مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #61  
قديم 15-07-2003, 07:20 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي

[color=black]الرد الشافي لم تنقصة العالي ,,,





سماحة السيِّد حسن نصرالله
"من مدرسة "النجاح" في الكرنتينا الى النجاح في مدرسة النصر"

جريدة الرأي العام الكويتية 10 حزيران - يونيو 2000




علي الرز





خلف نظارتين سميكتين، وبين معالم يظلّلها سواد العمامة واللحية، تلمع عينا السيد حسن نصر الله ببريق جديد مغلّف بالترقّب، فالعرب لم يعرفوا الفرح منذ عقود، ولم يختبروا -تالياً- نتائجه.

محطات كثيرة خاصة وعامة طبعت شباب "السيد"، فكان يصبر على الخاص وينصرف الى العام، وهو الذي يقول أنه نذر نفسه لقضية تجاوزت الوطن الى الإنسان وكرامته.

لا ينتمي الى عائلة سياسية تقليدية، ولم يتخرج من بيت سياسي كان صاحبه نائباً أو وزيراً أو رئيساً للوزراء (على ما جرت عادة النخب فى لبنان)، ولم يلمع اسمه في الحرب ولا بعد الحرب قائداً لميليشيا أو زعيما لتنظيم فرّخته منظمة التحرير أو سفارة عربية.

لم يُعرف كرجل دين واعظ وخطيب في المساجد أو الحسينيات، ولم يكوّن أتباعاً يتحلقون حوله في كل مناسبة، وحتى داخل حزب الله: لم يكن الرجل معروفاً للخارج قبل 1992، ومع ذلك ترك بصمة في تاريخ لبنان الحديث لا يماثلها أي حضور أخر، وأربك شخصيات سياسية كثيرة بقيت أسيرة الزواريب الداخلية في تحركها .

ترك الزواريب التي عاش فيها طفولته في منطقة الكرنتينا (أحد أحزمة البؤس في بيروت). هذه الطفولة أسّست لجوانب كثيرة في شخصيته، فالمنطقة عبارة عن تجمع للمحرومين من كل الطوائف وفدوا من مختلف المناطق هرباً من الفقر وأملاً في دخول بوابة بيروت العريضة من إحدى ضواحيها. كان الحرمان الهوية التي جمعته مع أقرانه الأطفال ، فوحّد بينهم في الملبس والمظهر ومصروف الجيب المتواضع وطرق التسلية.

هنا يحضر الإنسان (لا الطائفة) في عيون الصغير الذي رأى والده (عبد الكريم) النازح من البازورية (قضاء صور) ووالد صديقه الأرمني أو المسيحي أو السني يدفعون عربات الخضر والفواكه لبيع منتوجاتها، ثم يرتاحون سوياً وأنظارهم شاخصة الى المدينة التي تتلألأ كدرّة في البحر يسألون الفرج من رب واحد.

يقول رفاق حسن الصغير في مدرسة "النجاح" في الكرنتينا أنه كان متدينا بالفطرة، يتلقى المزاح الثقيل من أقرانه بهدوء وخجل، إلا أنه كان شرساً جداً في رفضه أي مزاح يمس الدين أو الذات الإلهية، ولطالما تخاصم مع رفاقه الى حد القطيعة تجاه هذه المسائل.

وعندما أسس والده دكّاناً صغيراً لبيع الخضر والفواكه: رأى (السيد) في الدكان أفضل مكان لمساعدة أهله (وكان في التاسعة من عمره) ولقراءة القرآن أو بعض القصص الدينية عن الرسول (ص) والخلفاء والأئمة.

كان لبنان يغلي: أحزاب من كل نوع.. حملات سياسية لا تتوقف.. عشرات آلاف الفلسطينيين يتدفقون ويشكّلون ضواحي جديدة وأحزمة بؤس جديدة قرب المدن الكبرى مثل بيروت وطرابلس وصيدا وصور، وبدا المشهد السياسي اللبناني في بداية السبعينات يشي بانفجار (في ظل) خلل داخلي واقتحام خارجي يستفيد من ذلك الخلل في عملية استقطاب دؤوبة، يومها استحق الشيعة وبجدارة لقب "وقود الأحزاب": لأنهم أكثر عدداً، ولأنهم كطائفة فازوا بنصيب الأسد من الحرمان، ولأنهم (وهذا عنصر مهم سيتبلور مستقبلاً) توزعوا جغرافياً في المساحات الحدودية بين إسرائيل وسورية، وكانوا أبناء أرياف يشتعلون حماسة للقضايا المطلبية المحلية والقومية العربية.



رفاق حسن نصر الله توزعوا بين شيوعيين وناصريين وبعثيين وسوريين قوميين، أما هو الملتزم عقيدة إيمانية تسمو -في رأيه- على كل العقائد السياسية الأخرى، فكان يراقب حركة الإمام السيد موسى الصدر مؤسس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى وحركة المحرومين، ويتماهى بخطبه في الكنائس أو المساجد أو الساحات العامة التي تركز على الإنسان والوطن والكرامة والإيمان والتنمية، وكان الإمام الصدر جميلاً بهيّ الطلعة يتمتع بحضور طاغ وكاريزما سياسية افتقدها رجال دين وسياسيون لبنانيون.. أي أنّ خطابه كان مميزاً وكذلك شكله وحضوره، ويستطيع والد حسن نصر الله أن يجزم أنّ ابنه تأثر كثيراً بالصدر وقرر السير على خطاه والاقتداء به.

مع بداية الحرب في بيروت والمدن ، انكفأ النازحون من القرى الى قراهم، وعادت عائلة نصر الله الى البازورية، وأكمل الشاب الملتزم دراسته في صور، لكن الكرنتينا بتعايشها وزواريبها الضيقة وفقرها وحرمانها لم تغب على المستوى السياسي والفكري، خصوصا بعد المجازر التي حصلت فيها عام 75 والمجازر التي تلتها في الدامور والعيشية وغيرها من المناطق. وزاده هذا الأمر تعلقاً بنهجه الإيماني الملتزم بالدين والإنسان، ونقّره أكثر فأكثر من سياسة الزواريب اللبنانية التي ما رأى فيها إلا إضعافاً لقضايا الداخل وانتصاراً للأطراف الخارجية وعلى رأسها إسرائيل.

في أول فرصة تنظيمية له انضم الى حركة "أمل"، ولم يكن لها ذلك الوهج والانتشار، بل انطلقت بقوة شخصية السيد الصدر، وواجه الطالب في "صور" هذه المرة ليس الأحزاب العلمانية والقومية فحسب، بل الزعامات الجنوبية الشيعية التقليدية التي رأت فى حركة الصدر تهديداً لها، لكن "السيد" ومنذ بدايته في العمل السياسي المنظم وحتى اليوم ركّز عمله على مستوى التنظيم والبناء ولم يدخل فى مماحكات وخلافات داخلية أو خارجية، وربما لذلك سيبقى خارج الأضواء الإعلامية قرابة 17 عاماً.

شيء ما في ذلك الموزاييك الحزبي والطائفي والسياسي كان ينفّر السيد الشاب ويُشعره بأنه يعيش وقتاً ضائعاً، ربما كان ذلك الشيء الخطاب السياسي بسقفه المخفوض المنكفئ على ذاته لخدمة أشخاص أو طوائف أو فئات.. كان يرى في ذلك الخطاب قصوراً لتمنّعه عن التمسّك بالعقيدة الأسمى.

تشير أسبوعية الحوار في عددها الأول الى أنّ "السيد" وسّط عام 1976 أحد رفاق الإمام موسى الصدر (الشيخ محمد الغروي) ليُرسله الى النجف لمتابعة تجصيله العلمي الشرعي، وكان عمره 16 عاماً.

في النجف (بدأت) مرحلة أخرى من مراحل تكوين الشخصية، فهناك انصراف كلّي للعقيدة في فطرتها الأولى، لا لهو ولا لعب ولا خروج ولا سفر، ولا وقت أساساً لكل ذلك، وهناك سيتعرف الى السيد عباس الموسوي، (وهو) ابن قرية اسمها النبي شيت (البقاع)، ليصبح (السيد عباس) أستاذه ومُلهمه ورفيق دربه.



وصل الشاب المتحمس للعلم الى النجف وكل ما في جيبه رسالة من الشيخ الغروي الى العلامة السيد محمد باقر الصدر الذي قرأها وطلب من أحد تلامذته (السيد الموسوي) أن يهتم بحامل الرسالة من حيث حاجاته الأولية، أي: المسكن والمنامة والطعام والشراب فقط. وهذا هو في الأساس ديدن الأجواء. ولم يخطئ من أطلق على الحوزات العلمية في النجف اسم "ثكن عقائدية"، لأن النظام فيها مرصوص، والتقشّف والزهد بمتاع الدنيا أسلوب حياة. وحده طلب العلم لا حدود له ، ووحده اختصار المسافات في هذا الطلب يتيح للطالب أن يتباهى بعمامته. فرشة إسفنج بسيطة في غرفة متواضعة وكتب كثيرة.. (هكذا) كانت بداية نصر الله في النجف، وبدأ دراسة "المقدمات"، وهي المدخل الأساسي لطالب العلم قبل أن يصل الى مرحلتَي "السطوح" و"بحث الخارج". وتشاء الأقدار أن يكون أستاذه عباس الموسوي نفسه.

المرحلة الأولى تحتاج عادةً الى أربع أو خمس سنوات، إلا أن نصر الله ورفاقه أنجزوها في سنتين، مستفيدين من حماسة الموسوي واعتباره لهم اخوة حقيقيين، ومن رفضهم قطع الدروس بالإجازات الدينية الطويلة مثل الحج ورمضان و الأعياد.


يتـــــــــــــــــــــــــــــــتتتتتتتبع المقابلة
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
  #62  
قديم 15-07-2003, 07:22 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي



عاد "السيد" الى لبنان مزهواً بإنجازه الفكري الذي أقنعه أكثر فأكثر بأنّ السياسة بلا عقيدة حامية وعاصمة يمكن أن تكون تجارة، وكرّس في لقاءاته الحركية مفهوم الالتزام وضرورة اعتماده مسلكاً عاماً، واستطاع أن يستقطب أكثر فأكثر الشباب الذين بدأوا معه العمل السياسي عام 1975. ولكن فرحة الإنجاز بختم "المقدمات" عام 1978 عكّرتها ثلاثة أمور:

الأول: خطف السيد موسى الصدر في ليبيا في أكثر المراحل حرجاً ودقة في لبنان وبعدما استطاع الإمام تأسيس قاعدة شيعية لبنانية قابلة للتوسع نحو طوائف أخرى على أسس مطلبية واجتماعية.

الثاني: الاجتياح الإسرائيلي الأول للبنان (1978)، وخلق أوضاع سياسية أكثر تعقيداً من السابق لجهة توسيع نفوذ الفلسطينيين وحلفائهم من جهة، واختراق إسرائيل مواقع سياسية لدى أكثر من طرف لبناني، وقيام دولة "الجنوبي" من جهة ثانية، وانهيار السلم الأهلي الذي استقر لنحو سنتين بانهيار الحل العربي عقب زيارة السادات للقدس، وبدء تصفية حسابات سياسية عربية-عربية في لبنان وحصول حوادث خطيرة في الأشرفية والفياضية وزحلة.. امتدت حتى عام 1982 (أي: حتى الاجتياح الإسرائيلي الشامل)..

الثالث: بدء النظام العراقي حملة مكثفة ضد الحوزات العلمية مركّزاً على العناصر الذين يشك في انتمائهم الى حزب الدعوة، وقتل العلامة محمد باقر الصدر لاحقاً، وهو واحد من رموز هذا الحزب، إضافةً الى قتل حشد كبير من العلماء واعتقال طلاب كان (النظام العراقي) يشك في ولائهم لسورية.

واستطاع الطالب المتحمس أن يفر من العراق قبل أن تطوله يد السلطة، وعاد، ولكن ليس الى الجنوب هذه المرة، بل الى بعلبك حيث أسس الموسوي مدرسة تعتمد مناهج النجف نفسها لإكمال ما لم يستطع الطلاب إكماله هناك.

أصبح السيد مسؤولا تنظيميا للبقاع في حركة أمل، وتزوج في تلك الفترة من فاطمة ياسين، وهي من قرية العباسية في جنوب لبنان، ورُزق بهادي الذي سيستشهد في عام 1997 عن عمر يناهز 18 عاماً في عملية ضد الإسرائيليين في جنوب لبنان.

ولكن تلك الفترة تفردت بخصوصية لم تكن موجودة سياسياً داخل المناطق الأخرى، فوهج الثورة الإسلامية في إيران انتشر بكثافة في كل لبنان، وتحديداّ في البقاع. ورجال الدين الذين عملوا في حركة "أمل" في البقاع واظبوا على تلقي العلم وفتحوا خطاً عقائدياً مباشراً مع إيران من خلال الزيارات المتبادلة، إضافةً الى أنّ استجابة أهالي تلك المنطقة للعمل السياسي كانت عالية بحكم الحرمان الكبير الذي أصابها وغياب الدولة عنها.

مع الأيام، بدا في حركة "أمل" (التي تزعمها نبيه بري خلفاً للسيد حسين الحسيني) تياران، وإن كانا غير معلنين، تيار سياسي يقوده بري مع مجموعة من الشخصيات المنتقاة من مختلف المناطق: أراد دخول اللعبة السياسية اللبنانية من بوابتها العريضة حتى لو أدى الأمر الى الزواريب في حروبها. والتزم هذا التيار الخط السوري في لبنان وسلّفه الكثير وتسلّف بالتالي الكثير (المعارك ضد البعث العراقي، انتفاضة 6 شباط، حرب المخيمات.. الخ)، وأيد هذا التيار مجموعة من رجال الدين قريبة بشكل أساسي من المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى.



أما التيار الثاني فكانت قاعدته رجال الدين، وتحديداً تلك المجموعة التي قدمت من النجف وتابعت دراستها في حوزة الموسوي، إضافةّ الى مئات الكوادر المتأثرين بهم الذين أطلقوا على أنفسهم في إحدى الفترات اسم "أفواج المقاومة المؤمنة". وكان خط الإمام الخميني قويا في هذا التيار، وقدّمت إيران له مساعدات دراسية وعلمية ومالية وعسكرية.

انفصل التياران غداة الاجتياح الإسرائيلي وانضمام بري الى هيئة الإنقاذ الوطني مع بشير الجميل ووليد جنبلاط في عهد الرئيس الراحل الياس سركيس. يومها رأى هذا التيار (الرافض أساساً لأي مرونة أو مساومة سياسية) أنّ المشاركة في مؤسسات كهذه على خلفية الغزو إنما تعني "استكانة لا تليق بمجاهدين"، فيما كان رأي "أمل" أنّ الظروف تستوجب الإعداد الجيد للمرحلة المقبلة، وأنها جـاهدت وقاتلت الإسرائيليين خلال الاجتياح و"ليست بحاجة الى دروس من أحد" (على ما قاله مسؤولوها آنذاك).



هذا التيار المعارض، ومنه الموسوي ونصر الله وابراهيم السيد (النائب الحالي) والشيخ صبحي الطفيلي والشيخ نعيم قاسم وغيرهم (من دون أن يكون كل هؤلاء حكماً في حركة أمل) إضافةً الى "تغطية روحية" دامت نحو عشر سنوات من السيد محمد حسين فضل الله، وعشرات الكوادر من "أمل".. (هذا التيار المعارض) شكّل نواة حزب الله، تلك النواة التي بدأت العمل سرياً وتحت الأرض ثم أخذت تتكشف شيئاً فشيئاً، لكن الإعلان الرسمي الحقيقي لها بدأ بعملية استشهادية قام بها أحمد قصير، وهي العملية التي ألهبت آنذاك مشاعر السيد نصر الله وثبّتت عزيمته للمضي في طريق لم يجد غيره صالحاً "في زمن الاستكبار"، فـ"من يبدأ بالاستشهاد في سبيل الله سينصره الله ولا غالب إلا الله" (كما يقول السيد في معظم أحاديثه).

خاض حزب الله معارك كثيرة ضد الإسرائيليين، لكنه تورط أيضاً في الثمانينات بمعارك "زواريب"، فاشتبك مع "أمل" ومع الشيوعيين ومع الحزب السوري القومي الاجتماعي، ومع غيرهم.. هم يقولون أنه يريد احتكار المقاومة والعمل العسكري، وهو يقول أنهم لا يريدونه أن ينتشر خطاً وفكراً.

هذه المعارك أعطت دروساً وخلاصات، لكنها كانت قاسية، وللمرة الأولى في لبنان يُسقط حزب الله الحصانة عن المسؤولين، فمقابل أي عنصر يسقط في صفوفه كان أعضاؤه لا يتورعون عن قتل أكبر مسؤول سياسي أو فكري يصادفونه في الجهة المقابلة، على أساس أنّ الإنسان إنسان مهما كانت رتبته، لكن مفكرين ينتمون الى أحزاب أو تيارات فكرية (لا الى ميليشيات) دفعوا ثمن هذه المعارك، فخسرتهم الساحة الفكرية والثقافية.

يقول قريبون من نصر الله أنه لم يكن يرغب في أن يتورط الحزب في أي معركة خارج نطاق المواجهة مع إسرائيل، بل لم يكن يحبّذ التدخل في أي خلاف لقناعته بأنّ ذلك يأكل من رصيد المقاومة ولا يضيف إليها. وهو (السيد) يرفض أساساً نشوء "آلية خلاف وحل خلاف" حتى لا تتكرس وينجر الحزب الى الزواريب مجدداً.

لذلك، بقي (السيد) منذ 1982 وحتى 1989 رجل المهمات التنظيمية بامتياز: يبني كوادر.. يعلّمها.. يحضّرها للمقاومة والجهاد.. يقيم حلقات دروس دينية يستحضر فيها دائماً سيَر أهل بيت النبي (صلى الله عليه وعليهم) بكل ما فيها من عبَر وإصرار على محاربة الظلم وإحقاق الحق، ويروي أعضاء في الحزب أنه كان يقول لهم دائماً "إنّ إسرائيل قوية في أوهامنا فقط" وأنه "عندما نُسقط هذا الوهم ونستخدم القوة الكامنة فينا سنجد أنّ هذا الكيان الذي اسمه إسرائيل أوهن من بيت العنكبوت".

ودائماً دائماً: كان أحمد قصير وعمليته واستشهاده حاضرة في أي تعبئة، ويقول نصر الله في حوار له بعد التحرير (مع مجلة "الوسط") عن الخوف من الخلل في موازين القوى: "نعود الى أسئلة 1982 حين كان الاحتلال الإسرائيلي موجوداً على أرض أوسع، وأذكر حين اقتحم الشهيد أحمد قصير مقر الحاكم العسكري الإسرائيلي في صور في عملية استشهادية، وتحدث الإسرائيليون عن مقتل 85 جندياً، وأعلن مناحيم بيغن الحداد ثلاثة أيام، وأطلق يومها كلاماً بأنّ إسرائيل ستدمّر لبنان لأنها لا تحتمل خسارة من هذا النوع، وأنّ خيار المقاومة مكلف ومجهد ومتعب"..

وهو (السيد) ما فتئ يكرر هذا الكلام لاستنهاض الهمم والتأكيد على أنّ العين تقاوم المخرز إذا كانت في منطقة الحق.

في منتصف الثمانينات: غادر (السيد) البقاع الى بيروت مع الشيخ ابراهيم أمين السيد الذي سيصبح نائباً مثيراً للجدل عن حزب الله، والسيد معروف منذ البداية بعلاقاته الجيدة مع المسؤولين السوريين، وهو أحد عناصر التحالف الرئيسية بين الحزب وسورية.

بدأت الهياكل القيادية لحزب الله تظهر الى العلن شيئاً فشيئاً: مجلس شورى يضم علماء ومجاهدين، وقاعدة جماهيرية عريضة تلتزم القرار. لكن الحلقة الوسيطة بين المجلس والقاعدة لم تكن ظاهرة بوضوح ما أدى أحياناً الى ضياع المسؤولية عند أي تجاوز أو تنفيذ خاطئ للقرار. وعليه عُهد الى نصر الله المسؤولية السياسية في بيروت (رغم أنه كان مرتاحاً في المسؤولية التنظيمية)، هذه المسؤولية التي تحولت لاحقاً الى مسؤولية تنفيذية وتنظيمية عند انتخاب الموسوي أميناً عاماً (عام 1991)، أي: أنّ نصر الله الذي كان في الواحدة والثلاثين من العمر تولى أكثر المهمات حساسية، وأصبح هو الحلقة الوسيطة بين مجلس الشورى والقاعدة، أي أنه المسؤول عن تعميم القرار وتنفيذه وتحمّل مسؤوليته ومتابعته، سواء تعلق الأمر بدفع 100 دولار لمحتاج، أو شراء ألوان للرسم على الجدران.. وصولاً الى التخطيط للعمليات الاستشهادية وتأمين مستلزمات نجاحها.

الجميع كان يعرف بوجود تيار في الحزب يلتف حول الموسوي ويريده في قمة المسؤولية، ومن بين هؤلاء السيد نصر الله نفسه، ولا يحب مسؤولون في حزب الله الخوض كثيراً في ذلك، ويقولون أنّ تلك المرحلة (1988-91) شهدت سجالاً تنظيمياً وسياسياً عادياً "تقلّ حدّته عن أي سجال في أي مؤسسة سياسية في العالم"، ومع ذلك "هناك من يريد تصويره على أنه صراع أجنحة، وهذا غير وارد في حزب الله"...

ولكن هناك من يرى أنّ السجال فرَز مجموعات: واحدة مؤيدة للنهج الإيراني، وأخرى تراهن على علاقة جيدة مع سورية لتبقي للحزب حيويته في لبنان، وثالثة تريد لـ"المجاهدين الشبان" أن يتولوا مسؤوليات أساسية، ورابعة تريد قيادة من البقاع أو من الجنوب، وخامسة تريد الدخول في اللعبة السياسية المحلية تحت السقف الشرعي، وأخرى متمردة ترفض ذلك.. الخ..

يومها: أعلن نصر الله أنه يريد إكمال علومه في قم، ويومها أيضاً قال كثيرون أنه غاب بخياره، إما لأنه كان صاحب رأي مخالف، أو لأنه أراد النأي بنفسه عن السجالات الداخلية، فيما تحدث آخرون عن "فترة تحضير" إقليمية مكّنت الرجل من نسج علاقات جيدة، وخاصةً مع طهران ودمشق، وساهمت فيها شخصيته الجادة وتجربته الحزبية.

عام 1990، عاد السيد الى لبنان وسط أحداث كبيرة عاصفة: صدّام حسين يجتاح الكويت، واتفاق الطائف ينفَّذ تدريجياً، وآلية صلح أمريكية-سورية جديدة سمحت لدمشق بدور أكبر في لبنان بعد إطاحة العماد ميشال عون، هذا الدور الذي رأى فيه نصر الله فرصة كبيرة لدعم المقاومة، خصوصاً مع إعلان لبنان الرسمي أنه للمرة الأولى على خط واحد معها.

وكان السيد محقّاً في تحليله المتعلق بدعم حزب الله، فالعلاقة الإيرانية-السورية الجديدة سمحت بعبور مختلف المساعدات، ونظام ما بعد الطائف أنتج سلطة حمت ظهر المقاومة ورفضت المساومة عليها، والجيش اللبناني الرسمي سهّل مرور المقاومين ورفَض أي قرار يمكن أن يؤدي الى التصادم، ولا يزال الرئيس العماد إميل لحود يتذكر بفخر أنه رفض نشر الجيش في الجنوب عندما كان قائداً له (عام 1993) حتى لا يكون حاجزاً بين المقاومة وإسرائيل، ولذلك كانت رسائل الشكر الأولى من السيد نصر الله بعد ثلاثة أيام من التحرير "الى الشهداء والشعب والمقاومة وآية الله خامنئي (من دون أن يذكر اسم الرئيس محمد خاتمي) والرئيس الأسد والرئيس لحود، أي: الى الخط الذي عبرت عليه تلك الرسائل للوصول الى فرحة التحرير، من دون نسيان الإمام المغيّب موسى الصدر.




















__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
  #63  
قديم 15-07-2003, 07:23 PM
البارجة البارجة غير متصل
دكتوراة -علوم اسلامية
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 228
إفتراضي


عباس الموسوي يُنتخب عام 1991 أميناً عاماً لحزب الله، والشيخ نعيم قاسم نائباً له، أما نصر الله فعُيّن المسؤول التنفيذي لقرار مجلس الشورى.

بعد عام واحد يستشهد الموسوي برصاص الإسرائيليين، وفي الجنوب يبكيه نصر الله كما لم يبك أحداً من قبل، فهو أستاذه ورفيق نضاله وجهاده، وقضى في سبيل الله، ومن المفارقات أيضاً أنّ الرجلَين شديدا الشبه ببعضهما بعضاً (مع بعض الفارق في القامات).

مجلس الشورى ينتخب نصر الله أميناً عاماً لأسباب عاطفية وسياسية رغم أنه الأصغر سناً بين أعضاء المجلس وأنه لم يكن نائباً للأمين العام السابق. هنا، وفي لحظة الحزن والألم: لم يفقد نصر الله البوصلة رغم تمنيه الشديد أن يعطى المنصب لغيره، وكان القرار الصعب الذي غيّر معادلات محلية وإقليمية..

يقول السيد أنه بعد استشهاد الموسوي أرادت إسرائيل استكمال حربها النفسية، فبدأت بقصف بلدات وقرى بغية تهجير أهلها، أي أنها أرادت خلق فراغ على مستوى القيادة وتفريغ للأرض على مستوى القاعدة، الأمر الذي استدعى رداً استتنائياً يلجم خطتها، فكانت الكاتيوشا، وكان مشهداً مميزاً بالنسبة إليه: عشرات العائلات في الجنوب تعود الى قراها رغم شراسة القصف الإسرائيلي، وعشرات العائلات الإسرائيلية في المطلة وكريات شمونة تهرع الى الملاجئ مذعورة من صواريخ المقاومة.

"توازن الرعب": أسماه "السيد من دون اكتراث لموازين القوى، كان حاسماً في خياراته على المستوى العقائدي والسياسي وواثقاً بقدرات المقاومين، لذلك تلقى بهدوء شديد واهتمام أشد كل "النصائح" المحلية والإقليمية والدولية، لكنه لم يتراجع قيد أنملة عن الخطاب الذي أوصله الى الأمانة العامة.

في 1993 أعيد انتخابه، فأصبح الرجل رقماً صعباً في المعادلة، ولم يكن يطلب أكثر من استقرار لبنان وبسط الشرعية نفوذها الأمني والسياسي، لأنه رأى في ذلك دعماً للمقاومة.

لم يمانع (السيد) دخول الحزب الانتخابات النيابية، ونجح في إيصال عدد كبير من النواب والأنصار، ورفَض عند تظاهرات التنديد باتفاق أوسلو مواجهة مع الجيش رغم سقوط قتلى وجرحى في صفوف الحزب، (كما) ثبّت (السيد) علاقاته الإقليمية مع سورية وإيران، وانفتح لبنانياً على مختلف المرجعيات الدينية والسياسية، وبات مألوفاً رؤية الكاردينال صفير مجتمعاً مع نواب الحزب يتبادلون الأحاديث والابتسامات، أو رؤية قياديين في الحزب يتحاورون في المنتديات والتلفزيونات بكل هدوء مع معارضين لهم في الرأي.

أما على صعيد المواجهة مع إسرائيل، فيسجَّل لنصر الله -الى جانب الكاتيوشا- أنه أدار بعقل أمني حرباً استخباراتية هزّت أسطورة الجيش الإسرائيلي الذي لا يُقهر، وتسجّل قرى الجنوب عشرات المواجهات التي "اصطادت" بها المقاومة الجنود الإسرائيليين بعد استدراجهم وتضليل قياداتهم، وربما سيأتي اليوم الذي يحكي فيه السيد قصة عملية أنصارية التي قُتل وجُرح فيها أكثر من 25 جنديا إسرائيلياً من رتب رفيعة.

واستطاع نصر الله أيضاً تغيير مقاربة الحزب والأهالي لأعضاء "جيش لحد" المتعاون مع إسرائيل، فهو لم يتعامل معهم بالجملة، بل بالمفرق، وليس بالقوة والعنف دائما، بل باللين أحيانا، متمكناً من اختراق أهم أجهزة هذا الجيش وتوظيف العناصر لمصلحة الحزب، وهو قال في حديث له عقب التحرير لقناة "الجزيرة" أنه عندما يحين الوقت سيكشف عناصر التعاون وكيف استطاع الحزب مواجهة إسرائيل استخباراتياً ومن داخل أجهزتها.

محطة أخرى نقلت الحزب في عهد نصر الله من لاعب أساسي في لبنان الى لاعب أساسي إقليمي: بعد "عناقيد الغضب" و"مجزرة قانا" (عام 1996) اتفق وزير الخارجية الأميركي (آنذاك) وارن كريستوفر ونظيره الفرنسي هيرفيه دوشاريت والرئيس حافظ الأسد والمسؤولون الإسرائيليون على ما عُرف بـ"تفاهم إبريل"، وهو "عملية تنظيم للاشتباك في الجنوب"، فاعتُرف للمرة الأولى دولياً بحق المقاومة في العمل والتحرك بعدما كانت هذه المقاومة توصم بالإرهاب أوروبياً وأميركياً، هذا التفاهم الذي ستثبت الأيام أنه أوجد حال سوء تفاهم دائمة بين حكومتَي نتنياهو وباراك من جهة وبين الإسرائيليين الذين لم يستوعبوا معنى استقبال أولادهم قتلى تحت مظلة آلية مراقبة دولية تجتمع في الناقورة وتكتفي بدعوة الأطراف الى ضبط النفس.

"أولادهم ليسوا أغلى من أولادنا، وعليهم أن يفهموا أننا أقوى بحقنا وإيماننا" (يقول السيد وهو يضبط إيقاع الضربات على التوازن الإقليمي-الدولي).

أولادهم وأولادنا؟ عام 1997: تصطاد إسرائيل هذه المرة ثلاثة مقاومين بينهم هادي إبن السيد، وعمره 18 عاماً. هنا مشهد آخر من مشاهد القيادة، وقف الرجل خطيباً في تأبين فلذة كبده كما يقف خطيباً في تأبين أي مقاوم استشهد في "حزب الله"، بل حرص على أن يكون التأبين عادياً جداً.

يومها، ذُهل الحضور من تماسك نصر الله وهو يتحدث كيف ودّع هادي والدته ثم قبّله ومضى في مهمة جهادية، وكيف أنه عندما تلقى الخبر صلّى معتبراً أنّ الله أكرم عائلته بالشهادة. كان يتحدث بحزن ولكن بطلاقة، وكان حريصاً على ألا تأخذ صورة ابنه حجماً أكبر من صوَر غيره من الشهداء، وإن كانت صورته هو كقائد أخذت حقيقةً حجماً أكبر من صور أقرانه من الزعماء الذين لم يورّثوا أبناءهم أساليب جهاد، وإنما ورّثوهم عباءات الزعامة السياسية.

ويقول الذين وقفوا الى جانب السيد يتلقون التعازي بهادي أنه أغمض عينيه على دمعتين فقط ثم انصرف الى الصلاة، وعندما عاد ابنه جثة بعد عملية التبادل الشهيرة اختلى به مكفّناً وبكى وقرأ لروحه آيات وأدعية ومسح رأسه ثم قبّل جبينه وانصرف.

من بصمات نصر الله الجديدة في الحزب أيضاً استخدامه السلاح الإعلامي بحدوده القصوى، فمن تلفزيون متواضع وإذاعة أكثر تواضعاً استطاع الحزب خلق حالة استنهاض كبيرة في الشارع، حتى لدى الذين يعارضونه ولا يوافقون على مبدأ المقاومة. وغالباً ما تسمّر اللبنانيون أمام شاشة "المنار" لمتابعة عملية استشهادية بالصوت والصورة، أو رؤية "فيديو كليب لأغان عن حزب الله ومقاوميه، أو خطب قادته.. مع شعور دائم باحتمال وجود مفاجأة قد تُعلن بين ساعة وأخرى مثل رؤية عملية "اصطياد" لجندي إسرائيلي أو متعامل على الهواء مباشرةً.

لم يخرج السيد في كل محطات العمل على خياراته، وبقي منسجماً مع نفسه وخطه حتى لو برزت ثغرة هنا أو احتجاج هناك، وتعامَل بنفس الروح الهادئة مع تحديات الداخل والخارج، لأنه رأى في ذلك الأسلوب الأنجح لحفظ الطاقات وعدم التفريط ولو بالهامشي منها. ويذكر الجميع كيف استوعب ظاهرة الشيخ صبحي الطفيلي ومنع تحويل خروج الأخير من الحزب الى حالة انشقاق، وكيف عطّل كل محاولات الصدام بين القواعد في البقاع رغم أنّ عوامل الاحتكاك على الأرض كانت موجودة بقوة.

قبل أسابيع من التحرير: كان الخطاب السياسي اللبناني يتخبط ويعطي انطباعاً بعدم الرغبة في رؤية إسرائيل نتسحب، وكان الخطاب الإقليمي يتأرجح بين مصدّق وغير مصدّق، وبين منتظر وخائف.. وحده خطاب نصر الله كان ثابتاً ولافتاً، لم يتحجج بأي عنصر داخلي أو خارجي، بل رتّب العناصر بشكل منسجم لدعم خطة التحرير، إلا أنه خرج بشكل لافت على هدوئه وخطابه المتزن عندما قال لعناصر لحد أنّ الحزب سيذبحهم في مخادعهم وأنه لن يفيدهم أي دعم من أي مرجع، وأوضح السيد لاحقاً أنه تعمّد الخروج على أسلوبه المعتاد لخلق حالة رعب حقيقية تسهّل عملية دخول الأهالي والمقاومين لحظة التحرير، ولقد نجح في ذلك بدليل أنّ عناصر لحد فرّوا تاركين أسلحتهم ومعدّاتهم وحتى ثيابهم، ومن لم يفر سلّم نفسه طوعاً الى الحزب أو الأحزاب الأخرى، وتسلمتهم السلطة اللبنانية بدورها.

ربما لم ينم حسن نصر الله من 20-5 الى 26-5-2000، أي منذ اليوم لتجميع الإسرائيليين معداتهم وآلياتهم وجنودهم وبدء تراجعهم الفعلي، وانتهاءً بخطابه التاريخي في بنت جبيل بحضور عشرات الآلاف وقرب الحدود مع الإسرائيليين.

ربما لم ينم، فعلى مدار الساعة كان يظهر سواء بمؤتمر صحافي، أو في لقاء إعلامي مسائي، أو في استقبال المحررين من معتقل الخيام في الثالثة فجراً، تشعر انه لم ينم، لكنك لا تشعر أنه تعِب أو منهك: ما خلا نظرات مرهقة وحركة آلية خلال الخطب لإعادة العمامة الى وضعها الطبيعي.

في بنت جبيل قصة مختلفة، فعلى رغم كل النصائح المختلفة أصرّ السيد على لقاء في الهواء الطلق وقرب الحدود التي فر منها الإسرائيليون، الخطاب لم يتضمن هذه المرة دعوة لذبح العملاء، بل دعوة لبناء مستقبل مشترك لجميع اللبنانيين، لم يسكر نصر الله بالنصر، لم يهدد أو يتوعد، لم يطلب حصة سياسية توازي دوره، طالب بالتواضع وانسحب من المرجعية الأمنية، وتحدث عن "لصوص" سرقوا، طالباً تناسي الأحقاد وعدم تكبير حدث عارض ووضعه في موازاة التحرير، وفي اللقاء نفسه كان حرس السيد مختلفين أيضاً، فقد ارتدوا بدلات أنيقة ونظارات من ماركات عالمية في إشارة الى أنّ رحيل إسرائيل قد يأخذ معه الثياب المرقطة من كل الفرقاء في لبنان.

في بنت جبيل لخّص السيد نفسه.. مسيرته.. أسلوب عمله.. هو الفقير الغني بإيمانه، والضعيف القوي بعقيدته، المسلم الحريص على التعايش، والثائر الحريص على دولته وشرعيته، تحدث عن خياراته السياسية من دون عقد، عن الاستقرار المطلوب من دون نفاق، شكَر إيران وسورية والصامدين في الأرض والشهداء والمقاومين ولحود والحص وحركة أمل والأحزاب الوطنية الأخرى، لأنه لا يريد لمن راهن على التناقضات بعد التحرير أن ينتصر على الانتصار، وفي الوقت نفسه طالَب أن لا يصادر أحد هذا النصر، فهو للأرض.. كل الأرض، ولم ينس بعلبك-الهرمل: المنطقة التي كانت خزاناً للمقاومة وعمِل فيها أعواماً طويلة مناضلاً ومحاوراً وملتصقاً بحرمان أهلها.

الوحدة والاستقرار والتعايش ومساحات اللقاء والحوار توازي في خطاب السيد عمليات المقاومة. تحدث عن دور الدولة لأن "خبز المجاهدين" لا يكفي للإعمار والتعويض، وأكّد أنّ الحزب ليس مرجعية أمنية، رافعاً الغطاء حتى عن أعضائه إذا سوّلت لهم أنفسهم سلوك درب آخر، وقارن بين رد فعل المقاومة تجاه العملاء ورد فعل المقاومة الفرنسية تجاه المتعاملين مع النازيين ليخلص الى "أننا أكثر حضارة من فرنسا".

(السيد) أكثر شراسة في المقاومة من أي مقاومة أخرى، وأكثر حضارة بعد التحرير من أي مناسبات مشابهة، ويبقى الامتحان الجديد رهناً بتطورات الزمن، ويبدو أنّ السيد يتجاوز الامتحان بكل تقدير، فكما كان يعتمر العمامة بكل أهلها (أي بكل قيَمها ومبادئها وزهدها ودورها وفكرها وتراثها) تمسك بالعباءة بكل امتداداتها عندما ردّ النصر للجميع لا لحزبه فقط، معطياً إشارات في شتى الاتجاهات.

أسمَعوه كلاماً في حوار تلفزيوني لم يسمعه أحد، اعتبروه "خميني العرب" و"سيد الزعماء" وقرأوا له القصائد من كل العواصم، ولم تلمع عيناه زهواً بل زهداً وببريق جديد مغلّف بالترقّب.

فتَح باب الانتصار ولم يدخله وحيداً، وغادر صالونات التهنئة سريعاً الى المجاهدين في الحزب ومجالسهم وخبزهم وكتابهم.. والى أولاده محمد جواد وزينب ومحمد علي.. وصورة هادي.

من مدرسة "النجاح" صغيراً الى النجاح في مدرسة الحياة كبيراً، أصرّ على خطه فاستحق لقب "سيد المقاومة والتحرير"، لبنان كبير أيضاً: إنما برجالاته لا بمساحته هذه المرة.







لقـاء مع السيد حسن نصرالله - "بلا حدود" قنـاة الجزيرة

خطاب السيد حسن نصرالله في بنت جبيل بمناسبة النصر والتحرير

مقابلة مع مجلة "الوسط"

صور السيد حسن نصرالله
__________________
البارجة هي استاذة فلسفة علوم اسلامية ,
إلى الكتاب و الباحثين
1- نرجو من الكاتب الإسلامي أن يحاسب نفسه قبل أن يخط أي كلمة، و أن يتصور أمامه حالة المسلمين و ما هم عليه من تفرق أدى بهم إلى حضيض البؤس و الشقاء، و ما نتج عن تسمم الأفكار من آثار تساعد على انتشار اللادينية و الإلحاد.

2- و نرجو من الباحث المحقق- إن شاء الكتابة عن أية طائفة من الطوائف الإسلامية – أن يتحري الحقيقة في الكلام عن عقائدها – و ألا يعتمد إلا على المراجع المعتبرة عندها، و أن يتجنب الأخذ بالشائعات و تحميل وزرها لمن تبرأ منها، و ألا يأخذ معتقداتها من مخالفيها.

3- و نرجو من الذين يحبون أن يجادلوا عن آرائهم أو مذاهبهم أن يكون جدالهم بالتي هى أحسن، و ألا يجرحوا شعور غيرهم، حتى يمهدوا لهم سبيل الاطلاع على ما يكتبون، فإن ذلك أولى بهم، و أجدى عليهم، و أحفظ للمودة بينهم و بين إخوانهم.

4-من المعروف أن (سياسة الحكم و الحكام) كثيرا ما تدخلت قديما في الشئون الدينية، فأفسدت الدين و أثارت الخلافات لا لشىء إلا لصالح الحاكمين و تثبيتا لأقدامهم، و أنهم سخروا – مع الأسف – بعض الأقلام في هذه الأغراض، و قد ذهب الحكام و انقرضوا، بيد أن آثار الأقلام لا تزال باقية، تؤثر في العقول أثرها، و تعمل عملها، فعلينا أن نقدر ذلك، و أن نأخذ الأمر فيه بمنتهى الحذر و الحيطة.

و على الجملة نرجو ألا يأخذ أحد القلم، إلا و هو يحسب حساب العقول المستنيرة، و يقدم مصلحة الإسلام و المسلمين على كل اعتبار.

6- العمل على جمع كلمة أرباب المذاهب الإسلامية (الطوائف الإسلامية) الذين باعدت بينهم آراء لا تمس العقائد التي يجب الإيمان
  #64  
قديم 17-07-2003, 05:51 AM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي

http://www.hizbollah.org/

__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]
  #65  
قديم 17-07-2003, 05:53 AM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي

[align=CENTER]عاش لبنان لأكثر من عقدين حربا إهلية أدت إلى انهيار كامل في جميع مجالات الحياة. كما صاحب هذه الحرب عدة اجتياحات إسرائيلية للأراضي اللبنانية في فترات متقطعة انتهت باحتلال إسرائيل لشريط حدودي في الجنوب اللبناني أسمته الحزام الأمني، ثم اضطرت للانسحاب منه يوم 24 مايو/ أيار 2000.

وفيما يلي نقدم عرضا موجزا لسنوات الحرب والسلام في لبنان.

1967
نفذ الفدائيون الفلسطينيون عمليات ضد إسرائيل عبر الأراضي اللبنانية.

1968
قصفت إسرائيل مطار لبنان ودمرت 13 طائرة مدنية كردة فعل ضد عملية اختطاف طائرة إسرائيلية في أثينا قام بها فدائيون فلسطينيون ينتمون للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين.

1969
وقع قائد القوات اللبنانية إميل البستاني ورئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات في القاهرة اتفاقية -عرفت باتفاقية القاهرة- تهدف إلى تنظيم نشاطات الفدائيين الفلسطينيين في لبنان. وساد الاستقرار في لبنان وانتعش النشاط الاقتصادي والاستثمار الأجنبي القائم على الخدمات المقدمة من السوق اللبناني مثل البنوك ووسائل الاتصال والمواصلات.

1970
خرجت المنظمات الفلسطينية من الأردن إلى لبنان إثر أحداث العنف بينها وبين القوات الأردنية، وهي ما عرفت بعد ذلك بأحداث أيلول (سبتمبر) الأسود.

1971
زاد حجم المنظمات الفلسطينية وتحولت إلى ما يشبه الدولة المستقلة المحمية بجيش منظم.

1972
اندلع القتال بين الفدائيين الفلسطينيين والجيش اللبناني إثر تهديد لبنان بكبح نشاطات الفصائل الفلسطينية في لبنان.

1973
استقالت الحكومة اللبنانية يوم 11 أكتوبر/ تشرين الأول بعد غارة إسرائيلية في اليوم السابق قتل فيها ثلاثة قادة فلسطينيين مقربين من عرفات.

1974
بدأت مجموعات من المسيحيين حملة انتقاد ضد المنظمات الفلسطينية لتتحول بعد ذلك إلى أعمال عنف متبادل.

1975

الحرب الأهلية
اندلعت الحرب الأهلية في لبنان إثر العمليات المتبادلة بين اليمين المسيحي بقيادة سعد حداد وبين الفصائل الفلسطينية في لبنان، وذلك إثر كمين نصبه جنود من الكتائب اللبنانية (المسيحية) لحافلة تقل غالبية فلسطينية في منطقة عين الرمانة ببيروت قتل فيها 27 شخصا أغلبهم من الفلسطينيين. وكانت الكتائب اللبنانية قد اتهمت القوات الفلسطينية بالهجوم على كنيسة في نفس المنطقة. وأيدت الأحزاب اليسارية اللبنانية الفلسطينيين.

1976
تواصل القتال بالرغم من أن الجامعة العربية فرضت هدنة في لبنان وأرسلت قوات ردع عربية بقيادة سورية قوامها 20 ألف جندي.

1977
استمرت الحرب الأهلية في لبنان واتسعت وفشلت الدول العربية في الوصول إلى هدنة أو أي حل للحرب. ووقع لبنان اتفاقية مع منظمة التحرير الفلسطينية تنص على انسحاب المنظمة من جنوب لبنان، ورفض سعد حداد انتشار الجيش اللبناني فيه. ودمرت الطائرات الإسرائيلية قرية العزية قرب مدينة صور، وقتل في الغارة 65 لبنانيا. وفي هذه السنة زار السادات إسرائيل في أول خرق علني للموقف العربي من إسرائيل.

1978

الاجتياح الإسرائيلي عام 1978م
غزت إسرائيل لبنان بثلاثين ألف جندي فيما عرف بعملية الليطاني مبررة ذلك بالرد على ضربات الفصائل الفلسطينية للأراضي الإسرائيلية. وبعد خمسة أيام من الغزو وأصدر مجلس الأمن بالأمم المتحدة قراره رقم 425 القاضي بضرورة انسحاب إسرائيل من الأراضي اللبنانية، وتشكيل قوة دولية تشرف على الانسحاب الإسرائيلي وتعيد السلام وتساعد الحكومة اللبنانية في السيطرة على أراضيها.

1979
استمرت الحرب في لبنان ورفضت إسرائيل تطبيق قرار مجلس الأمن رقم 425 وسلمت مناطق الجنوب المحتلة لحليفها سعد حداد قائد جيش لبنان الجنوبي ليعلن دولة لبنان الحر. ووقعت مصر معاهدة كامب ديفد للسلام مع إسرائيل.

1981
زار القس الأميركي جيسي جاكسون لبنان في محاولة للدبلوماسية الأميركية السرية لاحتواء الوضع على جبهة القتال مع إسرائيل. وواصلت إسرائيل تحرشها بالقوات السورية التي أدخلت بطاريات صواريخ مضادة للطائرات في البقاع اللبناني، الأمر الذي زاد من احتمالات نشوب حرب شاملة وهو ما أدى بالولايات المتحدة والاتحاد السوفياتي إلى التدخل لاحتواء الموقف.وفي هذا العام قتل الرئيس المصري السابق أنور السادات على يد ضابط في الجيش المصري هو خالد الإسلامبولي.

1982

مذبحة صبرا وشاتيلا
اجتاحت إسرائيل لبنان يوم 6 يونيو/ حزيران متذرعة بالرد على منظمة التحرير الفلسطينية التي حاولت اغتيال سفير إسرائيل في لندن. وأطلقت إسرائيل على الاجتياح "عملية سلامة الجليل". وفي 14 سبتمبر/ أيلول اغتيل الرئيس اللبناني المنتخب بشير الجميل، وفي اليوم التالي دخلت القوات الإسرائيلية إلى بيروت الغربية. وفي ما بين 16 و18 سبتمبر/ أيلول نفذت مليشيات الكتائب اللبنانية بدعم إسرائيلي مجزرة ضد الفلسطينيين في مخيمي صبرا وشاتيلا. وفي 21 من الشهر نفسه انتخب أمين الجميل رئيسا للبنان خلفا لأخيه، وبعدها بثلاثة أيام وصلت قوات حفظ سلام دولية أغلبها من أميركا وفرنسا وإيطاليا. وواصل الوسيط الأميركي فيليب حبيب مساعيه لإقناع منظمة التحرير الفلسطينية بالانسحاب من بيروت ونجح في ذلك. ونتيجة للخسائر الإسرائيلية والضغوط الدولية وضربات المقاومة اللبنانية تراجعت القوات الإسرائيلية عن بيروت الغربية يوم 28 سبتمر/ أيلول.

1983

الحرب بين إسرائيل وحزب الله
فرضت إسرائيل على لبنان التوقيع على ما عرف باتفاق 17 مايو/ أيار الذي نص على انسحاب القوات الإسرائيلية من لبنان ولكن بعدة شروط إسرائيلية منها خروج القوات السورية ومنظمة التحرير الفلسطينية من لبنان وعدم نشر أسلحة ثقيلة في الجنوب اللبناني، كما احتفظت إسرائيل بما أسمته بالحزام الأمني في جنوب لبنان خوفا من صواريخ كاتيوشا التي تستخدمها المقاومة اللبنانية، وفي شهر سبتمبر/ أيلول أخلى الجيش الإسرائيلي ضواحي بيروت ومنطقة الشوف. ونفذت المقاومة الإسلامية عمليات ضد القوات الأميركية والفرنسية أسفرت عن مقتل 241 جنديا أميركي و60 جنديا فرنسيا، مما دفع بالقوات الدولية إلى الانسحاب من لبنان.

1984
ظهر اسم حزب الله لأول مرة في شهر مايو/ أيار وذلك في بيانات تنسب له عمليات عسكرية ضد القوات الإسرائيلية. ونفذت الطائرات العسكرية الإسرائيلية العديد من الغارات ضد مناطق لبنانية مثل الغارة على مخفر الدرك في بعلبك وعلى مؤسسات الإمام الصدر مما أسفر عن سقوط 100 شهيد. واقتحمت دبابات إسرائيلية بلدة جبشيت وأودت بحياة سبعة أشخاص من أهالي البلدة.

1985

مقاتلون من حزب الله
أعلن حزب الله عن نفسه رسميا من خلال نشر برنامجه السياسي ورؤيته للوضع في لبنان، كما خطفت مجموعة من رجاله طائرة إسرائيلية كانت متجهة من أثينا إلى روما وقادوها إلى مطار بيروت واشترطوا لإنهاء الخطف أن تحرر إسرائيل أسرى حزب الله لديها. وواصلت إسرائيل انسحابها من أغلب الأراضي اللبنانية وأبقت بعض قواتها في ما أسمته بالحزام الأمني لمساندة جيش لبنان الجنوبي بقيادة أنطوان لحد. وبمرور الزمن ازداد عدد القوات الإسرائيلية حتى أضحى الشريط المحتل (الحزام الأمني) تابعا مباشرة للإدارة العسكرية الإسرائيلية. وارتكبت إسرائيل في هذه السنة العديد من المجازر داخل الأراضي اللبنانية مثلما حصل في صير الغربية وبلدة معركة والزرارية والحصيلة وعدد من قرى إقليم التفاح قتل فيها أكثر من 100 من المدنيين.

1986
انتهت إسرائيل من مشروع شق نفق لتحويل مياه الليطاني طوله 17 كم يبدأ من قرية الخردلة قرب دير ميماس وينتهي إلى قرية كفركلا الحدودية، كما واصلت إسرائيل عمليات الضم التدريجي للأراضي الجنوبية.

1987
استمرت إسرائيل في ضم الأراضي اللبنانية فضمت أراضي بلدة علما الشعب ويارون ورميش ومنطقة مرجعيون. وألغى لبنان اتفاق القاهرة مع منظمة التحرير الفلسطينية واتفاق 17 مايو/ أيار المبرم مع إسرائيل عام 1983. وفي الأول من يونيو/ حزيران تحطمت طائرة مروحية تقل رئيس الوزراء اللبناني رشيد كرامي ليحل محله بالنيابة سليم الحص. ودخلت القوات السورية إلى مناطق المسلمين في بيروت.


ميشيل عون
1988
شكل أمين الجميل حكومة مؤقتة بعد انتهاء مدة رئاسته مكونة من ستة ضباط في الجيش ثلاثة منهم مسيحيون والبقية مسلمون. وترأس الحكومة المؤقتة قائد الجيش اللبناني العماد ميشيل عون، غير أن المسلمين رفضوا الحكومة وشكلوا حكومة برئاسة سليم الحص.

1989
تراجع تعداد سكان الشريط الجنوبي المحتل إلى 78455 نسمة بعد أن كان عدد المسجلين رسميا لدى الدولة اللبنانية هو 204445 نسمة أي أن أكثر من 60% من سكان الجنوب هاجروا تحت ضغط الاحتلال. كما قامت القوات الإسرائيلية بطرد سكان الكثير من القرى الجنوبية مثل قرى مزارع شبعا. وفي يناير/ كانون الثاني شكلت جامعة الدول العربية لجنة خاصة بلبنان قدمت اقتراحا بوقف إطلاق نار يحتوي على سبع نقاط، وتلا ذلك في أكتوبر/ تشرين الأول اجتماع للبرلمان اللبناني تم فيه التوقيع على ميثاق وطني قلص من صلاحيات الرئيس وزاد من صلاحيات البرلمان، كما قسم مقاعد البرلمان بالتساوي بين المسلمين والمسيحيين. وعين الأخضر الإبراهيمي رئيسا للجنة الأمنية لمتابعة تنفيذ الاتفاقية التي نجحت في إقناع ميشيل عون بالسماح للنواب التابعين له بالانضمام إلى الوفاق الوطني. وانتخب رينيه معوض رئيسا للبنان ليغتال بعد 17 يوما من انتخابه وخلفه إلياس الهراوي، وفي اليوم الثاني أصبح سليم الحص رئيسا للوزراء. كما استبدل بميشيل عون إميل لحود في قيادة الجيش اللبناني.
ALIGN]
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]
  #66  
قديم 17-07-2003, 05:54 AM
السلفيالمحتار السلفيالمحتار غير متصل
لست عنصريا ولا مذهبيا
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2002
المشاركات: 1,578
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى السلفيالمحتار
إفتراضي


1990
أنهى ميشيل عون تمرده ولجأ إلى السفارة الفرنسية وذلك بعد ضرب الطائرات السورية قصر بعبدا، وبذلك انتهت الحرب الأهلية في لبنان. وخلف رشيد كرامي سليم الحص في رئاسة حكومة وفاق وطني. وأطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار على فريق دولي من مراقبي الهدنة كان يحقق في الاتهامات اللبنانية لإسرائيل بسرقة مياه نبع الوزاني.

1991
أعلنت إسرائيل أنها لن تنسحب من لبنان من دون تعهدات بالحصول على حصتها من مياه نهر الليطاني. وواصلت الحزمة اللبنانية استعادة سيطرتها على الأراضي اللبنانية، وأصدر البرلمان قرارا بحل جميع التنظيمات العسكرية في لبنان عدا الجيش الوطني وحزب الله الذي استثني من القرار، غير أن جيش لبنان الجنوبي رفض تنفيذ القرار. ووقعت لبنان وسوريا على اتفاقية أخوة وتعاون وتنسيق وتم تشكيل مجلس أعلى يضم رئيسي البلدين. كما تم إصدار عفو عام على كل الجرائم التي ارتكبت في الفترة من 1970 إلى 1990. وتلقى ميشيل عون عفوا رئاسيا يسمح له بالمغادرة إلى فرنسا. وشارك لبنان في مؤتمر السلام المنعقد في مدريد بإسبانيا.


رفيق الحريري
1992
استمر لبنان في مفاوضات السلام مع إسرائيل. وفاز نبيه بري رئيس منظمة أمل برئاسة البرلمان في أول انتخابات برلمانية بعد 20 عاما من التوقف، واختير رفيق الحريري رئيسا للحكومة اللبنانية. واغتالت إسرائيل موسى الموسوي الأمين العام لحزب الله. ووافقت فرنسا -بناء على طلب لبنان- على المشاركة في قوات حفظ السلام الدولية.

1993
شنت إسرائيل غارات على جنوب لبنان والبقاع والشمال وأطراف من بيروت في عملية عرفت باسم "تصفية الحساب" دامت سبعة أيام، وبررت إسرائيل ذلك بالرد على ضربات حزب الله. وتم فيها إلقاء أكثر من 27 ألف قذيفة وإطلاق ألف صاروخ أدت إلى قتل أكثر من 120 لبنانيا وتهجير 250 ألفا آخرين إضافة إلى الخسائر المادية. وفي المقابل خسرت إسرائيل 26 جنديا. وانتهت العملية بوساطة أميركية بين لبنان وسوريا من جهة وإسرائيل من جهة أخرى، وعرف الاتفاق الشفهي باتفاق تموز (يوليو) الذي نص على منع استخدام صواريخ كاتيوشا داخل الأراضي الإسرائيلية من قبل حزب الله.

1994
اختطف أفراد من القوات الخاصة الإسرائيلية مصطفى ديب الديراني زعيم تنظيم منشق عن حركة أمل من بيته في شرق لبنان. وأغارت طائرات إسرائيلية على قرية دير الزهراني ودمرت بيتا على أصحابه.

1995
واصلت إسرائيل سياسة القضم والضم للأراضي اللبنانية وذلك بتقدمها نحو أملاك الماروني في الدبيشة. وأطلقت دبابة إسرائيلية قذيفة قتلت ثلاثة أطفال في النبطية.

1996

قوات دولية في لبنان
باشرت إسرائيل هجوما موسعا على لبنان استمر في الفترة ما بين 16 و27 أبريل/ نيسان فيما عرف باسم "عناقيد الغضب"، واستخدمت فيه جميع قطاعات الجيش البرية والبحرية والجوية. واستمر القصف الجوي لمدة أسبوعين وحاصرت البوارج الإسرائيلية الموانئ اللبنانية، وطالت الضربات الإسرائيلية حتى فرق قوة حفظ السلام الدولية، وارتكبت إسرائيل مجزرة قانا حيث ألقت قنابل محرمة دوليا على مقر الكتيبة الفيجية التابعة للقوات الدولية والتي لجأ إليها الأهالي خوفا من القصف الإسرائيلي، فكانت الحصيلة أن قتل أكثر من 100 شخص وجرح أكثر من 150 آخرين. ورد حزب الله على الضربات الإسرائيلية بمواصلة إطلاق صواريخ كاتيوشا على مستوطنات الجليل في شمال فلسطين. وانتهى الهجوم باتفاق مكتوب برعاية أميركية سمي تفاهم نيسان/ أبريل.

1997
واصلت إسرائيل غاراتها على المناطق اللبنانية المختلفة، ولم يخل شهر من شهور هذا العام من ضربة إسرائيلية موجهة إلى إحدى المناطق اللبنانية. وكان إجمالي الغارات الإسرائيلية فيه قد بلغت 139 غارة, قتل فيها 96 مدنيا كما جرح 165 شخصا ودمر فيها 212 منزلا وأربع مدارس و118 محلا تجاريا. كما استمر حزب الله بإطلاق صواريخ كاتيوشا ضد القوات الإسرائيلية.


إميل لحود
1998
وافقت إسرائيل على تنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 425 والقاضي بانسحاب الجيش الإسرائيلي من كافة الأراضي اللبنانية شريطة أن تضمن لبنان وسوريا أمن إسرائيل في حدودها الشمالية، ولكن لبنان سوريا رفضتا الشرط الإسرائيلي. وانتخب إميل لحود قائد الجيش اللبناني رئيسا للبنان. وخلف سليم الحص رفيق الحريري في رئاسة الحكومة بعد استقالة الأخير المفاجئة.

1999
أكمل جيش لبنان الجنوبي انسحابه من مرتفع جزين الواقع شمال المناطق المحتلة فيما يسمى بالحزام الأمني والمحتل منذ عام 1985. وفاز إيهود باراك في الانتخابات الإسرائيلية ووعد بالانسحاب من جنوب لبنان في منتصف عام 2000 القادم.

2000

سوق في جنوب لبنان بعد الانسحاب
أصدرت الحكومة الإسرائيلية في مارس/ آذار قرارا بالانسحاب من جنوب لبنان من جانب واحد في يوليو/ تموز من العام نفسه. وفي أبريل/ نيسان أطلقت إسرائيل سراح 13 معتقلا لبنانيا أمضوا عشر سنوات في الأسر. وواصل حزب الله عملياته ضد جيش لبنان الجنوبي الذي انهار تحت ضغط المقاومة الإسلامية في الجنوب. وبتقدم حزب الله السريع سحبت إسرائيل قواتها من الشريط الجنوبي المحتل (الحزام الأمني) وذلك قبل الموعد المحدد من قبلها بستة أسابيع. ودخل حزب الله المناطق المحتلة يوم 25 مايو/ أيار الذي أعلنته الحكومة اللبنانية عطلة رسمية احتفالا بذكرى التحرير.

2001
بدأت لبنان ضخ بعض مياه ترفد نهر الأردن لتغذية قرى الجنوب المتحرر في مارس/ آذار بالرغم من معارضة إسرائيل. وفي أبريل/ نيسان قصفت مقاتلات إسرائيلية محطة رادار سورية في لبنان قتل فيها جندي سوري على الأقل.[/
__________________
من روائع شعري
يمامتي
ابيحوا قتلي او طوقوا فكري سياجا
فان قتلي في دجى الليل سراجا
EMAIL=candlelights144@hotmail.com]لمراسلتي عبر الإيميل[/email]
  #67  
قديم 17-07-2003, 06:32 AM
عابر سبيل عابر سبيل غير متصل
ابو معاذ
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: نيويورك
المشاركات: 2,259
إرسال رسالة عبر MSN إلى عابر سبيل
إفتراضي ونواصل السير على طريق الحق

بسم الله الرحمن الرحيم:
الحلقة الخامسة من:حقيقة حزب الله الشيعى.

التثوير العلمي والديني:

الدور الذي قام به الصدر حل بعض الإشكالات التي تواجه التجمع الشيعي بأمراضه المزمنة؛ ولكن بقيت بعض الإشكالات الأخرى التي لا يصلح لها الصدر ولا أمثاله، فبقيت قضية العلم الديني الإمامي: تدريسه، وتطويره، وتقريبه للناس، والترغيب في العودة إلى حِلَقه في الحوزات والحسينيات، ثم ربط ذلك كله بالهدف الأساس، وهو تحويل المجتمع الشيعي اللبناني إلى مجتمع حرب - على حد قول فضل الله نفسه - ليمهد للثورة وتحويل لبنان إلى دولة شيعية.
ولد فضل الله في عين عطا بالقرب من الحدود الإسرائيلية، وتلقى تعليمه في النجف على يد محمد باقر الصدر ومحسن الحكيم، ويدعي فضل الله دائماً أنه ليس قائداً لأي حزب أو حركة، ولكنه يتمتع بنفوذ خاص بين جماهير الشيعة، وفضل الله رجل زئبقي التصورات والأفكار، ويجيد المراوغة الكلامية والتلاعب بالألفاظ، ولكن يبقى أن كل هذه المؤهلات لا تستطيع الحياد به أو أن يحيد هو بها عن هدفه الأساس في لبنان، ومن هذه الأفكار التي تبدو متناقضة متنافرة نراه يقول: أنا في الحقيقة رجل حوار، ولي كتب ومدرسة للحوار، وأطلب من الناس أن يحلو مشاكلهم عبر الحب والتفاهم وليس عبر استخدام العنف(36).
وسئل في حوار معه قريب(37): بالأمس دعوتم إلى التدرب على الحب "كما تدربنا على السلاح في لبنان" فهل يعني ذلك أن زمن السلاح قد ولى برأيكم؟ فأجاب: ليس من الضروري أن يكون زمن السلاح في المطلق ولى؛ لأن الحياة تحتاج بحسب طبيعتها إلى حركية السلاح وترتبط بها في الجانب الإيجابي أو السلبي، لكن المسألة التي أحب أن أؤكد عليها دائماً أن قضية الحب هي قضية الحياة؛ بحيث إنك عندما تملك السلاح - يجب أن تعيش معنى الحب في حركة السلاح في يدك؛ بحيث لا تحركه إلا من خلال خدمة الإنسان وخدمة الحياة بدلاً من أن تحركه لإسقاط الحياة. ومن المؤسف أن الناس لا يتدربون على الحب؛ بل إنهم يتدربون على البغض والحقد حتى أصبحنا نتحدث عن الحقد المقدس وعن البغض الإنساني.
هذا الكلام يجب أن نتذكر معه قول فضل الله وهو يخاطب جمهور المصلين في بلدة النبي عثمان قائلاً: وعلينا أن نخطط للحاضر والمستقبل؛ لنكون مجتمع حرب!!(38).
ثم يحاول الهروب من دوره في تعبئة الناس للحرب والتأكيد على دوره في ذلك في آن واحد بقوله: لا بد للشعب أن يعبر عن نفسه ويأتي التعبير إما عبر الوسائل التقليدية، أو بغير الوسائل التقليدية؛ ولهذا نجده اختار الهجوم الانتحاري، وهذا شكل آخر من أشكال الصراع، ويعتقد من يفعل ذلك أنه يصارع إذا حول نفسه إلى قنبلة حية، ويصارع أيضاً لو كانت هناك بندقية في يده، ولا فرق أن تموت بقنبلة في يدك أو أن تفجر نفسك، وهذه المفاهيم التي أتحدث عنها مفاهيم عقلية!! في مواقف الصراع، أو في الحرب المقدسة، عليك أن تجد أفضل الوسائل لتحقيق أهدافك، نعم إنني أتحدث عن الشعب الذي يواجه الخطط الإمبريالية الأمريكية والأوروبية، لكنني لم أقل لهم على وجه الخصوص: "فجروا أنفسكم" وقد سمعت من يتهمني بأنني أبارك الهجوم، أنا في الواقع أدعو إلى الحرية، إنني أدعو إلى التحرر من الاستعمار. إذا كان الاستعمار يظلم الناس فعلى الناس أن يحاربوه، أما أن نقول: إني أتزعم الناس في أعمال عنف فلا. ثم يلتفت ويستدير للوجهة الأخرى من سياسته ويقول:
إننا يمكن أن نأتي بالتغيير في لبنان بتعليم الشعب وتنويره داخل المؤسسات الاجتماعية، وهناك طرق أخرى يمكنك أن تلجأ إليها: أن تبدأ بإقناع الناس، وهي نفس الطريقة التي يعظ بها المسيحيون، أو يفعلها الماركسيون - حتى لا يكون شاذاً في عرضه - إنك حين تقنع الأغلبية السائدة بأن تهتدي بالإسلام يكون وقتها لدينا الظروف السياسية المناسبة، ووقتها تستطيع أن توجد جمهورية إسلامية.
ثم يعرج على الدور الهام للخدمات الاجتماعية الكبيرة التي يقدمونها للناس بقوله:
إن قوتنا تكمن في قدرتنا على صنع الناس والجماهير، وعلى أن نضع أوامرنا موضع التنفيذ إنهم ينفذون أوامرنا؛ لأنهم يعرفون أننا أقرب الناس في تحقيق مطالبهم(39).
فهذه عجالة من أفكار الرجل التي يُبَيّنُ أهدافها الواقع، كما تَبِينُ مراوغاتها الفكرية، وقد حقق فضل الله - كالصدر - عدة نجاحات هامة للشيعة في لبنان نوجزها فيما يلي:

يتبع
__________________



كلما حاولت اعدل في زماني .. قامت الامواج تلعب بالسفينه
  #68  
قديم 17-07-2003, 06:34 AM
عابر سبيل عابر سبيل غير متصل
ابو معاذ
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: نيويورك
المشاركات: 2,259
إرسال رسالة عبر MSN إلى عابر سبيل
إفتراضي

1 - توطين العلم الإمامي:
كانت إحدى الإشكالات الكبرى التي كانت تواجه المجتمع الشيعي اللبناني، بُعد المدارس الدينية الكبرى، وكثرة المعوقات التي تحول دون الالتحــاق بها، وكان مــن أكثرها تعويقاً للاتصال بها تلك المعاناة المالية التي لا بد أن يتحملها الطالب وأهله طوال مدة طلبه للعلم الإمامي، لذا كان الدور الذي أُنيط بـ (فضل الله) عند عودته من النجف أن ينقل معه هذه المدرسة في صورته وصورة مهدي شمس الدين، وتم اعتماد ذلك على أنه بمثابة السفر إلى النجف أو إلى قم، فأنشأ فضل الله "المعهد الشرعي الإسلامي" وبدأ التدريس فيه، وأنشأ كذلك جمعية أسرة التآخي وحسينية الهدى، ثم بدأت المدارس في الانتشار فيما بعد على نحو ما سيأتي.
كما تم اعتماد سياسة تعليمية تسهل الالتحاق بهذه المدارس، وقامت هذه السياسة الجديدة على:
أ - تكثير المدارس ونشرها في الأرياف الشيعية والضواحي؛ حيث تجتمع كثرة الشيعة.
ب - إجراء وظيفة أو رواتب للطالب.
ج - قبول الطلبة من غير شرط مدرسي أو شرط يتعلق بالسن(40).
وقد ساعدت هذه السياسة التعليمية على الخروج من سيطرة الأهل، من أفكارهم وأموالهم، كما ساعدت كذلك على تكثير سواد الطلبة الجدد.
2 - تطوير العلم الإمامي:
كانت التقليدية والجمود الذي أصاب العلم الإمامي إحدى الإشكالات التي كان ينبغي التوجه إلى علاجها والتأكيد عليها، وكان مما قاله الخميني في ذلك: قدموا الإسلام للناس في شكله الحقيقي، حتى لا يتصور شبابنا أن وظيفة رجال الدين أن يجلسوا في أحد أركان النجف أو قم لتدارس أمور الحيض والنفاس بدلاً من شغل أنفسهم بالسياسة، ومن ثم يستنتج الشباب أنه يجب فصل الدين عن السياسة(41).
والمعهد الشرعي الإسلامي سعى إلى إخراج "العلم" الإمامي بلبنان من شرنقة العائلات الدينية التقليدية، وقصد إلى جلاء صورة جديدة لرجل الدين تميل به عن صورة "الشحّاذ"، العاطل عن العمل، أو واعظ الناس "مواعظ تقليدية"، ومحدّثهم في الصلاة والصوم، ومرغبهم في الجنة إلى صورة بل إلى حال مختلفة يصح معها نزوعه إلى دور الولاية العامّة، وإلى محلّ الصدارة في ميادين النظر والعمل كافة، فأقبل على المعهد الشرعي الإسلامي طلاب حرص بعضهم حرصاً شديداً على الظهور بمظهر محصّلي العلم "العصري" وعلى النجاح أو التفوق في مضماره، ورمى الطلاب ومرشدوهم من وراء ذلك إلى رفع ما لحق رجل الدين التقليدي من ازدراء، وإلى محو وصمة البطالة والفراغ والجهل عنه؛ فلا يؤول ذلك إلى نفض الغبار عن دوره فحسب، بل تحلّ قوة العلم في دعوته وفي كلامه ومواقفه، ويشق الطريق أمام المحتذين بمثاله والمقتدين به، فيتكاثر عدد السالكين طريق علوم الدين.
وجمع طلاب المعهد بين التحصيل الديني وبين أنشطة حياة عادية ووجوهها. ومثل هذا الجمع ضروري وحيوي للدعوة وحزبها(42).
وقد صب هذا التطوير للتعليم الديني في مجرى تحقيق الهدف الأساس من تحويل المجتمع اللبناني الشيعي إلى دولة شيعية قد تتوافق بداياتها مع البدايات الإيرانية أو تلحق بها فيما بعد فلا تقتصر السياسة على الوجه المتصل بالمدارس والتدريس، وعلى سلك العلماء وإعدادهم؛ فهي تعد الجسم الديني بغية تأطير "المجتمع الإسلامي" وقيادة المعقل الشيعي؛ فما العلماء والطلبة من بعدهم وورائهم إلا المبلغون عن الثورة، وعن مرشدها، ودولتها، وحوزاتها، وقد أوْلى التراث الشيعي العلماء والمبلغين والدعاة دوراً خطيراً، وأناط بهم نقل العلم الإمامي، أو الأدلة إليه؛ فكان التشيع الإمامي بين أُولى الفرق التي برعت في إعداد الدعاة وتنشئتهم ووضع رسوم عملهم.
وكان لا بد لهذا التطوير بعد هذا التأطير للمجتمع الشيعي من أن يصب في مجرى آخر للالتقاء مع حركة الصدر من أجل الثورة بعد التثوير.
فيقول الشيخ محمد إسماعيل خليق - ممثل الشيخ حسين منتظري في لبنان -: إن الحوزات العلمية على مدى العصور كانت منطلقاً للثورات ضد الظالمين؛ فهي مشعل لانتصار الإسلام والمسلمين في كل العالم، ومعين الطلبة الذين يشتركون في العمليات الجهادية(43).
وقد تم التوسل برباط "العلم" الإمامي الذي ينبغي أن يتعالى عن الأقوام والأهل واللغات، وأن يلحق المدارس الدينية والحوزات بـ "خط الإمام". وحملة "العلم" وأصحابه على "العمل" ووحدت بين العمل وبين "الحرب والقتال والشهادة، وتوّجته بالدم"، فاستعادت من غير ملل، ولا خشية من التكرار المقارنة التي عقدها التراث الإمامي بين حبر العلماء وبين دم الشهداء، ومزجت بينهما، وجعلت مِزَاجهما عنواناً قاطعاً على وحدة "الشخصية الإسلامية" وعلى فرادتها، فاستحال عالم الدين إلى أحد وجهين متلازمين لكل مناضل إسلامي. أما الوجه الآخر فهو المقاتل أو المجاهد. فإذا اجتمع العلم والقتال والشهادة في شخص واحد ارتفع الشخص إلى مرتبة الولاية والمثال، وكما قال أحد شبابهم: لا بد للعلم من جهاد يكمله ويتكامل معه(44).
ولهذا فقد افتخر محمد حسين فضل الله بأن هذا الجيل الذي يمثله الآن "حزب الله" قد تربى على يديه(45).
وإلى هنا اتفق فضل الله مع الصدر في نقطة الانطلاق التي هـي مـدار حديثنا في الحلقة القادمـة - إن شاء الله تعالى -.

يتبع
__________________



كلما حاولت اعدل في زماني .. قامت الامواج تلعب بالسفينه
  #69  
قديم 17-07-2003, 06:34 AM
عابر سبيل عابر سبيل غير متصل
ابو معاذ
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
الإقامة: نيويورك
المشاركات: 2,259
إرسال رسالة عبر MSN إلى عابر سبيل
إفتراضي

الهوامش:
1-انظر مقال : صادق الموسوي، مجلة الشراع، 17/5/1993. وانظر : وضاح شرارة، دولة حزب الله، ص342.
(2)د. وجيه كوثراني ، المسألة الثقافية في لبنان، الخطاب السياسي والتاريخ، ص20ـ 21.
(3)قراءة في فكر زعيم فكري لبناني ، ضمن حلقات الإسلام والكونجرس الأمريكي د. أحمد إبراهيم خضر، مجلة المجتمع ، العدد: 953، ص45.
(4)ورد في الموسوعة العربية العالمية، ج21/71، أن عدد الشيعة في لبنان بلغ عام 1990م مليونا ومائتي ألف نسمة ، أي بنسبة 54% من السكان المسلمين الذين يمثلون 62% من سكان لبنان . كما تذكر مصادر أخرى أنهم يشكلون 50% من نسبة السكان كما ورد ضمن حلقات الإسلام والكونجرس، مجلة المجتمع العدد928، ص 29، كما أوردت مجلة المجلة في العدد:795 /13/4/1995م أن عدد الشيعة في لبنان يبلغ 42% من مجموع سكان لبنان.
(5)انظر: بهمان بختياري، المؤسسات الحاكمة في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، ضمن مجموعات أبحاث تحت عنوان إيران والخليج، البحث عن الاستقرار، إعداد جمال سند السويدي، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ط1، 1996، ص75.
(6)كينيث كاتزمان، الحرس الثوري الإيراني، نشأته وتكوينه ودوره، ص60، مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية، ط1،1996.
(7)انظر: أصول مذهب الشيعة للقفاري، ج2/894، وانظر تطور الفكر السياسي الشيعي، ص419ـ437.
(8)الحكومة الإسلامية، الخميني، ص80.
(9)المصدر السابق، ص49.
(10)انظر إيران: تحديات العقيدة والثورة، د. مهدي شحادة، د. جواد بشارة، مركز الدراسات العربي ـ الأوروبي ، ط1/1999، ص 19.
(11)الحكومة الإسلامية ، ص95.
(12)انظر حجة الإسلام : د. موسى الموسوي، الثورة البائسة، ص147.
(13)انظر : مهدي نور بخش، الدين والسياسة والاتجاهات الأيديولوجية في إيران المعاصرة، ضمن إيران والخليج، البحث عن الاستقرار ص 48.
(14)الحكومة الإسلامية ص 54
(15)الحكومة الإسلامية ص 54
(16)محمد حسين فضل الله ولاية الفقيه، ص55.
(17)المصدر السابق ص24.
(18)يا شيعة العالم استيقظوا، لحجة الإسلام موسى الموسوي ص 16ـ20.
(19)التيارات السياسية في لبنان 1943 ـ 1952 ، د. حسان حلاق ، الدار الجامعية ـ 1988.
(20) محمد جواد مغنية، الوضع الحاضر في جبل عامل، ص58، نقلا عن دولة حزب الله ، ص26.
(21)السابق ص 24ـ29.
(22) السابق ص 47ـ 48.
(23)دولة حزب الله ص30ـ31.
(24) مغنية، مصدر سابق ص43.
(25)سوريا وإيران : تنافس وتعاون، أحمد خالدي، حسين . ج. أغا، ت/ عدنان حسن ، دار الكنوز الأدبية ط1/1997م ص 19ـ20
(26) دولة حزب الله ص 44.
(27)أوليفيه روا ، تجربة الإسلام السياسي ص 178.
(28) يذكر أن الأسرة الشهابية كانت من الأسر الشيعية التي تنصرت.
(29)انظر عبد الله الغريب ، وجاء دور المجوس، 409ـ 423.
(30) تجربة الإسلام السياسي ص 178.
(31)انظر الصدر ودوره في حركة أمل، ضمن حلقات الإسلام والكونجرس الأمريكي د. أحمد إبراهيم خضر ، مجلة المجتمع ، العدد: 957، ص 47.
(32) انظر: دولة حزب الله ، ص 167ـ 169.
(33)السابق ص 79ـ 80.
(34)راجع ذلك في حواره مع مجلة الوسط العدد 275/5/5/1997م.
(35) انظر هذا الكلام وهو لحسين الحسيني ضمن حلقات حازم صاغية التي بعنوان معرفة (بعض) لبنان ، طوائف وعائلات ، مناطق وأحزابا سياسية ، جريدة الحياة ، العدد : 13323/19/5/1420هـ، 30/8/1999م.
(36) حوار نشر ضمن حلقات الإسلام والكونجرس الأمريكي أجراه معه د. جورج نادر، ونشر تحت عنوان قراءة في فكر زعيم ديني لبناني ، الأعداد : 953،954،955 من مجلة المجتمع.
(37)جريدة الأنباء الكويتية، العدد: 8364/29/8/1999م .
(38)جريدة النهار اللبنانية ، 14/5/1986م.
(39)قراءة في فكر رجل ديني لبناني ، مصدر سابق.
(40)انظر دول حزب الله، 135ـ 136، 155ـ 156.
(41)الدين والسياسة والاتجاهات الأيديولوجية في إيران المعاصرة، ص 42.
(42)وضاح شرارة ، ص 88ـ89.
(43)جريدة السفير اللبنانية ، 12/2/1987م.
(44)انظر وضاح شرارة ، ص 162.
(45)انظر حواره مع مجلة : المشاهد السياسي، العدد 168/30/5/1999م.

وسيأتى تمام هذا ان شاء الله تعالى .
__________________



كلما حاولت اعدل في زماني .. قامت الامواج تلعب بالسفينه
  #70  
قديم 17-07-2003, 06:38 AM
أبو محمد 10 أبو محمد 10 غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2003
المشاركات: 512
إفتراضي

أخي ألكريم عابر سبيل
ممكن أن ترسل لي رسائل خاصة
فأن أستقبال ألرسائل مفتوح
مع ألتحية
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م