مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 15-06-2006, 09:17 AM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي السودان جزء منا فلماذا ندير له ظهورنا!!!




قبل الحديث عن السودان دعونا نقرأ معاً هذا المقال

اعادة تأهيل الكونوليالية


*سوماس ميلن
Seumas MILNE

بالكاد مرّ جيل واحد على انقضاء عهد الامبراطورية البريطانية، حتى تبدأ بخفرٍ حملة لاعادة الاعتبار لها، من قبل الصحف البريطانية النافذة والجامعيين المحافظين وصولاً الى أعلى مراتب الحكومة.

وخير اشارة على هذه الحملة ما أعلنه، نهاية كانون الثاني/يناير، السيد غوردون براون، وزير المالية الحالي والخليفة المحتمل لطوني بلير، في افريقيا الشرقية، من أنه "ولّى الزمن الذي كانت بريطانيا مضطرّة فيه للاعتذار عن تاريخها الكولونيالي [1] ". لم يكن في الملاحظة أيّ هفوة في الظاهر، خصوصاً انها أُعطيت لصحيفة "دايلي مايل"، قائدة جوقة اعادة التأهيل هذه، وقبل وقت قصير من انطلاق الحملة الانتخابية في الربيع.

وكان السيد براون، وقبل اربعة أشهر، أجاب على اسئلة الصحيفة نفسها [2] في "المتحف البريطاني في لندن ـ مغارة علي بابا التي تذخر بالكنوز المنهوبة من المستعمرات البريطانية السابقة ـ بالقول: "علينا ان نكون فخورين (...) بالامبراطورية". حتى بلير نفسه لم يصل الى هذا الحدّ، وكان وافق على حذف جملة مماثلة من احدى خطاباته الانتخابية في 1997، عام وصوله للمرة الاولى الى السلطة . [3]

في كانون الثاني/يناير، استرجعت الصحافة البريطانية تصريحات السيد براون المذهلة دون ايّ تعليق. بيد أنّ تأييد وزير المالية، لمّا كان قبل وقت قصير يُعتبر مراجعة تحريفية للتاريخ من قبل اليمين الأكثر تطرّفاً، ما كان ليُخفى على الرأي العام المعنيّ بهذه الرسالة. بالرغم من حماسه النيوليبرالي وتحالفه مع رئيس الوزراء، حاول الرجل باستمرار اعطاء الانطباع انه يقيم وزناً لمبادئ المساواة والاشتراكية الديموقراطية اكثر من منافسه في الحزب العمّالي الجديد. لا بدّ أن يكون تعاطفه المعلن مع الامبراطورية، اثار انزعاج من توقّعوا القطيعة مع لازمة الامبريالية الجديدة الليبرالية، ومع حروب التدخّل في الخارج التي شهدها عهد طوني بلير. لكنّ ما يُظهِره من تصميم عندما يلفّ نفسه بعلم الامبراطورية، "اليونيون دجاك" ـ "مئزرة اللحام" بحسب العبارة الشهيرة للاشتراكي الايرلندي جايمس كونوللي ـ لا بدّ أنه يلقى صدى ايجابياً لدى فرقاء السلطة المعنيين بهذا التوجه.

تعتبر النخبة البريطانية الحاكمة، سواء في صفوف الحكومة أم في وسائل الاعلام، أنّ مرحلة الانتهاء من الاستعمار حكاية قديمة لم يُعاد النظر في حيثيّاتها. ففي السنوات التي تلت الانسحاب الدموي للقوات البريطانية من عدن (اليمن) عام 1967، لم يحصل تقريبا ايّ نقاش حول الوسائل التي اعتمدها التاج البريطاني كي يحافظ، حتى منتصف القرن العشرين، على هيمنته على ربع سكان الارض.

يرجع مشروع اعادة الاعتبار هذا الى مطلع التسعينات. عندها خرجت، في الولايات المتحدة وبريطانيا، اصوات منشقّة تذرّعت بالتدخل الاميركي الكارثي في الصومال، لترسم صورة مشروع "مثالي" يدعو الى قيام مستعمرات جديدة في افريقيا تسلّم ادارتها الى الامم المتحدة. حتى انّ صحيفة "وال ستريت جورنال" وضعت، الى جانب افتتاحية مخصصّة لهذا الموضوع، صورة للورد كيتشنر، الاستعماري البريطاني المسؤول في القرن الماضي عن مجزرة بحقّ أنصار المهدي في السودان.

__________________









  #2  
قديم 15-06-2006, 09:19 AM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

بمناسبة حرب البلقان في التسعينات، ازداد عدد الليبراليين الغربيين المؤيدين لمبدأ "التدخّل الانساني". فبينما كان نشر الحضارة المسيحية والتجارة ما برّر الامبريالية الليبرالية، حتى نهاية القرن التاسع عشر، باتت الشعارات المرفوعة اليوم تتعلّق بحقوق الانسان والأسواق وحسن ادارة الشأن العام.

في ذروة حرب كوسوفو، اطلق السيد بلير ما يجب تسميته نداء من اجل موجة جديدة من عمليات التدخل العالمي، المرتكزة على "مزيج دقيق" من المصالح الشخصية والأهداف الأخلاقية. وبعد أقلّ من عام، طبّق "نظرية المجتمع الدولي" هذه على مستعمرة سيراليون السابقة، حيث أُرسِلت القوات البريطانية على جناح السرعة، بعد غياب دام 39 عاما، للتدخّل في حرب اهلية دموية لا نهاية لها.

ان اعتداءات ايلول/سبتمبر 2001 في نيويورك وواشنطن، ومن بعدها اجتياح افغانستان، المستعمرة البريطانية السابقة، بقيادة الولايات المتحدة، أظهرت الطبيعة الحقيقية لسياسة كان يُسكَت حياءً عن اسمها في دوائر السلطة. وفي الربيع التالي، نشر السيد روبرت كوبر، مستشار السيد بلير للشؤون الخارجية والمبعوث الى افغانستان (يعمل حاليا للسيد خافيير سولانا في مجلس الاتحاد الاوروبي)، اعلاناً يدافع "عن نمط جديد من الامبريالية مقبول في عالم حقوق الانسان والرأي العام الكوسموبوليتي [4]". في الوقت نفسه تقريباً، كان رئيس الوزراء البريطاني يقول، في جلساته الخاصة، أنه مؤيّد للتدخل العسكري في المستعمرات البريطانية السابقة كزيمبابوي وبورما.


شكّلت الكارثة السياسية والانسانية، التي تسبّبت بها حرب العراق واحتلاله، كابحاً ولو مؤقّتا لنزعة المغامرة السياسية هذه. بيد أنّ عمليات التدخّل العسكرية الغربية أشاعت موضة "الرجعي الأنيق على الطراز االقديم"، ووفّرت فرصة لمعلّقين، أمثال المؤرّخين البريطانيين المحافظين نيال فرغوسن واندروز روبرت، ليدافعا عن الامبريالية الجديدة ويعيدا كتابة الماضي الاستعماري. فرغسون النصير المعلن لامبراطورية عالمية تقودها الولايات المتحدة، ومؤلّف كتاب "الامبراطورية او كيف صنعت بريطانيا العظمى العالم الحديث" ، يدافع عن الاستعمار البريطاني، الرائد في نظره للعولمة التجارية في القرن الواحد والعشرين. كما يجد امتداداً بديهياً له في المديح الموجّه من السيد براون الى "التجّار والمغامرين والمبشّرين" من بُناة الامبراطورية. وروبرتس،المؤرّخ التاتشريّ الآخر، الاختصاصي في الصحافة الاميركية، يدعو جهارا الى اعادة استعمار افريقيا بحجّة أنّ هذه القارة "لم تشهد حقبة أجمل من التي عاشتها تحت الادارة البريطانية". وفي ردّه على تصريح حديث العهد للرئيس الافريقي الجنوبي، مُنتقداًتشرشل و"التركة الرهيبة" للامبراطورية البريطانية، أكّد روبرتس بكلّ هدوء، من على أثير الـ"بي بي سي"، أنّ الامبراطورية المذكورة جلبت معها "الحرية والعدالة" الى عالم كان غارقاً في "الجهل المظلم
__________________









  #3  
قديم 15-06-2006, 09:23 AM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

انه لمن المثير للاهتمام متابعة روبرتس، في كيفية توفيقه بين هذه التأكيدات المضحكة وآخر الدراسات حول الفظائع التي ارتكبتها القوات البريطانية في كينيا الاستعمارية، اثناء ثورة الماو ماو في الخمسينات: رُميَ 320 ألف من "الكيكويو" في معسكرات الاعتقال، 1090 أُعدموا شنقا، اعمال عنف منظّمة لارهاب القرويين، اضافة الى التعذيب بالصّدمة الكهربائية والضرب والاغتصاب الجماعي، كما تفصّل كارولين الكين في كتاب صدر مؤخرا بعنوان "الغولاغ البريطاني" [5] . محصّلة رهيبة تقدّر بما يتجاوز المئة ألف قتيل.

في تلك السنوات، كان الجندي البريطاني يحصل على علاوة بقيمة 5 شيلينغ (7 يورو بالسعر الحالي) في كل مرة يقتل فيها احد افراد "الكيكويو" الذكور، ولم يكن الجيش ليتردّد في تعليق الاطراف البشرية المبتورة للمتمرّدين الأفارقة فوق لوحات اعلانية. وفي حرب اخرى، أوقعت اكثر من 100 الف قتيل (ماليزيا)، كان افراد الجيش يتصوّرون وفي ايديهم الرؤوس المقطوعة "للارهابيين" الشيوعيين الماليزيين. يصف احد الافلام الوثائقية، الذي بثّته مؤخّرا احدى محطات التلفزة [6]، أعمال التعذيب والاغتيال التي مارسها الجنود البريطانيون في نهاية الستينات، قبل انسحابهم من عدن، وقد رفض احد الجنود تفصيل هذه الممارسات خشية ملاحقته بارتكاب جرائم حرب. ارتُكِب كلّ ذلك باسم الحضارة، والخطّ واضح في استمراريته مع ما يحصل اليوم في العراق.

تأتي هكذا مسلّمة في وقتها لتصحّح وهماً مناسباً يدّعي أنّ بريطانيا، وخلافا لفرنسا وغيرها من الدول الاوروبية الاستعمارية، نجحت في انهاء عهدها الاستعماري بصورة سلمية وانسانية. انّ فصول العنف التي طبعت تراجع الامبراطورية، لم تكن احداثاً معزولة في سياق مسار مجيد من الحرية وحسن الادارة، كما يحاول اقناعنا السيد فرغوسن وغيره من حملة بيارق الامبريالية الحديثة.

فالامبراطورية البريطانية، القائمة في الواقع على عمليات ابادة وتطهير عرقيّ واستعباد واسع النطاق، فرضت بكلّ دقة تراتبيّة عرقيّة واستغلالاً لا رحمة فيه. ونستشهد هنا بالمؤرّخ في كمبريدج، ريتشارد درايتون: "شنفت آذاننا بالكلام عن سلطة القانون والحكومة النظيفة الكفّ والتطوّر الاقتصادي، بينما الحقيقة كانت استبداداً وظلماً وفقراً وملايين الملايين الذين ذهبت حياتهم سدى" [7] .

يدّعي بعض المتحمّسين للامبراطورية أنه، بالرغم من القساوة التي تميّزت بها المرحلة الاستعمارية الاولى، فانّ القرنين التاسع عشر والعشرين اتّسما بالحرّية والتقدّم الاقتصادي. انها حماقة. ففي الهند، جوهرة التاج الامبراطوري، أوقعت المجاعات، في نهاية القرن التاسع عشر وبداية القرن العشرين، أكثر من 30 مليون ضحية، لكنّ ذلك لم يمنع الادارة البريطانية من تصدير مواسم الحبوب (كما في ايرلندا خلال المجاعة الكبرى في اربعينات القرن التاسع عشر)، كما لم تمتنع المحاكم عن الأمر بـ 80 ألف عملية جلد سنوياً.

توفّي اربعة ملايين شخص من الجوع في البنغال، عام 1943، في ظروف كان يمكن تفاديها، خصوصاً وانها لم تتكرّر منذ الاستقلال. فبنغلادش الراهنة كانت من اغنى مناطق العالم، قبل وصول البريطانيين الذين فكّكوا عمداً صناعتها النسيجيّة. ويوم ضرب التسونامي جزر اندامان، مَن تذكّر انه في مطلع القرن العشرين كان هناك 80 الف سجين سياسي، معتقلين في معسكرات مقامة فيها، استُخدموا للتجارب من قبل اطباء الجيش البريطاني [8] ؟

لم تجرِ في بريطانيا أيّ محاولة جدّية لمواجهة هذه الحقائق والنتائج المستديمة المترتّبة عن الاستعمار المفروض على مجتمعات، من كشمير الى فلسطين ومن زيمبابوي الى العراق. أمّا من شاركوا في الادارة الاستعمارية، فيمكنهم تمضية تقاعد هانئ في "سوراي" دون ان يخشوا أيّة مساءلة قانونية. وتتضمّن كتب التاريخ المعاصر، الموزّعة على طلاب الثانويات في سنّ السادسة عشرة، فصولاً كاملة حول الحروب العالمية والحرب الباردة وتطوّر نمط الحياة في اميركا وبريطانيا ونظام الارهاب الستاليني والفظائع النازية، لكن عملياً لا كلام عن الامبراطوريات الاوروبية، البريطانية وغيرها، التي تقاسمت هذا القسم الكبير من العالم، ولا ذكر للجرائم التي ارتكبتها.

ان البلاد ليست بحاجة الى اعتذارات او مظاهر الشعور بالذنب، بقدر ما انّ المطلوب تدريس هذا التاريخ والاعتراف بالخطأ وتعويضه الى حدّ ما: الادراك بأنّ البربرية تأتي نتيجة حتميّة لمحاولة فرض سلطة غريبة على شعوب مغلوب على أمرها. انّ من يخرجون الوحشيّة الاستعمارية من تاريخ القرن العشرين يحاولون شرعنة الامبريالية الجديدة ـ الغارقة اليوم في وحول العراق ـ كما يسوّدون صفحة من حاول تاريخياً بناء مجتمع غير رأسمالي، ليبرهنوا أنّ الخيار الامبريالي هو الوحيد المتاح. اذا كان السيد براون يطمح فعلاً الى استعادة لعبة الشرف البريطانية التقليدية واقامة علاقات مختلفة مع افريقيا، فمن الأفضل له، بدل تبجيل الاستبداد العنصري، ان يحتفظ بمديحه لهؤلاء الذين استنكروا هذا الاستعمار وناضلوا من أجل حرّية المستعمرات.

[1] Daily Mail, 15 janvier 2005 et 14 septembre 2004.

[2] 14/9/2003

[3] John Kampfner, Blair’s Wars, Free Press, Londres, 2003.

[4] Robert Cooper, Reordering the World, Foreign Policy Centre, 2002.

[5] Caroline Elkins, Britain’s Gulag, Jonathan Cape, Londres, 2005.

[6] Empire Warriors”, BBC, 19/11/2004

[7] خطاب في الجمعية الجغرافية الملكية، لندن، 1/6/2004

[8] Mike Davis, Last Victorian Holocausts, Verso, Londres, 2001.
__________________









  #4  
قديم 15-06-2006, 09:29 AM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

هل نحن بحاجة إلى السودان ..!!!!
هل فقدها لايؤثر علينا من نواحي عدة...!!!

طبعاً أنا أخاطبكم هنا بلغة المصالح التي يعترف بها الأغلبية ولندع الحديث عن أصولهم وعن المسلمين وعن امتزاجهم بالدماء العربية جانباً فكثيرون لايهتمون.

لنتابع معاً هذا المقال

مشكلة واقعة
تقع دول الخليج في منطقة تتسم بندرة الأمطار وعدم إنتظامها ، إضافة إلى معدلات التبخر العالية وعدم وجود أنهار أو بحيرات أو مسطحات مائية مم ويؤدي إلى محدودية المياة المتجددة فيها وتزداد المشكلة خطورة وحرجاً عند معرفة أن أغلب مناطق التكوينات الجوفية العميقة غير المتجددة وهذه المشكلات أدت إلى مشكلات عديدة احتلت فيها مشكلة إنتاج البرسيم المرتبة الأولى، والتي يترتب على ارتفاعها ارتفاع تكاليف كثير من المنتجات الأساسية.



نبذة عن السودان (كنز العرب المفقود)تعتبر دولة السودان من أكبر الدول الإفريقية ذات الموقع الجغرافي المتميز والموارد الطبيعية الغنية المتمثلة في الأراضي الزراعية والثروة الحيوانية والمعدنية فهي البلد العربي الذي يعد بحق كنز العرب المفقود لما يمتلك من مصادر مياه متعددة تتمثل في:
1. نهر النيل والتي تقدر حصة السودان منه بـ 18.5 مليار متر مكعب في العام ويستغل منها حالياً حوالي 12.2 مليار متر مكعب
2. المياه الجوفية التي تنتشر في أكثر من 50% ويقدر مخزونها بنحو 15.200 مليار متر مكعب
3. غزارة الأمطار الدائمة في جهات من السودان والموسمية في جهات آخرى
وكذلك تعتبر كنز العرب المفقود لما تمتلك من المساحة الشاسعة الصالحة للزراعة حيث تقدر الأراضي الصالحة للزراعـــــة بحـــوالي (200.000.000) فدان، أستغــــل منها فقط 15% والتي تقـــدر بـ(30.000.000). بالإضافة إلى ذلك تتوفر فيها الثروة البشرية التي تبلغ (30.000.000) ثلاثين مليون نسمة القادرة على الإنتاج مما يؤدي إلى نجاح أي مشروع .

نبذة عن شندي
تقع منطقة شندي شمال شرق الخرطوم ، على الضفة الشرقية لنهر النيل ،وهي أرض شديدة الخصوبة المتميزة لزراعة ، كما تمتاز بوفرة المياه الجوفية وقلة الأمطار وهو الوضع الأمثل لزراعة البرسيم .

الاستثمار الاجنبي في السودان
حرصت الجهات الرسمية في السودان على استصدار ضمانات و مزايا الاستثمار فيها ؛ لجذب المستثمرين من جميع أنحاء العالم، حيث قامت بإصدار عدة قوانين خاصة بالاستثمار وأبرمت عدة اتفاقيات لذلك ، وتجدر الإشارة في مقدمتها إلى قانون تشجيع الاستثمار في السودان لعام ألف وتسعمائة وتسعه وتسعين ميلادي الذي يعتبر القانون الأساسي لتنظيم الاستثمار في السودان حيث نص على الحرص الشديد لتسهيل الإجراءات وإبداء المرونة في التعامل مع سائر شؤون الاستثمار والمستثمرين خاصة فيما يتعلق بالاستثمار في المجال الزراعي ، كما قامت السودان بتوقيع العديد من الاتفاقيات منها:
1. الاتفاقية الموحدة لاستثمار رؤوس الأموال العربية لعام ألف وتسعمائة وثمانين.
2. اتفاقية تسوية المنازعات بين الدول العربية المضيفة والمستثمرين من مواطني الدول العربية الأخرى لعام ألف وتسعمائة وأربعة وسبعين .
3. اتفاقية عام ألف وتسعمائة وخمسة وستين حول تسوية المنازعات في مجال الاستثمار بين الدول المضيفة ومواطني الدول الأخرى .
4. الاتفاقية العامة في المجالات الاقتصادية والتجارية بين الدول الأعضاء في منظمة المؤتمر الإسلامي لعام ألف وتسعمائة وسبعة وسبعين.
هذا بالإضافة لكون السودان عضوا في المؤسسة العربية لضمان الاستثمار وعضويتها أيضا في المنظمة العالمية لضمان الاستثمار.

__________________









  #5  
قديم 15-06-2006, 09:55 AM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

في الحديث عن أزمة دارفور قرأت عدة مقالات ووجدت أغلبها لموقع الجزيرة وأنا لاأثق بهذا الموقع
ولكن ليس معنى هذا التعصب فقد قرأت أبحث عن معلومات وكانت الجزيرة عند ظني بها ولم تخيبني..!! فقد وجدت الكتاب ينقلون الواقع ليقحموا معه رأيهم الذي بدا لي غريباً من كتاب عرب ليس تكذيباً لهم لكنهم انحازوا في حديثهم واتهموا الحكومه ومجدوا دور الأمم المتحده ودور أمريكا . فما كان إلا أن تركت الغث مع السمين.
لكن وسط الكثير وجدت جزءاً من الصورة وإن لم يخلوا الأمر من بعض الأجزاء التي اضطررت لإقتطاعها كي لايفرض علينا أي كاتب وجهة نظره ولنرى الحقيقة نقية وإن كانت جزءاً يحتاج لتكمله



هناك العديد من الأسباب والدوافع المحركة لهذه الهجمة الشرسة والتكالب المخيف على السودان، إلا أن هذه الدوافع والأسباب في أفضل حالتها يمكن أن تكون غير أساسية أو تابعة للسبب الحقيقي، ألا وهو الدافع العقدي ومسلسل تضييق الخناق على العالم الإسلامي.

ـ نعم، توسيع نفوذ الإمبراطورية الأمريكية وما يتطلبه ذلك من استمرار تدفق مخزونات النفط من شتى بقاع الأرض ـ خاصة مع الحديث عن الاكتشافات المستمرة للذهب الأسود في السودان ـ بالإضافة إلى إغلاق بوابة العرب المطلقة على أفريقيا وحرمان العرب من سلة الغذاء الواعدة هناك، وإضعاف مصر بالتحكم في مياه النيل، أيضًا ما أعلنه خبراء جيولوجيون يعملون في شركة نفطية غربية كبرى لصحيفة [الخليج الإماراتية] أن واشنطن والدول الغربية الكبرى حريصة على التدخل في السودان بسبب اكتشافات كميات ضخمة من اليورانيوم في منطقة حفرة النحاس بدارفور، يمكن أن يكون ذلك ضمن أسباب الانقضاض الأمريكي على السودان، إلا أن الدافع العقدي يبقى هو المحرك الأساسي.

ـ ومن العجيب أن يترك المسلمون ـ خاصة العرب ـ جوهر القضية وينشغلون بما يروجه مخططو الحملة على السودان، مثل مزاعم المقابر الجماعية والإبادة الجماعية ومعاناة اللاجئين ودور الجنجويد في ذلك ودعم الحكومة لهم، والأفضل حالاً يحاولون تفنيد تلك المزاعم وإظهار الصور الحقيقية للأزمة وأنها لا تعدو كونها صراعًا بين قبائل حول المراعي استغلها الغرب لافتعال أزمة وحجة وهمية.

ـ وليس معنى ذلك أنه لا توجد أزمة لاجئين ومعاناة في دارفور، لكن تلك المعاناة ليست هي التي يصورها الإعلام الغربي وتروج لها ـ بقصد أو بدون ـ بعض وسائل الإعلام العربية


وهذه المزاعم هي الحجج الجديدة لتبرير توسعات الإمبراطورية الأنجلو أمريكية، ويطالب بذلك منظرو الجمعية الفابية البريطانية المنتجة لفكر حزب العمال وحكومة توني بلير، حيث يطالبون بضرورة تنحية قضية أسلحة الدمار الشامل والحرب على الإرهاب جانبًا كذريعة لشن الحروب الاستباقية وتغيير الأنظمة، خاصة بعد الفضائح الكبيرة التي برزت في حربي أفغانستان والعراق، والتوجه نحو التدخل العسكري وتغيير الأنظمة لأسباب إنسانية وبسبب انتهاكات حقوق الإنسان فيها.
__________________









  #6  
قديم 15-06-2006, 10:07 AM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

إذا كانت المشكلة في دارفور ـ كما ذكرنا سابقًا ـ لا تعدو كونها صراعًا قبليًا على أماكن الرعي ومصادر المياه، خاصة مع وجود حالة من الجفاف، وكان هذا الصراع سرعان ما يجد له حلاً من خلال زعماء القبائل، ومعلوم أن هذا النوع من المشاكل يعتبر شيئًا عاديًا في جميع المناطق القبلية، وهو من نوع الخلافات الطبيعية التي تنشأ في المجتمعات القبلية المتحركة، ومع عدم وجود مقابر جماعية أو إبادة بشرية كما ذكرت البعثة الطبية المصرية، بالإضافة إلى عدم وجود نصارى في دارفور يدافع عنهم الغرب، حيث يشكل المسلمون نسبة 99% من أهالي دارفور سواء كانوا أفارقة أو عربًا، فلا يبقى بعد ذلك سوى العقيدة التي تحرك أمريكا ومِن ورائها أوروبا تجاه السودان.

ويتضح ذلك عندما نعلم أن 'ريتشارد سيزيل' رئيس الاتحاد الوطني للمنصرين و'جاري إدموندز' سكرتير التحالف العالمي للمنصرين هما من يقوما بتنسيق مواقف جماعات اليمين المسيحي لمطالبة بوش بتبني مواقف أكثر تشددًا مع السودان.

ويزداد الأمر وضوحًا بمعرفة أن أنصار المسيحية الصهيونية في أمريكا ـ والتي ينتمي إليها بوش وإدارته ـ تؤمن بأن المواجهة بين المسيحية والإسلام أصبحت حتمية بعد سقوط الشيوعية، وأن الساحة الحقيقية لهذه المواجهة هي أفريقيا التي مازالت بالنسبة لهم بكرًا دينيًا، والسودان هو ساحة المعركة الأنسب لبدء المواجهة.

خاصة وأن السودان الذي يمكنه أن يلعب دورًا بارزًا في نشر الإسلام، تحيط به من الجنوب والشرق دول يحكمها نصارى يرتبطون بالمصالح الغربية.

ومن جانبهم، دخل الصهاينة ولأول مرة بصورة علنية على خط أزمة دارفور، حيث طالبت هيئة 'ياد فاشيم لإحياء ذكرى الهولوكوست' يوم الأحد 18/7/2004 زعماء العالم باتخاذ رد فعل فوري لوقف 'المأساة في دارفور' قبل أن تتفاقم، وفي تحريض للإدارة الأمريكية على التدخل في السودان أعلن الحاخام ديفيد سبارستين رئيس مركز العمل اليهودي أن الإدارة الأمريكية لا يجب أن تقلق هذه المرة من التدخل العسكري لأن الدعم الدولي في صفها.
__________________









  #7  
قديم 15-06-2006, 12:36 PM
الملهم الملهم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2006
المشاركات: 12
إفتراضي

وبعد التحيه: موضوع مشوق وجميل لكنه يحتاج لكثيرمن الوقت للقراءه المتأنيه حتي تتم الفائده.
  #8  
قديم 19-06-2006, 04:22 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الملهم
وبعد التحيه: موضوع مشوق وجميل لكنه يحتاج لكثيرمن الوقت للقراءه المتأنيه حتي تتم الفائده.

أهلا بك الملهم وشكراً لإطارائك وأتمنى أن تجد الفائدة

مع أجمل تحية
__________________









  #9  
قديم 19-06-2006, 04:29 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

لإلتزام بالوحدة: رؤية السودان الجديد

د. جون قرنق دى مابيور


محاضرة ألقيت فى القاهرة 1979 ونشرت ضمن:

"جون قرنق: رؤيته للسودان الجديد، قضايا الوحدة والهُويَّة، ترجمة وتحرير د. الواثق كمير، تقديم د. محمد صبحي ود. ميلاد حنا


الوحدة فى التنوع

أود أن أطرح رؤيتنا، رؤية الحركة الشعبية والجيش الشعبي لتحرير السودان، الطريق الذى نرى أنه سيقودنا الى الأمام. وأعتقد أنه نفس اتجاه التجمع الوطني الديمقراطي. وسمينا هذه الرؤيَّة رؤيَّة السودان الجديد. وهى ترتكز على تحليل علمي للأوضاع وتستند على تقويم متماسك لها فى واقعنا التاريخى والمعاصر معاً. وأنا لا أفتعل هذه الأشياء، فهي حقائق. هذا هو الموجود فعلاً ولا بدَّ من تأسيس السودان الجديد على الواقع وليس على الخيال. فى عام 1983 اجتمعنا فى الغابة، بعد حوادث بور، والبيبور، وفشلا، وأيوت، وكان السؤال الذى واجهنا هو: نقاتل من أجل ماذا؟ ما هو هدفنا؟...ومنذ اليوم الأول- وقد أشرنا الى ذلك فى مانفستو الحركة- وقفنا مع وحدة بلدنا. ولكن، كان هنالك تشويش إذ بدا لنا وقتها غريباً لحركة تنطلق من جنوب السودان أن تدعو لوحدة البلاد. ارتبك الجنوبيون وهم يتساءلون: ولكن، كيف نتحد مع الشماليين؟ فهم المشكلة. بينما تساءل الشماليون: كيف يأتي التحرير من الجنوب؟ ونحن نقول ولما لا؟ كما تشكك الشماليون فى معنى هذا التحرير، تحرير ممن "من منو؟" وقد رددنا بدورنا على ذلك: فهو ليس تحرير ممن بل تحرير من ماذا "من شنو؟" لذلك، أود أن أشدد من البداية على أن الحركة ظلت ثابتة على أهدافها الأربعة عشر عاماً الماضية، بالرغم من الاضطراب الذى يطرأ من وقت لآخر نتيجة لما يحدثه الخارجون على هذه الأهداف من بلبلة.



الوحدة التى نتحدث عنها فى الحركة الشعبية، وأتمنى أن يكون هذا ما نتجه نحوه فى التجمع الوطني الديمقراطي، هى نوع جديد من الوحدة. لا يمكن أن نكون قد حملنا السلاح ودخلنا الأحراش فى عام 1983 لنأتي بوحدة تضطهدنا، فهذا ليس طبيعياً، ولم يك ممكناً أن نفعل ذلك. فالوحدة التى ننادى بها مختلفة تماماً، وهى ليست الوحدة نفسها التى يتحدث عنها الآخرون. هنا يكمن مصدر الخلط والتشويش. فلام أكول مثلاً، عندما تحدث الى راديو بى بى سى وطرح سؤالاً بلاغياً (طرحه لمجرد التأثير فى النفوس لا ابتغاء الحصول على جواب): "جون قرنق يتحدث عن الوحدة والبشير يتحدث عن الوحدة، فما هو الفرق بينهما؟" نقول له: هناك عالم من الفرق بين الاثنين، فالوحدة التى نعنيها تقوم على واقعين، أولهما أسميه الواقع التاريخى أو التنوع التاريخى، والثاني أطلق عليه التنوع المعاصر أو الواقع المعاصر. هذان التنوعان أو الواقعان يمثلان عناصر تكويننا وتشكلنا ولا بدَّ من تأسيس الوحدة عليهما. فالأساس الأول للوحدة هو التنوع التاريخى، فكتب العصور القديمة، بما فى ذلك الكتاب المقدس، زاخرة بذكر السودان، إن كان تحت اسم كوش أو السودان أو مصر، وأنا لا أختلق هذه الأشياء.

__________________









  #10  
قديم 19-06-2006, 04:40 PM
كونزيت كونزيت غير متصل
مشرفة
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الحجاز
المشاركات: 1,156
إفتراضي

التنوع التاريخي:


( وتحدث عن تاريخ السودان وذكر اسمها في كتبهم وأناجيلهم ولا أريد أن أضع نص كلامه هنا)


التنوع المعاصر

الشكل الآخر من التنوع هو التنوع المعاصر. يتكون السودان من قوميات متعددة، من مجموعات اثنية متعددة، أكثر من 500 مجموعة تتحدث أكثر من مئة لغة مختلفة، ومن قبائل كثيرة. هذا هو الموجود وأنا لم أختلقه. فالدناقلة ما زالوا يتكلمون "بالدنقلاوى"، والبجة ظلوا يتحدثون "بالبجاوية". وحدث لى شئ غريب عندما ذهبت الى شرق السودان، فى منطقة همشكوريب، لأتفقد قواتنا الموجودة هناك. كنت أخاطب شباب البجة، وهم لا يعرفون العربية إنما يتكلمون لغة البجة فقط، وأنا قادم من الجنوب وأتحدث معهم بالعربية، فكان لا بدَّ لى من الاستعانة بمترجم، كدكتور الواثق وهو معي الآن، ليترجم حديثى من اللغة العربية الى لغة البجة. هذا هو التنوع المعاصر. نجد العديد من القبائل فى الجنوب، مثل الدينكا، والنوير، والشلك، والزاندى، واللاتوكا، والفرتيت، والمورلى وغيرها من القبائل. وفى الشمال أيضاً توجد قبائل كثيرة غير عربيَّة، فهناك النوبةأ والفور، والزغاوة، والمساليت، والعديد من القبائل العربية كالبقارة، والكبابيش، والرزييقات، والجعليين وغيرهم. لدينا كل هذه القبائل وغيرها. هذا هو التنوع، وهو أيضاً هناك ولم أفتعله أنا. ولدينا أديان مختلفة، فهناك المسلمون، وهناك المسيحيون وأصحاب كريم المعتقدات الأفريقية. أما مفهوم الإله الواحد فهو شائع بغض النظر عن دين الفرد. فالدينكا، مثلاً، يؤمنون بإله واحد يسمونه نيالج، ويشيع مفهوم الإله الواحد أيضاً وسط كل القبائل الأخرى، إذ ينطبق هذا على النوير والشلك كما ينطبق على القبائل الأخرى فى جنوب السودان. إذن، لدينا أديان مختلفة كلها متعايشة منذ زمن بعيد، باختصار هى الإسلام والمسيحية والديانات الأفريقية التقليدية.



هكذا، فإن هذا التنوع المعاصر، "قومياً" واثنيا وثقافياً ودينياً، يشكل جزءاً من، وكما أراكم أمامي الآن فأنتم مختلفون ولكنكم واحد، والتحدي الذى يواجهنا فى السودان هو أن نصهر جميع عناصر التنوع التاريخى والمعاصر لكي ننشئ أمة سودانية، نستحدث رابطة قومية تتجاوز هذه "المحليات" وتستفيد منها دون أن تنفى أي من هذه المكونات. إذن، وحدة بلادنا، الوحدة التى نتحدث عنها، لا بدَّ أن تأخذ هذين المكونين لواقعنا بعين الاعتبار حتى نطور رابطة اجتماعية سياسية لها خصوصيتها، وتستند على هذين النوعين من التنوع، رابطة اجتماعية سياسية نشعر بأنها تضمنا جميعاً، وحدة أفخر بالانتماء إليها، وأفخر بالدفاع عنها. يجب أن أعترف بأنني لا أفخر بالوحدة التى خبرناها فى الماضى وهذا هو السبب الذى دفعنا للتمرد ضدها. إذن، نحن بحاجة الى وحدة جديدة، وحدة تشملنا كلنا بغض النظر عن العرق أو القبيلة أو الدين، بحيث انه إذا حضر أى شخص الى الخرطوم، سواء كان قادماً من الجنينة أو من كادوقلى أو من جوبا أو من نمولى، فهو مواطن سوداني جاء الى العاصمة، "وحدث ذات مرة وأنا قادم من جوبا الى الخرطوم، وفى القيادة العامة وكنت وقتها عقيداً ومحاضراً فى جامعة الخرطوم، كلية الزراعة، أن سألني زميلي فى القيادة العامة: جون، متى حضرت الى السودان؟ فالسودان بالنسبة له هو الخرطوم".



(ولدي تعليق هنا على نص كلامه وهو أن فكرة أن الجميع واحد سواء كانوا نصارى أو مسلمين فكرة دائماً تأتي للإضرار بالمسلمين .... فالمسلم هو الشخص الوحيد الذي تتأثر حياته كلها لتسير على نهج دينه.... أما النصارى فيندر أن تجد أثراً لدينهم على سلوكياتهم وتعاملاتهم وحياتهم ككل ... ومن هنا نرى أن فكرة الدمج وإذابة الحواجز لا تضر غير المسلمين )



مشكلة السودان وليست "مشكلة الجنوب"

نحن ننظر الى السودان بلداً سيظل موحداً وترتكز هُويته على هذين النوعين من التنوع، التاريخى والمعاصر. وهكذا فإنه منذ عام 1983، عندما أسسنا الحركة، قمنا بهذه التحليلات وطرحن هذه القناعة، ثم انطلقنا بعيداً عن النضال التقليدي فى الجنوب من أجل الاستقلال. فهذا ما كان عليه الحال دوماً منذ عام 1955 حين بدأت حرب حركة الأنيانيا والتى جاهرت بأن هدفها هو استقلال جنوب السودان. هذا، بالرغم من أنَّ هذا الهدف لم يتحقق إذ تمت تسويتة فى عام 1972 فى اتفاقية أديس أبابا والتى منحت الحكم الذاتي لجنوب السودان. انتقلنا بعيداً من منظور "مشكلة الجنوب" وحل "مشكلة الجنوب" وماذا نعطى للجنوبيين، وبهذا ينظر للسوداني الجنوبي وكأنه شخص مختلف عن السودانيين الآخرين وله مشكلة خاصة، فمفهوم "مشكلة الجنوب" الذى درج السياسيون والمراقبون على استخدامه يعنى- ولو ضمنياً- أن أهل الجنوب هم وحدهم أصحاب المشكلة، وهذا ليس صحيحاً. فالسودانيون لهم مشكلة فى كل مكان، فى الغرب ، والشرق، وفى الوسط وفى أقصى الشمال.



إذن فتعريف المشكلة وكأنها "مشكلة الجنوب" فقط هو محاولة لتهميش البعض. وقد وقع الجنوبيون بدورهم فى هذا الفخ وأصبحوا يرددون "لنا مشكلة"، مشكلة "جنوب السودان"، ومن هنا يبدأ البحث عن حلول وعما يقدم لهم حتى يصمتوا. انطلقنا بعيداً من هذا الطرح وقلنا بأن السودان ملكنا كلنا وبالتساوي وأننا جميعاً يجب أن نشترك فى تقرير مصيره. إن دعوتنا لوحدة البلاد قامت على هذا الأساس، وكانت هذه مفاجأة للكثيرين فى الجنوب والشمال على حد سواء. ففي الجنوب يقول الناس "إنه من السخف أن نحارب من أجل الوحدة، إذ كيف نحارب من أجل وحدة لا ننتمي إليها". فمن الناحية المنطقية، فإنه من غير الطبيعي أن يتوقع أحد منى أن أقاتل من أجل وحدة لا أنتمي إليها.



هكذا فإننا نقصد وحدة جديدة تقوم على ما أطلقت عليه "التنوع التاريخى" و"التنوع المعاصر". نحن نعتقد بأن الحكومات التى تعاقبت على الحكم فى الخرطوم منذ 1956 قد أقامت وحدة البلاد وتنميتها على أسس ضيقة وعلى تعريف منقوص للسودان استبعد حقائق أساسية فى واقع بلادنا. هذا الاستبعاد هو الذى تسبب فى الحرب، فالسودان كما نعلم، ومنذ 1956، يقوم على شوفينية اثنية ودينية، وأي شكل من الشوفينية يقود الى الفاشية فى كل مكان. مثلاً، الشوفينية الآرية العنصرية فى ألمانيا النازية، والفاشية فى إيطاليا، والشوفينية الاثنية فى جنوب أفريقيا فى شكل أبارتيد وهكذا. والحال دائماً، أن يفضى أي شكل من أشكال الشوفينية الى الفاشية وهذا ما حدث فى السودان، فظاهرة الجبهة الإسلامية ليست بمنقطعة مما سبقها.



وتحضرني هنا واقعة طريفة لها صلة بهذا الموضوع. فعندما صعدت الى قمة الهرم ونزلت، قال لي المرشد المرافق: "الأهرام هى إحدى عجائب الدنيا السبع"، وقلت له "إنما عجائب الدنيا ثمان والمعجزة الثامنة لدينا فى السودان" فسألني :"وما هى؟" فأجبته "رجل معتوه اسمه الترابي" فهذا الرجل يعتقد بأنه شئ خارج هذا العالم، ولكن أوضاعنا هى التى أنتجته، فهو محصلة تراكم وذروة ما تمَّ حدوثه من قبله. وهكذا فهذه هى رؤيتنا. نحن نقاتل من أجل وحدة بلادنا ونرى هذه الوحدة شاملة للجميع، كل قوميات بلدنا من عرب وأفارقة، كل الأديان من إسلام ومسيحية ومعتقدات أفريقية، حتى نستحدث رابطة اجتماعية سياسية سودانية على وجه التحديد تنتفع من الحضارات الأخرى.



ولأولئك الذين يميلون نحو منهج علم الرياضيات، إذا أردت أن أعرف السودان فسأقدمه فى شكل معادلة رياضية بسيطة كالآتي: س = (أ + ب + ج) حيث (س) هى السودان أو الهُوية السودانية وهى دالة مرتبطة بالمتغيرات أ، و ب، و ج. يمثل أ التنوع التاريخى، ويمثل ب التنوع المعاصر، وج تأثيرات الحضارات الأخرى علينا، فنحن لا نعيش فى جزيرة معزولة إنما فى مجتمع إنساني. أما المتغير الثابت (س) والذى يمثل الهُوية السودانية، فهو المحصلة النهائية لهذه المتغيرات أو المكونات.



الخطأ الذى ارتكبناه فى السابق هو تقييد هذه المكونات وحصرها مما أفضى الى تشويه نمونا الطبيعي وإعاقته ودفعنا نحو الفاشية، وفى هذه الحالة فإن فاشية الترابي فى السودان تأخذ اسم الأصولية الإسلامية. نحن نحتاج لتمكين هذه الوحدة حتى نصبح دولة عظيمة، وشعباً عظيماً وحضارة عظيمة، ونتواصل مع الحضارات الأخرى، ومع الشعوب الأخرى خصوصاً شعوب وادى النيل والتى تجمعنا معها روابط تاريخية منذ الأزل. العالم يقترب من بعضه، وهو يتشكل من أسواق وتكتلات مثل الإتحاد الأوربي والذى يطلق عليه الأوربيون الآن "البيت الأوربي"، فى الولايات المتحدة وأمريكا الجنوبية يخلقون سوقاً واسعة، والشئ نفسه يفعلونه فى دول آسيا، فحتى أولئك الذين لا يجمع بينهم شئ مشترك أضحوا يقتربون من بعضهم البعض لكي يخلقوا لأنفسهم قوة تنافسية فى المجال العالمي، ونحن فى وادى النيل نتمتع بفرص أفضل، نسبة لما بيننا من روابط تاريخية تتيح لنا أن نؤسس مجتمعاً رحيباً. ولكن لكي يكون لنا نصيب فى بناء هذا النموذج فإنه من الضروري لنا فى السودان أن نرتب بيتنا من الداخل أولاً إذ لا يمكن، دون ذلك، أن نسهم وبيتنا فى حالة اضطراب.
__________________









 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م