مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة المفتوحة
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 08-07-2001, 09:51 AM
مسلم مسالم مسلم مسالم غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 156
Post أفخم قصر في العالم

بسمه تعالى،

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته،

يروى أن حكيماً نافذ الكلمة في عشيرته، شديد الغيرة على مصالحهم، تقدّمت به السن فأراد أن يزف وحيده ويتنازل له عن رياسة قومه. فقدّم إليه أتباعه - على عادة القبائل والعشائر - هدايا ثمينة، فأراد أن يستغل شعورهم هذا في توطيد الإمارة لولده ولأحفاده من بعده. فخطب فيهم شاكراً ورجاهم أن يستردّوا هداياهم، فألحوا عليه في قبول شيء فقال لهم: (إن كان لا بُد من تقديم شيء فأقيموا لولدي بيتًا يسكنه، بشرط أن تشتركوا في بنائه وتساهموا في إقامته). وأحب أن أراكم تحملون لبناته بأنفسكم وتضعونها في البناء بأيديكم. فأقدموا على هذا العمل الذي يرضي شيخهم الكبير. ولما تم البناء أوصى ولده بأن يقيم فيه ولا يتحوّل عنه، لأن مقامه في بناء مشترك ربط للقلوب والنفوس جميعاً، ولأن الناس يتمسكون به ويتعلقون بإمارته ما أقام في هذا البيت الذي صنعوه بأنفسهم. ويقولون: إن نبوءة الشيخ تحققت، وكان نزيل هذا الدار من أحفاده أميراً مرموقاً وحاكماً مطاعاً.

ولا يهم إن كانت القصة حقيقة واقية أو خرافة من نسج الخيال. ولكن المهم إن هناك قصة من صميم الواقع، عن قصر فخم لم تر عين الزمان مثله، أقيم على أساس متين وشيّد على حجر صلد بأيدي أمهر البناة المخلصين من البيض والسود، ساهم في إقامته رجال من أقصى الشرق إلى أقصى الغرب.

وإن كانت مرضاة ذلك الشيخ هي الدافع إلى بناء ذلك البيت الصغير، فإن الدافع إلى بناء هذا القصر المنيف، هو مرضاة الله في الدارين وإرضاء الضمير والإيمان والعقيدة. بني باسم الإسلام وقدم لبناته إلى الإسلام، ليكون في خدمة الإسلام والمسلمين، ولم يكن لحدائقه أسوار تمنع الناس من الدخول فيه، ولا بين أقسامه حواجز تحجب عن الرواد بعض نواحيه، فتوجهت إليه عقول الملايين وتعلّقت به قلوب مئات الملايين وعبق عطره في أركان العالم الإسلامي، وفاح شذاه في أركان الكون كله، وأطلت عظمته على الشرق والغرب.

ذلك قصر الثقافة الإسلامية التي أراد الله أن تكون أعظم مفخرة للمسلمين، وأعظم ثمرة للإسلام، تلك الثقافة التي لم يُوح بها أحد وإنما أوحى بها الشعور والإيمان والرغبة في أن تكون للإسلام ثقافة خاصة ينهل منه المسلمون. واندفع لتحقيق ذلك بناءون من كل شعب مسلم ومن كل طائفة إسلامية، وتخلّوا جميعاً عن كل قومية ولغة، إلا قومية الإسلام ولغة القرآن. فالكل نسي قوميته ولغته، وجعلوا أنفسهم في خدمة الإسلام ولغة الإسلام وخلقوا ثقافة إسلامية. استنبطوا قسماً كبيراً منها من الإسلام نفسه، وأخذوا قسماً آخر من الثقافات اليونانية والفارسية والهندية، والتزموا فيه نهجاً لم يلتزمه البناة قبلهم، وهو أن يصبغوه بصبغة الإسلام، ويسخّروه في خدمة فكرة الإسلام ليكون ثقافة إسلامية قبل كل شيء. ووفّقوا في ذلك توفيقاً عظيماً.

ولعلك تتساءل: أين هذا القصر؟
هل عدا عليه الدهر فخرّبه؟
أم غصبه أحد الطغاة ودمّره؟

كلا، لا هذا ولا ذاك.
إنما تنازع فيه ورثته، وقسموه فيما بينهم، وأقاموا الحواجز بين أقسامه، واستقل كل فريق بحصته وامتنع الآخرون من الدخول إليه. كل هذا حصل بسبب التعصب المذهبي، وأيضاً بتأثير النزعات الشعوبية التي ترمي إلى تقسيم هذا التراث.

فلو أننا فتحنا صدورنا من جديد، واعتبرنا الثقافة الإسلامية مجموعة يكمل بعضها البعض، وتفاهمنا فيما بيننا على هذا الأساس، وأدركنا أن هذه الثقافة الإسلامية بينت على أن تكون للإسلام قبل كل شيء، وليست ملكاً لفرد أو لمذهب أو طائفة، لجددنا بناء هذا القصر المنيف ولمحونا عن كل طائفة باطل الاتهامات الموجهة إليها، ولأخرجنا من بيننا من ليسوا بمسلمين، كأولئك الأدعياء الذين انتسبوا كذباً إلى الإسلام، وهم معاول هدم للكيان الإسلامي.

وأخيراً ... الثقافة الإسلامية (الموحدة) إذا التف حولها المسلمون، كفيلة بتوحيد صفوفهم، ولا يخفى ما تؤدي إليه الوحدة من عز ومجد وسؤدد.

والله ولي التوفيق

--------
نقلاً عن كتيب "عطر العترة"
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م