مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم العام > الخيمة السياسية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 22-06-2006, 04:27 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي صلح الحديبية .. دروس وعبر .. وسياسة ..


في " الصحيحين " عن أنس رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم ( اعتمر أربع عمر كلهن في ذي القعدة ) .. فذكر منها عمرة الحديبية . والتي استنفر فيها العرب ومن حوله من البوادي ليخرجوا معه واصحابه رضوان الله عليهم يريدون العمرة , وتحركوا في اتجاه مكة ولم يخرجوا بسلاح الا سلاح المسافر , والسيوف في القرب ، وكانوا الف واربعمائة رجل ..

فلما كانوا بذي الحليفة قلد رسول الله صلى الله عليه وسلم الهدي وأشعره وأحرم بالعمرة وبعث بين يديه عينا له من خزاعة يخبره عن قريش حتى إذا كان قريبا من عسفان أتاه عينه فقال إني تركت كعب بن لؤي قد جمعوا لك الأحابيش وجمعوا لك جموعا وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ومانعوك واستشار النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه وقال أترون أن نميل إلى ذراري هؤلاء الذين أعانوهم فنصيبهم فإن قعدوا قعدوا موتورين محروبين وإن يجيئوا تكن عنقا قطعها الله أم ترون أن نؤم البيت فمن صدنا عنه قاتلناه ؟ فقال أبو بكر : الله ورسوله أعلم إنما جئنا معتمرين ولم نجئ لقتال أحد ولكن من حال بيننا وبين البيت قاتلناه فقال النبي صلى الله عليه وسلم فروحوا إذا فراحوا حتى إذا كانوا ببعض الطريق قال النبي صلى الله عليه وسلم " إن خالد بن الوليد بالغميم في خيل لقريش طليعة فخذوا ذات اليمين " فوالله ما شعر بهم خالد حتى إذا هم بقترة الجيش فانطلق يركض نذيرا لقريش وسار النبي صلى الله عليه وسلم حتى إذا كان بالثنية التي يهبط عليهم منها بركت به راحلته فقال الناس حل حل فألحت فقالوا : خلأت القصواء خلأت القصواء فقال النبي صلى الله عليه وسلم ما خلأت القصواء وما ذاك لها بخلق ولكن حبسها حابس الفيل ثم قال والذي نفسي بيده لا يسألوني خطة يعظمون فيها حرمات الله إلا أعطيتهم إياها ثم زجرها فوثبت به فعدل حتى نزل بأقصى الحديبية على ثمد قليل الماء إنما يتبرضه الناس تبرضا فلم يلبثه الناس أن نزحوه فشكوا إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم العطش فانتزع سهما من كنانته ثم أمرهم أن يجعلوه فيه قال فوالله ما زال يجيش لهم بالري حتى صدروا عنه ..

وفزعت قريش لنزوله عليهم فأحب رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبعث إليهم رجلا من أصحابه فدعا عمر بن الخطاب ليبعثه إليهم فقال يا رسول الله ليس لي بمكة أحد من بني كعب يغضب لي إن أوذيت فأرسل عثمان بن عفان فإن عشيرته بها وإنه مبلغ ما أردت فدعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فأرسله إلى قريش وقال أخبرهم أنا لم نأت لقتال وإنما جئنا عمارا وادعهم إلى الإسلام وأمره أن يأتي رجالا بمكة مؤمنين ونساء مؤمنات فيدخل عليهم ويبشرهم بالفتح ويخبرهم أن الله عز وجل مظهر دينه بمكة حتى لا يستخفى فيها بالإيمان فانطلق عثمان فمر على قريش ببلدح فقالوا : أين تريد ؟ فقال بعثني رسول الله صلى الله عليه وسلم أدعوكم إلى الله وإلى الإسلام وأخبركم أنا لم نأت لقتال وإنما جئنا عمارا فقالوا : قد سمعنا ما تقول فانفذ لحاجتك وقام إليه أبان بن سعيد بن العاص فرحب به وأسرج فرسه فحمل عثمان على الفرس وأجاره وأردفه أبان حتى جاء مكة وقال المسلمون قبل أن يرجع عثمان ؟ خلص عثمان قبلنا إلى البيت وطاف به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم ما أظنه طاف بالبيت ونحن محصورون " فقالوا : وما يمنعه يا رسول الله وقد خلص ؟ قال ( ذاك ظني به ألا يطوف بالكعبة حتى نطوف معه ) ..

واختلط المسلمون بالمشركين في أمر الصلح فرمى رجل من أحد الفريقين رجلا من الفريق الآخر وكانت معركة وتراموا بالنبل والحجارة وصاح الفريقان كلاهما وارتهن كل واحد من الفريقين بمن فيهم وبلغ رسول الله صلى الله عليه وسلم أن عثمان قد قتل فدعا إلى البيعة فثار المسلمون إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو تحت الشجرة فبايعوه على ألا يفروا فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم بيد نفسه وقال هذه عن عثمان .

ولما تمت البيعة رجع عثمان فقال له المسلمون اشتفيت يا أبا عبد الله من الطواف بالبيت فقال بئس ما ظننتم بي والذي نفسي بيده لو مكثت بها سنة ورسول الله صلى الله عليه وسلم مقيم بالحديبية ما طفت بها حتى يطوف بها رسول الله صلى الله عليه وسلم ولقد دعتني قريش إلى الطواف بالبيت فأبيت فقال المسلمون رسول الله صلى الله عليه وسلم كان أعلمنا بالله وأحسننا ظنا .

وكان عمر آخذا بيد رسول الله صلى الله عليه وسلم للبيعة تحت الشجرة فبايعه المسلمون كلهم إلا الجد بن قيس .. وكان معقل بن يسار آخذا بغصنها يرفعه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم وكان أول من بايعه أبو سنان الأسدي .. وبايعه سلمة بن الأكوع ثلاث مرات في أول الناس وأوسطهم وآخرهم ...

فبينما هم كذلك إذ جاء بديل بن ورقاء الخزاعي في نفر من خزاعة وكانوا عيبة نصح رسول الله صلى الله عليه وسلم من أهل تهامة فقال إني تركت كعب بن لؤي وعامر بن لؤي نزلوا أعداد مياه الحديبية معهم العوذ المطافيل وهم مقاتلوك وصادوك عن البيت ...

قال رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ( إنا لم نجئ لقتال أحد ولكن جئنا معتمرين وإن قريشا قد نهكتهم الحرب وأضرت بهم فإن شاءوا ماددتهم ويخلوا بيني وبين الناس وإن شاءوا أن يدخلوا فيما دخل فيه الناس فعلوا وإلا فقد جموا وإن هم أبوا إلا القتال فوالذي نفسي بيده لأقاتلنهم على أمري هذا حتى تنفرد سالفتي أو لينفذن الله أمره ) ..

فقال بديل سأبلغهم ما تقول فانطلق حتى أتى قريشا فقال إني قد جئتكم من عند هذا الرجل وقد سمعته يقول قولا فإن شئتم عرضته عليكم . فقال سفهاؤهم لا حاجة لنا أن تحدثنا عنه بشيء . وقال ذوو الرأي منهم هات ما سمعته قال سمعته يقول كذا وكذا . فحدثهم بما قال النبي صلى الله عليه وسلم .. فبعثت قريش .. مكرز بن حفص .. فلما أشرف عليهم قال النبي صلى الله عليه وسلم هذا رجل غادر .. فلما جاء وتكلم قال له مثل ماقال لبديل واصحابه .

فقال رجل من بني كنانة دعوني آته فقالوا : ائته فلما أشرف على النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه . قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا.. الحليس بن علقمه .. وهو من قوم يعظمون البدن فابعثوها له فبعثوها له واستقبله القوم يلبون فلما رأى ذلك قال " سبحان الله ما ينبغي لهؤلاء أن يصدوا عن البيت فرجع إلى أصحابه فقال رأيت البدن قد قلدت وأشعرت وما أرى أن يصدوا عن البيت ..فـردت عليه قريش بكبرياء وغطرسة: (اجلس إنما أنت أعرابي لا علم لك) فغضب (الحُلَيْس) وقال: يا معشر قريش! والله ما على هذا حالفناكم! أيُصدُّ عن بيت الله من جاء معظِّماً له؟ والذي نفس الحليس بيده! لَتُخَلُّنَّ بين محمد وبين ما جاء له أو لأنفرنَّ بالأحابيش نفرةً رجلٍ واحد»، قالوا: مَهْ، كُفّ عنا حتى نأخذ لأنفسنا ما نرضى به.

فقال عروة بن مسعود الثقفي : دعوني آته فقالوا : ائته فأتاه فجعل يكلمه فقال له النبي صلى الله عليه وسلم نحوا من قوله لبديل ..
فرجع عروة إلى أصحابه فقال أي قوم والله لقد وفدت على الملوك على كسرى وقيصر والنجاشي والله ما رأيت ملكا يعظمه أصحابه ما يعظم أصحاب محمد محمدا والله إن تنخم نخامة إلا وقعت في كف رجل منهم فدلك بها وجهه وجلده وإذا أمرهم ابتدروا أمره وإذا توضأ كادوا يقتتلون على وضوئه وإذا تكلم خفضوا أصواتهم عنده وما يحدون إليه النظر تعظيما له وقد عرض عليكم خطة رشد فاقبلوها ...

وعرفت قريش ضيق الموقف ، فأسرعت الى بعث .. سهيل بن عمرو ..
فلما رآه رسول صلى الله عليه وسلم قال .. ( قد سهل لكم أمركم ) .. اراد القوم الصلح حين بعثوا هذا الرجل ..
فجاء سهيل وتكلم طويلا ثم اتفقا على شروط الصلح ..
فقال هات اكتب بيننا وبينكم كتابا فدعا الكاتب فقال " اكتب بسم الله الرحمن الرحيم " . فقال سهيل أما الرحمن فوالله ما ندري ما هو ولكن اكتب باسمك اللهم كما كنت تكتب فقال المسلمون والله لا نكتبها إلا بسم الله الرحمن الرحيم فقال النبي صلى الله عليه وسلم اكتب باسمك اللهم " ثم قال اكتب هذا ما قاضى عليه محمد رسول الله فقال سهيل فوالله لو كنا نعلم أنك رسول الله ما صددناك عن البيت ولا قاتلناك ولكن اكتب محمد بن عبد الله ..فقال النبي صلى الله عليه وسلم إني رسول الله وإن كذبتموني .ولكن .. اكتب محمد بن عبد الله على أن تخلوا بيننا وبين البيت فنطوف به " فقال سهيل والله لا تتحدث العرب أنا أخذنا ضغطة ولكن ذلك من العام المقبل ..
فكتب فقال سهيل على أن لا يأتيك منا رجل وإن كان على دينك إلا رددته إلينا فقال المسلمون سبحان الله كيف يرد إلى المشركين وقد جاء مسلما بينا هم كذلك إذ جاء أبو جندل بن سهيل بن عمرو يرسف في قيوده قد خرج من أسفل مكة حتى رمى بنفسه بين ظهور المسلمين فقال سهيل هذا يا محمد أول ما أقاضيك عليه أن ترده إلي فقال النبي صلى الله عليه وسلم " إنا لم نقض الكتاب بعد فقال فوالله إذا لا أصالحك على شيء أبدا فقال النبي صلى الله عليه وسلم " فأجزه لي " قال ما أنا بمجيزه لك . قال " بلى فافعل " قال ما أنا بفاعل . فقال أبو جندل يا معشر المسلمين أرد إلى المشركين وقد جئت مسلما ألا ترون ما لقيت وكان قد عذب في الله عذابا شديدا .

قال عمر بن الخطاب : والله ما شككت منذ أسلمت إلا يومئذ فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت يا رسول الله صلى الله عليه وسلم ألست نبي الله حقا ؟
قال بلى .
قلت ألسنا على الحق وعدونا على الباطل ؟ قال بلى .
فقلت علام نعطي الدنية في ديننا إذا ونرجع ولما يحكم الله بيننا وبين أعدائنا ؟
فقال إني رسول الله وهو ناصري ولست أعصيه .
قلت أولست كنت تحدثنا أنا سنأتي البيت ونطوف به ؟ قال " بلى أفأخبرتك أنك تأتيه العام ؟ "
قلت لا . قال " فإنك آتيه ومطوف به " .
قال فأتيت أبا بكر فقلت له كما قلت لرسول الله صلى الله عليه وسلم ورد علي أبو بكر كما رد علي رسول الله صلى الله عليه وسلم سواء ... وزاد فاستمسك بغرزه حتى تموت فوالله إنه لعلى الحق .


وجرى الصلح بين المسلمين وأهل مكة على وضع الحرب عشر سنين وأن يأمن الناس بعضهم من بعض وأن يرجع عنهم عامه ذلك حتى إذا كان العام المقبل قدمها وخلوا بينه وبين مكة فأقام بها ثلاثا وأن لا يدخلها إلا بسلاح الراكب والسيوف في القرب وأن من أتانا من أصحابك لم نرده عليك ومن أتاك من أصحابنا رددته علينا وأن بيننا وبينك عيبة مكفوفة وأنه لا إسلال ولا إغلال فقالوا : يا رسول الله نعطيهم هذا ؟ فقال من أتاهم منا فأبعده الله ومن أتانا منهم فرددناه إليهم جعل الله له فرجا ومخرجا ..

آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 22-06-2006 الساعة 05:11 AM.
  #2  
قديم 22-06-2006, 04:28 AM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

ولما فرغ رسول الله صلى الله عليه وسلم من قضية الكتاب قال رسول الله صلى الله عليه وسلم قوموا فانحروا ثم احلقوا فوالله ما قام منهم رجل واحد حتى قال ذلك ثلاث مرات فلما لم يقم منهم أحد قام فدخل على أم سلمة فذكر لها ما لقي من الناس فقالت أم سلمة يا رسول الله أتحب ذلك ؟ اخرج ثم لا تكلم أحدا منهم كلمة حتى تنحر بدنك وتدعو حالقك فيحلقك فقام فخرج فلم يكلم أحدا منهم حتى فعل ذلك نحر بدنه ودعا حالقه فحلقه فلما رأى الناس ذلك قاموا فنحروا وجعل بعضهم يحلق بعضا حتى كاد بعضهم يقتل بعضا غما ..

ثم رجع إلى المدينة وفي مرجعه أنزل الله عليه ( إنا فتحنا لك فتحا مبينا ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخر ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما وينصرك الله نصرا عزيزا ) ..

فقال عمر أوفتح هو يا رسول الله ؟ قال نعم فقال الصحابة هنيئا لك يا رسول الله فما لنا ؟ فأنزل الله عز وجل ( هو الذي أنزل السكينة في قلوب المؤمنين ) ..

فلما وصل إلى المدينة جاءه أبو بصير رجل من قريش مسلما فأرسلوا في طلبه رجلين وقالوا : العهد الذي جعلت لنا فدفعه إلى الرجلين فخرجا به حتى بلغا ذا الحليفة فنزلوا يأكلون من تمر لهم فقال أبو بصير لأحد الرجلين والله إني لأرى سيفك هذا جيدا فاستله الآخر فقال أجل والله إنه لجيد لقد جربت به ثم جربت فقال أبو بصير : أرني أنظر إليه فأمكنه منه فضربه به حتى برد وفر الآخر يعدو حتى بلغ المدينة فدخل المسجد فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم حين رآه " لقد رأى هذا ذعرا " فلما انتهى إلى النبي صلى الله عليه وسلم قال قتل والله صاحبي وإني لمقتول فجاء أبو بصير فقال يا نبي الله قد والله أوفى الله ذمتك قد رددتني إليهم فأنجاني الله منهم فقال النبي صلى الله عليه وسلم " ويل أمه مسعر حرب لو كان له أحد " فلما سمع ذلك عرف أنه سيرده إليهم فخرج حتى أتى سيف البحر وينفلت منهم أبو جندل بن سهيل فلحق بأبي بصير فلا يخرج من قريش رجل قد أسلم إلا لحق بأبي بصير حتى اجتمعت منهم عصابة فوالله لا يسمعون بعير لقريش خرجت إلى الشام إلا اعترضوا لها فقتلوهم وأخذوا أموالهم فأرسلت قريش إلى النبي صلى الله عليه وسلم تناشده الله والرحم لما أرسل إليهم فمن أتاه منهم فهو آمن فأنزل الله عز وجل ( وهو الذي كف أيديهم عنكم وأيديكم عنهم ببطن مكة من بعد أن أظفركم عليهم ) ..


انتهت اهم احداث تلك القضية .. وتعلم المسلمون منها الكثير من الدروس والمواعظ .. واتضح لكثير من العلماء العديد من الفوائد .. فدعونا نبين بعض مايستفاد منها .. حسب ما اقره الكثير من اهل العلم ..

تفرغ المسلمون بعدها لمحاربة اليهود في خيبر , وكذلك وصلت الدعوة في زمن الهدنه الى كثير من البلدان المجاوره .. وأمنت المسلمون شر قريش ..

وأرهبت قوة جيش المسلمين قريشا عندما استطاع رسول الله صلى الله عليه وسلم .. ان يباغتهم وعلى رأسهم خالد بن الوليد ..

كما انها دلت على ضرورة الاحتياط واخذ الحذر والحرص على السلامة بتغيير اتجاهه واتباعه مسلكا وطريقا وعر .. واقراره صلى الله عليه وسلم لصلاة الخوف . للحرص على حياة المسلمين

وكذلك بينت أنه لابأس بالاستعانة بالمشرك المأمون في الجهاد عند الحاجة . وفيه من المصلحة أنه أقرب إلى اختلاطه بالعدو وأخذه أخبارهم

وكذلك في قصة الحليس بن علقمة نجح عليه الصلاة والسلام في زعزعة صف العدو .. وتفكيك قوته ..


قال ابن القيم : ومن الفوائد في صلح الحديبية أن المشركين وأهل البدع والفجور والبغاة والظلمة إذا طلبوا أمراً يعظمون فيه حرمةً من حرمات الله ـ تعالى ـ أجيبوا إليه وأُعطوه وأعينوا عليه، وإن منعوا غيره، فيُعانون على ما فيه تعظيم حرمات الله لا على كفرهم وبغيهم، ويُمنعون مما سوى ذلك؛ فكل من التمس المعاونة على محبوبٍ لله ـ تعالى ـ مُرْضٍ له أجيب إلى ذلك كائناً من كان ما لم يترتب على ذلك المحبوب مبغوض لله أعظم منه، وهذا من أدق المواضع وأصعبها وأشقها على النفوس ..وكذلك .. أن مصالحة المشركين ببعض ما فيه ضيم على المسلمين جائزة للمصلحة الراجحة، ودفع ما هو شرٌّ منه، ففيه دفعُ أعلى المفسدتين باحتمال أدناهما ..

وهكذا يكون الفقه في التنازلات تحقيق المصلحة الكبرى، وإن وقع مفسدة أقل ...

ولقد جاءته نساء مؤمنات منهن أم كلثوم بنت عقبة بن أبي معيط فجاء أهلها يسألونها رسول الله صلى الله عليه وسلم بالشرط الذي كان بينهم فلم يرجعها إليهم . وقيل لم يقع الشرط إلا على الرجال خاصة وأراد المشركون أن يعمموه في الصنفين فأبى الله ذلك ..

قال ابن هشام: «والدليل على قول الزهري أن رسول الله -صلى الله عليه وسلم- خرج إلى الحديبية في ألف وأربعمائة ـ في قول جابر ـ ثم خرج عام فتح مكة بعد ذلك بسنتين في عشرة آلاف»


قال ابن القيم: «ومن حكم الصلح أن هذه الهدنة كانت من أعظم الفتوح؛ فإن الناس أمن بعضهم بعضاً، واختلط المسلمون بالكفار وبادؤوهم بالدعوة، وأسمعوهم القرآن، وناظروهم على الإسلام جهرة آمنين، وظهر من كان مختلطاً بالإسلام ..


كذلك .. انه لا ينبغي لاحد ان يغتر بقوته .. أويستهين بضعف غيره ايضا ..
(أبي سفيان) الذي هُرع إلى المدينة يستعطف رسول الله -صلى الله عليه وسلم- في استقدام أبي بصير والمؤمنين معه والغاء هذا الشرط ؛ حيث ألحقوا بتجارة قريش الأذى، وهزّوا اقتصادها، وأخافوا أتباعها...

كما دلت قصة عمر بن الخطاب رضي الله عنه ؟؟ على أهمية طاعة الله ورسوله والانقياد للشـــرع وإن خالف الهــوى. قال العلمـاء: لا يخفى ما في هذه القصة من وجوب طاعته والانقياد لأمره ولو خالف ظاهر ذلك مقتضى القياس، أو كرهته النفوس، فيجب على كل مكلفٍ أن يعتقد أن الخير فيما أمر به، وأنه عين الصلاح المتضمن لسعادة الدنيا والآخرة، وأنه جارٍ على أتم الوجوه وأكملها؛ غير أن أكثر العقول قصرت عن إدراك غايته وعاقبة أمره

كما أثنى الله سبحانه وتعالى على المؤمنين الذين بايعوا تحت الشجرة (يوم الحديبية) وسميت بيعتهم (بيعة الرضوان)( لَقَدْ رَضِيَ اللَّهُ عَنِ الْـمُؤْمِنِينَ إذْ يُبَايِعُونَكَ تَحْتَ الشَّجَرَةِ )

وكان الصحابة الذين شهدوها يعدونها (فتحاً)؛ ففي صحيح البخاري من حديث البراء ـ رضي الله عنه ـ قال: (تعدُّون أنتم الفتح فتح مكة، وقد كان فتح مكة فتحاً، ونحن نعدُّ الفتح (بيعة الرضوان) يوم الحديبية)

فلما أقبل النبي -صلى الله عليه وسلم- راجعاً، فقال رجل من أصحابه، ما هذا بفتح؛ لقد صدونا عن البيت وصُدَّ هَدْيُنا، وردّ رسول الله -صلى الله عليه وسلم- رجلين من المؤمنين كانا خرجا إليه، فبلغه ذلك -صلى الله عليه وسلم- فقال: بئس الكلام، بل هو (أعظم الفتوح) قد رضي المشركون أن يدفعوكم بالراح عن بلادهم ويسألونكم القضية، ويرغبون إليكم في الأمان، وقد رأوا منكم ما كرهوا، وأظفركم الله عليهم، وردكم سالمين مأجورين؛ فهو (أعظم الفتوح) ..
أنسيتم يوم (أُحُد) إذ تُصعِدون ولا تلوون على أحد وأنا أدعوكم في أُخراكم؟
أنسيتم يوم الأحزاب؛ إذ جاؤوكم من فوقكم ومن أسفل منكم وإذ زاغت الأبصار وبلغت القلوب الحناجر وتظنون بالله الظنون؟
فقال المسلمون: صدق الله ورسوله هو (أعظم الفتوح) والله! يا نبي الله!
ما فكرنا فيما فكرت فيه، ولأنت أعلم بالله وبأمره منا.

قال ابن القيم ـ رحمه الله ـ: ومن فوائد صلح الحديبية أن المُعاهَدين إذا عاهدوا الإمام فخرجت منهم طائفة فحاربتهم وغنمت أموالهم، ولم يتحيزوا إلى الإمام، لم يجب على الإمام دفعهم عنهم، ومنعهم منهم وسواءٌ دخلوا في عقد الإمام وعهده ودينه أو لم يدخلوا، والعهد الذي كان بين النبي -صلى الله عليه وسلم- وبين المشركين لم يكن عهداً بين أبي بصير وأصحابه وبينهم، وعلى هذا فإذا كان بين بعض ملوك المسلمين وبعض أهل الذمة من النصارى وغيرهم عهدٌ جاز لملك آخر من ملوك المسلمين أن يغزوهم، ويغنم أموالهم إذا لم يكن بينه وبينهم عهد، كما أفتى شيخ الإسلام في نصارى مَلَطْية وسبيهم مستدلاً بقصة أبي بصير مع المشركين ..

يقول الله تعالى ... ( قل ماكنت بدعا من الرسل وما أدري مايفعل بي ولابكم ) ... فهل احد يعرف الغيب غير الله اذن .. ان كان رسوله عليه الصلاة والسلام لايعلم ذلك كما بينته الاية الكريمة السابقة ..

افلا نتقي الله اخوتي واخواتي واحبتي .. ونخافه في تكفير وتفجير وتخريج وتهويد اخواننا المسلمين .. فلنتفكر قليلا ولنتدارك انفسنا قبل فوات الاوان .. ولنحكم عقولنا وقت الازمات .. فان يد الله مع الجماعة .. ( ومن يؤت الحكمة فقد أوتي خيرا كثيرا ) ... ( ومن يتق الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لايحتسب ومن يتوكل على الله فهو حسبه ان الله بالغ امره قد جعل الله لكل شئ قدرا ) ..


واستغفر الله لي ولوالدي ولكم ولجميع المسلمين الاحياء منهم والميتين .. وصلى الله على سيدنا محمد وسلم تسليما كثيرا ...

آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 22-06-2006 الساعة 05:23 AM.
  #3  
قديم 22-06-2006, 10:30 AM
الطاوس الطاوس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,090
إفتراضي

بارك الله فيك ياأخي على هذها الفوائد من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..
__________________
وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى عن قتال الولاة الظلمةابن تيمية
واعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمن تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون، أفّاكون، آثمون. الإمام الاوزاعي
ومن كان محسنًا للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم، عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم، ويظهر لهم الإنكار، وإلا أُلْحق بهم، وجُعل منهم. ابن تيمية
  #4  
قديم 22-06-2006, 04:11 PM
*سهيل*اليماني* *سهيل*اليماني* غير متصل
عضو مميّز
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2006
المشاركات: 1,467
إفتراضي

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة الطاوس
بارك الله فيك ياأخي على هذها الفوائد من سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم ..


صلى الله عليه وسلم , اتحافك للموضوع , يزيد من بركته انشاء الله ويبعث السرور للنفس , مع ان الواقع اليوم , لايكاد يختلف كثيرا عن ظروف الصلح بوجهه العام رغم اختلاف جوهره ..

كما انني اتمنى استخلاص , المزيد من الفوائدال سياسية والاجتماعية التي تنطبق على ارض واقعنا اليوم , فيما يتعلق بالمبادرات الاسلامية والتي قد تضع العدو في مازق , من حيث مايترتب عليها من مصلحة عامة للمسلمين غير ظاهرة للاعداء ,

الا ترى ان الدول الاسلامية , لو يتجمع لديها قوة جهادية سرية وواضحة الاهداف والمقاصد ومتوحدة الصفوف ضد العدو , تدعمها الحكومات الاسلامية , بطريق غير مباشر ..

( حيث ان الحكومات الاسلامية على اتفاق مسبق مع العدو ومهادنة ضرورية لمصلحة البلاد وسلامة بقية العباد , لعدم تكافؤ القوتان العسكريتان .. ولأن المواجهه المباشرة , قد تؤدي خسائر فادحة بالممتلكات والمواطنين , وقد تؤدي الى اهلاك غالبية الشعب , وابادة الكيان الاسلامي .. لا قدر الله )..

وذلك استنادا الى قصة ابو بصير , وابوجندل , وغيرهما , وكيف رجحا كفة المسلمين , عندها سيقف العدو في حيرة من امره , ولن يكون بمقدورة الاضرار او الاعتداء على اي دولة من الدول الاسلامية ..

ان الجماعات الحالية ,, والاحزاب المتنافسة والفئات المقاتلة ... على اختلاف مقاصدها , انما تصب في مصالح العدو , وذلك في تبرير اعتداءاته وانتهاكاته للحرمات الدولية , وقد تكون خطة من صنعه ايضا ,

ففي كلتا الحالتين , متى يجتمع رأي الامة , وتتعاضد الائمة , ويذعن الشعب في الانقياد ةالتسليم لولاة الامر , في غير ظاهر معصية او احرمة دينية مخرجة عن الملة ,

عندها , فلن يتمكن العدو من المسلمين .. باذن الله يؤيد بنصره من يشاء ..

آخر تعديل بواسطة *سهيل*اليماني* ، 22-06-2006 الساعة 04:18 PM.
  #5  
قديم 01-08-2006, 02:53 PM
الطاوس الطاوس غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2006
المشاركات: 1,090
Post

إقتباس:
المشاركة الأصلية بواسطة *سهيل*اليماني*
صلى الله عليه وسلم , اتحافك للموضوع , يزيد من بركته انشاء الله ويبعث السرور للنفس ,
مع ان الواقع اليوم , لايكاد يختلف كثيرا عن ظروف الصلح بوجهه العام رغم اختلاف جوهره
..

كما انني اتمنى استخلاص , المزيد من الفوائدال سياسية والاجتماعية التي تنطبق على ارض واقعنا اليوم ,
فيما يتعلق بالمبادرات الاسلامية والتي قد تضع العدو في مازق , من حيث مايترتب عليها من مصلحة عامة للمسلمين غير ظاهرة للاعداء ,

الا ترى ان الدول الاسلامية , لو يتجمع لديها قوة جهادية سرية وواضحة الاهداف والمقاصد ومتوحدة الصفوف ضد العدو , تدعمها الحكومات الاسلامية , بطريق غير مباشر ..

( حيث ان الحكومات الاسلامية على اتفاق مسبق مع العدو ومهادنة ضرورية لمصلحة البلاد وسلامة بقية العباد , لعدم تكافؤ القوتان العسكريتان .. ولأن المواجهه المباشرة , قد تؤدي خسائر فادحة بالممتلكات والمواطنين , وقد تؤدي الى اهلاك غالبية الشعب , وابادة الكيان الاسلامي .. لا قدر الله )..


وذلك استنادا الى قصة ابو بصير , وابوجندل , وغيرهما , وكيف رجحا كفة المسلمين , عندها سيقف العدو في حيرة من امره , ولن يكون بمقدورة الاضرار او الاعتداء على اي دولة من الدول الاسلامية ..

ان الجماعات الحالية ,, والاحزاب المتنافسة والفئات المقاتلة ... على اختلاف مقاصدها , انما تصب في مصالح العدو , وذلك في تبرير اعتداءاته وانتهاكاته للحرمات الدولية , وقد تكون خطة من صنعه ايضا ,
ففي كلتا الحالتين , متى يجتمع رأي الامة , وتتعاضد الائمة , ويذعن الشعب في الانقياد ةالتسليم لولاة الامر , في غير ظاهر معصية او احرمة دينية مخرجة عن الملة ,

عندها , فلن يتمكن العدو من المسلمين .. باذن الله يؤيد بنصره من يشاء ..
كلمات تكتب بماء ذهب ...جزاك الله خيرآ ياأخانا سهيل ..
__________________
وأئمة أهل البدع أضر على الأمة من أهل الذنوب، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقتل الخوارج، ونهى عن قتال الولاة الظلمةابن تيمية
واعلموا أن هذا العلم دين، فانظروا ما تصنعون، وعمن تأخذون، وبمن تقتدون، ومن على دينكم تأمنون؛ فإن أهل البدع كلهم مبطلون، أفّاكون، آثمون. الإمام الاوزاعي
ومن كان محسنًا للظن بهم، وادعى أنه لم يعرف حالهم، عُرِّف حالهم، فإن لم يباينهم، ويظهر لهم الإنكار، وإلا أُلْحق بهم، وجُعل منهم. ابن تيمية
  #6  
قديم 01-08-2006, 05:14 PM
حق وعدل حق وعدل غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2006
المشاركات: 138
إفتراضي

أخونا سهيل

صلح الحديبية أسماه الله نصراً فقال: "إذا جاء نصر الله والفتح"

وكان بأمر من الله

هل يوجد في هذه الأمة أحد يوحى إليه؟

وعلى كل حال وقتها مكة كانت محتلة من قبل الكفار وكانوا يظنون انهم يحسنون صنعاً

تماماً كحالنا حالياً
  #7  
قديم 02-08-2006, 08:13 AM
على رسلك على رسلك غير متصل
سـحـابة ظــــل
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2005
المشاركات: 6,053
إفتراضي

حفظك الله وبارك لك فيما علمك....
__________________
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م