RENGONZ THE MIX لا تسألني لمادا
عالم الأنترنت غريب جدا،
خاصة اذا كنت ممن ضربه السلك للراس و وجدت نفسك بالصدفة عمدا وسط العُقالات و الطرابيش تحدثهم و يحدثونك.
قال عقال لطربوش يدعوه لمبادلته الزيارة " ..الأردن في انتظارك.."،
قد تظن و أنت تقرأ العبارة أن قائلها هو أحد ذوات الأربع الذين يحكمون الأردن، أو غيره من الحضائر العربية.. و لكن تأكد أن هذا الطربوش من ذاك العقال، و كلاهما ليس له في رصيده سوى عذب الكلام و الأول كما الثاني لا يملك من الأردن و غير الأردن الا ظاهر الأوصاف و أما الموصوف فقد ذهب في تذهيب دنيا غيرهما من ذوي الآذان الطوال.
واحد آخُر من أصحاب الطرابيش، شو قال؟
قالك لااااازم ضروري تجي لعندي الى "طاطاوين".
ليش؟؟
لأنه أخبر كل الطرابيش هناك أنك قادم ... و كلهم في انتظارك.
و انا الى الآن قاعد افكر، ما دخل زيارتي باهل "طاطاوين"؟؟؟ و لماذا يحشر اسم البلد في علاقات شخصية؟؟
و عندما يصل دورك أنت في الاطراء و تبادل الدعوات، ستتكلم بكل عفوية و سذاجة و تقول "تعال لزيارتي و سنحجز bungalow على الشاطئ و تستمتع أنت و العائلة بالراحة و الهدوء و ربما أعطيتك مفاتيح السيارة ان بقيت عاقلا و مجتهدا في دروسك"، طبعا سوف لن تحشر اسم البلد لأنك أصلا لا تؤمن بقطع الكعك المنتشرة من المحيط الى الخليج.
طبعا سيغضب الطربوش لأنه تعود في ظاهر الكلام أن الأردن و السعودي و كل الصحاري في البلاد العربية ملك له، و أنه بمجرد يضع أول خطوة في مطار الملك عبد العزى آل معزه "أطال الله" عمره ستتبع الكامرات خطواته الميمونة على وقع االطبول و الأناشيد" طلع البدر علينا من البوينغ 747.." و يُنقل المشهد العظيم مباشرة على التلفزيون و يصيح المعلق بحماسة منقطعة النظير(..هذه الكلمة "منقطعة النظير" لا أدري معناها و لكنها أعجبتني فكتبتها) و يقفز معلقا على خطوته الأولى في بلده الثاني ".. هذه خطوة صغيرة بمقياس البشر و لكنها خطوة عملاقة في تاريخ البشرية..." و سيخرج أهل البلد يصطفون في الشوارع ينادون "جيش ..الشعب، نفديك يا أبو طه، جيش .. الشعب، نفديك يا أبو طه" ..
و بعدكل هذا المشهد الاحتفالي، تأتي أنت و تخدش كبرياء الرجل بعرضك السخيف..ايش قالك؟؟ ..قالك Bungalow .. مثير للسخرية حقا.
فبماذا تجيب؟
"عفوا سيدي.. فلا املك بلد و لا تلفزيون و لا مطار، و ليس لدي اربع أرجل و أذنان، و الكلام عندنا باهض و الكذب عندهم بالمجان، و ليس لدينا هاهنا عبدا للعزى فهبل هو رب الجنان. فان رأيت بعد هذا أنني مذنب و مقصر في حقك فذلك أنني لا أملك عملة و ليس لي وجهان. فبأي آلاء الفريقين تكذبان.
|