الله أكبر .سلسلة انفجارات تهز نيو اورلينز

[kopra]

شهدت مدينة نيو اورلينز سلسلة انفجارات على ضفة النهر، كما اندلعت حرائق بالمنطقة.

وقال مراسل لبي بي سي في المدينة ان سحابة عملاقة، وربما تكون سامة تنتشر في سماء المدينة التي تعد الاسوأ تضررا من جراء اعصار كاترينا حيث يعتقد أن احد هذه الانفجارات وقع في مصنع للكيماويات.

وفي الوقت ذاته انتقد الرئيس الامريكي جورج بوش اليوم (الجمعة) نتائج جهود الاغاثة من الاعصار واصفا اياها بأنها "غير مقبولة".

وجاءت تصريحات بوش قبيل توجهه لزيارة ثلاث ولايات هي لويزيانا والاباما والميسيسيبي التي تعد اكثر الولايات تأثرا بالاعصار الذي ضرب البلاد قبل اربعة ايام.

وتأتي زيارة بوش في وسط تزايد الانتقادات لرد فعل الادارة الامريكية بشأن هذه الكارثة.

ووصف مدير عمليات الطوارئ في نيو اورلينز جهود الاغاثة بانها "فضيحة قومية."

كما واجهت الادارة الامريكية ايضا انتقادات من معارضين سياسيين وافراد من الشعب الامريكي باعتبار ان الحرب في العراق حولت الاموال بعيدا عن تنفيذ مشروعات السيطرة على مياه الفيضانات.

وقد قدمت أكثر من عشرين دولة مساعداتها لضحايا الاعصار، حيث وفرت سريلانكا التي تضررت بزلزال تسونامي العام الماضي خمسة وعشرين ألف دولار لهيئة الصليب الأحمر الأمريكية بينما قدمت استراليا عشرة ملايين دولار كما أرسلت فريقا مدربا للمساعدة في عمليات الانقاذ.

وفي الوقت ذاته اقر مجلس الشيوخ الامريكي تقديم 10.5 مليار دولار بشكل مبدئي لمواجهة الكارثة التي خلفها الاعصار.

وفي محاولة للسيطرة على اعمال السلب والنهب التي تتعرض لها نيو اورلينز انتشر افراد من الجيش الامريكي في انحاء المدينة مدججين بالسلاح ويحملون اوامر باطلاق الرصاص بهدف القتل.

وقالت حاكمة لويزيانا كاثلين بلانكو ان 300 فرد من الحرس الوطني الامريكي من الذين خاضوا حرب العراق توجهوا الى نيو اورلينز وهم يحملون اسلحتهم الفتاكة وعلى استعداد لاستخدامها اذا لزم الامر.

ومن ناحية اخرى تواصل الحافلات نقل المنكوبين من نيو لولينز بينما مازال هناك الالاف من المحاصرين الذين يتطلعون الى القليل من الطعام والماء الصالح للشرب.

وقال مراسل لبي بي سي ان 80 بالمئة من المدينة مازال غارقا تحت الماء، وان منسوب المياه لا يتناقص.

وينتقل معظم المرحلين الى هيوستن التي اغلقت ابوابها امام المزيد بسبب ضيق المساحة بعد ان استقبلت 11 الف شخص حتى الان.

نيو أورلينز تستغيث
وكان عمدة نيو أورلينز قد أصدر "رسالة استغاثة عاجلة" (إس أو إس) لإنقاذ آلاف الأشخاص المحصورين بمركز مؤتمرات بالمدينة، دون ماء أو طعام.

ويبلغ عدد الأشخاص المحاصرين بالمركز نحو 25,000 شخص، بالاضافة إلى عشرات الالاف مازالو محاصرين في المدينة بمياه الفيضان التي أطلقها الإعصار كاترينا.

وقد دعت حاكمة ولاية لويزيانا كاثلين بلانكو إلى نشر 40,000 جندي في الولاية لاستعادة النظام بعد انتشار الفوضى.

وقد انتشر النهب والسلب مع الفوضى وانعدام القانون في مدينة نيو أورلينز مع حالة اليأس التي انتابت سكان المدينة الذين شردهم الإعصار كاترينا من ديارهم.

وقالت تقارير واردة من المدينة إن الكثير من المحاصرين هناك قد عضهم الجوع، وزاد غضبهم.

وتقول الحكومة الفيدرالية إن مواد الإغاثة في طريقها إلى المدينة المحاصرة بالماء، بما فيها مياه الشرب النقية والمواد الغذائية.

وتقول وكالة أنباء أسوشيتد برس إن الوضع في المدينة ينزلق نحو الفوضى الكاملة.

وكانت طلقات الرصاص سمعت، بينما تنتشر السرقات في شتى أنحاء المدينة في الوقت الذي يتم فيه إخلاؤها بالكامل.

وقد تعطلت عمليات الإخلاء الطبي من استاد المدينة (سوبردوم)، بعد أن أطلقت طلقة من مسدس على طائرة إنقاذ مروحية.


عشرات الآلاف من السكان مازالوا في انتظار إجلائهم
وقال القس اسحاق كلارك لوكالة الاسوشيتدبرس من خارج مركز المؤتمرات بالمدينة المنكوبة: "إننا نعامل هنا مثل الحيوانات تماما، ليس لدينا مساعدة".

وشوهد الناس في مناطق مفترقة وهم يهتفون أمام عدسات المصورين: "نريد المساعدة".

وقال عمدة نيو اورلينز ناغين إن الموارد نفذت في مركز المؤتمرات في المدينة، وأضاف "مركز المؤتمرات حاليا غير صالح صحيا وغير آمن.

وتخشى السلطات من أن آلاف الأشخاص قد ماتوا غرقا في نيو اورلينز، التي ضربها الإعصار الإثنين حيث اعلنت الحكومة حالة التعبئة الصحية العامة.

وعقب تعليق عمليات الانقاذ باستخدام طائرة مروحية من استاد المدينة، قال ناطق رسمي لبي بي سي إنه تعذر السيطرة على الجمهور، وأنه خشى على سلامة الطاقم الذي يعمل معه.

وقال ضابط بالحرس الوطني، إن أحد عناصر القوة قد أصيب بطلق ناري خارج الاستاد، ولكن إصابته ليست خطيرة.

مدينة في المنفى
وقد أخلي أكثر من مليون شخص من نيو أورلينز، والمناطق المحيطة بها، قبل أن يضربها الإعصار الإثنين، لكن رئيس البلدية قال: "إن نحو مئة ألف شخص قرروا البقاء في المدينة".

وقد احتمى قرابة 9,000 شخص بالاستاد أثناء هبوب العاصفة، ولكن بعد أن اتضح حجم الدمار الذي لحق بالمدينة زاد العدد إلى قرابة 25,000 شخص.

وقد أمرت السلطات جميع سكان المدينة بمغادرة المناطق منخفضة المنسوب، كما حذر من أن شهورا قد تمضي يقبل أن يستطيعوا العودة.


ظروف اللاجئين في مراكز اللجوء ولاسيما الملعب في نيوأورليانز صعبة للغاية
وقد بدأت أجهزة الإنقاذ في نقل السكان الذين احتموا بالملعب، في حافلات إلى مدينة هيوستون في ولاية تكساس على بعد مئات الأميال من نيو أورلينز، حيث تم إعداد اسرة وأغطية لنحو 25,000 شخص. كما يتم نقل الضعفاء إلى عاصمة ولاية لويزيانا، باتون روج.

ويقول مراسل بي بي سي في نيو أورلينز إن الشعور السائد بين الناجين هو شعور من يعاقب مع زيادة حالة اليأس. وقد انقطعت الكهرباء، بينما يكافح الذين فقدوا كل شيئ بحثا عن الطعام والماء النظيف.

أعمال سطو
وقد تعرض البعض لاطلاق نار، وتقول تقارير إنه تم فرض الأحكام العرفية في بعض أجزاء المدينة كما دخلت بعض العصابات المسلحة إلى فنادق.

ويقوم أشخاص بالسطو على منازل، ومستشفيات، ومكاتب، وقالت وكالة أنباء أسوشيتد برس إن عمليات سطو على السيارات تجري على نطاق واسع.

صدمة
وقد طلبت من الحكومة الفيدرالية ارسال المزيد من قوات الإغاثة، ليتفرغ أفراد الحرس الوطني للسيطرة على الموقف الأمني ومنع الجريمة.

وقال وزير الأمن الداخلي الأمريكي مايكل تشيرتوف إنه يجري بالفعل إرسال المزيد من الحرس الوطني إلى نيوارلينز لينضموا إلى 2800 عنصر متواجدين بالفعل هناك.

وأقر الرئيس بوش الذي حلق فوق المناطق المنكوبة بالطائرة يوم الأربعاء، بوجود خيبة أمل وإحباط بين عشرات الآلاف من الناس العالقين في مناطق غمرتها مياه الفيضانات من بطء جهود الانقاذ.

ولكنه دعا إلى التحلي بالصبر، في مواجهة واحدة من أكبر عمليات الاغاثة في تاريخ الولايات المتحدة.