نحن لا ندنس الإنجيل

[يتيم الشعر]

نشرت وكالات الانباء اخبارا عن اهانة وتدنيس القرآن الكريم في معسكر «اكس ري» في قاعدة غوانتانامو، على يد بعض المحققين والجنود في المعسكر لاجبار المعتقلين هناك على الاعتراف بمشاركتهم في الحرب ضد الولايات المتحدة أو عزمهم تنفيذ مخططات ارهابية ضدها!!
هذه الفعلة القبيحة والوقحة والتي قابلتها ردة فعل في دول اسلامية كثيرة.. والتي نفتها النيوزويك مؤخرا!! لم تكن بمستغربة عندي فلقد تابعت قبل ايام قليلة في برنامج ستون دقيقة الذي تبثه قناة (ABC) حوارا مع جندي امريكي كان يعمل مترجما في التحقيقات، وقد الف حديثا كتابا عن التحقيقات في غوانتانامو اسماه «خلف الاسلاك».
في هذا الكتاب يعترف الجندي المترجم ان التحقيقات التي يحضرها كبار الزوار من الهيئات الرسمية او الدول ليست الا تحقيقات مفبركة ومعادة، وان النظام السائد هناك يقوم على اعادة التحقيق مع المعتقل الذي يعترف دون تعذيب او عنف لكي يشاهده الزوار وليكتبوا تقاريرهم عن المعاملة الراقية التي يعامل بها السجناء هناك!!
ويقول الجندي المترجم ايضا: انه في احدى التحقيقات نزعت احدى المحققات قميصها العسكري لتجبر احد المعتقلين على مشاهدة مفاتنها.. وكان هدفها من وراء هذه الحركة الوقحة، ابعاد المعتقل عن ربه باقترافه الذنوب كما تعتقد.. وفي التحيق الذي تلاه حاولت مسح خد المعتقل بمادة حمراء تشبه دم الحيض (أعزكم الله) لتحقق الهدف ذاته!!
وباعتقادي ان هذه العقلية الغبية التي تدير التحقيقات في اخطر سجن في العالم (كما تريدنا الادارة الامريكية ان نعتقد وان نصدق وسنجاريها بكذبتها) لا يستغرب منها الاساءة للمعتقلين او لمعتقداتهم، او اتهامها لمترجميها بالخيانة او الانحياز للمعتقلين.. او الاقدام على اهانة القرآن الكريم وغيره من المقدسات لدى المسلمين!!
واذا كان ثمة رسالة يجب ان نوجهها للادارة الامريكية عن طريق سفيرها في الكويت لا عن طريق المظاهرات، بشأن الفعل الاحمق الذي اقدمت عليه ادارة معتقل «اكس ري» والمتمثل باهانة القرآن الكريم، فهي اننا كمسلمين مهما اختلفنا في الآراء وتشتتنا بالمذاهب.. فاننا بفضل تعاليم ديننا الحنيف الذي اوصانا بها خاتم النبيين.. لم ولن نقدم على اهانة الانجيل او الكتاب المقدس مهما كانت جريمة المعتقل لدينا.. وان على الاغبياء الذين لم يعرفوا حتى يومنا هذا كيف ينتزعون الاعترافات من أفواه المعتقلين هناك، الا يستثيروا مشاعر جميع المسلمين في كل انحاء العالم باهانة مقدساتهم لمجرد نزع الاعتراف من قلة قليلة محتجزة في غوانتانامو!!

[line]
أحمد محمد الفهد