مجلة الخيمة حوار الخيمة دليل المواقع نخبة المواقع Muslim Tents
التسكين المجاني التسكين المدفوع سجلات الزوار بطاقات الخيمة للإعلان في الخيمة
الأسئلة الشائعة قائمة الأعضاء التقويم البحث مواضيع اليوم جعل جميع المنتديات مقروءة

العودة   أرشــــــيـــف حوار الخيمة العربية > القسم الإسلامي > الخيمة الإسلامية
اسم المستخدم
كلمة المرور

 
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع طريقة العرض
  #1  
قديم 19-09-2000, 11:33 AM
NASIH NASIH غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 39
Post التوسل بالأنبياء والصالحين

بسم الله الرحمن الرحيم
ردَّ سيفُ الله الصقيل: ناصرُ الحق، السيدُ الإمامُ الشيخُ طارقُ بن محمد السعدي حفظه الله على مبتدع زعم أن ( التوسل ) شرك!! فقال رضي الله عنه:
(( قال الخبيث:" .. أو أعمال شركية كالاستغاثة بالرّسول صلى الله عليه وسلم، وندائه والاستنصار به على الأعداء "اهـ !!!
{ يُرِيدُونَ أَنْ يُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَيَأْبَى اللهُ إِلا أَنْ يُتِمَّ نُورَهُ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [ التوبة: 32 ]، { يُرِيدُونَ لِيُطْفِئُوا نُورَ اللَّهِ بِأَفْوَاهِهِمْ وَاللهُ مُتِمُّ نُورِهِ وَلَوْ كَرِهَ الْكَافِرُونَ } [ الصف: 8 ]:
فقال الله تعالى: { يَاأَيُّهَا الَّذِينَ ءَامَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَابْتَغُوا إِلَيْهِ الْوَسِيلَةَ } [ المائدة: 35 ]. قال الإمام القرطبي في تفسيره:" ( الوسيلة ): هي القربة، عن أبي وائل والحسن ومجاهد وقتادة وعطاء والسد وابن زيد وعبد الله بن كثير. وهي فعيلة من ( توسلت إليه ) أي: تقربت، قال عنترة:
إن الرجال لهم إليك وســيلة * أن يأخذوك تكحلي وتخصبي
والجمع الوسائل، قال:
إذا غفل الواشون عدنا لوصلنا * وعاد التصافي بيننا والوسائل
ويقال: منه سلت أسأل، أي: طلبت. وهما يتساولان، أي: يطلب كل واحد من صاحبه؛ فالأصل الطلب، والوسيلة القربة التي ينبغي أن يطلب بها "اهـ
ومعنى ( التوسل، والاستغاثة، والتبرك.. الخ، بالشخص أو الجاه ): ما قاله الإمام الحصني وهو:" أسأل الله عز وجل برسوله وأتشفّع إليه به. فهو [ يعني: المتوسل ] سائل لله عز وجل لا لغيره. ولا يلزم من التوسل به أو بشخص والتشفّع إليه به أن يكون عَبَدَه ولا اتخذه إلها وربّا من دون الله ولا جعله شريكا له في الإلهيّة، ومَن جعل التوسل بشخص مثل هؤلاء فهو من جهله وسوء فهمه وعدم تعقّله ما يقول؛ ومثل هذا لا يحل لأحد أن يقلده ولا أن ينظر في كلامه إلا مَنْ له رتبة التمييز بين الحق والباطل وإلا هلك وهو لا يشعر "اهـ [ دفع الشبه: 121 ـ 122 ].
وذلك ما بيّنه سبحانه من كون ( الوسيلة ) لا تقتصر على فعل العبادات المعروفة، بل تتعدّاها إلى الطلب من خلال كل ذي جاه عنده سبحانه. فقال: { وَجِيهاً فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ } [ آل عمران : 45 ]، { وَكانَ عِنْدَ اللَّهِ وَجِيهاً }[ الأحزاب: 69 ]، و( الوجيه ): ذو الوجه والمنزلة، المُشَفّع فيما يسأل، وكذا: ( المكين ) كما في حديث ( الضّرس ) الذي علمه سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم للسيدة أسماء بنت سيدنا أبي بكر الصّدّيق رضي الله عنهما، وهو:" ضعي يدك عليه ثم قولي ـ ثلاث مرات ـ بسم الله، اللهم أذهب عني شرّ ما أجد، بدعوة نبيّك الطيّب المبارك المكين عندك، بسم الله "[ أخرجه الخرائطي وابن عساكر، وهو حديث حسن كما قال العزيزي ]، و ( صاحب الحقّ ) كما في حديث ( فاطمة بنت أسد رضي الله عنها ) أن سيدنا رسول الله محمدا صلى الله عليه وسلم اضطجع في قبرها بعد حفره وقال:" الله الذي يحيي ويميت وهو حيّ لا يموت، اغفر لأمّي فاطمة بنت أسد، ووسّع عليها مُدخَلَها بحقّ نبيّك والأنبياء الذين قبلي، فإنك أرحم الرّاحمين "[ أخرجه ابن حبان والحاكم والطبراني، وصححوه ]، وحديث ( الخروج للصّلاة ) وهو:" من قال حين يخرج إلى الصلاة: اللهمّ إني أسألك بحقّ السائلين عليك، وبحقّ ممشاي هذا، إني لم أخرج أشراً ولا بَطراً ولا رياءً ولا سُمعةً، خرجت خوف سخطك وابتغاءَ مَرْضاتك، أسألك أن تُنقِذني من النار وأن تغفر لي ذنوبي إنه لا يغفر الذّنوبَ إلا أنت )، وكّل الله به سبعين ألف ملك يستغفرون له، وأقبل الله عليه بوجهه حتى يفرُغَ من صلاته"[ أخرجه أحمد وابن ماجة وغيرهما، وهو لا ينزل عن مرتبة الحسن ].
وقوله: { مَنْ ذَا الَّذِي يَشْفَعُ عِنْدَهُ إِلا بِإِذْنِهِ } [ البقرة: 255 ]، مؤكداً تفضله على خواصّ من عباده بمزيد شرف يتوسطون به لحاجات لهم ولغيرهم.
ثم بيّن جل جلاله لعباده خصوصيّة ذوي الجاه عنده، تشريفا لهم وإظهارا لمكانتهم، فقال: { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك فاستغفروا الله واستغفر لهم الرسول لوجدوا الله توابا رحيما } [ النساء: 64 ] غير مكتف ببيان خصوصيّة التوسل بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وفضلها، حتى بيّن فضل التوسل بآثاره التي منها مقامه. وهو ما فهمه الصحابة رضي الله عنهم ومن تبعهم، فعظّموا مقامه، وصاروا يقتتلون على فضل وضوءه الشريف، ويشربون عرقه بل منهم من شرب دمَه وبولَه صلى الله عليه وسلم، وتمسّحوا بنخامه، وغير ذلك .. مما ثبت في الصّحاح وغيرها من السنن.
ولسيّدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خاصّة خصوصيّة تفوق العالمين عند رفيقه الأعلى سبحانه وتعالى، إذ أعلم به الأولين والآخرين وجعله وجيها للعالمين: فتوسل به سيدنا آدم عليه السلام بعد خطيئته قائلا:" يا رب أسألك بحق محمد إلا ما غفرت لي .."الحديث [ أخرجه البيهقي في الدلائل والحاكم والطبراني، وأقل ما يُقال فيه: أنه ( حسن ) ]. وكذا اليهود { كانوا من قبل يستفتحون على الذين كفروا } بقولهم:" اللهمّ إنا نستنصرك بحقّ النبي الأميّ إلا نصرتنا، فينتصرون "[ أخرجه أبو نعيم وغيره، وانظر تفسير النيسابوري والكشاف والخازن والبغوي والنسفي وروح المعاني للالوسي، وغيرها ]؛ وروى ابن أبي الدنيا بإسناده أن قريشا تتابعت عليها سنون أقحلت الضّرع، وأدقّت العظم، فدعا لهم عبد المطلب متوسلا بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وهو يومئذ غلام، فما راموا حتى تفجّرت السّماء كالأنهار ، وتكرّر ذلك زمن أبي طالب، حتى أنشد في شعرا ـ كما سيأتي ـ. وثبت توسل الأمة به صلى الله عليه وسلم ـ كما ستعلم بعد هذا ـ. ويوم القيامة ـ كما في حديث ( الشفاعة ) المتفق عليه ـ تلجأ الأمم إلى سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم مستغيثين به ليشفع لهم في الحساب.
تنبيه: والتشاهد باستفتاح اليهود به صلى الله عليه وسلم إقرار الله تعالى لذلك في كتابه العزيز، لا أن شرائع اليهود يستدل بها ـ كما ادّعى هؤلاء في التوحيد خاصّة!! ولكنه لا يُستغرب منهم لكون اليهود هم أسلافهم على التحقيق، في التجسيم وغيره من مفاسد مذهبهم الرّقيق ـ.
وكذا يقال في توسل قريش الذي تلقته الأمة بالقَبول: فروى البخاري في صحيحه بسنده عن عبد الله بن دينار عن أبيه قال:" سمعت ابن عمر يتمثل بشعر أبي طالب:
وأبيض يُستسقى الغمام بوجهه * ثمال اليتامى عصمة للأرامل "

كما رَوَى عن سيدنا ابن عمر رضي الله عنهما أنه قال :" ربما ذكرت قول الشاعر وأنا أنظر إلى وجه النبي صلى الله عليه وسلم يستسقي ..".

وقد بيّن ذلك سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، بقوله لرجل استغاث به لكشف بصره:" اذهب إلى الميضأة فتوضأ ثم صلّ ركعتين وقل: اللهم إني أسألك وأتوجّه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني توجّهت بك إلى ربّي في حاجتي لتُقضى لي، اللهم شفّعه فيّ " [ رواه الحاكم وغيره، وهو صحيح ]، وفي رواية صحيحة أيضاً عند النسائي في عمل اليوم والليلة ، أنه قال عند ذكر الحاجة:" أن يقضي حاجتي، أو حاجتي إلى فلان، أو حاجتي في كذا وكذا "، وهذه الزيادة: لا تتعارض مع الأولى، فتُعتبر زيادة مقبولة. مع العلم أنها لو كانت على غير ذلك فإنها تدل على ما فهمه الرواة من الخبر، وهو فهم صحيح من جهة الفقه كما لا يخفى، ومنه تبويب الحفاظ لحديث ( الأعمى ) هذا بـ ( باب صلاة الحاجة ). وهذا صريح في مشروعية وفضل التوسّل به صلى الله عليه وسلم وندائه والاستنصار به على الحاجات، ما دامت الأرضون والسماوات، مع اعتقاد أن ذلك إنما جُعل سبب إجابة للتشريف وإظهار الفضل ، لا أن لغير الله تعالى ـ من الحبيب سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم فما دونه ـ تأثير في شيء من العالم، وهو ظاهر في قوله:" اللهمّ شفّعه فيّ "، ومعلوم بكلمة التوحيد الطيّبة ( لا إله إلا الله ). وإليه يرجع معنى نحو خبر:" إذا سألت فاسأل الله، وإذا استعنت فاستعن بالله "، فيكون معناه: عند سؤالك أو استعانتك غير الله تعالى كن سائلا مستعينا الله سبحانه، لأن غيره ليس له تأثير في شيء ولا ينفع أو يضر إلا بإذنه. ولا يُقال: فلا تسأل أو تستعن غير الله ؟ لأنّه أذن بذلك، وسنّه، بل جعله سببا للإجابة ومحلا لتعظيم خطر المسألة وضرورة حلها. فالمانع منه مانع لما شرعه الله تعالى، ومعطل لما لم يشرعه الله تعالى عبثا. مع العلم: أن هذا الحديث أعم من مسألة التوسل التي نحن بصددها، فيشتمل على كل ما يباشره العبدُ حتى من نفسه. فتنبه

وعمل الصّحابة رضي الله تعالى عنهم ومن بعدهم بالتوسل بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم وبغيره :
فأخرج الطبراني بسنده: أن الصحابيّ الجليل عثمان بن حنيف رضي الله عنه علّم الدعاء المتقدّم ـ في حديث الأعمى ـ لذي حاجة عند سيدنا عثمان بن عفان رضي الله عنه زمن خلافته.

وقال مالك خازن سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه ـ وهو تابعيّ متفق عليه كما قال الحافظ الخليلي في الإرشاد ـ:" أصاب الناس قحط في زمن عمر [ بن الخطاب رضي الله عنه ]، فجاء رجل إلى قبر النبي صلى الله عليه وسلّم فقال: يا رسول الله، استسق لأمتك فإنهم قد هلكوا، فأتى الرّجل في المنام فقال له: ( ائت عمر فقل له: سقيتم فعليك الكيس الكيس )، فبكى عمر وقال: ما آلو إلا ما عجزت عنه "[ أخرجه ابن أبي شيبة وغيره، وهو صحيح، وممن حكم بصحّته الحافظ ابن كثير ( صاحب التفسير ) في البداية والنهاية، والحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري. ولا عبرة بمن ضعفه للجهالة بحال مالك الدار بعد بيان الحافظ الخليلي لحاله ]، وهو دليل على أن من مذهب سيدنا عمر رضي الله عنه التوسل بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خلافا لما يدّعيه هؤلاء الحشوية المتمسلفين المتمسّكين بشبهة توسّله رضي الله عنه بسيدنا العباس رضي الله عنه تلبيسا منهم الحق بالباطل لكتمانه، إذ هذه الشبهة في حقهم هي حجة لا يشوبها شائبة عليهم في إثبات التوسّل عموما ـ الذي يندرج في عموم أدلة التوسل، وأشار إليه سيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم في قوله:" اللهم إني أسألك بحقّ السائلين عليك "[ أخرجه ابن ماجة وابن السني، وهو لا ينزل عن مرتبة الحسن ] ـ وبسيدنا محمد صلى الله عليه وسلم خصوصا: وذلك أنه توسل بالتوسّل، إذ أتى بسيدنا العباس رضي الله عنه خاصة مع وجود من هو أفضل منه لما كان يعنيه لسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم، فكان في الحقيقة متوسلا به له إلى الله تعالى.
ثم كيف يُفهم من التوسل به حرمة ما أثبته الشرع وأقره نفس المتوسِّل كما علمت؟!!
وقد ثبت أن سيدنا عمر رضي الله عنه استسقى ودعا بدون توسل بأحدٍ في غير مرّة، فهلا حرّم هؤلاء العنجهيّون التوسّل مطلقاً!!
وقضى بالتفرقة بين ديّة الأصابع ـ لعدم علمه بالسنّة فيها ـ، فهلا قضى هؤلاء المتنطعون المتفيقهون برأيه ونسخوا به السنّة!!
وليتهم إذ ادعوا بذلك حرصهم على اتّباع سيدنا عمر رضي الله عنه، اتّبعوه وابنَه عبد الله رضي الله عنهما وغيرهما من سلف الأمة الصالح: في تصريحهم بالبدعة الحسنة. ولكنهم كما قال الله تعالى في سلفهم الحقيقي: { يُحِلُّونَهُ عَامًا وَيُحَرِّمُونَهُ عَامًا لِيُوَاطِئُوا عِدَّةَ مَا حَرَّمَ اللهُ فَيُحِلُّوا مَا حَرَّمَ اللهُ زُيِّنَ لَهُمْ سُوءُ أَعْمَالِهِمْ وَاللهُ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الْكَافِرِينَ } [ التوبة: 37 ].
ومن قال بـ ( التفرقة ) بين الحياة الدنيوية والموت ، مستدلا بهذا الحديث ـ ( يعني الاستسقاء بالعباس رضي الله عنه ) ـ وأوهام خياله الفاسد وعلمه الكاسد، فقد حقّق نسبته إلى أهل الزيغ والزّندقة؛ لأن ميتة الدنيا لا تفني العبد ولا العمل فضلا عن الجاه عند الله تعالى، كما هو ثابت في الكتاب والسّنة ـ وذكرناه مفصلا في كتابنا ( إجابة السائلين ) ـ. سيما والقرآن والسنة صرّحا وبيّنا حياةَ الأنبياء والصالحين .
وإن التصريح الوارد في الأدلة المتقدّمة والآتية يُبطل هذه الدّعوى الخبيثة ويردها، سيما وأنه: ( لا مساغ للاجتهاد في مورد النص ) و( لا عبرة بالدلالة في مقابلة التصريح ) كما تقرر عند أهل الاستنباط والفقه. فتنبه
وقال الإمام الكوثري:" وقول عمر في الاستسقاء [ بالعباس رضي الله عنهما ]: ( وإنا نتوسل إليك بعمّ نبينا ) نصّ على توسّل الصحابة بالصّحابة؛ وفيه إنشاء التوسّل بشخص العباس رضي الله عنه: وليس في هذه الجملة فائدة الخبر [ كما يدعي الحشوية ]؛ لأن الله سبحانه يعلم توسّل المتوسلين، ولا لازم فائدة الخبر؛ لأن الله يعلم أيضاً علم المتوسلين بتوسلهم، فتمحّصت الجملة لإنشاء التوسّل بالشّخص.
وقوله: ( كنّا نتوسّل ) فيه أيضا ما في الجملة الأولى. على أن قول الصحابي ( كنا نفعل كذا ) يَنْصَبّ على ما قبل زمن القول، فيكون المعنى: أن الصحابة رضي الله عنهم كانوا يتوسلون به صلى الله عليه وسلم في حيلته وبعد لحوقه بالرّفيق الأعلى إلى عام الرّمادة. وقصْر ذلك على ما قبل وفاته عليه السلام تقصير عن هوى [ كما علمت من الأدلة المتقدّمة وما هو آت ]، وتحريف لنصّ الحديث، وتأويل بدون دليل.
ومَن حاول إنكار جواز التوسل بالأنبياء بعد موتهم بعدول عمر إلى العباس في الاستسقاء قد حاول المحال، ونَسَب إلى عمر ما لم يخطر له على بال، فضلا عن أن ينطق به، فلا يكون هذا إلا محاولة إبطال السنّة الصحيحة الصّريحة بالرّأي . وفعل عمر إنما يدل على أن التوسّل بقرابة الرّسول .. جائز كجوازه بالنبي عليه وعليهم الصلاة والسلام، ليس غير. بل في استيعاب ابن عبد البر: بيان سبب استسقاء عمر بالعباس حيث يقول فيه: ( إن الأرض أجدبت إجدابا شديدا على عهد عمر زمن الرّمادة ـ وذلك سنة سبع عشرة ـ، فقال كعب: يا أمير المؤمنين، إن بني إسرائيل كانوا إذا أصابهم مثل هذا استسقوا بعصبة الأنبياء. فقال عمر: هذا عمّ رسول الله صلى الله عليه وسلم وصنو أبيه وسيّد بني هاشم ، فمشى إليه عمر، وشكا إليه .. )، فهل استبان الآن أن استسقاء عمر بالعباس لم يكن من جهة أن الرسول ميت لا يسمع نداء، ولا جاه له عند الله تعالى؟ حاش لله ما هذا إلا إفك مفترى "اهـ [ المقالات: 411 ] وما بين المعقوفتين [ ] من زيادتي.
وقال سيّدنا علي بن أبي طالب رضي الله عنه:" قَدِمَ علينا أعرابي بعد ما دفنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بثلاثة أيام، فرمى بنفسه على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحَثا على رأسه من تُرابه ، فقال: قُلْتَ يا رسول الله فسَمِعنا قَولَك، ووَعَيْتَ عن الله عز وجلّ فوعينا عنك، وكان فيما أنزل عليك { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك .. } الآية، وقد ظلمت نفسي وجئتك تستغفر لي. فنودي من القبر: أنه قد غُفِر لك "[ ذكره القرطبي في تفسيره ]. وهذه القصة غير قصّة العتبي التي ذكرها الأئمة بالأسانيد.
وحدّث سفيان الثوري عن الشعبي أنه كان بفناء الكعبة الشريفة مع سيدنا عبد الله بن عمر وعبد الله بن الزبير ومصعب بن الزبير وعبد الملك بن مروان، واتفقوا أن يقوم كل رجل منهم إلى الركن اليماني ويسأل الله حاجته. ففعلوا، وكان من دعاء عبد الله بن الزبير:" اللهم إنك عظيم ترجى لكل عظيم ، أسألك بحرمة وجهك، وحرمة عرشك، وحرمة نبيك صلى الله عليه وسلم .."؛ ومن دعاء عبد الملك:" .. وأسألك بحقك على جميع خلقك، وبحق الطائفين حول بيتك ..". قال الشعبي:" فما ذهبت عيناي من الدنيا حتى رأيت كل رجل منهم قد أُعطي ما سأل .." [ أخرجه ابن أبي الدنيا وغيره ]. والشاهد في هذا الأثر: الحاضر وراوي الخبر.
وقال أبن حميد:" ناظر أبو جعفر أمير المؤمنين مالكاً في مسجد رسول الله صلى الله عليه وسلم، فقال له مالك: لا ترفع صوتك في هذا المسجد، فإن الله عز وجل أدّب أقواماً فقال: { لا ترفعوا أصواتكم فوق صوت النبي } الآية، ومدح قوماً فقال: { إن الذين يغضّون أصواتهم عند رسول الله } الآية، وذمّ قوما فقال: { إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون }، وإن حرمته ميتا كحرمته حيا. فاستكان لها أبو جعفر، فقال: يا أبا عبد الله، أستَقْبِل القِبلة وأدعو أم أستقبل رسول الله صلى الله عليه وسلم؟ فقال: ولِمَ تصرف وجهك عنه وهو وسيلتك ووسيلة أبيك آدم إلى يوم القيامة، بل استَقبله، واستشفع به فيشفّعك الله، قال الله تعالى: { ولو أنهم إذ ظلموا أنفسهم جاءوك .. } الآية "اهـ، وفي رواية :" يوم القيامة ". قال الإمام الحصني :" القصّة معروفة مشهورة ، ذكرها غير واحد من المتقدمين والمتأخرين بأسانيد جيدة .. ولم نعلم أنّ أحداً طَعَنَ في قصة مالك إلا هذا الفاجر ابن تيمية .. فإن هذا شأنه: إذا وَجَد شيئاً لا مساس فيه لِمَا ابتدَعَه قال به وقَبِلَه ولم يَطْعَن، وإذا وجد شيئا على خِلاف بدعتِه طَعَنَ فيه وإنْ اتُّفِقَ على صِحّته، ولا يذكر شيئا على خِلاف هَوَاه وإن اتُّفِقَ على صِحّته لاسيما إذا كان آيةً أو خبراً عن رسولِ الله صلى الله عليه وسلم، ولو أمْكَنَه أنْ يَطْعَن في الآيةِ لَفَعَل!! إلا أنّه تَعَرّض لتخصيصها!! وهي دَعوى مجرّدة، وعلى خِلاف ما فهمه العلماء من العموم، ووقع العمل عليه. فمن ادّعى التخصيص بغير دليلٍ سَمْعِيٍّ ظاهر الدّلالة، قطَعْنَا بخطئه، واتّهمناه، واستدللنا بذلك على استنقاصه سيّد الأولين والآخرين الكامل المكمّل، وهو كُفْرٌ بإجماع أهل التوحيد "اهـ [ دفع شبه من شبه وتمرّد ونسب ذلك إلى السيد الجليل الإمام أحمد ] .
وأخرج ابن عساكر في تاريخه عن جعفر ابن محمد بن علي بن الحسين: أن المنصور ظلمه ، فصلى ركعتين، ثم قال:" اللهمّ بك أستفتح ، وبك أستنجِحُ ، وبمحمد عبدك ورسولك أتوسل .. "[ ملحق الحافظ السيوطي لكتاب الفرج بعد الشدة لابن أبي الدنيا ].
وأخرج ابن أبي الدنيا بسنده أن كثير بن محمد بن كثير بن رفاعة قال:" جاء رجل إلى عبد الملك بن حيان بن سعيد بن الحسن بن أبجر، فجسّ بطنه فقال : بك داءٌ لا يبرأ. قال: ما هو ؟ قال: هو الدبيلة. فتحول الرّجل، فقال:" الله، الله، ربي لا أشرك به أحدا، اللهمّ إني أتوجّه إليك بنبيّك محمد صلى الله عليه وسلم، نبي الرّحمة ، يا محمد ، إني أتوجه بك إلى ربك وربي أن يرحمني مما بي .. " الحديث.
وأخرج الخطيب في تاريخه بسند صحيح: توسّلَ الإمام الشافعي بالإمام أبي حنيفة رضي الله عنهما.
وقد استحب العلماء التوسل بسيدنا رسول الله محمد صلى الله عليه وسلم خاصّة عند زيارته، كما في مراجع الفقه وأمهات الكتب في باب الزيارة . قال الإمام الكوثري:" وعمل الأمة المتوارث طبقة فطبقة في ذلك مما يصعب استقصاؤه، وفي ذلك كتب خاصّة "اهـ [ المقالات: 412 ]
وقد توسعنا في عرض الأدلة ورد شبهات هؤلاء المبتدعين في كتابنا ( إجابة السائلين ) ولله الحمد. ولكن ننبه هنا: وكل ما يستدل به هؤلاء المبتدعة لتحريم التوسل: إما نزل في مشركين اتخذوا شفعاءهم أربابا مع أو من دون الله تعالى، وإما لا يتعارض مع التوسل عند التحقيق. والتفريق بين فعل المشركين والمتوسلين، وتأويل ما اشتبه على هؤلاء المبتدعة بما لا ينفي التوسل لازم: لثبوت التوسل في الكتاب والسنة، وعدم جواز ضرب نصوصهما بعضها ببعض. كما بينا لك فيما تقدم.

فإن علمت هذا، فقد علمت أن ما يتستّر به المدّعي وأسلافه ـ كعادتهم ـ لنشر هذه البدعة من دعوى ( الحفاظ على التوحيد ) ـ الذي هم منه في أقصى البعيد، ولهم على ما حشَوْه فيه أشد الوعيد ـ مظفر آخر لنا عليهم: إذ أوهموا بذلك حفاظهم على التوحيد وفهمهم له أكثر من الشّارع نفسه الذي أباح ما حرّموه.

والعجيب: أن المدّعي وأهل نحلته يبرزون جهلهم في موضع لا أدري أن الناس ممن يتبعونهم لا يروه إلا أن الله ختم على قلوبهم وعلى سمعهم وعلى أبصارهم غشاوة!!؛ وذلك أن سبب إنكارهم ذلك: ( توسطيّته )، ونراهم يقبلون ( الواسطة ) في غير هذا الموضع، كتعاطي الدّواء!! حتى لكأنك تشم ريح الحسد والبغض منهم. )) انتهى كلام الإمام
ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ
لاستفتائه ومراسلته: talsaadi@hotmail.com

  #2  
قديم 07-10-2000, 12:23 PM
NASIH NASIH غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 39
Post

للرفع
  #3  
قديم 07-10-2000, 12:57 PM
عبد اللطيف عبد اللطيف غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 109
Post

ويروى عن السلف أنهم كانوا يستنجحون حوائجهم بركعتين يصليهما ثم يقول :

اللهم بك أستفتح وبك أستنجح وإليك بنبيك محمد صلى الله عليه وسلم أتوجه .

اللهم ذلل لي صعوبة أمري وسهل حزونته وسهل من الخير أكثر مما أرجو واصرف عني من الشر أكثر مما أخاف

-----------------------

من وصية الموفق بن قدامة المقدسي

  #4  
قديم 07-10-2000, 11:26 PM
علاء الدين الجواهري علاء الدين الجواهري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jun 2000
المشاركات: 183
Post

طيب الله أنفاسك يا جوهرة الخيمة

قال بعضهم:
إطرب قد لاحت أنوار للحق بهادينا الاعظم
فمحمد شمسك يا دنيا وإما الآخرة الاكرم
فتوسل بعظيم جنابه واهجر أقوالا لا تعلم
وحديث الاعمى صححه الطبراني في أصغر معجم
وهو الشوكة في حلقهمُ وهو السيف القاضي فافهم
وبلال بن الحارث أسرع للقبر حزينا وتكلم
يا طه استسق لأمتك الظمأى فأتى نعم المغنم
ثبته الحافظ في الفتح لابن أبي شيبة قد ترجم
هذا الدين الحق صريح بالهادي استشفع لن تندم

وجزيت عنا كل خير يا طيب
خادمكم الجواهري
  #5  
قديم 08-10-2000, 11:03 AM
الخليجي الخليجي غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Sep 2000
المشاركات: 370
Post

الله الله يا لجواهري

الله يفتح عليك من بركاته بجاه النبي المصطفى ( صلى الله عليه وسلم)
  #6  
قديم 10-03-2001, 04:02 AM
المحايد ـ100%ـ المحايد ـ100%ـ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 23
Post

للرفع
أين أنت يا أخ ناصح؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟
  #7  
قديم 14-03-2001, 04:05 AM
المحايد ـ100%ـ المحايد ـ100%ـ غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 23
Post

للرفع
ومرة أخرى: أين أنت يا ناصح؟؟؟؟؟؟؟
  #8  
قديم 14-03-2001, 12:00 PM
التميري التميري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Feb 2001
المشاركات: 124
Post

الشيخ ابن تيمية وغيره يقولون الشرك
ان تقول يارسول الله اشفني، انقذني وهكذا
اما السؤال بجاهه لا يرونه سبب حقيقي للدعاء فيحكمون عليه بالبدعةلا الشرك الاكبر، تنبهوا،وكتبه طافحة بذلك
كما ان فعل الصحابة تبركا لا استغاثة ولم يحرموا فعلهم انما حرموا التبرك بغيره صلى الله عليه وسلم!!لماذا
لان الصحابة لم يتبركوا بالخلفاء الراشدين فتركوه ولم يفعلوه كما فعلوا مع النبي فدل على تحريمه،وعليكم بكتبه فالامر عظيم حيث هو تقيل وظلم والله بالمرصاد
ويستقيم الاستدلال بالدواء وغيره لانها اسباب حقيقية
اردت الا النصيحة والتبيين ،اتقوا الله وبلغوا شيخكم
  #9  
قديم 14-03-2001, 01:40 PM
أشعري أشعري غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jul 2000
المشاركات: 498
Post

بسم الله والحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله،

إلى التميري،

انظر يا تميري إلى موضوع "مشروع الخيمة الإسلامية .. المسألة الأولى .. التوسل" وكيف أن عدد العلماء الذين أجازوا التوسل وتوسلوا بالنبي صلى الله عليه وسلم في ازدياد مستمر، ألا يكفيك هذا في أن الأمر ليس بدعة كما تنقل عن ابن تيمية، ولا أدري كيف يسوغ قبول كلام ابن تيمية المناقض لكلام جموع هؤلاء العلماء وعلى رأسهم أحمد بن حنبل.

وقولك أن الصحابة حرموا التبرك بغيره صلى الله عليه وسلم يحتاج لدليل ولا يقبل منك قول عار عن الدليل، ثم ما هو الدليل على أن الترك (على فرض صحة قولك أنهم لم يتبركوا بالخلفاء الراشدين) يعني التحريم هنا؟

والله من وراء القصد.
  #10  
قديم 15-03-2001, 05:03 AM
قلم التوحيد قلم التوحيد غير متصل
Registered User
 
تاريخ التّسجيل: Jan 2001
المشاركات: 32
Talking

السلام عليكم أهل الحق ورحمة الله وبركاته
أيها التميري، لو اطلعت بالفعل على كتب ابن تيمية وأذياله وأفراخه لما عكست مذهبه بقناعاتك الهوائيَّة.
والسؤال بالجاه والاستغاثة بالصالحين فيما قُدّروا عليه سنة ثابتة يلزم منكرها من الحكم ما يلزم من رد حكم الكتاب والسنة.
ولو أنك متعلم لعرفت مآل التبرك وحقيقته فاكتفيت به دليلاً على الاستغاثة.
ولقد كذبت كمعبودك ابن تيمية فيما تنسبه للصحابة والسلف.
وبينت جهلك بالأصول تبعاً له أيضاً
وجعلت الأسباب الثابتة حقيقية ووهمية بالهوى دون سلطان مبين
فكفى والذي نفسي بيده ذلك خزي لكم أيها القرنيون التيميون الحشوية.
إنما أردت التوجيه والنصيحة، وما غلظت إلا لما استدعى ذلك من مزاحمة الشرع بالهوى وتقديم الأخير عليه دون حرمة ترعوى، عند هؤلاء المتشدقين، فليعذرني الأحبة.
وشاهدي في ذلك: قول الله تعالى: { تبت يدا أبي لهب وتب }، فليرفع عني العتب.
وشكراً
 


عدد الأعضاء الذي يتصفحون هذا الموضوع : 1 (0 عضو و 1 ضيف)
 
خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع
بحث في هذا الموضوع:

بحث متقدم
طريقة العرض

قوانين المشاركة
لا بإمكانك إضافة موضوع جديد
لا بإمكانك إضافة مشاركات جديدة
لا بإمكانك إضافة مرفقات
لا بإمكانك تعديل مشاركاتك

كود [IMG] متاح
كود HTML غير متاح
الإنتقال السريع

حوار الخيمة العربية 2005 م