مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 14-12-2005, 05:43 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي إللي ما عنده شغل يتسلى ..!

مشاركة لفضيلة الشيخ الدكتور حاكم في مؤتمر في الأردن بهي بعض المعلومات التاريخية المهمة كما أنه يحلل الأوضاع برؤية شعبية مناهضة لرؤية الحكام - أجارنا الله وإياكم منهم – ارتأيت أن أنقله لكم عله يساهم في إيقاظ البعض من سباته .

العلاقات العربية الأوربية في ظل النفوذ الأمريكي

بقلم د. حاكم المطيري

الأمين العام لحزب الأمة ـ الكويت

تواجه العلاقات العربية الأوربية في الفترة الحالية تحديات كبيرة، وتبعات خطيرة،بسبب تنامي النفوذ الاستعماري الأمريكي في العالم العربي خاصة،وفي منطقة الشرق الأوسط الإسلامي عامة،بعد احتلال الولايات المتحدة ـ وبدعم من حلف الأطلسي وأوربا ـ لكل من أفغانستان بدعوى مكافحة الإرهاب،والعراق بحجة وجود أسلحة الدمار الشامل فيها،ومازالت هاتان الدولتان تشهدان إلى اليوم حرب تحرير شعبية ضد الوجود الأجنبي فيهما،وقد تستمر هذه الحرب عدة سنوات،وقد ألقت هاتان الحربان بظلالهما القاتمة على العلاقات العربية الأوربية،خاصة بعد تفجيرات مدريد ولندن،وما ترتب عليها من تداعيات زادت من حدة السخط الشعبي في كل من العالمين العربي والغربي،وتنامي موجة العداء والكراهية من كل طرف تجاه الطرف الآخر،هذه الفجوة التي ما كان لها أن تزداد على هذا النحو الخطير لولا السياسات الحكومية الغربية تجاه المشروع الاستعماري الأمريكي في المنطقة،والتي لا يمكن التخفيف من آثارها دون معالجة موضوعية لجذور المشكلة،التي يمكن تحديد أسبابها بالتالي:

أولا: حالة الارتهان الأوربي للنفوذ الأمريكي:

فما تزال دول أوربا الغربية منذ الحرب العالمية الثانية في حالة ارتهان ـ على تفاوت درجاته ـ للنفوذ والقرار السياسي الأمريكي،الذي كان له اليد الطولى في تحرير أوربا من الاحتلال النازي،كما لا تزال أوربا في حاجة إلى قدرات الجيش الأمريكي لحمايتها من الأخطار الخارجية من جهة،ولتأمين مصالحها في المناطق الحيوية كالمنطقة العربية التي تمثل الشريان العالمي للنفط،ولكثير من المواد الخام الضرورية للاقتصاد الأوربي من جهة أخرى،وهو ما يجعل أوربا اليوم أسيرة للنفوذ الأمريكي ومواقفه،مهما كانت تلك المواقف متعارضة مع سياسات دول أوربا وتوجهات الرأي العام فيها،ومصالح دولها وشعوبها! وقد عبر الرئيس الألماني عن ذلك باعترافه بأن الرئيس الأمريكي الحالي في حربه على العراق إنما يقود العالم لحروب دينية مجنونة، وأنه أسير لرؤاه الدينية!

ولم يعد يخفى على السياسيين والمفكرين والمتابعين مدى تنامي نفوذ التيار المسيحي الصهيوني المتطرف في الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة،والذي بات يقود أمريكا وأوربا من ورائها لخوض حرب صليبية جديدة،تشترك في دعمها القوى الرئيسة المؤثرة في السياسة الخارجية للولايات المتحدة،تلك القوى المتمثلة بـ:

1- اللوبي الصهيوني الذي يشكل قوة ضغط سياسية واقتصادية وإعلامية وانتخابية مؤثرة في سياسة البيت الأبيض.

2- واللوبي الرأسمالي للشركات العالمية،كشركة هالي بيرتون التي ثبت أن نائب الرئيس الأمريكي ديك شيني عضو في مجلس إدارتها،والتي تحصد المليارات من حربي أفغانستان والعراق،وغيرها من شركات صناعة وتجارة الأسلحة،التي لا تعيش ولا تنتعش إلا في أجواء الحروب والدمار!

3- واللوبي الكنائسي البروتستانتي الأمريكي الذي يبلغ أتباعه نحو ستين مليون عضو في الولايات المتحدة،ويشكل قوة مؤثرة في الرأي العام الأمريكي.

وقد اجتمعت مصالح هذه القوى الثلاث في هذه الحرب الاستعمارية:

فالدعم الرأسمالي من أجل السيطرة على منابع النفط والتحكم في الأسواق العربية والعالمية. والدعم الصهيوني لتأمين الوضع العسكري لصالح إسرائيل، والضغط باتجاه إخضاع دول المنطقة كلها للنفوذ الإسرائيلي.

والتأييد الكنائسي لدعم أنشطة التبشير في المنطقة كما يجري حاليا في أفغانستان والعراق حيث تشهدان نشاطا تبشيرا محموما،يكشف عن بعض أبعاد الحرب الجديدة القديمة على العالم الإسلامي والعربي ويفضح أهدافها.

ومع ذلك كله لم تجد أوربا بدا من الدخول في هذه الحرب الصليبية كما أعلنها بوش ـ مرارا ـ بمشاركة جيوش حلف الأطلسي في أفغانستان،ثم في العراق،تحت اسم قوات متعددة الجنسيات،ليعود الاحتلال الأوربي للعالم العربي والإسلامي من جديد بمساعدة الجيش الأمريكي،وكما احتلت بريطانيا وفرنسا العراق وسوريا،في الحرب العالمية الأولى،عادت اليوم لتحتل العراق،وتهدد سوريا،وبنفس الذرائع،كما وردت في البيان البريطاني الفرنسي المشترك المنشور في 9/11/1918 والذي جاء فيه ـ كما في الوثائق البريطانية الخاصة بالجزيرة العربية 5/499 ـ بأن الهدف من دخول القوات المشتركة في العراق وسوريا هو تحريرها من الظلم العثماني،وإقامة أنظمة وطنية ديمقراطية،وتحرير شعبيهما،وتنمية اقتصاديهما،وتشكيل حكومات وطنية تدير شئونهما!

وهو الشعار نفسه الذي رددته حكومتا بوش وتوني بلير في حربهما على العراق!

ثانيا:غياب الإرادة الشعبية العربية الحرة الموحدة:

فالمنطقة العربية ما تزال تعيش إشكالية الخريطة الاستعمارية البريطانية الفرنسية منذ الحرب العالمية الأولى،ومنذ اتفاقية سايكس بيكو،وما زالت شعوب العالم العربي تدفع ضريبة تلك الفترة الاستعمارية،وتعيش آثارها إلى اليوم،بفقدانها وحدتها القومية الطبيعية،وحيلولة أوربا الاستعمارية آنذاك،ووريثتها في المنطقة أمريكا الآن،دون قيام أي وحدة عربية،ووأد أي أنظمة عربية ترفض الهيمنة الغربية على المنطقة،ودعم الأنظمة الدكتاتورية الاستبدادية على حساب حرية شعوب المنطقة العربية وسيادتها واستقلالها،كدعم فرنسا للنظام العسكري في الجزائر،ودعم الولايات المتحدة للأنظمة الملكية والعسكرية الاستبدادية في كل من مصر وتونس والمشيخات في الخليج وغيرها من الحكومات التي لا تمثل شعوبها بقدر ما تمثل مظهرا من مظاهر الاستعمار الأجنبي الذي أقامها،ورسم حدودها منذ الحرب العالمية الأولى،والذي مازال يرعاها،وما زال المؤثر الرئيس في أوضاع المنطقة العربية كلها،خاصة بعد سقوط الاتحاد السوفيتي،وقد صرح الرئيس الأمريكي بوش بأن الولايات المتحدة هي التي كانت تدعم الأنظمة الدكتاتورية في العالم العربي منذ ستين سنة!بل وما زالت تدعمها بكل قوة إلى اليوم،وهي الحقيقة التي يعرفها ويعيشها ثلاثمائة مليون عربي منذ ستين سنة!

وهذا ما جعل الفجوة بين شعوب العالمين العربي والأوربي الغربي تزداد اتساعا وعمقا،مهما حاولت دول أوربا رفع شعارات دعم الديمقراطية وحقوق الإنسان،التي لم تعد في نظر المواطن العربي سوى شعارات زائفة تهدف إلى عودة الاستعمار العسكري والاقتصادي من جديد بنفس الحجج والذرائع القديمة!

ثالثا: تجاهل أوربا للأسباب الموضوعية للأزمة:

فمع أن الروابط التي تربط العالم العربي بالعالم الأوربي الغربي التي يمكن أن تساهم في تعزيز العلاقات بينهما أكثر من الروابط التي تربط بين العالم العربي وشعوب الشرق الأقصى ـ كالصين واليابان مثلا،التي لا يكاد يوجد أي إرث عدائي بينها وبين شعوب العالم العربي،بخلاف الحال مع أوربا ـ حيث التجاور الجغرافي بين الدول العربية والأوربية،ووجود القيم الدينية المشتركة بين الإسلام والمسيحية،وحيث المنطقة العربية هي مهد الديانات السماوية كلها،وموطن مقدساتها،ومنبع حضاراتها،كما تمثل المصالح الاقتصادية والتجارية حجر الزاوية في العلاقات بينهما،إلا أن كل تلك العوامل والروابط المشتركة غير قادرة على معالجة الأزمة الحالية والتخفيف من تداعياتها،بسبب غض الجانب الأوربي الطرف عن أسباب العداء الرئيسية التي ازدادت حدة منذ إعلان الحرب على أفغانستان والعراق!

ولن تستطيع أوربا أن تحقق أمنها واستقرارها ونموها على حساب جيرانها العرب،ولن تضمن الولايات المتحدة بقوتها العسكرية تحقيق الأمن لها في الوقت الذي يعيش العالم العربي الحرب والتدمير والقتل والتشريد في فلسطين والعراق،على يد الجيش الأمريكي والإسرائيلي بدعم عسكري ولوجستي ومادي من أوربا!

كما تعيش أكثر شعوب العالم العربي تحت قهر أنظمة دكتاتورية، تصادر أهم الحقوق والحريات الإنسانية والدستورية لشعوبها ومواطنيها، بدعم وتحالف بينها وبين الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وغيرها من الدول الأوربية!

ولا يمكن معالجة هذه الإشكالية ما لم تكن أوربا قادرة على المصارحة والمكاشفة ونقد الذات والاعتراف بجذور الأزمة التي كانت وراءها منذ الحرب العالمية الأولى إلى اليوم،ابتداء من استعمار العالم العربي،ثم تقسيمه،ثم الحيلولة دون وحدته،ودعم الأنظمة الدكتاتورية الحليفة لها،والتدخل في شئون شعوبه للحيلولة دون تغيير واقعها نحو مستقبل أفضل.

رابعا:خطر تنامي النفوذ الأمريكي الاستعماري:

ففي ظل العجز العربي الحكومي عن الوقوف أمام المشروع الاستعماري الأمريكي،وارتهان الموقف الأوربي للقرار الأمريكي،واندفاعه خلفه تحت ذريعة مكافحة الإرهاب ـ قبل تحديد معنى الإرهاب الذي تُشن الحرب الصليبية الجديدة للقضاء عليه ـ أصبح ازدياد النفوذ الأمريكي في المنطقة سبب أزمة،ومصدر خطر مؤكد على الطرفين العربي والأوربي،حيث يدفعان ثمنه باهظا باتساع الفجوة بينهما،وازدياد الشعور في أوساط شعوبهما بالعداء والحقد،بسبب الحروب الاستعمارية الصليبية الجديدة التي تشنها الولايات المتحدة وأوربا خلفها على العالم العربي والإسلامي،للسيطرة عليه بدعوى الحرب على الإرهاب،وردة الفعل العنيفة التي نتجت عن هذه الحرب،حتى صارت أوربا نفسها مسرحا لعمليات الانتقام،وأصبحت تعيش فزعا أمنيا لم تكن تعيشه من قبل تورطها في هذه الحرب الاستعمارية.
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
  #2  
قديم 14-12-2005, 05:45 AM
زومبي زومبي غير متصل
Banned
 
تاريخ التّسجيل: Dec 2005
المشاركات: 664
إفتراضي

وتكمن خطورة المشروع الأمريكي في المنطقة في أنه لا يدع لشعوب العالم العربي والإسلامي أي خيار أمامها للتفاهم أو التفاوض معه،لمعرفة ما هي المشكلة التي يمكن تقريب وجهات النظر حولها،فالمشروع الأمريكي للشرق الأوسط الكبير ـ الذي يقوم على أنقاض المشروع البريطاني الفرنسي للشرق الأوسط بعد الحرب العالمية الأولى ـ كما عبر عن ملامحه كل من الرئيس الأمريكي السابق نيكسون في كتابيه (ما بعد السلام)،و(الفرصة السانحة)،ومستشار الأمن القومي الأمريكي السابق بيرجنسكي في كتابه(رقعة الشطرنج)،بل وما دعا إليه رئيس الوزراء الإسرائيلي السابق شمعون بيريز في كتابه(الشرق الأوسط الجديد) الذي تتطابق وجهات نظره معهما،وهو ما يتم تنفيذه اليوم على أرض الواقع ـ يقوم على:

1- ضرورة إقامة قواعد عسكرية دائمة للولايات المتحدة في المنطقة العربية،أي احتلالها بشكل عسكري مباشر،وهو ما دعا إليه نيكسون صراحة،وهذا ما تقوم الإدارة الحالية بتنفيذه بحذافيره،بدعوى تأمين مصالح الولايات المتحدة في المنطقة،حيث أصبحت قواعدها العسكرية تنتشر على نحو خطير من أدنى العالم العربي إلى أقصاه،كمظهر من مظاهر فقدان دول المنطقة لسيادتها واستقلالها.

2- القضاء على الحركات الأصولية داخل العالم العربي والإسلامي،بدعوى أنها تمثل خطرا دائما على إسرائيل وعملية السلام في المنطقة،وهو ما دعا إليه بيريز الذي دعا قبل عشر سنوات إلى قيام تحالف عالمي لتحقيق هذا الغرض،وهو ما تم فعلا على أرض الواقع،بقيام تحالف دولي لمكافحة الإرهاب قبل تحديد مفهوم قانوني له،أي إشغال العالم العربي في صراع وحرب أهلية داخلية بين الحكومات وشعوبها لتجفيف منابع الأصولية،في الوقت الذي تسيطر الأصولية اليهودية على الحكومة في إسرائيل،والأصولية المسيحية على الولايات المتحدة وكثير من دول أوربا!

ولا يُعرف على وجه التحديد ما المقصود بالأصولية؟وكيف يمكن مواجهتها؟وتحت أي مبدأ قانوني يمكن مصادرة حقها في ممارسة نشاطها الفكري والسياسي السلمي في دولها؟ لقد تم تحت شعار مكافحة التطرف والأصولية إغلاق المعاهد الدينية ومراكز تحفيظ القرآن في كثير من البلدان الإسلامية،وإغلاق كثير من الجمعيات الخيرية للإغاثة الإنسانية،وهو ما أدى إلى تأكيد أهداف هذه الحرب في نظر شعوب العالم العربي والإسلامي،وأنها تستهدف الإسلام والمسلمين،وليس التطرف والمتطرفين!

كما أكدت صحة نظرية هنتنغتون في كتابه (صدام الحضارات) من أن مشكلة العالم الغربي وأمريكا ليست مع الأصولية الإسلامية،بل مع الإسلام كدين وقيم يصطدمان بالفلسفة والقيم الغربية التي تقوم عليها الحضارة الأوربية اليوم!

وقد أكد ذلك أستاذ علم الاجتماع السياسي في جامعة كنت في بريطانيا فرانك فريدي حيث تنبأ قبل أحداث 11 سبتمبر بسنوات في مقابلة مع مجلة إيمباك بأن العالم الغربي يشهد حالة من الخوف والهلع من الإسلام سيتحول إلى حرب على العالم الإسلامي تحت ذريعة مكافحة الإرهاب،وأنه كما قال(لن يمضي وقت طويل حتى يصبح الخوف من الإسلام عملة رائجة في العالم كله حتى في مناطق لم يصل إليها الإسلام بعد،وستتحول الحكومات العربية والإسلامية بضغط من الدول الغربية إلى مخافر شرطة لمطاردة الإسلاميين بحجة مكافحة الإرهاب)!!

3- ضرب أي قوة عسكرية في المنطقة،وتفكيك قدراتها العسكرية،كما حدث للعراق وليبيا،والحيلولة دون حصول المنطقة العربية والإسلامية على التكلونوجيا العسكرية المتطورة بدعوى أنها تشكل خطرا على إسرائيل،وهو ما يجري الآن مع إيران وملفها النووي السلمي،وهو ما دعا إليه نيكسون وبيريز في كتابيهما،في الوقت الذي تمتلك فيه إسرائيل أسلحة نووية،وأسلحة دمار شاملة دون أن تواجه أي مشكلة!

4- الحيلولة دون توحيد العالم العربي،والعمل على ترسيخ حالة الانقسام والتشرذم التي تعيشها دول المنطقة،في الوقت الذي تدعم فيه أمريكا الاتحادات العالمية الاقتصادية و السياسية في أوربا وأسيا،وهو ما دعا إليه بيرجنسكي صراحة حيث حذر في كتابه من خطورة قيام وحدة عربية،بل وأكد ضرورة إبقاء العالم العربي على ما هو عليه من تقسيم منذ الحرب العالمية الأولى!

5- التدخل المباشر في كل شئون دول المنطقة ابتداء من الشئون السياسية فالاقتصادية فالقانونية إلى تعديل مناهج التربية والتعليم،والتدخل في الشئون الدينية،دون مراعاة خصوصية دول المنطقة وحساسية شعوبها،لتكتشف شعوب العالم العربي من المحيط الأطلسي إلى الخليج العربي أن حكوماتها قد فقدت استقلالها،ولم تعد تملك قرارها السيادي،وتحولت إلى قواعد عسكرية،ومخافر شرطة أمريكية،لتشتغل بالتضييق على شعوبها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب،وليتحول العالم العربي في نظر الشعوب العربية إلى سجن كبير لخدمة المشروع الأمريكي الاستعماري في المنطقة!

لقد بدأت الولايات المتحدة حربها تحت ذريعة مكافحة الإرهاب،لتكتشف شعوب العالم العربي والإسلامي بعد ثلاث سنوات من قيام هذه الحملة الصليبية الاستعمارية الجديدة التي يقودها بوش أن الهدف كما صرح به الرئيس الأمريكي في رمضان الماضي هو الحيلولة دون قيام إمبراطورية إسلامية تمتد من المغرب إلى أندونيسيا،ولمنع المتطرفين في هذه الدول من الوصول للسلطة!!

أي أن الحرب الصليبية الجديدة التي تشنها الولايات المتحدة على العالم العربي والإسلامي ستظل حربا مفتوحة زمانا ومكانا وأهدافا! فأصبح العالم العربي والإسلامي كله مسرحا لعملياتها العسكرية من المغرب إلى أندونيسيا،كما ستظل الحرب قائمة دون تحديد مدة زمنية تقف عندها،ولتشمل أهدافها تفكيك القدرات العسكرية لدولها وتحجيمها،والحيلولة دون وصول الأصولية الإسلامية للسلطة ولو عن طريق صناديق الانتخابات واختيار شعوبها لها،كما تشمل أهدافها تغيير مناهج التربية والتعليم التي تتعارض مع القيم والمفاهيم والثقافة الغربية،وفتح الأسواق أمام المنتجات الأمريكية،والسيطرة على منابع النفط،وإغلاق الجمعيات الخيرية،ومنع أي نشاط إسلامي خيري أو دعوي في دول كثيرة...الخ

وهذا المخطط والمشروع الاستعماري الجنوني لا يجعل للشعوب العربية والإسلامية أي خيار أمامها سوى خيار الرفض والمواجهة والمجابهة له،هذا المشروع الذي سيتحطم على صخرة الواقع،لكن بعدما تدفع شعوب العالم ضريبة هذه الحرب المجنونة،التي يؤججها المطامع الإمبريالية الاستعمارية،والحقد الديني الذي يدفع الرئيس الأمريكي لشن هذه الحملة الصليبية المسعورة!

إن كل ما سبق ذكره باختصار يقتضي ضرورة قرع الأجراس،ودق نواقيس الخطر ليبادر السياسيون والمفكرون والمهتمون في العالمين العربي والغربي إلى دراسة أسباب جذور الأزمة الحالية بكل موضوعية وحيادية،ودراسة آثار هذه الحرب الجديدة على العلاقات الأوربية العربية في ظل غياب إرادة الشعوب في كلا العالمين العربي والغربي،حيث تعيش الحكومات الغربية حالة من الارتهان للقرار الأمريكي مهما تفاوتت حدة هذه الحالة،كما لا تمثل الحكومات العربية الاستبدادية إرادة شعوبها،وتفتقد إلى أدنى درجات القدرة على الممانعة أمام التدخل الأجنبي في شئونها الداخلية والخارجية،مما يدفع الشعوب العربية،إلى تجاوز حكوماتها التي لا تعبر عن طموحاتها وإرادتها،والوقف مع خيار المقاومة،ودعم كل من يحمل هذا الشعار،في فلسطين والعراق،وفي كل جبهات المواجهة الظاهرة والخفية العسكرية والسياسية والإعلامية والفكرية مع الحملة الاستعمارية الصليبية الجديدة،مما سيكون له تداعياته الخطيرة في المستقبل على مصالح الدول الأوربية في العالم العربي بعد سقوط المشروع الأمريكي وفشله في تحقيق أهدافه،وستدفع شعوب أوربا ودولها ضريبة حرب لم يكن لها أي مصلحة في خوضها،وكان بإمكانها تأمين مصالحها مع العالم العربي وتعزيزها وتطويرها لصالح شعوبهما،دون التورط في دعم المشروع الاستعماري الأمريكي للمنطقة،ومازال بالإمكان تعزيز فرص التفاهم بينهما بما يمتلكانه من قيم دينية وإنسانية مشتركة،ومصالح اقتصادية وتجارية مشتبكة،والتي يمكن لها أن تسهم بشكل كبير في تخفيف حدة التوتر،وطرح حلول أعقل،لضمان مستقبل أفضل للعالمين العربي والغربي،بعيدا عن الحروب والدمار،والبؤس والشقاء الذي خلفه الحقد الأعمى الذي يسيطر على تجار الحروب وسماسرة الموت والخراب،الذين مازالوا يعيشون عقلية رجال الكابوي ورعاة البقر،حتى صار العالم كله رهينة لمشروعهم السياسي!

إن على العالمين العربي والغربي مهمة كبرى في الوقوف صفا واحدا ضد عودة الاستعمار الجديد تحت أي ذريعة كانت،ورفض كل أشكال التطرف والإرهاب من أي جهة صدر،من الأفراد أو الجماعات،ومن الدول أو المنظمات،خاصة الإرهاب الدولي المنظم الذي كشفته أحداث حرب احتلال أفغانستان والعراق وفلسطين،وجرائم تعذيب الإنسان في معتقلات غونتنامو وأبو غريب،ومشاهد تدمير المدن والقرى العراقية الذي مازال مستمرا إلى اليوم،والتي تتعارض مع كل المواثيق الدولية واتفاقيات حقوق الإنسان،التي كفلت للشعوب حق مقاومة الاحتلال الأجنبي،وحق الدفاع عن نفسها بكل الوسائل المشروعة،هذه الاتفاقيات التي يجب تعزيزها لتحقيق الأمن والسلم والاستقرار لكل شعوب العالم.

المصدر: الموقع الرسمي للحزب http://www.ommah.net
__________________
نراع إذا الجنائز قابلتنا *** ونلهو حين تختفي ذاهبات
كروعة قلة لظهور ذئب *** فلما غاب عادت راتعـــــات
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م