بحثت أنا أيضا عن الكلام فأبى شيطاني إلا أن أشطرها لك! ثم أبى الخبيث إلا أن يجعلها على هذا النحو:
بقاموسٍ بحثت عن الكلامِ
................لأحكي ما أحس من اغتمام!
فرحت (لفرن) جيراني صباحًا
................لعلّ به المعبّرَ عن مرامي
فلم أعثر على لفظٍ (دقيقٍ)
............يكون رغيف خبزٍ للإدام
وقالوا "خذ رغيفًا" قلت "(حافًا)؟!"
............وكيفَ سوايَ يشرح لي هيامي
كما أنّي عييت به اكتتابا
............وجاء به اكتئابٌ (للمدام)
ولا جزار في (خط المناشي)
............فما خطّي يحيط مدى غرامي!
وأغمض ناظري لأراك فيه
............على أرزٍ وبط أو حمام!
سمين اللحم مشوي الحنايا
...............جميلَ الرّوح ميّاسَ القُوامِ
فسبحان الذي وهب المزايا
............لكبش واحد ثاو أمامي!
قطعت ضلوعه من بعد جهدٍ
................وفزت بِجُلّها في الإقتسامِ
سعيدٌ من تمدّ له ذراعا
............(يمزمزها) ويعرق بانسجام
ويهوي فيك يا محبوب أكلا
...................فترفعه بحبِّكَ في الأنامِ
تكادُ تذوبُ من رفقٍ ووجدٍ
............وإخلاص عظامُك في عظامي!
ويجمع بيننا صحنٌ وطحنٌ
...................كحلمٍ رافلٍ بينَ الغمامِ
صدى همساتِ حُبّكَ يحتويه
............فمي المملوء، يحكيه التهامي -
- للحمٍ كان في طبق بعيدٍ
................على ما كان من نأي المقامِ!
بتنهيدٍ يخالطه حنانٌ
............أتمتم "عش ببطني في سلام"
نزلت فكنت بردا في ضلوعي
.................كماءٍ قد تصوّبَ في ضرامِ
أنا رايح انام يا عم
تصبح على خير