كتيبة أعدام بوش 4

[محمد على]

- 2 –
السياحة في قطر


غير أن كل شيء قد تغير مع موعد إطلاق مدفع إفطار الجمعة فقد كانت الجزيرة تذيع علي الهواء جلسة مجلس امن أمريكا ( أسف جلسة مجلس الأمن ) التي وافقت علي المشروع الأمريكي البريطاني المشترك لما يسمي بعودة مفتشي الأمم المتحدة الي التفتيش في العراق على أسلحة الدمار الشامل .

ولست أدري أي دمار شامل يقصد السيد ( بوش ) وكنت علي وشك ان أنسحب الي غرفتي غير أن تليفون من ماجد جعلني أجلس حيث أنا علي طاولة الإفطار وحولي أولادي يكملون لهوهم وضحكاتهم علي برنامج الكاميرا الخفية .

- آهلا ماجد كيف حالك ؟

- محمد هل شاهدت النشرة وإجماع مجلس الأمن علي قرار عودة المفتشين للعراق

ورددت علية مختنق :-

- يجب أن يفعلوا بنا أكثر من ذلك فنحن أصبحنا مدانيين كل الوقت ولوقت قادم إن لم نفعل شيئا يعرف من خلالة العالم أننا مازلنا ننبض بالحياة .

رد ماجد :-

- هذا ما جعلني أهاتفك الآن يجب أن نلتقي اليوم في العاشرة في مقهى الفيشاوي .

- هل اتفقت مع الكل .
- نعم

- أذن الى اللقاء في العاشرة

ومع أكواب الشاي الأخضر والنعناع وجلسة جعل زايد شكلها جلسة فنانين عندما أصتحب معة عودة ولست أري لماذا لم ينسي يوما أنة كان أولنا في فرقة الأمن ودائما يتقمص دور رجل المخابرات وسألة أسامة :-

- هل حضرنا من أجل الغناء ؟

وعالجة زايد :-

حتي تصفو الروح أولا.

وأكد ماجد :-

نحتاج الى بعض الراحة أولا .

غير أن إسحاق كان صاحب القرار فبدأ يغني :
ياصهبجية أة ياللي عايزين شوية أة ياللي
حاجة من اللى هى أة ياللي ………….

وذاب الكل في الغناء وجلس الحول كلة يردد معنا وغسلنا كل الهم وصفت كل الأرواح حتى أن الوقت قد سرق منا ودنت الساعة من الواحدة بعد منتصف الليل .

وكانت المشكلة أننا لن نستطيع الحوار وسط كل هذا الجمع فقمت أعلن للجميع :-

هيا يجب أن نغادر .

وهم ماجد في هدوء :-

سنذهب الى ربوة الدراسة .
وكان لة ما أراد . . . . .

وعلي الربوة ومع نسمات نوفمبر الباردة التي تنعش الروح حدد ماجد مستقبل الجوار قائلا :-

- يبدو أن السيد ( بوش ) يريد دائما أن يكون بطل حوارنا .
-
ورد إسحاق مكملا :-

- الرجل يصر علي أن يكون العرب ولاية أمريكية قاعدتها المشرق العربي .

ورددت عليهم :-

أبدا لن يكون هذا . (قاعدة0000000العبيد ) هى مدفنة.

ولم ندري أن الوقت قد صار السابعة من صباح السبت عندما انتهينا من وضع خطة السيطرة على قاعدة العبيد الأمريكية في قطر وتأجيل خطة علب السردين على أن تكون ساعة الصفر العاشر من رمضان وأطلق عليها أسامة ( بدر الثالثة ) .

وكان على إسحاق توفير المركب الأساسي من غازة الذي يقول أنة يتفاعل مع الأكسجين في الجو علي مساحة 10 كيلو متر مربع ويجعل من يستنشقه في حالة تنويم مغناطيسي لمدة لا تقل عن الساعتين ولم نكن نريد أكثر من هذا ويسلمة لي مساء السبت في صورة علب كارتون عليها أسم شركة ( فرج المولي ) المسئولة عن توريد مصنعات اللحوم التي تورد للعدو في منطقة الخليج منذ العام 1990 وتم وضعها في رسالة الشركة الى قطر من خلال المساعدات القيمة التي قدمتها أحدي العاملات التي قتل أبنها في حرب الخليج الأولي حيث كان يعمل في البصرة وهي تريد أن تقدم خدمة لقاتلي وحيدها لم تسأل عن التفاصيل ولكنها حدثتني يوما بأنها تعمل في صالة الشحن هذة كي تقيم العزاء علي وحيدها فنحن في الصعيد لا نقيم العزاء لقتيل إلا يوم الأخذ بثأرة وقد حدثتني في أحد الأيام عن أنها تريد سما تضعة في العلب المصدرة لهم ولكني قلت لها أن هذا سوف يكتشف لأنهم يكشفون علي كل شيء وطلبت منها الصبر ولم أكن أعرف أنني أدخرها ليوم مثل هذا آلم أقل لكم الله وحدة هو من يدير الكون وليس الأمريكان ولم نكن نريد سوي دخول العلب المشبعة بمركب إسحاق وسوف يكشفون عن كل شيء إلا علب الكرتون الفارغة والمشبعة بالمركب الذي يمتاز بأنه ليس لة طيف إشعاعي أو لون أو تفاعل قبل وقت قد حسبناه بدقة كاملة وسيكون يوم العاشر من رمضان في العاشرة بتوقيت القاهرة .

وتكفلت أنا أيضا بتوفير تأشيرات الزيارة للقطر العربي الشقيق ( قطر ) فعندي أصدقاء في كل الخليج من خلال المنتديات العربية في الخيمة والساحة والبوابة وغيرها ولم يشق علي الأمر بإرسال صور جوازات السفر لشخصين في قطر عبر الميل وكنا في الثالث من رمضان والوقت صار ضيقا وكانت هناك خطة بديلة للدخول عن طريق إيران وأخري عن طريق السعودية وقررنا أن ننتظر التأثيرات في السعودية ولذا كانت تأشيرات العمرة قد جهزها مساء السبت ( أسامة ) لتكون الخطة البديلة غير أن إسحاق قد سبقنا الى الأردن إلى أخته التي تعمل هناك التي أقنعها أن توفر لة طريقة للدخول الى قطر لأن لدية اختراع يجب أن يطلع علية شركة هناك وستكون لها نسبة من الأرباح ولو تم الأمر لة بالتعاقد مع الشركة .

وكان علي زايد أن يرسل الى أخيه الذي يعمل في قطر في مجال الإستراد والتصدير نوع من الأحزمة البلاستيكية التي تستخدم في ربط الجرائد مع بعضها تتميز بالقوة وأعادة التشغيل مع رخص ثمنها التي يجعلها أرخص من الدوبار المستخدم لذلك مع مراسلته للأخية أن دفع ثمنها لن يكون قبل ثلاثة أشهر من تاريخ الشحن وقد أرسل لة بالفعل مساء السبت عشرون ألف حزام علي طائرة الواحدة .

وكان علي ماجد توفير الفيزا كارت الخاصة بكل منا لأننا سوف تفترق بعد العملية ولن نتقابل الا في سفح الهرم وسوف يكون لكل منا عمل منفرد بعد العملية سوف أحدثكم عنة لاحقا .

كان كل شيء معد بدقة إلا خطة دخول قطر العربية ومساء الأحد كنا في الطائرة الى السعودية وفي مطار جدة جلسنا في أنتظار وليد صديق أسامة وهو رجل أعمال سعودي متعصب لعروبتة ولم يكن يعرف سبب طلب أسامة مقابلتة في مطار جدة .

وقتلنا الوقت في أنتظار وليد وكأنة لن يأتي وهكذا لن نصل في الوقت المناسب ويضيع كل شيء حتي هاتفة الجوال لم يكن معنا وبدا الأمر بالنسبة مريبا وذلك لأفراد الأمن الذين يفضحون أنفسهم لنا بحركاتهم خصوصا وقد تخلفنا عن السيارة التي نقلت باقي المعتمرين الذين كانوا على نفس رحلتنا على الطائرة .

ولم أفاجأ عندما تقدم منا شاب برتبة الملازم صبوح الملامح قمري الوجة طالبا منا بأن نتحرك معة بدون ضوضاء وقد جمع من أيدينا جوازات السفر .

ولم يعلق أحدنا وتقدمنا معة حيث قادنا والحسرة كل الحسرة على وجوهنا ولم يكد الجلوس على مقعد مكتبة حتى أشار لنا بالجلوس سائلا :-

- الأخوة من مصر …… مرحبا بكم .

وتولي المعركة معة أسامة قائلا :-

- نعم كما تقول جوازاتنا .

- هل نحن مقبوض علينا

فرد الضابط في صبوحية جميلة :

- ما عاذ الله ولكن لماذا أنتم منتظرون .

رد علية أسامة :=

- بصراحة نحن في أنتظار صديق سعودي هو صاحب الدعوة لنا فنحن من كبار الموظفين في مصر ولذلك نحن فقراء نحتاج من يدعونا للعمرة وألا لما تحققت لنا هل مازلت تصر على أن تشعرنا بالنقص هكذا أنتم ياعرب بدلا من أن تحتو فقيركم تعايرونه .

دهشت من مدي الآلم الذي أصاب الشاب وراح يردد :-

- ما عاز الله لعلمك أنا أعشق مصر العربية وهي عندي مكان القلب .

وجدت نفسي متجها ألية أرتب على يدية قائلا :-

- والسعودية هي عندنا القدسية والنبض ……..لا عليك بني فنحن في ورطة الرجل قال أنتظروني في المطار ولم يأتي خصوصا أن السيارة قد تحركت بباقي الفوج ولا ندري ماذا سوف نفعل أغرنا يابني .

وقام متعاطف معنا خصوصا أن ماجد راح يعد ما لدية من ريالات بطريقة تقول لة أن الأموال التي لدينا أيضا لا تكفي شيء وقال :-

- أليس معكم تليفونه ----- زين أعطوني أسمه

وكان هذا من رابع المستحيلات بالنسبة لنا لا نريد أن يتورط الرجل في شيء .

والرجل رجل أمن لم تعدي علية حالة الإرتباك التي حلت علينا وقد فاجئنا بقولة :-
- ياسادة أنتم هنا لأمر ما ومهما كان الأمر أنا أشعر بأنني أحدكم قد لاتصدقون ولكن ها هي جوازاتكم وسوف أنزلكم في مكان قريب من هنا لو لم يحضر رجلكم خلال الوقت المتبقي من دوامي ولو شاء أحدكم طلب شيئا مني أنا جاهز لة بأذن الله والأن عودوا من حيث كان مجلسكم السابق وكم أتمني أن أكون بصحبتكم .

وعدنا لنجد أن صالة الأنتظار تصرخ بالنداء على السيد أسامة ليراجع السيد وليد وكم كانت سعادتنا عندما التقينا وليد .

وعندما هممنا بالخروج وجدنا الشاب في وداعنا قائلا :-

- عليكم بالتذكر أنني كنت واحد منكم .
وكان صباح الأثنين السادس من رمضان يومها أقنعنا وليد بأننا نريد عينات من هواء شمال السعودية وقطر لتحديد نسبة الأشعاع الناتج عن قنابل اليورانيوم التي أطلقتها أمريكا لدراسة تأثيرها على صحة العرب وبرغم كون الرجل يشك في كل ما حورناه فية إلا أنة قرر أن يوصلنا الى قطر وبسيارتة وبالفعل كنا الثلاثاء ظهرا داخل قطر وكانت أول زيارة لي لها كم هى جميل هذة البلد التي ستشهد أول عملية لنا .

غير أن المشكلة الرئيسية كانت في أننا لا نعرف مكان إسحاق أو حتى نعلم هل أتستطاع الوصول إلى قطر أم لا وكنا بدونه لن نستطيع البداية على أي وجه ومرة أخري قد تأكد لنا أن هذة المرة العملية كلها قد أجلت.

وقطر على محدودبة المكان فيها هي أوسع من الكون كلة عندما نسأل بعضنا أين نجد إسحاق غير أن ماجد كان أبدا لا يشعر باليأس وكلمة الفشل كان مرادف غير مدرجه بمعجمه غير أنة كان في كل حديثة يطلب منا أن نبحث عن إسحاق ولم يقل كيف لنا ذلك خصوصا أن ( وليد ) كان قد أسكنا في إحدى الشقق المخصصة لسكن للعاملين بمقر شركته في الدوحة وقد أعلم الجميع بأننا قدمنا للعمل بشركتة وأنة قد يقبل جزء أو سوف يرجعنا الى مصر مرة أخري فعندة عمالة كثيرة تفوق احتياجات فرع الدوحة خصوصا أن السوق قد أصيب بوعكة لا يعلم متى سوف يعافي منها .

ويبدو أن الرجل أضطر لهذا التعليل أمام رجالة حتي ينقذنا من سهام قد يرشقها رجالة الذين كان قد خفض أجورهم الشهر الماضي ومن يخفض الأجور لا يعين مستخدمين جدد .

همس وليد :-

اليوم السابع من رمضان وعلب الطعام سوف تبدأ بالعمل .

قفز علية أسامه واضعا يدة على فمة :-

- يبدو أنني محتاج الى قتلك يا رجل .

ورد ماجد :-

- كيف لنا أن نجد إسحاق الأمر كلة أصبح مصيبة .

وتواصل معي الألهام مرة أخري وبدون مقدمات قلت :-

- لو ان أحدكم يريد أن يعلم أحد أصدقائة بشيء ولا يعرف لة عنوان سوي عنوان الميل ماذا يفعل

وصاح الجميع في نشوة الأنتصار :-

- لا حرمنا الله من إلهامك يا أبو مصطفى .

غير أننا لم نكن نعرف مكان بة جهاز حاسب آلي ولم نكن نريد أن نخرج كثيرا من مكان السكن وصار كل منا في حالة تركيز نفكر في أننا وجدنا مفتاح الباب ولكن لم نعرف مكان الباب وهنا هجم ( أسامة ) على مقبض الباب بسرعة وفتحة لنجد شاب ذو ملامح مصرية من الواضح أنة كان يتلصص علينا ويسترق السمع مما نتحدث وجذبة ماجد بعصبية الى الداخل جعلت الشاب يصرخ :-

- أتركني لماذا نحارب بعض نحن المصريين في لقمة العيش .

قلت لة :-

- نحن لا نحاربك نحن حتى لانعرفك .

رد بكل حواسة :-

- أحدكم سوف يعمل على الأقل وأنا لدي مشاكل مع السيد وليد وأكيد سوف يستغني عني .

طمأنة ماجد قائلا :-

- يابني نحن أيضا لم نوفق مع السيد وليد ولذا سوف نعود الي مصر مساء يوم الجمعة القادمة فلا تقلق منا .

وبش وجة الشاب مرددا :-

- كدة أصبحنا أصحاب ومن يدري يمكن أتفنش معاكم ونرجع مصر صحبة .
- عموما أنا عرفت أنكم تحتاجون جهاز حاسب آلى وعندي واحد في غرفتي تحت أمركم .

وكان من السهل علينا أن نجد رسالة من إسحاق برقم تليفونة ومكانة على الميل الخاص بكل منا وأجتمع الشمل
وبدأ العد التنازلي لساعة الصفر .