مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #381  
قديم 17-04-2007, 02:35 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile سبـب الضيـاع ...

سبـب الضيـاع ...



قصة الضياع قبل أن أكتب لكم قصتي . سأعرفكم بنفسي؛ أنا .....، أبلغ من العمر خمس سنوات، منحني الله سبحانه وتعالى قدرة فائقة على حفظ الأماكن - ولله الحمد، قولوا ما شاء الله - فأنا باستطاعتي أن أحفظ الأماكن والشوارع من الوهلة الأولى . وقد كانوا أهلنا يصطحبونا - نحن الأطفال – إلى سوق الغنم والمواشي حينما يريدون أن يشتروا بعض الخراف لعيد الأضحى المبارك . وفي كل سنة تختلف أعداد الخراف التي نشتريها، وذلك تمشّياً مع عدد أفراد الأسرة التي تريد أن تشتري الأضحية، ولكن عادتاً تكون بين الثلاثة والعشرة . وقبل أن نركب السيارة ... جمعونا أهلنا وأوصونا بأن لا نفترق عن بعضنا في السوق، وأن نطيع الأوامر وأن لا نبكي في حال أن ضاع أحداً منا وذلك كي لا يشعر بضياعنا ضعاف النفوس ونتعرض من خلالهم للخطف . وبعد تلك الإرشادات والنصائح القيمة ركبنا السيارة ... وكان عدد الكبار فينا ثلاثة من الرجال وهم - زوج خالتي وابنه، وابن خالتي الأخرى - وكنا تقريباً سبعة أطفال . وتحركت السيارة باتجاه السوق، وكانوا الأطفال يمرحون ويلعبون في سيارتنا التي تسير باتجاه السوق، وكنت أراقب الطريق وأتأمل الأماكن التي دخلنا فيها، من لفات وإشارات مرورية .. وغير ذلك . وتوقفت السيارة في سوق الغنم والمواشي .. وكنا في قمة سعادتنا وفرحنا، وكنا نقف عند كل بائع ويكلمه زوج خالتي بحكم كبر سنه وخبرته ويستفسر منه عن الأسعار . وأنا أتأمل الخراف وأقلب بصري في المواشي والبقر .. وكنت من شدة التأمل فيهم أنسى نفسي ومن حولي حتى يجذبوني من يدي لأسير معهم من جديد لبائع آخر . وفي هذه المرة شدَّ انتباهي أمر ما (سأفرده في نهاية القصة) جعلني مشدوهة تماما، ولم أشعر بمن حولي، وجلست أتأمل هذا المنظر حتى انتهى .

تلفت حولي فلم أجد أحدًا منهم . فقلت لنفسي: انتظري حتى يعودوا إليك مرة أخرى . انتظرت حتى طال انتظاري، فمللت من الانتظار . وقلت لنفسي: أسير من الطريق الذي أتينا من خلاله. وبدء يداخلني شعور بالخوف، وكلما سالت دموعي كففتها بظهر كفي حتى لا يعرف أحد بأني ضائعة فيخطفني . سرت طويلا جدا حتى وصلت إلى الشارع، وهنا كان الأمر شاقـًا عليَّ لصغر سني وخوفاً من أن لا ينتبه السائق لوجودي فيدهسني، وقفت طويلا .... ولم يقف لي أي أحد من السائقين حتى أعبر الشارع . قد يكون السبب صغر سني . رآني شخص من بعيد، وأشار إلي، تعالي لتعبري الطريق معي، ولكني كففت دموعي بسرعة . وأشرت إليه برأسي علامة رفضي أن أعبر معه الشارع . مكثت فترة أخرى طويلة وأنا واقفة على قدمي الصغيرتين، دون أن يهتم بي أحد من السائقين . أخيرا سنحت لي الفرصة لعبور الشارع، عبرت الشارع وأنا أعاني من خوف شديد . الحمد لله وصلت للجانب الآخر، وأنا بخير . سرت بحذر أبحث عن هدف واضح يقودني إلى المنزل دون أن يعرف أحد بأني ضائعة، وجدت المسجد النبوي أمامي على مسافة بعيدة جدا . فرحت جدا بهذا الهدف، وحثثت الخطى بقدمي الصغيرتين حتى وصلت إليه . عندما نظرت إليه وجدت أننا في الزاوية المعاكسة لبيتنا – أي عليَّ أن أدور حول زاويتين من زوايا المسجد حتى أصل لبيتنا . سرت تلك المسافة الطويلة جدًا ودموعي تنهمر على خدي، وعندما ألاحظ، أي شخص يقترب مني أمسح دموعي بسرعة حتى لا يراها فيخطفني . وفي الطريق .. صادفني رجل معه هدية، حاول أن يعطيني ولكني رفضته بإباء . فنحن لم نتعود أن نأخذ شيئًا من أحد بغير إذن والدينا . تابعت سيري حتى وصلت إلى البيت . وعندما رأيت أمي ارتميت بحضنها، وذرفت كل الدموع التي حبستها في الطريق، وحكيت لها كل ما حدث لي أثناء الطريق . وعندما هدئت أنفاسي سألت أمي: ألم يحضروا بعد ؟ قالت لي : اذهبي لبيت خالتك لتعرفي ذلك بنفسك ؟ توجهت إلى بيت خالتي فورًا، وعندما رأيتها، تعجبت من رؤيتي!! وقالت لي: ألم تكوني معهم ؟ ماذا حدث ؟ قصصت عليها القصة، وفي أثنائها وصل الركب الذين تركوني لوحدي في مكان بعيد جدًا، بالنسبة للكبار، فما بالكم بمن هي في عمري؟ سألني ولد خالتي ألم تكوني معنا فكيف سبقتنا إلى هنا؟ سبحان الله حتى لم يشعروا بفقدهم لي حتى رأوني أمامهم . نسيت موضوع ضياعي وانشغلت بمشاهدة الخراف . والفرح بهم، واللعب معهم .


وعودة إلى الأمر الذي شدَّ انتباهي، وجلست أتأمله حتى انتهى . لقد رأيت منظراً لا يمكن أن أنساه طوال عمري . لقد رأيت أمامي عملية مساومة بين البائع والمشتري على شراء بقرة . وهذه البقرة لها ابن رضيع، من شدة صغره يثير الشفقة، يدور حول أمه ليلتمس حنانها . البائع متمسك بالسعر والشاري يخفض في السعر، وفي الأخير تم البيع . لقد حاولوا أخذ البقرة بعيدة عن رضيعها، لكن البقرة أبت أن تتحرك قيد شبر، حاولوا ... وحاولوا .
وفي النهاية جاءوا بحبل غليظ وربطوها به وسحبوها بشدة . وعندما فقدت البقرة قدرتها عن المقاومة هنا حدث أمر أذهلني جدا وما زالت تلك الصورة مرتسمة في خيال، وكأن الحادثة حصل معي بالأمس . لقد رأيت دموعًا غزيرة تسيل من عيني البقرة (أعذروني فأنا الآن أكتب لكم ... ودموعي تنهمر من عيني) فراقًا لرضيعها . وتصدر أنينا يفتت القلوب، تعبيرًا ...

عن حرِّ الألم الذي تجده في صدرها . لم يرحمها البائع وأتم بيعه (وقد نهى الرسول الرحيم صلى الله عليه وسلم عن فصل الأم عن رضيعها، حتى يتم فطامه) . كان والدي رحمه الله في كل عام يشتري لنا خرافًا . وفي هذا العام اشترى لنا بقرة جميلة جدًا، أحببتها كثيرًا . كنت أطعمها وأنا بعيدة عنها خوفًا منها – لأن حجمها كبير جدا بالنسبة لصغر حجمي – وكانت كلما رأتني تقترب مني أكثر، فأبتعد عنها خوفًا منها .
في هذا العام أشترى حارسنا خروفـًَا أبيضًا صغيرًا، أحببناه كلنا الصغار والكبار . وأحبته بقرتنا كثيرا، وكانت تداعبه وتلعب معه كأنه ابنها . لقد رأت أختي في ليلة من الليالي – طبعًا لم تخبرني ذلك إلا بعد سنوات عديدة – أن البقرة ترضع هذا الخروف كأنه ابنها، وكان هو يرضع منها أيضًا . جاء يوم العيد، ونحن فرحون جدًا بالعيد، ولأننا سنرى الأضحية . المهم جاء الجزار وذبح البقرة . وبدأ بسلخها، حتى وصل إلى ضرعها . وهنا كانت المفاجأة للجميع . لقد سال من الضرع كميات كبيرة من الحليب حتى اختلط بالدم من غزارته، حتى اضطر الجزار أن يفصل الضرع عن الجسد قبل أن يكمل السلخ – هذه الأمور لم أشاهدها، لا أذكر الآن لماذا – ولا أدري أين كنت حينها . ولكن عندما علمت بذلك امتنعت عن أكل اللحم (على فكره أنا لا أحب أكل اللحم الأحمر بصفة عامة، قد يكون هذا هو السبب)، لأنني تذكرت منظر السوق، وعرفت أن البقرة التي رأيتها هناك، كانت بقرتنا الحبيبة . قالت لي أمي بعد أن كبرت : أن البقرة كانت تجمع الحليب في ضرعها تدخره لابنها، ظنـًا منها أنها متى وجدته أرضعته لبنها، الذي تجمعه له . بالرغم من أن الحراس كان يوميا يحلبها، وقد حرص على حلبها قبل ذبحها، حتى لا يسيل حليبها . الرجال لهم خبره في هذا الأمر . هذا هو سبب ضياعي، فهل ترون معي أن الموقف كان مذهلا حقـًا لفتاة في الخامسة من عمرها . وأنه من المستحيل عليها أن تنساه أبدًا .

سبحان الله وسبحان من جعل الحنان والحب والرحمة بين الحيوانات أيضاً
فهذه رحمة الخلق فما بالكم برحمة الخالق !!!!؟؟؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته
__________________

  #382  
قديم 18-04-2007, 05:14 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile قصـة مؤثـرة جـداً

قصـة مؤثـرة جـداً


شخص يسير بسيارته سيراً عادياً, وتعطلت سيـــــارته في أحد الأنفاق المؤدية إلى المدينة .
ترجّل من سيارته لإصـلاح العطل في أحد العجلات وعندما وقف خلف السيارة لكي ينزل العجلة
السليمة . جاءت سيارة مسرعة وارتطمــــــــت بـــه من الخلف .. سقط مصاباً إصابات بالغة .
يقول أحد العاملين في مراقبة الطرق : حضرت أنا وزميلي وحملناه معنا في السيارة وقمنا
بالاتصال بالمستشفى لاستقباله شاب في مقتبل العمر .. متديّن يبدو ذلك من مظهره . عندما
حملناه سمعناه يهمهم .. ولعجلتنا لم نميز ما يقـــــــول, ولكن عندما وضعناه في السيارة وسرنا .. سمعنا صوتاً مميزاً إنه يقرأ القرآن وبصوتٍ ندي ..
سبحان الله لا تقول هــــــــــذا مصاب .. الدم قد غطى ثيابه .. وتكسرت عظامه .. بل هـــــو على ما يبدو على مشارف الموت .
استمرّ يقرأ القرآن بصوتٍ جميل .. يرتل القــــــــرآن .. لم أسمع في حياتي مثل تلك القراءة .
أحسست أن رعشة ســـرت في جسدي وبين أضلعي . فجأة سكت ذلك الصوت .. التفــــت إلى الخلف فإذا به رافعاً إصبع السبابة يتشهد ثم انحنى رأســه قفزت إلي الخلف .. لمست يده ..
قلبه .. أنفاسه . لا شيء فارق الحياة .

نظرت إليه طويلاً .. سقطت دمعة من عيني..أخفيتــــها عن زميلي.. التفت إليه وأخبرته أن الرجل قد مات.. انطــــــــــلق زمــيلي في بكاء.. أما أنا فقد شهقت شهقة وأصبحت دموعي لا تقف..
أصبح منظرنا داخل السيارة مؤثر. وصلنا المستشفى.. أخبرنا كل من قابلنا عن قصة الرجــل.. الكثيرون تأثروا من الحادثة موته وذرفت دموعهم.. أحدهـم بعدما سمع قصة الرجل ذهب وقبل جبينه.. الجميع أصروا على عدم الذهاب حتى يعرفوا متى يُصلى عليه ليتمكنوا من الصلاة عليه. اتصل أحد الموظفين في المستشفى بمنــــــــزل المتوفى.. كان المتحدث أخوه.. قال عنه.. إنه يذهب كل اثنين لزيارة جدته الوحيدة قي القرية.. كان يتفقد الأرامل والأيتام..
والمساكين.. كانت تلك القرية تعرفه فهو يحضر لهم الكتـــب والأشرطة الدينية.. وكان يذهب وسيـــــــارته مملوءة بالأرز والسكر لتوزيعها على المحتاجين..وحتى حلوى الأطفــال لا ينساها ليفرحهم بها..وكان يرد على من يثنيه عن الســــــــفر ويذكر له طول الطريق..إنني أستفيد من طول الطريق بحفظ القرآن ومراجعته.. وسماع الأشرطة والمحاضرات الدينية.. وإنني أحتسب عند الله كل خطوة أخطوها..
من الغد غص المسجد بالمصلين .. صليت عليه مع جموع المسلمين الكثيرة .. وبعد أن انتهينا
من الصلاة حملناه إلــــى المقبرة .. أدخلناه في تلك الحفرة الضيقة ..
استقبل أول أيام الآخرة .. وكأنني استقبلت أول أيام الدنيا ......
__________________

  #383  
قديم 25-04-2007, 01:43 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile من الكنائس إلى المساجد

من الكنائس الى المساجد



لقد ولدت في الدنمرك، وتربيت في عائلة أردنية مسيحية في الأردن. كان أبي قسيساً (رجل دين مسيحي) لأربعة كنائس وتعتبر أمي من أكبر القادة النساء المسيحيات في مجتمع الشرق الأوسط. وقد كنت قائدة شبيبة وأطفال في الكنيسة، ومرشدة مسيحية في المجتمع المسيحي فأنا لدي المعرفة الكافية عن التوراة والأنجيل. لقد اتخذت المسيح مخلص شخصي لحياتي عندما كنت الثامنة من العمر، وتعمدت بالماء في الثانية عشرة، ثم تعمدت بالروح في الرابعة عشر من العمر. ولكني لمم أغلق عقلي في يوم من الأيام للتعرف على الحقيقة، والبحث عن المعرفة حيث أنني لم أجد السلام في داخلي الى أن أصبحت مسلمة، وقد اتخذ الكثير من الوقت حتى اقتنعت بالاسلام ديناً.

ابتدأت القصة عندما كنت صغيرة، لقد كرهت الاسلام كرهاً شديداً، وعندما كنت في الصف العاشر، رأيت فتاة مسلمة تصلي فركلتها بقدمي ودفعتها وهي ما زالت ساجدة على الأرض. ولقد تشاجرت مع الكثير من البنات في المدرسة الاعدادية الحكومية، وأردت أن أريهم كم أنا مثقفة، لذلك كنت أحضر الكتاب المقدس (التوراة والانجيل) معي كل يوم، وأقرأ بصوت مرتفع، أو أكتب نصاً منه على اللوح كحكمة اليوم. وأذكر عندما كان شهر رمضان، اعتدت أن آكل أمام البنات المسلمات الصائمات (وأسأل الله أن يرحمني ويغفر لي)، لقد كنت صاحبة مشاكل خطيرة.

في الصف الحادي عشرة (قبل التخرج)، أذكر أنني قررت أن أحضر درس الثقافة الاسلامية وأستمع لما يقوله البنات عن الدين المسيحي. وقالوا أن الانجيل محرف ومغير، فغضبت كثيراً وشرحت لهم أن الانجيل اعجازي وقد كتب في أربعة كتب مختلفة من أربعة أشخاص مختلفين في نفس الوقت ولكن في أماكن مختلفة (متى، مرقس، لوقا ويوحنا). فاستضطردت إحدى البنات وقالت: "إذاُ فإنك تقولين أن الجن كتب هذه الكتب" انزعجت كثيراً وخرجت من الصف ولم أكن أريد أن أناقش مع البنات أكثر من ذلك.

تساءلت البنات عني وأردن معرفتي أكثر، لذلك أتين وبدأن يطرحن علي الأسئلة عن ديني حياتي وكنت أنا أجيبهن وأريهن الكتاب المقدس ودلائله لمحاولة اقناعهن بدين المسيحية. حتى أنه في يوم من الأيام نادتني معلمة اللغة العربية وقالت لي أنه يجب علي التوقف من التحدث مع البنات عن الدين المسيحي لأن القانون لا يسمح بذلك، فقلت لها أن هذا لا دخل لي في الموضوع، فقالت: "إن لدي شريط مسجل بصوتك وأنت تتحدثين مع البنات عن دينك" حقاً جعلني هذا غاضبة جداً، وأصبح لدي الحقد والكره للمسلمين والإسلام. فزادت خدمتي التبشيرية وأردت من الاسلام أن تتحول الى مسيحية، حتى أنني عزمت بعض صديقاتي المسلمات أن يأتين الى الكنيسة لإقناعهن بالدين المسيحي.

وبعد تخرجي من المدرسة ذهبت الى جامعة مؤتة في عام 1999 ولكني لم أكمل السنة من دراستي وخرجت منها بإذن الله وكنت عالمة أن أوراق هجرتي للولايات المتحدة قريبة جداً

وها أنا قد هاجرت الى ولاية تكساس في الولايات المتحدة الأمريكية في عام 2002، محاولة بداية حياتي من الصفر، وكنت أذهب الى كنيسة دالاس المعمدانية العربية، وكان عمي هو قسيس هذه الكنيسة. في الحقيقة لم أحب العيش هناك فاتصل أهلي مع عائلة مسيحية في ولاية أريزونا لأذهب وأعيش عندهم وأبدأ حياتي مرة أخرى، ولكن عندما لم أجد من يدعمني مالياً سألتني عائلتي أن أرجع الى تكساس وأبقى مع أخي وأختي وكنت أنا أكبرهم، أما باقي العائلة فرجعوا الى الأردن كي ما يكمل والدي خدمتهما التبشيرية في الشرق الأوسط. وهكذا وجدت عملاً وبدأت دراستي في الكلية وأنا ما زلت أذهب الى الكنيسة أعمل نشاطاتي المسيحية المعتادة، حتى أني كنت أبعث بعض البرامج والمناهج الجديدة للكنيسة في الأردن وأساعد في تدريس الانجيل مع الأطفال.

في ديسيمبر عام 2003 انتقل أبي الى رحمته تعالى مصاباً بمرض السرطان (نسأل الله أن يرحمه)، ولكن هذا لم يوقفني من متابعتي في الحياة.

أقول لك في التحقيق أني أتيت الى الولايات المتحدة لأبشر عن المسيحية وأكمل خدمتي التبشيرية، وكان هدفي وصول العرب المسلمين ومحاولة ارتدادهم للمسيحية، لأنني أعتقد أن امريكا هي دولة حرة فيها حرية الفكر والتعبير والكلام.

وهكذا تقابلت مع مجموعة من الأصدقاء المسلمين، وبدأنا التحدث عن الديانات المسيحية والاسلامية، فأنا أعلم التوراة والانجيل حق المعرفة، كنت أناقشهم بحدة وأحاول اقناعهم للارتداد.

وهكذا أحضر أصدقائي شاباً اسمه المصطفى بالحور –الذي هو زوجي الآن– ليكمل في النقاش معي. وكانت بالنسبة لي كالسباق، فعلاً كان لديه المعرفة الواسعة في القرآن والسنة، لذا لم أحببه أبداً. وكنت معظم الوقت أحاول اضافة الكاز على الدخان لتضخيم المسائل الدينية، وأحياناُ نصل الى نهاية عقيمة مغلقة، فأنا كنت عنيدة جداُ حتى أنني بدأت أحس بالارهاق.

على كل حال، كانت أمي قادمة في أيلول 2005 واعتقدت أن هذه حجة مناسبة لتجنب النقاش والذهاب بسبيلي، لأنني كنت أشعر بالضيق.

كنت أعتقد أنها ستكون اهانة لي لو خسرت النقاش، لذلك قلت لأصدقائي أن علي الذهاب، ولكن مصطفى ناداني باسمي وقال: "أريد دليلاً" فسألته عما يتحدث، قال: "اذهبي فتشي الانجيل بكامله، لن تجدي آية واحدة تفصل أن المسيح قال عن نفسه هو الله، لم يقل أبداً: أنا الله" لقد وجدت هذه الفرصة المناسبة لدعوته للمسيح (الذي كنت أعتقد أنه المخلص الشفيع وأنه ابن الله)

فقلتها بسخرية: "ما الذي تقوله، إنه من المؤكد أن هناك أيات كثيرة تقول أن المسيح هو الله!" قال مصطفى: "أرني الدليل" ذهبت للبيت وهذا السؤال عالق في عقلي يؤنبني"

فتحت الانجيل وبدأت البحث، وبعدها ذهبت الى الانترنت للبحث، ومن ثم الى الكتب ولم أجد شيئاً.

وبعدها سألت أمي وبدأ نقاشي معها. قالت لي: "في الحقيقة لا يوجد هناك آية حقيقية تصرح أن المسيح قال عن نفسه أنه هو الله، ولكنه قال؛ من رآني فقد رأي الآب" فأجبت: "ولكن الآب والابن ليسوا متشابهين؟" قالت: "ولكنك تعلمين أن لهم نفس المستوى في القوى، وهم واحد في الثالوث الأقدس (الآب والابن والروح القدس)"

لذا فإن القضية الأولى فاشلة ولا يوجد لديها أي دليل، والآن لنذهب للقضية الثاينة ألا وهي: المسيح هو الابن (ابن الله)

بدأت بالبحث أكثر، ووجدت أن هناك معادلة مكتوبة في الانجيل، انجيل يوحنا 1:1 "في البدء كان الكلمة والكلمة كان عند الله" حسناً؟ اذاً فان الكلمة هي المسيح الذي خلق من بدء الخليقة وهو كان عند الله

ولكن في نفس الآية أو العدد يقول: "وكان الكلمة الله" فتعجبت أن الله=المسيح وأن الله مع المسيح في نفس الوقت! كيف يكون هذا؟

هذه معادلة رياضية باطلة، كيف يمكن أن يكون المسيح الله وهو معه في نفس الوقت، هل هو مفصوم الشخصية؟ هذا شيء غير واقعي ولا يمكن أن يتخيله العقل

لذا فقد تركت هذا النص وتوجهت الى نص آخر، الى رسالة يوحنا الأولى الاصحاح الخامس وعدد 7 يقول: "فان الذين يشهدون في السماء هم ثلاثة الآب والكلمة والروح القدس وهؤلاء الثلاثة هم واحد" فرحت جداً لأنني اعتقدت انني وجدت الحل؛ الآب=الابن=الروح القدس (هم واحد)

ولكن العدد الذي بعده مباشرة 8 يقول: "والذين يشهدون في الارض هم ثلاثة الروح والماء والدم والثلاثة هم في الواحد" الروح=الروح القدس، الماء=الآب، والدم=الابن. فكيف يمكن أن يكون الثلاثة=(هم) واحد والثلاثة (في) واحد في نفس الوقت، هناك فرق بين المعنيين.

ثلاثة (هم) واحد معناها أنهم الثلاثة في نفس المستوى في كل شيء حتى في القوى والمكونات (مثال: الماء تتشكل الى ثلاثة أشكال السائل، الصلب والغاز، ولكنها لا تتأثر كيميائياُ فهي تحتوي على الهيدروجين والاوكسجين). أما الثلاثة في (واحد) فانها تشبه ثلاثة اخوان لهم نفس اسم العائلة، ولكنهم ثلاثة شخصيات مختلفة.

بالاضافة أنه اذا فعلاً اعتقدت أن الله ثلاثة، فلِمَ لدينا خليقة واحدة وليست ثلاثة؟ فعلى سبيل المثال لو أحضرنا ثلاثة رسامين ليرسموا لنا شجرة معينة، كل واحد منهم سوف يرسمها بأسلوبه الخاص تبعاً لطريقة تفكيره، وحتى إذا كانوا الثلاثة في الواحد يخلقون الخليقة، فإن كل واحد منهم سوف يخلقها بطريقة مختلفة عن الأخرى، حتى لو كانت بنفس الهدف ولن ستكون بأسلوب كل واحد منهم الخاص.

وهنا بدأت أرى التناقض في الكتاب المقدس، فمن أين حصلت بهذا الكتاب؟ أنا أعلم أن المسيح قال عن نفسه ابن الله ولكني أعلم أن جميع اليهود يطلقون على أنفسهم أولاد الله وهم ناس بشر مثلنا، فهذا التعبير كان دارجاً في ذلك الوقت.

المسيح كان نفسه يجلس لوحده ويصلي، فلمن كان يصلي؟ كان يصلي لنفسه؟ كان يدعو الله، حتى أن الكتاب المقدس يثبت ذلك: "في ذلك الوقت اجاب يسوع وقال احمدك ايها الآب رب السماء والارض لانك اخفيت هذه عن الحكماء" متى 11:25 "ثم تقدم قليلا وخرّ على وجهه وكان يصلّي قائلا يا ابتاه ان امكن فلتعبر عني هذه الكاس. ولكن ليس كما اريد انا بل كما تريد انت" متى 26:39 "فمضى ايضا ثانية وصلّى قائلا يا ابتاه ان لم يمكن ان تعبر عني هذه الكاس الا ان اشربها فلتكن مشيئتك" متى 26:42 "وبعدما صرف الجموع صعد الى الجبل منفردا ليصلّي ولما صار المساء كان هناك وحده" متى 14:26 "وفي الصبح باكرا جدا قام وخرج ومضى الى موضع خلاء وكان يصلّي هناك" لوقا 1:35 "وبعدما ودعهم مضى الى الجبل ليصلّي" لوقا 6:46 "ولما اعتمد جميع الشعب اعتمد يسوع ايضا. واذ كان يصلّي انفتحت السماء" لوقا 3:21 "واما هو فكان يعتزل في البراري ويصلّي" لوقا 5:16 "وفي تلك الايام خرج الى الجبل ليصلّي. وقضى الليل كله في الصلاة لله" لوقا 6:12 وغيرها من الأمثلة الأخرى.

بالإضافة الى أن هناك ذاكرة أخرى لمعت لي أنه عندما كنت أدرس اللاهوت (العقيدة) المسيحية، جاء أحد الدكاترة البريطانية الكبار، وكان يعلمنا عن تاريخ الكتاب المقدس، وأذكر أنه قال حرفياً: "حسناً .. لقد ذهبت الى المعرض في بريطانيا لأرى نصوص الانجيل الأصلية المكتشفة، ولم أجد غير أوراق محروقة، وممزقة وضائعة" فنظرت الى الكتاب بين يدي وسألت في نفسي ما هذا الكتاب؟؟

من أين جاءت كل هذه الكلمات في الكتاب؟

اذا كنت أعبد اله كاملاً ليس فيه عيباً واحداً، فكيف يمكنني بالايمان بكتاب غير كامل أو غير محفوظ؟ هذا ليس صحيحاً

وبدأت التفكير والتأمل، لو أننا أخذنا كل الكتب السماوية التي على الأرض ورميناها بعيداً، ثم سألنا الناس ليحضروا كتاب آخر مطابقاً للكتب الأولى، فلن أجد مسيحياً واحداً يحضر لي إنجيلاً مطابقاً له، بينما سأجد على الأقل مليون مسلماً حافظين القرآن ظهراً عن قلب لأن المسيحيين لديهم نسخ كثيرة مختلفة عن بعضها البعض، وما زالوا يكتشفون نصوصاً انجيلية جديدة الى حد الآن، أليس هذا عجيباً؟

يتبـــــــــــــــع
__________________

  #384  
قديم 25-04-2007, 01:48 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile تابــــــ من الكنائس إلى المساجد ـــــــــع

تابــــــ من الكنائس إلى المساجد ـــــــــع



وبعد ذلك بدأت أدرس لاهوت صلب المسيح، فهل مات المسيح حقاً؟

وبدأت بالتفكير بهذا الانجيل الذي بين أيدينا، هل هو حقيقياً؟ الأشخاص الذين كتبوا الأناجيل هم يهود تبعوا المسيح وراقبوه وكتبوا سيرة حياته .. لقد رأوه يموت على الصليب .. ولكن هل من الضرورة أنهم رأو نفس الشخص المسيح الذي يصلب؟؟

في القرآن الكريم يقول الله عز وجل: "وَقَوْلِهِمْ إِنَّا قَتَلْنَا الْمَسِيحَ عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ رَسُولَ اللّهِ وَمَا قَتَلُوهُ وَمَا صَلَبُوهُ وَلَكِن شُبِّهَ لَهُمْ وَإِنَّ الَّذِينَ اخْتَلَفُواْ فِيهِ لَفِي شَكٍّ مِّنْهُ مَا لَهُم بِهِ مِنْ عِلْمٍ إِلاَّ اتِّبَاعَ الظَّنِّ وَمَا قَتَلُوهُ يَقِينًا(157) بَل رَّفَعَهُ اللّهُ إِلَيْهِ وَكَانَ اللّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا(158)" فإذاً الناس الذين رأوا المسيح يقتل، رأوا شخصاً مشابهاً له.

فإذاً ما هذا الذي بين أيدينا؟؟ سيرة المسيح وأكثر من 75% ملقحة.

والآن ها قد حصلت على النتيجة بين يدي: المسيح هو ليس الله، ولا حتى ابن الله .. خفت كثيراً وقلقت لدرجة لا تصدق.

كل هذه السنوات؟ 24 سنة من حياتي وأنا أدرس نظريات غير معتمدة من الانجيل والتوراة.

24 سنة من حياتي أعبد الإله الخاطئ
24 سنة من حياتي ذهبت سدى، كذبة محققة.

أردت الانتحار، شعرت أن الأرض تهتز من تحت قدمي، وأصابني الرعب.

أردت أن أرجع الى بداية المطاف وأبحث من جديد لأثبت العكس، ولكني صمت قليلاً، لا أعرف ما الذي سيحدث بعدها .. شعرت أنني أدمر حياتي.

وصرت أفكر .. أنا أؤمن أن المسيح الآن هو انسان نبي مرسل من الله سبحانه وتعالى، وأنا أؤمن بجميع الأنبياء الذين قبله .. ولكن كانت لدي هناك مشكلة بسيطة مع النبي محمد (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم)

في الحقيقة لم أتعلم شيئاً عن حياته، وكل ما أعلمه هي معرفة بسيطة عن طريق المسيحية الذين زرعوا في داخلي هذه الأفكار عنه (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم)، ولكن كيف يعظموه الناس المسلمين طوال الوقت؟؟

قلت، كيف يمكن أن تكون هذه مشكلة والقرآن الكريم أتى من الله من خلال النبي محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم؟ إنه حقاً لرجل متميز .. أعظم الخلق (صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه وسلم) إذاً فهي ليست مشكلة أبداً أن أؤمن بنبي آخر وهو خاتم الأنبياء صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم.

بالاضافة أنني أعلم أن هناك إنجيل خامس غير قانوني أو شرعي لدى المسيحية إسمه (برنابا) لأن هناك الآية التي يقول فيها المسيح (سيأتي بعدي نبي اسمه أحمد) ويحدثنا أيضاً أن المسيح عليه السلام شبّه به ولم يمت على الصليب بل ارتفع قبل امساكه.

تركت غرفتي بعد تأمل طويل وتفكير عميق في البحث، واتصلت مع أصدقائي المسلمين الذين لم أرهم منذ شهرين على الأقل. وذهبت لرؤيتهم. فعلاً كنت أصلي الى الله وأبكي: "إذا كان هو الطريق الصحيح، فغير حياتي، وإذا لم تكن فاجعلني أموت في حادث سيارة قبل أن أصل أصدقائي واجعلني أدخل الجنة .. فكل ما أريده هو الحقيقة ومرضاتك يارب، وكل ما أبغيه هو الجنة"

وهكذا وصلت الى أصدقائي ودموعي تذرف من عيني، فاعتقدوا أن شيئاً مكروهاً قد حدث لي، وكان هناك زوجي الحالي مصطفى، وكان الجميع ينتظر مني أن أتكلم ليعلمون حقيقة أمري، ثم استضطردت:

أشهد أن لا إله الاّ الله .. وأشهد أن محمد رسول الله

عم الصمت لعدة دقائق والجميع يرمقني باندهاش، ثم قال مصطفى ساخراً: "أسكتي .. ولا تكذبي"

أذكر أنه كان الثالث من أكتوبر.

قلت له: "أنا لا أكذب، وبدأت بالبكاء والشهيق"

قال: "لي مستغرباً، لقد قلت المرة الأخيرة في نقاشنا أنه لو قلت الشهادتين وأنت لا تؤمني بها فهذا لا يعني أنك أصبحت مسلمة! فكفى كذباً"

قلت له: "أنا لا أكذب، غداً سيكون أول يوم في رمضان، والآن ستعلمني كيف أفعل الوضوء وكيف أصلي وكل شيء"

عندما سمعني أقول ذلك ورأى الاصرار في عيني، وقع باكياً من الفرحة والانفعال الشديدين ورحّب بي في الاسلام ترحيباً حاراً

وفعلاً تعلمت الصلاة وكل التقاليد والسنة في ليلة واحدة، واشتريت حجاباً وبدأت أمارس عقيدتي الجديدة. ولكني أخفيت اسلامي عن العائلة لمدة أسبوعين.

في ذلك الوقت، ذهبت الى الإمام وأعلنت إسلامي، وبدأت أتعلم القرآن، وأفعل المقارنات ما بين الانجيل والكتاب المجيد القرآن الكريم، وكان من الصعوبة علي في البداية من التخلص من الرجوع الى الانجيل، ولكن الحمدلله فقد تغلبت على هذه العادة، وبدأت أتعلم سيرة النبي صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والقرآن.

وكما قلت سابقاً فقد أخفيت اسلامي عن العائلة في البداية، وكنت أصلي الساعة الثانية أو الثالثة بعد منتصف الليل حتى لا يراني أحداً أو يشك بي.

وفي يوم من الأيام كنت ذاهبة من البيت الى الكلية وكان معي حقيبتي التي تحتوي على القرآن والحجاب، ولكن فجأة، وقع الحجاب على الأرض ورأته أختي ولكنها لم تعلم ما الأمر الى أن جاء الليل واستيقظت لتراني أصلي، فعلم أعضاء العائلة عن اسلامي، وبدأ الابتلاء.

رفعوا صوتهم علي وصاحوا، واعتدوا علي نفسياً وعاطفياً، نعتوني بجميع الكلمات القذرة وغير الملائمة. ضربوني الى أن وصلت للموت وهددوني بالقتل، ومع ذلك فقد كنت هادئة ولم أحاول مناقشتهم في شيء، ولكني تركت البيت داعية من الله أن يهديهم.

بقيت مع صديقتي المسلمة لمدة شهرين قبل أن أتزوج بمصطفى .. الحمدلله .. لقد فقدت عائلتي، ولكني كسبت عائلة مسلمة أخرى في المسجد فقد رعوني رعاية رائعة لا مثيل لها وجازاهم الله كل خير.

وبعد ذلك انتابتني الكثير من الضغوط النفسية بسبب الاعتداءات التي حصلت معي، وما زلت لحد الآن أستلم على الأقل 25 مكالمة وايميلات يومية من كل أنحاء العالم، يسبون علي ويهددوني وما الى غير ذلك

وغير المكالمات الهاتفية، فقد اتصل معي أكبر العلماء والدكاترة المسيحيين من الأردن والولايات المتحدة، يناقشون معي الدين المسيحي ومحاولتهم لإعادتي لدينهم.

سبحان الله .. لقد اعتدت أن يكون معي الانجيل دائماً في الحوارات الدينية وكان الاتجاه المعاكس هو القرآن، والآن فقد انقلبت الطاولة وأصبح القرآن معي دائماً وأبداً

ومع كل هذا، فقد تعلمت الدروس المهمة في ذلك الوقت القصير، تعلمت أن أكون صبورة ومتواضعة، وأتأمل الآن في قصة الرسول محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، وكيف أهين من أهله وضرب، وهذه قصتي لا تساوي شيئاً بالنسبة له صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم، حقاً لقد تعلمت الكثير.

ولربما فقدت شرف اسم عائلتي في أعين الناس، ولكني فخورة أني اكتسبت أعظم شرف من الله سبحانه وتعالى ألا وهو الاسلام. وفعلاً إنك لا تستطيع أن تتخيل السعادة والسلام اللذان غمراني منذ أن أسلمت بالرغم من كل هذه الاهانات

وفي الحقيقة أني تغيرت كثيراُ كما كنت عليه في الأول، حتى أن زوجي لاحظ هذا التغيير الشاسع، فقد تعلمت كيف أكون هادئة مع الناس الذين يعتدون علي، وتعلمت كيف أبتسم لهم رغم وجودي في أصعب الأوقات، ورغم فقداني وظيفتي لكوني مسلمة محجبة، ولكن الله عز وجل يعوضني بما خسرت بأضعاف وبغير احتساب .. الحمدلله

فكل الاسلام هو وجود السلام الداخلي الحقيقي، فإنك بالتحقيق لا تستطيع أن تجد هذا السلام من اللذين هم حولك، ولا حتى في البيئة التي أنت تعيش فيها، يجب أن تكون اقتناع داخلي منك عن طريق محبتك لله وارضائه وتسليمه قلبك له. واذا كانت عبادتك حقيقية لله واتبعت طريقه فبالطبع ستكون سعيداً في حياتك لأن الخطيئة تحرمك من هذا السلام وتعكر مزاجك وهي ألم أكثر من سعادة دنيوية.

وها أنا أنظر الى وجوه الناس وأرى الكثير من الحزن والدموع لأنهم بعيدين عن الله الحي الخالق عز وجل، وأحياناً أرى قلوبهم المظلمة ولا يريدون اضاءة شمعة الرجاء فيهم ويلتهون بمشاكلهم ومشغولياتهم ويتمسكون بالدنيا بدل الآخرة.

كل ما أعرفه الآن، هو أن هدفي في الحياة عبادة الله وارضاءه وصلاتي له واتباع سنة رسوله صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم والعمل من أجل الجنة .. الحمدلله

أرجو أن تكون هذه القصة حافزاً لك وتشجيعاً لروحك وايمانك بالله

علماً أن الأخت هي ربى قعوار ولديها موقع إلكتروني لمن أراد التوسع في الموضوع أو السؤال هو كالآتي :
كيف أصبحت ربى قعوار مسلمة؟ ما هي قصة اسلامها؟
__________________

  #385  
قديم 26-04-2007, 02:48 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile عبد الله بن حذافة السهمي أمام هرقل (قيصر الروم)

عبد الله بن حذافة السهمي أمام هرقل (قيصر الروم)



"لا يؤمن أحدكم حتى يحب لأخيه ما يحب لنفسه"

إنه صحابي جليل من الرعيل الأول الذين رباهم رسول الله صلى الله عليه و سلّم - عبد الله بن حذافة بن قيس السهمي، رضي الله تعالى عنه ..

بعد أن استقرت دولة الإسلام في الشام و تولى أمرها معاوية بن أبي سفيان من قبل سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، فكتب إليه يأمره بغزو الروم، وبأن يولي على الجيش عبد الله بن حذافة السهمي ففعل ...
خرج الجيش لغزو الروم، فغزاهم وأوقع بهم، ولكن عبد الله و ثلة قليلة كانت معه وقعوا في كمين من الروم فأخذوهم أسرى ..!!
ما تظن أن يفعل هرقل برجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلّم المقربين إليه، هؤلاء الذين طالما سمع عنهم وعجب من أمرهم وقد فعلوا بجيشه ما فعلوا بالشام ..
لطالما أحب أن يرى بعضهم ليختبرهم بنفسه، فيرى أي نوع من الرجال هم..!! تعالَوا لنسمع ما فعل هرقل ...

دفع هرقل عبد الله إلى أحد رجاله وأوصاه، أن يجيعه، ثم يطعمه لحم خنزير، فأجاعه الرجل وكان كل يوم يأتيه بلحم خنزير فيضعه أمامه ليأكله، ولكن عبد الله كان يُعرض عنه، ويقول: هذا طعام لا يحل لنا أكله، ومضت على ذلك أيامٌ حتى شارف على الهلاك..

فأخبر الرجل هرقل بذلك، فقال له: أطعمه ما يريد، ثم، أعطشه، وأعطه خمراً ليشربها بدلاً من الماء، ففعل الرجل ذلك ..
لكن ما ظنكم بصاحب رسول الله أيُشمِت به الروم؟ كان يعرض عن الخمر ويقول: هذا شراب لا يحل لنا شربه . حتى أشفى على الهلاك

فأخبر الرجل هرقل بذلك، وقال له: إن كانت لك في الرجل حاجة فأطعمه ما يريد ودعه يشرب ما يريد قبل أن يهلك .
فقال هرقل: دعه يأكل ويشرب ما يريد، إنني بلوته بالضراء وسأبلوه بالسراء، أرسلوا إليه أفخر الطعام والشراب والثياب و....
ففعل الرجل ذلك .. لكن ما ظنكم بصاحب رسول الله أيُشمِت به الروم؟ كان يعرض عن الخمر ويقول: ولكن عبد الله ما كان يلتفت إلى شيء بل كان لا يأكل إلا قوتاً، ولا يشرب إلا كفافاً، ولا يبدل ثوبه إلا إذا اتسخ ....، عند ذلك أرسل إليه هرقل وقال له: قد بلوتك بالضراء وبالسراء فصبرت، فهل لك أن تقبّل رأسي وتنجو بنفسك؟ قال: لا، لا أقبّل رأسك لأنجو بنفسي فقط .

فقال له: فهل لك أن تقبّل رأسي وأدفع لك كل أسير من المسلمين عندي؟ قال: نعم.
وقبّل عبد الله بن حذافة رضي الله تعالى عنه رأس هرقل، ودفع إليه هرقل جميع أسارى المسلمين الذين عنده (وكانوا ثمانين رجلاً) فعاد بهم إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه .. وعندما قصّ القصة على عمر قام وقبّل رأسه، وقال له: يرحمك الله، ما منعك إذ بلغ بك الجهد ما بلغ أن تأكل لحم الخنزير، وأن تشرب الخمر، فقال: والله يا أمير المؤمنين، لقد علمت أن ذلك موسّعاً لي فيه، ولكنني كرهت أن يشمت الروم وهرقل بالإسلام وأهله.

من يكون عبد الله بن حذافة السهمي؟:
صحابي جليل من المهاجرين، أسلم قديماً، وهاجر إلى الحبشة، وأرسله النبي صلى الله عليه وسلّم بكتابه إلى كسرى، عندما أرسل الكتب إلى ملوك الدول حوله ليدعوهم إلى الإسلام. شهد فتح مصر وتوفي بها، في أيام عثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه سنة 33 هـ .
__________________

  #386  
قديم 05-05-2007, 11:16 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile في زماننا صحابي وصحابية

في زماننا صحابي وصحابية



قرأت كثيرا في كتب سير الصحابة والتابعين أن أحدهم رزق بمبلغ من المال فظل مهموما حتى تصدق به كله وارتاح بعد ذلك، وكم قرأنا عن زوج لم ينم طوال الليل بسبب التفكير في المـال الذي جاءه وكيف أن زوجته ساعدته في التخلص من هذا الهم من خلال توزيعه على الفقراء والمساكين، ولكن أن يحدث هذا الحدث في زماننا، ومع أقرب الأصدقاء إلي، فهذا ما لم أتوقعه أبدا.
يقول لي صاحبي الذي أعتبره وزوجته من أهل الآخرة، وقد مضى على زواجهما أكثر من أربعين سنة وهما يعملان في طاعة الله تعالى، وقد حبب الله إليهما العمل الخيري وخدمة المسلمين حتى أصبح عندهما العمل التطوعي هواية، وقد دخل الإسلام عدد كبير على يد هذه العائلة.

يقول لي:
إن والد زوجتي توفى منذ فتـرة وكان نصيب زوجتي من الميراث مبلغاً يكتب بستة أرقام، ويعني بذلك أكثر من (مليون دينار)، وظلت زوجتي مهمومة بعد استلامها هذا المبلغ ولا تعرف ماذا تفعــل به، وبـدأ يصف لي مشاعرها وهي تفكــر في العمــل، ويتحدث عن الهم الذي أصابها حتى كانت لا تنام الليل أحيانا، ولم تطمئن وتستقر وترتاح حتى وزعت هذا المبلغ على الفقراء والمساكين بعدما أخذت منه حاجتها، ثم بدأ يصف لي شعورها بعدما عملت هذا العمل، وكيف أنها سعيدة جدا بهذا العطاء، وأنها أصبحت مستقرة بعدما رجعت حياتها كما كانت.

وقد شجعها زوجها على هذا الموقف وهذا التصرف وهما في كامل سعادتهما.
من يصدق مثل هذه الروايات في مثل هذا الزمن الذي نعيش فيه، والذي أصبح معيار تقييم الفرد فيه لا على ما يعلم وإنما على ما في جيبه.

نعـم ما زالت الأمــة بخير، ومازالت العلاقات الزوجية بخير، وما زال للسعادة طرق كثيــرة ما على الزوجين إلا اختيار إحداهــا.

ونسأل الله تعالى لهذه العائلة دوام السعادة والاستمرار في حب العمل الخيري.
نعم في زماننا صحابي وصحابية.

جاسم المطوع
__________________

  #387  
قديم 08-05-2007, 02:40 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile العفــة

العفــة



يذكر أنه كانت هناك فتاة في العصر العثماني خرجت لزيارة جدةٍ لها في آخرالبلدة ولكن في ذلك اليوم هطلت الأمطار الشديدة التي لم تستطع السير او الرؤية فيها فأوت إلى بيت كانت تحسبه مهجوراً من السكان لتتقي من هذا المطر الشديد لكن في هذه الأثناء ظهر شاب في أواخر العشرينات من العمر فرآها وهي على هذه الحال من الخوف والبرد فعرض عليها الدخول لتدفء نفسها فترددت ولكن المطر والرعد زاد فامتثلت لما قال وطلبت من ربها الحفظ والستر وعند دخولها للمنزل وجدته خاويا تقريباً إلا من بعض المؤن والأثاث والنار مشتعله فطلب منها التقرب للنار وجعل النار بينه وبينها وعندها رأته الفتاة بعد فترة من الزمن يقوم بأخذ أحد أعواد النار المشتعلة ويقوم بإحراق أصابعه واحداً تلوالآخر فأحست بخوفٍ شديد من هذا الشخص غريب الأطوار وتمنت لو أن المطر يتوقف لتنفذ بجلدها وتعود لبيت أهلها وفعلاً توقف المطر وقام الشاب وقال: أين منزلك لأوصلك لبيت أهلك. فلم تجب فقال: إذن أسير في الطريق وارمي إلي بحجر في الاتجاه المؤدي للبيت. ففعلت ما طلب منها ووصلت إلى بيت أبيها خائفة وقد وجدت أهلها قلقين عليها فأخبرت أبها بما جرى لها ولما جرى لهذا الشاب الذي أقلقها ما فعل بنفسه.
فاستغرب الوالد من ذلك وذهب لملاقاة الشاب دون أن يخبره بأنه أباها ليعرف قصته وفعلاً ذهب لمنزل الشاب وأكرمه الشاب وتحدث معه طويلاً فعرف أنه شاب عابد زاهد فسأله عن حالته بتلك الليله فرد عليه الشاب بأنه أحرق أصابعه واحداً واحداً كي يتذكر عذاب النار ولا يقدم بفعل حماقة مع الفتاة ..
وبعد هذا الشرح تقدم الوالد بعرض ابنته على هذا الشاب للزواج بها وقبل الشاب ذلك...
__________________

  #388  
قديم 09-05-2007, 02:22 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile دمعـة غديـر

دمعـة غديـر



كم بكيت لأن فستاني لا يعجب الحاضرات .. !!

كم بكيت لأن فريقي المفضل خسر المباراة .. !!

كم بكيت لضياع النسخ الأصلية لأشرطة غناء فناني المفضل .. !!

كم بكيت لأن تجعيد شعري لم يعجب الحاضرات . . !!

كم بكيت . . وبكيت..

كدت أنتهي . . وبكائي لا ينتهي . .

كنت أبكي بحثا عن السعادة . .

وبينما أنا في دياجير الظلام . . وصحاري التيه . .

هداني ربي إلى بصيص من النور . .

ساقه إلي عبر شريط إسلامي . .

كان بالنسبة لي نقطة تحول . .

أسأل الله أن يحرم اليد التي قدمته لي على النار.

* بفضل الله عدت . . وما أجملها من عودة . .

وبفضل الله حييت . . وما أجملها من حياة . .

وبفضل الله بكيت . . وما أجمله من بكاء . .

بكيت حسرة وندما على الماضي . .

على أيام الغفلة والضياع . .

* دمعه الماضي دمعة . .

ودمعة الحاضر دمعة . .

لكن شتان بينهما . .

دمعة الماضي عذاب . .

وإحباط . .

أخشى أن تكون حسرة علي يوم القيامة . .

ودمعة الحاضر خشية . .

وسعادة . .

وسمو . .

وأُنس . .

أرجو أن تكون سببا في أن يظلني الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
__________________

  #389  
قديم 09-05-2007, 11:06 PM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile مـن ثمـار التقـوى :

مـن ثمـار التقـوى :



يحدث أحد الشباب وهو من الذين ذهبوا للدراسة في أوروبا أن هناك رجلآ أسلم من الأوروبيين وحسن إسلامه وصار حريصا على تطبيق شعائر الإسلام كلها حريصا على أن يظهر إسلامه ويعتز به أمام الكفار دون خجل أو حياء أو تردد حتى ولو لم يكن هناك مناسبة فإنه يحرص على ذلك يقول:
أعلن في إحدى المؤسسات الكافرة عن فرصة وظيفية فتقدم لها هذا المسلم الفخور بإسلامه وكان لابد من المقابلة الشخصية والتنافس قائم على هذه الوظيفة فلما بدأت المقابلة سألته اللجنة الخاصة بالمؤسسة عدة أسئلة كان منها هل تشرب الخمر؟ فأجاب قائلا: لا أشرب الخمر لأني أسلمت وديني يمنعني من معاقرة الخمر وشربها . قالت اللجنة ((هل لك خليلات وصديقات))؟ قال صاحبنا (لا .. لأن ديني الإسلام الذي انتسب إليه يحرم علي ذلك ويقصر علاقتي على زوجتي التي نكحتها بمقتضى شريعة الله عز وجل))
وخرج وهو شبه يائس من أن ينجح في هذه المسابقة ولكن النتيجة أن جميع هؤلاء المتسابقين وكان عددهم كبيرا فشلوا ونجح هو وحده في هذه المسابقة فذهب إلى مسئول اللجنة وسأله قائلا: ((كنت انتظر أن تحرموني من هذه الوظيفة عقابا لي على مخالفتي لكم في دينكم وعلى اعتناق الإسلام ولكني فوجئت بقبولي على إخوانكم من النصارى فما سر ذلك, قال المسئول: أن المرشح لهذه الوظيفة كان يشترط فيه أن يكون شخصا منتبها في جميع الحالات حاضر الذهن والشخص الذي يتعاطى الخمر لا يمكن أن يكون كذلك فكنا نترقب شخصا من الذين لا يشربون الخمر ونظرا لتوفر هذا فيك فلقد وقع الاختيار عليك في هذه الوظيفة .
فما الذي منع هذا المسلم من أن يكذب أو يخفي أمره أو يتلاعب بالألفاظ إنها التقوى فما كان من بركة الله للمتقين أمثاله إلا التيسير والرزق من حيث لا يحتسبون.
فما ضر ذا التقوى نصال أسنــــة *** ومازال ذو التقوى أعز وأكرما
ومازالت التقوى تريك على الفتى *** إذا محض التقوى من العـــــــز
__________________

  #390  
قديم 15-05-2007, 04:14 AM
النسري النسري غير متصل
كاتب مغوار
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2004
الإقامة: الأردن
المشاركات: 2,917
إرسال رسالة عبر ICQ إلى النسري
Smile إيمـان وعبيـر

إيمـان وعبيـر



قصة واقعية:

كم كانت تسحرني ابنة خالتي ذات العشرون ربيعاً بطبعها الهادئ وسلوكياتها الرفيعة..
كما كانت تشدني إلى دروب الورع وسبل السلام بحديثها العذب وثقافتها العريقة وحيائها الشديد، كانت فتاة ذات منهج سلمي في هذه الحياة المتخبطة في عالم الفتن والشهوات، كانت مخلوق شفاف ينهل من الفضيلة ما استطاع ليغدق به على سواه، لهذا أصبحت إيمان مضرباً للأمثال بين فتيات العائلة حيث اتسمت بوضوح الرؤية ورجاحة العقل بالإضافة إلى المثل السامية التي كانت تترجمها إلى أعمال حميدة من خلال تعلقها الشديد بكتاب الله حفظاً وتلاوةً وتطبيقاً.
كانت تشعل غيرتي حين آتي بسلوك خاطي وتعاتبني أمي وهي تقول :
لا أريدك أن تفعلي ذلك يا عبير، لم لا تكونين مثل إيمان؟!
وكنت أرد عليها بكل شراسة :
أنا لست إيمان يا أمي هي أكبر مني سناً.
الحقيقة أنه لم يكن هناك -برأيي- أفضل من إيمان بين مجتمع أقاربنا أو زميلاتي في المدرسة .
فمعظمهن للأسف منخدعات بالدنيا حيث كان الطرب والأفلام هو أكبر همهن، والموضة الأخيرة هي مظهرهن، أما إيمان فقد كانت على النقيض تماماً، كانت تجسد الإنسانة الرائعة التي لا تهمها الموضة وكل ما كانت تفعله بعد رجوعها من دار تحفيظ القرآن الكريم إنهاء مذاكرتها اليومية هو مساعدة خالتي في الأعمال المنزلية، لتأوي إلى جنتها -مصلاها- فتدعو الله وتصلي بخشوع.
هكذا كانت إيمان تعيش حياتها فقط لا غير فجدولها اليومي متشابه تقريباً، لم تكن تعنيها أو تهزها الأقوال البذيئة التي كانت تطلق عليها من بعض المتبجحات ممن يدعين الحرية والثقافة العصرية، بل كانت تتباهى بما هي عليه بثقة وعزة نفس لتجادلهن بمنطق الحق والحكمة حتى تغلبهن بل وتؤثر فيهن!!
ومما أذكره في هذا الشأن أننا كنا مدعوات ذات مساء لوليمة عشاء عند أحد قريباتنا، فقالت إحدى الحاضرات وهي تنظر إلى إيمان بغطرسة وسخرية:
لم كل هذا التشدد في الدين إنك ما زلت صغيرة.
أجابتها إيمان بهدوء:
إن الموت لا يعرف صغيراً ولا كبيراً..إنه قدر الله الذي قد يداهمنا فجأةً ولا أحد يعرف أين ومتى وكيف؟!
وقالت أخرى بامتعاض:
-ولكن الزمن قد تغير ..ويجب أن تواكبي العصر ..وتتبعي آخر خطوط الموضة.. بدلاً من هذه الملابس التي تظهرك كعجوز ها..ها..ها..
قالت إيمان بثقة :
-وهل أن أرتدي الملابس التي تظهر مفاتن جسدي حتى أصبح متحضرة وهل يجب أن أصبح ألعوبة في أيدي مصممي الأزياء العالميين كي يلبسونني ويعرونني كيف شاءوا، أولئك الذين يسعون لإفسادي في جعلي تابعة لهم ..هل هذه هي الحضارة؟ أم أنها تبعية وعبودية لشياطين الإنس!!
علقت ثالثة باحتجاج:- إنك تبالغين فالله غفور رحيم.
تنهدت إيمان بخشوع وقالت :
-أجل وسبحانه شديد العقاب أيضاً.
في تلك اللحظة نظرت الحاضرات إلى بعضهن البعض بخجل وقد بدا عليهن الحرج والشعور بالخجل لمناقشتها وازتفزازها.
ذات يوم من الأيام جاءت خالتي تزف إلينا خبر خطبة إيمان وهي تقول بفرح: الحمد لله لقد جاء من ترضاه زوجاً لها ..رجل صالح وتقي يليق بها .
قالت أمي بسعادة بالغة:
-مبروك يا أختي وفقها الله ورعاها إن إيمان تستحق كل خير.
وسألتها بدوري باهتمام:
-ومتى سيتم الزفاف يا خالتي؟
-في العطلة الصيفية إن شاء الله والعاقبة لك يا عبير.
ولم تتوقف حكاية إيمان عند هذا الحد، فقد جاءتني الأيام بمفاجآت مدهشة، وكان مما أثار ذهولي عندما عرفت بعد قران ابنة خالتي أنها تصدقت بنصف مهرها!!! ما ليس هذا فحسب بل ورفضت أن تقيم حفلاً كبيراً لزفافها، وآثرت أن تدعوا الأهل والأقارب فقط إلى وليمة صغيرة في منزلهم.
الواقع أن تصرفها هذا أثار تساؤلات كثيرة في نفسي ..هل يمكن أن تقدم أي فتاة على هذا التصرف في هذا العصر الملئ بالنعم والترف؟! وكيف تملك إيمان كل هذه التقوى لمجابهة شرور النفس وأهواءها ومن أين لها بالقوة لمحاربة الشيطان ووساوسه.
وأيقنت قبل أن أخوض مع شيطاني معركة ضارية لأستخلص نفسي، أن الالتزام هو الذي يعز الإنسان ويرتقي به إلى المعالي، إنسان اشترى نفسه بالجنة، بالجنة فقط!!!
كل هذا أطفأ في قلبي على ابنة خالتي إيمان، وحل محلها إصرار وعزيمة على أن أسلك مسلكها وأقتدي بها ما استطعت ..أجل..يجب أن أسير على منهجها وأكون مثلها.
وأرجو أن يوفقني الله ويسددني لذلك وأدعوه أن يمنحني الثبات على هذا الطريق إنه سميع عليم.
__________________


آخر تعديل بواسطة النسري ، 15-05-2007 الساعة 04:23 AM.
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 2 (0 عضو و 2 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م