مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 07-03-2006, 01:33 PM
عبدالحميد المبروك عبدالحميد المبروك غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
المشاركات: 172
إفتراضي ......فضيلة

.. فـضــيـلـة.

يعلم جيدا إنه حين يمسك القلم لن يجد له مقدرة على إيقافه . فالقلم يحكمه مثلما يحكمه الورق. والروابط بجميع أشكالها و أنواعها، من الرابطة الأسرية إلى الأخوية إلى الودية ......إلى الأممية .. إلخ من مسميات الود والحنان و الفضيلة ... هذه المعشوقة التي قد تذهب به إلى (( العصفورية )) مستشفى المجانين ، خاصة حينما جاء أمامه ذلك البيت الذي نشره أستاذنا الفاضل ( يتيم الشعر)) : ـ
باب الفضيلة أغلقوه أمامنا وعلى الغواية فتحوا الأبواب.
وعاش من قائل ، ومن مردد من الأعماق.
فقد عاد به هذا البيت إلى سنوات من الجمر واللهب وجاء في خياله ذلك الفيلسوف الذي إتهموه بالجنون حينما شاهده الناس يحمل شمعة في عز النهار و يفتش في شوارع و زقاق أثينا.((ديوجين)).
إنه مخلوق بسيط وعادي و لن يرتفع أو يرتقي إلى مستوى ديوجين وسعة أفقه وثقافته ....وهو يفتش عن معشوقته تلك الأنثى الأخاذة.. تلك الأنثى التي قضى دهرا يفتش عنها مولعا بحبها..والتي لم يراها سوى مرة واحدة في عمره. تخيلها وهو في العشرين فأخذت لبه .. فشغف بها و عشقها ... فإستقرت في عقله وبين جنبيه وتجسدت في عينيه فرآها فأحبها حبا ملك قلبه وحال بينه وبين نفسه . ثم صار يفتش عله يعثر عليها.. تلك الأنثى الجارفة الفاتنة المروعة... و التي أمضى عمره في البحث عنها بلا كلل رغم الوهن الذي تملكه و اليأس الذي ضرب نفسه بسبب عدم عثوره عليها.
لم يوهم أو يراوغ أحباءه في أنثاه التي عشقها وصرف عمره من أجل الحصول عليها حتى لا يفسرونها بأنثى البشر ، فالعشاق يعشقون إناثا بشرية إلا أنه عاشق من نوع آخر .. فهو لم يعشق مخلوقة بشرية بعد ، فالعشق في قاموسه مرة واحدة .. و عشيقته كانت غير موجودة..
الأنثى البشرية يفتش عنها العاشق فيجدها ، أما أنثاه فهي الفضيلة ...
بحث عنها في حوانيت التجار فرأى التاجر لصا، نصابا في أثواب بائع. فقد وجده يبيع له بدينار ما ثمنه خمسون قرشا، فتأكد من لصوصيته، ما دام يسلبه ماله و يستغفله. رغم أنه لا ينكر على التاجر ربحه ، وكان ينكر عليه أن يتناول منه أكثر مما يجب ، و أكثر مما يستحق على ما بذله من جهد في جلبه السلعة وما أنفق من راحتيه في سبيل إحرازها.
بحث عنها في مجالس القانون فرأى أن أعدل القضاة من يحرص كل الحرص على أن لا يهفو في تطبيق القانون الذي بين يديه ، فيحاسبه من منحه الكرسي الذي يجلس عليه ، فيسحبه من تحت إليتيه .. ووجد أن القانون مدينة ليس فيها سوى الليل و اليباس و البرود ، يتيه الإنسان في فخوخه.
أما إنصاف المظلوم و الضرب على يد الظالم و إعادة الحق إلى أهله و إنزال العقوبة على المذنب ، فهي عندهم ذيول و أذناب و هوامش و حيثيات لا يأبهون بها و لا يحفل بشأنها إلا إذا مشت مع القانون في طريق واحد مصادفة أو إتفاقا. فإذا إختلف طريقهما بين يديهم حكموا بغير ما يعتقدون و نطقوا بغير ما يعلمون و أدانوا البريء و برءوا الظالم ، فإذا عتب عليهم في ذلك عاتب كانت حجتهم في ذلك حكم القانون ... كأنما يريدون أن يجعلوا العقل أسير القانون.
و ما القانون ؟ ما القانون سوى ذلك العلم الذي يكمل علاقات الناس بين بعضهم بعضا .. و حسنة من حسنات العقل البشري ومن فنون عقله.!
بحث عن الفضيلة في مجالس الأغنياء فرأى الغني الثري ، إما شحيحا أو مسرفا.... فالأول ولو كان جارا لبيت فاطمة رضي الله عنها و سمع أنينها في جوف الليل من الجوع ما مد إصبعه إلى أذنيه.. ثقة منه أن قلبه كالحجر لا تنفذه الرحمة أو الشفقة. و أما الثاني فماله بين الثغرين ، ثغر الحسناء و ثغر الصهباء... فعلى يد أي من الغنيين تدخل الفضيلة قصور الأغنياء.
بحث عنها في مجالس التنظيمات السياسية و الإجتماعية والدينية إلخ.... فوجد أن المبدأ و العلاقة و المذهب إلخ... ألفاظ مترادفة معناها الكذب.!!!!
فقد رأى القادة في كراسيهم كشاريي الخردوات ، لا فرق بينهم إلا أن هذا ينقص سعره و ذلك ينقص مبدأه. و رأى أن ألد أعداء الإنسان هو الإنسان.
فمن أقصى شرق الكرة الأرضية إلى أقصى غربها أعدت كل أمة من الأمم التي تسكنها في باطن أراضيها مخازن و مستودعات ، و على ظهور سفنها و طائراتها ما شاء الله من العذاب و الموت ، والقتل و الدمار، حتى إذا وقعت الواقعة بين إنسانين ، لبس كل منهما فروة السبع و إتخذ له من تلك العدد الوحشية أظفارا كأظفاره و أنيابا كأنيابه. فشحذ الأولى و كشر عن الثانية... وهجم على بن أمه و أبيه هجمة لا يعود منه إلا بنفسه التي بين جنبيه أو أقل...
و لو سأل أحد جنديين يتقاتلان ، ما بكما ؟ و ما شأنكما ؟ و لماذا العداوة و أنتما ما تعارفتما إلا في اللحظة التي إقتتلتم فيها ؟ لعرف أنهما مخدوعان و إنهما خرجا من داريهما ليضعا نيشانا على صدر قائدهما أو تاجا على رأس مليكهما.
بحث عن تلك الثكلى بين رجال الدين فرآهم يتاجرون بالعقول في أسواق الجهل. و رأى كلا منهم قد شغر له في كل رأس من رؤوس البشر ثغرة ينحدر منه إلى الأخلاق فيفسدها ، و المشاعر فيقتلها ليتوسل بذلك إلى الذخائر فيسرقها.
فهذا في الطريقة الراشدية ، و ذاك في الوهابية و آخر في الجازوية وغيره في المدنية وآخر في العيساوية.....وجعلوا للدين مذاهب و مسالك و طرق و مسارب ما أنزل الله بها من سلطان.
بحث عنها ... و بحث عن تلك المعشوقة في كل مكان علم أنه تربتها و موطنها فلم يعثر عليها...من الغرب إلى الشرق .. من أرض الرسالات إلى أرض الغوايات....
فيا رب هل يجد ضالته في المواخير و الحانات و الخرائب .. أو في خلوات اللصوص و جدران السجون...
إنه لا ينكر وجود الفضيلة و لكنه جهل مكانها. فقد عقد رياء الناس أمامه سحابة سوداء قاتمة أظلم لها بصيرته حتى ما وجد في صفحة السماء نجما لامعا ، وكوكبا مضيئا...
كل الناس تدعي الفضيلة و تنتحلها. كل الناس ترتدي رداءها و تعد لها عدتها من مظهر يستهوي الأذكياء و الأغنياء ، و مظهر يخدع أسوأ الناس بالناس ظنا..
فمن له بالوصول إليها في هذا الظلام الحالك السواد.
فإن كان صحيحا ما يتحدث عنه الناس من السعادة في الحياة و طيبها و غبطتها و نعيمها ، فسعادته أن يعثر في طريقه في يوم من أيام حياته التي تولت بصديق يصدقه الود و يصدقه ، فيقنعه منه وده و إخلاصه دون أن يتجاوز ذلك إلى ما وراءه من أهداف و أغراض ، و أن يكون شريف النفس و القلب ، فلا يحمل حقدا و لا يحفظ غلا....و لا يحدث نفسه في خلوته بغير ما يحدث به الناس في محضره ، شريف اللسان و القلب ، فلا يقول غير الود و لا يحب غير الفضيلة و لا يبغض غير الرذيلة.
إن هذه هي السعادة التي تمناها ، و لكنه لم يراها!!!!!!!!!!!!!
فقد رأى الحدائق الغناء تهفوا أشجارها و ترن أطيارها ، ورأى جداول الماء تنساب بين أنوارها و أزهارها إنسياب الأفاعي الرقطاء في الرمال الصفراء.
ورأى أنامل النسائم تعبث بمنثورها الأوراق عبث الهوى بألباب العشاق، و سمع بين زقزقة الطيور و خرير الماء نغمات شجية تبلغ من نفس الإنسان ما لا تبلغه أوتار العود فلا يسره منظر و لا يطربه مسمع ، لأنه لا يرى بين هذه المشاهد التي يراها و يسمعها وهو بكامل قواه العقلية ضالته المنشودة.
لقد طغى وجه الرذيلة في عينيه و ثقل حديثها في مسمعه حتى أصبح يتمنى أن يعيش بلا بصر و لا بصيرة فلا يشعر بخير الحياة و شرها و سرورها و حزنها...
ولولا ولدان صغيران و بنية يفقدون بفقده طيب العيش و نعيمه لفر من هذا العالم الناطق إلى ذلك العالم الصامت ، فيجد من الأنس به و السكون إليه ما وجده الذي قال : ـ
عوى الذئب فإستأنست بالذئب إذ عوى و صوت إنسان فكدت أطير.

وعموما فإنه لولا السرور في ساعة الميلاد ما كان البكاء في ساعة الموت. و لولا فرحة اللقاء ما كانت أحزان الفراق ...ولو كان الوثوق بدوام النعمة ما كان الجزع من الفقر.
فأسعد الناس في هذه الحياة المتقلبة الأطوار هو من إذا وافته النعمة تنكر لها...ونظر إليها نظرة المستغرب منها....و ترقب كل ساعة زوالها و إستفناءها .... فإن بقيت و دامت في يده فبها، و إلا فقد أعد لفراقها عدته من قبل ، وهو مستعد للحياة بدون هذه النعمة.!!!!!!
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 08-03-2006, 07:21 AM
أسعد المصري أسعد المصري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
الإقامة: جدة ــ دمشق
المشاركات: 256
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى أسعد المصري
إفتراضي

ألف شكر لك أخي عبد الحميد على الموضوع الجميل والنص الرائع ..

أذكركَ ونفسي بقول الشاعر :

إنـمـا الأمم الأخــلاقُ ما بقيتْ
فإن همُ ذهبتْ أخلاقهم ذهبوا

ونحن إن لم نتمسك بالفضيلة فإننا ذاهبون ...


تحياتي .
__________________


الحب في حياتنا

مثلُ المياه

إذا غاضتْ .. هلكنا

وإذا فاضتْ ..

غضبٌ من الله ..!


أسعد المصري


الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 20-03-2006, 12:46 PM
نور الحياة نور الحياة غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2005
الإقامة: أرض الخليج ...
المشاركات: 595
إفتراضي

ليس عندي ما أضيفه ... فقد كفيت ووفيت ..
طرح جميل ... و أسلوب أروع في الطرح ( ما شاء الله )
استمتعت في القراءة .. صدقاً ...

و نسأله تعالى أن يرزقنا الفضيلة قولاً و فعلاً .. لا تصنعاً .. ( آمين )


__________________
رب جنبني صداها ، فهي اعدى من عرفت .. هي نفسي و هي شيطاني الذي منه هربت
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م