هل يميز الأعداء بين سنة وشيعة ؟
هل يميز الأعداء بين سنة وشيعة ؟
لاأحب الخوض في موضوع السنة والشيعة . كما أني لا أؤازر الشيعة ضد السنة ولا السنة ضد الشيعة . وإنما أرى أن شهادة أن لا إله إلا الله توحد بين الطرفين مهما اختلفت المذاهب .
غير أني لاحظت في عدد من المنتديات الإسلامية هجوما شديدا على الشيعة . ولا حظت أن الكثير ممن يتناول هذا الموضوع يفتقر إلى العلم الصحيح . وقد وجدت بعض المتعصبين الذين لايقبلون نقاشا كما حدث لي سابقا مع بعض الإخوة الذين يتعصبون لأهل السنة إلى درجة اتهام الآخرين , والتجرؤ عليهم دون سند صحيح وكنت أنصحهم دائما بشئ من القراءة والمطالعة بدل ترديد أفكار الآخرين دون تمحيص .
وغايتي من هذا الموضوع تصحيح بعض المفاهيم الخاطئة والمساهمة في توضيح جانب من الحقيقة.
من علامات الإيمان حب آل البيت . لذلك فنحن نحب الإمام عليا والإمام الحسين رضي الله عنهما . ونعتبر أن الأمويين اغتصبوا الخلافة بالمكر والدهاء حينا , بالسيف حينا آخر وأنهم قدموا مصلحة البيت الأموي على مصلحة المسلمين .
كما نعتبر أن أنصار آل البيت قد تعرضوا لكل صنوف الاضطهاد والظلم وسفك الدماء على يد الخلفاء . وأن هؤلاء الخلفاء كانوا في الغالب يستندون على فتاوي بعض مرتزقة العلم والدين .
النتيجة أنه لايمكن الركون إلى كثير من الكتابات التي خلفها علماء السلطان . وفي نفس الوقت لا يمكن اعتماد كثير من كتابات الذين دافعوا عن الشيعة. لأن الصراع خرج عن اطاره الديني ليصبح صراعا سياسيا محضا . وسقط الطرفان في كثير من الغلو .
إذن تلك فرق لها مالها وعليها ما عليها . والله تعالى يحكم بينهم يوم القيامة فيما كانوا فيه يختلفون . فلما نقحم أنفنا في نزاعاتهم ونتحمل أوزارهم .؟
لقد مضى الصراع على الخلافة . بل قد مضت الخلافة ذاتها . ولاسبيل الآن إلى التفكير في استرجاعها في ظل الظروف العالمية التي تحيط بالمسلمين . وفي ظل الكيد والترهيب مما يعاني منه المسلمون اليوم .
على الأقل قد نجح الشيعة في اقامة دولة اسلامية - ولانقول شيعية - بسلبياتها وايجاباتها .
وهم اليوم يواجهون الاستكبار العالمي ..وحدهم دون ستد من الدول العربية التي ركنت إلى العدو الصهيوني . وفتحت أبوابها للهيمنة الأمريكية . وجعلت أكبر همها مقاومة المد الشيعي .لتكون كتيبة عسكرية متقدمة في جيش أمريكي حاقد على الطرفين .
فهل يعتبر المسلمون بمختاف أطرافهم ؟
.......................... علي بعروب........
|