مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 28-01-2005, 04:52 PM
الصورة الرمزية لـ الوافـــــي
الوافـــــي الوافـــــي غير متصل
عضو جديد
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2003
الإقامة: saudia
المشاركات: 24,409
إفتراضي لو كان بن لادن صحابيا .. ألا ننكر عليه ؟ ( العواجي )

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله له الأسماء الحسنى والصفات العلى، كل شيء هالك إلا وجهه له الحكم وإليه ترجعون، والصلاة والسلام على الذي قال (أدبني ربي فأحسن تأديبي) وقال (لو أن فاطمة بنت محمد سرقت لقطع محمد يدها) ورضي الله عن صحابته أجمعين الذين لو أنفق أفضل أهل الأرض اليوم مثل أحد ذهبا ما بلغ مدّ أحدهم ولا نصيفه، دون أن يعتبر هذا عصمة لهم، وبعد.

فإن من بديهيات القول بأن العدوان الصليبي على الإنسانية وكذا الاستبداد والأثرة السياسية التي تمارسها الأنظمة ضد شعوبها والمنة والأذى في مسيرة الإصلاح كلها أمور غير مقبولة و يجب الاحتساب تجاهها قدر الاستطاعة ودفعها بالتي هي أحسن ووضعها في الحسبان عند دراسة أسباب العنف وتشخيصه على المستوى العالمي، إذ أن ما تمارسه أمريكا في فلسطين والعراق وأفغانستان لا يختلف على تجريمه العقلاء ولا تقره شرائع السماء ولا أعراف البشر الأمر الذي يوجب على الأمة البحث في وسيلة مشروعة فعالة لرد العدوان ودفع الصائل الصليبي، ومهما حدث من أمر فسيبقى الجهاد شريعة وشعيرة كبرى ومن ثوابت ومسلمات ديننا التي لا مساومة عليها ولا مجاملة فيها والمجاهدون يتشرفون بالجهاد وهم خير من القاعدين منا من غير أولي الضرر، هذا هو منطلق تأييد المجاهدين الصادقين الذين يجاهدون العدو المحتل، فكان الجهاد الأفغاني في الثمانينات مشروعا وفي فلسطين من قبله وفي البوسنة والشيشان مشروعا و في كشمير مشروعا و كذا مقاومة الاحتلال الأمريكي في العراق بكل وسيلة مشروعة، ومن الطبيعي أنه كلما كان المجاهد أشد إثخانا للعدو المعتدي كلما كان أحب إلى قلوب المسلمين المكلومة ونفوسهم المقهورة وفيما مضى تبوأ أسامة بن لادن حتى قبل أن يعرف بزعيم تنظيم القاعدة مكانة خاصة في قلوب محبيه نظرا لشجاعته فيما يقدم عليه وتضحيته فيما يملك من الدنيا مختارا مما يعتبر استثناء في جيله وكان الناس معه في قلوبهم وأموالهم ودعائهم وأصبحوا يخافون عليه وعلى رفقائه في أفغانستان مثلما يخافون على أولادهم كونهم يشكلون رأس حربة في وجه المحتل الأجنبي في أفغانستان خاصة حيث من سمائها لمع نجمه.

لكن هذا الحب الأعمى لابن لادن أورد محبيه المهالك، فأصبحوا يقبلون منه كل شيء يتفوه به بلا علم ولا دراية في أغلب الأحوال ولا يتقبلون ورود الخطأ منه مطلقا، ولا يتحملون انتقاده وأصبحوا يتلقفون كل كلمة يلفظها على أنها حق مطلق لا اجتهاد للغير مع وروده، أما على مستوى المفكرين وطلبه العلم الذين يرون مشروعية الاحتساب العلني على الحاكم، فتأتيهم غاشية من اللمسات المخملية والرأفة والبرود عندما يتطرقون لفكر بن لادن المهدد مباشرة لممتلكات الأمة وأبنائها و الذي أصبح يقوله تصريحا لا تلميحا على رؤوس الأشهاد، وراح ضحية هذا الغموض والتباطؤ في إعلان الموقف أكثر من ثلاثمائة شاب يافع من فلذات أكبادنا في عنف داخلي يراق فيه الدم المسلم بسلاح المسلم والعدو هناك بعيدا يتفرج ويؤجج نار الفتنة، انتقاما من مجتمع خرج منه الأبطال هنا وهناك رافعين راية الحق خفاقة وتدفقت منه تبرعات الخير والدعم للمحتاجين والجمعيات الخيرية، ليأتي زعيم تنظيم القاعدة مع كل أسف فيطعنه من الخلف، دون أن يدرك بأن مجتمعنا السعودي ببعده الديني والجغرافي والمادي هو العمق الاستراتيجي الأمثل لكل خير وجهاد كما كان ولا يزال وأنه من الضرورة بمكان عدم زجه في أي خلاف دولي لاسيما وهو قبلة المسلمين ومحط أفئدتهم.

إن اللغة الحادة من أتباع بن لادن ضد مخالفيهم وتسفيه واحتقار كل من يناقش فكر القاعدة، فرضت على بعض المترددين صمتا مريبا رغم استنكارهم في قلوبهم لما يصدر منه ولعل ردود الفعل المتوقعة على مثل هذا المقال دليل على ضيق أفق أنصار القاعدة بمن ينتقد قائدهم ولو بالحكمة مما يؤكد إضفاء نوع من العصمة عليه علما بأن مثل هذه الردود المتشنجة لا تقدم أجلا ولا تؤخره، ولا تقربه ولا تباعده وكلها تهون في سبيل تبيان الحق للناس وعدم كتمانه ووضوح المنهج الصحيح وعدم غش الأمة وتضليل الشباب، وقبل أن أستشهد بتصريحات بن لادن الأخيرة لعلي هنا استبق المؤيدين له بلا قيود لأسطر الأسباب التي جعلتهم وغيرهم يضفون عليه هذه التزكية المطلقة التي منحته في أعينهم حصانة وعصمة تخوله بأن يكون في مقام من لا يُسئل عما يفعل، فمن هذه الأسباب:

1- أن العاطفة تتحكم في تحدد الكثير من المواقف بعيدا عن العقل والمنطق، وهذا التأييد المندفع لبن لادن أساسه العاطفة وكراهية العدو المتسلط دون ضوابط، يذكرنا بحماسنا المتدفق مع الفصائل الأفغانية أثناء الجهاد وبرودنا المفاجئ بعد انسحاب الروس حتى نسينا الآن كل فصائلهم تقريبا، إنه مرض عضال تشترك فيه الشعوب والحكومات على حد سواء، إذ من الحيف والنكران أن لا يشعر الإنسان بغير معاناته (لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه) لكن ما أن يمس المرء الأذى المباشر ممن يبالغ في حبه حتى ينقلب مبغضا لدودا، فالكثير ممن يؤيدون التفجيرات سرا –مثلا- ستنقلب مواقفهم مائة وثمانون درجة لو أن أحد أقاربهم قتل فيها، وكل من يطرب لنغمة صوت بن لادن الرخيم وهو يتلو بيانه في قناة الجزيرة سيتأفف منه لو رأى وجه ابنه أو أخيه مشوها جراء تفجير ما أو رأى أيتام ابنته أو ابنه (كأفراخ بذي مرخ** زغب الحواصل لا ماء ولا شجر)منثورين في بيته يكفكف دموعهم ثم أدرك دور بن لادن المباشر في هذا العنف تحريضا وتنظيما.

2- الذين يحبون بن لادن يقولون بأن الدولة نفسها كانت تحبه و تؤيده وتدعمه يوم أن كان يقاتل الروس، بل ويعلمون أنه قدم نفسه ومؤيديه وما يملكون للدولة لكي يشاركوا في الدفاع عن بلاد الحرمين إبان الغزو على العراق عام 90 أي أن هناك أجواء ودية قوية، ومع أنه موقف رمزي لا يعتد به في الميزان العسكري حينئذ إلا أنه يعكس نظرة بن لادن الأصلية لبلد ولد وتربى فيها ومشى على ترابها وقدر ولاة أمرها قبل أن يحيط به الفكر التكفيري القادم من مصر ليتبنى التكفير والتفجير الذي كان شائعا في مصر قبل نقله إلينا عن طريق أيمن الظواهري وسيف العدل وغيرهم، ليصبح بن لادن بعدهم شيئا آخر.

3- الذين يحبون بن لادن يرون أنه من القلائل الذين تمردوا على أقوى قوتين في العالم، السوفيت سابقا وأمريكا لاحقا دون أن يخشى الموت، أي أنه إعجاب جماهيري عارم لنزعة التحدي والتمرد على الكابوس الجاثم على صدور العالم بظلمه وجبروته والنفوس بطبيعتها وبفطرتها تأبى الضيم وتنشد الأبطال، دون أن تحدد الأمة بموضوعية المكاسب والخسائر التي لحقتها جراء اجتهادات بن لادن ومن معه هدانا الله وإياهم للحق، انظروا ماذا فُعل بالمناهج التعليمية أو الجمعيات الخيرية أو حتى الجهاد نفسه.

4- الذين يحبون بن لادن يرون أنه مستمسكا بدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب وأبنائه من بعده، فكثيرا ما يستشهد بأقوالهم وأفعالهم في كل مناسبة، ويرى أن الدولة خالفت الشيخ فيجد كلامه قبولا خاصا، هذا بالرغم من أنه ليس عالما ولا مفتيا ولا حتى خريج كلية شرعية علما بأن هذا لا يضيره لو كان على الحق، لكن لعجبي من أتباعه الذين يقدمون كلامه رغم هذا على من هم أعلى منه علما ومعرفة.

وعلى كل حال من حق المرء أن يحب من يشاء ويبغض من يشاء، ولكن محبة بن لادن لهذه الأسباب المنطقية، لا تتعارض مع وجوب الإنكار عليه عند المخالفة الشرعية، فهو بشر خطاء قد يقع منه كل شيء والفتنة لا تؤمن على الحي، وبغضنا لجرائم أمريكا حقيقة لا جدال فيها لكنها لا تخولنا السكوت عن أخطاء بن لادن، نعم لقد أيدناه وناصرناه علنا لما كان مظلوما وتحملنا في سبيل ذلك الواجب ما نحتسبه عند الله، وكذا يجب منعه عن الظلم وقصره على الحق وتحمل تبعات ذلك أيضا، فظلم العامة وجور الدهماء يفوق أحيانا ظلم الحكام وجورهم، ويبقى ميزان العدل هو قول النبي صلى الله عليه وسلم (انصر أخاك ظالما أو مظلوما) وقد أمرنا الله أن نكون قوامين بالقسط (ولا يجرمنكم شنآن قوم على ألا تعدلوا اعدلوا هو أقرب للتقوى) وحتى لا يتشنج أتباع بن لادن من نقده الذي لم يعتادوا عليه أقول لهم من حقكم أن تروا فيه أكثر مما نرى، ولكن من حقنا أن ننكر عليه ما نرى أنه مخالف للحق، واعتبروه فاضلا وغيره مفضولا لا ضير، إذ لا يلزم أن يكون الإنكار من فاضل على مفضول فقط،، فهذا الهدهد يتصدر الرأي في قضية بلقيس أمام نبي الله سليمان، وهذه المرأة تصيب ويخطئ عمر، ولما واجه فرعون موسى عليه السلام بقتله للنفس قبل النبوة لم يكابر موسى ويبرر الخطأ بل اعترف به قائلا (فعلتها إذا وأنا من الضالين) لشدة أثر القتل على الأمن العام، المهم الحق حيث كان فهو ضالتنا جميعا.

.. يتبع ..
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م