الذين حرفوا التوراة والإنجيل , وأين الحقيقي ؟

[الخطاطبه]

الذين حرفوا التوراة والإنجيل
أين الإنجيل الحقيقي الذي انزل على عيسى عليه السلام؟
جاء موسى بالبينات وعظائم المعجزات , ولقي في سبيل هداية اليهـود من العنـت ما لقي , ولم يكد يغيب عنهم أربعين ليلة يتلقى خلالها الوحي الإلهي حتى رجع إليهم ليجدهم قد عبدوا العجل الذهبي , و يشترعون لأنفسهم المريضة ما تهواه من صنوف الفساد ؛ حتى وهو بينهم ينسون الله فتتوق أنفسهم إلى عبادة الأصنام أسوة بغيرهم فكلما مر بهم موسى على قوم يعكفون على أصنام لهم قالوا يا موسى اجعل لنا آلها كما لهم اله قال إنكم قوماً تجهلون , إن هؤلاء منبرا أماهم فيه وباطل ما كانوا يعملون أي فساد أكبر من هذا ؟ وأي عمى ؟ وأي هروب من نهار مشرق إلى لبس ٍ وضلال ؟
هربوا من طاعة الله رغم البينات وذاق موسى الأمرين على أيديهم حتى إذا رحل عنهم اتخذوا إلها أخراً وقالوا أن عزيرًا ًابن الله.حتى إذا هلك عزير عبدوا(( بص)) ثم (( عشتروت)) وأطلقوا عليه ( الفادي والمخلص والوسيط) أسوةً بغيرهم من الأمم الأخرى. ولم يكن يحفظ ويدون كلام الله تعالى المنزل على موسى عليه السلام كالأمم الأخرى . ولم يكن يحفظ ويدون كلام الله تعالى المنزل على موسى عليه السلام (التوراة) فور نزولها كما كان يحدث عند نزول القرآن الكريم وإنما دفعها لأبناء هارون عليهما السلام حيث حفظ كل واحد منهــــم فصلا من فصولهـا ولم يبثها في بني إسرائيل خوفا ًمن اختلافهم من بعده ولعدم ثقته في أمانة اليهود. وكان بنو هــارون القضاة والحكام لأن الأمانة وخدمة القرابين لهم . وقد قتلهم بختنصر على دم واحد وحرق هيكلهم وبذلك ماتَ حفظة التوراة وما يحفظون.بعدها بدأت عملية تجميع من أشتات ذات أهواء , فجاءت على الصورة التي رأيناها من الخلط والتحريف والتجريح والافتراء على الله ورسله , لقد اسـتغرقت في التوراة وما حولها فما وجدتها إلا بحر لجي يغشاه موج من فوقه سحاب , ظلمات بعضها فوف بعض.ولكن تأملي في إعجاز الله أزال عني كل أدهشه , فلله في هذا المجال إعجاز سابق فحين ما أحس فرعون أن نبياً سيأتي من عند الله ليقوض ملكه أراد أن يتحدى إرادة الله فأمر بقتل كل صبي يولد , وقد كان موسى النبي الذي سيأتي من عند الله ليقوض ملكه يعـيش في كنفـه , تحت سقف واحد معه , يا لله وإعجازه أفلا تبصرون ؟ ورغم وضـوح التحــريف في التوارة فان الكنيسة تدافع عنها وتزعم استحالة تحريفها .

تحريف الإنجيل :
إن المسلمين كما يؤمنون بالله وملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر يؤمنون بموسى ورسالته وكتابه(التوراة) وقد تحدثنا عنها.وكذلك يؤمنون بعيسى عليه السلام أنه رسول الله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه ونؤمن بكتابه المنزل عليه وهو الإنجيل ولكن أين هو الإنجيل الذي أنزله الله على عيسى عليه السلام ؟
هل هو إنجيل يوحنا أو إنجيل لوقا أو إنجيل مرقس أو إنجيـل متى أو إنجيــل برنابا أو إنجيل عيسى أو إنجيل مريم أو إنجيل العذراء أو هو واحد مـــن عدة أناجيل تزيد على المائة إنجيل ؟ لقد أنزل الله تعالى إنجيل واحد فأين هو ؟ ولماذا تعددت الأنـاجيـــل أو الكتـــب التــي تحوي كيف شبــه لهــم صلب المسيح عليه السلام , أطلق عليها كلمة (إنجيل) حتى بلغت من الكثرة ما بلغت؟ لقد اتخذ المجمع الكنسي قراراً لتحريم مجرد قراءة كل الأناجيل أو الاعتقاد بها وعلى رأسها أو في مقدمتها انجيل برنابا , مع أن بر نابا معروف عنه الدقة والتقوى والصلاح , واعتمد المجمع أربعة أناجيل( يوحنا, لوقا , مرقس , متى )
على أي أساس اعتمدت هذه الأناجيل وهل حــرمت إنجيل برنابا الرسول لأنه ذكر اسم سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم صراحة وكان اعترافه برسالة محمد واضحا وجليا وفيه إحاطة بكثير من شؤون الرسالة المحمـدية من صلاة وصيام وحج الخ .
وهذا يتنافى مع ما رسخ فيهم من وثنية ورثوها وتوطدت علاقتهم وانغماسهم بها؟
وهل كان إنكارهم لبقية الأناجيل أن الأناجيل أربع المذكورات صادفت هــوى الملوك الذين دخلوا المسيحية فامـــــتزجت الوثنيـة بالمـسيحية . وبذلك أصبحت المسيحية الأصيلة تجمع أخلاط من الديانتين.ومن الواضح للقارئ والباحث أن الأناجيل الحالية مجرد مؤلفات بشرية يتناقض بعضها مع بعض تناقضاً خطيراً فلا توافق بينها في شرح موضوع أو وصف حادثة أو إيضاح حقيـقة فـلا تلتقي فـي الألفاظ ولا المعاني ولا المعطيات لأننا وجدنا فيها ما يبلبل الأفكار ويحير العقـول ,
وجدنا فيها الشيء و نقيضه. ويكفـينا مثلاُ ذلك الخبط بين التثليث والتوحيد إذ نجـد في البداية 3 ألهه (الأب والابن وروح القدس ) ثـم يقولـــون إلها واحــــــد .
تزييف البشر للأناجيل :
لقد أدعى اليهود قتل نبيه الله عيسى عليـــه السلام علـــى أيديهم لمآرب مختلفة , ولكن لم يسمح الله بذلك وقد أكد ذلك الله تعالى في القرآن الكريم الذي أنزل على سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فبين زيف ادعاء اليهود الذين أداروا خطوات هذه العملية, فروايات الأناجيل تختلف مع بعضها بالصلب الذي يدعون فإنجيل متى يعطي صورة لعملية الصلب تختلف , فالإصحاح سبع وعشرون ( العدد من 28 ) يقول : فـعــروه وألبسوه رداء قرمزياً وضفروا إكليل من شوك ووضعوه على رأسه , وقصبـة في يمينه وكانوا يجثون قدامه ويستهزئون قائلين , السلام عليك يا ملك اليهود. وبصقوا عليه وأخذوا القصبة وضربوه على رأسه , وبعدما استهزئوا به , نزعوا عنه الرداء والبسوه ثيابه ومضوا به للصلب , وفي الموضع المسمى الجمجمى أعطوه خل ممزوج بمرارة ليشرب , ولما ذاق لم يروا أن يشرب هذا بعد أن قال: ..... وفيما هم خارجون وجدوا إنسان قيراوانين أسمه سمعان فسخروه ليحمل صليبه ونحو الساعة التاسعة صرخ يسوع بصوت عظيم قائل: أيلى أيلى لما شبقتني ومعناها يا إلاهي يا إلاهي لما تركتني وصرخ يســـــوع بصــــوت عظيـــــم وأسلم الروح .
ويقول انجيل الصحاح التاسع عشر(فحين إذٍ أخذ بيلاطس يسوع وجلده وضفر شعره وضفر العسكر له إكليلا من شوك ووضعوه على رأسه وألبسوه ثوب أرجوان . وكانوا يقولون : السلام عليك يا ملك اليهود وكانوا يلطمونه فأخذوا يسوع ومضوا به وخرج وهو حامل صليبا إلى الموضع المسمى الجمجمى بعد هذه رأى يسوع أن كل شيء قد كمل عدد 28\ فلكي يتم هذا الكتاب قال: أنا عطشان : وكان إناء موضوعاً مملوء خل فملأوا إسفنجة من الخل ووضعوها على زوفا وقدموها إلى فمه فلما أخذ يسوع الخل , قال: قد أكمل ونكس رأسه وسلم الروح ). إذا كان كما يزعم الأخوة المسيحيون مرة أخرى أنه صلب فأين جلال النبوة وعظمة الرسـل وبطولة الأنبياء وشجاعـة من يستمدون قوتهم من قوة الله وفصاحتهم من وحي الله ؟ في هذا المنظر الساخر كيف يترك رسوله وحبيبه بين يدي الكفار والفجار ولو كانــــوا يملكــون جيــوش العالم وأجمعوا خيلهم ورجلهم ليطفئوا هذا النــور الإلهي وهذا الرسول ابن مريم التي طهرها الله تعالى واصطفاها على نـساء العالميــن إن الله جل وعلا قـادر على أن يخـسف الأرض ويسـقط السماء عليها في طرفـــة عين .إن الله ليغضب ويتحـدى أن يمس كافر من هذا الرسـول الكريم الذي رفعه لعنـده وقد شبـــه لهم صلبــــه .
المسيح في القرآن الكريم

( ـسورة النساء الآيه 171)
ويشير لذلك ما يلي من الآيات القرآنية الكريمة
(الآيه 16 ـ سورةالمائدة) , (سورة المائدة الآيه68 ـ) , (سوره المائدة الآيه 77ـ),( سورة العنكبوت الآيه47 ـ),( سورة الأحقاف الآيه10 ـ),( ـسورة آلعمران الآيه64), (سورةالنساء الآيه157 و 158 ) , (سورة المائدة الآيه116و117 ـ)

من كتابنا على المحجة البيضاء
خليل الخطاطبه

[أبو حسن]

الأخ الخطاطبة
تحياتي
دخلت الموضوع متوقعاً أن أجد الجواب على السؤال: أين الإنجيل الحقيقي؟ فلم أجد.
وبالمناسبة أقول لك شيئاً: نحن نؤمن بالنص أن المسيح عليه السلام لم يصلب. ولا يستقيم في المنطق أن نحاجج كما فعلت أنت المحاججة التالية:
"إذا كان كما يزعم الأخوة المسيحيون مرة أخرى أنه صلب فأين جلال النبوة وعظمة الرسـل وبطولة الأنبياء وشجاعـة من يستمدون قوتهم من قوة الله وفصاحتهم من وحي الله ؟ في هذا المنظر الساخر كيف يترك رسوله وحبيبه بين يدي الكفار والفجار ولو كانــــوا يملكــون جيــوش العالم وأجمعوا خيلهم ورجلهم ليطفئوا هذا النــور الإلهي وهذا الرسول ابن مريم التي طهرها الله تعالى واصطفاها على نـساء العالميــن إن الله جل وعلا قـادر على أن يخـسف الأرض ويسـقط السماء عليها في طرفـــة عين .إن الله ليغضب ويتحـدى أن يمس كافر من هذا الرسـول الكريم الذي رفعه لعنـده وقد شبـــه لهم صلبــــه ."

وجه الاعتراض هنا أن الأنبياء يتعرضون للابتلاء وللإيذاء من أهون خلق الله على الله ولا يخفى عليك ما تعرض له خاتم الأنبياء عليه الصلاة والسلام من أدنى خلق الله عليه حتى وضعوا على رأسه الشريف بقايا بعير فأزالته فاطمة رضي الله عنها وإيذاء النبي عليه السلام معروف وقد حدثنا عن قتل بني إسرائيل للرسل فلا وجه للإنكار من هذه الجهة بالذات.والله أعلم.