المؤرخ القفقاسي المتمصر
لم تعرف أمتنا الكسل ولا الخور، وجمعت تحت جناحها كل مسلم حر أبي نذر نفسه لخدمة الإسلام والمسلمين والبشرية. وآوت كل لاجيء يطلب الأمان، فمجتمع الإسلام مجتمع الإنسان أولاً، لا فرق لعربي على أعجمي إلا التقوى.
ولقد أبدع كثير من الفقهاء والكتاب والمفكرين والباحثين على مدار التاريخ عندما عاشوا في كنف الدولة المسلمة والمجتمع المسلم.
ومنهم من لم يكن مسلماً، ولكن الجو العلمي، وحرية البحث، وتجنب العصبية الجاهلية في القومية والحزبية والعرقية، أطلقت أغكارهم وكلماتهم من عقالها.
وكان المسلم لا يشعر بالغربة لو انتقل من بلد إلى آخر بسبب رابطة الدين وأواصر المحبة في الله، فهو مواطن (لا غريب) أينما حل.
وفي أعلام المؤرخين المعاصرين إبراهيم حليم، المتوفى بعد 1322هـ (بعد 1904م) أصله من بلاد القفقاس، التي خضعت للاستعمار الروسي ثم الاتحاد السوفياتي، ونكل الشيوعيون بأهلها أكبر تنكيل.
عاش في مصر، حتى عد واحداً من رجالاتها وحاز رتبة (الباشوية) وتولى تفتيش الأوقاف الإسلامية بدمنهور. وألف (التحفة الحليمية في تاريخ الدولة العلية-ط) يعني بها الدولة العثمانية – آخر دول الإسلام - بلغ فيه إلى حوادث سنة 1293هـ وفرغ من تأليفه في أواخر 1322هـ.
|