مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-08-2002, 12:49 PM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Post علمنة الأدب !!

" ليس كل ما هو قديم أصيل و ليس كل ماهو جديد دخيل "
فهمي هويدي

من هذه العبارة أريد أن أبدأ النقاش والحوار معكم يا سادة حول هذا التيار الماكر الذي يتغلغل شيئاً فشيئاً في جسد الأدب العربي ، والغريب أنه ورغم تنوعه وتلون أسمائه إلا أن أهدافه باتت واحدة و كذلك مواضع هجومه توحدت إلى حد كبير ..

وحقيقةً إنني أحاول طرح هذا الموضوع بإنصاف شديد وأرجو أن نتحرى جميعنا الإنصاف في حوار هادئ وبنَّاء حول علمنة الأدب ومحاولة فصل الدين عنه ..

فهل من الصواب أن يقال : الفن يفسده السياسة والدين !!

هل تحوُّل الشعر إلى منبرٍ من منابر الوعظ الديني وتحوُّل الشعراء إلى منظِّرين أمرٌ يفقد الأدب حلاوته بل ربما يكون انحرافاً عن مفهوم الأدب !!

هل لللأدب أن يحمل رسالةً دينية أم يكتفي بطابع العاطفة والإنسانية بعيداً عن التوجيه والدعاية لأي أفكار أو قيم !!

هل التجديد في الأدب يقتضي بالضرورة البعد عن القديم و معاصرة الزمن بمفرداته و أفكاره !!

أرجو منكم التفضل بالمشاركة
الرد مع إقتباس
  #2  
قديم 11-08-2002, 01:59 PM
جمال حمدان جمال حمدان غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2000
المشاركات: 2,268
إفتراضي

الأخ الحبيب يتيم الشعر
تحية طيبة وبعد

لعلك تتفق معي أخي الحبيب بأن ما قاله فهمي هويدي بهِ ما بهِ وطالما أن مقولته ليست نقلا عن حديث نبوي شريف ولا آية قرآنية منزلة .. فلماذا لا نقترح من عندنا جملة أخرى لنرد عليه ما اخفاه في مقارنته التي لا تخلو من شئ ما في نفسه ...
فهويدي قال :

ليس كل ما هو قديم أصيل و ليس كل ماهو جديد دخيل

ولمَ لا نقول مثلا :


ليس كل ما هو قديم طالح ولا كل ما هو جديد صالح

لك تحياتي وسأعود ثانية للمشاركة في النقاش بحول الله

ولا اراني هنا كمن قال بأن نصف طلاب الفصل مجانين فأغضب الطلاب فعاد وقال إن نصف طلاب الفصل غير مجانين فارضى الطلاب .. ولكني قلبت الصورة على الهيئة التي كان من الأولى على هويدي أن يبتدر بها رايه وتحليله .

ولكم تحياتي

أخوكم : جمال حمدان
__________________
يا قدسُ حبُّكِ في الفؤادِ وفي الـدّمَِ
.............. يا قدسُ ما لكِ في المدائن مِنْ سمي
يا مَن لـها تهـفو القلوبُ وباسـمها
................ تشــدُو المـلائكُ في العُـلا بتـرنّمِ

آخر تعديل بواسطة جمال حمدان ، 11-08-2002 الساعة 02:01 PM.
الرد مع إقتباس
  #3  
قديم 11-08-2002, 07:55 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

عفوا (مكرر)

آخر تعديل بواسطة عمر مطر ، 11-08-2002 الساعة 08:38 PM.
الرد مع إقتباس
  #4  
قديم 11-08-2002, 08:37 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

أخي اليتيم،
لا أستطيع هنا إلا أن ألاحظ التشابه البالغ بين دعوتهم في السياسة ودعوتهم في الأدب، ولا بدّ من ملاحظة أن جميع هذه المفاهيم هي ثنائية المقصود تبعا لمكان تطبيقها، فتطبيقها في الغرب يختلف عن تطبيقها في الشرق، ولنبدأ ببعض المفاهيم السياسية أولا.

الديمقراطية: عندما تطبق في الغرب فهي أن يكون للشعب حرية اختيار قادته من أعلى مستوى إلى أقل منصب. انتخابات حرة، وتعددية حزبية، وتفاعل شعبي. ولكنها عندما تطبق في الشرق (وأخص الدول الإسلامية) فإنها (حتى بمفهوم الغرب نفسه) تعني حرية اختيار الشعب لقادته ما لم يكن اختيار الشعب قائدا يمثل الفكر الإسلامي، أو حرية اختيار الشعب قائدا مع عدم احتمال اختياره لقائد يمثل الفكر الإسلامي، وإن فقدت الأولى والثانية، فالديمقراطية هي اختيار الغرب لقائد يحول دون اختيار الشعب لقائد يمثل الفكر الإسلامي.

العلمانية: عندما تطبق في الغرب فهي الفصل بين الدين والدولة، والمقصود بها أن لا علاقة للدين بالدولة، ولكن بنفس الوقت نجد الحكومات تتعايش مع (الدينيين) بل إنهم يصلون إلى مناصب قيادية لا نستثني منها رئاسة الحكومة. ولكنها عندما تطبق في الشرق (الدول الإسلامية ثانية) فإن معناها معاداة الدين (الإسلام) واضطهاد دعاته، تجعل الإسلاميين يقولون لحكامهم: نحن مع العلمانية بمفهوم الغرب، لكم الحكومة واتركونا بحالنا.

الحرية: بمفهوم الغرب، أن يكون للإنسان حرية يمارس بها أشغاله وأموره وطقوسه، ما لم يتعارض ذلك مع حريات الآخرين. وهي في الشرق حرية الإنسان في أن يختار الأمور التي يدعو إليها دعاة الحرية، فمثلا حرية المرأة في أن تختار لبس الحجاب لا تعتبر حرية لأن الحجاب ليس مما يدعو إليه دعاة الحرية.

الآن نعود إلى الأدب، ولنبدأ في الغرب، فإن كان هناك علمانية في الأدب -وهي شيء لم أسمع به هنا- فإن معناها الفصل بين الدين والأدب، وذلك معناه أن لا يكون الأدب تابعا للدين، ولكن مع ترك باب الحرية مفتوحا، فمن شاء أن يخلط بين الأدب والدين فله ذلك، وما أكثر الشعر الإنجليزي الذي له صبغة دينية، ولكن علمنة الأدب في الدول الإسلامية معناها هي حرية الأديب في أن يكتب ما يشاء إلا أن يكتب بصبغة إسلامية فإن ذلك يعتبر رجعيا بلاستيكيا متجمدا.

ثم تطور مفهوم العلمنة في الأدب، وأذكـّر أن دعاة هذا الإتجاه يرددون دائما عبارة (الأدب للأدب) أي أننا يجب أن نستمتع الأدب لما فيه من أدب بغض النظر عما يحمله من تطاول على الدين، أقول إن مفهوم العلمنة في الأدب تطور إلى أن وصل إلى نقطة يكاد يكون تعريفه فيها محاربة الإسلام في الشعر، أي أن القصيدة المنثورة كما يقولون لا تكون قصيدة منثورة إلا إذا وردت فيها كلمة الرب أو الإله أو حتى الله، مضاف إليها صفة لا تليق به -سبحانه وتعالى- ولا تكون قصيدة نثر إلا إذا استهزأت بالمتدينين، وقبلهم بموروثهم، ونعتتهم بالرجعيين، وقارنتهم بالخرافيين من غجر الغرب وكهانهم.

والنتيجة -التي يؤيدنا فيها فضيلة الدكتور صلاح الصاوي- هي أن الهدف هو نزع القداسة عن كل ما هو مقدس لنا، فتصبح كلمه الله كلمه أدبية لا قداسة فيها، ولا يتورع أحد عن استخدامها في قصة حب إباحية، أو في موضوع عهارة اجتماعية تكون بطلتها فريسة ظلم المتدينين في المجتمع. هذه طبعا النتيجة النهائية ولا شك أن القوم يمرون من خلالها عبر إزالة القداسة عن قول الرسول صلى الله عليه وسلم، وعن موروث الأمة جميعها، حتى أن هناك من يقول بأن الثابت الوحيد في الدين هو العقيدة، وما دون ذلك -يقصدون الفقه- فهو آراء الرجال وليس له أي حرمة تراعى.

وكمثال على ما أقول فإنك تجد القوم لا تخلو قصائدهم من استهزائهم باللحى (شعار المتدينين) ولا تخلو من إضافة ما يحلو لهم إلى لفظ الجلالة، فيقولون هذه بسمة الله، وتلك دمعة الله، وقتلت الإله، وفاجأت الإله، واحتار الله، أعوذ بالله مما يقولون.

أختم بتكرار رأيي وهو أن العلمنة في الأدب في إطار تطبيقها على المسلمين هي محاولة نزع القداسة والحرمة عن كل ما هو مقدس ومحرم في نفوس المسلمين، فإذا وصلوا إلى نزع القداسة الذي يرومون فما أسهلها عليهم بعد ذلك أن يهدموا الدين جميعا، والله حافظ هذا الدين، ولن تكون إلا حسرة في أنفسهم. ولكن حفظ الله للدين لا يرفع عنا واجب المدافعة عنه في أوجه مثل هؤلاء. والله من وراء القصد.
الرد مع إقتباس
  #5  
قديم 14-08-2002, 03:26 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
إفتراضي

أخي الحبيب / جمال

كلامك في محله وعبارتك أيضاً صائبة لكنني أريد أن أوضح أن الأستاذ فهمي هو كاتب ومفكر إسلامي ولم يقصد بعبارته مهاجمة القديم أو التحرر منه بل يوضح أمراً وهو أن هنالك أموراً دخلت في حياتنا من منطلق العادة ليس إلا دون أن يكون في التمسك بها فضيلة دينية

ولك التحية
الرد مع إقتباس
  #6  
قديم 14-08-2002, 03:31 AM
يتيم الشعر يتيم الشعر غير متصل
من كبار الكتّاب
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2001
الإقامة: وأينما ذُكر اسم الله في بلدٍ عدَدْتُ أرجاءه من لُبِّ أوطاني
المشاركات: 5,873
إرسال رسالة عبر MSN إلى يتيم الشعر إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى يتيم الشعر
Thumbs down أدب بلا أدب !!

أخي العزيز / عمر مطر

في الحقيقة لقد كفيت ووفيت ولعلى هنا أطرح أمامكم نموذجاً لما عنيته بكلامي حول علمنة الأدبأو ما أشار ‘له الأخ عمر بعبارة - نزع القداسة - ودعوني أطلق على هذا النموذج الذي ينادي به البعض اسمَ " أدبٍ بلا أدب "

من قصيدة ( لو مرة نمت معي ) لـ " بلند الحيدري " *

يا سيد ي
لن نوقد الشموع كي تعود
لن نغسل الدروب بالدموع كي تعود
ولن نحب ربك المسلول
مثل الجوع كي تعود
عد مثلما نريدْ
ككل شيءٍ كاذبٍ
يضحك ملء دارنا
لأننا نريد أن نعرف في الخطيئة الإنسان
لأننا نريد أن نعبد فيك الله والشيطان
..................
....................
.......................
لو مرةً عرفت يا إلهي الكسيح
كيف الزنا يصير
كيف تصير ليلةٌ بهولها
كيف أنا أصير دمّلة في أضلعي
وكيف ، كيف ، سيدي أصير
بجرحي الصغير
بليلي المصلوب عبر مخدعي
أكبر من صليبك المرمي
خلف الشمس
خلف الريح
أكبر منك يا إلهي الكسيح
عد مرةً كوجهي القبيح
كجسمي القبيح
........................ إلخ "

* مجلة مواقف - التي أشرف عليها أدونيس - العدد الرابع 1969 .

تأملوا والعياذ بالله مثل هذه الألفاظ السوقية في مخاطبة الإله - حتى لو كان الكاتب نصرانياً -

سجِّلو آراءكم وأفكاركم وتعالوا بنا نتناقش ..
الرد مع إقتباس
  #7  
قديم 14-08-2002, 09:17 AM
aboutaha aboutaha غير متصل
زهير عكاري
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 5,729
إفتراضي

اخي يتيم الشعر

اقل ما يقال في الموضوع انه فائدة + فائدة +فائدة

وقد غيرت بعض الاجواء في الخيمة الادبية ليكون هناك حوار ,... بجانب تلك الابداعات التي تنثرونها اعطارا وتنشرون السرور فيها لابعد الافاق

اخي اعذرني فانا كلامي بلا ( ادب) على معنى اني غير بليغ

يعني لا اجيد العبارات

في عودة للموضوع

اتفق مع الاخ عمر مطر في كثير مما قال لكن اليس مقصود القوم بفصل الدين عن الادب ...كل الاديان

فلماذا نقول غرب وشرق ؟؟ اليس في الغرب اديان .. والقوم يقصدون فصلها عن الادب


كذلك لماذا نقول قصدهم الاسلام فقط
__________________


التطرف آفة عظيمة وصفة ذميمة تدمر الوطن وتضع المجتمع

آخر تعديل بواسطة aboutaha ، 14-08-2002 الساعة 09:20 AM.
الرد مع إقتباس
  #8  
قديم 14-08-2002, 10:21 AM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
إفتراضي

العلمانية في الشعر العربي الحديث
أبو عبد الرحمن بن عقيل الظاهري
نقلا من كتابه:هكذا علمني وردزورث
__________________________________

في شعرنا العربي القديم إلى عهد النهضة الحديثة علمانية كثيرة تتجلى في خلاعة ومجون أبي نواس
والحمادين والخليع وأضرابهم كما تتجلى في كفريات أبي الطيب وابن هانيء وفي شكوك وجبرية أبي
العلاء وابن شبل ومدرستهما،ولكنها تفسر بحسن نية،لأنهما نتيجة مسلمة لإيمانهما بأن أكذب الشعر
أكذبه،وأن الشعراء يقولون مالايفعلون،وبأن اتخاذ الشعر رسالة لم يتبلور في تلك العصور وبأن
النشاط العلماني المعادي لتاريخنا عقيدة وسلوكا لم يتبلور مذهبا في الشعر،لأن الحماس الديني
قوي ،والجمهور ينددون بالهفوات العلمانية.
وبعكس ذلك تماما العلمانية في الشعر الحديث لأنها مرحلة نهائية لغزو فكري بعيد المدى ولا استثني
إلا هفوات يسيرة عن العلمانية الحديثة قد تفسر بحسن نية،والأغلب بعد ذلك وفق خطة محكمة مدروسة
هو الغزو الفكري.
وقبل استعراض أمثلة العلمانية الحديثة أحب أن أخلع اللثام عن مغالطة منطقية في النقد الأدبي
الحديث قيلت لتسويغ العلمانية،وهي أن الفن متعة الإنفعال أوالخيال الذي تثلمه المشاعر،
لا ينبغي أن نقيدها بقيم تهيض طلاقة الأديب:والسر في هذه المغالطة:
أن النقاد في الغالب لا يستلمحون الممايزة بين أمرين مختلفين:
1-الأدب لذاته.
2-الأدب لغيره.
والأدب لذاته يجب أن تحدد ملامحه في سفر من النقد الأدبي الحديث سفر لا يستمد مقاييسه من غير قيمة
الجمال ، لأن الشعر من الفنون الجميلة،وكل مدلول لكلمة جمال في لغتنا العربية لا يفسر بغير لذة
النفس وبهجة القلب،فنجعل النقد الأدبي لذاته مقصورا على علاقة الشعر بالتصوير والرسم والموسيقى،
فنأخذ من مصطلحات هذه الفنون مسائل التناسب والتناسق والوحدة والكمال .. إلخ.
وأي مقاييس منطقية أو أخلاقية تعتبر دخيلة على النقد الأدبي لذاته.
وهنا يلتقي المؤمن والملحد والرأسمالي والشيوعي والوقور والماجن في اتخاذ قواعد النقد الأدبي
لذاته،لأنهم يأخذون قواعدهم من علم الجمال المبرأ من الغاية.
أما الأدب لغيره فيعني رسالة الأديب،فيكون هذا المبحث قسيما للنقد الأدبي لذاته،ويتحول الحديث
من فن الأديب إلى غاية الأدب،فلا يمس أي مقياس جمالي،وإنما يعالج الموقف بمقاييس من قيمتي المنطق
والأخلاق،ويسعى كل صاحب عقيدة أو مبدأ أو مذهب أو غاية إلى تأميم أدب قومه لصالح قضيته،وهذا هو
الإلتزام في الأدب، ومن المستحيل أن نجد أديبا غير ملتزم وإن ادعى ذلك،لأن كل متحرر من غاية مرهون
بغاية ولا يتحرر من كل غاية إلا من لا غاية له،ولن يعيش في الكون من لا غاية له.
وغاية الأديب ورسالته مهما كانت سيئة أو شاذة لا يمكن أن تهيض فنه،لأنه لن يكون أهلا لأي رسالة أدبية
حتى يكون أديبا لذاته.
إنه إن كان أديبا لذاته كان أديبا لغايته،ولقد رأيت ماوتسي تنج وغيره من زعماء المذاهب الهدامة
يؤلفون المؤلفات في النقد الأدبي التي ترمي إلى تأميم الأدب،إذن تأمين الأدب لا ينافي طلاقة الأديب
ولكنه برهنة على طلاقته.
وإذا قلنا نريد أديبا مسلما فلا يعني ذلك أننا نحدد نطاق الموهبة الأدبية،لأن كلمة أديب مسلم
يعني مدلولين:
1-أديب وهو الأديب بذاته المطبوع على الفن.
2-مسلم وهو الغاية لهذا الأديب المسلم يجد في عزائم الإسلام ورخصه ما لا تستوفيه موهبته الأدبية
ولو عمر الأجيال.

إن الجمال غاية لذاته في مقاييس النقد الأدبي إذا عالجناه فنيا لا نحيف عليه بالمواعظ الخلقية
والمنطقية.
ولكن هذه الغاية الجمالية يجب أن يكون من ورائها غاية في حياتنا بوحي من الدين والأخلاق لا الجمال
إلا ما يتعلق بجمال الغاية.
وما يطربنا أن يكون بين ظهرانينا أديب علماني جميل الفن قبيح الغاية لأن الجمال أحد القيم الثلاث:
1- قيمة الجمال.
2-قيمة الحقيقة.
3-قيمة الأخلاق.
فإذا عارضت قيمة الجمال قيمتي الحقيقة والأخلاق فليسقط الجمال ولتبق الفضيلة والحقيقة.
لأننا نبني على الفضيلة والحقيقة وجودنا وكياننا أما الجمال فهو متعتنا،فالجمال في القيم
كالفضلة في النحو.
ولكن الأديب المطبوع هو الذي يكفل لأمته أدبا جميلا لذاته جمالا فاضلا حقا في غايته.
ولا تفوتني الإشارةإلى أن المقاييس الجمالية ألصق القيم بالأدب لذاته ولغايته لأننا نبني الأدب على
مقاييس عقلية وخلقية صرفة تنتهي إلى جمال الغاية.
إن قصيدتين لشاعرين مختلفي الغاية إحداهما في الإبتهال بإباء وشمم،وأخراهما في تسويغ فجور:
إنهما جميلتان،لأنهما قمة الفن لذاته،ولكن الأولى تصور جمال الجمال لأنها جميلة في فنهاوغايتها،
والأخرى تتخذ من القبح جمالا أو تتخذه مادة الجمال،لأنها في ذاتها قبيحة في غايتها.
أفعجز شعراؤنا عن إحلال الجمال في محله اللائق به حتى يقال لا مندوحة لهم عن جمال القبح؟
إنهم إن فعلوا أقاموا البرهان على قصورهم الفني.
والظاهرة العلمانية في أغلب كتب النقد الحديث لا تنعي على الشيوعي التزامه،ولا تنعي على شاعر
النهود التزامه،فكل التزام مباح،ولكن الويل للأديب المسلم إذا كان أديبا ملتزما.
إن هذا الصراع في كتب النقد الحديثة ليس صراعا حول مقاييس النقد الأدبي لذاته،أي ليس دفاعا عن
الفن لأنه فن.
ولكنه صراع حول الغاية، إنه نقد مباشر لعقيدتنا وسلوكنا وغايتنا.
ولو ارتاحوا لقيمنا ما حرموا علينا الإلتزام.
إن التنديد بالإلتزام ليس تنديدا بالإلتزام ذاته ولكنه تنديد بما نلتزمه لأن كل التزام غير
التزامنا مباح.
أجل إن العلمانية ضد الإلتزام العربي المسلم،فما هي ظاهرات ذلك في أدبنا الحديث؟!

وللمقال بقية........................
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )

آخر تعديل بواسطة الصمصام ، 15-08-2002 الساعة 05:21 AM.
الرد مع إقتباس
  #9  
قديم 14-08-2002, 04:35 PM
عمر مطر عمر مطر غير متصل
خرج ولم يعد
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2000
المشاركات: 2,620
إفتراضي

أبا طه،

كما قلت فإن العلمانية عندهم غير عن العلمانية عندنا.

الغرب يقولون لا نريد الدين (بشكل عام) أن يتحكم في السياسة، ولكنهم لا يقولون أنه لا يجوز للشخص أن يمارس دينه كما يشاء، بل هناك حرية اعتقاد، ولكن العلمنة التي في الشرق تقول لا نريد الدين أن يتتدخل في السياسة ولا نريد الناس أن يكونوا متدينين أصلا حتى لو كان في بيوتهم.

هل لاحظت الفرق.

وكذلك في الأدب، هناك فرق بين الدعوة إلى الأدب المنفصل عن الدين وبين محاربة الدين من خلال الأدب.
الرد مع إقتباس
  #10  
قديم 15-08-2002, 05:24 AM
الصمصام الصمصام غير متصل
ذهـَــبَ مـَــعَ الرِيحْ
 
تاريخ التّسجيل: Mar 2001
المشاركات: 1,410
إفتراضي

بقية مقال الظاهري
____________

أجل إن العلمانية ضد الإلتزام العربي المسلم،فما هي ظاهرات ذلك في أدبنا الحديث؟!


أهم ظاهرة أن الشاعر المعاصر لا يتحرج في لغته وصوره وحيرته فيمس جانب العقيدة والسلوك
المسلم بعنف،يقول الشاعر الدكتور إبراهيم ناجي:
غرامك كان محراب المصلى.......كأني قد بلغت بك السماء
خلعت الآدمية فيه عني..........ولكن ما خلعت به الإباء
فلم أركع بساحته رياء.........ولا كالعبد ذلا وانحناء
ولكني حببتك حب حر...........يموت متى أراد وكيف شاء

ويقول
وحبيب كان أدنى أملي..........حبه المحراب والكعبة بيته

ويقول
يا أيها الحب المقدس هيكلا......ذاق الردى من عابديك مسبح
كثرت ضحاياه وطال قيامه........وصيامه فمتى رضاءك تمنح؟
يادوحة الأرواح يحمد عندنا......فيء ويعبد زهره المتفتح

ويقول
أيها النور سلاما وخشوعا.......أيها المعبد صمتا وركوعا

ألا ترى هذه العلمانية الوثنية وهي كثيرة جدا جدا في شعر ناجي؟
إنه اتخذ الجمال ربا يعبد من دون الله.

هذه الكعبة كنا طائفيها......والمصلين صباحا ومساء
كم عبدنا الحسن فيها.............................

إن الدكتور ناجي مخلص لعواطفه لا يلجمها بأي قيمة.

وأنا أقول بلغة النقد العربي القديم لو لم يكن له إلا الأطلال لكفته فخرا في بناء قمم الفن الشامخة
لذاتها،ولكني أنقد غايته وأقول إن رائد الشعر الحديث ضر ناشئة الأمة من حيث لا يقصد بشعره اللامتحرج.
ونبني حسن نيته على سبل:
أولها:أنها لم يقصد أن يكون داعية لعلمانية وإنما كان عفا الله عنه ماجنا استوحى ليالي القاهرة
من ليالي شارع الهرم،ومن أخلص لعاطفته لا يوصف بأنه جندي في معترك الغزو الفكري.
وثانيها:أن الدكتور ناجيا مخلص لمدرسة فرنسا الرومانتيكية إلى حد الإختلاس،فلقد نصصت على أن قصيدته
(رسائل محترقة)نقل أمين لقطعة من نثر (لامرتين)في رواية روفائيل ولم ينتبه لذلك أحد قبلي.

وهؤلاء الرومانتيكيون يرون في الحب قداسة،وهو وصف للتعظيم،ويصفون قلب المحب بأنه معمود،
وهو وصف العبادة.
وحظ ناجي في أمور دينه نزر فهو ينقل بأمانة.
تأثره من وجهة نظر واحدة تخالف التزامنا:أي أنه يلتزم ما يخالف التزامنا.
إننا نحذر الناشئة من الإستماتة في التقليد دون تبصر.
إن الإلتزام الأعمى هو النكسة الفكرية،وإن قمة الحرية أن نلتزم إلتزاما متبصرا.
وهذه العلمانية تمس جانب العقيدة مسا قاسيا لأنه تعظيم لغير الله يستتبعه ما تطفح به دواوين
الشعر الحديث من القسم بغير الله.
يهولون فيقسمون بالشرف،ويتماجنون فيقسمون بريق الحبيبة!!
وإذا كانت الكلمة الناصحة لا تضيع وإن أخنى عليها ما أخنى على لبد فإني أدعو إلى حرية الأدب لذاته
في قيمته الفنية،ولكني أدعو بإصرار إلى توظيف الأدب واحتكار غايته.
إن من التماجن المألوف في العلمانية القديمة تفدية الخاطئات،ولكنه أصبح في الشعر الحديث دعوة
لإشاعة الفاحشة،وإعلان مشروعيتها بتسويغ البغاء،فهذا محمود حسن إسماعيل في قصيدته
(هكذا قالت البغي)يسوغ بديوانه(هكذا أغني)خطأها بالجوع ويحمل المجتمع تبعيتها.
والشاعر محمد شحاته شاعر البراري يرثي اللقيطة في ديوان(نجوم ورجوم)،وهكذا فعل كامل أمين في
ديوانه(نشيد الخلود)،وفؤاد بلبل في (أغاريد الربيع)،وربما حملناهم على حسن النية إذا قلنا بأن
ذلك التزام لمنهج الغربيين في العطف على الخاطئات،ولكن سبيلهم غير سبيلنا لأن الفاحشة عندهم مباحة.
والعطف من ضمير إنساني يحب الخير لبني جنسه،ويبكي لأخطائهم لا يوصف بالعلمانية،ولكن العلمانية أن
يصل العطف إلى التسويغ والإشاعة.
والقاعدة في ديننا(ولا تأخذكم بهما رأفة)وإنني لا أقسو إذا قلت:إن الشاعر الحديث تخلى عن رسالته
تخليا سافرا.
ومن المصادفات المضحكة أن نزارا مسح دموع ذوي المباديء بقصيدتين جيدتين في التشهير بالخاطئة
وكم في الكون من متناقضات؟!
وشوقي شاعر العروبة والإسلم له إسلامياترغم مجونياته،لا يفارقه وعيه بدينه،تجده في همزيته في مدح
الرسول صلى الله عليه وسلم تعرض لحروب الرسول فلم يبث فيها روح الفخر،بل بث فيها غاية الحرب
الإسلامية في رأفتها وإنسانيتها،لأنه على وعي بنقد المستشرقين.
وإن الوعي الإسلامي كثير في شعر شوقي،ولكنه لم يسلم من تسربات علمانية في تقديس الأديان الوثنية
وفي الإعتذار لفرعون،وفي سوء الأدب مع الأنبياء يقول:
ظن فرعون أن موسى له............واف وعند الكرام يرجى الوفاء
لم يكن في حسابه يوم ربى........أن سيأتي ضد الجزاء الجزاء

وقصيدته:
رب شقت العباد أزمان لا...........كتب بها يهتدى ولا أنبياء

مليئة بوحدة الوجود،وقد يكون هذا علمانية،وقد يكون غفلة الوعي الذي يتمتع به شوقي.

وكل ما أوردته نماذج نحملها على حسن النية،
ولكننا نجد العلمانية المجندة في شعر دعاة الرفض والتمرد والتجاوز والتخطي في الشعر العراقي
الحديث بخاصة وبعض شعر المقاومة وفي الشعر المهجري على العموم.
__________________
-----------------------------
الأصدقاء أوطانٌ صغيرة
-----------------------------
إن عـُـلـّب المـجـدُ في صفـراءَ قـد بليتْ
غــــداً ســـنلبسـهُ ثـوباً مـن الذهـــــــــبِ
إنّـي لأنـظـر للأيـّام أرقـــــــــــــــــــبـهــــا
فألمحُ اليســْــر يأتي من لظى الكــــــرَبِ


( الصـمــــــصـام )
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م