مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الثقافي > خيمة الثقافة والأدب > دواوين الشعر
اسم المستخدم
كلمة المرور

المشاركة في الموضوع
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #11  
قديم 06-09-2006, 06:25 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

استرضاء كعب الأنصار بمدحه إياهم

قال ابن إسحاق : وقال عاصم بن عمر بن قتادة : فلما قال كعب " إذا عرد السود التنابيل " ، وإنما يريدنا معشر الأنصار ، لما كان صاحبنا صنع به ما صنع وخص المهاجرين من قريش من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بمدحته غضبت عليه الأنصار ; فقال بعد أن أسلم يمدح الأنصار ، ويذكر بلاءهم مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وموضعهم من اليمن

من سره كرم الحياة فلا يزل

في مقنب من صالحي الأنصار

ورقوا المكارم كابرا عن كابر

إن الخيار هم بنو الأخيار

المكرهين السمهري بأذرع

كسوالف الهندي غير قصار

والناظرين بأعين محمرة

كالجمر غير كليلة الأبصار

والبائعين نفوسهم لنبيهم

للموت يوم تعانق وكرار

والقائدين الناس على أديانهم

بالمشرفي وبالقنا الخطار

يتطهرون يرونه نسكا لهم

بدماء من علقوا من الكفار

دربوا كما دربت ببطن خفية

غلب الرقاب من الأسود ضواري

وإذا حللت ليمنعوك إليهم

أصبحت عند معاقل الأعفار

ضربوا عليا يوم بدر ضربة

دانت لوقعتها جميع نزار

لو يعلم الأقوام علمي كله

فيهم لصدقني الذين أماري

قوم إذا خوت النجوم فإنهم

للطارقين النازلين مقاري

في الغر من غسان من جرثومة

أغيت محافرها على المنقار


قال ابن هشام : ويقال إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له حين أنشده " بانت سعاد فقلبي اليوم متبول " : لولا ذكرت الأنصار بخير ، فإنهم لذلك أهل فقال كعب هذه الأبيات وهي في قصيدة له .

قال ابن هشام : وذكر لي عن علي بن زيد بن جدعان أنه قال أنشد كعب بن زهير رسول الله صلى الله عليه وسلم في المسجد

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول



--------------------------------------------------------------------------------

وقوله إذا عرد السود التنابيل جمع تنبال وهو القصير وقوله عرد أي هرب . قال الشاعر

يعرد عنه صحبه وصديقه

وينبش عنه كلبه وهو ضاربه


علة السواد في أهل اليمن وشرح بيت لحسان

وجعلهم سودا لما خالط أهل اليمن من السودان عند غلبة الحبشة على بلادهم ولذلك قال حسان في آل جفنة

أولاد جفنة حول قبر أبيهم

بيض الوجوه من الطراز الأول


يعني بقوله من الطراز الأول أن آل جفنة كانوا من اليمن ، ثم استوطنوا الشام بعد سيل العرم ، فلم يخالطهم السودان كما خالطوا من كان من اليمن ، من الطراز الأول الذي كانوا عليه في ألوانهم وأخلاقهم .

وقوله حول قبر أبيهم أي إنهم لعزهم لم يجلوا عن منازلهم قط ، ولا فارقوا قبر أبيهم .

مدح آخر لكعب

ومما أجاد فيه كعب بن زهير قوله يمدح النبي صلى الله عليه وسلم

تخدي به الناقة الأدماء معتجرا

بالبرد كالبدر جلى ليلة الظلم

ففي عطافيه أو أثناء بردته

ما يعلم الله من دين ومن كرم
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #12  
قديم 06-09-2006, 06:26 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

أمر كعب بن زهير بعد الانصراف عن الطائف

ولما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم من منصرفه عن الطائف كتب بجير بن زهير بن أبي سلمى إلى أخيه كعب بن زهير يخبره أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قتل رجالا بمكة ممن كان يهجوه ويؤذيه وأن من بقي من شعراء قريش ، ابن الزبعرى وهبيرة بن أبي وهب ، قد هربوا في كل وجه فإن كانت لك في نفسك حاجة فطر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فإنه لا يقتل أحدا جاءه تائبا ، وإن أنت لم تفعل فانج إلى نجائك من الأرض وكان كعب بن زهير قد قال

ألا أبلغا عني بجيرا رسالة

فهل لك فيما قلت ويحك هل لكا ؟

فبين لنا إن كنت لست بفاعل

على أي شيء غير ذلك دلكا

على خلق لم ألف يوما أباله

عليه وما تلفي عليه أبا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف

ولا قائل إما عثرت لعا لكا

سقاك بها المأمون كأسا روية

فأنهلك المأمون منها وعلكا


قال ابن هشام : ويروى " المأمور " . وقوله " فبين لنا " عن غير ابن إسحاق .

وأنشدني بعض أهل العلم بالشعر وحديثه

من مبلغ عني بجيرا رسالة

فهل لك فيما قلت بالخيف هل لكا

شربت مع المأمون كأسا روية

فأنهلك المأمون منها وعلكا

وخالفت أسباب الهدى واتبعته

على أي شيء ويب غيرك دلكا

على خلق لم تلف أما ولا أبا

عليه ولم تدرك عليه أخا لكا

فإن أنت لم تفعل فلست بآسف

ولا قائل إما عثرت لعا لكا


قال وبعث بها إلى بجير فلما أتت بجيرا كره أن يكتمها رسول الله صلى الله عليه وسلم فأنشده إياها ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لما سمع سقاك بها المأمون صدق وإنه لكذوب أنا المأمون : ولما سمع " على خلق لم تلف أما ولا أبا عليه " قال أجل لم يلف عليه أباه ولا أمه ثم قال بجير لكعب

من مبلغ كعبا فهل لك في التي

تلوم عليها باطلا وهي أحزم

إلى الله ( لا العزى ولا اللات ) وحده

فتنجو إذا كان النجاء وتسلم

لدى يوم لا ينجو وليس بمفلت

من الناس إلا طاهر القلب مسلم

فدين زهير وهو لا شيء دينه

ودين أبي سلمى علي محرم


قال ابن إسحاق : وإنما يقول كعب " المأمون " ، ويقال " المأمور " في قول ابن هشام : لقول قريش الذي كانت تقوله لرسول الله صلى الله عليه وسلم .


--------------------------------------------------------------------------------

شعر بجير وكعب ابني زهير

فصل

وذكر قصة بجير بن زهير بن أبي سلمى ، واسم أبي سلمى : ربيعة بن رياح أحد بني مزينة .

وفي شعر كعب إلى أخيه بجير

سقاك به المأمون كأسا روية


ويروى : المحمود في غير رواية ابن إسحاق ، أراد بالمحمود محمدا - صلى الله عليه وسلم - وكذلك المأمون والأمين كانت قريش تسمي بهما النبي صلى الله عليه وسلم قبل النبوة .

وقوله لأخيه بجير

على خلق لم تلف أما ولا أبا

عليه ولم تدرك عليه أخا لكا


إنما قال ذلك لأن أمهما واحدة وهي كبشة بنت عمار السحيمية فيما ذكر ابن الأعرابي عن ابن الكلبي .

وقوله إما عثرت لعا لكا ، كلمة تقال للعاثر دعاء له بالإقالة قال الأعشى :

فالتعس أدنى لها

من أن يقال لعا لها


وأنشد أبو عبيد :

فلا لعا لبني فعلان إذ عثروا


وقول بجير

ودين زهير وهو لا شيء دينه


رواية مستقيمة وقد رواه القالي فقال وهو لا شيء غيره وفسره على التقديم والتأخير أراد ودين زهير غيره وهو لا شيء .

ورواية ابن إسحاق أبعد من الإشكال وأصح ، والله أعلم .

وكعب هذا من فحول الشعراء هو وأبوه زهير وكذلك ابنه عقبة بن كعب بن زهير يعرف عقبة بالمضرب وابن عقبة العوام شاعر أيضا ، وهو الذي يقول

ألا ليت شعري هل تغير بعدنا

ملاحة عيني أم عمرو وجيدها

وهل بليت أثوابها بعد جدة

ألا حبذ أخلاقها وجديدها


ومما يستحسن ويستجاد من قول كعب

لو كنت أعجب من شيء لأعجبني

سعي الفتى وهو مخبوء له القدر

يسعى الفتى لأمور ليس يدركها

فالنفس واحدة والهم منتشر

والمرء ما عاش ممدود له أمل

لا تنتهي العين حتى ينتهي الأثر


وقوله

إن كنت لا ترهب ذمي

لما تعرف من صفحي عن الجاهل

فاخش سكوتي إذ أنا منصت

فيك لمسموع خنا القائل

فالسامع الذم شريك له

ومطعم المأكول كالآكل

مقالة السوء إلى أهلها

أسرع من منحدر سائل

ومن دعا الناس إلى ذمه

ذموه بالحق وبالباطل
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #13  
قديم 06-09-2006, 06:28 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

بانت سعاد" في مدح الرسول صلوات الله وسلامه عليه /


بانت سعاد فقلبي اليوم متبولُ مُتيَّمٌ إثرها لم يفد مكبولُ

وما سعاد غداةَ البين إذ رحلوا إلا أغن غضيض الطرف مكحول

أرجو وآمل أن تدنو مودتها وما إخال لدينا منك تنويل

**

نُبئت أن رسول الله أوعدني والعفو عند رسول الله مأمول

لا تأخذني بأقوال الوشاة ولم أذنب ولو كثرت فيّ الأقاويل

إن الرسول لنور يُستضاء به مهند من سيوف الله مسلول

**

في عصبةٍ من قريش قال قائلهم ببطن مكة لما أسلموا زولوا

لا يقع الطعن إلا في نحورهم وما لهم عن حياض الموت تهليل

هذه بعض أبيات القصيدة العصماء التي أتى بها كعب بن زهير بن أبي سلمى رسول الله صلى الله عليه وسلم، مسلمًا وتائبًا عَمَّا كان منه من هجاء للمسلمين، وقد عرفت تلك القصيدة في تاريخ الأدب العربي بـ"البردة" لأن الرسول –عليه الصلاة والسلام- عندما سمعها استحسنها وخلع على كعبٍ بردته لتكون وسامًا لكعب على قصيدته التي أصبحت مَعلمًا، نحاول في عجالة استعراض أهميتها وأثرها:

1 - قصيدة "بانت سعاد" تكتسب أهميتها من ملابساتها التاريخية بما يفوق قيمتها الفنية التي لا نشكك فيها بالطبع، ولكنها تندرج في إطار القوالب العامة لقصائد الشعر الجاهلي؛ حيث حملت من أغراضه الغزل والنسيب والوصف والحماسة والمدح والاعتذار والحِكَم والأمثال، ومن ملامحه فخامة الألفاظ وقوة الجرس الموسيقي، وتسودها ملامح الحياة الصحراوية فترى فيها الرياح والرمال والجمال والسيوف. وهنا ملاحظة لطيفة وهي أن مؤرخي الشعر العربي يقولون: إن الشعر العباسي كان شعرًا نباتيًّا لما فيه من وصف الورود والخمائل والرياحين والبساتين، بينما الشعر الجاهلي كان حيوانيًّا؛ لما يكثر فيه من ذكر الخيول والجمال والظباء والكلاب..إلخ. ويكفي أن تعلم أن هذه القصيدة التي يبلغ عدد أبياتها ستين بيتًا كان نصيب الإبل منها عشرين بيتًا أي الثُلث، فإذا أضفنا ما ذكر فيها من حيوانات أخرى -كالفيل والأسد والظبي وغيرها- لكانت قصيدة "بانت سعاد" مصداقًا لهذه المقولة.. كما ننوه بأن هذه القصيدة على وزنٍ من أكثر الأوزان شيوعًا عند شعراء الجاهلية وصدر الإسلام وهو بحر البسيط ووزنه (مستفعلن فاعلن مستفعلن فاعلن) وقد نظم الشهابي هذا الوزن بقوله:"إذا بسطت يدي أدعو على فئةٍ .. لاموا عليك عسى تخلوا أماكنهم .. مستفعلن فاعلن مستفعلن فعلن .. فأصبحوا لا ترى إلا مساكنهم".

2 - قبل أن نتكلم عن تأثير القصيدة، نتكلم عن تأثرها. فإن "بانت سعاد" تمثل نمط القصيدة الجاهلية، كما أنها متأثرة أيضًا بصورة مباشرة بعدد من قصائد الشعراء السابقين والمعاصرين لكعب بن زهير فللأعشى قصيدة يقول مطلعها: بانت سعاد وأمسى حبلها رابا .. وأحدث النأي لي شوقًا وأوصابا. وللنابغة الذبياني قصيدة يقول فيها: بانت سعاد وأمسى حبلها انجذما.. واحتلت الشرع فالأجزاع من إضما. ولطفيل الغنوي لامية يصف فيها محبوبته "شماء" بصفاتٍ تتطابق مع صفات سعاد كعب حيث يقول:

هل حبل شماء قبل البين موصول .. أم ليس للصرم عن شماء معدول

إذ هي أحوى من الربعي حاجبه .. والعين بالإثمد الحاري مكحول

إن تمسِ قد سمعت قيل الوشاة بنا .. وكل ما نطق الواشون تضليل

فما تجود بموعود فتنجزه .. أم لا فيأسٌ وإعراض وتجميلُ

ولا نريد الاسترسال في هذا الميدان الذي تكثر فيه الشواهد؛ لأن التأثير المتبادل بين شعراء العصر الواحد ظاهرة محسوسة تمليها طبائع الأمور؛ حيث تتشابه البيئة وتشترك التجارب وتفرض الأوزان والقوافي صبغتها على الموضوعات.

3 - "بانت سعاد" تتفرد بين فرائد الشعر العربي بما أحدثته من تأثير على مر العصور. وظهر هذا التأثير في حرص عشرات الشعراء، إما على معارضة القصيدة أو الاستفادة من صورها أو ألفاظها حتى تكونت مكتبة شعرية وافرة وثرية بتأثير قصيدة كعب. ومن أشهر قصائد المدائح النبوية التي عارضت "بانت سعاد" لامية الحميدي التي مطلعها:

بانت سُليمى ففكر الصب مشغول . . وقلبه من لظى الهجران مشغول
ولامية عبد الرحمن بن حسن:

لي في الهوى مذهبٌ ما عنه تحويل .. وما لحبي تغيير وتبديل

ولامية النابلسي:

هل في البروق عن الأحباب تعليل .. لا والذي ماله في الحكم تعليلُ

أما أشهر هذه المعارضات فهي لامية البوصيري التي يقول مطلعها:

إلى متى أنت باللذات مشغول وأنت عن كل ما قدمت مسئول

فقد أشار في قصيدته إلى أنه يعارض بها قصيدة كعب، وأنه وإن وازن بها قوله فإنها لا تعادله في حسنه ولا تناظره، إلا كما تناظر المثاقيل ما يوزن بها من الدر، وهذا معنى جميل لم يسبقه إليه أحد إذ يقول:

لم أنتحلها ولم أغصب معانيها .. وغير مدحك مغصوب ومنحول

وما على قول كعبٍ أن توازنه .. فربما وازن الدرَّ المثاقيلُ

وهل تعادله حسنًا ومنطقها .. عن منطق العرب العرباء معدول

ثم يقول بعد هذه الأبيات: إنه لما كان غرضهما واحدًا -وهو مدح الرسول (ص)- فلا بأس من أن يغلبه كعب، فهو إنما يقفو أثره للبركة التي نالته بسببها؛ حيث استحق بها عفو الممدوح وصان بها دمه:

وحيث كنا معًا نرمي إلى غرضٍ .. فحبذا ناضلٌ منا ومنضولُ

إن أقف آثاره إني الغداة بها .. على طريق نجاحٍ منك مدلولُ

لما غفرت له ذنبًا وصنت دمًا .. لولا ذمامك أضحى وهو مطلولُ

رجوت غفران ذنبٍ موجبٍ تلفي .. له من النفس إملاءٌ وتسويل

4 – هناك أيضًا من هذه الألوان التأثير العلمي في ميدان الأدب والثقافة الإسلامية، ويتمثل في المؤلفات التي خصصت على مر العصور لشرح قصيدة "بانت سعاد" والتي بلغت عددًا كبيرًا تناثرت وتفرقت في مكتبات العالم بين المخطوط والمطبوع، ولم يبق منه سوى الذكر. على أية حال؛ فالمتوافر الآن من هذه الشروح حوالي خمسين، اختلفت في منطلقها ومنظورها إلى القصيدة؛ فمنها الشروح اللغوية مثل شرحِ السكري وشرح الخطيب التبريزي وشرح الأنباري وغيرها... والشروح النحوية كشرح البغدادي وشرح ابن هشام وغيرهما ... والشروح الأدبية وأهمها شرح السيوطي المسمى "كنه المراد في بيان بانت سعاد" وشرح جمال الدين بن هشام، ثم الشروح التي جنحت إلى النهج الصوفي مثل شرح الشيخ القدسي "الإسعاد في تحقيق بانت سعاد" وكذلك شرح محمد القاري وغيرهما... ولكم أن تتخيلوا حجم ما أضافته هذه الشروح للمكتبة العربية من مسائل وشواهد وآراء.

5 – من الأثر الشعري للقصيدة نجد، بالإضافة للمعارضة، تشطير أبيات القصيدة وتخميسها، ومن التشطير قول الشاعر:

بانت سعاد فقلبي اليوم متبول .. مدله حائرٌ والعقل معقول

معذبٌ في هواها هائمٌ دنِفٌ .. متيمٌ إثرها لم يفد مكبولُ

ومن التخميس قول الشاعر:

قلبي على حب من أهواه مجبول .. ونقل شوقي لدى العشاق مقبول

يا لائمي خلني فالعقل مخبول … .. بانت سعاد فقلبي اليوم متبول

متيمٌ إثرها لم يفد مكبول
فإذا انتقلنا إلى الطرائف الأدبية والمُلح الشعرية نجد العديد من أرباب الفنون قد وظفوا القصيدة لنظم علومهم؛ فعلى سبيل المثال نظم بعض علماء مصطلح الحديث:

يا من حديث غرامي في محبتهم .. مسلسل وفؤادي منه معلولُ

حبي صحيحٌ ومقطوعٌ به ألمي .. عشقي حديثٌ قديم فيك منقول

ونظم بعض علماء النحو:

إن ميزوني بعطفٍ فهو بغيتهم .. وإن هم خفضوا دمعي فمحمول

هم عرفوني وكان الحال نكرني .. فكيف أصرف وجدي وهو معدولُ

وهناك من استعرض سور القرآن الكريم من خلال لامية معارضةٍ لكعب فكان مما قال:

تجمعوا زمرًا في كل واقعةٍ .. إلى القتال وجيش الكفر مخذولُ

وبالحديد فكم أبدوا مجادلةً .. للكافرين وسيف البغي مفلول

تبارك الله سبحان الإله لقد .. وافاه بالنصر عند الصف جبريلُ

والحقيقة أن التوسع في ذكر الأمثلة يحتاج إلى مجلدات، ولكن لا يفوتني هنا -من باب الدعابة – أن أنقل للمشاهد مثالاً لقصيدة لامية شطر فيها "الخفاجي" "بانت سعاد" وحشد في تشطيره ألفاظًا معجميةً غريبة فكان مما قال :

ولن يبلغها إلا عذافرةٌ صلخدمٌ عسلٌ سجحاء عيهول

قصية شيظمٌ علطوس ساهمةٌ لها على الأين إرقالٌ وتبغيلُ

غلباء وجناء علكوم مذكرةٌ عرفاس عرمس ما في اللحم ترهيل

هرجاب مائرة الضبعين عجلزةٌ في خلقها عن بنات الفحل تفضيل

6 – هناك شبهة مثارة حول العاطفة الدينية والروح الإسلامية لكعب بن زهير ومصدر إثارتها سببان: الأول المقارنة بينه وبين سائر شعراء الرسول -صلى الله عليه وسلم- كحسان بن ثابت وعبد الله بن رواحة رضي الله عنهما وهذه مقارنة غير منصفة لكعب، فهؤلاء من أصحاب السبق والصحبة أسلموا مبكرًا واقتربوا من رسول الله -صلى الله عليه وسلم- وصاحبوه طويلا وشهدوا مواقع الإسلام الكبرى وعاصروا نزول القرآن وأنشدوا الكثير من الأشعار التي تؤرخ لعصر النبوة، كانت العقيدة روحها، أما كعب فقد تأخر إسلامه إلى ما بعد الفتح، فلم ينل مثل ما نالوه من الشرف والرفعة، ولم يُتح له أن يسهم مثلما أسهموا بشعرهم في الدفاع عن الإسلام وبيان مبادئه.

أما السبب الثاني لهذه الشبهة فهو أن هؤلاء النقاد يحكمون على كعب فقط من خلال لاميته "بانت سعاد" بينما الرجل له أشعار أخرى تؤكد عاطفته الدينية؛ فهو القائل:

فأقسمت بالرحمن لا شيء غيره .. يمين امرئٍ برٍ ولا أتحللُ

لأستشعرن أعلى دريسي مسلمًا .. لوجه الذي يحيي الأنام ويقتل

ويقول:

أعلم أني متى ما يأتني قدري .. فليس يحبسه شحٌ ولا شفقُ

وقوله:

لعمرك - لولا رحمة الله- إنني .. لأمطو بجدٍ ما يريد ليرفعا

كما أن البردة نفسها لا تخلو من تعبيراتٍ ومضامين إسلامية في مواطن عدة على رأسها تكرار وصفه ومناداته للنبي -صلى الله عليه وسلم- وكان مقام الاعتذار والاسترحام يقتضي -ما لم يكن مؤمنًا صادقًا- أن يقول يا سيد العرب أو يا سيد قريش .. ثم انظر إلى حديثه عن القدر في قوله:

كل ابن أنثى وإن طالت سلامته .. يومًا على آلة حدباء محمول
وقوله:

"فكل ما قدر الرحمن مفعول"
وحديثه عن جهاد الصحابة في عدة مواطن منها:

إن الرسول لسيف يُستضاء به.. مُهند من سيوف الله مسلول
وتعرجه على ذكر الهجرة النبوية المباركة بقوله:

في عصبةٍ من قريشٍ قال قائلهم .. ببطن مكة لما أسلموا زولوا
هذه فقط بعض الأدلة على بطلان الشبهة التي تقدح في حسن إسلام كعب بن زهيرٍ رضي الله عنه_.
__________________
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #14  
قديم 06-09-2006, 06:34 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

السلام عليكم
هذا شرح آخر مختصر للقصيدة منقول من احد المنتديات

تحليل قصيدة كعب بن زهير في مدح الرسول(ص) والاعتذار إليه
( بانت سعاد)

* صاحب النص :
صاحب النص هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المزني .عاش في الجاهلية و أدرك الإسلام ،و لذا فهو شاعر مخضرم . تتلمذ في الشعر على يد والده و حين رآه زهير يقول الشعر مبكرا ، منعه خشية أن يأتي منه بما لا خير فيه فيكون سبّة له و لأسرته التي كان لها في الشعر قدم راسخة و صيت بعيد . غير أن كعبا استمر ، فامتحنه والده امتحانا شديدا ن تأكد بعده من نبوغه و مقدرته الشعرية ، فسمح له بالانطلاق فيه فكان من المبرزين حتى أن الحطينة و هو من في ميزان الشعر ،رجاه أن يذكره في شعره . ملت في حدود سنة 662م.

* المناسبة :
كان كعب في اكتمال شبابه عندما ضخم أمر النبي و أخذ الناس يتحدثون بالإسلام . فأرسل أخاه بجيرا عام 628مإلى الرسول يستطلع الدين الجديد ،و ما أن اتصل بجير بمحمد حتى آمن به و بقي في المدينة ، فغضب كعب أشد الغضب ،و نظم أبياتا من الشعر يوبخ فيها بجيرا على ترك دين الآباء و يعرّض بالرسول فيقول :
ألا أبلغا عني بجيرا رسالـــة فهل لك في ما قلت، ويحك، هل لكا
سقاك بها المأمون كأسا رويــة فأنهلك المأمون منها وعـــلـكا
ففارقت أسباب الهدى واتبعتــه على أي شيء ويب غيرك، دلكــا
على مذهب لم تلف أما و لا أبـا عليه لم تعرف عليه أخا لكــــا
فإن أنت لم تفعل فلست بأسـف ولا قائل إمّا عثرت : لّعا لكـــا

و أرسل كعب بالأبيات إلى أخيه ، فاطلع عليها النبي و أهدر دمه ، فأرسل إليه أخوه بجير بما كان من الأمر ، و حثه على الإسراع في القدوم إلى النبي مسلما معتذرا ،و لكن كعب رفض ذلك و أراد الاحتماء بقبيلته فأبت عليه ذلك .




و كثر المرجفون به من أعدائه ،و سدت في وجهه السبل ،فاستجاب لنصح أخيه و قدم إلى المدينة سنة 630م و أتى الرسول و هو بين أصحابه في المسجد ، فجلس بين يديه و وضع يده في يده و النبي لا يعرفه ، و قال : يا رسول الله ، إن كعب بن زهير أتاك تائبا مسلما فهل أنت قابل منه ؟ أجابه : نعم . قال: فأنا كعب . فوثب رجل من الأنصار قائلا : دعني يا نبي الله أضرب عنقه ،فكفه النبي (ص)عنه . و أنشد كعب حينئذ قصيدته "بانت سعاد "التي منها هذه الأبيات . و يقال أن النبي خلع عليه بردته حين وصل في الإنشاد إلى قوله : إن الرسول لسيف يستضاء به .
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
* شرح أبيات القصيدة:

المجموعة (أ){1-4}:مقدمة غزلية (حزن الشاعر لفراق محبو بته )
في هذه الأبيات يصف الشاعر حالته النفسية و الحزن الذي أصيب به لفراق محبوبته التي تخيلها و أطلق عليها اسم سعاد ، فيقول : لقد تركتني سعاد و رحلت عني فدمر فراقها قلبي ، فأصبحت متعلقا بها ، مقيدان ثم يصف سعاد لحظة رحيلها مع قومها بأنها بدت كغزال في صوتها غنة و في عينيها حياء و اكتحال ، ويصفها عندما تقبل بأنها خفيفة من أعلاها دقيقة الخصر ،و عندما تدبر تبدو عظيمة العجزة كما أنها كانت معتدلة القامة فليست بالطويلة و لا القصيرة ، كما يصف اسنانها عندما تبتسم و ما فيها من ريق رطب راو كأنها مسقية بالخمر أكثر من مرة فهي مروية و بياضها ناصع .

__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #15  
قديم 06-09-2006, 06:35 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

* التحليل الفني :
1- بدأ الشاعر بالغزل على عادة الشعراء القدامى و يلاحظ أنه وصف حسي اقتصر على الوصف الخارجي للمحبوبة دون التعمق في نفسها و إبراز جمالها المعنوي ، ولقد اختار لمحبوبته الخيالية اسم (سعاد ) وذلك لأنه مشتق من ( السعد والإسعاد ) وهو سعيد بقبول الرسول اعتذاره ودخوله الدين الإسلامي ، كما أنه بدأ بالغزل للفت انتباه السامعين إليه و إلى شعره .(متبول /مكبول ) جناس ناقص لإعطاء الجرس الموسيقي وإبراز المعنى .
2- في هذا البيت شبه صورة سعاد لحظة رحيلها بصورة غزال في صوتها غنة وفي عينيها فتور وحياء واكتحال . وقد أكد هذا التشبيه عن طريق القصر والتوكيد بالأداة ( إلا ). هيفاء مقبلة / عجزاء مدبرة : مقابلة ( تقسيم يعطي جرسا موسيقيا / لإبراز المعنى وإيضاحه قصر / طول : طباق . في هذا البيت تشبيه ، فهو يشبه شدة لمعان أسنانها كأنها مسقية بالخمر نهلا أكثر من مرة . كما أن الشاعر يستخدم في هذا المقطع (الصورة الكلية) بما فيها من لون وحركة وصوت تنقل لنا المشهد وكأنه ماثل أمامنا نراه ونسمعه، فمن الألفاظ الدالة على اللون: )مكحول / عوارض / ظلم الراح ) ومن الألفاظ الدالة على الحركة: ( بانت / مكبول / مكحول / رحلوا / مقبلة / مدبرة/ تجلو / ابتسمت ) ومن الألفاظ الدالة على الصوت : ( قلبي / رحلوا / أغن ).

علل : على الرغم من المقدمة الغزلية الطويلة التي تغن فيها الشاعر بسعاد إلا أن الرسول (ص) لم يغضب .
1- لأنه يدرك غلبة التقاليد الفنية و عدم القدرة على الفكاك من سلطانها بسهولة .
2- رحابة صدره (ص) كانت تجعله يأخذ الناس كل على قدر تفكيره و يدرك أن الاستهلال مجرد نموذج فني لا يقصد لذاته فشعراء الإسلام رغم التزامهم بتلك التقاليد الفنية الموروثة كان إيمانهم قويا .
الشاعر عاش في الجاهلية أكثر مما عاش في الإسلام مما جعل أصالة التقاليد تتمكن من نفسه و لابد من مرور فترة زمنية كافية للإفلات من جاذبيتها .

المجموعة (ب) {5-10}: وصف حالة الشاعر وخوفه والجو النفسي المحيط به والاعتذار للرسول .(الاعتذار والاستعطاف )
في هذه الأبيات يذكر الشاعر سعي الوشاة الذين وشوا به إلى النبي ، وبين كيف أنه استجار بأصحابه و بني قومه فما أجاروه مما جعله وحيدا لا يجد غير الله يلجأ إليه و يسلمه أمره ،فكل ما قدر الله كائن لابد من وقوعه ، كما أن كل إنسان لابد و أن يحمل على النعش يوما لذلك فلن يخيفه الموت و سيقدم على الرسول (ص) وكله أمل في عفوه وصفحه وتأمينه من آثار وعيده ، فهو الرسول المعروف بالعفو والصفح و هو الذي أعطاه الله نعمة القرآن التي فيها بيان و توضيح لأمور الدين الإسلامي ، و يطلب منه عدم معاقبته بأكاذيب النمامين الوشاة حتى و إن كانت كثيرة إلا أنها ملفقة مفتراة .

* التحليل الفني :
في هذا المقطع يساير الشاعر كعب بن زهير النابغة الذبياني في مزج المدح والاعتذار . وتسيطر عليه عاطفة يمتزج فيها الخوف و الرجاء و الإعجاب .
5- تعبير حقيقي .
6- خلوا : أسلوب إنشائي طلبي يفيد الأمر الغرض منه الالتماس .
لا أبالكم : أسلوب إنشائي طلبي يفيد النفي بغرض الدعاء ، يدعو على من يخوّفه بفقد الأب (يدعوا عليهم بألا يكون لهم أصل ولا أب )
7- ابن أنثى : كناية عن الإنسان . وهو موصوف .
آلة حدباء : كناية عن النعش . وهو موصوف .
و في البيتين (6-7) حكمة فهو متأثر في ذلك بوالده زهير.
8- كما أنه يكرر لفظ (رسول الله ) وذلك للتعظيم . (أسلوب خبري )
9- مهلا : أسلوب إنشائي طلبي يفيد الأمر الغرض منه الالتماس .
الذي أعطاك نافلة القرآن : كناية عن الله سبحانه و تعالى ، ولفظة (نافلة ) توحي بأن الله أتم على الرسول بعلوم كثيرة (الرسالة والنبوة ) وجعل الكتاب زيادة على تلك العلوم .
(8-9) فيهما أسلوب ( التفات ) فقد تحول من ضمير الغيبة إلى ضمير الخطاب وذلك تنشيطا للأذهان .
10- لا تأخذني : أسلوب إنشائي طلبي يفيد النهي الغرض منه الالتماس و الرجاء .
أقوال : توحي بكثرة الوشاة، و(الوشاة) ليدفع التهم عن نفسه، كما يستخدم لفظة (أقاويل) ليؤكد أنها مجرد اتهامات و ليدلل على بطلانها .


المجموعة (ج){11-17}:مدح الرسول (ص)و المهاجرين
هنا يبدأ الشاعر في مدح الرسول (ص) والمهاجرين ، فيصف الرسول (ص) بالنور الذي يهتدى به و بأنه سيف من سيوف الحق و العدالة المشروعة في وجوه الأعداء ، تحف به جماعة من قريش دانت بالإسلام و هاجرت من مكة في سبيله ، ثم يصف المهاجرين بأنهم عندما هاجروا كانوا أقوياء ، شجعان، أباة ، و لباسهم في الحروب متقن الصنع ، و كأنه من نسج داود عليه السلام ، كما أنهم يحاربون بجرأة أو يضربون باستبسال إذا هرب الجبناء و فر الرعاديد ،و إذا غلبوا عدوهم لا يفرحون بذلك لأن النصر من عادتهم ، و إذا غلبهم العدو لا يجزعون من لقائه لثقتهم بالتغلب عليه ، و هم لا يقع الطعن في ظهورهم بل في نحورهم لأنهم لا ينهزمون و لا يفرون عن موارد الردى وساحات القتال .

* التحليل الفني :
11- إن الرسول لسيف : تشبيه بليغ ، شبه الرسول بالسيف المصنوع من حديد الهند والمتميز بجودته . وفيها إيحاء بالقوة و السلطان .
يستضاء به :استعارة مكنية سبه الرسول بالمصباح الذي يهتدى به في الظلام .
سيوف الله :كناية عن رجال الله و أنبيائه ،و المدافعين عن رسالة السماء .
و هذا البيت يكشف لنا عن إحدى عادات العرب و أنهم كانوا إذا أرادوا استدعاء من حولهم من القوم شهروا السيف الصقيل فيظهر لمعانه عن بعد فيأتون إليه طائعين مهتدين بنوره.
12- يشير الشاعر إلى الهجرة الثانية إلى المدينة المنورة … عندما وقف عمر بن الخطاب في وادي مكة متحديا ، و أشهر هجرته ،وقال : (من أراد أن تثكله أمه فليتبعني إلى هذا الوادي ) و قائلهم هنا إشارة إلى عمر بن الخطاب .
زولوا :أسلوب إنشائي طلبي يفيد الأمر بغرض الالتماس .
14- شم العرانين :كناية عن صفة العزة و الإباء و الترفع عن الدنايا ، لبوسهم من نسج داود : كناية عن متانة الدروع و دقة الصنع .
15- يستمر الشاعر في مدح أنصار النبي (ص) فيشبههم بالجمال الزهر والتشبيه هنا بليغ فوجه الشبه التقدم و النشاط و السرعة في اندفاعهم في ساحة المعركة يحميهم من الضرب والطعن (خاصية من خصائص الجمال الزهر الاندفاع و التقدم دائما إلى الأمام ) ثم يعرض بالمقابل صورة الأعداء في جبنهم و تراجعهم ،و استخدم التنابيل كناية عن صفة الضعف و قصور الهمة ،و في البيت مقابلة بين فريقين المؤمنين يدفعهم إيمانهم إلى التقدم و طلب الشهادة و الكفار يسيطر عليهم الجبن و الضعف فيتراجعون .
16- كناية عن أخلاق المسلمين فهم لا يشمتون في أعدائهم عند النصر ولا يصيبهم الجزع و الخوف عند الهزيمة ؛لأنهم يعرفون أن الأيام دول و أن الصبر على البلاء قوة ،وفي البيت مقابلة تبين حال المسلمين في الموقفين النصر و الهزيمة .
17- يعطي الشاعر البرهان و الدليل على شجاعتهم عن طريق الكناية في قوله يقطع الطعن في نحورهم ) وأكد ذلك بأسلوب قصر للتوكيد فصفتهم الشجاعة عند المواجهة ، ثم وضح في صورة حسية هذه الفقرة عندما قال: (حياض الموت )فقد شبه الموت بالحياض و جاء التشبيه البليغ في صورة المضاف و المضاف إليه ، و كذلك فيها استعارة تصريحية لأنه شبه ساحة المعارك بحياض الموت و صرح المشبه به .

** كما يتضمن هذا المقطع أيضا صورة كلية فيها :
أ-اللون: (سيف / يستضاء / لبوسهم / سرابيل / الجمال الزهر / السود / نحورهم ).
ب-الصوت : ( قال قائلهم / زولوا / اللقاء / الهيجا ).
ج-الحركة : (مسلول / زالوا / اللقاء / نسج / الهيجا / يمشون مشي الجمال / ضرب / عرد / نالت / يقع الطعن ).

** أثر الإسلام في معاني القصيدة : يتضح أثر الإسلام في معاني القصيدة وفقد مثل ذلك بدروع داود عليه السلام (من نسج داود )الذي كان ماهرا في صنع الدروع ،كما تأثر بالقرآن الكريم في وصفه لأصحاب الرسول (ص) بالقوة و إعداد العدة للأعداء مشيرا إلى قوله تعالى: (( وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم )).

* خصائص أسلوب كعب بن زهير :
بساطة التركيب والمعاني ، قدرة الألفاظ على حسن الأداء ، اختيار المعاني والصور الملائمة لموقف الاستعطاف، قلة المحسنات البديعية ، قلة الصور وغلبة النزعة الواقعية عليها والتأثر بالظروف التي صاحبت التجربة الشعرية للشاعر ، التصوير الجزئي والكلي التأثر بالإسلام بالإضافة إلى المحافظة على القديم، والتنويع في الأساليب (النفي/الحصر /التشبيه ).

* أثر البيئة في القصيدة :
يلجأ كعب في رسم صورة إلى البيئة المحيطة ، فهي بدوية صحراوية ، ويتضح ذلك في (حياض الموت، وتشبيه الرسول بالسيف المهند، ووصف آلات الحرب وملابسها والمهارة فيها ، وتشبيه سعاد بالغزال ذي الصوت الأغن ،و تشبيه ريقها بالخمر ).

* سمات شخصية الشاعر :
جريء شجاع ، معترف بذنبه ، حكيم ، ذو نزعة دينية.

*ما العاطفة المسيطرة على الشاعر ؟
الخوف ثم الرجاء يليه الإعجاب بالنبي و المهاجرين .
والسلام عليكم
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #16  
قديم 06-09-2006, 06:39 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي بكائية ومرثية الزهراء وأبوسفيان وحسان بن ثابت عند وفاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه

بكائية حسان بن ثابت رضي عند وفاة الرسول صلوات الله وسلامه عليه .

--------------------------------------------------------------------------------

افتتان المسلمين بعد موت الرسول
قال ابن إسحاق : ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم عظمت به مصيبة المسلمين فكانت عائشة فيما بلغني ، تقول لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ارتدت العرب ، واشرأبت اليهودية والنصرانية ، ونجم النفاق وصار المسلمون كالغنم المطيرة في الليلة الشاتية لفقد نبيهم صلى الله عليه وسلم حتى جمعهم الله على أبي بكر .

قال ابن هشام : حدثني أبو عبيدة وغيره من أهل العلم أن أكثر أهل مكة لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم هموا بالرجوع عن الإسلام وأرادوا ذلك حتى خافهم عتاب بن أسيد ، فتوارى ، فقام سهيل بن عمرو ، فحمد الله وأثنى عليه ثم ذكر وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال إن ذلك لم يزد الإسلام إلا قوة ، فمن رابنا ضربنا عنقه فتراجع الناس وكفوا عما هموا به وظهر عتاب بن أسيد .

فهذا المقام الذي أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم في قوله لعمر بن الخطاب إنه عسى أن يقوم مقاما لا تذمه


--------------------------------------------------------------------------------

موته عليه السلام كان خطبا كالحا

فصل

وكان موته عليه السلام خطبا كالحا ، ورزءا لأهل الإسلام فادحا ، كادت تهد له الجبال وترجف الأرض وتكسف النيرات لانقطاع خبر السماء وفقد من لا عوض منه مع ما آذن به موته - عليه السلام - من الفتن السحم والحوادث الوهم والكرب المدلهمة والهزاهز المضلعة فلولا ما أنزل الله تبارك وتعالى من السكينة على المؤمنين وأسرج في قلوبهم من نور اليقين وشرح له صدورهم من فهم كتابه المبين لانقصمت الظهور وضاقت عن الكرب الصدور ولعاقهم الجزع عن تدبير الأمور فقد كان الشيطان أطلع إليهم رأسه ومد إلى إغوائهم مطامعه فأوقد نار الشنآن ونصب راية الخلاف ولكن أبى الله تبارك وتعالى إلا أن يتم نوره ويعلي كلمته وينجز موعوده فأطفأ نار الردة وحسم قادة الخلاف والفتنة على يد الصديق رضي الله عنه ولذلك قال أبو هريرة : لولا أبو بكر لهلكت أمة محمد عليه السلام بعد نبيها ولقد كان من قدم المدينة يومئذ من الناس إذا أشرفوا عليها سمعوا لأهلها ضجيجا ، وللبكاء في جميع أرجائها عجيجا ، حتى صحلت الحلوق ونزفت الدموع وحق لهم ذلك ولمن بعدهم كما روي عن أبي ذؤيب الهذلي واسمه خويلد بن خالد وقيل ابن محرث قال بلغنا أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عليل فاستشعرت حزنا وبت بأطول ليلة لا ينجاب ديجورها ، ولا يطلع نورها ، فظللت أقاسي طولها ، حتى إذا كان قرب السحر أغفيت ، فهتف بي هاتف وهو يقول

خطب أجل أناخ بالإسلام

بين النخيل ومعقد الآطام

قبض النبي محمد فعيوننا

تذري الدموع عليه بالتسجام


قال أبو ذؤيب : فوثبت من نومي فزعا ، فنظرت إلى السماء فلم أر إلا سعد الذابح فتفاءلت به ذبحا يقع في العرب ، وعلمت أن النبي - صلى الله عليه وسلم - قد قبض وهو ميت من علته فركبت ناقتي وسرت ، فلما أصبحت طلبت شيئا أزجر به فعن لي شيهم يعني : القنفذ قد قبض على صل يعني : الحية فهي تلتوي عليه والشيهم يقضمها حتى أكلها ، فزجرت ذلك وقلت : شيهم شيء مهم ، والتواء الصل التواء الناس عن الحق على القائم بعد النبي صلى الله عليه وسلم ثم أكل الشيهم إياها غلبة القائم بعده على الأمر . فحثثت ناقتي ، حتى إذا كنت بالغابة زجرت الطائر فأخبرني بوفاته ونعب غراب سانح فنطق مثل ذلك فتعوذت بالله من شر ما عن لي في طريقي ، وقدمت المدينة ولها ضجيج بالبكاء كضجيج الحجيج إذا أهلوا بالإحرام فقلت : مه ؟ فقالوا : قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم فجئت المسجد فوجدته خاليا ، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأصبت بابه مرتجا ، وقيل هو مسجى فدخلا به أهله فقلت : أين الناس ؟ فقيل في سقيفة بني ساعدة ، صاروا إلى الأنصار ، فجئت إلى السقيفة فأصبت أبا بكر وعمر وأبا عبيدة بن الجراح وسالما وجماعة من قريش ، ورأيت الأنصار فيهم سعد بن عبادة ، وفيهم شعراؤهم حسان بن ثابت وكعب بن مالك وملأ منهم فآويت إلى قريش ، وتكلمت الأنصار ، فأطالوا الخطاب وأكثروا الصواب وتكلم أبو بكر رضي الله عنه فلله دره من رجل لا يطيل الكلام ويعلم مواضع فصل الخطاب والله لقد تكلم بكلام لا يسمعه سامع إلا انقاد له ومال إليه ثم تكلم عمر رضي الله عنه بعده دون كلامه ومد يده فبايعه وبايعوه ورجع أبو بكر ورجعت معه .

قال أبو ذؤيب : فشهدت الصلاة على محمد صلى الله عليه وسلم وشهدت دفنه ثم أنشد أبو ذؤيب يبكي النبي صلى الله عليه وسلم

لما رأيت الناس في عسلانهم

من بين ملحود له ومضرح

متبادرين لشرجع بأكفهم

نص الرقاب لفقد أبيض أروح

فهناك صرت إلى الهموم ومن يبت

جار الهموم يبيت غير مروح

كسفت لمصرعه النجوم وبدرها

وتزعزعت آطام بطن الأبطح

وتزعزعت أجبال يثرب كلها

ونخيلها لحلول خطب مفدح

ولقد زجرت الطير قبل وفاته

بمصابه وزجرت سعد الأذبح


وقال أبو سفيان بن الحارث بن عبد المطلب يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم

أرقت فبات ليلي لا يزول

دليل أخي المصيبة فيه طول

وأسعدني البكاء وذاك فيما

أصيب المسلمون به قليل

لقد عظمت مصيبتنا وجلت

عشية قيل قد قبض الرسول

وأضحت أرضنا مما عراها

تكاد بنا جوانبها تميل

فقدنا الوحي والتنزيل فينا

يروح به ويغدو جبرئيل

وذاك أحق ما سألت عليه

نفوس الناس أو كربت تسيل

نبي كان يجلو الشك عنا

بما يوحى إليه وما يقول

ويهدينا فلا نخشى ضلالا

علينا والرسول لنا دليل

أفاطم إن جزعت فذاك عذر

وإن لم تجزعي ، ذاك السبيل

فقبر أبيك سيد كل قبر

وفيه سيد الناس الرسول


ولما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم ودفن ورجع المهاجرون والأنصار إلى رحالهم ورجعت فاطمة إلى بيتها اجتمع إليها نساؤها ، فقالت

اغبر آفاق السماء وكورت

شمس النهار وأظلم العصران

فالأرض من بعد النبي كئيبة

أسفا عليه كثيرة الرجفان

فليبكه شرق البلاد وغربها

ولتبكه مضر وكل يمان

وليبكه الطود المعظم جوه

والبيت ذو الأستار والأركان

يا خاتم الرسل المبارك ضوءه

صلى عليك منزل القرآن

[ نفسي فداؤك ما لرأسك ماثلا

ما وسدوك وسادة الوسنان ]


الاختلاف في كفنه

فصل

وأما الاختلاف في كفنه عليه السلام كم ثوبا كان وفي الذين أدخلوه قبره ونزلوا فيه فكثير وأصح ما روي في كفنه أنه كفن في ثلاثة أثواب بيض سحولية وكانت تلك الأثواب من كرسف وكذلك قميصه عليه السلام كان من قطن ، ووقع في السيرة من غير رواية البكائي أنها كانت إزارا ورداء ولفافة وهو موجود في كتب الحديث وفي الشروحات وكانت اللبن التي نضدت عليه في قبره تسع لبنات .

وذكر ابن إسحاق فيمن ألحده شقران مولاه واسمه صالح وشهد بدرا ، وهو عبد قبل أن يعتق فلم يسهم له انقرض عقبه فلا عقب له .
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #17  
قديم 06-09-2006, 06:40 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

شعر حسان بن ثابت في مرثيته الرسول
وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم فيما حدثنا ابن هشام ، عن أبي زيد الأنصاري

بطيبة رسم للرسول ومعهد

منير وقد تعفو الرسوم وتهمد

ولا تمتحي الآيات من دار حرمة

بها منبر الهادي الذي كان يصعد

وواضح آثار وباقي معالم

وربع له فيه مصلى ومسجد

بها حجرات كان ينزل وسطها

من الله نور يستضاء ويوقد

معارف لم تطمس على العهد آيها

أتاها البلى فالآي منها تجدد

عرفت بها رسم الرسول وعهده

وقبرا بها واراه في الترب ملحد

ظللت بها أبكي الرسول فأسعدت

عيون ومثلاها من الجفن تسعد

يذكرن آلاء الرسول وما أرى

لها محصيا نفسي فنفسي تبلد

مفجعة قد شفها فقد أحمد

فظلت لآلاء الرسول تعدد

وما بلغت من كل أمر عشيره

ولكن لنفسي بعد ما قد توجد

أطالت وقوفا تذرف العين جهدها

على طلل الذي فيه أحمد

فبوركت يا قبر الرسول وبوركت

بلاد ثوى فيها الرشيد المسدد

وبورك لحد منك ضمن طيبا

عليه بناء من صفيح منضد

تهيل عليه الترب أيد وأعين

عليه وقد غارت بذلك أسعد

لقد غيبوا حلما وعلما ورحمة

عشية علوه الثرى لا يوسد

وراحوا بحزن ليس فيهم نبيهم

وقد وهنت منهم ظهور وأعضد

يبكون من تبكي السماوات يومه

ومن قد بكته الأرض فالناس أكمد

وهل عدلت يوما رزية هالك

رزية يوم مات فيه محمد

تقطع فيه منزل الوحي عنهم

وقد كان ذا نور يغور وينجد

يدل على الرحمن من يقتدي به

وينقذ من هول الخزايا ويرشد

إمام لهم يهديهم الحق جاهدا

معلم صدق إن يطيعوه يسعدوا

عفو عن الزلات يقبل عذرهم

وإن يحسنوا فالله بالخير أجود

وإن ناب أمر لم يقوموا بحمله

فمن عنده تيسير ما يتشدد

فبينا هم في نعمة الله بينهم

دليل به نهج الطريقة يقصد

عزيز عليه أن يجوروا عن الهدى

حريص على أن يستقيموا ويهتدوا

عطوف عليهم لا يثنى جناحه

إلى كنف يحنو عليهم ويمهد

فبينا هم في ذلك النور إذ غدا

إلى نورهم سهم من الموت مقصد

فأصبح محمودا إلى الله راجعا

يبكيه حق المرسلات ويحمد

وأمست بلاد الحرم وحشا بقاعها

لغيبة ما كانت من الوحي تعهد

قفارا سوى معمورة اللحد ضافها

فقيد يبكيه بلاط وغرقد

ومسجده فالموحشات لفقده

خلاء له فيه مقام ومقعد

وبالجمرة الكبرى له ثم أوحشت

ديار وعرصات وربع ومولد

فبكى رسول الله يا عين عبرة

ولا أعرفنك الدهر دمعك يجمد

وما لك لا تبكين ذا النعمة التي

على الناس منها سابغ يتغمد

فجودي عليه بالدموع وأعولي

لفقد الذي لا مثله الدهر يوجد

وما فقد الماضون مثل محمد

ولا مثله حتى القيامة يفقد

أعف وأوفى ذمة

بعد ذمة وأقرب منه نائلا لا ينكد

وأبذل منه للطريف وتالد

إذا ضن معطاء بما كان يتلد

وأكرم صيتا في البيوت إذا انتمى

وأكرم جدا أبطحيا يسود

وأمنع ذروات وأثبت في العلا

دعائم عز شاهقات تشيد

وأثبت فرعا في الفروع ومنبتا

وعودا غذاه المزن فالعود أغيد

رباه وليدا فاستتم تمامه

على أكرم الخيرات رب ممجد

تناهت وصاة المسلمين بكفه

فلا العلم محبوس ولا الرأي يفند

أقول ولا يلقى لقولي عائب

من الناس إلا عازب العقل مبعد

وليس هواي نازعا عن ثنائه

لعلي به في جنة الخلد أخلد

مع المصطفى أرجو بذاك جواره

وفي نيل ذاك اليوم أسعى وأجهد



--------------------------------------------------------------------------------

وذكر ابن إسحاق مراثي حسان في النبي صلى الله عليه وسلم وليس فيها ما يشكل فنشرحه وقد رثاه كثير من الشعراء وغيرهم وأكثرهم أفحمهم المصاب عن القول وأعجزتهم الصفة عن التأبين ولن يبلغ بالإطناب في مدح ولا رثاء في كنه محاسنه عليه السلام ولا قدر مصيبة فقده على أهل الإسلام فصلى الله عليه وعلى آله صلاة تتصل مدى الليالي والأيام وأحله أعلى مراتب الرحمة والرضوان والإكرام وجزاه عنا أفضل ما جزى به نبيا عن أمته ولا خالف بنا عن ملته ، إنه ولي الطول والفضل والإنعام وهو حسبنا ونعم الوكيل والحمد لله رب العالمين .
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #18  
قديم 06-09-2006, 06:41 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

وقال حسان بن ثابت أيضا ، يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم

ما بال عينك لا تنام كأنما

كحلت مآقيها بكحل الأرمد

جزعا على المهدي أصبح ثاويا

يا خير من وطئ الحصى لا تبعد

وجهي يقيك الترب لهفي ليتني

غيبت قبلك في بقيع الغرقد

بأبي وأمي من شهدت وفاته

في يوم الاثنين النبي المهتدي

فظللت بعد وفاته متبلدا

متلددا يا ليتني لم أولد

أأقيم بعدك بالمدينة بينهم

يا ليتني صبحت سم الأسود

أو حل أمر الله فينا عاجلا

في روحة من يومنا أو من غد

فتقوم ساعتنا فنلقى طيبا

محضا ضرائبه كريم المحتد

يا بكر آمنة المبارك بكرها

ولدته محصنة بسعد الأسعد

نورا أضاء على البرية كلها

من يهد للنور المبارك يهتدي

يا رب فاجمعنا معا ونبينا

في جنة تثنني عيون الحسد

في جنة الفردوس فاكتبها لنا

يا ذا الجلال وذا العلا والسودد

والله أسمع ما بقيت بهالك

إلا بكيت على النبي محمد

يا ويح أنصار النبي ورهطه

بعد المغيب في سواء الملحد

ضاقت بالأنصار البلاد فأصبحوا

سودا وجوههم كلون الإثمد

ولقد ولدناه وفينا قبره

وفضول نعمته بنا لم نجحد

والله أكرمنا به وهدى به

أنصاره في كل ساعة مشهد

صلى الآله ومن يحف بعرشه

والطيبون على المبارك أحمد


قال ابن إسحاق : وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم

نب المساكين أن الخير فارقهم

مع النبي تولى عنهم سحرا

من ذا الذي عنده رحلي وراحلتي

ورزق أهلي إذا لم يؤنسوا المطرا

أم من نعاتب لا نخشى جنادعه

إذا اللسان عتا في القول أو عثرا

كان الضياء وكان النور نتبعه

بعد الإله وكان السمع والبصرا

فليتنا يوم واروه بملحده

وغيبوه وألقوا فوقه المدرا

لم يترك الله منا بعده أحدا

ولم يعش بعده أنثى ولا ذكرا

ذلت رقاب بني النجار كلهم

وكان أمرا من أمر الله قد قدرا

واقتسم الفيء دون الناس كلهم

وبددوه جهارا بينهم هدرا
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #19  
قديم 06-09-2006, 06:42 AM
السيد عبد الرازق السيد عبد الرازق غير متصل
مشرف
 
تاريخ التّسجيل: Apr 2004
الإقامة: القاهرة -- مصر
المشاركات: 1,254
إفتراضي

وقال حسان بن ثابت يبكي رسول الله صلى الله عليه وسلم أيضا :

آليت ما في جميع الناس مجتهدا

مني ألية بر غير إفناد

تالله ما حملت أنثى ولا وضعت

مثل الرسول نبي الأمة الهادي

ولا برا الله خلقا من بريته

أوفى بذمة جار أو بميعاد

من الذي كان فينا يستضاء به

مبارك الأمر ذا عدل وإرشاد

أمسى نساؤك عطلن البيوت فما

يضربن فوق قفا ستر بأوتاد

مثل الرواهب يلبسن المباذل قد

أيقن بالبؤس بعد النعمة البادي

يا أفضل الناس إني كنت في نهر

أصبحت منه كمثل المفرد الصادي


قال ابن هشام : عجز البيت الأول من غير ابن إسحاق .


--------------------------------------------------------------------------------

" الحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات " . تم بحمد الله تعالى وتوفيقه وحوله وقوته تحقيق " الروض الأنف " شرح سيرة سيد ولد آدم وخاتم المرسلين - محمد صلى الله عليه وآله وسلم تسليما كثيرا . اللهم اغفر لي تقصيري وخطئي وجهلي وكل ذلك عندي ، اللهم احشرني والمسلمين تحت لواء صاحب هذه السيرة العطرة الزكية - محمد صلى الله عليه وسلم - اللهم اجعله شفيعي في الآخرة يا أرحم الراحمين . آمين . سبحانك اللهم وبحمدك أشهد أن لا إله إلا أنت أستغفرك وأتوب إليك . " سبحان ربك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين " .
__________________
السيد عبد الرازق
الرد مع إقتباس
  #20  
قديم 06-09-2006, 07:03 PM
Ali4 Ali4 غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: May 2003
الإقامة: الوطن العربي - ومن القطر الفلسطيني تحديدا !
المشاركات: 2,299
إرسال رسالة عبر بريد الياهو إلى Ali4
إفتراضي

اخي الفاضل اشكر لك انتقاءك القصائد العصماء الرائعه وتجميعها في الخيام
بارك الله فيك
__________________


إن حرية الكلمة هي المقدمة الأولى للديمقراطية - جمال عبد الناصر


* ما اخذ بالقوة لا بد ان يسترد بالقوة

*وما نيل المطالب بالتمني ... ولكن تؤخذ الدنيا غلابا
وما استعصى على قوم منال ... اذا الاقدام كان لهم ركابا

Ali_Anabossi@hotmail.com


اضغط هنا
الرد مع إقتباس
المشاركة في الموضوع


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م