مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 17-03-2002, 01:12 PM
ميثلوني في الشتات ميثلوني في الشتات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 2,111
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميثلوني في الشتات
إفتراضي التيار الجهادي ........ سبب الأزمة أم مفتاح الحل

التيار الجهادي ........ سبب الأزمة أم مفتاح الحل
التيار الجهادي ........ سبب الأزمة أم مفتاح الحل
التيار الجهادي ........ سبب الأزمة أم مفتاح الحل
عن الأخ شهيد الكلمة في المنتدى الفلسطيني والرابط
http://www.palheart.com/montada/sho...=&threadid=5009
================================

التيار الجهادي .. سبب الأزمة ، أم مفتاح الحل ؟!
التيار الجهادي .. سبب الأزمة أم مفتاح الحل

د.باسم خفاجي
articles@khafagi.com

بعد أن انقضت شهور على الحملة الإعلامية والعسكرية الأمريكية ضد أسامة بن لادن وتنظيم القاعدة، وأفغانستان، وكل ما يمت للعمل الجهادي بصلة، يحق لنا أن نتوقف كأمة مسلمة، ونسأل أنفسنا سؤالاً صريحاً: هل نملك اليوم أن نقيم أداء كل من أسامة بن لادن وأسلوب عمل التيار الجهادي؟ وهل يمكن أن يكون هذا التقييم منطقياً بعيداً عن الغلو في محبة الأشخاص، وبعيداً أيضاً عن الانسياق في مسلسل كراهية هذا التيار الذي تدفعه أمريكا ومؤسساتها الفكرية والسياسية والإعلامية بقوة وتركيز طوال المدة الماضية.


كيف يفكر أسامة؟

سألني صديق منذ أيام هذا السؤال، وبدأ صديقي تطوعاً بالإجابة قائلاً، لابد أن أسامة لم يفكر في رد الفعل الأمريكي وقسوته، ولابد أنه يشعر بفداحة الهزيمة. ورددت عليه بسؤال: هل هذا بالضرورة هو رد فعل إسامة؟

إن من يتبنى ضمناً أو تصريحاً فكرة الصدام العسكري مع أمريكا لابد أن يسقط من حسابه مرحلياً تكلفة هذا العمل سواء على الجانب الشخصي أو ما يتعلق بالأمة، لأنه لو قام بحسابها لما تحرك للأمام خطوة واحدة. ولذلك فالأقرب إلى الواقع أن أسامة ومن حوله قد تغاضوا عن حساب تكلفة النصر أو الهزيمة في المرحلة الحالية، سواء على مستوى الخسارة الشخصية أو حتى خسارة الأمة. وقد يبدو ذلك قاسياً، ولكنها الطريقة الوحيدة على الأغلب للانتقال من العمل ضمن إطار الممكن إلى السعي إلى تحقيق ما يظنه الناس مستحيلاً من مواجهة أمريكا عسكرياً. وقد لا يعطي ذلك مبرراً شرعياً كافياً للبعض، ولكن النتائج المتوقعة تقدم اعتذاراً واقعياً للطرف الآخر.

إن أكثر من يشاركون في تغيير دفة التاريخ، وإعادة صياغة واقع العالم هم ممن يتميزون بالاستعلاء عن الممكن، والتطلع إلى ما اجتمع الناس على صعوبته أو استحالته واقعاً وعاطفة. ومنذ أعوام أعلن أسامة عن تكوين جبهة لمحاربة اليهود والنصارى، واستهزأ المسلمون قبل أمريكا بهذه الجبهة، واعتقد الجميع أن الفكرة غير منطقية وغير معقولة، إضافة إلى التحفظ حول شرعية العمل إبتداء.

وحتى أمريكا لم تلق بالاً لهذه الجبهة، ولا لهذا الشاب الذي ترك خلفه فنون الممكن، لينطلق إلى الآفاق الأرحب من السعي لتنفيذ المستحيل. واليوم –بعد عدة أعوام- نجح التيار الجهادي أن يجر أمريكا والعالم إلى مشروع صدام عسكري لم يخطط له الغرب، ولم تستعد له الأمة، ولكن أسامة لم يهتم بخطط أمريكا، ولا أظن أنه قد اكترث أيضاً لتحليل رداءة واقع الأمة، وكذلك حال التيار الجهادي في فلسطين.

والمشكلة لدينا اليوم أننا لا نزال ننطلق من مسلماتنا نحن لنحكم على أفعال غيرنا على اعتبار أن تلك المسلمات هي بالضرورة مقبولة لدى الطرف الذي نحاكمه، أو نحاول أن نفعل ذلك. فنحن نظن أن أسامة والتيار الجهادي لابد أنه قد فكر في العواقب الوخيمة لضرب أمريكا في مواطن كرامتها، ولكنه لم يفعل، ولم يحتج إلى ذلك، والشواهد كثيرة. وبقينا نحن على احتقارنا لمن يفكر خارج إطار الممكن.


إشكاليات إسلامية

لقد أصبحت مشكلة الإسلاميين وغيرهم بعد أحداث سبتمبر أن هذه الأحداث لا يمكن أن تكون من تدبير الإسلاميين، فهم أقل من أن يقوموا بذلك، وليس لديهم العقل القادر على تخطيط هذا العمل المعقد والعجيب في بساطة تنفيذه، وضخامة الأثر الذي خلفه. ومرة أخرى وقعت الأمة في سوء تقدير قدرات التيار الجهادي الذي تخلى عن الممكن وتحرك نحو المستحيل. وبقينا حتى اليوم نجادل في إمكانية قيام أسامة بالتخطيط لمثل هذه العملية، وانشغل الباقون ببحث شرعية العمل بعد حدوثه، وكأن بإمكانهم إعادة عقارب الزمن ليوقفوا العمل أو يباركوه. واستمرأ بعض المحسوبين على الأمة فكرة احتقار قدرات الإسلاميين، لأنهم لا يتخيلون إمكانية الجمع بين التمسك بالإسلام والتميز في التخطيط والتنفيذ، ولأن أغلبنا قد قبل بفكرة عدم إمكانية الجمع بين الإسلام وبين التقدم، حتى ولو كان في عمل يصفه البعض بالإرهابي، والبعض الآخر بالجهادي.

وبعد أشهر من أحداث سبتمبر، والرد الأمريكي العنيف عليها، لم تنجح أمريكا في القبض على أسامة أو من حول أسامة، ولم تنجح في القضاء على القاعدة، ولم تنجح كذلك إعلامياً في استمالة العالم نحو هيمنتها، وفقدت الرصيد العاطفي الذي وجد العالم نفسه مضطراً إلى تقديمه تعاطفاً مع مقتل المدنيين في نيويورك وواشنطن. أما بعد أن اقتص القصف الأمريكي من شعب أفغانستان، أمة وحكومة، فقد استنفذت أمريكا وبأقصى سرعة هذا المخزون العاطفي، ليظهر خلفه امتعاض العالم أجمع من الفتوة الأمريكي الذي لا يعرف متى يتوقف عن استعراض قواه، ولا يهتز عندما يضع تحت قدمه الاستعمارية كل الحقوق المدنية التي أرهق العالم بالتغني بها. ولا شك أن الفضل سيسجل تاريخياً للتيار الجهادي في أن كشف للعالم بالدليل الدامغ حقيقة المشاعر السياسية والفكرية الأمريكية تجاه الشارع المسلم، والدين الإسلامي. فمن ناحية نجح أسامة في استدراج أمريكا إلى الصدام الذي كان يريده هو، وفشلت أمريكا في تنفيذ ما وضعته هي من شروط النصر على أسامة.

وكل ذلك والحرب لا تزال في جولتها الأولى لمن خطط لها، وما تتكبده أمريكا من خسارة اقتصادية تصل بشهادتهم إلى أكثر من ألف مليون دولار شهرياً ستلتهم كل أحلام الرخاء الاقتصادي التي حلم بها المواطن الأمريكي ذات يوم. وستثبت الكارثة الاقتصادية القادمة مرة أخرى أن رؤية أسامة الاقتصادية التي بدت لأول وهلة ساذجة ومغرقة في البساطة، قد تتفوق على تحليلات المثقفين والمفكرين وفرق التدخل السريع من المنافقين وأتباع السلاطين.

لقد سخر المثقفون من التيار الجهادي عندما تحدث أسامة عن ضرب الاقتصاد الأمريكي في مواطن قوته، وأن الآلة العسكرية تندفع بتمويل القوة الاقتصادية، وكانت السخرية في غير محلها. ولذلك فإن الفزع الأمريكي لاستعادة النهضة الاقتصادية له من المبررات الأمنية والعسكرية نصيباً قد يفوق المبررات السياسية والاجتماعية. ونعود هنا لنسأل هل نحن حقاً نقدر كيف يفكر التيار الجهادي، أم أننا نجد صعوبة في أن ننصف من نحب، أو نكره إن كان إسلامياً.


مع فكر الجماعات الإسلامية

عندما نتأمل واقع العمل الإسلامي في الأعوام الأخيرة نجد انقساما جديداً داخل الصف الإسلامي حول العمل والفكر ودور كل منهما في تحريك واقع الأمة. فالتيارات الجهادية قد أخذت على عاتقها سرعة الفعل، والعقلية التصادمية في التعامل مع الخصم، والبعد عن الإغراق في تحليل تداعيات الفعل. ولعل من يتابع ما نسب إلى أسامة بن لادن من أعمال خلال الأعوام الماضية يجد أنها تجمع هذه الخصائص، وكذلك الحال مع حماس والجهاد الإسلامي في فلسطين، وغيرهم من الفصائل الجهادية داخل الصف الإسلامي. ويتهم أصحاب هذا الخط من قبل إخوانهم بالتسرع وسوء تقدير العواقب، وجر الأمة إلى صراعات غير محسوبة.

وعلى الناحية أخرى نجد تيارات العمل الحركي أو الجماعات الإسلامية، قد اتفقت ضمنا على القبول بقوة الخصم، والبعد عن مصادمته ما أمكن، والتسليم لعقدة الضحية، والتعامل مع الواقع بحذر شديد مبني على تقييم نتائج العمل قبل الشروع فيه. وفي ظل أجواء معادية للإسلام، أصبحت تبعات كثير من الأعمال الجادة أكبر من قدرات أبناء الأمة على تحملها، فتحولت الجماعات تدريجياً إلى أوعية راكدة تدار فيها نفس الأفكار التي تداولها شباب الصحوة طوال الخمسين عاماً الماضية، ووجدت الجماعات الإسلامية في ذلك ما يشغل أبناء هذه الحركات، ويضمن ولاءهم، ويستغرق فكرهم وجهدهم، ويبقى كل ذلك ضمن هامش الحركة الذي سمحت به الدول والأنظمة. وأصبحت عقلية الضحية وذهنية المؤامرة هما السمت العام لدعاة الجماعات الإسلامية وكثير من قيادييها، إلى أن فاجأهم أسامة.

ولذلك فنحن اليوم نواجه أعمالاً جهادية تفتقد إلى الترشيد اللازم، في مقابل جماعات تتبنى أفكارا ونظريات وخلافات فكرية ومعارك كلامية تفتقد إلى العمل اللازم لمواجهة خصم سريع النهوض من كبوته، وقادر على الجمع بين سرعة الفكر، وكفاءة الحركة. فهل المفكرون هم من سينجح من طرف الأمة في التصدي للمواجهة مع أمريكا، أم أن المستقبل لأصحاب سرعة العمل والرغبات التصادمية معها؟ ونعود مرة أخرى لنسأل هل الأسلوب الحركي الذي يتبعه أسامة ومعه التيار الجهادي أقرب إلى واقع الحياة اليوم أم أسلوب العمل التنظيمي الإسلامي؟

النموذج الغربي

إن عالم اليوم يقوم على مجموعة من العناصر المكونة للديناميكية الغربية التي تحرك عجلة التقدم والتطور الحضاري. وهذه العناصر هي سرعة الفعل، والبعد عن الهرمية في اتخاذ القرار، والتركيز على الهدف والتقليل من قيمة الشخص مقابل الفكرة، وتبسيط الرسالة الإعلامية الموجهة للرأي العام، وكفاءة الاستفادة من التجارب الفاشلة. وإذا قيمنا أداء الجماعات الإسلامية في مقابل التيارات الجهادية ، لوجدنا أن تلك التيارات الجهادية أقرب إلى روح هذا العصر، وأكثر قدرة على التعامل مع أساليبه من الجماعات الإسلامية العريقة.

ولننظر إلى ما نسب إلى التيار الجهادي مؤخراً من عمليات، فلعلنا نجد فيها مفارقات غريبة. فمن الواضح أن أسامة بن لادن قد نجح في الاستفادة من الفكر الغربي الذي يبحث دائماً عن تبسيط الحلول للمشكلات المعقدة، ووضح ذلك في جميع العمليات التي نسبت إليه طوال الأعوام الماضية. فقد جمعت هذه العمليات بين سرعة الأداء ودقته، وبين البعد عن الهرمية في اتخاذ القرارات التنفيذية، وتم في كل هذه الأعمال التركيز على نفس الفكرة والهدف دون إبراز الأشخاص، وكانت الرسالة الإعلامية التي وجهها أسامة إلى الأمة أبلغ بمراحل من الرسالة الإعلامية الأمريكية المواجهة، وحتى من الضغط المستمر من الإعلام الحكومي العربي الموجه من قبل أمريكا، والذي تنفق على آلياته مئات الملايين من الدولارات.

أما الجماعات الإسلامية، فقد عجزت عن أن تتخذ قرارات مناسبة بسرعة كافية، وبقيت متعثرة ضمن الهياكل الهرمية لاتخاذ القرار، وسعت كل جماعة إلى إبراز قادتها ليحظوا بالاهتمام الإعلامي لمشاركاتهم، وبقيت الرسالة الإعلامية متكلفة ونمطية ولا تتعامل مع الواقع تعاملاً حيوياً. ولعله من المؤسف أن نقول أن ساكني كهوف تورا بورا كانوا أكثر قدرة على تطويع آليات التعامل الفكري والإعلامي الأمريكي من قيادات الأعمال الإسلامية ذات التاريخ الحركي والرصيد الشعبي.

الخروج من التيه

وهنا سؤال هام: هل يملك التيار الجهادي مقومات الاستمرار، وهل تملك الجماعات إمكانية استعادة زمام الحركة الإسلامية حتى لا تنزلق الأمة في هاوية الغلو، أو مأزق التميع وفقدان الهوية؟ إن الأمة اليوم أشبه بمن فروا مع نبي الله موسى من عذاب فرعون، فأنجاهم الله إلى سيناء، ولكنهم عجزوا أن يتحولوا من جيل هزيمة إلى جيل نصر، فرفضوا أن يدخلوا الأرض المقدسة بحجة أن فيها قوماً جبارين. لقد تغلب لديهم وهم النجاة في الواقع على عزيمة تحقيق الممكن والمطلوب. وألف بنو إسرائيل آنذاك أن يكونوا ضحية لكل فرعون، فحتى عندما أنجاهم الله لم يمتلكوا إرادة الرغبة في النصر، وسيطرت عليهم الرغبة في النجاة.

واليوم يغلب على أبناء الأمة الرغبة في النجاة على السعي إلى النصر، أو تحمل تبعاته. فنحن قد ننصر الدعوة بالكلام ولكن ليس بالفعل، وكأننا اليوم نقول "اذهب أنت وربك فقاتلا ..". ولذلك لابد أن يحكم على الأمة بالتيه في صحراء الحضارة الغربية المقفرة حتى يخرج جيل جديد لا يعاني من عقدة الضحية، ويرى النصر ممكنا، وعندها فقط يمكن أن تتحرك الأمة نحو فجر جديد من الحضارة الإسلامية التي يحتاج إليها العالم أجمع.

أما اليوم فسيشهد العالم الإسلامي مرحلة قاسية من التيه وفقدان الهوية وتزعزع المسلمات، ولكن ستبقى دائماً طائفة من الأمة ظاهرة على الحق، ولن يضرها من يخذلها. وقد لا يتمكن التيار الجهادي برموزه القيادية والفكرية من تحقيق أهدافه، ولكنه سينجح بالتأكيد في إعلان المواجهة مع أمريكا، وسينجر الغرب إلى ذلك، ومن يتابع خطابات الرئيس الأمريكي الأخيرة سيلمح فيها الكثير من الشواهد على ذلك. وقد لا تنجح الجماعات الإسلامية في سرعة تطوير كوادرها القيادية لتتلائم مع متطلبات العصر، ولكنها ستنجح في الحفاظ على هوية الأمة، وستقوم بقوتها الشعبية وتكاتف الأمة حوله بتحجيم بعض مظاهر الغلو وتداعياته في التيار الجهادي. وسيخرج من نتاج هذا التمازج صورة جديدة للعمل الإسلامي تتخلى عن مفهوم الجماعة الإسلامية الحركية، وتتبنى نموذجاً متطوراً من العمل التنظيمي القادر على التفاعل مع الواقع ومواجهته إن لزم الأمر فكريا وسياسياً وغير ذلك أيضا.


هل يمكن تجنب الصدام؟

إن واقع العالم يقطع بأن تجنب المواجهة والصدام مع أمريكا قد لا يكون خياراً ممكناً، رغم وجاهته فكرياً للبعض. فأمريكا لا ترغب في ذلك، ولا ترى أننا أهل للحوار معها. فهذه الأمة في نظر أمريكا سياسياً وفكرياً، ليست إلا محطة بنزين كبيرة، ومخزن للخيرات، يقوم عليهما قطيع من الهمج، تسيطر عليهم أفكار أصولية لا تمت لعالم اليوم بصلة، وهذا القطيع – في نظر أمريكا- شعوباً وقيادات وحكام أقل من أن يحاور لانعدام الفائدة، وضخامة الفارق، ولقطع الطريق على أي محاولة للتخلص من مشروع الهيمنة.

ولذلك فإن مطالبتنا اليوم للغرب بالحوار الحضاري لن تجد صدى لأننا – في نظر أمريكا – لا نسمو كأمة إلى استحقاق ذلك. ولذلك فلا بديل عن المواجهة الفكرية والسياسية والحضارية مع أمريكا لإقناعها بجدوى الحوار قبل أن نطالبها به. وقد تسعى فئات الأمة –بعد الخروج من التيه- إلى تصعيد المواجهة في المجالات الفكرية والحضارية والسياسية، وقد يصل الأمر إلى درجة الصدام بدلاً من الحوار، ولكن يبدو أن الجميع سيسعى إلى تجنب الصدام العسكري فيما عدا التيارات الجهادية.

ولن يخشى التيار الجهادي من مواجهة أمريكا عسكريا رغم ضعفه النسبي – ورغم تحفظات البعض على شرعية هذه الأفعال أو جدواها. ولكن التجارب السابقة علمت الجميع أن التيار الجهادي لا يتوقف كثيراً عند حسابات المكسب والخسارة، وقد يكون ذلك من عناصر قوته في نظر محبيه، ومن أهم أسباب انتقاده الحاد من قبل من يخالفونه. ولكن الفائدة المتوقعة في كل الأحوال أن يساهم هذا التيار بعملياته في أن يجبر أمريكا على إعادة تقييم نظرة الاستحقار التي تعامل بها هذه الأمة.

وستبقى المواجهة – سواء فكريا أو حضاريا أو حتى عسكريا - هي الخيار الوحيد المتاح للأجيال القادمة ليس لأن هذه الأجيال ستختار بالضرورة هذا الخيار، ولكن لأنها ستجبر على المضي قدماً فيه من قبل أمريكا التي اختارت المواجهة، ومن قبل التيار الجهادي الذي لا يرى بأساً في جر الأمة إلي نفس الخيار أيضاً راضية أم مكرهة. ولا شك –في كل الأحوال – أننا سنحتاج إلى المواجهة قبل أن نستطيع أن نجلس على موائد الحوار الحضاري. فنحن في حاجة إلى أن نقنع العالم أولاً باستحقاقنا للجلوس على هذه الموائد في عالم لا يقبل غير منطق القوة، ولا يحترم الضعفاء، ولا يقر إلا بمنطق الذئاب.

وسيفرز المستقبل جيلاً جديداً من الإسلاميين ممن يمكن أن نطلق عليهم "إسلاميو ما بعد التيه" ممن سيحملون على أكتافهم هموم الأمة في مرحلة ما بعد التيه، وستخرج إلى العالم حضارة إسلامية تجمع القوة في حمل الأمانة، والمعاصرة في الآليات والوسائل، والأصالة في الغايات والمقاصد، وستشرق شمس الإسلام من جديد على سماء العالم شرقه وغربه، وستتوقف مآذننا عن البكاء على أمتنا، وستنطلق من مناراتها أشعة الحضارة لتنير للعالم الطريق نحو النجاح في الدنيا والنجاة في الآخرة.

قد يختلف عندئذ المؤرخون فيما قام به التيار الجهادي – وحق لهم، ولكنهم سيتفقون بالتأكيد أنه قد حرك المياه الراكدة في بحيرات الفكر الإسلامي المعاصر، وأنه قد نجح في تحويلها إلى أعاصير بشرية عصفت بكل المسلمات التي سادت مطلع القرن الحادي والعشرين. ولن يختلفوا في إجابة سؤال: هل تعرفون أسامة؟




===============================
تعليق الميثلوني على المقال

المقال عبارة عن تحليل رائع وضع النقاط على الحروف وأوضح حقيقة ما يجري بشفافية نادرة
هو ما نفكر فيه ولكن الكاتب صاغه بأسلوبه الرائع فخرج الموضوع من النوع السهل الممتنع
دليلا على بعد نظر وسعة أفق وتجرد من الأهواء في التحليل ووصف دقيق لواقع الأمر
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه
  #2  
قديم 20-03-2002, 06:46 AM
ميثلوني في الشتات ميثلوني في الشتات غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: May 2001
المشاركات: 2,111
إرسال رسالة عبر  AIM إلى ميثلوني في الشتات
إفتراضي

من الأولى بالقراءة والتعليق يا رواد الخيمة السياسية هذا الموضوع أم مواضيع الشتم والمهاترات
__________________
الشعب الذي يرفض دفع ضريبة عزه من دماء خيرة أبنائه يدفع أضعاف أضعافها ضريبة لذله من دماء كل أبنائه
  #3  
قديم 20-03-2002, 09:54 PM
عجيب الغريب عجيب الغريب غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Oct 2000
المشاركات: 1,384
إفتراضي

أخ ميثلوني ...

شكرا لك على هذا الموضوع الشيق ...

واريد ان اقول لك شيئا ...

ليس من الحكمة بمكان ... ان يترك عضو بدون رقيب .. وهو معروف ... وقد ملأ الصفحة الأولى والثانية شتائم لشخصك والمراقبين ومسبات لا يمكن قراءتها ....

لا توجد حكمة في ذلك ... والحذف أمر لا بد منه ... لأن ديننا الحنيف ينهى عن ذلك ....

راجع نفسك أخي .... ولا يسمى هذا انتقام لشخصك الكريم ... لا لا ..

للأسف الشديد ان يصل بنا الحال لهذه الصورة والأقصى ما زال في حوزة يهود ؟؟

تركنا أعظم الأمور وتمسكنا بالقشور ... وهذا حال بعضنا ان لم يكن معظمنا ...
__________________
<p aligin="center"><embed width="590" height="300" src="http://www.geocities.com/gareeb77/AJEEB7.swf" type="application/x-shockwave-flash"></p>

مع الشكر الجزيل للأخ qwqwasd

 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م