً غيرها ليذوقوا العذاب، إن الله كان عزيزاً حكيماً)، كلما نضجت جلودهم بدلهم الله جلوداً غيرها لتظل أعصاب الحس في الجلد تنقل إليهم الإحساس بألم الحرق.



وأما الأنف والفم فينقلان الإحساس بالرائحة وبالطعم عن طريق التفاعلات الكيماوية بوساطة أعصاب الشم وأعصاب الذوق إلى الدماغ.



وأما العنصر الرابع من عناصر العقل، وهو المعلومات السابقة، فهي ما يحتفظ به الدماغ من أفكار سابقة عن الواقع المحسوس ويختزن الدماغ هذه المعلومات لحين الحاجة إليها في عملية التفكير، وهذه المعلومات نوعان :



النوع الأول وهو الأفكار السابقة عن الوقائع المحسوسة وهذا النوع يلزم للحكم على الواقع المتعلق بهذه المعلومات.

والنوع الثاني من المعلومات السابقة هو تلك المعلومات الناتجة عن استرجاع الدماغ لإحساساته السابقة التي لها علاقة بالواقع المحسوس، لأن تكرر الإحساسات عن الواقع الذي له علاقة بإشباع الغرائز والحاجات العضوية مباشرة غالباً ما يكوّن معلومات عن هذا الواقع باعتبار أنه يشبع أو لا يشبع، ولا تصلح هذه المعلومات للحكم على الواقع.

والمعلومات السابقة عن الواقع جزء مهم من عملية التفكير، لا يمكن أن يتم بدونها إدراك هذا الواقع، فمن أين جاءت أول معلومات سابقة عن أول واقع أدركه الإنسان؟

وما دام الإنسان هو الإنسان فكيف أدرك أول إنسان على الأرض الأشياء التي وقعت عليها حواسه؟

وبقياس الإنسان الأول على الإنسان الذي نعرفه الآن، ندرك بأنه لا بد للإنسان الأول من معلومات سابقة عن الأشياء حتى يدركها أي حتى يستطيع الحكم عليها، والإنسان لا يمكن أن يوجد هذه المعلومات من تكرار إحساساته للأشياء، لأن الإحساس مهما تكرر لا يوجد معلومات تصلح للحكم على الشيء المحسوس، فلو أحضرنا واقعاً محسوساً كاللغة الصينية - مثلاً – وطلبنا من شخص لا يعرف الصينية أن يحس هذا الواقع مراراً، فإنه لن يدركها مهما تكرر هذا الإحساس.

إذن لا بد أن تأتي المعلومات السابقة من خارج الإنسان الأول، ومن خارج الواقع، لأن الإحساس بالواقع مهما تكرر يظل إحساساً ما لم توجد معلومات سابقة تحوله إلى فكر.

وما دام الإنسان لا يستطيع أن يكون معلومات سابقة عن الأشياء، وهو أرقى المخلوقات على الأرض فلا بد أن تأتي المعلومات السابقة لأول فكر، من الله سبحانه وتعالى.

وقد نقل إلينا القرآن الكريم، وهو كلام الله القطعي الثبوت أن الله هو الذي أعطى الإنسان أول معلومات، قال تعالى : (وعلم آدم الأسماء كلها، ثم عرضهم على الملائكة، فقال أنبئوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين، قالوا سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا، إنك أنت العليم الحكيم، قال يا آدم أنبئهم بأسمائهم، فلما أنبئهم بأسمائهم، قال ألم أقل لكم إني أعلم غيب السماوات والأرض وأعلم ما تبدون وما كنتم تكتمون) فالملائكة لم يستطيعوا معرفة أسماء المسميات، لأنهم لم يدركوا المسميات نفسها قائلين: (لا علم لنا إلا ما علمتنا) أما آدم فقد أنبأهم لأن الله سبحانه علم آدم الأسماء كلها، أي أعطاه المعلومات اللازمة لإدراك هذه الأشياء، فلما طلب منه رب العالمين أن يخبرهم بحقيقة هذه الأشياء، استعمل تلك المعلومات التي تلقاها من قبل فكان هذا أول فكر من آدم وأول عقل للأشياء بناء على معلومات سابقة عن هذه الأشياء، تلقاها آدم من خارجه ومن خارج الأشياء المحسوسة المسؤول عنها، كانت من الله الذي يعلم غيب السماوات والأرض، ويعلم ما تبدي مخلوقاته وما تخفي، فكانت هذه المعلومات من النعم التي منحها الله للإنسان، (علم الإنسان ما لم يعلم) وكانت هذه المعلومات هي نواة التفكير لدى الإنسان، وظلت هذه المعلومات تزداد شيئاً فشيئاً عبر الأجيال والأعصار حتى أنتجت بلايين البلايين من المعلومات، نتيجة استعمالها من قبل الإنسان للحكم على الأشياء والأفعال، لأن الأفكار التي توصّل لها البشر أصبحت معلومات سابقة لمن جاء بعدهم، وهكذا ما دامت الحياة الإنسانية موجودة على الأرض.



أما كيف يحصل الإدراك، أو العقل، وهو ما يسمى بعملية التفكير العقلي، فإن الإنسان عندما يرى أو يسمع أو يشم أو يذوق أو يلمس واقعاً ينتقل الإحساس بهذا الواقع إلى الدماغ ماراً بأعصاب الحس لتلك الحاسة التي جاء المحسوس بالواقع عن طريقها، فإن كانت في الدماغ معلومات سابقة عن هذا الواقع، ربط الدماغ هذه المعلومات بالواقع المحسوس لتفسيره ، ثم حكم عليه، فلو عرضنا عبارة مكتوبة باللغة الإنجليزية ، على شخص لديه معلومات سابقة عن تلك اللغة، يقع بصره عليها، وينتقل هذا الإحساس إلى الدماغ وعندها تتداعى المعلومات السابقة عن اللغة الإنجليزية لديه، لمعرفة هذا الواقع المفروض، فيحاول الشخص قراءتها وفهمها، ولكن إن عرض هذا الواقع وهي العبارة الإنجليزية عن شخص آخر ليس لديه أية معلومات سابقة عن هذه اللغة، وأحس هذه العبارة ببصره، لا يستطيع قراءتها ولا يستطيع فهمها وذلك لأنه لا يملك المعلومات اللازمة لتفسير هذا الواقع وللحكم عليه.
الرد مع إقتباس
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م