مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 21-06-2006, 04:30 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي خيانة الوطن تتحول من خلال الصوت والصورة إلى مجرّد وجهة نظر

خيانة الوطن تتحول من خلال الصوت والصورة إلى مجرّد وجهة نظر

كتبه :إياد سعيد ثابت

لعل واحدة من أكثر الرذائل الانسانية شرا، وخدشا لحياء القيم الخيرة التى تؤدى تراكماتها فى داخل النفوس، وتفاعلاتها مع الأحداث الحياتية اليومية، الى منح الانسان ـ ومجتمعه ـ ذلك البعد الانسانى الخلاق، هى رذيلة الخيانة، خيانة الصديق لصديقه، خيانة الأمانة، خيانة العهد والكلمة، خيانة الزوج لزوجته، أو بالعكس. وإلى آخر قائمة الخيانات الفردية المعروفة، والتى يردّ عليها المجتمع المتفاعل مع قيمه الانسانية، بالاحتقار والازدراء الكفيلين بدمغ صاحبها بوصمة قد لا تنجح الأيام فى محوها مما قد يبقيه، والى فترة طويلة من الزمن حبيسا داخل دائرة الاحتقار والنبذ. بل ان الشريعة تفرض عقوبات صارمة على بعض أنواع الخيانات الفردية.. كجريمة "الزنا"، أو خيانة الأمانات والمواثيق.
لكن.. وعندما تتوغل الخيانة فى انحدارها لتتجاوز اطارها الفردى الى آخر جماعي.. أى عندما يصل الانحطاط المشين بالانسان "المسخ" حد عدم التورع عن خيانة الشعب الذى تربى بين احضانه، والوطن الذى يعيش هو والشعب، من خيراته، فان المسألة تتجاوز حدود الخدش أو الجرح الى ارتكاب جريمة قتل تلك القيم الانسانية.
ومن هنا فان العديد من المجتمعات عملت على بتر "الخائن" من هذا النوع عن جسد المجتمع قبل أن يتسرب اليه المرض العضال، وذلك عن طريق تنفيذ عقوبة الاعدام فيه، التى ستخلّف روحا معذبة بالندم.. وعارا يجلل اسم الخائن لا يمحوه الزمن.
__________________


قال الله تعالى في كتابه العزيز ...
:" لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازه من العذاب ولهم عذاب اليم " ...
ال عمران (آية:188)

مشكلتنا أننا ...
نحب أن نعيش عيشة الغرب و نموت ميتة الصحابة


  #2  
قديم 21-06-2006, 04:35 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

الخيانة فى المفهوم الأمريكي

بل، وحتى المجتمع الأمريكى نفسه، الذى بنى فوق دعائم من القيم السلبية الأخلاقية المتطرفة فى شرورها، بدءا بإبادة شعب بكامله من سكان أمريكا الاصليين، ونهب أرضه وثرواته.. حتى هذا المجتمع أقر عقوبة الاعدام بحق الخونة الذين كانوا يبيعون أسرار دولهم الى الدول الأخري، وعلى رأسها الاتحاد السوفييتي. وتنفيذ أحكام الاعدام بحق العديد من "الخونة" الأمريكان التى لم تكن بالضرورة فى وقتها أن تكون قد صدرته عن المحاكم الرسمية المختصة، اذ أنه كان يكفى فى كثير من الأحيان أن يفتتح واحد من المسؤولين فى هذا الجهاز البوليسى أو ذاك بان شخصا "شيوعيا" قد تضاعفت خطورته على النظام الى درجة مقلقة كى يتم اعدامه فى الشارع رميا بالرصاص بحجة مقاومة حوادث الشغب اثر اندلاع مظاهرة شعبية غاضبة فى هذه المدينة أو تلك من المدن الامريكية. وفى واقع الأمر فان عدد الذين تم اعدامهم من "الخونة" بهذه الطريقة يفوق بمراحل تلك الأعداد القليلة التى صدرت أحكاما قانونية بالاعدام بحقهم. هذه الصورة تغيرت جذريا بعد زوال الاتحاد السوفييتى وانهيار النظام الشيوعي: فجأة وجدت الأحزاب الشيوعية نفسها وظهرها يستند الى جدار من هواء بعد أن كان ذلك الجدار مصنوعا من الحديد أو حتى الفولاذ.. وفجأة، أيضا اكتشف الشيوعيون بأن اجنحتهم قد تم اقتلاعها من جذورها، فأصبحوا عاجزين عن الاقلاع نحو أى مكان أو تحقيق أى هدف.. انكفأوا على ذواتهم وهم لازالوا يسيرون، ولكن فى هذه المرة بخطى مثقلة بالهموم وخيبة الأمل وتحطم الأحلام، كى يحتلوا ركنا متواضعا ـ ولربما حتى منسيا ـ فى سجل التاريخ البشري. وانفردت أمريكا بالعالم. وتجذّرت حتى أعماق مجتمعها نظرتها الاحادية المتعالية الى شعوبه. ومن خلال هذه النظرة الأحادية، تغيرت الصور، واختلفت المعاني.. لم يعد هناك معنى لكلمة "الخيانة"، ولم يعد هناك وجود لجريمة بهذه التسمية.. لا فى داخل المجتمع الأمريكى ولا خارجه، خصوصا بعد أن ارتبطت الصور والمعانى بالمفهوم الأمريكى للحرية والديمقراطية. اذ أن الحرية والديمقراطية بموجب هذا المفهوم، ليس لهما إلا معنى واحد لا غير.. ويتمثل فى اقتناع شعوب الأرض قاطبة ـ بأى طريقة، وبكل طريقة ـ بأن حريتها لا يمكن تحقيقها الا من خلال تبعيتها الكاملة وخضوعها الذليل لامريكا. وبالتالى فانه سوف لن يكون للديمقراطية سوى مفهوم واحد، وخصوصا فى ذلك الجانب منها المتعلق باختيار ممثلى الشعب لكافة المراكز الأساسية فى المجتمع، وهو أن يختار الشعب ـ وبملء حريته ـ ممثليه من بين المرشحين الأكثر ولاءا لأمريكا، والأكثر استعدادا لخدمة مصالحها.
وكلما كان المرشح أكثر استعدادا لبيع الوطن لها، كلما استطاع الارتقاء بذاته درجة أو أكثر فوق السلم الديمقراطي. أما فى حالة بعض المفاجآت المتعاكسة مع النهج الديمقراطى "السليم" كأن ترفع الانتخابات رموزا رافضة "للحرية" الأمريكية، فان ذلك ليس له الا تغيير واحد هو أن هناك خللا ما قد حدت فى واحد من مفاصل الالية الديمقراطية، ولربما حتى أكثر كأن تكون العملية كلها قد تعرضت لعملية "تزوير" واسعة النطاق، أو أن يكون "الشعب" ذاته لا زال يعيش حالة من التخلف وقلة الوعي، تتيح لاعداء الحرية والديمقراطية خداعة وتزوير ارادته، كما هو حادث بالفعل فى العديد من دول العالم: "الغالبية العظمى من دول أمريكا اللاتينية.. روسيا البيضاء.. بعض الدول التى كانت سابقا من دول الاتحاد السوفييتي.. فلسطين المحتلة..الخ". وبالتالى فان من الضرورى عمل شيء ما.. أى شيء لمساعدة شعوب تلك المناطق على تصحيح المسار الديمقراطى فيها، وعلى الارتقاء بوعيها إلى مستوى الديمقراطية الصحيحة. وكى تنجح أمريكا فى تحقيق ذلك فان عليها أن تساعد تلك الشعوب على تجاوز كافة المعوقات والسلبيات التى تعرقل حدوث ذلك الارتقاء الخلاق، وفى مقدمتها تلك المفاهيم والقيم المتعفنة البالية، والمعششة داخل النفوس، أو على الأقل تمييعها الى أقصى الحدود بشكل يجعلها لا تعرقل بل تستخدم كجسور يعبر فوقها الناس للوصول الى الضفة الثانية التى يعيش فوق سطحها العالم الحضارى المتمدن الذى يعيش حريته كاملة.
  #3  
قديم 21-06-2006, 04:36 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

فعندما تكون أمريكا قد تقمصتها الرغبة المقدسة فى توزيع الحرية على شعوب الأرض، وبتكليف "الهي" لا فكاك منه، فان "المتطوعين لقاء أجور" لا يمكن وصمهم "بالخيانة"، إذ كيف يمكن أن يكون خائفا من يعمل على منح شعبه حصته من الحرية الأمريكية!؟ ان من حق شخص من هذا النوع أن يصنّف فى أعداد أبطال التحرير الذين يستحقون المكافأة كأن يتم اختيارهم لأعلى المناصب الادارية كرئاسة الجمهورية أو الوزارة، أو ـ بالقليل القليل ـ على منصب "وزير" من نوع ما، لا أن يتم دمغهم بالخيانة كما تصّر عليه بعض القطاعات الشعبية التى لازالت متشبثة بمفاهيم وقيم غاية فى التخلف قد أكل عليها الدهر وشرب. ولكن ـ وعلى كل حال ـ فان "الديمقراطية" لا بد لها من التسليم بان قطاعات واسعة من الجماهير، وخصوصا فى بعض الاقطار العربية لازالت ترزح تحت وطأة التخلف، وبالتالى فانه لا مفر من الاستيعاب والصبر والتعامل مع تلك المفاهيم والقيم على أنها مجرد "وجهات نظر"، قد تكون سلبية ومعرقلة للمسيرة الديمقراطية الحقيقية التى تقبل باحترام "الرأى الآخر" على أمل أن تنجح وسائل التثقيف الاعلامى باقناع تلك القطاعات المتخلفة بالقفز فوق الفجوة واللحاق بالحضارة الجديدة. وبناء على كل ما تقدم فان كل من دخل العراق مع الدبابة الامريكية، وكل من وضع نفسه فى خدمة المحتل، وفى تثبيت اقدامه، هو ـ فى واقع الأمر ـ واحد من أبطال التحرير. أما أولئك المتخلفون فان الواجب "الديمقراطي" ينبغى سحبهم الى واحد من المنابر الاعلامية التى اختيرت برامجها بعناية فائقة من أجل توعية الجماهير وتصحيح مفاهيمها. ولقد أصبح أمرا عاديا أن نشاهد عبر الشاشات العربية الفضائية، وفى فترات آخذة فى التقارب، واحدا من مثقفى "التخلف" الحضاري، وقد دخل فى حوار ساخن مع آخر من موزعى الحرية الامريكية على الشعوب. ولابد من الاعتراف هنا بأن الخدمات التى تقدمها تلك المحطات الى الادارة الأمريكية تفوق الملايين من الدولارات المدفوعة اليها بمراحل. اذ مما لاشك فيه ان مواصلة مشاهدة حلقات الحوار بين الطرفين: "الوطني" و"العميل" لابد وأن يترك بعض الآثار فى نفوس المشاهدين، خصوصا الضعيفة أو المريضة بـ "الطائفية" البغيضة.
__________________


قال الله تعالى في كتابه العزيز ...
:" لا تحسبن الذين يفرحون بما اتوا ويحبون ان يحمدوا بما لم يفعلوا فلا تحسبنهم بمفازه من العذاب ولهم عذاب اليم " ...
ال عمران (آية:188)

مشكلتنا أننا ...
نحب أن نعيش عيشة الغرب و نموت ميتة الصحابة


  #4  
قديم 21-06-2006, 04:36 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

فعندما تكون أمريكا قد تقمصتها الرغبة المقدسة فى توزيع الحرية على شعوب الأرض، وبتكليف "الهي" لا فكاك منه، فان "المتطوعين لقاء أجور" لا يمكن وصمهم "بالخيانة"، إذ كيف يمكن أن يكون خائفا من يعمل على منح شعبه حصته من الحرية الأمريكية!؟ ان من حق شخص من هذا النوع أن يصنّف فى أعداد أبطال التحرير الذين يستحقون المكافأة كأن يتم اختيارهم لأعلى المناصب الادارية كرئاسة الجمهورية أو الوزارة، أو ـ بالقليل القليل ـ على منصب "وزير" من نوع ما، لا أن يتم دمغهم بالخيانة كما تصّر عليه بعض القطاعات الشعبية التى لازالت متشبثة بمفاهيم وقيم غاية فى التخلف قد أكل عليها الدهر وشرب. ولكن ـ وعلى كل حال ـ فان "الديمقراطية" لا بد لها من التسليم بان قطاعات واسعة من الجماهير، وخصوصا فى بعض الاقطار العربية لازالت ترزح تحت وطأة التخلف، وبالتالى فانه لا مفر من الاستيعاب والصبر والتعامل مع تلك المفاهيم والقيم على أنها مجرد "وجهات نظر"، قد تكون سلبية ومعرقلة للمسيرة الديمقراطية الحقيقية التى تقبل باحترام "الرأى الآخر" على أمل أن تنجح وسائل التثقيف الاعلامى باقناع تلك القطاعات المتخلفة بالقفز فوق الفجوة واللحاق بالحضارة الجديدة. وبناء على كل ما تقدم فان كل من دخل العراق مع الدبابة الامريكية، وكل من وضع نفسه فى خدمة المحتل، وفى تثبيت اقدامه، هو ـ فى واقع الأمر ـ واحد من أبطال التحرير. أما أولئك المتخلفون فان الواجب "الديمقراطي" ينبغى سحبهم الى واحد من المنابر الاعلامية التى اختيرت برامجها بعناية فائقة من أجل توعية الجماهير وتصحيح مفاهيمها. ولقد أصبح أمرا عاديا أن نشاهد عبر الشاشات العربية الفضائية، وفى فترات آخذة فى التقارب، واحدا من مثقفى "التخلف" الحضاري، وقد دخل فى حوار ساخن مع آخر من موزعى الحرية الامريكية على الشعوب. ولابد من الاعتراف هنا بأن الخدمات التى تقدمها تلك المحطات الى الادارة الأمريكية تفوق الملايين من الدولارات المدفوعة اليها بمراحل. اذ مما لاشك فيه ان مواصلة مشاهدة حلقات الحوار بين الطرفين: "الوطني" و"العميل" لابد وأن يترك بعض الآثار فى نفوس المشاهدين، خصوصا الضعيفة أو المريضة بـ "الطائفية" البغيضة.
  #5  
قديم 21-06-2006, 04:38 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

احتلالان ..واحد خبيث والآخر متربص

ومن هنا فقد رأينا أن أعداد الذين أخذوا فى النظر الى جريمة الخيانة على أنها مجرد وجهة نظر آخذة فى التزايد. بل أن البعض منهم تجاوز ذلك الى الانحياز اليها واتخاذها كموقف يمكن الاحتذاء به. وخصوصا بالنسبة لأولئك المرتبطين بالاستخبارات الايرانية، والعاملين على الحاق العراق بالامبراطورية الفارسية بعد خروج المحتلين الأمريكان.. لا عتاب.. لا درع.. لا خجل أو حياء. والمرض السرطانى يسرى وينتشر. واذا لم تتكاتف الجهود لوقف انتشار المرض ثم القضاء عليه، فان الواحد منا أصبح فى خشية حقيقية من مجيء اليوم الذى سيشعر فيه الوطنى الحر الرافض للاحتلال بكل اشكاله وصوره "امريكيا أو فارسيا أو اسرائيليا" بأنه قد أصبح هو المحاصر "ديمقراطيا" من قبل أصحاب "الرأي" الآخر.. لا فى العراق لوحده، بل على امتداد الساحة العربية، وحتى الاسلامية
.
  #6  
قديم 21-06-2006, 04:42 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

فهل هناك من وسيلة عملية وفعالة؟!

أجل.. بكل تأكيد. قد يكون الحل معقدا وصعب التطبيق، الا أنه بقي، رغم ذلك، ممكن التحقيق. ثم اين هى تلك الخطة التى ستكون سهلة التحقيق ونحن نتعامل مع محتل خبيث شرس دخل أراضينا وليس فى أجندته شيء اسمه الجلاء، وآخر يتربص بنا الفرص كى يحل محل الأول ويلحق العراق بامبراطوريته الفارسية؟!!
أما الأول "المحتل الأمريكي" فانه قد أصبح مقتنعا بان لا أمل له فى تحقيق انتصار حاسم على المقاومة الوطنية المسلحة عن طريق الحل العسكرى لوحده. أمله الوحيد الذى بقى هو أن ينجح فى تحقيق ذات الهدف عن طريق تجفيف المياه المحيطة بها التى تسبح فيها وتتنفس حياتها عن طريق الهواء الذى تضخّه الى رئيسها. فلو أنه استطاع أن يفكّ الارتباط بينهما.. لو أنه نجح فى اقناع الجماهير بأنها والمقاومة شيئان مختلفان، كل منهما يسير فى طريق لا علاقة له بالآخر، بل ولعلهما حتى متعاكسين، فان ذلك لابد وأن يؤدى الى موت المقاومة بعد أن يكون حبل الصرّة قد تم قطعه. وذلك صحيح بكل تأكيد. قد يكون صعب التحقيق الا أنه ممكن. وخصوصا اذا ما واصلت ايران تقديم خدعاتها الثمينة فى هذا المجال. والخطة المعتمدة لتحقيق هذا الهدف تتمحور فى اتجاهين يكمل أحدهما الآخر:

آخر تعديل بواسطة B.KARIMA ، 21-06-2006 الساعة 04:50 AM.
  #7  
قديم 21-06-2006, 04:44 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

الأول:
ويتجه الى العمل على بعثرة الوعى الجماهيرى وتشتيته، وذلك عن طريق اغرائه للركض وراء حلول آنية بريقها يكاد يخطف الأبصار، الا انها، فى حقيقة أمرها حلول وهمية، تخدر ولكنها لا تحقق شيئا سوى مصالح المستعمرين من كلا الطرفين:
فالمحاصصة الطائفية والعرقية هى الطريق العملى لتحقيق المصالح الفردية منها والجماعية.. فالانتماء الى المذهب أو العرق، والالتصاق بهما سيجعلنا من مسؤولية رموز الطائفة أو العرق.. تقدم لنا الحماية وتسعى الى تحقيق مصالحنا. وكى نوافق على ذلك لا مفر لنا من الارتقاء بذواتنا الى مستوى متطلبات الديمقراطية الأمريكية المقدمة الينا على طبق من ذهب والتى هى فى الواقع لا تطالبنا بالشيء الكثير.. ليس أكثر من أن نكون أكثر تمدنا وحضارة فنوافق على أن نكون أكثر مرونة فى التعامل مع مفاهيمنا وقيمنا القديمة البالية.
ليس هناك شيء ثابت.. الأمور كلها نسبية، وبالتالى فانها من الممكن أن تخضع للنقاش وربما حتى التغيير. ومفهوم "الخيانة" واحد من أمثلة أخري. لقد أثبت الواقع أن ما كنا نعتبره خيانة لا تغتفر لا بعدوان يكون وجهة نظر قد تؤدى الى ما فيه خير الشعب والوطن. وهذا هو ما تسعى الى تحقيقه كافة الرموز المؤمنة بالحرية والديمقراطية. وهو ما آمنت به مؤخرا العديد من الرموز السنية بعد أن كانت رافضة له بالامس القريب.
  #8  
قديم 21-06-2006, 04:49 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

أما الثاني،
فانه يتحرك باتجاه المقاومة وبهدف اقناع الناس بان لا شيء يمكن أن تقدمه للناس سوى الرعب وفقدان الأمان وقطع الأرزاق. وبالتالى لا تمثل طموحات وآمال الشعب. وهى طموحات وآمال لا تتحقق من خلال هدر دماء المواطنين الأبرياء، وفوق جثث الضحايا من أبناء الشعب العراقى الملقاة فى الشوارع والازقة، بل عبر القنوات الشرعية الحضارية التى تتيح للشعب اختيار ممثليه بكل حرية، وشفافية، ومن هنا فانه قد أصبح واحدا من أهم أهداف المحتل، وكذا الآخر الذى يسعى لأن يحل محله، هو العمل بكل الطرق من أجل تشويه سمعة المقاومة ودمغها بالارهاب وبترويع المواطنين: ولقد أشرف العديد من الخبراء الأمريكان من أمثال "نجروبونتي" وهو رجل الـ "CIA" الذى سبق له أن أسس العديد من الخلايا الارهابية فى بعض دول أمريكا اللاتينية قبل أن يتم اختياره كسفير فى العراق ليؤسس "فرق الموت" التى تتولى القيام بارتكاب أشنع أنواع الجرائم المروعة وإلصاقها بالمقاومة، بالاضافة الى قيامها بتصفية أكبر قدر من الرموز الوطنية والكوادر العلمية مع الحرص على منحها أبعادا طائفية تعمق الكراهية وتزرع الأحقاد المتفجرة. وهم يأملون فى أن تؤدى هذه الخطط الى عزل المقاومة عن جماهيرها تمهيدا للقضاء عليها.
  #9  
قديم 21-06-2006, 04:52 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

الإنسياق وراء الحجج الأمريكية
ولقد رأينا كيف أن بعضا من ذوى النفوس الضعيفة قد انساق وراء الطروحات الأمريكية بحجج ومبررات مختلفة "فهناك أمر واقع يفرض نفسه وعلى الجميع التعامل معه من أجل تحقيق الحاجات الضرورية للناس، تدبير لقمة العيش، وتحقيق الامان عن طريق الاحتماء بالطائفة التى يجب على رموزها الاشتراك فى العملية السياسية والحصول على أكبر قدر ممكن من الحقائب الوزارية وخصوصا الأساسية "الرئاسية"، وصولا الى تحقيق مصالح الطائفة وحماية أفرادها. ثم رأينا كيف التحقت بعض المنظمات السنية بالعملية السياسية التى كانت رافضة لها فى السابق، مع علمها الأكيد بأن انخراطها ذاك لا يمكن أن يخدم أحدا سوى المخططات الأمريكية ـ وكذا الفارسية ـ الرامية الى عزل المقاومة ثم تصفيتها. وعندما ظهر واحد من الرموز القيادية: الحزب الاسلامى السنى على احدى الفضائيات العربية التى تم "تسميتها" بشحوم "الوطنية" على مدار عدة سنوات كى تكسب ثقة المشاهدين تمهيدا لتسخيرها لاحقا، بالتأثير على آرائهم وهى تدس السم فى العسل.. عندما أطل علينا هذا القيادى ليتوجه بحديثه الى المقاومة الوطنية، مناشدا إياها الموافقة على الجلوس مع أمريكا على طاولة الحوار وبعبارات تنقط سكرا وعسلا، معترفا بالورطة التى غرقت فيها أمريكا فى العراق، مدعيا بأن أمريكا راغبة فعلا فى الخروج من العراق. وان كل ماهو مطلوب منها "المقاومة" هو ايقاف حالة الرعب الفظيع التى تعيشه الجماهير، وذلك بالسماح للعملية السياسية أن تأخذ أبعادها كى تنبثق عنها حكومة وحدة وطنية قوية وقادرة على توفير الأمان ولقمة العيش للمواطنين، وكذا من أجل توفير المناخ المناسب للحوار من أجل رحيل المحتل على أن "لا تقبل المقاومة الوطنية بأقل من تحديد جدول زمنى لانسحاب القوات المحتلة"، لم نستغرب كثيرا، اذ أنه لم يعد خافيا على أحد بأن هذه المجموعات الدينية "المعتدلة" هى التى وقع عليها الاختيار كى تركب الموجات الرافضة فى العديد من الساحات العربية أما بهدف الضغط على الحكومات كى تعطى مزيدا من التنازلات رغم عدم وجود مثل هذا المزيد على أرض الواقع، وأما بهدف اسقاط هذا النظام أو ذاك كما نراه يحدث فى سوريا على سبيل المثال. واذا ما استطعنا إزالة القشرة الحلوة التى تغلف الخطاب فان ما سيبقى بين أيدينا هو ذات المنطق الذى تطرحه كافة القوى السياسية المنخرطة فى العملية السياسية: فحالة الرعب التى يعيشها الناس سببها المقاومة، وليس فرق الموت التى أمر نائب رئيس الولايات المتحدة الأمريكية "تشيني" نفسه بتشكيلها، وليس الفرق الأخرى المرتبطة بالمخابرات الايرانية والفوضى الأمنية أيضا، وكأن أحدا لم يسمع بخطط "الفوضى الخلاقة" التى تتبناها أمريكا لتفتيت الأوطان وإعادة تشكيلها وفقا لمصالحها ولمصالح اسرائيل . سوى ان المرارة التى تملأ أفواهنا تجعلنا غير مؤهلين لنذوق أى حلاوة مصطنعة. ومن هنا فاننا لم نستغرب.. ولم نتعجب.
  #10  
قديم 21-06-2006, 04:57 AM
B.KARIMA B.KARIMA غير متصل
عضو فعّال
 
تاريخ التّسجيل: Nov 2005
الإقامة: أرض الله واسعة
المشاركات: 327
إفتراضي

غير أننا نعلم يقينا، بحكم منطق الأشياء، بأنه لا سبيل ولا طريق أمام الشعب لتحقيق ذاته وحريته سوى المقاومة الوطنية المسلحة. وان كل ما داهم الجماهير من كوارث وعلى كافة الأصعدة، هى من صنع العملاء من هذا الصنف أو ذاك. وليس لنا أى خيار آخر سوى الاستمرار بالمقاومة الى أن يتم طرد آخر جندى أجنبى عن أراضينا.

لا طريق غير طريق المقاومة

ولعل فى ذلك الخطأ الفادح الذى وقعت فيه حركة "حماس" البرهان القاطع على صحة القول بطريق المقاومة الذى لا طريق آخر غيره: ـ انخرطت، بكل ثقلها، فى العملية السياسية معلنة تعليق عملياتها العسكرية بشكل مؤقت. الأسباب المبررة لمثل هذا التوجه لا زالت مجهولة لدينا.. ربما باستطاعتنا التخمين ثم الاستنتاج.
الا أن استنتاجا يبنى على مجرد الحدس والتخمين سيكون، فى أحسن الأحوال، مفتقرا الى الواقعية العلمية، هذا إن لم يكن ظالما ومتجنيا. سنعبر فوقه ـ اذا ـ مخلفين إياه وراءنا كى نواصل الحديث قائلين.. خاضت حماس الانتخابات التشريعية محققة فوزا كبيرا ضمن لها الأغلبية البرلمانية التى أباحت لها تشكيل الحكومة الا أننا نعلم، كما تعلم هى قبلنا بكل تأكيد، بأن كافة مفاتيح الأبواب المشرفة على الساحة السياسية الفلسطينية هى فى يد المحتل الاسرائيلى والمستند بظهرة على المجتمع الدولى برمته. وما كادت "حماس" تخطو أولى خطواتها فوق الساحة السياسية حتى وجدت نفسها "مهروسة".. أجل مهروسة. الأبواب كلها مغلقة.. أى باب تناشد فتحه يطلب منها أن تدفع الثمن. والثمن دائما متشابه، وهو التنازل عن واحد من الثوابت الوطنية وصولا الى مسخها الى مجرد حركة سياسية تركض لاهثة وراء أمريكا علّها تلتقط شيئا من الفتاة الذى تلفظه أحذيتها. وسريعا جدا، ستجد نفسها مضطرة للاختيار الحاسم: السير فى طريق التنازلات حتى نهايته، أو التخلى عن العملية السياسية والعودة الى الأصالة فى خنادق الجهاد التى لا تسمع فيها سوى حديث البنادق. ولكن.. الم تكن "حماس" واعية، وبشكل مسبق، بأنها لا بد واصلة الى نهاية الطريق المفتوح على واحد من الخيارين؟! نستبعد مسألة الجهل التى لا وجود لها فى علم السياسة خصوصا بالنسبة لاناس سبحوا فى بحوره على مدار عشرات السنين وخبروا كافة أسراره وخفاياه كالشعب الفلسطيني. واذا..؟! نوع من التكتيك الذكى للبرهنة على إيمان الشعب الفلسطينى باستراتيجية المقاومة المسلحة والتى تمثل حركة "حماس" محورا أساسيا فيها؟! تعرية الآخرين المنخرطين فى العملية السياسية وفضح حقيقة نواياهم وتوجهاتهم؟! لو صح ذلك فاننى أرفع قبعتى احتراما واعجابا وسعادة؟ فهل هناك من أمل؟!
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م