على السعودية الاستعانة بأصدقائها الامريكان

[النسر]

مراحب ..


السعودية وخرافة السلاح المالي والنفطي

مقال ..عبد الرحمن الراشد
---------------------------------------------------------


نصح وليد جنبلاط، الزعيم اللبناني، السعودية بأن تسحب ودائعها من المصارف الأميركية، وحثها ايضا على تقنين انتاج النفط ردعا وتحديا للتهديدات الاميركية. ووليد بيك ليس الحريص الوحيد الذي سارع الى تشجيع السعوديين على المواجهة بل حتى في داخل المملكة هناك من قال الشيء نفسه بسحب الاموال ومقاطعة المنتجات الاميركية، وكل ذلك ردا على الدعوى التي رفعها ذوو ضحايا 11 سبتمبر وتستهدف سعوديين وسودانيين، وعلى ما يطرح ضد السعودية.
وقبل ان نسابق الريح بآرائنا لنفحص الموضوع جيدا، فالسعودية لا توجد لها ودائع حكومية في الولايات المتحدة بل للاحاطة هي مديونة كما يعرف معظم الاقتصاديين، ولحسن الحظ او لنقل بامانة لحسن التصرف فان جل ديونها هي لمؤسسات سعودية محلية. اذاً السعودية لا تملك فائضا ماليا تستطيع ان تهدد بسحبه من اي بلد في العالم. نعم، هناك اموال لمستثمرين سعوديين وهي اموال خاصة والتقديرات حولها فيها مبالغات ضخمة، فقصة الستمائة مليار دولار في البنوك الاميركية خرافة الا اذا اظهر لنا احدهم ما يثبت صحة هذه التقديرات الهلامية.
الأمر الآخر الذي لا يغيب فهمه عن السياسيين اللبنانيين، ولا السعوديين، ان الولايات المتحدة ليست السودان ولا اليمن ولا الأردن يمكن التأثير عليها بمقاطعتها كما جرب في مطلع التسعينات. فهذه الدولة اكبر من ان تخيفها ستمائة مليار دولار. وهذا امر قاله احدهم ببراءة في صحيفة سعودية، ان "علينا ان نسحب اموالنا ان لم ترفض الدعوى"، فعدا عن ضآلة امواله وضعف تأثيرها ايضا لا يمكن لاحد ان يهز بماله ويعتقد انه يحل بذلك مشاكله.
أقول للزعيم والنائب جنبلاط ان السعوديين رغم صعوبة اوضاعهم لن يجربوا حلول صدام وبقية الراديكاليين العرب الذين أذوا انفسهم بجنوحهم للمواجهة مع قوى كبيرة حتى هشمت عظامهم، ان السياسي العاقل يقدر حجم المخاطر قبل ان يدخل المعركة، وثانيا لا اعتقد ان السعوديين يريدون خسارة اصدقائهم في الولايات المتحدة لأن هناك من يتنطع للهجوم عليهم كلاما وكتابة وتخطيطا. فهم صبروا على أذى بعض جيرانهم حتى هذا اليوم وهم اصغر من ان يلحظوا فمن الاولى بالسعوديين ان يصبروا على أذى من هو اكبر منهم واقدر على الاساءة اليهم.
وعندما تطوع جنبلاط بتذكير السعودية بالنفط وان عليها تقنينه اتضح انه خارج احداث النفط ايضا، فما حدث في سنة واحدة غير الخارطة البترولية وقواها، فروسيا اليوم طورت امكانياتها وللاحاطة بمساعدة اميركية وقفز انتاجها من اربعة ملايين برميل في اليوم الى اكثر من سبعة ملايين اضافة الى تطوير حقول غرب افريقيا وغيرها التي تهدد اليوم السعودية وبقية اوبك بتغيير ميزان قوى النفط العالمي، ولو "قننت" السعودية نفطها تخويفا فانها ستكون الخاسر الأول في السوق وسط العيون المفتوحة التي تشم كل برميل ينقص لتعوضه بمثله، فتكون خسارة السعوديين مضاعفة، مداخيل ضرورية للبلد وحق الانتاج الموروث من الزمن الماضي.
وقد يسأل احد ما العمل في وجه هذا التهديد الخطير؟
الحل من وجهة نظري عدم محاربته قبل ان يثبت انه حقيقي، فما هو موجود اليوم ليس الا محاولة ادعاء قانونية، وعوضا عن مهاجمة الآخرين من الافضل التواصل معهم، خاصة ان للسعودية من الاصدقاء في الولايات المتحدة الذين يعرفون معرفة جيدة ان اتهامات دعم الارهاب ليست سوى خرافة اطلقها مغرضون او موتورون، وان هذا المخزون الكبير من العلاقات هو الذي يمكن ان يكون العامل المرجح للفصل بين الدعوى والحقيقة.

مارأيكم ياسادة ياكرام في الحل الذي اقترحه الكاتب "عبدالرحمن الراشد"

تحياتي النسر

[يتيم الشعر]

في كل يوم تقترب المواجهة مع الغرب

[flash]http://www.q8iz.com/images/Flash/Flash-24.JPG[/flash]

[فارس نجد]

هذا ليس حلاً

هذا تهرب من الواقع