هالة من الهلع تجتاح دولة البقر

[صقر النماص]

د حبيب بن معلا 30-1-2006 02:21

هذا الذي جرى في هذه الأيام الفائتة من هبة عارمة في أوساط المسلمين في هذا البلد بالذات نصرة لنبي الرحمة والملحمة محمد صلى الله عليه وسلم ودفاعا عن عرضه الشريف بأبي هو وأمي أثلج الصدر وشفى الفؤاد ..
لقد ظهر المعدن الحقيقي للسعوديين ؛ حيث وقفوا في الصف الأول بين المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها دفاعا عن نبيهم رسول الهدى محمد صلى الله عليه وسلم .. وقفوا حكومة وشعبا .. ليقولوا للمدنية الأوروبية الزائفة كفى تشدقا بهذه الحرية المزعومة وزموا سفهاءكم أن يقعوا في الجناب الشريف وإلا فويل لكم وويل لهم .. وإن دنيانا وأرواحنا وأموالنا وأولادنا لتهون في جنب الله ودفاعا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم..

نعم .. هذا هو الشعب السعودي الحقيقي برغم الحملة الإعلامية القذرة التي تقودها الفضائيات والصحف لتذويب الهوية الإسلامية لهذا المجتمع الطاهر .. وبرغم السعي الكبير لترويج القيم الغربية الشوهاء التي تمنح الإلحاد والفجور الضوء الأخضر باسم الحرية .. وبرغم هذا السيل النتن من الروايات والبرامج الفضائية والمسلسلات والكتابات الأدبية لتشويه صورة السعودي المسلم المعتز بإسلامه وإيمانه ولترسيخ القيم الإلحادية .. برغم هذا كله ظهرت حقيقة المجتمع السعودي..و انتفض السعوديون ومن ورائهم المسلمون كلهم انتفاضة الليث المضرى وقالوا : لا.. بملء أفواههم ومن أعماق قلوبهم .. ولم يكتفوا بذلك .. بل قاطعوا بشكل جماعي منتجات هذه الدويلة ..وتمالأ سياسيوهم وتجارهم وعلماؤهم وعامتهم وذكورهم وإناثهم على هذا العمل النبيل .. يحركهم إيمان وقر في قلوبهم يصدقه العمل وحب لرسول الله صلى الله عليه وسلم خالط بشاشات قلوبهم..

نعم .. لم تعد الصحف المنحرفة تملك شيئا أمام هذه العاطفة الهادرة الجياشة وأسقط في أيديها وهي ترى حب الناس لدينهم بعد أن حاولت صرفهم عنه سنين متعاقبة .. فيالله ماأروع هذا الشعب بقادته الأطهار وعلمائه الأبرار ورجاله ونسائه الأخيار ..

إن الناظر بعمق يرى أن الأمةلا تتحرك إلا بالإسلام ولا تختار غير الإسلام مهما صرفت عنه ومهما تعددت مظاهر القمع الليبرالي الوحشي المسيطر على وسائل الإعلام في العالم العربي للصدعنه.. وهو مصداق لحديث النبي صلى الله عليه وسلم : (ليبلغن هذا الأمر مابلغ الليل والنهار ولايترك الله بيت مدر ولا وبر إلا أدخله هذا الدين بعز عزيز أو بذل ذليل عزا يعز الله به الإسلام وأهله وذلا يذل الله به الكفر وأهله)..فالمستقبل لهذا الدين وإن رغمت أنوف ملاحدة الإعلام المعاصر ..

وإن هذا الشعب الذي تمتد أيادي بنيه الخيرة إلى أصقاع الدنيا لهو شعب مبارك موفق .. وإن إعلامه ليخونه خيانة قاسية حين لايبرز هذه الجهود وإنما يحتفل بالساقطين التافهين الذي لاخلق فيهم ولاحياء..ولك أن تنظر أيها القارئ الكريم في أي منشط دعوي أو إغاثي أو تعليمي في أي بقعة من العالم فإنك واجدٌ لهذاا لبلد نصيبا فيه .. ولقد زرت مرة قرية نائية في أقصى شمال سومطرة بعيدة عن الناس فوجدت فيها مسجدا فيه مصاحف مجمع الملك فهد رحمه الله ومنشورات الإفتاء ومطبوعات الراجحي الخيرية .. وسمعت عن أثرياء وامراء سعوديين يقطعون المفازات لإيصال صدقاتهم لمستحقيها .. وغير بعيد عن أذهاننا ذلك الشيخ السعودي الثمانيني الذي أخذ ملايينه وأصر أن يوزعها بنفسه على متضرري زلزال باكستان وكشمير برغم المشقة وبعد الطريق .. والأمثلة كثيرة جدا ..

إن هذا الشعب يحركه الإيمان ولا يأبه لهرطقات منحرفي الصحافة ؛ ولهذا فهو لم يأبه للطنطنة التي يتهته بها المنحرفون المنادون بحرية القول والإبداع .. لقد آذى الحداثيون والمنحرفون أسماعنا بهذه الحرية الخيالية وكانوا يستشهدون بالحرية في هذه الدول الاسكندنافية رغم أنها حرية زائفة وإلا لو أن (الكاريكاتير ) كان يسخر من اليهود ويكذب مايسمى المحرقة النازية لحوكم رئيس التحرير ولتعرض لأبشع أنواع القمع مع أنها حرية تعبير كما يزعمون.. بل كان حداثيونا يزعمون أن الأدب لايكتمل إلا بهذه الحرية حتى يقعوا في كل محذور .. وطبقوا هذا بأنفسهم فكتبوا روايات ساقطة وزوروا أدبا منحرفا فما زادهم هذا من ربهم إلا بعدا ومن شعبهم إلا سقوطا وترديا ؛ وقد ظهر هذا واضحا في هذه الغضبة المباركة حين قال الشعب السعودي بوضوح: لا للكفر حتى لو كان في نص أدبي أوعمل إبداعي..

إن ماجرى من تعد من الصحافة الدانماركية على الجناب الشريف يقع مثله في مواقع إنترنتية وقنوات وصحف يجب أن تواجه بمثل ماووجهت به دويلة الدانمارك.. وإن الطغيان الأمريكي أعظم وأفدح فيجب أن يواجه بأضعاف ماووجه به الدانماركيون ..

وهاهنا عتابان : الأول : لهؤلاء الذين لانشك في غيرتهم ولكنهم يهونون من شأن المقاطعة فنقول لهم : دعوا الناس ليعبروا عن مشاعرهم وينصروا دينهم حسب استطاعتهم ولا تستعجلوا في الجدوى ..

الثاني : لهؤلاء الذين لم يصدر منهم أي مشاركة في هذا السياق كهيئة الصحافيين السعوديين وجمعية حقوق الإنسان .. ننتظر الخيرمنكم ..

والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون ..