الأخ أسعد
بعد السلام والتحية
قرأت شيئاً مما دار بينك وبين الأخ صالح ووفهمت أنك تقول بعصمة الإمام وهو يخالفك في ذلك وأريد أن أستفسر فيما يتعلق بهذه المسألة خصوصاً وسؤالي :
أنت تقول أن الإمام معصوم ومعلوم أن الحسن والحسين سبطي سول الله صلى الله عليه وسلم هما إمامان معصومان - في مذهبك - والمطلع على كتب التاريخ يجد أن الإمام الحسين لم يتنازل عن الخلافة ليزيد بن معاوية في حين تنازل عنها الإمام الحسن فأيهما الصواب وأيهما من وافق العصمة ؟ وهل الذي لم يوافق الصواب منهما معصوم أيضاً وهل يمكن أن يكون الصواب في هذه الحادثة هو كلا الأمرين - التنازل وعدمه - ؟
.....
ولأن الموضوع الأساس هو حول الإمامة أقول :
ذكرت إن الله أشار في كتابه إلى أن علياً رضي الله عنه هو الخليفة بعد رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وصحابته أجمعين فأين الآية الدالة على ذلك ؟
أما من الحديث فقد أشار الرسول صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم إلى استخلافه لأبي بكر اصديق رضي الله عنه في أحاديث صحاح منها أنه صلى اله عليه وسلم استخلفه في الصلاة بالمؤمنين وفي هذا إشارة قوية لاستخلافه حيث علق الصحابة رضي الله عنهم على هذا الحديث بقولهم :"رضيه الرسول صلى الله عليه وسلم لديننا أفلا نرضاه لدنيانا"
ولو سلمنا أنه ورد نص باستخلاف علي - ولم يصح في ذلك شيء - فنقول :
قد رضي علي رضي الله عنه بأبي بكر خليفة وبايعه أفلا يسعكم ما وسع إمامكم !
أم أن القضية مجرد إثارة لا طائل من ورائها ؟
ثم أينكم في عهد أبي بكر لتبينوا للناس هذا البيان ؟
وإذا أردنا أن نستدل بالعقل فلم لا نخوض في مسائل أكبر من هذه ؟
مثلاُ قولكم إن هناك مصحفاً لفاطمة اختصها رسول الله به غير الذي بين أيدينا - المنقول بالتواتر-
أفلا يترتب على هذا القول أن ينسب الرسول إلى الخيانة وعدم القيام بالرسالة حيث لم يبلغ القرآن كاملاً للناس واختص ابنته دونهم بشيء منه ؟
أسأل الله أن يدلنا وإياكم إلى درب الصواب وأن يوفق الجميع لما فيه رضاه إنه ولي ذلك والقادر عليه
__________________
السحابة
|