مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 11-02-2004, 03:24 PM
alkasm alkasm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2004
المشاركات: 20
إفتراضي الجهاد ليس طريقاً لإقامة الخلافة

- أخرج البخاري، في حديث أسامة بن زيد، رضي اللَّه عنهما: «وكان النبي r وأصحابه يعفون عن المشركين وأهل الكتاب، كما أمرهم اللَّه، ويصبرون على الأذى، قال اللَّه عزّ وجلّ: ]وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ مِن قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُواْ أَذًى كَثِيرًا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ[[آل عمران/186] وقال: ]وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّاراً حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ[ إلى آخر الآية. وكان النبي r يتأول العفو ما أمره اللَّه به، حتى أذن اللَّه فيهم».

- وأخرج النسائي والحاكم عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن عبد الرحمن بن عوف وأصحاباً له أتوا النبي بمكة، فقالوا: يا رسول اللَّه، إنا كنا في عزٍّ ونحن مشركون، فلما آمنا صرنا أذلة. فقال: «إني أمرت بالعفو فلا تقاتلوا». يقول ابن كثير في تفسير هذه الآية: (كان المسلمون، في ابتداء الإسلام، وهم بمكة، مأمورين بالصلاة والزكاة، وإن لم تكن ذات النصب، وكانوا مأمورين بمواساة الفقراء منهم، وكانوا مأمورين بالصفح والعفو عن المشركين، والصبر إلى حين، وكانوا يتحرّقون ويودون لو أمروا بالقتال ليشتفوا من أعدائهم. ولم يكن الحال إذ ذاك مناسباً لأسباب كثيرة، منها قلة عددهم بالنسبة إلى كثرة عدد عدوهم، ومنها كونهم في بلدهم، وهو بلد حرام، فلهذا لم يؤمروا بالجهاد إلا بالمدينة، لما صارت لهم دار منعة وأنصار).

- وقال الشافعي في كتاب أحكام القرآن: (ولما مضت لرسول اللَّه r فترة من هجرته أنعم اللَّه فيها على جماعات باتباعه، حدثت لهم بها، مع عون الله عزّ وجلّ، قوة العدد، لم يكن قبلها، ففرض الله عزّ وجلّ عليهم الجهاد، بعد إذ كان إباحة لا فرضاً، فقال تبارك وتعالى: ]كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِتَالُ[).

وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد أن اللَّه سبحانه كان يأمر المؤمنين (بالصبر والعفو والصفح، حتى قويت الشوكة، واشتد الجناح، فأذن لهم حينئذٍ بالقتال ولم يفرضه عليهم، فقال تعالى:] أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ[[الحج]. ... ثم فرض عليهم القتال بعد ذلك لمن قاتلهم، دون من لم يقاتلهم، فقال:] وَقَاتِلُواْ فِي سَبِيلِ اللّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ[[البقرة/190]. ثم فرض عليهم قتال المشركين كافة، وكان محرماً، ثم مأذوناً به، ثم مأموراً به لمن بدأهم بالقتال، ثم مأموراً به لجميع المشركين).

- ولابن تيمية مثل هذا الكلام في الجواب الصحيح (1/74).

(إن من ينظر إلى تشريع الجهاد وارتباطه بإقامة الدولة الإسلامية، فإنه يرى أن حكم الجهاد لم يشرع إلا بعد إقامتها، وبالتالي لم يكن طريقاً لإقامتهاq
  #2  
قديم 13-02-2004, 02:30 AM
Waheed Waheed غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2004
الإقامة: USA
المشاركات: 9
إفتراضي اولوية الجهاد

بسم الله الرحمن الرحيم و الصلاة والسلام على نبينا محمد و على آله و صحبه و من والاه
أخي الكريم السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ،
لم أكن أخي لأرد على موضوعك هذا لولا اهميته القصوى و خصوصا في هذه المرحلة من تاريخ امتنا الاسلامية فإن أخطأت فمن نفسي و إن أصبت فمن الله ، فله الحمد و المنة .
إن ما عرضته أخي الكريم من عرض للايات و الاحاديث الشريفة و رأي للعلماء لهو بحق فتوى وهذا ما ذكرته انت ، و انها أشبه ما تكون بفتوى للمحدث الشيخ الالباني رحمه الله الذي افتوى بتحريم جهاد اهل فلسطين و وجوب تركها ـ اي فلسطين ـ و الانتقال الى بلد مسلم على اعتبار انها اصبحت دار كفر. و هو قد أخطأ في هذا الامر
يقسم الجهاد الى نوعين : جهاد الطلب و هو طلب الكفار في بلادهم لامور الدعوة و جهاد الدفع و هو دفع الكفار عن بلاد المسلمين. و أما الاول فهو فرض كفاية و الثاني فرض عين على كل مسلم. يقول ابن تبمية رحمه الله : و أما قتال الدفع فهو اشد انواع دفع الصائل عن الحرمة و الدين واجب اجماعا، فالعدو الصائل الذي يفسد الدين و الدنيا لا شئ اوجب بعد الايمان من دفعه ، فلا يشترط له شرط كالزاد و الراحلة ،بل يدفع بحسب الامكان. الاختيارات العلمية ـ ملحق بالفتاوى الكبرى .
يقول الله عز و جل : انفروا خفافا و ثقالا و جاهدوا بأموالكم و أنفسكم في سبيل الله ذلكم خير لكم ان كنتم تعلمون . و هذا جلي و اضح و لا عذر فيه لاي كان. و يقول عز و جل : و اناستنصروكم في الدين فعليكم النصر .
و يقول عز و جل : و قاتلوهم حتى لا تكون فتنة و يكون الدين كله لله. و الفتنة كما ذكر عبدالله ابن عباس رضي الله عنهما هي الشرك. و لا شك انه في هجوم الكفار على المسلمين اذية لهم في دينهم و ارضهم و عرضهم. و في هذه الحالة فإن الجهاد يصبح فرض عين على كل مسلم و لا يشترط فيه اخذ اذن الولد من والده و لا الزوجة من زوجها و لا المدين من دائنه، اذ ان دفع الضرر عن الامة اولى و اوجب.
و تبقى حالة سقوط الاستئذان مستمرة الى ان يتم دفع العدو او اخراجه من ديار المسلمين او توفر جماعة لها قدرة على الدفع.
و يقدم الجهاد و هو فرض عين على غيره من الفروض ، فهو يقدم على الصلاة ، فالصلاة تجمع و تقصر و تتغير هيئتها اذا حل الجهاد. و الجهاد يقدم على الصوم اذ ان رسول الله افطر و لم يصم في الطريق لفتح مكةحيث قال صلى الله عليه و سلم : انكم مصبحوا عدوكم و الفطر اقوى لكم فأفطروا.
و الجهاد يقدم على طاعة الوالد و الزوج حيث لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق. و المقصود هنا في حال تم الامر بالكف عن العمل.
يقول الرملي في نهاية المحتاج: يكره الغزو بغير اذن الامام او نائبه ، ولا كراهة في حالات :
ـ اذا فوت الاستئذان المقصود. اي الدفع المذكور اعلاه.
ـ اذا عطل الامام الغزو.
ـ او غلب على ظنه عدم الاذن.
هذا و الجهاد جهاد كفاية . اما ان يصبح جهاد عين فلا اذن و لا استئذان. و لا تجد اوضح من رأي ابن رشد في هذا المقام اذ قال : طاعة الامام واجبة و ان كان غير عدل ما لم يأمر بمعصية، و من المعصية النهي عن الجهاد المتعين.
يقول ابن قدامة في المغني: فإن عدم (بضم العين و كسر الدال) الامام لم يؤخر الجهاد لأن مصلحته تفوت بتأخيره.
إن الخلافة الاسلامية لا تأتي نظريا بالدراسة و الثقافة ، انما ولاية الجهاد الخاصة هي التي تأتي بالولاية العامة و الخلافة. و في حديث رسول الله صلى الله عليه و سلم انه قال لاصحاب له بعثهم في سرية : أعجزتم إذ بعثت رجلا فلم يمض لامري أن تجعلوا مكانه من يمضي لامري. رواه ابو داوود و أحمد.
يقول الله عز و جل مخاطبا نبيه: فقاتل في سبيل الله لا تكلف الا نفسك و حرض المؤمنين. و في هذا امران واجبان و هما; القتال و لو وحيدا و الثاني هو التحريض. و في الحديث الحسن الذي رواه احمد و ابو داوود ان رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : عجب ربنا من رجل غزا في سبيل الله فانهزم اصحابه فعلم ما عليه فرجع حتى أهرق دمه ، فيقول الله عز و جل لملائكته: انظروا الى عبدي رجع رغبة فيما عندي و شفقة مما عندي حتى اهريق دمه.
و لمن أراد الاستزادة و التفصيل عليه بفتوى الشيخ المجاهد عبدالله عزام فإن ما نقلته هنا هو من فحوى فتواه.
أخي الكريم ، بالله عليك قولي، هل ننتظر حتى يهتك عرض آخر أنثى في الشيشان؟ او يذبح آخر طفل في افغانستان؟ او تراق آخر قطرة دم في فلسطين؟ او يهان آخر شيخ في العراق؟ اما كفانا دعوات الداعين الى القعود و التخاذل؟ ومن هؤلاء الذين يجب غض الطرف عنهم و الصفح و الاحسان الى أن تقوم دولة الخلافة؟ يقول تعالى مخاطبا نبيه: فاصدع بما تؤمر و أعرض عن الكافرين. هذا في بداية الدعوة. ثم دعوة الى الله بالحكمة و جدال بالتي هي أحسن ، ثم إذن بالقتال، ثم القتال اذا قاتلهم الكفار ثم جاء شرط انسلاخ الاشهر الحرم، ثم بعد ذلك أمر مطلق ( و قاتلوا في سبيل الله الذين يقاتلونكم و لا تعتدوا إن الله لا يحب المعتدين). أقول أن هؤلاء هم من ورد فيهم الاعراض و الدعوة الى المجادلة بالتي هي أحسن، وهم كفار قريش، أما وقد ترسخت قواعد الدين و ليس هناك سوى ( و أطيعوا الله و رسوله ان كنتم مؤمنبن) و ولاء لله و رسوله و براء من الكافرين (قل يا أيها الكافرون لا أعبد ما تعبدون) فلم يعد هناك مجال للمجادلة و التسامح.
كما أن رسول الله صلى الله عليه و سلم لم يكن ينتظر قيام الدولة الاسلامية ليسمح لصحابته بأن يقاتلوا و يجاهدوا ، و إنما كان ينتظر تهيئة العدد اللازم للقتال. ففي مكة لم يكن ليتوفر العدد و العدة للقتال، بينما توفر ذلك في المدينة برغم ما كان فيها من يهود و منافقين في ذلك الوقت . يقول تعالى: (إن يكن منكم عشرون صابرين يغلبوا مئتين و إن يكن مئتين يغلبوا الفا بإذن الله). فليس الأمر بالعدد و لا بالعدة ـ مع أهميتها ـ و إنما الأمر توكل و إيمان بعقيدة لا اله الا الله محمد رسول الله، ثم و أعدوا لهم ما استطعتم من قوة.
كما أنه في أحاديث رسول الله صلى الله عليه سلم في خروج المهدي و اجتماع نفر من الشباب حوله في الحرم من قبل أن يعرف هو أو يعرفوا هم أنه المهدي ، لأبين دليل لا وجوب العمل و عدم التقاعس عن أداء الواجب. أما أن ننتظر حتى ينصلح أمر الامة كلها لنعلن دولة الخلافة ثم يؤمر بالجهاد، فهذا أبعد مما يرجون. فالحال لن يصلح ما دام العدو يعيث في الارض فسادا. و هي و الله دعوة هدامة للتقاعس و الركون. هؤلاء فعلوا كمن وضع العربة امام الحمار ثم قال للحمار حا . فأنا ذلك؟!
أسأل الله ان يثبت المجاهدين في سبيله وأن ينصرهم على عدوهم و أن لا يحرمنا أجر جهادهم ، و أن يحشرنا في زمرة محمد صلى الله عليه و سلم ، إنه على ذلك قدير.
سبحان ربك رب العزة عما يصفون و سلام على المرسلين و الحمد لله رب العالمين.
سلام عليكم و رحمة الله
__________________
انْفِرُوا خِفَافًا وَثِقَالًا وَجَاهِدُوا بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ
  #3  
قديم 13-02-2004, 04:13 PM
alkasm alkasm غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2004
المشاركات: 20
إفتراضي أُطروحات في موضوع إقامة الدولة الإسلامية مخالفة للطريقة الشرعية

.

القول بأن سيرة الرسول  غير محققة :

ومعنى ذلك أننا غير ملزمين بنصوص ليست موثقة . وبالتالي فإننا غير مطالبين بالعمل بها . ويعتبرون أن ذلك حجة لهم ( وليس حجة عليهم ) في القعود عن التأسي بفعل الرسول  في مكة حين العمل لإقامة الخلافة .
وللإجابة على هذا القول نقول بأن السيرة هي أخبار وحوادث تحتاج إلى تحقيق وتوثيق . وبما أنها متعلقة بأفعال الرسول  فهي جانب من الوحي . وعليه يجب أن يهتم المسلمون بسيرة المصطفى اهتمامهم بالكتاب والسنة . فسيرته في مكة هي أعماله التي قام بها . وأدى قيامه بها إلى إقامة دار الإسلام في المدينة . وإهمالها يورث القادرين على تحقيقها إثم عدم التحقيق، ويورث المسلمين إثم عدم حث القادرين على تحقيقها .
ومن غريب الأمر أن الذين يطرحون هذا الطرح هم ممن يهتمون عادة بتخريج الأحاديث وتحقيقها . يطرحونه وكأنهم مُعفَوْن من العمل لإقامة الدين، يطرحونه ويكتفون بأنهم سجلوا نقطة مهمة وفاصلة .
أَنسيَ هؤلاء المسلمون أنهم مأمورون كأي مسلم آخر بالعمل لإقامة الدولة الإسلامية، وهذا يوجب عليهم البحث والتقصي والتحقيق . إنهم إذا دعاهم الواقع لتخريج أحاديث نبوية في أمور شرعية، جزئية، وهو جهد يشكرون عليه، بذلوا الجهود وقضوا الأوقات الطويلة في ذلك . فكيف بهم، وكم عليهم أن ينفقوا من الجهود والأوقات متى علموا أن الأمر متعلق بإقامة الدين ؟ .
إن كتب السيرة لم تصل إلى الحد الذي تهمل فيه أخبارها كما لم تصل إلى الحد الذي تؤخذ فيه كل مروياتها .
إن الكتابة التاريخية التي عمل كتَّاب السيرة في مجالها لم يعتمد فيها ما اعتمد في طرائق المحدثين من شدة في التدقيق، وفي التثبت من عدالة الرواة والنقلة، ومن صحة ما ينقل، ومن مبالغة في الإيجاز، وتحرج في النقل .
مما جعل علماء الحديث أو المهتمين بالتحقيق ينظرون إلى كتّاب السيرة وكأنهم متساهلون . والحق أن علم الحديث يتطلب ما حققه المحدثون وعلماء الحديث في أنفسهم وفي نقلهم .
وإن علم السيرة يتطلب في جانب منه هذا، وهو الجانب المتعلق بسيرة الرسول  وصحابته . أما الجانب الآخر الذي لا يتعلق بالرسول  وصحابته فليس التساهل به مما يغمز في هذا العلم . فالحوادث كثيرة والأيام تمر بسرعة فلا يستطيع كاتب السيرة أو التاريخ الإحاطة بكل الحوادث ان هو أراد أن يعتمد طريقة المحدثين . من هنا كانت سيرة الرسول  من أهم ما يجب على المسلمين العناية به لأنها تحوي أخبار الرسول  من أقواله وأفعاله وسكوته وصفاته . وهذه كلها تشريع كالقرآن . فالسيرة النبوية هي مادة من مواد التشريع لذلك تعتبر جزءاً من الحديث . وما صح فيها عن النبي  يعتبر دليلاً شرعياً لأنه من السنة . هذا فضلاً عن أن الاقتداء بالرسول  أمر به القرآن، قال تعالى : لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة  فالعناية بالسيرة وتتبعها أمر شرعي .
وقد كانت طريقة الأوائل في نقل السيرة تعتمد على رواية الأخبار . وقد بدأ المؤرخون شفوياً، وبدأ الجيل الأول الذي شاهد أعمال الرسول  أو سمع عنها ورواها يرويها لغيره . وحملها عنه الجيل الذي بعده، ودوّن بعضهم منها أحاديث متفرقة كالتي تُرى في كتب الحديث حتى الآن . حتى إذا جاء القرن الثاني رأينا بعض العلماء يبدأون في جمع أخبار السيرة وضم بعضها إلى بعض وتدوين ذلك بطريقة الرواية بذكر اسم الراوي ومن روى عنه تماماً كما يفعل في الحديث . ولذلك يستطيع علماء الحديث ونقاده أن يعرفوا أخبار السيرة الصحيحة المقبولة من الضعيفة المردودة بمعرفتهم الرواة والسند . وهذا هو المعتمد عند الاستشهاد بالسيرة إذا كان صحيحاً . فالمسألة ليست إنشاء علم جديد، وإنما تقضي الدقة وتوخي الصواب من قول الرسول  وفعله . على أنه يوجد مَن حقق السيرة من بعض المهتمين . والجماعة أو الحزب الذي يقوم بالتأسي بالرسول  في إقامة الدين لا بد من أن يتحقق من النصوص التي يعتمد عليها كأدلة لعمله.
كذلك فإن كتب السيرة على اختلافها تُجمع كما تجمع كتب الحديث وكما يرشد القرآن الكريم على مراحل سير الدعوة وأعمالها . فقد بيّن القرآن الكريم كثيراً من تفاصيلها بالشكل الذي يكفي لأن يلقي الضوء الساطع على صحة المنقول منها . فقد جاء في القرآن الكريم ما يبين كثيراً في تحديد المطلوب وبشكل دقيق .
فمثلاً تعرض الرسول  لمهاجمة العقائد الفاسدة فتعرض للأصنام والدهرية واليهودية والمجوسية والصابئين، وقد دل القرآن على ذلك في كثير من آياته الشريفة .. وهاجم الرسول  العادات والأعراف حيث هاجم الوأد والوصيلة والحام والأزلام، وتعرض للحكام وتناولهم بالاسم وبالأوصاف وكشف مؤامراتهم على الدعوة . والجماعة تلتزم بهذا كله . والتزامها به يكون التزاماً بأصل العمل وبالمعنى العام منه . وليس بتفصيلاته ولا وسائله ولا أشكاله . فتتعرض للأفكار الخاطئة والمفاهيم المغلوطة وتهاجم الأعراف والعادات المنحرفة عن الإسلام في واقعها، وتتعرض للحكام وتكشف مؤامراتهم وتبين أفكار الإسلام وأحكامه وتدعو الأمة إلى تبنيها والعمل معها لإقامتها في حياتهم .
والرسول  واجه وهو أعزل من غير محاباة ولا مسايرة ومن غير قبول لأنصاف الحلول، ورفض كل عروضات الترغيب والترهيب وصبر ولم يحد عن أمر ربه . والقرآن قد حدثنا عن هذا فيكون هذا إرشاداً للجماعة أثناء سيرها .
بل ان نزول قوله تعالى على الرسول  :  فاصدع بما تؤمر ...  فيه دلالة على أنه قبل نزول هذه الآية لم يكن صَدْعٌ بل سِرّية واستخفاء وهي مرحلة ما قبل الصدع .
وقوله تعالى :  ولتنذر أم القرى ومن حولها  أمر بالدعوة خارج مكة . وذكر القرآن للمهاجرين والأنصار دليل على وجود الهجرة والنصرة .
وبذلك يكون القرآن هو المرشد الأول . وكتب الحديث زاخرة بأخبار المسلمين في العهد المكي . والبخاري مثلاً قد ذكر تحت باب " ما لقي النبي  وأصحابه من المشركين بمكة " فذكر حديث خبّاب بن الأَرَتّ عندما جاء يطلب من الرسول  الدعاء للمسلمين بالنصر، وذكر كذلك دعاء الرسول  على الملأ من قريش، وذكر كذلك أشد ما لاقى الرسول  من قومه حين صعد إلى الطائف . وكذا في باقي كتب الحديث . ولذلك فإننا لسنا أمام أمر مطلوب منا فعله ولا نملك نصوصه .
والجدير بالذكر هنا أن كُتّاب السيرة هم أئمة موثقون عدول ومشهود لهم .
- فابن إسحاق ( 85 هـ – 152 هـ ) وله " المغازي" قال عنه الزهري : " من أراد المغازي فعليه بابن اسحق " . وقال فيه الشافعي: " من أراد أن يتبحر في المغازي فهو عيال على ابن اسحاق " . وذكره البخاري في تاريخه .
- وابن سعد وله " الطبقات " . ( 168هـ – 230هـ ) قال عنه الخطيب البغدادي : " محمد بن سعد عندنا من أهل العدالة وحديثه يدل على صدقه فإنه يتحرى في كثير من رواياته " . وقال عنه ابن خِلِّكان : " كان صدوقاً ثقة " . وقال عنه ابن حَجَر : " أحد الحفاظ الكبار الثقات المتحررين " .
- والطبري ( 224هـ – 310 هـ ) وله " تاريخ الرسل والملوك " اتبع فيه طريقة الإسناد . وقال عنه الخطيب البغدادي : " كان عالماً بالسنن وطرقها وصحيحها وسقيمها، عارفاً بأيام الناس وأخبارهم " . وكان لغلبة الحديث عليه أن وضع كتابه في التاريخ على طريقة المحدثين . وله كتاب في الحديث يسمى " تهذيب الآثار وتفصيل الثابت عن رسول الله  من الأخبار " حيث قال عنه ابن عساكر : انه من عجائب كتبه وتكلم فيه بكل ما يصح عن حديث رسول الله  .
وكذلك فإن ابن كثير والذهبي يعتبران ممن لهم باع طويل في الحديث .

القول بأن حمل السلاح في وجه حكام اليوم هو طريقة التغيير الواجبة الاتباع :

ويستدلون بحديث أشرار الأئمة الذين طلب الرسول  منابذتهم بالسيف إن لم يقيموا حكم الله .
وللإجابة على هذا الفهم الذي نجلُّ أصحابه وان خالفناهم الرأي، نقول : ان التحقق من مناط الحديث أي الواقع الذي ينزل عليه ليعالجه يكشف لنا فقهه الصحيح . فالحديث يتناول الحاكم الإمام، في دار الإسلام، الذي بويع مبايعة شرعية . فكان إماماً بمبايعة المسلمين له . وكانت الدار التي يحكمها هذا الإمام هي دار إسلام، أي تحكم بالإسلام وأمانها بأمان المسلمين . والمسلمون في هذه الحالة مأمورون بطاعته فإن حدث وفرّط هذا الحاكم بما أنزل الله، وأخذ يحكم علناً بأحكام الكفر، ولو بحكم واحدٍ، من غير أن يكون معه حتى ولا شبهة دليل فإن المسلمين مأمورون بمنابذته بالسيف على ذلك . وتأمل معنى الحديث، موضوعنا، يتبين لك ذلك . فعن عوف بن مالك الأشجعي قال : سمعت رسول الله  يقول : " خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم وتصلون عليهم ويصلون عليكم، وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم " . قيل يا رسول الله : أفلا ننابذهم بالسيف عند ذلك ؟ قال : " لا، ما أقاموا فيكم الصلاة " [ رواه مسلم ] ، والمراد بإقامة الصلاة أي تطبيق أحكام الشرع من باب تسمية الكل باسم الجزء .
أما حاكم دار الكفر فواقعه يختلف تماماً : فهو ليس إماماً للمسلمين وإن كان حاكمهم، وليس منصَّباً عليهم تنصيباً شرعياً، كما هو مطلوب شرعاً، ولم يتعهد أصلاً بإقامة أحكام الإسلام في حياتهم وإن كان فرضاً عليه .
كذلك فإننا إذا نظرنا إلى واقعنا فإننا سنجد أنه لا يكفي حمل السلاح في عملية التغيير . وان المسألة تتعدى تغيير الحاكم إلى الحكم بالإسلام، فمن سيقوم بأعبائه . إنه يحتاج إلى رجال دولة وإلى وسط سياسي إسلامي . وإنّ أمرَ الحكم بالإسلام ليس من السهولة بحيث يستطيعه قائد عسكري مهما أوتي من كفاءة عسكرية أو من إخلاص للإسلام، إنه يحتاج إلى خبرة ودراية ومتابعة وإلى فهم شرعي مميز . وطريق الرسول  يؤمّن كل ذلك :
- انه يؤمن القائد المسلم السياسي الفذ الذي يملك خبرة السنوات الطويلة التي قضاها في حمل الدعوة قبل إقامة الدول الإسلامية، يعلم أحابيل الدول الكافرة ودجلها ودهاءها فلا تخدعه، ويستطيع أن يحمي الدولة وينتقل بها إلى الدور الذي يليق بها بين دول العالم : دولة هادية مهدية وخلافة راشدة على منهاج النبوة .
- ويؤمّن الشباب المؤمن الذي حمل أعباء الدعوة قبل قيام الدولة، حيث سيشكلون مع غيرهم من المسلمين المهتمين بأمور الدعوة الوسط السياسي الإسلامي وسيكون منهم الولاة وأمير الجهاد والسفراء وحملة الدعوة للناس في الدول الأخرى .
- ويؤمّن القاعدة الشعبية التي تحتضن الإسلام ودولته وتحميهما .
- ويؤمن أهل القوة المدربين والذين ستزيد قوتهم بوقوف الناس معهم وليس في وجههم، خاصة حين يعلمون أن الحاكم وجهاز الحكم معه والقوة التي يستند إليها هي قوة لهم يقومون بما فرضه الله عليهم من تطبيق للإسلام وإعزاز للدين .
ثم إن العمل المسلح يحتاج إلى مال وسلاح وتدريب وهذا يرهق قدرة الحركة، فيغريها باللجوء إلى الغير، وهذا هو أول سبيل السقوط . وقد جرب المسلمون هذه الطريق فكانت وبالاً عليهم . مع ما في كلمة ( جرَّبَ ) من مغالطة .
واننا حين نشير إلى أن حمل السلاح ليس هو الطريقة الشرعية في التغيير فذلك ليس ضناً بهؤلاء الحكام الظلمة الذين لم يرعَوْا في المسلمين إلاً ولا ذمة . بل ضناً بأخوة لنا في الدين، مخلصين نحب أن تتوحد جهودهم في العمل الشرعي المطلوب . ونذكرهم بمنع الرسول  لأصحابه في مكة من استعمال السلاح بناء على طلبهم وقوله لهم : " لقد أمِرتُ بالعفو، فلا تقاتِلوا القوم " [ سيرة ابن هشام ] ، ونزول قوله تعالى :  ألم ترَ إلى الذين قيل لهم كفوا أيديكم وأقيموا الصلاة وآتوا الزكاة فلما كتب عليهم القتال …  الآية .
وهكذا تتضافر الأدلة الشرعية لتؤيد سلوك طريقة الرسول  في الدعوة . وأية إضافة أو حذف أو تغيير أو تبديل أو تحوير سيظهر أثرها السيئ على الدعوة وعلى الجماعة وعلى الأمة الإسلامية . ومن هنا حرصنا على أهمية القراءة الجيدة للشرع ولطريقة الرسول  من أجل الوصول إلى حسن التأسي، وعلى الله قصد السبيل
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م